رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الثامن 8
دفـ ـعتها بقـ ـوة لتسـ ـقط أديتي أرضًا بعدما ضعـ ـفت قو اها لتنظر إليها أديتي بو هن وهي تضع يدها على رأسها، نظرت إليها الأخرى بـ إنتـ ـصار لتتقدم مِنّها قائلة:إلى اللقاء يا أديتي … لقد أنتهـ ـيتي
نظرت إليها أديتي وجحـ ـظت عينيها بصدمة لتصـ ـرخ قائلة:لاااااا
دفـ ـعها بقـ ـوة بواسطة قـ ـواه لتر تد هي بعـ ـنف قائلًا:أديتي خط أحمـ ـر يا هذه
نظرت إليه أديتي لتراه ينظر إليها نظرة ذات معنى قائلًا بـ أبتسامه جانبية:خط أحمـ ـر … أليس كذلك يا جميلة!
نظرت إليه أديتي للحظات بذهول وعدم إستيعاب، أقام بمناداتها بـ “الجميلة” أم أنها تتهيئ، هذا اللقب كان المُحبب إلى فؤاده، وحدها مَنّ تستحق هذا اللقب مثلما يقول دومًا إلى نفسه، أبتسم إليها ويسلي أبتسامه جميلة صافية ثم تصـ ـدى إلى هجـ ـوم السا حرة اللعـ ـينة تلك مما جعلها تستفيق مِنّ شرودها بهِ ناظرةً إلى السا حرة مباشرةً
نظر إليها ويسلي بـ إستحـ ـقار كذلك ثم نظر إلى أديتي وبدأ يقترب مِنّها بهدوء حتى وقف أمامها ومدّ يده إليها لتنظر هي إليه بهدوء ليتحدث هو مبتسمًا إبتسامة هادئة قائلًا:هيا أديتي .. أمسكِ يدي
نظرت إليه أديتي قليلًا ثم نظرت إلى يده لـ تَمُدّ هي كذلك يدها ممسكًا بـ يده، شـ ـدد هو على يدها برفق ليجذ بها هو عائدًا خطوة إلى الخلف لتنهض هي ناظرةً إليه
نظر إليها ويسلي مبتسمًا ليقول:أنتِ جميلة اليوم أديتي
نظرت إليه أديتي بذهول لتقول:ماذا
هاجـ ـمته السا حرة مرة أخرى ليتصـ ـدى هو إليها ناظرًا مرة أخرى إلى أديتي قائلًا:أقصدُ خصلاتكِ .. أُحبُّ لمعتهُ
جحـ ـظت عينيها قليلًا وهي تشعر بـ التشـ ـتت أصبحت لا تعلم أهو يُحبُّها هي أم يُحبُّ خصلاتها مثلما قال، رأى ويسلي نظراتها المذبـ ـذبة ليبتسم قائلًا:هيا أديتي لا وقت لـ الشرود يا فتاة
ألتفت ويسلي إلى السا حرة ناظرًا إليها ليبتسم قائلًا:مرحبًا بكِ أيتها الحقـ ـيرة في جحـ ـيم ويسلي .. كيف تتجـ ـرأين على أذ ية أتبا عي ستُعا قبين على ذلك حتى تعلمين مَنّ هو ويسلي السا حر اللعـ ـين عد يم المشاعر
______________
دلفت سيهار إلى غرفة رانڤير مغلقةً الباب خلفها بهدوء، ألتفتت تنظر إليه حيثُ كان هو جالسًا نصف جلسة على فراشه ناظرًا إليها بمعالم وجه باردة
أبتلعت غصتها بهدوء وبدأت تقترب بخطوات هادئة متر ددة نحوه حيثُ أنها لَم تنسى آخر مشا جرة بينهما ولَكِنّ رؤيتها إليه بخير أمامها يدفـ ـعها وبشدة إلى معانقته والشعور بـ حنانُه الذي ينبعث عند معانقته إليها تفـ ـتقده وبشدة ودمًا تمـ ـقت مَنّ يتسـ ـبب في حر مانها مِنّ شعور هذه اللـ ـذة
توقفت سيهار بعد سيرها لـ خطوتين وقد أوقـ ـفها عقلها عن التقدم أكثر مِنّ ذلك حتى لا تقم حر بًا بينهما وأكتفت بـ النظر إليه مِنّ بعيد، بينما كان رانڤير ينظر إليها دون ردّاً مِنّهُ كل ما يُحاوطه الآن هو الهدوء والصمت بينما نظراته كانت مثبتة على عينين شقيقتهُ
يعلم ما تشعر بهِ كيف لا وهو خبيـ ـرًا في العيش فيما يشعر بهِ غيره، يقرأ ما يدور في رأسها كيف لا وهي بـ النسبة إليه كتابًا مفتوحًا، يسمع حديث عينيها التي تُغـ ـني عن أحاديث فَمِها كيف لا وهو يعلم ما تُخبرهُ إياه كل نظرة مِنّها، يرى الحـ ـزن والفرح والعتـ ـاب والشـ ـوق جميع المشـ ـاعر المضـ ـطربة تحو م في حدقتيها كا شفةً عن كل ما تَوَّدُ إخباره بهِ، ولَكِنّ رأى ما يمقـ ـته دومًا مِنّها، “الخـ ـوف”، يكـ ـره رؤية نظرة الخـ ـوف نحوه تلك في أي زمان ومكان، يكـ ـره نظرة الخـ ـوف التي تكون سها مًا قا تلة نحوه دومًا
أما هي فـ كانت لا تعلم شعورها نحوه، لا تعلم سوى الخـ ـوف والتر دد، لا تعلم سوى أن نظراته إليها دومًا تُخيـ ـفُها، كم تمنت لو أن ڤيڨيك معها الآن، كم تمنت لو أنهُ لَم يتركها وحدها معهُ، إنها “تَهـ ـابُ أخيها”!
نهض رانڤير بهدوء مِنّ أعلى الفراش تحت نظراتها المتر قبة الخا ئفة وبدأ يقترب مِنّها بهدوء وعند هذه اللحظة سيـ ـطر الخـ ـوف عليها كليًا وبدون شعور مِنّها عادت إلى الخلف كـ ردّ فعل متوقع وطبيعي كذلك
أوقفها رانڤير قائلًا بنبرة هادئة:توقفي سيهار
توقفت سيهار حقًا دون شعور مِنّها وكأنه قام بتخد يرها أو شيئًا مِنّ هذا القَبـ ـيل، أكمل هو إقترابه مِنّها حتى وقف أمامها مباشرةً لينظر كلًا مِنّها إلى الآخر دون أن يتحدث أيٌّ مِنّهما، فقط كانت الأعين هي مَنّ تتحدث وتقول كل شيء
دام الصمت بينهما قليلًا كلًا مِنّهما متر ددًا، كلٍ مِنّهما خا ئفًا مِنّ ردّة الفعل التي ستصـ ـدر مِنّ الطرف الآخر، ولَكِنّ قد أخذ واحدٍ مِنّهما الشجـ ـاعة والجُر ءة وقام بمعانقة الآخر دون تر دد ليتفاجئ الطرف الآخر مِنّ مبادرة الآخر ولَكِنّ الدموع المتسا قطة مِنّ الأعين والحـ ـزن الذي خيّـ ـم عليه ليسا مِنّ العد م بل كان يفتـ ـقد لـ ـذة هذا الشعور لسنوات وسنوات طويلة
كان الذي با دّر في ذلك هو رانڤير، رانڤير هو الذي أخذ الخطوة وعانق شقيقته لأول مرة منذ سنوات طويلة، لأول مرة رانڤير يُعانق شقيقته الصغرى ويمنحها كل ما كانت تفتـ ـقده مِنّ حُبّ، وحنان، وأهتمام، وما كان ردّها سوى البكاء والتفـ ـاجئ والذهول
شـ ـدد رانڤير مِنّ عناقه إليها عندما شعر بـ إهتـ ـزاز جسدها وهو يلـ ـعن تلك اللحظات وتلك الإناس وهؤلاء مَنّ يعيشون في العا لم الآخر على التفر قة بينهما وتوليد الحقـ ـد والكر اهية مِنّهُ إلى شقيقته التي كانت تُحبّه وتكون دومًا الضـ ـلع الثانِ إليه
طبع رانڤير قْبّلة عميقة على رأسها محاولًا السيـ ـطرة على رعـ ـشة جسدها وخو فها نحوه، بينما كانت هي تشعر بـ أنهُ سيغـ ـدر بها ويعود مثلما كان وستكون هي الرا كضة الهار بة مِنّ أكثر الأشخاص المقربون إليها والمساندون والداعمون إليها، دومًا يُلقبونها بـ “سيهار الهار بة مِنّ أخيها” وكم كانت ومازالت تكـ ـره هذا اللقب الملـ ـعون وتكـ ـره مَنّ لقبو نها بهِ
سقـ ـطت دمعة مِنّ عينها اليُمنى عندما سمعتهُ يهمس إليها قائلًا:ألن تمنحيني عناقًا سيهار وتجعليني أشعر بما تشعرين بهِ الآن!
وفور إنتهاءه مِنّ حديثه كان يشعر بها تُعانقه بتر دد شـ ـديد، تخشى أن تُعانقه بقـ ـوة وتمنحه الشعور بـ الأمان وهي تبحثُ عنّهُ، تخشى الغـ ـدر وهي أكثر مَنّ تذوقته على يده
أكتـ ـست الحُمـ ـرة عينيه معلنًا عن كرا هيته وحقـ ـده تجاه كل مَنّ أبعدوها عنّهُ وولدوا بينهما الجفـ ـاف والخو ف والغر بة، يخشى إبتعا دها عنّهُ في أيا لحظة مثلما تفعل ويتمنى أن لا يحدث ذلك، ولَكِنّ الحظ ليس حليـ ـفنا دومًا، شعر بها تبتعد عنّهُ بـ الفعل لـ يُحاول هو منـ ـعها ولَكِنّ لَم تمنحهُ الفرصة وكانت تد فعه بعيدًا
نظر إليها بذهول بينما كانت هي تنظر إليه والخـ ـوف والقـ ـلق يستو طنان عينيها، أبتلع غصته بهدوء وحاول الإقتـ ـراب مرة أخرى ولَكِنّ كانت هي تمنـ ـعهُ بـ كل إندفـ ـاع وخو ف بقولها:لا تقترب مِنّي
رانڤير بهدوء:أهـ ـدأي سيهار … لن أفعل شيء … أخيكِ يَوَّدُ قربكِ مِنّهُ مرة أخرى
أكتـ ـست الحُمـ ـرة عينيها وظهر بريـ ـقها مظهرًا حُمـ ـرتها لتتحدث هي بـ إستنـ ـكار ونبرة مهـ ـزوزة:حقًا … الآن أصبحت ترى أنكَ أخي رانڤير .. ما هذا الحنان والعطف الذي أراه الآن نحوي رانڤير … أهذه خد عة جديدة أيضًا
نفـ ـى رانڤير حديثها قائلًا:لا سيهار ليست خد عة … أنا أودُ إصـ ـلاح كل شيء بيننا ونعود أخوة مرة أخرى
حركت رأسها برفـ ـض قائلة:لا أُصدقكَ رانڤير … لا أُصدق كل كلمة تقولها
رانڤير:ثـ ـقِ بي هذه المرة
حركت رأسها برفـ ـض مرة أخرى وقالت:وثقـ ـتُ فيك بما فيه الكفاية رانڤير … وكانت النتيجة الغـ ـدر ومخا لفة وعودكَ لي … لا أستطيع أن أثـ ـق بكَ مرة أخرى
ألـ ـمه قلبه عند سماعُه إلى حديثها وكَم أصبحت تتو قع الغـ ـدر فقط مِنّهُ، سقـ ـطت دمعة مِنّ عينه اليُمنى ليقول متقدمًا مِنّها:سيهار أرجوكِ
توقف فجأة عندما سمعها تصـ ـرخ عائدة إلى الخلف قائلة:تـوقـف .. تـوقـف لا تـقـتـرب إن فـعـلـتـهـا مـرة أخـرى سـأقـتـ ـلـكَ رانـڤـيـر
نظر إليها بذهول شـ ـديد وعدم أستيعاب وحـ ـزن أيضًا، دلف ڤيڤيك عندما سَمِعَ صرا خاتها ليتوقف هو بجانبها ينظر إليها وإلى رانڤير الذي سقـ ـطت دموعه مِنّ عينٍ واحدة وهو ينظر إليها نظرات مليئة بـ الأ لم
نظرت سيهار إلى ڤيڤيك بهيئتها تلك وقالت بنبرة مهـ ـزوزة:سأنتظركَ في الأسفل ڤيڤيك
تركتهما وخرجت مسرعة مِنّ الغرفة تحت نظرات أبهي وريشي إليها، بينما نظر ڤيڤيك إلى رانڤير الذي ولاه ظهره دون أن يتحدث بحرفٍ واحد، نظر إليه قليلًا ثم تركه وخرج مِنّ الغرفة ذاهبًا إلى سيهار تحت نظرات أبهي وريشي اللذان كانا لا يفهمان ما الذي حدث في الداخل
خرج ڤيڤيك مِنّ المستشفى متجهًا إلى سيارته حيثُ كانت سيهار تنتظره، جلس على مقعد السائق لينظر إليها قائلًا بتساؤل:ماذا حدث بينكما سيهار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_______________
“حاجه تاني يا فاطمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
تحدثت فاطمة وهي تُخرج النقود مِنّ محفظتها قائلة:تسلم يا عم فريد
تقدم فريد مِنّها بهدوء ليقف أمامها معطيًا إياها حقيبة سود اء لتأخذها هي وتُعطيه النقود ليقول هو:بالهنا والشفا على قلوبكم
ذهبت فاطمة إلى ثُريا التي كانت تجلس على أر ضية محلها تقوم بـ وضع أغراضها في أماكنهم المخصصة لتقف تنظر إليها قائلة:صباح الخير يا أم حسن
نظرت إليها ثُريا وأبتسمت قائلة:صباح الورد عليك يا جميل على فين كدا
فاطمة:ورانا ايه يا أم حسن غير السوق يعني
تحدثت ثُريا وهي تقوم بـ تنقية حبات الأرز قائلة:على رأيك … لؤي مبيعملش حاجه غير إنه ياكل كـ العادة
فاطمة:بالعكس واللهِ دا مبقاش ياكل زي الأول
ضحكت ثُريا وقالت:مين دا لؤي … لا مصدقش
تقدمت فاطمة مِنّها وجلست على المقعد الموضوع بـ القرب مِنّها واضعة الحقيبة السود اء على أر ضية المحل قائلة:واللهِ زي ما بقولك كدا ومعرفش ليه بقى لوحده كدا مرة واحدة
تحدثت ثُريا وهي مازالت مندمجة فيما تفعله قائلة:تلاقي رأفت قـ ـرصه مِنّ ودنه اللي بتو جعه وشـ ـدّ عليه ما انتِ عارفه عمك رأفت
حركت فاطمة رأسها بقلة حيلة وقالت:واللهِ ما بقيت عارفه يا أم حسن بقى ماله حاله أتبدل ميـ ـة وتمانين درجة وبقاله فترة على كدا كل ما أقوله في ايه يقولي مفيش حاجه لحد ما نشـ ـف ريقي معاه
نظرت إليها ثُريا وقالت:طب أخلّي حسن يتكلم معاه ويعرف ماله
حركت فاطمة رأسها نافيةً وقالت:لا بالله عليكي يا أم حسن بلاش هيعرف إن انا قولتلك وهيتخا نق معايا
ثُريا:خلاص بلاش
زفرت فاطمة وصمتت قليلًا ثم نظرت إلى ثُريا وقالت:بقولك ايه يا أم حسن خلّي الشنطة دي عندك هروح أجيب الأكل مِنّ السوق وأرجعلك
حركت ثُريا رأسها برفق لتتركها وتذهب، بينما عادت ثُريا تُكمل عملها بهدوء وهي تنظر إلى أثرها
_________________
كانت مها تقوم بـ إعداد الطعام بهدوء بينما كان سراج جالسًا في غرفة المعيشة يشاهد التلفاز بهدوء، صدح رنين هاتفه يعلنه عنّ إتصال مِنّ جعفر، نظر سراج إلى الهاتف بملل ثم أخذه بتكا سل وأجابه قائلة:أيوه … فـ البيت بتسأل ليه … وقت تاني يا جعفر مكـ ـسل ومش قادر أنزل … لازم يعني … خلاص نازلك
أبعد الهاتف عنّ أذنه ونهض متجهًا إلى غرفته مارًا بـ القرب مِنّ المطبخ لـ تلمحه مها بطرف عينها، نظرت إلى أثره لتراه يدلف الغرفة، عقدت ما بين حاجبيها وهي مازالت تنظر إلى أثره
لحظات وخرج سراج لتنظر إليه مها مرة أخرى قائلة بتساؤل:رايح فين يا سراج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
توقف سراج أمام المطبخ ونظر إليها قائلًا:أخوكي عايزني فـ موضوع
عقدت ما بين حاجبيها وقالت:موضوع ايه دا
رفع كتفيه للأعلى قليلًا وقال بجـ ـهل:معرفش
تركها وأكمل سيره تحت نظراتها التي كانت تتابعه حتى خرج مِنّ المنزل، نظرت مها أمامها بشرود وشعرت بـ الخـ ـوف يتمـ ـلك مِنّ قلبها لا تعلم لِمَ.
_______________
نظرت بيلا إلى جعفر وقالت:فكر تاني يا جعفر … ممكن حاجه تتغير
نظر إليها بعدما أرتدى معطفه وقال:مفيش حاجه هتتغير يا بيلا … انا خدت القـ ـرار خلاص وخلّصنا
زفرت بيلا وقالت بقلة حيلة:ربنا يعديها على خير .. تفتكر هيوافق أصلًا
نظر إليها جعفر مِنّ جديد بعدما جلس بجانبها يرتدي حذ ائه وقال:مش بمزاجه يا بيلا … انا أديته مهـ ـلة يفكر ولحد دلوقتي مش شايف أي جديد معنى كدا ايه
تحدثت بيلا بعدما اكتـ ـسى الحـ ـزن وجهها ونبرة صوتها قائلة:صعبا نة عليا أوي … الإحساس اللي هتحس بيه دا صعـ ـب أوي بعد دا كله تبقى خسـ ـرت كل حاجه ومستفادتش بـ أي حاجه
نظر إليها مرة أخرى بعدما أنهـ ـى أرتداء حذائه وقال:غـ ـلطتي مِنّ الأول إني وافقت انا عارف … المفروض كُنْت أمـ ـنّتها الأول قبل ما يحصل أي حاجه ودلوقتي بتد فع تمـ ـن غـ ـلطتي بس وقتها مكانش فـ إيدي حاجه غير إنها كانت مُـ ـصّرة عليه وبعدين يا بيلا مها أختي متجوزة بقالها قد ايه … هل جدّ جديد فـ حياتها … مظنش … مها المفروض دلوقتي كان معاها على الأقل عيل انتِ لو مكانها هتعملي ايه
بيلا:أيوه يا جعفر انا معاك وكل حاجه بس انتَ عارف مها بتحبّه
جعفر:الحُبّ لو بـ المنظر دا فـ مش عايزُه … مش هتجـ ـبر أعيش مع شخص مو قف حياتي يا بيلا بشكل كامل عشان خا طر انا بحبّه لا انا هـ ـدوس على قلبي بـ الجـ ـزمة وهـ ـدور على نفسي … انا فين مِنّ كل دا … مفيش حدّ مبيتمناش إنه يكون عنده عيل … الحياة لا تخلو مِنّ إني يكون معايا على الأقل عيل واحد يملى حياتي العيل دا قدام هعرف قيـ ـمته لمَ أكبر يسـ ـندني ويكون عكـ ـازي العُمر بيجـ ـري ومش هتحسي بـ قيـ ـمة كل دا غير بعد فـ ـوات الأ وان … ألحق أختي وهي لسه فـ عز شبابها وتقدر تشوف حياتها مِنّ أول وجديد مع شخص تاني … ولا أسيبها زي ما هي لحد ما حياتها تقلب تعا سة
لَم تستطع بيلا التحدث بحرفٍ واحد فـ حديثه صحيح، تحدث جعفر مرة أخرى بنبرة هادئة وقال:مشوفتيش نظرتها لـ ليان ولا تعاملها معاها على أساس إنها بنتها مش بنت أخوها … مشوفتيش نظرتها ليكي وانتِ حامل وبطنك قد امك … نظراتها بتتكلم يا بيلا ودا بيو جعني انا ليه أوصّل أختي لـ المرحلة دي وانا قادر ألحـ ـقها وأخلّي حياتها أفضل
أبتلـ ـعت غصتها بهدوء وقالت بنبرة هادئة:عندك حق … مع إني مكنتش أتخيل إن النها ية تكون بـ الشكل دا بس أكيد دا خير ليها
وضع جعفر راحته على يدها التي كانت تضعها على بطنها المنتـ ـفخة ونظر إلى حدقتيها قائلًا:لو أتأخرت متقلـ ـقيش ولو عايزه تنامي نامي انا لمَ هاجي هتصـ ـرف
أبتسمت أبتسامه خفيفة وحركت رأسها برفق، بينما طبع هو قْبّلة على جبينها ونهض تحت نظراتها التي كانت تتابعه، أخذ أغراضه وخرج مِنّ المنزل، نظرت تجاه غرفة صغيرتها التي كانت مستلقية على الفراش ويُحاوطها غطاء ثقـ ـيل وكانت تغـ ـض في ثُباتٍ عميق
__________________
هاتف جعفر أخيه وهو واقفًا أمام بِنْايته رافعًا رأسه عاليًا ناظرًا إلى نافذة أخيه التي كانت تعـ ـلو نافذته، لحظات وسَمِعَ أخيه يُجيبه قائلًا:أيوه يا معلم
تحدث جعفر بعدما أخفـ ـض رأسه وقال:انا مستنيك تحت أنزل
أجابه هاشم قائلًا:تمام انا نازل أهو
أغـ ـلق جعفر معهُ ووضع هاتفه في جيب سترته ووقف ينتظره، نظر إلى الأرض بهدوء وهو يُفكر في شقيقته وحياتها التي أصبحت على مشا رفها للسقـ ـوط، خرج هاشم بعد لحظات مِنّ بِنْايته واقترب مِنّه وهو يضع يديه في جيب سترته قائلًا:ملقتش جَو أسقـ ـع مِنّ كدا يا جعفر تنزلني فيه
نظر إليه جعفر وقال:حبيبي انتَ فـ شتا مش فـ صيف كل الأيام سقـ ـعة
هاشم:لا بس النهاردة أسقـ ـع مِنّ كل يوم … منزلني ليه بقى
جعفر بهدوء:خدت قـ ـرار نها ئي فـ موضوع أختك
نظر إليه هاشم قليلًا ثم قال بنبرة هادئة:وايه هو قرارك
جعفر بهدوء:هطـ ـلقها مِنُه
جحـ ـظت عينان هاشم بصد مة حقيقية وقال:لا انتَ أكيد بتهزر
حرك جعفر رأسه نافيًا وقال:دا قـ ـرار أخير خلاص … أختك تعبا نه يا هاشم وزهقت كفاية لحد كدا
أقترب مِنّهُ هاشم قليلًا حتى وقف أمامه مباشرةً وقال بنبرة هادئة:جعفر … انتَ عارف انتَ بتعمل ايه … انتَ هتخلّي أختك مطـ ـلقة
جعفر:مطـ ـلقة أهـ ـون مِنّ إنها تفضل عايشة مع واحد مخليها كأنها مش عا يشة
هاشم:سراج صاحبك
جعفر:ومها أختي وانا شايف إن أختي أولى دلوقتي … انتَ عاجبك اللي أختك فيه دا يا هاشم
نظر إليه هاشم قليلًا ثم حرك رأسه نافيًا وقال:بصراحة لا … مش عاجبني نها ئي وصعبا نة عليا
جعفر:يبقى نعمل اللي أتفـ ـقنا عليه وهو لو عايز يتغـ ـير عشانها هيتغـ ـير … سراج هتبان نيـ ـته فـ الموقف دا يا هاشم انا عارف سراج كويس أوي وعارف هو بيفكر فـ ايه وعايز ايه
زفر هاشم وقال:تمام .. لو دا هيكون فيه مصلـ ـحة لـ أختي فـ انا موافق
جعفر بهدوء:تمام يلا بينا
_________________
كان صلاح جالسًا في شرفته ممسكًا بـ كوب قهوته وينظر إلى حاسوبه بهدوء وإندماج، أقتربت أزهار مِنّ صلاح لتقف بـ القرب مِنّهُ قائلة:الشغل بقى لا هيك أوي اليومين دول
رفع صلاح رأسه نحوها وأبتسم قائلًا:وانا أقدر برضوا يا جميل … تعالي اقعدي
أبعـ ـد أغراضه عن المقعد الموضوع بجانب مقعده لتجلس هي قائلة:وريني كدا بتعمل ايه
نظر إليها وقال:بشوف الدنيا فيها ايه الشغل اليومين دول كتير عشان كدا هتلاقيني ملـ ـهي عنّكوا حبة
أزهار:ربنا يعينك
صلاح بتساؤل:أومال فين الولاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابته بهدوء وقالت:فـ الحضانة
صلاح:هييجوا أمتى
صمتت للحظات ثم قالت:يعني على تلاتة كدا هروح أجيبهم
صلاح:بتنزلي الساعة كام
أزهار:كمان ربع ساعة كدا وهنزل
صلاح:لا خليكي انتِ هروح أجيبهم انا
نظرت إليه أزهار قليلًا بذهول وقالت:لا بجد … هتروح انتَ بنفسك
عقد ما بين حاجبيه وقال بتعجب:أيوه ايه الغـ ـريب فـ كدا يعني!!!!
أزهار بـ أبتسامه:هيفرحوا أوي لمَ يلاقوك انتَ
أبتسم صلاح وقال:عايز أعوضـ ـهم شويه عن الفترة اللي بعد ت فيها عنهم وانشـ ـغلت .. هما أكيد بيحتاجوا يقعدوا معايا وبعدين الحياة مش كلها شغل فـ شغل
أتسعت أبتسامتها وقالت:كان فين صلاح الحلو دا مِنّ زمان
ضحك صلاح بخفة وقال:موجود … ومبيظهرش غير معاكوا أنتوا بس … المهم دلوقتي بقى الغدا عشان انا جعـ ـان وأكيد الولاد هييجوا جعا نين
حركت رأسها برفق وقالت:الغدا يُعتبر شبه جاهز
أغلق صلاح حاسوبه ووضعه جانبًا مع أوراقه الخاصة ونهض قائلًا:حلو هروح أجيبهم وارجعلك على طول تكوني جهزتي الأكل ولو الموبايل رن سيبيه
نهضت أزهار ولَحِقَت بهِ قائلة:عاملي نفسك فيها مُهم يا صلاح!
__________________
صدح رنين جرس منزلها ليجعلها تترك ما تفعله وتتجه إلى الخارج بكل هدوء، نظرت أولًا إلى الطارق لترى زوجها هو مَنّ في الخارج ولذلك فتحت لهُ باب المنزل ليدلف هو بدوره قائلًا:السلام عليكم
أغلقت هي الباب خلفه وقالت:وعليكم السلام حمدلله على السلامة
ترك الحقائب على الطاولة وقال:الله يسلمك مَنّ كل شـ ـر
أتجه إلى المرحاض مباشرةً حتى يغتـ ـسل، لتعود هي إلى المطبخ مرة أخرى مكمـ ـلةً عملها بهِ، لحظات وخرج هو ليتجه إليها قائلًا بتساؤل:أومال ماما فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابته وهي تضع قطع البانيه في المقـ ـلاة المليـ ـئة بـ الز يت قائلة:راحت تجيب شوية طلبات زمانها جايه
عقـ ـد رمزي ما بين حاجبيه وقال:مكلمتنيش ليه أجبهوملها معايا
أخرج هاتفه مِنّ جيب سترته وتوجه إلى الخارج عا بثًا بهِ للحظات قبل أن يضعه على أذنه ينتظر إجابة الطرف الآخر، لحظات وقال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … فينك يا ست الكل … طب كُنتي كلمتيني يا حبيبتي وقولتيلي اللي محتاجاه وانا هجيبهولك … لا حول ولا قوة إلا بالله تعب ايه وحِمّل ايه بس يا أمي يعني الكام طلب بتوعك هيزودوا حاجه … طب أجيلك أساعدك … بتكلم جدّ واللهِ … طب خلّي بالك مِنّ نفسك يا حبيبتي ولو أحتاجتيني أتصلي بيا وهجيلك … تمام سلام عليكم
أنهـ ـى المكالمة معها ليضع هاتفه على الطاولة وينظر بعدها إلى صغيرته التي كانت نائمة بعمـ ـق على الفراش لتعلو أبتسامه خفيفة ثغره ليقترب مِنّها بهدوء، وقف بجانب الفراش ونظر إليها قليلًا ثم أنحنـ ـى بجذ عه نحوها ومسدّ على رأسها برفق وهو يتأمل معالم وجهها الصغير
خرجت تسنيم بعد لحظات وهي تحـ ـمّل قطعة حلوى بيدها لتقترب مِنّهُ بهدوء قائلة بنبرة خا فتة بعدما وقفت بجواره:أوعى تصحيها انا مصدقت نامت شويه
نظر إليها رمزي ثم نظر إلى صغيرته مرة أخرى وقال:جميلة أوي
تحدثت بنبرة هادئة وهي تنظر إلى الصغيرة قائلة:مبطلتش عيا ط مصدقت نامت عشان أعرف أعمل اللي ورايا قبل ما تصحى
أعتدل رمزي في وقفته مرة أخرى ونظر إلى تسنيم وقال:نايمة بقالها كتير
صمتت تسنيم للحظات ثم قالت:يعني داخلة فـ نص ساعة كدا
نظر إلى صغيرته ليسمع تسنيم تقول:بقولك ايه
نظر إليها مرة أخرى لتر فع هي يدها بقطـ ـعة الحلوى مقربةً إياها مِنّ فَمِه قائلة:دوق كدا حتة الكنافة دي وقولي رأيك
فتح فَمِه قليلًا لتضع هي إياها في فَمِه ليبدأ هو في تذوقها تحت نظراتها التي كانت تنتظر ردّة فعله لترى نظرات إعجاب نابعة مِنّ ملقـ ـتيه، تحدثت هي قائلة بترقب:ايه رأيك عجبتك ولا ايه
نظر إليها وقال بـ إعجاب شـ ـديد:حلوة أوي يا تسنيم
أبتسمت تسنيم وقالت:بجد .. عجبتك
حرك رأسه برفق وقال:حلوة أوي واللهِ يا حبيبتي تسلم إيدك
سعدت تسنيم كثيرًا وقالت:طب الحمد لله ظبـ ـطت إيدي فـ كام حاجه كدا والحمد لله إنها طلعت حلوة وعجبتك
أبتسم رمزي وقال:أي حاجه بتعمليها يا حبيبتي حلوة كفاية تعـ ـبك فيها
عانقته تسنيم بفرحة وقالت:حبيبي طول عمرك رافـ ـع مِنّ معنوياتي
ضحك رمزي بخفة لتبتعد هي قائلة:هلحق بقى أروح أجهزها عشان لمَ ماما تيجي أدوقهالها
تركته وعادت إلى المطبخ بسعادة تحت نظراته التي كانت تتابعها بـ حُبّ وأبتسامه، نظر إلى صغيرته مرة أخرى ثم توجه إلى غرفته حتى يقوم بتبديل ثيابه
_________________
وقف جعفر أمام سراج الذي كان ينظر إليه بغـ ـضب شـ ـديد بينما كان هاشم يُتابع بهدوء ما يحدث، تحدث سراج بنبرة غا ضبة قائلًا:يعني عايز ايه مِنّ الآخر يا جعفر
أجابه جعفر بنبرة هادئة وهو ينظر إليه قائلًا:تطـ ـلق أختي بهدوء
صا ح سراج بوجهه قائلًا بغـ ـضب:لا انتَ كدا بتسـ ـتهبل بقى
جعفر بحـ ـدة:لا يا سراج مبستـ ـهبلش وبتكلم جدّ … طـ ـلق مها يا سراج
سراج بغـ ـضب:أطـ ـلق مين انتَ عبيط ولا ايه انتَ عارف انتَ بتقول ايه
جعفر:اه عارف وانا حال أختي مش عاجبني وانتَ با رد معندكش د م فـ عايز ايه بقى أسكت ومتكلمش لا يا سراج انا آسف مش انا
نظر سراج إلى هاشم وقال:انتَ عاجبك اللي أخوك بيقوله دا
نظر إليه هاشم وقال:أيوه عاجبني
نظر إليه سراج بصد مة وعدم تصديق لـ يُكمل هاشم حديثه قائلًا:مها زي ما هي أخته فـ هي أختي واللي مقبلهوش على جنة مقبلهوش على مها … وبعدين يا سراج انا آسف ليك بس انتَ ماشي حياتك غـ ـلط وظا لم أختي وانا أختي محتاجه تعيش وتخـ ـلف وتبقى أم ومسئـ ـولة وانتَ لو عندك أخت مش هتر ضى عليها حاجه زي دي
سراج بعدم أستيعاب:انتَ بتقول ايه … حو ش انتَ اللي حياتك عد لة أوي يعني ما انا وانتَ نفس الحوار
هاشم:لمَ أكرم أو بشير يشتـ ـكولي أبقى أتكلم ثم إن مراتي راضية وانا واعدها إن انا مش هفضل كدا كتير مش زيك معـ ـلق مراتك فـ حبـ ـال دا يبة
نظر سراج إلى جعفر الذي كان ينظر إليه ببرود شـ ـديد وكأنه لا ينتوي على تد مير حياته ليقول:انا مش قادر أصدقك … انتَ أكتر واحد يا جعفر عارف انا كدا ليه
جعفر بحـ ـدة:كُنْت فاكرها فترة مؤ قتة وهتخلـ ـص يا سراج … كُنْت فاكر إن دا مش دا يم بس مطلعش كدا … انتَ بتمـ ـوت أختي بـ البطـ ـيء كل يوم وهي ساكته ودي المشكـ ـلة … انتَ فاكر إن مها أختي هبـ ـلة ولا ايه أختي بقت تخا ف تتكلم معاك فـ الموضوع دا لـ تقوم تعـ ـمل فيها حاجه … أختي بقت بتخا ف تتعا مل معاك يا سراج وبقت بتكـ ـتم جوا ها وانا أختي عمرها ما كانت كدا … انتَ خليت أختي بقت إنسانة تانيه بتعمل اللي هي مكانتش بتعمله … دخلتها فـ مراحل الإنحـ ـدار لـ القـ ـاع يا سراج وانتَ عادي عايش حياتك مفيش أي حاجه
أدمـ ـعت عين سراج اليُمنى وهو مازال ينظر إليه بصد مة كبيرة وعدم أستيعاب لِمَ يقوله صديقه، تحدث سراج بعد لحظات وهو مازال ينظر إليه قائلًا بنبرة هادئة:انتَ شايف كدا يا صاحبي … شايف خـ ـراب بيت صاحبك بـ الشيء الهـ ـين كدا
جعفر بقلة حيلة وضيـ ـق:انتَ اللي وصلتني لـ كدا يا سراج متشيـ ـلنيش ذ نب مش ذ نبي انا نبهـ ـتك كتير أوي وأديتك مُهـ ـلة تفكر ومجاليش مِنّك موافقات على أي حاجه قولتها يبقى تتحـ ـمل نتايج أفعالك … أختي حياتها مع واحد تاني غيرك يا سراج
ألجـ ـمته الصد مة وجعلته لا يستطيع أن يتحدث بحرفٍ واحد كيف لهُ أن يُفكر هكذا، كيف يُفكر في تد مير حياته كيف، بينما كان جعفر ينظر إليه وهو لا يتحـ ـمل نظرات الصد مة والخـ ـيبة المصو بة نحوه، كان لا يَوَّد الوصول إلى هذه النقطة ولَكِنّ هو مَنّ أوصله إلى ذلك
نظر إليه جعفر بجمـ ـود وقال:ورقة أختي توصل بيتي يا سراج
تركه وذهب ما إن أنهى حديثه دون أن يهـ ـتز أمامه ليلحق بهِ هاشم تحت نظرات الصاد مة وخيـ ـبة الأمل الكبيرة مِنّ سراج الذي كان ينظر إلى أثره بذهول وعدم أستيعاب
لحظات وسقـ ـط سراج أرضًا على ركبتيه وهو مازال على حالته لا يُصدق ما يُقال يشعر أنهُ في حُلم وسيستيقظ مِنّهُ بـ التأكيد، كيف سيبـ ـتعد عنها وهي كل شيء في حياته، كيف سيبـ ـتعد عنها وكيف سيراها مع غيره كيف إنه يمزح بـ التأكيد، سقـ ـطت دموعه مِنّ عينٍ واحدة تحمل معها آلا مه واوجـ ـاعه، كـ ـسرته وحُـ ـرقته وخيـ ـبة أمله، رفع رأسه عاليًا وعلّـ ـت أصوات بكا ءه الحا دة ممزوجة بـ صر خاته المتأ لمة، لقد دُ مرت حياته قولًا وفعلًا.
_________________
طرق على باب المنزل وأنتظر قليلًا لتقترب مها مِنّ الباب لتفتحه بهدوء وترى أخويها أمامها، نظرت إليهما للحظات وقالت بقـ ـلق واضح:في ايه مالكوا حصل حاجه ولا ايه وفين سراج
تحدث هاشم وهو ينظر إليها بهدوء قائلًا:لمـ ـي شنطة هدومك يلا وتعالي معانا
عقدت مها ما بين حاجبيها وقالت بعدم فهم:شنطة ايه وهدوم ايه ايه اللي حصل انا مش فاهمه حاجه
جعفر بهدوء:هنفهمك بس أعملي اللي أخوكِ قالك عليه الأول
مها بهدوء:لا عايزه أفهم الأول ايه اللي حصل وبعدين سراج مش هنا عشان أقوله
هاشم:أنسي سراج ويلا يا مها بهدوء
نظرت إليه مها وشعرت بـ إنقبـ ـاض قلبها لتنظر بعدها إلى جعفر الذي قال:يلا يا مها
وبالفعل دلفت مها ووضعت جميع ملابسها في حقيبتها مثلما قالا لها وخرجت بعد مرور القليل مِنّ الوقت إليهما ليتقدم هاشم مِنّها آخذًا الحقيبة بهدوء وخرج مِنّ المنزل تحت نظراتها الغير مصد قة، نظرت إلى جعفر الذي حاوط كتفيها بهدوء وقال:يلا يا مها
خرجا مِنّ المنزل وأغلق هو الباب خلفه وتوجه إلى منزله وهي معه تسير وهي لا تعلم ماذا حدث ولِمَ يفعل أخويها ذلك دون معرفة سراج الذي لَم يأتي حتى الآن كي يُخبرها ما حدث
دلف جعفر إلى منزله رفقتها وخلفهما هاشم الذي وضع الحقيبة أر ضًا، خرجت بيلا بعدما أبدلت ثيابها ورأت مها مع جعفر ومعها حقيبتها ويبدو أن مها لَم تعلم شيئًا حتى الآن
وقفت ليان بجانب والدتها تشاهد بهدوء ما يحدث، ألتفتت مها تنظر إلى أخويها لتقول بنبرة هادئة وتساؤل:في ايه يا جعفر انتَ وهاشم جايبني بـ شنطة هدومي ليه في ايه هو سراج مسافر ولا ايه … على فكرة انا عادي بقعد لوحدي لمَ هو بيسافر انا متعودة وبعدين هو عارف كدا كويس أول مرة يعني يقولكوا تاخدوني أقعد معاكوا دا حتى مقاليش أي حاجه كل اللي عرفته إنك كلمته وطلبت تقابله ومقاليش أكثر مِنّ كدا ايه اللي جدّ بقى وبعدين انا معنديش مشكلة أقعد لوحدي هو عارف كدا كويس وسا بني كذا مرة لوحدي ورجع لقاني مستنياه … حصل ايه المرة دي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إلى هاشم وقالت:ايه اللي جدّ يا هاشم مش انا مبشتكيش مِنُه وراضية … يكونش زعل عشان أتخا نقت وشـ ـديت معاه آخر مرة عشان سفرياته كترت … بس انا مكانش قصدي واللهِ انا صالحته حتى هو كان واخد على خاطـ ـره مِنّي شويه عشان انا زودتها شويه هو جه أشتكـ ـالك ولا ايه … انا ممكن أصالحه وأراضيه تاني عادي أول مرة يطلب انكوا تاخدوني بشنطة هدومي هو انا كُنْت شـ ـديده لـ الدرجة دي … طب هو لو رجـ ـع انا ممكن أروحله وأطيب بـ خاطـ ـره انا عارفه إنه مضغـ ـوط بقاله فترة ومش كويس وبقى يسرح كتير ويقعد لوحده وزعلان
نظرت إلى جعفر بـ عينان دامعتين وقالت:هو زعلان صح هو بيحكيلك قالك إني عملت حاجه انا واللهِ ما كان قصـ ـدي انا هروح دلوقتي وهعتذ رله تاني هو بيزعل وبياخد على خاطـ ـره خصوصًا لو انا بعـ ـدت عنّه
نظر هاشم إلى أخيه بـ عينان لامـ ـعتين وقد أ لم حديثها قلبه وبشـ ـدة فـ حُبّها إلى سراج واضحًا وصريحًا أمام عينيه وتعـ ـلقها بهِ يجعله يَوَّد البكاء، بينما كان جعفر لا يقل شيئًا عنّهُ وهو أكثر الأشخاص علمًا بـ حُبّ مها وتعـ ـلقها بـ سراج
أبتلـ ـع غصته بهدوء وحاول أن يهدء قدر المستطاع حتى يُخبرها بـ الحقيقة المؤ لمة إليها، وضع راحـ ـتيه على كتفيها تحت نظرات بيلا التي كانت تنظر إليها بـ عينان دامعتين وحـ ـزن، نظر إلى حدقتيها وقال:لا الموضوع مش كدا خالص يا مها
نظرت إليه مها بعدم فهم وقالت بتساؤل:مش كدا أزاي مش فاهمه … مش هو اللي قالكوا كدا عشان زعلان مِنّي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رأسه نافيًا وقال:انا اللي عملت كدا
عقدت ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل وعدم فهم:عملت كدا ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها قليلًا وهو لا يعلم كيف سيقول ذلك ولَكِنّ ما باليد حيلة ستعلم في نها ية المطـ ـاف، أخذ جعفر نفسًا عميقًا ثم زفره وقال بجـ ـمود:سراج هيبعتلك ورقة طلا قك على هنا بكرا
جحـ ـظت عينان مها بقوة وهي تنظر إليه بصدمة كبيرة وعدم أستيعاب لتلتـ ـمع حدقتيها سريعًا وتكـ ـسوهما الحُمـ ـرة وهي لا تستطيع تصديق ما سمعته منذ لحظات، أدمعت عينان جعفر الذي قال:انا قولتله يطلـ ـقك ويبعتلك ورقتك عندي … مِنّ النهاردة تنسي سراج يا مها نها ئي … سراج مبقاش في حاجه تر بطه بيكي نها ئي
نظر هاشم إلى شقيقته بحـ ـزن شديد وهو يرى صد متها الكـ ـبرى التي كان يخشى رؤيتها ها هو يراها ويتأ لم معها، تحدثت مها بنبرة هادئة متر قبة وهي تنظر إليه قائلة:انتَ أكيد بتهزر صح .. بتهزر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رأسه نافيًا وهو ينظر إليها بحـ ـزن ودموع ليشعر بـ أرتعـ ـاش جسدها أسفل راحتيه، بينما كانت مها لا تصدق ما تسمعه إنهم بـ الكاد يمزحون معها وهذا ما هو إلا مقـ ـلبًا مِنّهم، نظرت إلى أخيها هاشم علّها تجد نظرة أخرى، نظرة تُخبرها أن هذا مـ ـزاحًا، ولَكِنّ لَم تجد سوى الحـ ـزن الشـ ـديد وخـ ـيبة الأمل
ألتفتت خلفها بهدوء تنظر إلى بيلا التي كانت تنظر إليها بحـ ـزن شـ ـديد وقلة حيلة لتبدأ الشـ ـكوك تتزايد داخلها، نظرت إلى جعفر الذي كان يؤكد إليها كل شيءٍ قيل لتُدرك أنها حقيقة، حقيقة سود اء
سقـ ـطت دموعها على خديها وهي مازالت تنظر إليه ليقول هو:دا الأحسن ليكي يا مها صدقيني … دا الأحسن كفاية عليكي لحد كدا انا مش قادر أشوفك بـ المنـ ـظر دا قلبي بيوجـ ـعني عليكي واللهِ
ظلت تنظر إليه وهي تكاد أُصيـ ـبت بـ صد مة كبيرة جعلتها تفـ ـقد النطـ ـق، حاولت أن تتحدث عدة مرات فقط شفتيها تتحركان أما صوتها لا يستطيع الخروج، ظلت تحاول حتى خرجت هذه الكلمة بعد عدة محاولات:طلـ ـقني
حرك جعفر رأسه برفق وقال:انا خلّيته يطلـ ـقك … حياتك واقـ ـفة مبتمشيش وانتِ مش شايفه كل دا كفاية يا مها دا مش مناسب ليكي دا مو قف حياتك وحياته هي اللي ماشية … فوقي يا مها ربنا هيرزقك بـ شخص أحسن مِنُه وهيعوضك عن كل دا … انا واخوكي عايزينك تعيشي مرتاحة وحياتك تمشي … تخلـ ـفي وتبقى أم ومسئولة مِنّ بيت وتر بية دا حقك اللي انتِ محـ ـرومة مِنُه دلوقتي وانا أتسرعت لمَ جوزتك سراج ومأمنتـ ـلكيش حياتك دي غـ ـلطتي انا آسف بس انا مش قا در يا مها تعـ ـبتي قلبي
نظرت إليه قليلًا وهي مصد ومة، تملـ ـكتها صد مة كبيرة لَم تكن تتو قعها البتة، ماذا حدث في الساعات الماضية، ماذا حدث جعل الأمور تتبدل في لمح البصر هكذا، عقلها ير فض تصديق هذه اللحظة وهذه الأحاديث، ير فض بشكلٍ قا طع
أصا بها دو ار عنـ ـيف أقتـ ـحم رأسها دون سا بق إنذ ار ليجعل توا زنها يختـ ـل وتسـ ـقط فا قدة الو عي ومعها سقو ط قلوبهم أر ضًا خو فًا عليها، أنحنى جعفر بجذعه يضمها إلى أحضانه ضـ ـاربًا بخفة على وجهها قائلًا بقـ ـلق واضح:مها … مها فوقي … مها
وضع هاشم الهاتف على أذنه وخرج بينما تحدثت بيلا قائلة بنبرة تملؤها القـ ـلق:هاتها اوضة ليان يا جعفر لحد ما هاشم يكلم الدكتور
حمّلها جعفر على ذراعيه وتوجه إلى غرفة صغيرته لتلـ ـحق بهِ بيلا وخلفها ليان التي كانت تشاهد وهي لا تعلم ماذا يحدث كل ما تعلمه هو أن والدها تحدث معها ومِنّ ثم سقـ ـطت هي فا قدةً لـ الو عي
وضع جعفر الغـ ـطاء عليها بينما نظرت إليها بيلا بحـ ـزن ودموع ومعها جعفر الذي مسح على وجهه وهو يدعو أن تكون شقيقته بخير، دلف هاشم مرة أخرى إليهم ليقول بعدما نظر إلى أخيه:الدكتور جاي دلوقتي
__________________
زفرت هنا بعد فشـ ـل محاولاتها في الوصول إلى بيلا لتضع الهاتف جانبًا والضـ ـيق واضحًا على معالم وجهها، مسحت على خصلاتها وهي تقول بضـ ـيق:تكونش غيَّرت رقم تليفونها … لا بس ايه اللي هيخليها تغيَّر رقمها يعني … أروحلها الحارة ولا أعمل ايه مش عارفه
وضعت يدها على جبينها بضـ ـيق وهي تُفكر لـ يدلف عابد في هذه اللحظة وهو يحمّل يارا على ذراعه مِنّ الخارج وهما يضحكان، نظرت إليهما هنا لتلين معالم وجهها عندما رأت صغيرتها
تقدم مِنّها عابد وهو مازال يتحدث مع صغيرته وجلس بجانبها تحت نظرات هنا المبتسمة، نظرت يارا إلى هنا وأرسلت إليها قْبّلة هوائية لتبتسم هنا قائلة:طب فين الحضن بتاعي
نظرت يارا إلى عابد الذي قال:لا أحضنيني انا
عانقته يارا ليبتسم عابد ويطبع قْبّلة على خدها، نظرت إليهما هنا وقالت بـ إستنكار:لا واللهِ هي بقت كدا؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
نظر عابد إليها ثم نظر إلى يارا وقال:قوللها إن انا بغيير
نظرت إليها يارا وقالت:بابا بيغير
عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت إلى عابد نظرة ذات معنى وقالت بـ إستنكار شـ ـديد:لا واللهِ ودا مِنّ أمتى إن شاء الله؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
نظر إليها عابد وأبتسم قائلًا:النهاردة الصبح
تحدثت يارا وهي تنظر إلى والدتها قائلة:متز عليش هديكي حُضن وبوسة كمان
تحدث عابد بتذمـ ـر وقال:انا بغيير على فكرة انتِ لسه قايلالها كدا دلوقتي
نظرت إليه يارا وقالت بـ لُطف:حضن صغنون خالص
حرك رأسه نافيًا وقال بجـ ـمود:لا مليش دعوة
نظرت يارا إلى والدتها التي نظرت إلى عابد بضـ ـيق وقالت:ماشي يا عابد أبقى وريني مِنّ هيعملك بطاطا بليل
تركتهما بعدما أخذت هاتفها وذهبت بضـ ـيق تحت نظراتهما التي كانت تتابعها حتى دلفت إلى غرفتها لينظر إلى يارا مرة أخرى قائلًا:عادي يارا هتعملهالي!
________________
“بعد منتصف الليل”
بعدما أشتـ ـد الجَو بر ودة دلف سراج إلى منزله على أمل أن مها مازالت في الداخل وأن ما قاله جعفر ما هو إلا هر اء سخـ ـيف، دلف إلى غرفته قائلًا بنبرة هادئة متعـ ـبة:مها … مها
دلف إلى غرفته التي كانت فا رغة لينظر إلى أركانها بهدوء ثم خرج مرة أخرى وتوجه إلى غرفة الأطفال على أمل أنها في الداخل، دلف إلى الغرفة ليرى الغرفة كذلك فا رغة!
بدأ يستفيق وبدأت حواسه تُعطـ ـيه إنذا رات عدة، خرج سراج يبحث عنّها في كل مكان كـ المجـ ـنون ليجد المنزل فا رغًا وليس لـ وجودها أثر، توقف في منتصف غرفة المعيشة فجأة وكأنه أيقن شيئًا في غاية الخطـ ـورة
نظر تجاه غرفة نومه ليجد خزانة الملابس ليست مغلـ ـقة بـ إحكـ ـام، تقدم هو مِنّها بهدوء حتى وقف أمامها ينظر إليها بـ عينان واسعتين ليرى ليس لـ ثيابها أثر، نظر إلى أعلى الخزانة ليجد الحقيبة كذلك ليست لها وجود
هُنا وأيقن أن هذا لَم يكن مزاحًا أو حُلمًا بل كان حقيقة، خرج إلى غرفة المعيشة مرة أخرى وجلس على الأريكة بهدوء شـ ـديد وهو مازال مصدومًا لا يُصدق، نظر إلى كل ركن في منزله وهو لا يُصدق إنها مزحة
شعر بـ دو ار عنـ ـيف يقتـ ـحم رأسه ليجعل معالم وجهه تنكمش ألـ ـمًا، وضع يده على رأسه متأ وهًا ليستغرق ثوانِ محدودة وكان جسده ملـ ـقى أر ضًا في منتصف غرفة المعيشة دون أن يشعر بهِ أحدّاً!
_________________
جلست بيلا بجانب جعفر على الفراش بهدوء وهي تضع يدها على بطنها المنتـ ـفخة، نظرت إليه وقالت بنبرة هادئة:قدر الله وما شاء فعل … نصيبها يا جعفر … إن شاء الله هتكون كويسة وزي الفُلّ
نظر إليها جعفر بعدما أستفاق مِنّ شروده وقال:مظنش
بيلا بعتـ ـاب:ليه كدا بعيد الشـ ـر عليها يا جعفر تفائل يا أخي
تحدث جعفر بنبرة هادئة وهو ينظر أمامه قائلًا:انا كُنْت عايز مصلحتها … محدش هيشوف حدّ بيحبه تعيـ ـس كدا ويسيبه
حركت رأسها برفق قائلة:أكيد بس هي أتصد مت مكانتش متو قعة دا يحصل حتى كلمة طلا ق صد متها وخلّتها مش قادرة تستـ ـوعب لدرجة إنها أفتكرتكوا بتهزروا
جعفر بقلة حيلة:أعمل ايه طيب مش عارف
وضعت يدها على كتفه وقالت:سيبها تيجي زي ما تيجي يا جعفر متفكرش كتير وهي إن شاء الله هتبقى زي الفُلّ محتاجه شويه وقت بس مش أكتر
زفر جعفر ومسح على وجهه قائلًا:دماغي هتتفـ ـرتك أقسم بالله
ربتت على كتفه برفق وقالت:رَيّـ ـح شويه يا جعفر وانا هقوم أتطمن عليها وأرجع
نهضت بهدوء وتوجهت إلى غرفة ليان تحت نظراته الشاردة والهادئة، فتحت بيلا الباب بهدوء شديد لتنظر إلى الداخل وترى ليان تحتضن مها وتغـ ـط في ثباتٍ عميق
أبتسمت بيلا أبتسامه خفيفة ثم أغلـ ـقت الباب خلفها مرة أخرى وتوجهت إلى غرفتها وهي تدعو أن تَمُر الساعات القادمة على خير دون حدوث أيا كوا رث أخرى قد تُعـ ـكر صفو هم!
________________
وما هي إلا بداية لـ حكايات كثيرة تنتظرنا حتى نرى قصة تكـ ـمن خلف كل باب مِنّها!
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية