رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل التاسع 9
جلست بيلا بجانب جعفر على الفراش بهدوء وهي تضع يدها على بطنها المنتفـ ـخة، نظرت إليه وقالت بنبرة هادئة:قدر الله وما شاء فعل … نصيبها يا جعفر … إن شاء الله هتكون كويسة وزي الفُلّ
نظر إليها جعفر بعدما أستفاق مِنّ شروده وقال:مظنش
بيلا بعتـ ـاب:ليه كدا بعيد الشـ ـر عليها يا جعفر تفائل يا أخي
تحدث جعفر بنبرة هادئة وهو ينظر أمامه قائلًا:انا كُنْت عايز مصلحتها … محدش هيشوف حدّ بيحبه تعـ ـيس كدا ويسيبه
حركت رأسها برفق قائلة:أكيد بس هي أتصـ ـدمت مكانتش متوقعة دا يحصل حتى كلمة طـ ـلاق صـ ـدمتها وخلّتها مش قادرة تستوعب لدرجة إنها أفتكرتكوا بتهزروا
جعفر بقلة حيلة:أعمل ايه طيب مش عارف
وضعت يدها على كتفه وقالت:سيبها تيجي زي ما تيجي يا جعفر متفكرش كتير وهي إن شاء الله هتبقى زي الفُلّ محتاجه شويه وقت بس مش أكتر
زفر جعفر ومسح على وجهه قائلًا:دماغي هتتـ ـفرتك أقسم بالله
ربتت على كتفه برفق وقالت:رَيّح شويه يا جعفر وانا هقوم أتطمن عليها وأرجع
نهضت بهدوء وتوجهت إلى غرفة ليان تحت نظراته الشاردة والهادئة، فتحت بيلا الباب بهدوء شديد لتنظر إلى الداخل وترى ليان تحتضن مها وتغط في ثباتٍ عميق
أبتسمت بيلا أبتسامه خفيفة ثم أغلقت الباب خلفها مرة أخرى وتوجهت إلى غرفتها وهي تدعو أن تَمُر الساعات القادمة على خير دون حدوث أيا كو ارث أخرى قد تُعـ ـكر صفوهم!
________________
“بعد مرور يومين”
كان جعفر يجلس في غرفة المعيشة شارد الذهن يُفكر في العديد والعديد مِنّ الأشياء التي تشغل حَيز تفكيره في الآونة الأخيرة، دقائق وتقدمت مِنّهُ بيلا وهي تحمل في يدها صحنًا بلاستيكيًا لتجلس بجانبه بهدوء تنظر إليه لتراه مازال شاردًا
أخذت حبات الفشار وتناولتها بهدوء ونظرها مثبت عليه، بينما كان هو شاردًا وبشدة لا يشعر بها إنه يسبح في أمـ ـواج أفكاره وحسب، حركت يدها أمام وجهه لتجد أنه مازال كما هو لَم يتحرك، عقدت ما بين حاجبيها وقالت:جعفر
لَم تتلقى ردّاً مِنّهُ لتُعيد ندائها إليه قائلة:جـعـفـر … يا ابـنـي انا بكلمك
أنهت حديثها وهي تزجـ ـره في ذراعه ليستفيق هو على زجـ ـراتها العنيـ ـفة بعض الشيء قائلًا في حيرةٍ مِنّ أمره:ايه في ايه بتقولي حاجه؟؟؟
بيلا:انتَ مش فـ الدنيا خالص انا عماله أقول يا جعفر وانتَ مش واخد بالك أصلًا ولا معايا
زفر جعفر ومسح على وجهه قائلًا:مفيش كُنْت سرحان شويه مع نفسي … كُنْتي محتاجه حاجه
نظرت إليه بعدما نظر هو إليها لتقول بنبرة هادئة:مالك في ايه بقيت تسرح كتير الفترة دي ليه
أعتدل جعفر في وقفته وقال:بفكر … بفكر فـ حاجات كتير أوي
بيلا بتساؤل:حاجات ايه دي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها برفق وهو يقول:كتير يا بيلا … بفكر فـ الشغل وفـ مها وفـ ليان وفيكي … بفكر فـ كل حاجه دفعة واحدة وحاسس إن دماغي هتنفـ ـجر حرفيًا مِنّ التفكير
بيلا بـ أهتمام:زي ايه قولي ونفكر سوى
نظر إليها للحظات ثم أعتدل في جلسته لـ يُصبح قريبًا مِنّها، نظر إلى صحن الفشار لـ يَمُدّ يده ويُمسك حبات الفشار تلك متناولًا إياها قائلًا:مِنّ كُتّر ما كلهم أهم مِنّ بعض مبقتش عارف أبدأ فـ ايه … كلهم أهم مِنّ بعض … يعني الشغل .. دا مهم .. ومؤخرًا بقيت أتضـ ـايق كتير وخُلـ ـقي يضـ ـيق مِنّ الناس اللي هناك وانا بتخـ ـنق بسرعه وعصـ ـبي ما بصدق أمسك فـ خنا قة مع أي حدّ … ومش عايز أنزل عشان عارف إني هعمل مشكـ ـلة وهرجع
بيلا بتساؤل:مين بيضـ ـايقك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إلى عينيها وقال:كتير أوي … بفكر أسيب الشغل دا وأشوف غيره … مبقتش قادر أكمل هناك بتخـ ـنق بسرعة وممكن مكملش اليوم أصلًا
بيلا بهدوء:فـ أي مكان يا جعفر هتلاقي الحلو والوحـ ـش ولازم تتأقلم على كدا مفيش مكان فيه حلو بس وبعدين أكيد بيعملوا معاك مشـ ـاكل وخـ ـناق عشان انتَ أحسن مِنّهم أكيد مش هيعملوا خـ ـناق معاك على الفاضي وانتَ مش كل ما حدّ هيعمل معاك خنـ ـاقة هتسيب المكان وتمشي في كدا غـ ـلط وأكبر غـ ـلط كمان … حاول متردّش على حدّ هناك وتجا هلهم كل ما تتجا هل اللي قدامك كل ما هيمـ ـل ويبعد أو يبطل وأفتكر ليان حاول تستحمل عشانها
جعفر بهدوء:مفيش حاجه مصبراني على كل اللي انا فيه دا غيرها … بقيت حاسس إني عايش عشانها … كل حاجه بعملها عشانها وكل حاجه بفكر فيها عشانها … بقت واخده أغلب تفكيري وبقول أستحمل ومتخليهاش تعيش اللي انتَ عيشته وشوفته … مبقتش عارف أعمل ايه بجد
بيلا بهدوء:كمل فـ شُغلك عادي خالص وتجا هل كل اللي فيه انتَ بتشتغل عشان نفسك مش عشان حدّ وبعدين يا جعفر محدش يقدّر يفتح بوقه معاك بـ كلمة مش كدا ولا ايه
نظر إليها جعفر ثم أبتسم بخفة وقال:انا ما نع نفسي بـ العافية عنهم واللهِ يا بيلا انا لو عليا هعمل كتير أوي
أبتسمت بيلا وقالت:ما انا عارفه
صمتت قليلًا ثم نظرت إليه مرة أخرى وقالت:هو انتَ هتعمل ايه مع مها .. هتطلـ ـقها بجد يا جعفر
نظر إليها جعفر قليلًا قبل أن يقول:مضـ ـطر يا بيلا .. هو مش عايز يتغير طيب أعمل ايه انا حذ رته كتير أوي
بيلا:طب معلش أديله فرصة كمان جايز يتغير بجد بس محتاج وقت أو دفـ ـعة
جعفر بهدوء:انا مِنّ جوايا مش عايز دا يحصل بس هو غبـ ـي انا حذ رته كذا مرة أديتله فرص كتير أوي وهو لسه محـ ـلك سر … أعمل ايه معاه هي صعـ ـبانة عليا وهو صعـ ـبان عليا ومش عايز أكون الطرف اللي خـ ـرب ما بينهم بس انا بدور على مصلحة أختي يا جماعة أي حدّ مكاني هيعمل كدا وأكتر واللهِ
بيلا:أخـ ـرب بيت أختي لمجرد سبب زي دا يا جعفر … طب ما انا أختي عايشة مع هاشم أخوك أهو وعادي انا متكلمتش ولا انتَ أتكلمت … ولا عمرها كايلا جت أشتكـ ـيتلي ولا قالتلي انا مش هكمل … مها بتحب سراج بطريقة غير طبيعية يا جعفر وانتَ عارف كدا كويس دا سراج ياما عمل عشانها وأستنى كتير عشان يطلبها مِنّك … أفتكر فرحتهم لمَ وافقت بيه دي مها كانت بتتنـ ـطط مِنّ الفرحة زي العيلة الصغيرة … ليه نيجي دلوقتي نهـ ـد م كل دا ومحدش فيهم هيعرف يعيش حياته بعد ما يتطـ ـلقوا … طالما هي راضية يا جعفر خلاص دي حياتها هي وهي حُرة فيها تعمل اللي يريحها
نظر إليها جعفر وقال:مش حُرة فيها فـ حاجات كتير يا بيلا
بيلا:لا حُرة هي مبقتش صغيرة عشان تقولها تعمل دا ومتعملش دا آه هتكون عندك حق فـ كذا حاجه وواجب عليها تسمعك بس فـ دي لا يا جعفر دا مَصير وقرار هتعيش عليه بعد كدا مدى الحياة … سيبها طالما هي راضية يا جعفر لا هي هتقدر تعيش مِنّ غيره ولا هو هيقدر يعيش وهي مش معاه دا بقاله يومين مش ظاهر مِنّ بعد ما قولتله يبعتلها ورقة طلا قها … عدم ظهوره دا قالقني
جعفر بهدوء:بيجهز ورق الطـ ـلاق .. هو عارفني كويس أوي
بيلا بترقب:يعني مش هتتراجع عن قرارك
حرك رأسه نافيًا ونهض قائلًا:مصلحتها انا عارفها كويس هي معمـ ـية بس لمَ تفوق هتعرف انا عملت كدا ليه
تركها وتوجه إلى غرفته تحت نظراتها التي كانت تتابعه بهدوء، نظرت بيلا إلى مها التي كانت تقف خلف باب غرفة ليان تتابع حديثهما علّها تفعل شيئًا ولَكِنّ ما كانت تخشاه قد حدث، أغلقت مها الباب تحت نظرات بيلا الحزينة التي كانت حزينة مِنّ أجلها كثيرًا
جلست مها على الفراش ودفنت وجهها في الوسادة وشـ ـرعت في البكاء الطويل، بينما توقفت بيلا أمام باب الغرفة لتسمع صوت بكاءها الذي ألـ ـم قلبها كثيرًا لتشعر بـ الحزن وتبدأ في التفكير مرة أخرى لجعل جعفر يتراجع عن قراره ذاك.
___________________
سار رمزي بهدوء بين أهل حارته بعدما ذهب إلى المسجد لأداء فريضته بهِ، توجه إلى محل أم حسن مباشرةً بعدما رأى حسن يجلس في الداخل ينظر في هاتفه بـ إندماج شديد، وقف رمزي في الخارج وقال:ما تسيب التليفون يا منـ ـيل انتَ انتَ مش نافع فـ حاجه كدا
رفع حسن رأسه ينظر إليه ليقول بعدم تركيز:بتقول ايه
أبتسم رمزي ساخرًا وقال:بدعي ربنا يهديك يا حسن … ما تقوم تعمل حاجه بدل قاعدة المطلـ ـقين دي
حسن بهدوء:ولا … انتَ جاي تصدعني ولا ايه
رمزي:أصدعك آه … قوم أعمل حاجه تنفعك بدل ما انتَ قاعد كدا وشك فـ وش الموبايل
حسن بسخـ ـرية:فين يا حسـ ـرة كُنْت لقيت ومعملتش
رمزي:نفسي ونور عيني تعمل حاجه تنفعك يا حسن يا ابني دا محدش بقى بيعتب عتـ ـبة بيت ربنا غير فـ صلاة الجمعة شوفت وصلنا لـ ايه
ترك حسن الهاتف على الطاولة الموضوعة بجانبه ونظر إليه مرة أخرى وقال:بنصليها يا رمزي واللهِ
رمزي:وليه منصليهاش فـ بيت ربنا وناخد ثوابها هناك
حسن بهدوء:عشان مش كل الناس زي بعض يا رمزي ووراهم أشغال
رمزي بهدوء:ومش قادر تسيب أشغالك خمس دقايق وتروح تصلي فـ بيت ربنا … مش مقتنع بـ كلامك
أعتدل حسن في جلسته وقال:أدعي ربنا يهدينا جميعًا يا رمزي … إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].
نظر إليه رمزي قليلًا ليقـ ـطع نظراتهما لبعضهما البعض تلك ثُريا التي دلفت إلى الداخل وهي تحمل بعض الحقائب البلاستيكية قائلة:أزيك يا رمزي
نظر رمزي إلى الأسفل بهدوء وقال:بخير الحمد لله يا أم حسن نحمده ونشكر فضله
وضعت ثُريا الحقائب أرضًا ثم أعتدلت في وقفتها مرة أخرى وقالت:تعالى أفطر معانا بقى
حرك رمزي رأسه نافيًا وقال:تسلمي يا أم حسن انا طالع أفطر مع تسنيم مستنياني هي والحاجة
أبتسمت ثُريا وقالت:ومالوا هاتهم ونقعد نفطر سوى المكان يسيع مِنّ الحبايب ألف
رمزي بهدوء:الله يخليكي ربنا يديمها نعمة مرة تانيه إن شاء الله
ثُريا:خلاص المرة الجايه الفطار عندي انا … أو الغدا
أبتسم رمزي وقال:إن شاء الله
نظر إلى حسن نظرة ذات معنى وقال:هبقى أكلمك
تركه رمزي وذهب بينما ألتفت حسن إلى ثُريا التي قالت:بقولك ايه يا حسن
حسن بهدوء:نعم يا أمي
أخرجت ثُريا الفطور مِنّ الحقيبة وقالت:خُد يا حبيبي أفطر انتَ ونورا
نظر إليها حسن نظرة ذات معنى وقال بتساؤل:وانتِ؟؟؟؟؟؟؟؟
ثُريا:معايا سندوتشين
حسن:سندوتشين ايه بس يا أمي بقى دا أسمه كلام
ثُريا:يلا بس يا حسن تلاقي نورا جعانه دلوقتي يا حبة عيني مكالتش مِنّ إمبارح والواد مغـ ـلبها يلا
حسن:طب خُدي واحد كمان أهو
رفـ ـضت ثُريا قائلة:لا يا حسن يلا عشان نورا جعانه
زفر حسن وقال:يا أمي ريّـ ـحي قلبي بقى وخُدي مِنّي
تركته ثُريا وأبتعدت قائلة:يلا يا حسن قولت
شعر حسن بـ اليأس لـ ينظر إلى الحقيبة البلاستيكية بهدوء ثم توجه إلى منزله تاركًا والدته تقوم بترتيب البضـ ـائع الجديدة في أماكنها المخصصة
كانت نورا تجلس على الأريكة في غرفة المعيشة وهي تحمّل صغيرها على ذراعها وتُهـ ـدهده برفق، دلف حسن في هذه اللحظة لتنظر إليه نورا بهدوء دون أن تتحدث، أغلق الباب خلفه واقترب مِنّها بهدوء قائلًا:صباح الخير
نورا بهدوء:صباح النور
أقترب مِنّها حسن بهدوء وتوقف بجانبها ينظر إلى صغيره الذي خَلَدَ إلى النوم بعد وصلة بكاء طويلة، تحدثت نورا وهي تنظر إلى صغيرها قائلة بنبرة خافتة:غـ ـلّبني عقبال ما نام
أبتسم حسن ثم أنحـ ـنى بـ جذعه نحوه وطبع قْبّلة على جبينه قائلًا:حبيبي ربنا ما يحـ ـرمنا مِنّ سماع صوت عياطه فـ البيت
أبتسمت نورا ونظرت إلى صغيرها الذي كان يخلد في ثباتٍ عميق ثم نظرت إلى حسن وقالت:كُنْت فين
نظر إليها وقال بنبرة هادئة:كُنْت فـ المحل عقبال ما أمي ترجع وجابتلك فطار وقعدت تزن عليا أطلعلك عشان تفطري لأنك مكالتيش مِنّ أمبارح والباشا مش مهنيكي على حاجه
حركت رأسها برفق لتسمعه يقول:انا هروح أغسل إيدي وأجهز الأكل لحد ما تنيميه جوه
نهضت نورا وتوجهت إلى غرفتهما بينما توجه حسن إلى المرحاض، توقفت نورا بجانب فراش صغيرها ثم وضعته عليه بهدوء شديد ودثرته جيدًا لتخرج مرة أخرى دون أن تتحدث
_________________
“سلام عليكم يا أهل الدار!”
أردف بها صلاح وهو يدلف إلى منزل والده ليرى بهيرة تقترب مِنّهُ مسرعةً معانقةً إياه بـ حُبّ وحفاوة قائلة بسعادة:يا ألف نهار أبيض أني مش مصدقة اللي عيني شيفاه واللهِ أتوحشتك أوي يا خوي
أبتسم صلاح وعانقها قائلًا:روحي يا بت أبوي أتوحشتك يا بت
بهيرة بـ دموع وسعادة:وأني كمان واللهِ يا حبيبي طمني عليك انتَ زين
طبع صلاح قْبّلة على جبينها قائلًا:زين يا حبيبتي زين متخافيش
أبتسمت بهيرة ثم نظرت إلى أزهار وأقتربت مِنّها معانقةً إياها قائلة:أتوحـ ـشتك يا بت يا أزهار
أبتسمت أزهار وعانقتها قائلة:وانتِ كمان يا بهيرة واللهِ
أبتعدت بهيرة ثم نظرت إلى زُبيدة وفراس قائلة بـ أبتسامه:چرى ايه متوحشتكوش ولا ايه أدوني يلا حضن كَبير
عانقانها الصغيران لتضمهما بهيرة بـ أبتسامة سعيدة قائلة:حبايبي أتوحشتكوا أقسم بالله
تحدث صلاح وهو ينظر إلى أركان المنزل قائلًا بتساؤل:أومال أمك فين يا بهيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابته بهيرة وهي تنظر إلى الطفلين قائلة:چوه هتلاقيها قاعدة مكانها
توجه صلاح إلى الداخل رفقة أزهار قائلًا بنبرة عالية:الـسـلام عـلـيـكـم يـا أهـل الـدار
نظرت إليه عزيزه وأبتسمت قائلة بسعادة:صلاح ولدي
نهضت عزيزه ليقترب هو مِنّها ممسكًا بـ يدها طابعًا قْبّلة عليها قائلًا:ست الكل وحياتي كلها وتاچ راسي
أدمعت عينيها وهي تنظر إليه قائلة بنبرة سعيدة:حبيبي يا ولدي … أتوحشتك أوي يا صلاح
طبع صلاح قْبّلة على رأسها ثم عانقها قائلًا:وانا كمان أتوحشتك يا حبيبتي … طمنيني عليكي ياما انتِ زينة
نظرت إليه عزيزه وحركت رأسها برفق وهي تنظر إليه بدموع قائلة بنبرة سعيدة:زينة يا ولدي … زينة
أبتسم صلاح وقال:ايه رأيك فـ المفاچئة دي
عزيزه بـ أبتسامه سعيدة:حلوة أوي يا حبيبي فرحتني
نظرت إلى أزهار وقالت معانقةً إياها:حبيبتي الغالية
أبتسمت أزهار وبادلتها عناقها كذلك قائلة:حبيبتي ياما أتوحشتك واللهِ العظيم
ربتت عزيزه على ظهرها قائلة:وأني كمان واللهِ يا بنتي طمنيني عليكي
أبتسمت أزهار قائلة:زينة يا حبيبتي
نظرت عزيزه إلى صلاح وقالت بتساؤل:أومال فين ولادك يا صلاح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وفور أن أنهت حديثها حتى سَمِعَت صوت زُبيدة وفراس ينادونها ويركضان نحوها لتنظر هي إليها وتبتسم قائلة بنبرة سعيدة:حبايبي قلب تيتا
أرتـ ـميا بـ أحضانها لتضمهما عزيزه بـ حُبّ شديد إلى أحضانها قائلة:أتوحشتكوا أوي يا حبايبي
أنهت حديثها وهي تطبع قْبّلة على رأس كلًا مِنّهما لينظر إليها فراس قائلًا:وحشتيني أوي يا تيتا
مسدّت عزيزه على ظهره قائلة بـ أبتسامه:وانتَ كمان أوي يا حبيبي
نظرت إلى صلاح الذي قال بتساؤل:حاتم فين ياما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عزيزه:هتلاقيه فـ الأرض بيخلّص حسابات ناس
نظر صلاح إلى أزهار وقال:انا هروح أشوفه وأرچعلكوا تاني
حركت أزهار رأسها برفق إليه ليتركهم هو ويذهب تزامنًا مع حديث عزيزه التي قالت بنبرة عـ ـالية بعض الشيء:متعو قش يا صلاح عشان تاكل معانا يا ولدي
خرج صلاح مِنّ المنزل لتنظر إليهم عزيزه قائلة بنبرة سعيدة:أتوحشتكوا يا حبايبي
_________________
“أكده زين وكله متراضي وفلوسك منقـ ـصش مِنّها چنيه واحد!”
“تُشكر يا سيّد المعلمين كله متراضي”
أنهى حديثه وذهب تحت نظرات حاتم الهادئة، زفر بهدوء ومسح على خصلاته إلى الخلف ثم نظر إلى هاتفه عندما وجد أتصال مِنّ صلاح، عقد حاتم ما بين حاجبيه وقال:كل دا يا ولد عمي أكده في مـ ـصيبة رسمي
أنهى حديثه وهو يضع الهاتف على أذنه ينتظر إجابة صلاح على الطرف الآخر، في ذلك الوقت كان صلاح يقف على مقربة مِنّهُ ينظر إليه مبتسمًا، وجده يقوم بـ مهاتفته ليُجيبه وهو ينظر إليه قائلًا:عاش مِنّ سمع صوتك يا واد عمي
أبتسم حاتم فور أن سَمِعَ صوته ليقول مبتسمًا:حبيبي يا واد عمي أخيرًا أفتكرتنا يا راچل
أبتسم صلاح وقال:وهو انا اللي لازم أتصل عاد يا واد عمي مفيش مرة تتصل بيا يا چدع ولو بالغـ ـلط تسأل على واد عمك يمكن يكون ربنا أفتكره ولا حاچه
عا تبه حاتم قائلًا:وه چرى ايه ياض هنعـ ـبط مع بعض في الكلام ولا ايه انتَ عارف زين إني مبحبش أكده
صلاح:ايه يا خويا خايف عليا أوي
زفر حاتم ومسح على وجهه قائلًا:صلاح حلفتك بالله يا چدع تسكت عشان مچيش مصر أزعلك
أبتسم صلاح وقال:تنور يا خوي واللهِ عايزك تتهـ ـور وتعملها أكده وهوچب معاك أحلى واچب
أبتسم حاتم وقال:قول يارب الشغل كَتير يا واد عمي وانتَ عارف ناس وراها أكل عيش وبيوت مفتوحة مِنّ بعد ما أبوك أتحبس وأخوك شال يده مِنّ الأرض والحِمّل كله عليا
صلاح بتفهم:عارف يا واد عمي وحاسس بيك … ربنا يعينك ويقويك لو كان بيدي كُنْت نزلت معاك وشيلناها سوى بس الأشغال بقى
حاتم:ربنا يقويك يا واد عمي ويقويني معاك
صلاح:يارب … إلا قولي ياض البر سيم دلوقتي بقى بكام
عقد حاتم ما بين حاجبيه وقال:وأشمعنى بتسأل على البر سيم
صلاح:أبدًا صاحبي عنده چامو سه ومحتاچلها بر سيم وانتَ عارف بقى إن البر سيم عندنا غا لي اليومين دول
تعجب حاتم ولَكِنّهُ قال:يعني عامل…..
بتـ ـر حديثه عندما ألتفت خلفه ليرى صلاح يقف على مقربة مِنّهُ، تفاجئ حاتم كثيرًا لتجحظ عينيه قليلًا تزامنًا مع أرتفاع ضحكات صلاح الذي أغلق الهاتف وتقدم مِنّهُ قائلًا:مقولتليش برضوا البر سيم بكام
نظر إليه حاتم بذهول وقال بعدم تصديق:وحـ ـياة أمك؟؟؟؟!!!!
ضحك صلاح أكثر وقال:هتفضل على نياتك أكده لـ ميـ ـته يا واد عمي
حاتم بقلة حيلة:يا أخي … هي بقت أكده يا واد عمي
ضحك صلاح مرة أخرى وقال:مفيش فايده فيك يا واد عمي هتصدق أكده لـ ميـ ـته
حرك حاتم رأسه برفق وهو يضـ ـرب بـ كفيه قائلًا بعدم تصديق:أقسم بالله ما مصدق انتَ ايه يا أخي
تحدث صلاح وهو ينظر إليه قائلًا بنبرة ضاحكة:بني آدم يا حاتم زَيّك
حاتم بـ أبتسامه:بس ايه المفاجأة الحلوة دي چيت ميـ ـته
أبتسم صلاح وقال:چيت مِنّ ربع ساعة أكده يادوبك روحت لـ أُمي وبعدها چيت عليك
ربت حاتم على ذراعه وقال مبتسمًا:حمدلله على سلامتك يا واد عمي نَورت البلد كلَتها
صلاح بـ أبتسامه:منوره بـ ناسها يا حاتم
نظر حاتم حوله ثم أشار إليه قائلًا بـ أبتسامه:ايه رأيك شوفت الأرض بقت حلوة كيف
نظر صلاح حوله وقال:ما شاء الله ربنا يزيد ويبارك
زفر حاتم وقال بنبرة هادئة بعدما صمت للحظات:متعرفش حاچه عن أبوك ولا چوز عمتك
نظر إليه صلاح وقال:لا معرفش حاچه … مِنّ ساعة آخر مرة روحنالهم فيها أني وچعفر مروحناش تاني … وچعفر نفسه مقالش حاچه لـ بيلا لحد دلوقتي … خايف عليها
حاتم:هي مش قالت بردك إن هي معاوزاش تسمع سيرته مرة تانيه … يقولها ليه بقى
صلاح:المشكلة يا واد عمي إن هو عاوز يشوفها … معارفش لسه چعفر ناوي على ايه … ربنا يعديها على خير وميحصلش حاچه
حاتم:وحليم أخوك متعرفش حاچه عنه
حرك صلاح رأسه نافيًا وقال:معارفش حاچه عنه مِنّ آخر مرة هو كان فيها إهنه … أختفى كيف العفـ ـريت
حاتم:ربنا يهديه يا واد عمي
صلاح:خايف يا حاتم .. خايف يرچع بـ مصـ ـيبة چديدة … مش مرتاح واصل
حاتم:ليك حق واللهِ … ربنا يعديها وميتچننش علينا ويعمل مصـ ـيبة منكونش قدّها
صلاح:هيكون فتح على نفسه باب چهـ ـنم
حاتم:ربنا يعديها على خير بقى … فطرت
صلاح بهدوء:اه بس يادوبك شويه أكده ونرچع الدوار عشان نتغدى سوى … أتوحشتكوا يا ولاد الذينَ
_________________
“طب هتعمل ايه قولي مسابلكش حلول تعمل بيها!”
تحدث سراج بنبرة حـ ـادة وهو ينظر أمامه قائلًا:وانا مش هطـ ـلق يا أمي
زفرت والدته وقالت بنبرة مجهدة:يا أبني متوجـ ـعش قلبي معاك وقولي هتعمل ايه طالما مش هتطـ ـلقها هو راكب دماغه ألف سـ ـيف إنك تطـ ـلقها وخدّها مِنّ بيتك بشنطة هدومها معنى كدا ايه يا أبني إن كل حاجه خلصت مِنّ ناحيته وواقف معاك على ورقة الطـ ـلاق
سراج بغضب:مش هطـ ـلقها يعمل اللي يعمله دي حياتنا وإحنا أحـ ـرار فيها هي راضية ومتقبـ ـلة الوضع هو ماله بقى
أخذت والدته نفسًا عميقًا ثم زفرته وجلست بجانبه قائلة بنبرة هادئة:يا أبني يا حبيبي أفهم … ترضاها على أختك … لو أختك مكانها وعايشة مع جوزها اللي هو فـ نفس وضعك دا وحياتها واقفة معاه هتطـ ـلقها مِنُه ولا لا هو عنده حق صعبان عليه أخته داخله على الخمس سنين مِنّ غير عيل حتى كأنها مش متجوزة يا سراج وبعدين بقى متزعلش مِنّي انا واقفة معاه وشايفه إنه عنده حق
نظر إليها وقال بحـ ـدة:حتى انتِ يا أمي
تحدثت والدته بنبرة هادئة وقالت:مفيش حاجه أسمها حتى انا يا سراج طالما مش حاطط نفسك مكان اللي قدامك يبقى متتكلمش هي أكيد مضـ ـايقة ونفسها تبقى أم وتحس إنها عايشة بقالها أربع سنين عايشة بين أربع حيطان لوحدها لحد ما هتتجـ ـنن … ليه نعمل كدا ونوصلها لـ المرحلة دي وبعدين انا شايفه إنك طالما هتفضل كدا وعادي بـ النسبة لك يبقى تسيبها تشوف حياتها بعيد عنك انا لو بنتي مكانها أقسم بالله لـ أكون مطلـ ـقاها حتى لو روحها فيه
زفر سراج ونهض قائلًا بنبرة مليئة بـ الضـ ـيق:هتفضلوا مش فاهمين لحد أمتى وتعو موا على عوم بعض … طالما بنحبّ بعض خلاص اللي بيحب حدّ بيضحي عشانه على فكرة مهما كانت حجم التضحـ ـية أهم حاجه يكونوا مرتاحين وفاهمين بعض وأهم حاجه عارفين قيمة بعض وبيحبّوا بعض الجواز الغرض مِنُه مش الخلـ ـفة وخلاص بالعكس دا إستقرار وتقدير وإحترام لو كلنا فكرنا بـ المنطق دا وقولنا الجواز غـ ـرضه الخلـ ـفة وأحفاد هنتد مر … انا بحبّ مها ومش هبعد عنّها مهما حصل ومفيش طـ ـلاق ولو وصلت بيا أطـ ـاوع دماغي دلوقتي أقسم بالله لـ أعملها
نظرت إليه والدته بترقب وحـ ـذر شديد ثم قالت:تعمل ايه بـ الظبط
تحدث سراج بنبرة هادئة مـ ـريبة وهو ينظر إليها قائلًا:أخُدها بـ الإجـ ـبار ونسافر بعيد .. ومحدش هيقدر يفتح بو قه معايا حتى هو لأنها مراتي ويجـ ـوز إني أخُدها ونروح أي مكان انا لا هبـ ـعد ولا هسـ ـيبها ويوريني عرض كتافه بقى
تركها سراج وخرج بينما نظرت هي إلى أثره بذهول وهي لا تصدق ما تسمعه وتراه أمام أعينها، ضـ ـربت على كفيها عدة مرات وهي تقول:لا حول ولا قوة إلا بالله … ربنا يعديها على خير مِنّ غير ما تعمل مشـ ـاكل يا أبن بطني
_________________
جلس مُنصف بجانب شيرين ليضع فنجان القهوة خاصته على الطاولة أمامه وكوب العصير خاصتها بجانب فنجانه قائلًا:انا بقول نروح نتغدى عند زينة وفريد النهاردة
نظر إليها وأبتسم قائلًا:ايه رأيك
نظرت إليه شيرين وقالت مبتسمة:وليه نزعـ ـجهم انا هقوم أطبخ
نظر إليها مُنصف نظرة ذات معنى وقال:دا على أساس إني هخليكي تقومي وانتِ تعـ ـبانه كدا يعني
صمت لحظات ثم نظر إليها مرة أخرى وقال:بقولك ايه انا هتصل بيهم دلوقتي
أخذ هاتفه ثم عبث بهِ لحظات ليضعه على أذنه قائلًا بـ أبتسامه:حبيبة قلبي يا زوزو … وحشاني أقسم بالله
أبتسمت زينة على الجهة الأخرى وقالت:ولمَ انا وحشاك أوي كدا مبتجيش تقعد معايا ليه ولا لازم أقولك تعالى يعني
ضحك مُنصف وقال:واللهِ نفسي بس الشغل حاكمني مفيش وقت نهائي حتى إني أقعد مع شيرين حتى شوفتي بقى
تحدثت زينة بدهشة قائلة:ياه للدرجة دي
مُنصف بصدق:زي ما بقولك كدا واللهِ لسه بقول لـ شيرين دلوقتي أهو نيجي نتغدى عندك
سعدت زينة لتقول:تعالوا واللهِ خير ربنا كتير أهو هاتها وتعالوا نتغدى مع بعض فريد طالع أهو
مُنصف بـ أبتسامه:خلاص انا عازم نفسي انا وشيرين عندكوا النهاردة
زينة:هاتها يا حبيبي وتعالوا
نظر مُنصف إلى شيرين بـ أبتسامه وقال:ماشي يا حبيبتي نص ساعة ونكون عندك
أنهى المكالمة معها ثم نظر إلى شيرين وقال:شوفتي مش قولتلك إن أمي هتفرح أوي … قومي أجهزي بقى عقبال ما أنزل انا أجيب حاجه وأطلع
أنهى حديثه وهو يقف لتنظر إليه قائلة:عقبال ما تروح وتيجي هكون مستنياك
حرك رأسه برفق ثم أنحـ ـنى بجذعه نحوها طابعًا قْبّلة على رأسها، تركها وخرج مِنّ المنزل بينما نظرت هي إلى أثره ثم نهضت وتوجهت إلى الغرفة كي تقوم بتبديل ثيابها لتذهب إلى والدة مُنصف.
__________________
كان بشير يجلس ويتطلع في آخر أوراق عمله بـ إندماج شديد حتى أنتشـ ـله مِنّ بقاع تركيزه ضحكات بسنت العالية النابعة مِنّ المكتب المجاور إلى مكتبه الذي كان في نفس الغرفة
رفع بصره ونظر إليها نظرة ذات معنى ليظهر الضـ ـيق على معالم وجهها فجأة وبدون سابق إنـ ـذار، بينما كانت هي تجلس بـ أريحية وتضع قدم فوق أختها على المكتب أمامها وتتحدث مع صديقتها عبر الهاتف
تحدثت بسنت ضاحكة لتقول:لا يا بنتي كله كوم ولمَ ميزو خد السلم كله على وشـ ـه كوم تاني شكله كان مضحك أوي وقتها انا مقدرتش أستحمل وعيطت مِنّ الضحك … لا يا شيخة هو اللي بني آدم فقـ ـر طول عمره … اه طبعًا أومال
زفر بشير بضيق وهو يُحاول إعادة تركيزه مرة أخرى في أوراقه كي ينتـ ـهي ويذهب إلى الخارج حيثُ أن الشوارع بـ النسبة إليه جنة مِنّ الجحـ ـيم الذي يظل بهِ معها لمدة تسع ساعات
زفر بغـ ـضب واضح عندما ضحكت مرة أخرى وتحدثت بنبرة عا لية مـ ـزعجة ليتمتم بنبرة خافتة لـ الغاية قائلًا:كان يوم أسـ ـود لمَ أتحطيت معاكي فـ مكتب واحد … تتشـ ـل يا اللي فـ بالي مطرح ما انتَ قاعد … أدي أخرة اللي يقعد يشتغل مع ست فـ مكتب واحد ما شاء الله مش مبطلة رغـ ـي
ضحكت بسنت مرة أخرى وقامت بـ لف خصلة مِنّ شعرها حول إصبعها وهي تستمع إلى صديقتها بـ أبتسامه لتقول بذهول:بتهزري … يا نهار أبيض
رمقها بشير بغـ ـضب هذه المرة ليضـ ـرب بـ يده على سطح المكتب خاصته لتنظر هي إليه بطرف عينها لترى الشـ ـرار يتطا ير مِنّ عينيه مصوبًا نحوها، تحدثت ببرود وهي تقوم بـ معا ندته قائلة:إتس أوكاي يا بنتي بس مش لـ الدرجة دي
نظر بشير حوله وهو يقول:يارب نخلص ونبطل رغي بقى ونشوف شُغلنا
دام هذا الوضع لبعض الوقت حتى فقـ ـد بشير أعصا به ونهض صا رخًا بها بغضب قائلًا:وبـعـديـن بـقـى كـدا أوڤـر دا مـكـان شـغـل على فـكـرة مـش مـكـان نـتـسـايـر فـيـه
نظرت إليه بسنت بهدوء للحظات بينما كان هو ينظر إليها والغـ ـضب واضحًا وضوح الشمس على وجهه، تحدثت بسنت وهي مازالت تنظر إليه بهدوء وقالت:هقـ ـفل معاكي دلوقتي
أغلقت الهاتف ثم نهضت وهي تنظر إليها قائلة بنبرة حـ ـادة:انتَ بتزعـ ـقلي انا
بشير بغـ ـضب:اه بز عقلك انتِ عندك أعتـ ـراض ولا ايه
بسنت بحـ ـدة:اه عندي أعتـ ـراض انتَ مين أصلًا عشان تكلمني بـ الأسلوب دا ومين أصلًا اللي سمحلك تز عق وتشـ ـخط كدا انتَ عبيط
بشير بغـ ـضب:لا بقولك ايه قلـ ـة أد ب مبحبش أحتـ ـرمي نفسك انا عامل إحتـ ـرام إنك بنت بس دا ميدلكيش حق إنك تبجـ ـحي فيا لا يا أنسة انا مسمحلكيش
بسنت بحـ ـدة:يا سلام براحتي انا بتكلم مِنّ موبايلي مش مِنّ موبايلك
بشير بحـ ـدة:ودا مش مكان نتكلم ونضحك فيه انا مش عارف أركز بسببك فـ شُغلي والمفروض الورق دا هيتسلم بعد خمس دقايق وانتِ مفيش د م
صاحت بهِ بسنت بغـ ـضب وقالت:انا حـ ـرة في اللي بعمله على فكرة وبعدين عندك أماكن تانيه تشتغل فيها دا مفهوش سكر يعني
أشتـ ـدت حـ ـدة الأجواء بينهما ليتدخل بهيج فـ الوقت المناسب قائلًا بنبرة حـ ـادة:في ايه صوتكوا عالي ليه جايب لحد بره
نظرت إليه بسنت وقالت بغـ ـضب:البيه بيشـ ـخط فيا ويز عقلي
نظر إليها بشير وقال بحـ ـدة:ما تكملي باقي الكلام وتقوليله بز عق ليه ولا هتركبي الغـ ـلط عليا وتطـ ـلعي مِنّها زي الشعرة مِنّ العـ ـجين زي المرة اللي فاتت
نظر إليه بهيج وقال بنبرة جـ ـادة:أستنى انتَ يا بشير
نظر إلى بسنت وقال:كملي يا بسنت
تحدثت بسنت بهدوء وقالت:مفيش انا كُنْت بكلم قريبتي عشان تعـ ـبانه وبتطمن عليها هو لقيته قام يز عق كدا معرفش ليه
نظر إليها بشير بصد مة حقيقية بينما نظرت هي إليه بطرف عينها بهدوء لينظر بهيج إليه قائلًا:دي تاني مرة يا بشير هو في ايه
نظر إليه بشير بهدوء وهو مازال تحت تأ ثير الصد مة ليتحدث بهيج قائلًا:بشير بعد إذنك كفاية لحد كدا انا أكتفيت مشا كل بقالك شهرين مستقـ ـصد بسنت ومش عا تقها مشا كل المكان دا مكان آكل عيش بعد إذنك خُدّ مرتبك واتفضل
نظر إليه بشير للحظات وهو يُحاول إستيعاب ما يحدث لينظر بعدها إلى بسنت التي كانت تنظر إليه، أبتلع بشير غصته بهدوء ثم نظر إلى بهيج وقال:شكرًا يا بهيج … شكرًا على ظُلـ ـمك ليا وسماعك لطرف وطرف تاني لا
نظر إلى بسنت وقال:شكرًا على قطـ ـعان آكل عيشي أتمنى تكوني مبسوطة دلوقتي
أنهى حديثه ثم أخذ أغراضه وخرج دون أن يتحدث أو يلتفت إليهم، بينما كانت هي تنظر إليه بهدوء دون أن تتحدث.
_________________
“يا هاشم قولي واخدني على فين كدا!”
تحدث هاشم الذي كان يضع راحتيه على ذراعيه ويضع شريطة سـ ـوداء على عينيها قائلًا:وصلنا خلاص يا كايلا مالك مستعـ ـجلة كدا ليه
كايلا:ما انا مش عارفه انتَ واخدني على فين
هاشم بهدوء:مفاجأة يا حبيبتي مالك
كايلا بتفاجئ:قول أقسم بالله
ضحك هاشم وقال:واللهِ
توقفا أمام طاولة كبيرة بعض الشيء موضوع عليها كعكة شيكولاته متوسطة الحجم وبعض الزينة والورود البيضاء والبنفسجية والشموع، تحدث هاشم وهو يقف خلفها قائلًا:بس أوقفي
توقفت كايلا أمام الطاولة بينما قام هو بـ فـ ـك عقـ ـدة الشريطة ثم أبعدها عنّ عينيها قائلًا:فتحي
فتحت كايلا عينيها لترى ما أمامها بذهول تا م، ألتفتت إليه قائلة بذهول:ايه دا
أبتسم هاشم وقال:ايه رأيك
نظرت إلى الطاولة للحظات ثم نظرت إليه وقالت:ايه دا بجد
صمتت للحظات ثم عانقته قائلة:انا مبسوطة دلوقتي أوي
أبتسم هاشم وضمها قائلًا:أهم حاجه إنك مبسوطة دلوقتي
كايلا بسعادة:أوي
هاشم بـ أبتسامه:ودي أهم حاجه دلوقتي … شوفتي مش وعدتك بيها
شـ ـددت مِنّ عناقها إليه وقالت بسعادة:حبيبي … ربنا يخليك ليا
أبتسم هاشم ثم أبتعد قليلًا ونظر إليها وقال:ويخليكي ليا يا حبيبتي
أنهى حديثه وهو يطبع قْبّلة على رأسها، نظرت إليه كايلا بـ أبتسامه ثم نظرت إلى الطاولة للحظات ثم قالت بسعادة:حلوة أوي التورته
أبتسم هاشم وقال:بالهنا والشفا على قلبك
نظرت إليه كايلا وقالت:بس حلوة أوي المفاجأة دي يا هاشم
هاشم بـ أبتسامه:الحمد لله إنها عجبتك يلا بقى قطـ ـعي التورته
_________________
كانت بيلا تجلس على الأريكة في صالة المعـ ـيشة تشاهد التلفاز حينما أستمعت إلى طرقات عالية بعض الشيء على الباب، تحدثت بيلا وهي تنظر إلى التلفاز قائلة:تعالي يا لولو شوفي مين
لحظات وتذكرت أن صغيرتها في الروضة، زفرت بيلا ونهضت متجهة إلى الباب قائلة:أيوه جايه يا اللي على الباب
توقفت خلف الباب ونظرت إلى الخارج مِنّ العين السحـ ـرية لترى سراج في الخارج، أبتعدت بيلا قائلة:ثواني
أرتدت إسدالها ثم عادت مرة أخرى وفتحت الباب لتبصر سراج الذي نظر إليها وقال:أزيك يا بيلا
بيلا بهدوء:بخير الحمد لله
سراج:مها موجودة مش كدا
نظرت إليه قليلًا ثم قالت:أيوه
سراج بهدوء:محتاج أشوفها بعد إذنك
حركت رأسها برفق ثم قالت:اه اتفضل طبعًا
دلف سراج بهدوء لتغلق هي الباب وتُشير إليه قائلة:أتفضل هدخل أناديها وأجيلك
جلس سراج بينما توجهت إلى غرفة صغيرتها طرقت على الباب عدة مرات قبل أن تدلف إلى الداخل، نظرت إليها بيلا لتراها جالسة على الفراش تنظر بهدوء في نقطة فا رغة
جلست بيلا بجانبها تنظر إليها بهدوء لتقول:مها … سراج بره
نظرت إليه مها بلهفة لتقول:بجد
حركت رأسها برفق وقالت:أيوه
نهضت سريعًا وركضت إلى الخارج تحت نظرات بيلا التي أبتسمت وفضلت البقاء حتى تعطيهما مساحتهما الشخصية، بينما خرجت مها وركضت تجاهه قائلة بلهفة:سراج
نهض سراج لـ تر تمي هي بـ أحضانه تبكي، عانقها سراج بقـ ـوة وقال:مش هسيبك مهما حصل
شـ ـددت مِنّ عناقها إليه وقالت:ولا انا … عايزه أفضل معاك يا سراج انا راضية صدقني
ربت على ظهرها برفق وقال:عارف يا مها … عارف وانا مش هقدر أبعـ ـد عنك
أنهى حديثه وهو يطبع قْبّلة على رأسها بعمق وهو يتعهـ ـد على نفسه بعدم الإبتعاد عنها مهما حدث، قا طع لحظتهما تلك صوت جعفر الذي قال بنبرة غا ضبة:انتَ ايه اللي جابك هنا بدون إذ ني!
_________________
مرحبًا بكَ في جحيـ ـمي الأبدي، جحـ ـيم مَنّ لا يعلمون ما معنى الرحـ ـمة ولا يمتلكون هذا الذي يخفـ ـق بين قفصـ ـهم الصـ ـدري، لا يعلمون سوى الجحـ ـيم.
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية