Ads by Google X

رواية نهج الغرام الفصل الثالث 3 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

  رواية نهج الغرام كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية نهج الغرام الفصل الثالث 3

كان جالسًا في منزل خاله ينتظر بيلار لكي يذهبا سويًا إلى دروسهم، فشقيقته لا تشاركهم إلا ميعاد درسين فقط لأنها قسم أدبي هي وشروق صديقتهم بينما هو وبيلار علمي رياضة.

أصدر هاتفها نغمة إشعار، لأنه كان على الشاحن بالقرب منه، كان المتصل ميرا فكاد أن يرد عليها وأغلق الهاتف بالخطأ.. في تلك اللحظة، رأى إشعارًا على الشاشة الرئيسية لرسالة نصها يحتوي على:

(بيلار عايزك ضروري بعد الدرس)

تفاجأ سليم برسالة في تطبيق “الواتس آب” من أسامة مساعد معلم مادة الكيمياء، حيث عرف رقمه من صورته، ولكنه تساءل كيف وصل إلى رقمها الشخصي وهو معها دائمًا في السنتر، وكان واثقًا أنها لم تعطيه رقمها بنفسها.. قرر سليم حذف الرسالة والتحقق من الحقيقة في وقت لاحق.

نظر إلى ساعته الجلدية الأنيقة، ثم أطلق صياح عالي وهو ينظر إلى الطابق العلوي للشقة من الأسفل.

– بيلاااار

هتف بصوت عالٍ حتى تسمعه ، واستجابت له بتأففٍ وهي تنزل الدرج بسرعةٍ مروعةٍ، بينما كانت في نفس الوقت ترتدي حقيبة ظهرٍ صغيرةٍ وتضبط شعرها ، ثم وصلت إلى الطابق السفلي.

ردت بانزعاج:

– خلاص يا سولي قولتلك نازلة نازلة cool your jets or chill out “هدأ أعصابك”

قال ساخرًا:

-هنتأخر على الدرس، انا مش فاهم بتحبي تتأخري ليه وتعطليني..

كانت تنظر إليه بنصف عينٍ، فهو يفعل نفس الشيء أحيانًا مثلها ثم قالت ساخرةً:

-طب قول لنفسك بقى الكلام ده

– بس أنتِ بتأخريني اكتر وبستحملك ولا ايه ؟

اومأت بتذكر وهي تبتسم له معتذرة:

– sorry to keep you waiting

“اسف لجعلك تنتظر”

ابتسم لها قائلا ببساطة:

– انا ليا كام بيلا يعني … هي واحدة بس

ليردف بسرعة :

– يلا عشان هنتأخر بجد..مستر درويش مبيرحمش

وسرعان ما سحبها من معصمها، وساروا من المبنى حتى توقفوا أمام دراجته النارية، وقبل أن يضع بها المفتاح

دحرجت بيلار عينيها بمللٍ وقالت في نفيٍ قاطعٍ:

-انا مستحيل اركب ده!

أردف بغموضٍ :

-اسمه موتوسيكل ريس ، بس ماشي ملحوقة هيجي يوم وانتي اللي تتحايلي عليا اركبك معايا فيه.

هزت رأسها ساخرةً :

– It’s impossible

اني اطلب منك كده اصلا!

زفر سليم بضيقٍ، فهو يكافح من أجل الهدوء معها لبقية اليوم ، حتى يعلم حقيقة رسالة أسامة.

فنزل منه وسحب المفتاح واصطحبها خارج الشارع ليوقف سيارة أجرة تقلهم إلى مكان الدروس.

____

همست ميرا بارتجافةٍ:

-مروان

وقف بإعتدالٍ وهو يقول بنبرةٍ حازمةٍ:

-هي دي ميرا إللي اتخانقت مع الدكتور؟

يا إلهي تريد الهروب الآن ، تريد أن تختبئ منه الآن وإلى الأبد سيفرح بها ويعنفها بالتأكيد هذه فرصته .

قطع شرودهم صوت الدكتورة وهي تقول بتوجسٍ:

-واضح ان انتوا تعرفوا بعضكم !

رد مروان بنبرة ٍساخرةٍ :

-بنت خالي

تنفست رانيا بارتياحٍ ، تظن أن مشكلة تلميذتها المفضلة ستنتهي على يد مروان بالتأكيد لن يخذل ابنة خاله، قطع شرودهم تجوالها بسبب رنين هاتفها ليخبرها أحدهم أن هناك من يريدها على الفور، قامت رانيا وطلبت الإذن لبضع دقائق ثم غادرت المكتب.

بدت ميرا ضائعةً عند خروج الدكتورة، فـكان وجودها سيحميها من كلماته ونظراته النارية.

سمعت صوت مروان يقول بحدةٍ:

-هتفضلي واقفة عند الباب كتير ؟؟

اقتربت منه وجلست مقابله :

-انا..ماكنتش اعرف ان انت المهندس إللي دكتورة رانيا قالتلي عليه.

شعرت أن قلبها يتخطى الخفقان عندما رأته ينظر إليها ليقول بصرامةٍ:

-من امتى بتتخانقي مع الدكاترة..طب حتى استني السنتين اللي فاضلينلك يعدو ولا انتي حابة تشرفي سنتين كمان في الجامعة.

توترت بشدةٍ وهي تحاول الدفاع عن نفسها بقوة:

-انا كنت بدافع عن بنت مش قادرة تشتري الكتب والدكتور بيهدد بمنتهى البجاحة ان اللي مش هيشتري هيتعاقب في أعمال السنة والفاينل..عايزني اعمل ايه يعني ؟؟

ارتجفت بشدة ٍعندما سمعت صوته يقول بغضبٍ :

-وانتي مالك؟؟ يخصك في ايه اصلا..انتي جبتي كتبك و خلاص..مايخصكيش بقى تتكلمي ولا تتدخلي لحد..

ليردف بنبرة ساخرة ذات مغزى تعرفه جيدا :

– بصراحة انتي اخر واحدة كنت افكر انك ممكن تعملي التصرف ده…غريبة يعني بقينا نتكلم وننطق لا وندافع عن حد غيرنا…لكن مشاكلنا احنا بنسكت فيها مش كده ؟؟

زفرت بغيظ قائلة:

-قولتلك انا معرفش ان انت المهندس اللي الدكتورة قالت عليه وعموما خلاص انا بعتذرلك ومش هتدرب عندك.

ضرب بقبضته على المكتب بعنفٍ مما جعلها ترتجف:

-انتي فاكراني عيل؟؟ لا وبترفضي على مزاجك كمان..اسيب انا شغلي واجي اشوف موضوعك ودكتورة رانيا تتفق معايا وفي الآخر انتي اللى ترفضي تتدربي عندي كمان !!

التزمت الصمت ولم ترد، فواصل بإغلاق الموضوع

-انتهينا..بكرة تيجي الساعة 8 الشركة.

دخلت حينها الدكتورة وقالت :

-ايه اتفقتوا؟

أومأت ميرا برأسها بضيقٍ، ونهض مروان بعد أن استأذن من رانيا وغادر، بينما ميرا كانت تفكر في الفخ الذي وقعت فيه.

____

خرجت بيلار تنتظر جومانة وشروق ليذهبا إلى المنزل معًا بعد انتهاء الدرس، فيما دخل هو مركز الدروس مرةً أخرى حتى ظهر أمامه “أسامة” فهو من طاقم مساعدي مدرس مادة الكيمياء، وفي خلال لحظاتٍ توجه سليم نحوه دون مقدماتٍ قائلًا بحزمٍ:

-كنت عايز تقول ايه بقى لبيلار بعد الدرس؟

ظهرت علامات الدهشة والارتباك على وجه أسامة :

-نعم!

رد سليم بتهكمٍ:

-نعم الله عليك ! مش انت بعتلها رسالة من رقمك الخاص وقولتلها عايزك ضروري بعد الدرس.

رد بتوترٍ :

-آه بس يعني..

نظر إليه بحاجبٍ مرتفعٍ قائلًا بخفوتٍ خطير :

-وانا بقى جيت عشان اعرف انت عاوزها في ايه؟ وازاي اصلا تكلمها من رقمك انت مش من أرقام المستر الخاصة بالسنتر..ولا انت بتعمل الحركة القذرة دي مع اللي بيعجبوك.

كان اسامة على وشك الرد، لكن سليم قاطعه بعنفٍ وهو يتظاهر انه يعدل قميص أسامة:

-شوف يا أسامة..انا هعدي اللي حصل ده..ومش عايز أعرف انت كنت عايزها ليه..عشان لو عرفت مش هقدر أمسك نفسى وأظن انت شوفت قبل كده بنفسك انا بعمل ايه لما حد بيحاول بس يضايقها فما بالك انت بقى.. بلاش اعملك فضايح في السنتر.

بس بحذرك انك تحاول تكلمها تاني ولا تبعتلها اي حاجة عشان المرة الجاية مش هتردد اني اخليك تقعد في البيت

انحسرت ملامح أسامة بالخوف فهو يعرف تهور سليم، رغم صغر سنه، إلا أنه يشع هيبةً وقوةً وطاقةً رجولية، وساعده على ذلك رياضة الملاكمة التي يمارسها سليم.

نظر إليه سليم بعينيه الزرقاء بتهديدٍ:

-انا عارف انك عايز تكمل في شغلك لأن فيه غيرك كتير يتمنوا يشتغلوا مع درويش..تخيل بقى لو عرف ان واحد من أهم الاسيستنت بتوعه واطي زيك..

أسامة بخوفٍ من أن يفقد عمله :

-سليم انا..كنت ..

صاح سليم بصوتٍ أجش:

-انا مش عايز اسمع كلام تاني يا أسامة..عشان قسمًا بالله لو شوفت رقمك عندها تاني او حتى حاولت تكلمها وهي لوحدها لاخليك تكره اليوم اللي شوفتني فيه …. بيلار خط احمر..مفهوم !

أومأ أسامة بإيجابٍ، ثم تركه سليم وخرج من السنتر وأخذ هاتفه للاتصال بها قائلاً :

-انتي فين؟؟ روحي مع جومانة عشان عايزك

أغلق الهاتف معها بعد تنبيهها ان تنتظره مع شقيقته في منزلهم.

____

في حديقة فيلا والد مروان كانت راقية للغاية…

سألها سليم فجأةً بنبرةٍ حادةٍ:

-رقم أسامة الـassistant بتاع مستر درويش بيعمل ايه عندك؟

اندهشت بيلار :

– هيكون بيعمل ايه .. in fact “في الواقع” رقمي مع المستر من الاول مع رقم عمو عشان الدرس

هتف بعصبيةٍ :

– عارف أنه عشان الزفت الدرس.. انا بسأل رقمه بيعمل ايه عندك !

يكلمك ليه هو..

حدقت بملامحه الغاضبة ثم قالت بتبرير:

-ايه يا سليم في ايه؟؟ انا اصلا مش مسجلة رقمه..هو كلمني منه قبل كده عشان كان بعتلي ميعاد درس اتلغى وقالي اعرف صحابي.

-وتاني مرة قالك عايزك بعد الدرس

اتسعت حدقتاها بذهولٍ:

-فين ده؟ محصلش والله

-ما انا مسحتها وروحت اشوف الباشا بنفسي عايزك في ايه

انتبهت بيلار لشيءٍ وصرخت فيه بتوبيخٍ:

-انت ازاي اصلا تفتح الموبايل بتاعي..وبعدين ما يمكن مايقصدش حاجة

ضيق عينيه ليقول مدعيًا الدهشة:

-انتي هبلة..ده عايز يشقطك

بيلار بعدم فهمٍ:

-يعني ايه يشقطني دي؟

-بيلاغيكي يعني

قالت بنفاذ صبرٍ:

-يعني ايه برضو؟ مش فاهمة

عبس سليم وزفر ثم قال بيأسٍ :

-اوضحلك ايه اكتر من كده…يخربيت اختلاف اللغات اللي مخلينا مش عارفين نتواصل.

-خلاص قولي معناهم بالانجلش

صاح بسخريةٍ:

-لا دي بلغة المصريين ودي لغة مالهاش ترجمة

تمتمت بضيقٍ:

-انت بتغير الحوار مع أنك انك اتصرفت من غير ما ترجعلي واستخدمت موبايلي من ورايا

-كنتي عايزاني اسيبه لما يشقطك يعني وبعدين افتح موبايلك..انا كده وقفته عند حده

صرخت بغضبٍ :

-انا معرفش معناها اصلا..وبعدين انا مسجلتش رقمه..وكانت مرة بعتلي فيها ان الدرس اتلغى وخلاص

قاطعها سليم بصوت حادٍ حازمٍ:

-خلاصة الكلام..الواد ده يتعمله بلوك ولو عرفت انه حاول يكلمك وانتي خبيتي عليا..متزعليش من اللي هيحصل تمام..وانتي عارفاني

اكتفت بيلار بأن تهز رأسها بالإيجاب ثم قالت بتصميمٍ طفوليٍ جاد:

-ماشي وانا بقى مش عايزاك تعدي عليا تاني وهروح دروسي لوحدي.

هتف بحدة :

– لا متحطيش دي قصاد دي

– Drop the subject

” اقفل على الموضوع ”

_____

دخلت ميرا إلى غرفة والدها

-مساء الخير يا بابا

-مساء النور يا حبيبتي تعالي

جلست بجانبه على السرير ليقربها منه بحنانٍ:

-عايزة تقولي ايه؟

-بصراحة انا عملت حاجة ولازم حضرتك تعرفها وتقولي اعمل ايه

-سامعك يا حبيبتي

قصت عليه ميرا ما فعلته مع الدكتور بالجامعة واقتراح دكتورة رانيا وموافقة مروان بالتدريب معه بالشركة.

أومأ شكري ليقول بعمليةٍ:

-وانتي ناوية تروحي؟

-بصراحة يا بابا بفكر اعتذرله انت فاهم انا ومروان مننفعش في مكان واحد.

شكري بتبرير:

-بصي يا ميرا..انتي غلطتي انك رديتي على الدكتور ده..وكانت النتيجة انك تتدربي عند مروان..عشان كده الحل اللي قدامك تروحي..خصوصا ان مروان حاول مع الدكتور ده بس موافقش يعديه على طول.

اتسعت حدقتاها بصدمةٍ:

-حضرتك كنت عارف؟؟

-أيوة..مروان حكالي اللي حصل في نفس اليوم..وكنت مستنيكي تقوليلي..انا مش هعاتبك على حاجة دلوقتي..بس هقولك ان اي خلافات شخصية بينكم تخرج الفترة دي..ده مستقبلك يا حبيبتي وركزي فيه

-حضرتك شايف كده؟

-لأنه مفيش غير كده

هز رأسه بحزنٍ وهو يرى حال ابنته وابن أخته المفضل..فالقدر ليس في صفهم.

______

في سنتر درس الكيمياء…

صاح أسامة بغيظٍ لصديقه :

-بقى انا على اخر الزمن حتة عيل في ثانوية عامة يهددني واسكتله !!

رد عليه صديقه :

-ما انت اللي غلطان يا أسامة..وبعدين قولتلك قبل كده فوكك من البنت دي شكلها محترمة ومالهاش في الحوارات دي.

ابتسم أسامة بسخريةٍ:

-محترمة؟؟ يابني دي من أمريكا..امها اجنبية..يعني عادي

زفر الرجل بضيقٍ:

-بس ابوها مصري وحاليا قاعدة في مصر..وحتى لو امها اجنبية ايه المشكلة يعني؟ هما الأجانب مش متربين مثلا؟ ولا كلهم واحد…هما كمان فيهم ناس بتحافظ جدا على نفسها وفي كده وكده

قال أسامة بحنقٍ:

-جرا ايه يابني انت مش عايش معانا ولا ايه؟

– الاخلاق مبتتغيرش يا عصام..وحتى لو امها غير..فاكيد ابوها عرفها الصح من الغلط

ابتسم بخبثٍ قائلًا:

-المهم أنها داخلة دماغي..واللي اسمه سليم ده ضيع كل اللي خططتله..بس ملحوقة

-ناوي على ايه؟

أسامة بنبرةٍ شيطانية:

-نقطة ضعف سليم..مروان اخوه..ممكن اضرب عصفورين بحجر واحد..اوقع بيلار وفي نفس الوقت اعلمه الأدب على اللي عمله معايا.

زفر الرجل بنفاذ صبرٍ:

-اسامة افهم بقى بيلار مالهاش في السكة بتاعتك دي..وبعدين بقالها 3 سنين في مصر ومشوفتهاش بتتصرف غير بكل أدب البنت دي محترمة جدا..وسليم راجل بيحافظ على بنت خاله..متوقع منه يعمل ايه لما يلاقيك باعتلها رسالة انك عايز تشوفها بعد الدرس..على الأقل هو طلع جدع ومرضيش يقول لدرويش ومتنساش ان فيه كتير أوي غيرك يتمنو يشتغلوا مكانك.

بينما الاخر ابتسم بسخريةٍ وهو يفكر في خطةٍ شريرةٍ لسليم.

_____

في اليوم التالي..

أغمضت عينيها لبضع ثوانٍ ، محدقةً بحزنٍ في الشارع الفارغ فهي تقف منذ نصف ساعة ولا ترى أمامها سيارة اجرة تمر من امامها ، تنهدت ونظرت إلى ساعة يدها فهي ستصل متأخرة إلى درسها

عضت شفتيها بغيظٍ قبل أن تفيق على صوت دراجةٍ ناريةٍ تقف أمامها، بحركة سريعة رفع الخوذة بيده لتجده (سليم) ابن عمتها.

ابتسم سليم بعبثٍ :

-ايه يا سنيوريتا.. حد مضايقك ولا ايه على الصبح كده ؟

ردت من بين أسنانها :

-ابعد عني يا سليم انا مش ناقصاك..ومتنساش اننا متخاصمين اصلا

قال لها وهو يهز كتفيه ببساطةٍ:

– براحتك انا لقيتك واقفة متضايقة قولت اشوفك مالك.. لو تحبي اساعدك برضو قوليلي

اقتربت منها سيارة أجرة فشعرت بالسعادة وتجاهلته قائلةً بسماجةٍ:

– خلاص امشي انت مش محتاجة مساعدتك.

اقتربت سيارة الأجرة وهي تشير لها لتوقف ولكن خاب ظنها عندما هربت السيارة بسرعةٍ ولم تتوقف كتم ابتسامته عندما صرخت:

-موقفش ليه..! ده كان فاضي !! والله فاضي

يا إلهي..كتم ضحكته

بالتأكيد هو فرحٌ بما يحدث لها الآن

فنظرت له قائلةً بغيظ :

-مفيش ولا تاكسي بيعدي غريبة… واللي عدى دلوقتي موقفش وكان فاضي.. انا هتجنن ازاي !!

ثم أكملت بخفوتٍ حزين:

-مستر درويش مبيدخلش حد متأخر وهيخليني احضر مع الناس اللي بعدنا وعندي دروس تانية ماينفعش اغيب منها

مال عليها وهو يقول بهدوء وهو يشير إلى الدراجة النارية وقد تأثر بهمسها الحزين:

-ايه رأيك لو وصلتك معايا طيب

صاحت برفضٍ :

– مستحيل اركب البتاعة دي.. It’s impossible قولتلك

ابتسم بتلاعب:

– جربي مش يمكن تعجبك..وانتي تتحايلي عليا بعدها اركبك معايا فيها وانا اللي هرفض

اضطرت أن تقترب من الدراجة النارية قائلةً بغيظٍ :

– مين دي اللي تطلب منك كده !

نظر لها بنصف عين وهو ينظر إلى ساعته، لترمقه ببساطة قائلة:

– anyway

انا للأسف مضطرة اوافق دلوقتي عشان مواعيدي هتبوظ

ركبت معه, تحرك بالدراجة بسرعةٍ بينما هي تمسك بأطراف يديها على ملابسه من بعيد.. فهمس لها بتحذير :

– امسكي فيا كويس ها

تجاهلته..فجأة اطلقت شهقة حين اختل توازنها، فهتف لها بسخرية:

-ما قولنا امسكي فيا كويس..

مع حركة الدراجة النارية بشكلٍ سريعٍ وجدت نفسها تغرس أصابعها بين قماش سترته لتمسك به تلقائيا.. فزاد من سرعته أكثر بينما هي ضربته على كتفه قائلةً بغيظٍ:

-انت قاصد على فكرة

قال بمكرٍ من بين ضحكاته :

– بحاول مبوظش مواعيدك انا غلطان يعني !

نقلت حقيبة ظهرها لتضعها أمامها تفصل بينهم .. فشعر هو بالقهر من فعلتها تلك

– ايه يا بنتي ده حطالي فاصل بينا

ابتسمت بشيطنةٍ :

– عشان تبقى تشغل دماغك كويس.. بس مش عليا

– المهم يكون الموتوسيكل عجبك

لم تنكر أنها شعرت بالسعادة من تلك التجربة الجديدة فهي أول مرةٍ تركب دراجةً نارية لطالما شعرت بالخوف منها .. ولكنه كان سائق ماهر

ابتسمت بامتنان :

-سولي بجد Thanks a lot

-You’re welcome

“على الرحب والسعة”

– طب يلا ندخل الدرس هنتأخر

– حاضر هعمل مكالمة بس وهدخل وراكي… اسبقيني أنتِ

ابتسمت ثم تركته شبه راكضةٍ إلى مكان الدرس بينما الآخر يبتسم بعبثٍ وهو يجيب على هاتفه :

-ايه يا باشا…لا كده تمام..

ليردف بضحكةٍ عاليةٍ :

-فك حظر التجوال بقى وخلي سواقين التاكسي ياكلوا عيش.

ضحك وهو يتخيل منظرها إن علمت بخطته تلك وأنه خلف عدم وقوف السيارات الأجرة لها، بالتأكيد ستقتله.

___

وصلت ميرا لمقر شركة مروان القاضي تنهدت وهي تحسم أمرها فهذه فرصتها الوحيدة مع مروان ويجب أن تتمسك بها، دلفت لداخل الشركة ووصفت لها فتاة الريسبشن مكتب مروان، ثم صعدت المصعد الكهربائي وهي تشعر بالقلق من مقابلة مروان.

أخبرتها السكرتيرة بالدخول لمكتبه فهو ينتظرها الآن دلفت إلى المكتب لتراه يجلس على مقعده يرتدي بدلةً رمادية اللون وقميصٍ أبيضٍ أنيقٍ، ثم أشار لها بالجلوس.

-أهلا..

-اهلا يا باشمهندس

-انا مش عايزك تقلقي من حوار التدريب، ده مؤقت، فترة قصيرة جدا.

-لا ابدا مفيش مشكلة واهو تغيير من روتين الجامعة

دلفت فتاة في منتصف العشرينات رشيقة ذات شعر أسود لمنتصف ظهرها ترتدي كنزةً وتنورةً سوداء قصيرة، لتتقدم منهما ما إن سمح لها مروان بالدخول ليقوم بتعريفهم ببعض.

-باشمهندسة علا..و دي ميرا بنت خالي في 3 هندسة

رمقتها علا بنظراتٍ تقيمية، ثم قالت ببرودٍ:

-بس مش صغيرة يا مروان على التدريب.

جلس مروان على مقعده وهو يتفحص ملف ما :

-ما انا فهمتك الوضع..ودي فترة مؤقتة بس.

علا بنبرةٍ ناعمة:

-عموما انا ظبطتلها الموضوع وهتتدرب مع محمد أمين

رفع مروان رأسه قائلًا بنبرةٍ حازمةٍ:

-طب كويس انك اخترتي امين..بيشوف شغله كويس

قالت علا لميرا بعملية:

-وياريت تكوني فاهمة ان مفيش عندنا وسايط..مش عشان انتي قريبة مروان

ميرا من بين أسنانها:

-لا يا حبيبتي..انا ماليش في الوسايط واكيد جاية عشان اتدرب بمجهودي .

-تمام اتفضلي معايا عند مكتب الباشمهندس المسؤول عن تدريبك.

ثم التفتت علا قبل أن تخرج لتقول لمروان برقةٍ:

-تمام..مروان هنتغدا مع بعض انهاردة اوكيه؟

أومأ بايجاب:

-تمام هستناكي

شعرت ميرا بشكٍ من ناحية تلك الفتاة فهي تناديه باسمه دون ألقابٍ وشكها زاد عندما سمعت موافقة مروان على مشاركته الغداء معها فقررت أن تتحدث مع جومانة لتفهم منها حقيقة ذلك الوضع.

_____

في إحدى النوادي..كانت ميرا تجلس منتظرةً ابنة عمتها وصديقتها المقربة جومانة، فما أن تقدمت منها وجلست أمامها حتى سألتها ميرا فجأة بدون مقدمات:

-مين علا دي اللي بتشتغل في الشركة عند مروان؟

-هي ماما مقالتلكيش؟ أصل علا دي اللي مروان هيخطبها .

قاطعتها ميرا بغضبٍ:

-نعم؟؟؟ هيخطب مين !!!

google-playkhamsatmostaqltradent