رواية ملتقي القلوب كاملة بقلم زكية محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية ملتقي القلوب الفصل الثاني 2
غادر ولم يأبه لذلك الشرخ الذي أحدثه في قلبها، لم تستطع البقاء في المكان وحدها ولأول مرة تشعر بأنها تود الذهاب بعيدًا عن أي شيء يذكرها به، غادرت الشقة هي الأخرى في نفس اليوم ومنذ ذلك الحين لم تعود وها هي على قرابة الشهر وفي بيت أبيها، وعندما يسألها أحد تخبره بأنها ستبقى حتى يعود سفيان من الخارج، ليتركوها على راحتها حتى يعود هو وقد طلت عليهم كذبتها، ومنذ ذلك الحين وهي لا ترد على هاتفها عندما يتصل بها، ليجن جنون الآخر ويصيبه الخوف عليها وعندما يعلم بأنها عند أهلها، لا يعلم لم ذهبت ولكن هناك أمرًا تخفيه، لم يشأ أن يوسع الموضوع حتى لا يشك أحد من أن هناك مشكلة مفتعلة وإضطراب في علاقتهما، لذا أجل هذه المواجهة حتى العودة . مضى شهر وظل شهران متبقيان وسيرى ما يدور خلفه بنفسه .
عادت من شرودها وهي تمسح عبراتها التي أغرقت وجهها، ثم نهضت تخرج من هذه القوقعة التي وضعت ذاتها بداخلها، لترى ما ستفعله الآن وما هو القرار الحاسم الذي ستتخذه في مسألة هذا الزواج الذي يحاوطه المخاطر التي غير قادرة على تخطيها بمفردها .
*******************
عدلت من الوسادة المهترئة قبل أن تساعد والدها على التمدد عليها بعد أن أعطته جرعة دوائه وهي ترى أنه على قرابة الانتهاء، كبحت عبراتها بداخلها كي لا يراها أبيها فيكفي ما هم فيه، لا تريد أن تحمله هما جديدًا هتفت بابتسامة اصطنعتها بجدارة وإتقان :- ها يا بابا طمني عليك أنت كويس دلوقتي، صح ؟
هز رأسه بخفوت وأجابها بكذب كي لا يخيفها :- كويس يا بنتي الحمد لله متخافيش يلا روحي شوفي وراكي إيه .
أردفت بأسى:- وقفت الواد صالح في الدكانة قولت أقعد معاك شوية .
سألها بضعف :- وايه الأخبار ؟
قطمت شفتيها بقهر فماذا ستقول له ؟ فالدكانة البسيطة التي تعولهم على وشك الإغلاق فلا أحد يبتاع منهم، كما أن التجار لهم نقود ويودون الحصول عليها، لم تخبره بهذه الكوارث واحتفظت بها لنفسها .
قاطع سحابة أفكارها طرق الباب فذهبت لترى من الطارق، وعندما فتحته وجدت جارتهم بالطابق الأعلى ” نهلة ” . كادت أن ترسم ملامح الاشمئزاز ولكنها أنقذت نفسها على آخر لحظة، لتفوق على صوت نهلة التي تمضغ العلكة :- جرا إيه يا سبيل مش هتقوليلي اتفضلي .
تحدثت من تحت ضروسها :- أهلا يا نهلة أتفضلي يا اختي .
دلفتا سويا وجلستا على إحدى الارائك المتهالكة، لتنظر نهلة للمكان وهي تقول بغيظ :- مش لو كنت سمعتي كلامي كان زمانك دلوقتي في حتة غير بدل المرمطة اللي أنتِ عايشة فيها دي .
نفخت بضيق لتقول :- مية مرة يا نهلة وأنا بقولك شليني من دماغك لأني عمري ما هعمل اللي في دماغك .
أردفت بإلحاح:- يا عبيطة افهمي أنا عاوزة مصلحتك، يعني عاجبك حالك دة وأبوكي اللي أنتِ مش عارفة تجبيله حق العلاج .
أردفت بخوف خشية أن يسمعها والدها :- وطي صوتك أبويا صاحي ومش عاوزاه يسمع كفاية عليه تعبه مش عاوزة أحمله هم كفاية اللي هو فيه .
هتفت بخفوت وهي تتفحصها بتقييم :- يا بت أنتِ مش عارفة قيمة نفسك، دة أنتِ توقعي أتخن تخين وما يخدش في إيدك غلوة ودة كله هيبان لما تقلعي هدوم العواجيز دي وتلبسي هدوم من سنك .
جعدت جبينها قائلة باعتراض :- أنا عاجبة نفسي كدة ما أشتكيتش لحد .
مطت شفتيها بحنق قائلة:- بشوقك، بس بردو مستنية منك الإشارة.
رددت بعتاب :- حرام عليكي يا نهلة الطريق اللي عاوزاني أمشي فيه دة ميرضيش ربنا، دي سكة بتسحب صاحبها للوحل وأنا استحالة أحط راس أبويا اللي عاش علشاني ومجابش ليا مرات أب بهدلتني .
أردفت الأخرى بمحايلة وإصرار :- يا هبلة ما أنا رسيتك على الحوار بس أنتِ اللي خايفة .
اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول :- عاوزاني أروح مع رجالة شقق مفروشة وتقوليلي خايفة، أنتِ أكيد جرا لعقلك حاجة .
ردت بغل وهي تبتلع الإهانة بداخلها :- ما أنا قولتلك هتحطي حباية منوم في الخمرة اللي بيشربوها، ومتخافيش مش هبعتك لزباين صغيرين هيكونوا عواجيز.
نهضت من مكانها وهي تقول بصرامة:- لا يا نهلة لا صغيرين ولا كبار، روحي شوفي حد غيري واعتقيني لوجه الله ربنا يهديكي.
وقفت هي الأخرى وهي تقول :- ماشي يا سبيل يلا سلام بقى أشوفك بعدين، يكون محتاجة حاجة متتكسفيش أنا زي أختك .
أردفت بصرامة :- لا مستورة الحمد لله شكرا يا نهلة كلك جدعنة .
أردفت بميوعة :- طيب همشي أنا بقى وابقي سلميلي على عم محمد .
غادرت وأغلقت الباب خلفها وهي تزفر بضيق، ومن ثم دلفت لترى والدها وهي تطرد حديثها من ذهنها .
*****************************
عادت ابتهال من الكلية الملتحقة بها ودموعها تتسابق على وجنتيها لما تعرضت له لتوها من إهانة وتنمر، ما ذنبها في هذه المشكلة التي ولدت بها وهؤلاء الفتيات اللواتي يقومون بالسخرية منها كلما رأوها، وضعت يدها لتنزع هذه السماعة بعنف من أذنها من تحت حجابها الذي يزين رأسها، لا تود سماع أي شيء فهذا هو أفضل لها، ظلت على حالتها تلك حتى أقتربت من الشارع الخاص بهم والذي تقطن فيه مع أسرتها.
على مقربة منها كان ذلك العاشق يقف مبتسما ما إن لمحها، ليلاحظ شرودها وحزنها . اتسعت عيناه بذعر وهو يرى شاحنة خلفها وهي لا تسمع، أخذ ينادي باسمها بصوته العالي ولكن لا حياة لمن تنادي، ركض بسرعة قصوى وعلى آخر لحظة جذبها بعنف لتستقر بين ذراعيه، أما هو تنفس الصعداء أنها لم يلحق بها الأذى فكيف يعيش بعدها وهي الهواء الذي يمده لتستمر حياته .
ابتعد عنها عندما تدارك الوضع ليتفحصها بقلق وهو يقول :- أنتِ كويسة، حصلك حاجة ؟
وحينما لم يجد منها رد صرخ بصوته العالي من فرط خوفه عليها :- ابتهال ردي عليا .
هزت رأسها بأنها لا تسمعه بالاشارة ليفهم أنها لا تضع السماعة، ليخبرها بنفس الطريقة أين السماعة ولم لا لم تضعها ؟
مدت كفها له فوجدها ليقول بتعجب وهو يشير لها :- مش حطاها ليه ؟
عبس وجهها أكثر وقامت برميها ومن ثم مشت بخطوات سريعة نحو بيتها، راقب رد فعلها بذهول والتقط السماعة ومن ثم ذهب خلفها .
لحق بها عند مدخل العمارة ليسد عليها الطريق، ويكلمها بلغة الإشارة بأن تفهمه ما حدث، تنظر أرضًا دون أن تحدثه ليجن جنونه، ومن ثم أفسح لها المجال لتكمل سيرها للأعلى، أردف بإصرار بعد أن غابت عن مرمى عينيه :- لازم أتصرف مش هسيبها كدة وأقعد أتفرج عليها .
قال ذلك ثم صعد للشقة الخاصة بأكرم، ولج للداخل بعد أن رحبت به شهد زوجة خاله، وجلس ينتظر مجيء خاله على أحر من الجمر، وهو ينظر لتلك السماعة التي تسكن يده وسؤال واحد يدور بعقله، ما الذي دفعها لتتصرف على هذا النحو ؟
نهض من مكانه بأدب وسلم على خاله بابتسامة واسعة ومن ثم جلس سويا، شعر بالحرج في بادئ الأمر ولم يعرف ما يجب عليه فعله، ليقول بهروب واختلاق للحديث :- أومال فين طه ؟
هتف بهدوء :- راح الجيم زمانه على وصول دلوقتي، غريبة انتوا ما بتفارقوش بعض زي الضل، إيه اللي حصل المرة دي ؟
أردف بتوضيح :- أصل يا خالي بابا كان معاه شغل وأنا روحت معاه .
أومأ بهدوء ليقول بغموض :- ها كلمني بقى في الموضوع اللي مش مخليك على بعضك دة .
توتر أكثر ليقول :- ما هو … أصل…
ضحك عليه وهو يقول بمرح :- أيوة وبعدين أدخل في الموضوع علطول.
حك مؤخرة رأسه ثم قال ببسالة وهدوء :- خالي أنا بحب ابتهال وعاوز أتجوزها.
هز رأسه وهو يقول ببساطة :- عارف .
اتسعت عيناه بصدمة ليكمل أكرم برزانة :- أوعى تكون فاكر إني مش واخد بالي، لا دة أنا واخد بالي من زمان كمان .
ردد بهدوء وحذر :- طيب رأي حضرتك إيه ؟
أردف ببساطة :- والله أنا بقول تيجي مع طارق وجميلة وبعدين يحلها ربنا .
ابتسم له ثم مد له سماعة ابتهال ليقول بحزن :- دي سماعة ابتهال رمتها هي وجاية وكانت معيطة بس معرفتش منها حاجة .
زفر بأسى ليقول :- للأسف إحنا بقينا في مجتمع ما بيراعيش مشاعر بعض، لا بقينا بندور على إيه اللي بيوجعك علشان نعمله، ابتهال ثقتها مهزوزة شوية ومحتاجة حد يكون داعم ليها .
تحدث بصدق :- علشان كدة يا خالي بتمنى إنك توافق، حاسس إنها مسؤولة مني وأنا اللي لازم أكون العكاز بتاعها، بتوجع وأنا شايف دموعها ومش عارف أخفق عنها علشان معنديش حق إني أعمل كدة، أديني التصريح وأنا أوعدك إني مش هكسفك أبدًا.
ربت على كتفه قائلًا:- ربك يسهل يا عدي وأنا واثق فيك .
أردف بسعادة :- طيب أنا ماشي .
أردف بإصرار :- لا تمشي إيه دلوقتي دة معاد غدا يعني هتاكل معانا .
وعندما هم بالاعتراض أردف الآخر بصرامة :- هي كلمة يا ابن طارق، هتصل بطه استعجله .
أردف بتساؤل:- أومال فين الواد أحمد مش باين كدة ؟
اجابه بتوضيح :- الأستاذ يا إما في النادي يا إما لازق عند خاله مش عجباه الحارة ابن الرفضي وعيشتها.
ضحك بخفة ليقول :- وماله يا خالي اهم حاجة إنه ميعملش حاجة غلط .
ردد بصرامة :- هو يقدر علشان أعلقه، الواد دة مش عاجبني طري كدة ومش ناشف زي أخوه .
ردد بمراوغة :- يا حج ما هو بصراحة عنده حق، واحد واخد الدلع كله لوحده دة حتى البنت الوحيدة الغلبانة مش متدلعة زيه، تنكر إنك ما بتدلعهوش ؟
أردف بهروب :- أنا سايبه بمزاجي بس علشان لسة عوده أخضر بس وقت الجد هيشوف مني تصرف تاني .
أخذا يتسامران حتى دلف طه الذي ألقى عليهم التحية بوجه عابس ومن ثم دلف ليبدل ثيابه، ليقول أكرم بغيظ :- والبيه دة كمان عامل فيها روميو ومش راضي يفوق، نفسي أديله قلمين يعدلوه طالما الكلام مش نافع معاه .
هتف عدي بتعقل :- متخافش يا خالي هو بس محتاج شوية وقت وهيرجع زي الأول وأحسن .
أردف أكرم بتفكير :- أنا لازم أجوزه هو دة اللي هيعدله . بقلم زكية محمد
ردد بضحك :- يا خالي المواضيع دي بالذات ما تتاخدش كدة .
ردد بمبالاة :- لا تتاخد وبكرة تشوف هعمل إيه.
هز رأسه بنعم وهو يقول بخفوت :- ربنا يستر مش مطمنلك يا خالي، الله يكون في العون يا طه شكلك هتشوف أيام عنب
***************************
تجلس حسناء أمام التلفاز حينما سمعت طرقات الباب، نهضت مسرعة وتوجهت ترتدي وشاحا على رأسها وذهبت لتفتحه، ما إن رأت الطارق اتسعت ابتسامتها لتقول :- ماما ندى وباسل الأمور، أتفضلي يا ماما ندى وناوليني بسولة حبيبي .
حملت الصغير وهي تقبله في جميع أنحاء وجهه وهي تلاعبه والصغير يطلق ضحكات مدوية، جلستا سويا تتحدثان ويلاعبان الصغير، إلا أن ضيقت ندى عينيها وهي تقول :- تقى سابت البيت ليه يا حسناء ؟
أخذت تسعل بقوة ما إن وقع السؤال على أذنها، وكمن لدغتها عقرب وازدادت وتيرة أنفاسها، لا تعلم كيف تخرج من هذا المأزق، ابتسمت بخفوت لتقول بهروب :- أبدًا يا ماما هي بس قالت تروح عند أهلها لحد ما سفيان يرجع إن شاء الله.
قالتها واصطنعت الانشغال بالصغير بينما رددت ندى وهي تطالعها بشك :- حسناء أنا مش هبلة ولا صغيرة علشان يضحك على عقلي .
شهقت بذهول قائلة:- لا يا ماما أنتِ مش هبلة أنا مقولتش كدة .
تابعت ندى بغيظ من هذه البلهاء لتقول :- بقولك إيه يا حسناء بلاش نلف وندور على بعض، تقى زعلانة من سفيان، صح ؟ دي عمرها ما عملتها .
أخذت تنظر لها بتيه لا تعلم أتخبرها أم تصمت كما أخبرتها تقى، وقفت ندى قائلة بتعقل :- أنا عارفة إنك مش عاوزة تتكلمي علشان صحبتك قالتلك كدة، بس أنا هعرف بطريقتي خلي باسل معاكي وهبلغ آية أنه عندك .
قالت ذلك ثم تركتها برفقة الطفل، ضمت شفتيها بأسى لتقول:- ربنا يهدي حالك يا تقى، وأنت يا أستاذ باسل تعالى أما أكلك زمانك جعت .
************************
بعد دقائق معدودة وصلت ندى إلى البناية السكنية الخاصة بزوجة ابنها، صعدت للأعلى وطرقت الباب تنتظر أن يفتحه أحدهم، وبالفعل قامت فريدة بفتحه لترحب بها ببشاشة، سألتها عن تقى لتخبرها الأم بحزن بأنها دائمة المكوث في المنزل، وقلما تخرج وتجلس معهم .
طلبت منها أن تتحدث معها على انفراد لتوافقها وتتركمها سويا، فلربما تنجح هي فيما فشلت هي في الوصول إليه.
طرقت ندى الباب بخفة لتسمع صوتها من الداخل يقول بهدوء :- اتفضل .
قامت بعدل وضعيتها ورسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها، اتسعت عيناها بذهول ما إن رأت الماثلة أمامها لتقف قائلة بتوتر شديد:- ماما ندى !
تقدمت منها واحتضنتها بحنو قائلة:- إزيك يا تقى ؟ كدة بردو الغيبة دي كلها ! هتفت بتلعثم شديد:- أبدًا يا ماما أنا بس قولت يعني أقعد شوية هنا، ماما وحشتني .
هزت رأسها بعدم اقتناع لتقول :- تعالي أقعدي هنا جنبي يا حبيبتي.
نفذت ما طلبته منها لتمسك يدها قائلة بحنو :- ها بقى مش أنا مامتك حبيبتك، بقى بتخبي عليا أنا زعلانة كدة، مالك يا قلبي ؟
أردفت وهي توزع بصرها على الغرفة بأكمله عدا هي، وقالت بكذب :- مفيش حاجة يا ماما هكون مخبية عنك ايه يعني .
ضيقت عينيها قائلة بحذر :- لا أنا كدة هزعل بجد، قوليلي بقى الواد سفيان عملك إيه ؟ مزعلك في إيه ؟
ما إن التقطت أذناها اسمه لمعت الدموع بسرعة فأشاحت بوجهها بعيدًا كي لا ترى ندى دموعها، إلا أن الأخيرة رفعت وجه تقى ليكون في مقابلتها وهي تقول بشك كبير :- لا في يا تقى والموضوع كبير كمان ؟
أردفت بقهر :- أنا عاوزة أطلق يا ماما .
شهقت بذعر وقامت بضمها وأخذت تربت على شعرها بحنو وهي تقول :- بس يا حبيبتي أهدي، بطل عياط طلاق إيه بس ! بعد الشر أهدي كدة وكلميني براحة علشان أعرف أتصرف.
أخذت تقص لها الموضوع لتقول بالأخير بشهقات متقطعة :- علشان كدة أنا عاوزة أتطلق هو مديها الفرصة أنها تغيظني وتقهرني.
رددت بسرعة :- ألف بعد الشر عليكي من القهر يا حبيبتي ما تقوليش كدة .
مسكت الهاتف لتريها الصور التي التقطتها الأخيرة بقصد إثارة حنقها وتكون بصحبته لتقول ببكاء :- شايفة يا ماما شايفة .
عضت على شفتيها بغيظ لتقول :- شايفة يا بنتي بس مبقاش ندى إن ما علمته الأدب والصفرا دي بردو هوريهالك وهتشوفي بس يرجع الزفت دة بسلامته .
ثم نظرت لها مطولا لتقول بسخرية :- وأنت هتفضلي قاعدة تنوحي كدة ؟ تبقي عبيطة أوي وشوفي يا بنتي زمان محاربتش علشان أحافظ على حبي، وكانت النتيجة إنه أتجوز أختي الأصغر مني، متبقيش هبلة حاربي ووريها إنك مش ضعيفة متبقيش خايبة.
أردفت بدموع :- ما هو ابنك يا ماما الهانم عجباه، أنا غلطانة من الأول إني أتجوزته أبو عين زايغة دة اللي عاوز يتجوز الستات كلها .
كتمت ضحكتها بصعوبة على جملتها الأخيرة لتقول بلطف :- أنا هربهولك من أول وجديد ابن فادي، للأسف واخد جيناته كلها هو والزفت عاصم، بس عاصم خف من وقت ما اتجوز أما الحيوان دة لسة عاوز تأهيل من جديد .
أردفت بنفي :- لا أنا عاوزة أتطلق وبس .
رددت بمحايلة :- يا حبيبتي اسمعي الكلام يعني عاوزة تقولي إنك بطلتي تحبيه ؟
أردفت بكذب :- أيوة أنا بكرهه ومش عايزة أعيش معاه تاني . بقلم زكية محمد
أردفت بخبث :- ماشي إذا كان كدة هخليه يتجوز الصفرا دي وخليكي هنا أنتِ جنب أمك وأبوكي ينفعوكي.
شهقت بفزع لتقول :- أنتِ هتجوزي سفيان ليها بجد ؟ أنتِ مش بتحبيني أنا عارفة .
ضغطت على أسنانها بعنف لتقول :- لا بقى كدة كتير أنتِ عاوزة قلمين يعدلوكي دة ردي على كلامك الأهبل دة، أنا استحالة أخرب بيت ابني وخصوصاً لما يبقى معاه بنوتة قمر زيك كدة .
هتفت بحنق :- قولي لابنك بقى أنا أصلا مش عارفة قبلت بيه على نيلة إيه، دة حتى شكله وحش وربنا يستر وابني ميجيش شبهه .
قالت جملتها بتهور لتنتبه لها ندي والتي قالت بصدمة :- أنتِ حامل ؟
هزت رأسها بنعم وهي تقول بخجل :- أيوة أنا آسفة لو خبيت عنك بس مش كنت عاوزة أقوله، خليه البيه يتصرمح مع الست سالي وخليها تنفعه.
احتضنتها بفرح لتقول :- ألف مبروك يا حبيبتي من إمتى ؟
أردفت بشرح :- يعني من قيمة شهر كدة روحت للدكتورة واكتشفت إني حامل في تلات شهور، اتصدمت لما عرفت بعد الوقت دة كله .
ضحكت ندى بشدة عندما تذكرت حالها لتقول :- إيه دة يعني البيبي شبه باباه، أنا بردو معرفتش اني حامل فيه إلا بعد تلات شهور .
رسمت ملامح الدهشة على وجه تقى لتقول :- بجد ؟
أومأت لها بتأكيد وقالت :- أيوة مكنتش فاكرة إني حامل أصلاً وقتها، أنتِ دلوقتي خلاص هتمي الرابع ربنا يكملك على خير يا بنتي، يلا قومي زي الشاطرة كدة لمي هدومك علشان هتمشي معايا .
**************************
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ملتقي القلوب ) اسم الرواية