رواية نفوس مريضه (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم تسنيم حمدي
رواية نفوس مريضه الفصل الحادي والاربعون 41
نظر بيجاد الي تلك النيـ…ـران وسمع صوت صراخـ…ـات الأطفال الضعيف جدا، ولكنه كان مده قويا بداخله ، واصبحت الأصوات تعصف براسه هو وحده ليقترب من البيت، وهو يرى ظل واقف على الباب المفتوح ليلقي بنفسه بداخل تلك الـ…ـنار ، تحت صدمة الجميع
دخل بيجاد الي البيت وهو يتجاهل ندائهم عليه و يحاول ان يجد مصدر الصرخات، وياتبع الظل
اخذ يبحث بعينيه عنهم والدخان يعبئ الداخل، والنار تتمسك بالأساس
ليقف فجأه بثبات وهو يسعل بقوه، مع زيادة الصراخات التي أصبحت متداخله، حتى المكان اصبح يتغير امام عينه، و الصرخات أصبحت تأتي من كل زاويه، وهو يتلفت حول نفسه بقلق ، ويمسك باراسه بألم ، بسبب الصراخات، التي تهلك عقله وروحه
فالكثير من الاطفال يصرخوان معا بقوه،واعداد الظلال السوداء تتزايد وتقترب منه واصوت انينهم يتعالي، ولا يعلم ان تلك الصرخات، والانين موجودين بداخل عقله وحده
لينظر الي الغرفه وهو تائه ،و يتلفت حول نفسه، لم يعد قادرا علي التميز بين الواقع و الخيال ،
الحقونا، هنموت
انت قتـ…ـلتهم انت السبب بمـ….ـوتهم
صرخ بألم : انا معملتش حاجه، النار هي اللي قاده لوحدها
:ماقلتش ليه انهم محبوسين جوه، كنا لحقناهم، انقذت نفسك وبس
:ماكنتش اعرف انهم موجودين، انا انا
اخذت تضج حربا بداخله بين الثلاثه
ليقع على ركبته علي الارض يصرخ بألم، والأصوات تتزايد والظلال تقترب منه
نظر حوله بستغرب وضعف :لازم اخرج انا بعمل ايه هنا، لا
ليصرخ بنفسه :في أطفال هنا، لازم الحقهم
:لا النار، النار هتحـ…ـرقنا كلنا، انا مش عايز امـ…ـوت هنا، حد يخرجني، ايه اللي جابنا تاني هنا
ليصرخ بغضب : الأطفال مش هسبهم
نظر معتز بستغرب للذي يتعارك مع نفسه أمامه ، بعدما لحقه بيهي، وكان الحـ….ـريق هائل والحراره والدخان يزدادن بقوه
والذي يقف أمامه فاقد السيطره على نفسه،فقد كان حازم يحاول السيطره علي جسده ، لينقذ نفسه من أهلك، أمامه والخروج من البيت
و عمر الذي يصرخ فجأه و ينهار بخوف وهلع
وبيجاد الذي يحاول السيطره لينقذ الأطفال مهما كان الثمن
ومن ينظر اليه كان سوف يجنن وهو يتحاول بين ثلاث شخصيات مختلفه بثواني معدده ويتشاجر مع نفسه
انهي معتز تلك الحرب وهو يضع يده على كتف الواقع بالارض
معتز:بيجاد مالك، فوق، واخرج من هنا
نظر له الاخر بضعف :لا لازم ننقذهم ، هيمـ…ـوته
معتز : اخرج انت دلوقتي
صرخ برفض :لا، مش هخرج من غيرهم
نظر معتز ل ضعف الواقع بالأرض ولا يوجد وقت للنقاش :خالد حابسهم في اوضه تحت البيت ، تعال معايا نشوفهم ، قوم يلا
مد معتز يده ليمسك بيده الاخر ليقف بيجاد معه
ووصلوا الي غرفه وبها باب وسلم سفلي، هبوطوا عليه ليصلوا الي الغرفه
فكان أمامهم ممر بيه اربع غرف و عليهم باب حديد مثل الزنزانه والأطفال والفتيات يقفون قريبا من الباب بالغرفتين الأولى والثانيه و يصرخون بخوف، من النـ…ـار
معتز : اهدوا متخفوش وابعده خالص عن الباب
ابتعدت الفتيات عن الباب وأطلق معتز رصـ…ـاصه على القفل الأول وأخرى على الثاني الخاص بالغرفه الثانيه
وتقدم معتز ليخرج من بغرفة الفتيات
وتقدم بيجاد بسرعه من غرفة الأطفال
وهو يخلع جاكته و امسك بيه السلسله و القها بعيدا وفتح الباب الحديد الساخن
وفتح معتز الباب الاخر بنفس الطريقه
خرجت الفتيات معا وخر بيجاد يحمل طفل صغير وخلفه الأطفال خمس أطفال يتمسكون به
امسك معتز بيد طفلين :يلا خلينا نخرج س…. استني اهنا انت رايح فين
قطع معتز حديثه وهو يصرخ على الطفل الذي تركهم وهو يدخل الي الغرف الاخري ويبكي
جز معتز بغضب :راح فين دا
بيجاد :انا هروح اشوفه، اخرج انت باللي معاك
معتز :ماينفعش
بيجاد :اسمع انت الكلام خد اللي معاك وأخرج،
انهي بيجاد حديثه وهو يضع الطفل الذي مع بيد معتز؛ ليحمله بسرعه
وتركه بيجاد ليدخل الغرفه التي دخل بيها الطفل
نظر معتز بعجز الي الأطفال والفتيات والنار تاكل بالسلم، ليخرج بهم وهو يسب بيجاد والطفل الذي هرب منهم ولم يفهم تصرفه، ويأمل ان يخرجوا بخير
………
بالخارج كانت نور تجلس بسياره خاصه بأحد رجال ياسين ، بعد ان ادخلها معتز اليها وأغلقها ، وهي تبكي بخوف، وتري معتز أمامها يدخل الي البيت المشتعل، وتحاول الخروج من السياره لتذهب اليه، وهي تهلوس بسبب شده الحرارة والحمي التي تنهش بجسدها
وترى امامها ياسين و خالد و الرجال التي جأئت لهم مجرد خيالات، وهم يحاولون اطفئ النار العاليه والتي سددت باب الخروج بالماء اولا، ولكنها لم تنفع وزدادت أكثر ، بسبب اشتعل النار بالبنزين وقلة المياه
ليخذون طفيات الحريق الموجوده بداخل سيارتهم، ويقفوا بقرب الباب ويحاول اخماد النار من أمامه؛ لمساعدت من بالدخل للخروج
وصل جاسر مع حنين ، وهم مصدمون من منظر النار، وغير مدركين مايحدث
نظر جاسر الي حنين بصدمه :خليكي في العربية، متنزليش فاهمه
حنين بخوف : لا انت رايح فين، و مين الناس دي
جاسر : اصحابي هشوفهم ماتخفيش، وانتي خليكي هنا
انهي جملته وهو يهبط من السياره بسرعه ويغلق عليها الباب حتى لا تخرج وتتاذي
واقترب منهم بصدمه :هو ايه اللي بيحصل هنا، وفين نور
خالد : نور في العربيه كويسه، بس بيجاد و معتز جوه، وفي أطفال وبنات الحـ…ـيوان دا كان حابسهم في البيت، بيحاولوا يخرجهم، ربنا يستر ويعرفوا يخرجه
…….
خرج معتز امامهم وهو يحمل الطفل و يمسك باخر
وخلفه أكثر من عشر فتيات و ثلاثه اطفال أكبر الذي يحمله معتز وهم يبكون بشده وانهيار ،
ليجري ياسين عليه.. وياخذ منه الطفل، وهو يتفحص معتز بشكله المزري
ياسين :انت كويس فيك حاجه، وفين بيجاد
معتز :انا كويس ماتقلقش، و بيجاد جري وراه طفل معرفش ليه، اكيد خارج وريا ،
ظهر بيجاد أمامهم من بعيد يحمل طفل فاقد الوعي ويمسك بيد الاخر
معتز بتفكير :كان في واحد تاني..
ياسين :انت بتقول ايه
معتز :مافيش انا هشوف نور وانت الحق بيجاد وخلي واحد من الاتنين دول، يشوف شكله عنده مشكله
ياسين. : هو تعبان
معتز :مش عارف، خليهم يشوفه بسرعه
تقدم ياسين من بيجاد هو وخالد ليخرج من البيت
تركهم معتز وذهب الي السياره ل نور، فتح الباب ليجد نور تبكي بداخلها وهي ترتعش بقوه
تمتمت نور بضعف :معتز، النار،، لا لا، النار
جذبها معتز اليه واحتضنها بقوه وهو يهمس لها :اهدي يانور، اهدي، خلاص ماتخفيش احنا كلنا كويسين والله ، وهنخرج من هنا حالا ،
انهي معتز حديثه ليستمع الي همهمات خفيفه وانفاسها الحاره تضرب برقبته، ليبعدها عنه وينظر الي وجهها المحتقن ودموعها تهبط بشده
وضع يده على وجنتيها ليشعر بالحرار الحراقـ..ـه التي تخرج من وجهها :نور، فوق يا نور، انتي سامعني
همست نور بتعب : النار يا معتز، ابعد
نظر معتز اليها وهي تهلوس ولمح الدمـ…ـاء تحت الوشاح مغطي رقبها، ليرفع راسها بخف وينظر الي الجرح بصدمه ، ليجد الوشاح ملطخ بشده والجـ..ـرح يـ..ـنزف
ونور تأن بألم وهي تبكي ولا تعي مايدور حولها
ادخلها معتز الي السياره وعدل جلستها وربط لها حزام الأمان أغلق الباب بسرعه و التف حول السياره ليصعد بجوارها و يذهب بيها الي اقرب مستشفى وهو يصرخ على أخيه : ياسين انا هاخد نور المستشفى حالا….
قطع معتز حديثه بصدمه وهو يرى الذي يقع امامهم على الأرض مغشا عليه
……..
وقف ياسين و جاسر و خالد ينتطرون خروج بيجاد، بعد ترك معتز له
والذي ظهر أمامهم بداخل البيت وهو يحمل طفل نائم و يحتضنه بقوه و يمسك باخر بيده
ولكنه كان يتحرك بخطوات بطيئ وضعيف، و هو يتشبس بالطفل
ليدخل ياسين اليه وياخذ منه الطفل وخرجا معا بعيدا عن البيت، وقف بيجاد بينهم ، والرئيه تتشوش امام عينه وهو ينظر لهم
واجتمع الأطفال و البنات يحضنون بعضهم ويبكون بخوف وخالد انشغل بالطفل النائم
نظر جاسر و ياسين علي العدد بذهول ، غير مصدقين ان ذلك الحـ…ـقير، كان يريد أن يحـ…ـرق هذا العدد بدون شفقه
التفت ياسين الي بيجاد وهو يتذكر كلام معتز و ملامحه الباهته وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه :انت حصلك حاجه، جاسر ، الحق
اقترب خالد وجاسر منهم بقلق :في ايه ، بيجاد مالك
كان ينظر اليهم بنظرات مشتته،قبل أن تغلق عينيه و يقع أمامهم مستسلم للظلام الذي يسحبه، منذ وقت وهو يقاومه بقوه
اسنده ياسين بسرعه قبل أن يقع ويصدم راسه بالأرض و جاسر و خالد ، اخذ خالد يفحصه وهم يحاولوا افاقته ولكنه لا يستجيب،
ياسين:ايه اللي حصله
رد خالد بخوف: نبضه ضعيف جدا،ومابيستجبش لينا، لازم ناخده المستشفى بسرعه
اقترب معتز منهم وصرخ بيهم بعدما رائه :طب يلا، انتوا لسه هتتكلمه، حد يسنده معايا للعربيه،انا هخده المستشفى مع نور، وكمان الطفل دا يلا
اسنده خالد مع معتز :طيب يلا، انا هروح معاك
قام معتز و خالد بحمل بيجاد و ادخله الي السياره بالخلف و جاسر وضع الطفل بجواره مع خالد
ونور بالامام
وصعد معتز خلف المقود، وانطلق بسرعه عاليه الي المستشفى
صرخ خالد بقلق :أقلل السرعه يا معتز احنا كده مش هنلحق نوصل المستشفى
تجاهله معتز وهو يزيد السرعه ويختطف نظرات ل نور الغائب عن الوعي بجواره، وتهلوس بهمس،وليست مدركه للواقع
وهو يتحسس جابينه من وقت الي اخر بسبب حرارتها العاليه ،وينظر اللي جرحـ…ـها بخوف
………
نظر جاسر للأطفال والبنات بحزن و غضب،وهم يضمون بعضهم ليجعلهم يدخلوا الي احد البيوت يرتاح بهم ودخل احد حرس ياسين معهم ، وحرس خالد الاربعه كان بداخل بيت اخر وياسين يتحفظ عليهم…
ليذهب جاسر الي السياره و يخرج خالد من صندوق الخلفي هو بين الوعي وإللاوعي، أمامه هو وياسين و رأيس حرسه فقط
القى جاسر على الأرض أمامه وهو يلكمه بغيظ : بقي كنت حابس كل دول جوه البيت ،و حرقته بيهم، ومسافر عادي ، ياجبرتك، انت ياض مخلوق ميلتك ايه، ما انت مستحيل تكون بني آدم
ابتسم خالد بتهكم :لا انا مش بني آدم، انا الشيطان
جاسر :صح فعلا انت ابليس،
وعقابك معرف في الدنيا والآخرة ، وانا هبعتك لاخرتك،و بنفس الطريقه
قهقه خالد بتسليه :هتبعتني لاخرتي ومين هيوصلك ل سليم،
نظر الي حنين التي تشاهدهم من نافذه السياره :شوفتي يا حنين، مش فارق معه ابنك ازاي، مش عايز يرجعهولك، برغم اني بفكر اتفق معه عشانك يا نونه، ياخد سليم ويسبني، ايه رايك
لكمه جاسر مره اخرى واقترب منه وهو يهمس له : هو انت تخيل اني فارق معايا ابنك ، انا معايا حبيبتي خلاص، ومين بقي ضحك عليك و قالك اني عايز ارجع ابنك ليها، عايز ابنك يعيش بنا، طب ليه، لما انا هبداء معاها حياه جديده، ونخلف غيره واعوضها
صدم خالد من حديث جاسر :انت بتقول ايه
جاسر :عشت سنين بسببك وفي نـ..ـار قايده جويا ، وانت واخدها مني، وجي الوقت انك تدوق النار دي، وابنك مايلزمنيش
صرخ خالد بفرع وجاسر يجذب حبل من سيارته ويقوم بتقيد خالد وهو يحاول مقاومته :لااا، ابعد
اقترب ياسين من جاسر : انت هتعمل ايه
انتهى جاسر من تقيده : هياخد عقابه اللي يستحقه
ياسين :سيبه يا جاسر، احنا هنسلمه وهم هيخلوا يعترف بطريقتهم على كل اللي عمله وهيتحاسب عليه
رد خالد بخوف : صح سلمني احسن،وانا هعترف بكل حاجه
رد جاسر ساخرا: اسلمك!! وتعترف بايه، انت عارف يا ياسين الكلب دا لو انا سلمته، هيلاقي الف من يساعده، ويهربه ومش هيـ…ـتعاقب،
اكمل جاسر بحـ..ـقد :بس لا، عقـ…ـابه هيكون هنا و دلوقتي، وذي ماكان عايز يعمل في الأطفال دي ، هيطول نصيبه
جذب جاسر خالد من باقي الحبل الي ذلك البيت بغضب تحت مقاومة الاخر و صرخاته
وصرخات حنين من داخل السياره وهي تنظر إلى جاسر، برفض
حنين :لا يا جاسر، كده ابني مش هلقيه ، جاسر سيبه، خليه يقول على مكان ابني الأول، جااااااسر
لم يهتم جاسر لاحد وهو ينظر ل خالد بغضب ل يدخله الي البيت ويدفعه بداخله وهو يغلق الباب الحديد عليه، برغم سخونته والتي قد احـ..ـرقت يديه
انتفض خالد بفزع وهو يحاول فك نفسه بقوه و ينظر إلى النار حاوله تاكل كل شئ وهو بداخل، وتتعالي صرخاته الي ان اختفت بالتدريج
و اخيرا دواي أصوات سيارات الإسعاف و الشرطه و المطافي
وبداء الجميع يقوم بعملهم
خرج ادم من سيارته مع صلاح وهو ينظر إلى البيت المشـ…ـتعل، وقلبه يخفق بشدة، ويبحث عن ابنته بهلع
اقترب ادم من ياسين و دموعه تسابقت على وجهه :فين نور يا ياسين فين بنتي، حصل ليها ايه
واخذ صلاح يبحث عن معتز وهو يرى سرير الإسعاف عليه عادل :فين اخوك يا ياسين، انطق ايه اللي حصل، وعادل مين عمل في كده
ياسين :اهدوا يا جماعه مافيش حاجه، نور بيخير و معتز خدها المستشفى، وعادل اتصاب بس
ادم بصدمه :مستشفى ، هي نور حصلها ايه
ياسين : ماتخفش ياعمي، صدقني هي بخير وانا اتكلمت معاها ، تعالي انا هوديك ليها عشان تتطمن
اخذ ياسين عمه و ابوه الي المستشفى، وترك جاسر ورجاله مع الشرطه، والأطفال و البنات يتم التحقيق معهم والقبض على رجال خالد
…….
وصل معتز امام المستشفى وحمل نور ودخل بيها الي الاستقبال
ونقل دكتور خالد مع التمريض بيجاد و الطفل الي الطوري
دخل بنور الي غرفة الكشف وتوجهه طبيبه لها مع ممرضه وهي تفك الوشاح عن رقبتها، و اخرجوا معتز الي خارج الغرفه، ووقف ينتظر بخارج بقلق و خوف وهو ينتظر انتهئ الطبيبه ليطمئن عليها
خرجت الطبيبه بعد وقت وتوجهه معتز لها
معتز:خير يادكتوره نور عامله ايه
الطبيبه:الحمد لله هي بخير، متقلقش، الجـ..ـرح اللي براسها كان متلوث وملتهب وهو اللي اتسبب ليها في حمى، ان شاء الله هتبقي كويسه بعد العلاج اللي خدته، بس محتاجه تفضل معانا يومين
معتز : طيب اقدر اشوفها
الطبيبه : اه طبعا، بس هي نايمه، انت جوزها صح
معتز :اه
الطبيبه :تمام اتفضل
دخل معتز الي الغرفه لينظر الي تلك النائمه، ويجلس بجوارها، بهدوء، وهو يحمل نفسه ذنب ماحدث لها
…………..
اغلقت هاله الهاتف وهي تبكي بخوف، اقتربت ميرفت منها :مالك يا هاله، ادم قالك ايه
هاله :ادم كلمني، وبيقول ان معتز و ياسين وصلوا ل نور، وهي في المستشفى مع معتز، وهو في الطريق ليها، انا هروح اقابله هناك
ميرفت :استني انا هجي معاك ياهاله
هاله :لا خليكي انا مش عايزه اتعبك معايا ياميرفت، وكمان مرات ابنك تعبانه
هنا :انا كويسه، وهروح معاكم اصلا، عشان اطمن على نور
ميرفت: طيب يلا بينا، هنروح مع بعض
هاله :ميرفت انا مش عارفه اقولك ايه، شكرا يا ميرفت
ميرفت :على ايه
هاله:على كل حاجه وجودك جانبي دلوقتي، انك خليتي صلاح يروح مع ادم، وياسين ومعتز من غيرهم يمكن بنتي ماكنتش هعرف هيحصلها ايه
ميرفت :المهم نطمن عليها دلوقتي،سيبك من الكلام دا
هاله :ان شاء الله خير
خرجوا معا ووصلوا للمستشفى واتقابله مع ياسين وادم و صلاح
ووصلوا ل غرفة نور
فتح ادم الباب ليري معتز الجالس على كرسي بجوار سرير نور النائمه وهو يمسك بيدها
ترك معتز يد نور وقف أمامهم بجمود على الباب ، ونظراته موجهه ل ادم وهاله بغضب :نعم، ايه اللي جابكم
ادم :انت واقف لينا علي الباب كده ليه، انا جي اشوفت بنتي
معتز :الدكتور منع الزياره عنها
دفعت هاله الباب و نظرت بهلع الي ابنتها المده على السرير والضماده على رقبتها، وراسها الملفوف بالشاشة وتجاهلت معتز وهي تقتربت منها و تتلمس وجهه الساخن بقلق : نور، نور اصحى، حبيبتي انتي كويسه، ردي عليا
معتز : نايمه هترد عليكي ازاي، هي تعبانه و نايمه…
نظر ادم الي ابنته واقترب منها بحزن :هي ايه اللي حصل ليها، وهتفوق امته
معتز :هتفوق قريب و هتخف أن شاء الله، واللي حصلها ربنا نجاها منه ، عقبال ماينجيها منكم
ادم :انت بتقول ايه، ومالك بتتكلم كده ليه، انت اصلا ملكش حق تتكلم كده
معتز :وحق مين اللي يتكلم
ياسين :معتز مش وقته الكلام دا، وسبوها يا جماعه ترتاح احنا كده هنتعبها اكتر
خرج الجميع من الغرفه وظلت هاله بجانب نور وحدها وأغلقه الباب
وجهه ادم كلامه ل معتز :ممكن افهم ايه اللي حصل لي بنتي بالضبط، ومين كان وراه اختفائها، وعمل فيها كده
وقف معتز مقابل ادم ورد بستفزاز :ودا هيفرق معاك كتير
ادم :انا مستحملك لحد دلوقتي بس عشان اللي عملته مع بنتي
معتز : وبعدين
صلاح :خلاص بقي يا معتز، قولنا مش وقته
معتز :اومال امته وقته
وجهه كلامه ل ادم بغضب :ها يا عمي امته هيكون وقته، انا سألتك هي بنتك تفرق معاك، خدتها سلعه تبعوا وتشتروا فيها انت و مراتك، وجوزتها مصلحه، هتاخد من ورها كتير مش كده، الشركه أصلها شقى عمرك ،بنتك فضلت معايا شهور ، كل يوم والتاني القيها بتعيط، بسببكم وبس، وماشفتش حد فيكم سأل عنها،
تاني يوم جوزنا اللي تعبت نفسك وجيت فيه ، فاكر ياعمي كلامك معاها كان ازاي، او لما بترفض وجودها معايا و الوصيه بتقلب عليها ازاي
ودلوقتي جايين زعلانين اوي عشانها
غابت ايام انتوا مافكرتوش تقلقوا حتى و تسأله عنها، المستشفى اللي بلغتكم بغيبها، طيب لو المستشفى ماكنتش دورت عليها، كنتوا هتاخدوا بالكم اصلا انها غايبه
صرخ صلاح بحده :معتز!!
ادم :سيبه يا صلاح ابنك معه حق، وانا غلطت، وفعلا يا معتز استغبيت، وانا بعرض بنتي لكل اللي عشته، وانا متخيل اني كده بحافظ عليها وبامن مستقبلها، وبنتي تفرق معايا اكيد انا ماعنديش حاجه في الدنيا أغلى منها، او تعوض لحظه عشتها وانا بتخيل اني ممكن اخسارها، و حتى الوصيه، انا مش عايزها وبتنزل ليك عن كل حاجه يا صلاح، انا هخد بنتي من هنا وابعد بيها
رد معتز بتهكم :ومين قالك اني هوافق تاخد مراتي في حته، انا مش هسيب مراتي ياعمي عشان تخدها وتبعد
ادم :وانت عايز منها ايه يا معتز، الوصيه والشركه وهسبهلكم
معتز: عايز مراتي لان مكانها الطبيعي معايا، وعشان كلكم تبقوا عارفين، انا ونور بره وصيتكم دي، وفلوسكم ماتخصناش، جوزنا منها هيستمر غصب عن الكل حتى انت يا عمي
التفته جميع فجأه الي صراخات بداخل الغرفه ليدخلوا اليها جميعا ، واتصدوا من نور وهي تقاوم هاله وتبكي بخوف وهي تهلوس غير واعيه
تمتمت نور بهلوسه :عااادل، لا ابعد عني، ابعد عني، معتز معتز
اقترب منها معتز مع ادم، ليجلس ادم بجوارها:نور حبيبتي فوقي، خلاص مافيش حد هنا ممكن يأذيكي ، اهدي مافيش حاجه تخافي منها يا روحي
حاول ادم يحتضنها لتدفعه نور ببكى وهي تردد :معتز
جلس معتز أمامها ليمسك بيدها : نور اهدي،انا جانبك، وكلنا هنا حوليكي
استمعت نور الي صوت معتز، وهي تنظر اليه بضعف، قبل أن ترمي بنفسها إليه ليحتضنها بقوه وهو يمسد على ظهرها
نظروا ادم و هاله الي ابنتهم، التي هدأت بحضن معتز لتعود للنوم مره اخرى
ادم :هو في ايه
هاله: معرفش صحيت وفضلت تدور علب معتز وهي بتسأل عنه واول ملقتوش،قولتها انه بره بس هي ماسمعتنيش و حاولت تقوم من السرير تدور عليه،واول ماحاولت امنعها فضلت تصرخ لحد مادخلتوا علينا
جلس معتز على السرير وهي بحضنه نائمه، ورفع عيونه ينظر اليهم جميعا بتحدي
ياسين :طيب ممكن تسبوهم يا جماعه لوحدهم، ومعتز هيهتم بيها
هاله :انا هفضل جانب بنتي
ادم :سبيهم يا هاله
خرج ادم من الغرفه بهدوء والكل خرج وراه
نظر معتز الي نور بحنيه وهو بيعدل نومتها علي السرير وبيحاول النهوض من جوارها، ليجدها تتمسك به برفض
معتز :نور انتي صحيه، سامعني، متخافيش انا هفضل جنبك
لكنها لم تجيبه وهي مازالت تتمسك بقميصه، ليتممد على السرير ويضمها اليه أكثر، الي ان غرق بالنوم معاها
….
وصل جاسر الي غرفة بيجاد بالمستشفى باليوم التالي، بعدما انتهى من التحقيق معه ومع رجال ياسين ، والأطفال الموجوده و الفتيات بستثنأ حنين التي اوصلها الي شقة أهلها وهو يوعدها بانه يعلم مكان سليم وسوف ياخذها اليه
خالد :ليه يا جاسر عملت كده
تحدث خالد اليه يلومه عن ما فعله بطليق حنين
جاسر: دي أقل حاجه يستهلها سيبك منه اهو غار، حازم عامل ايه دلوقتي
خالد :حالتة استقرت الحمد لله، بس لسه غايب عن الوعي
جاسر :طيب وايه سبب اللي حصله دا
خالد :مش عارف هو عرض نفسه ل ضغط شديد، وبذات انه بكده واجهه الحادثه القديمه ل تاني مره
جاسر: مش فاهم
خالد :حازم كان موجود في اصلحيه وهو طفل وللأسف الاصلحيه أتعرض للحريق وهو كان فيها، بس طلع من الناجين وقتها ولكن في وقتها ضـ..ـحايا للحريق، كانت حـ..ـادثه مشهوره وقتها
جاسر بصدمه :اصلحيه وايه اللي دخله هناك، عمل ايه
خالد : معملش حاجه من باب التأديب والتربيه، ولان جوز امه كان شايف انه دا مكان مناسب لي، ويعلمه الادب، فامه سابته هناك بالفلوس، دا كان كلامها
جاسر :بتهزر صح
خالد :لا والله،المشكله ان بعد ما حازم أتعرض للحادثه دي، ورجعت امه خدته وعاش معاهم، بس اتحول حازم تماما، واول حاجه عملها، انتقم من جوز امه، واللي انقذوه منه بصعوبه برغم انه كان مجرد طفل، ومن وقتها وهو كده، وماحدش كان فاهم هو ليه بيتحول من طفل هادي، لشرس ل مشاغب، وكبر على كده
جاسر :يعني عقل حازم خلق شخصيه وهميه بيحمي بيها نفسه،بعيدا عن حازم، بس انت شوفت هو ساعدنا قد ايه، يعني دا مش جزء شر منه، هو بس بيحمي نفسه وبس وكمان بيحمي اللي بيحبهم بطريقته ،وانقاذ الأطفال من غير حتى مايفكر، مصيره هيكون ايه، انا فعلا مش عارف من غيره كنا هنعمل ايه
خالد :هو دا اللي انا خايف منه، حازم لما قدر يستوعب حالته، خاف من نفسه واللي ممكن يعمله من غير وعي، وفعلا بيجاد يتخاف منه، هو عمل كل دا لمجرد انه يساعدنا، بس الشخص اللي طعنه في البيت، طعنه في مكان فعلا سببله شلل نصفي وهو كان بيستمتع باللي عمله دا، دا كلام ياسين معايا،
طيب لو بيجاد اصلا عمل كده مع عادل وهو بيستمتع بدا، ممكن يكرره عادي ، ولو فكر العكس وحب يعمل مصيبه، مين ممكن يوقفه
جاسر :بس هو مابيعملش كده
خالد : مين قال، جاسر افهم، بيجاد بيعمل اي حاجه تحسسه بالمتعه والتسليه، والمفروض انه عليه مراقبه ديما 24 ساعه، و لما بيجاد بيكون المتحكم بجسمه ،بيبقى ديما ظاهر في الكاميرات انه في اوضته، و الاوضه بتكون مقفوله عليه بالمفتاح
دا بقي مش بس بيقدر يهرب لا، دا بيخرج وبيوهمنا انه في الاوضه و عنده مكان مجهزه بالمنظر اللي شوفته مش فاهمين ليه؟؟ ،ومعروف في البار معنى كده انه ديما بيروح هناك ، انت متخيل حجم المشكله
جاسر :وانت ناوي تعمل ايه
خالد: مش عارف، الأول هروح للاوضه اللي مجهزها دي ونشوف بيعمل فيها ايه ، ونعرف حازم اكيد هيفهم بيجاد بيعمل ايه
جاسر:تمام يلا
ذهب جاسر مع خالد الي ذلك الملهى ومنها إلى العماره ، وصعدوا الي الطابق الاخير ليصلوا غرفة بيجاد
اخذ جاسر يلهث بتعب :يخربيت كده، الاوضه في السما ومافيش اسانسير، انا محستش بالتعب دا اول مره
خالد : دا دماغ ، اكيد بيجاد بيعمل مصايب في الاوضه هنا، استني هحاول افتحها
انهي خالد جملته وهو بيضغط على الباب ليجدها بدون قفل واتفتح الباب بسهوله
أضاء الغرفه ليجدها فارغا تماما من اي جهاز و بها سرير بفراش اصفر فقط و أرضها مفروشه بسجاده صفراء
خالد بصدمه :ايه دا احنا دخلنا اوضه غلط ، راحت فين الاجهزه اللي كانت هنا
انهي خالد حديثه وهو يبحث بالغرفه وينظر للسطح ربما هناك اخرى
لينظر جاسر الي ورقه معلقه على الحائط بجانب السرير، جذبها ليقراء ما بها ثم ضحك بقوه
خالد بستغرب :انت بتضحك على ايه كده
جاسر : مافيش، بس دي رساله ليك شوف
أخذ خالد الورقه منه : رساله ليا!! فيها ايه دي
و فتح الورقه (اهلا يا دكتور خالد، نورت اوضتي المتواضعه، برغم وجودك فيها بدون اذني، ولكني وصيت انها تكون مجهز لك جيدا ل ترتاح بها
… بيجاد)
امسك خالد بالورقه وهو ينظر للواقف أمامه بغيظ وجاسر يكتم ضحكته :انت بتضحك على ايه ، دا بيستغبنا كلنا، وبيلعب بينا
جاسر :انا بضحك، لا طبعا، ها هتريح شويه ولا نمشي من سكات
خالد :انت مبسوط باللي عمله دا
جاسر :انا عاجبني تفكيره، ما قالك دا المقر السري بتاعه، استضافنا فيه، وبعدها غيره
خالد :امته عمل كده امته
جاسر :وهو مع معتز
نفي خالد وهو ينظر الي نهاية الورقه ل كلمة ببجي
خالد بغيظ : لا وهو بيلعب وحياتك، وقداما عنينا، مش قولتلك شايفنا اغبيه قدامه
جاسر: طيب يلا نرجع، ويجدنا هنا مالوش لازمه، المهم دلوقتي انه يفوق ويتحسن
خرج خالد بغضب مع جاسر و عادوا الي المستشفى معا،
مر يومين وحازم مازال فاقد الوعي، ولا يوجد منه استجابه
وتعافت نور نسبيا و خرجت من المستشفى وعادت الي شقتها مع معتز بهدوء، فهي لا تتحدث مع احد، باستثناء نوبات البكاء والتي تاتيها وهي وحدها، او أثناء نومها، ونظرات خالد و عادل تطردها بالأحلام، وفزعها وهي تفقد الوعي أمامهم، والرعب يتملكها منهم، وعادل وهو يهددها، برغم تصنعها للقوه وقتها
ظل معتز بجوارها منذو الحادث ولم يتركها سوي لحظات بسيطه بسبب التحقيقات، ويعود ليجدها تبكي وتنهار بخوف
..
وعادل تم حجزه بداخل العنايه ، بعد إسعافه
وما زالت التحقيقات مستمره
…………………..
باليوم التالي بداخل العنايه
دخل جاسر بهدوء وجلس بجواره.
الممدد علي السرير وعينه تنظر الي السقف وتنهمر دموعها بصمت
جاسر: حمدلله علي السلامه
نظر عادل اليه بتعب : انت عايز ايه تاني ، وازاي دخلت هنا
جاسر: كده انت عارفني واختصارت عليا كتير، فين سليم
عادل: عايز منه ايه، مش كفايه اللي عملتوا في ابوه، وفيا
جاسر بتهكم :ابوه، وانت زعلان على ابوه بعد اللي كان بيعمله في كل الناس دي والمصايب اللي المحققين كل يوم يلقهوها عليه
عادل: لا، زعلان على نفسي
جاسر :من غير رغي كتير يا عادل، فين سليم
عادل :وانت فاكر اني هقولك
جاسر: طبيعي انك تقولي فين مكانه، عشان انت بحالتك دي ماظنش انك كمان هتقدر تتحمل السجن ، ولو ماكنش الإعدام
عادل: انا ماعملتش حاجه عشان اتعدم ، المكان دا بتاع خالد
جاسر: انا عارف انك ماكنش ليك علاقه بشغل اخوك، بس حنين و نور و الاطفال والبنات هناك، كلهم هيتعرفه عليك وهيبقى ليهم رئي تاني ، وانت اللي هتروح في داهيه، انا اللي سكتهم عنك
وبعد ما تتحبس انا هعرف بردوه مكان سليم، اظن انك تفدي نفسك وتقولي هو فين افضل من الطريقه الصعبه
عادل: قولتلك معرفش هو فين
جاسر: وانا مصدقك، وكان نفسي اساعدك بس برحتك، يلا سلام
عادل: انت عايز ايه من سليم ، دا طفل مالوش دعوه ب خالد، او لا لي ذنب، ابعد عنه
جاسر: انا عايز ارجع الطفل لحضن أمه يعيش معاها، دا اقل حق ليهم بعد ما حرمتها منه وحرمته الطفل من أمه ،
هو انت متخيل اني ممكن اذي طفل عشان ابوه حقير، انا مش زيكم، فين الولد
ابتلع عادل ريقه ونطق بتردد: عند السواق الخاص بفاروق،عايش باسم ابنه؛ أكرم محمد السيد
جاسر :حلو، كمل وفهمني
عادل : بعد ما خالد خطف حنين و زيف موت سليم، عرف فاروق باللي عامله، فاروق بسرعه سفر خالد بره البلد وخلي يرجع ل سيلا لانهم كانوا منفصلين وبينهم أطفال بفعل، ولما خالد سابها فالوقت دا كان اتعرف على حنين
جاسر بغضب :اخلص.
عادل :طيب، فاروق خد سليم من خالد قبل سفره ، ووداه عند واحد معرفة السواق بتاعه وغير اسمه لاسم ابنه، لانه كان عنده طفل متوفي قريب من سن سليم وماكنش طلع لي شهادة وفاه،
سليم عايش عند واحد اسمه محمد السيد ،هتلقيه في بيته
جاسر: و لو طلعت بتكدب
عادل:مابكدبش روح العنوان اللي هقولك عليه هتلقيه عنده ،وانت معاك حق، خلي سليم يكبر في حضن امه ، يمكن تقدر تربيه احسن من تربية فاروق، وفي الاخر مايطلعش نهايته زينا
جاسر: تمام وانت اعتبر نفسك بره القضيه، يعني كنت مخطوف انت كمان
عادل :مش فارقه
…….
خرج جاسر من عند عادل بسرعه وذهب الي العنوان مع قوه ووجده سليم عنده بالفعل، واعترف الراجل بأن خالد اللي جاب الطفل لي
….
دخل معتز الي الغرفه ووجد نور تتجهز بها
معتز :هتروح فين كده
نور:هروح المستشفى، اشوف حازم، سمعت انه لسه مافقش من يوم الحادثه
معتز :بس انتي لسه تعبانه يانور
نور :انا كويسه، انا لازم انزل دلوقتي
معتز :طيب اصبري هغير وانزل معاكي
نور:مش لازم، انا تعبتك معايا كتير
معتز :ملكيش دعوه، انا بحب اتعب معاكي، اصبري هغير
……….
وصل معتز مع نور الي مستشفى ومنها إلى غرفة حازم، خبطه على الباب ليأذن خالد لهم بالدخول
دخلت نور مع معتز الغرفه ليجدوا حازم مستيقظ ويجلس على طرف السرير بغضب واضح
حازم :اهلا يا مدام نور، حمدلله على سلامتك
نور :الله يسلمك، انت عامل ايه يابشمهندس حازم
نظر معتز اليهم بستغرب، فطريقة الحديث الرسميه
حازم :انا كويس، او بقيت كويس
اكمل حازم حديثه بغضب وهو ينظر إلى خالد و نور :انا ممكن افهم مين سمح ليكم تستغلوني
خالد :ياحازم قولتلك الموضوع مش كده ، بيجاد
قطعه حازم بغضب :هو بيجاد الزفت دا السبب صح،بس انا المفروض حاجز نفسي في المستشفى عندك يا خالد ،عشان اسيطر علي شخص غريب دا اللي بيظهر مني معرفوش ومعرفش ممكن يوصل لحد فين ،
وانتوا مش بس سامحتوا لي بالخروج، دا حاول يقـ… ـتل اتنين ، بوجودكم كلكم وانتم شجعته على اللي بيعمل
خالد :بيجاد ساعدنا، دا جزء منك
حازم بغضب :انا موجود هنا عشان اتعالج مش عشان اساعد حد، وتعرضوا حياتي للخـ…ـطر، اعمل كل الجرايـ…ـم دي
خالد :جر..ايم ايه انت فاهم بسببك في كام طفل وبنت عايشين دلوقتي، وخرجوا من مصير اسود
حازم :وبسببي في واحد هيفضل عايش علي كرسي متحرك طول عمره
خالد :دا كان دفاع عن النفس
حازم :انت مصدق نفسك يا دكتور ولا بتبررلها، دي كانت تسليه و متعه لجزء مني مابقدرش اسيطر عليه ، انا حبست نفسي هنا سنين، عشان كده
نور :احنا غلطنا فعلا يا بشمهندس حازم، ويعتبر استغلناك بالفعل، بس عايزه اقولك ان وجودك في المستشفى، مش مسيطر خالص على بيجاد، ودا فشل مننا انا عارفه، بس بيجاد محدش هيقدر يسيطر عليه ، انا فعلا اقتنعت بدا، انت لازم تتقبله و تتعايش معه، لان انت حابس نفسك بس بالمستشفى لوحدك
خالد بستنكار :نور انتي بتقولي ايه
نور: بقول الحقيقه
حازم :هي دي الحقيقه، وياتري بيجاد لما يرتكب اي جريـ…ـمه تانيه مين يتحاسب عليها انتي يا دكتوره .. بيجاد تجسيد الشر اللي بحاول اخلص منه
تدخل معتز بضيق :هو انت زعلان عشان أنقذت الأطفال دي بجد،ولا عشان أنقذت نور وحنين والبنات، يعني انت لو كنت واقف وقت الحريق، كنت هترفض تدخل صح، اكيد اه لانك فعلا كنت بتحاول تخرج نفسك، وبيجاد هو اللي كان بيقومك عشان ينقذ الأطفال، لو في حد تجسيد للشر فهو انت، اللي بيقف يتفرج من بعيد، مش بيجاد ابدا، ولو الجنون هو بيجاد ياريت كلنا ننجن زيه، وانت دلوقتي كويس اهو وماحصلش ليك حاجه، بس بسببك اتنجد كتير، ووصل شكري لبيجاد
دخل الغرفه علي حازم بالوقت دا كل الاطفال و الفتيات اللي كانوا موجوده بداخل البيت
نظر معتز لهم وابتسم :اتفرج يابشمهندس دا شر بيجاد
نظر لي حازم بصمت
تقدمت فتاه منه :حمدلله على سلامتك، احنا جينا نطمن عليك، لما عرفنا انك فوقت،و نشكرك على انقذنا
اقترب الطفل الذي جري بيجاد خلفه لينقذه مع صديقه :عمه احنا خوفنا عليك اوي، الحمد لله انت بقيت كويس
حازم بجمود : انا معملتش حاجه
طفل اخر :ازاي انت دخلت لينا و انقذتنا من النار، وكمان انقذتنا من الناس اللي كانت بتعذبنا احنا واصحابنا
حازم :مش اانا
جاسر :اهدي شويه يا حازم واسمعهم
رد حازم بغضب :لا
لتتحول نبرته للهدوء فجأه :سبكم منه النكدي دا، تعال ياحبيبي عامل ايه انت و فين صاحبك، اللي جرتني وراك عشانه
الطفل أشار ل صديقه الواقف معهم :احنا كويسين
، وهو فاق، انا كنت خايف يعملوا فيه حاجه
بيجاد :طول ما انتم أصحاب و مع بعض ماحدش يقدر يقربلكم، يا بطل انت.
معتز : بيجاد صح
بيجاد :طبعا هو انا ينفع حد يشبهني بالمختل دا، حمدلله على سلامة المدام،
غمز لي بتسليه واكمل :و سلامتك
أجاب معتز بعدم فهم :الله يسلمك، بس بتغمزلي ليه مش فاهم..
ابتسم بيجاد بتسليه :لما تكبر هقولك
خالد :بتلعب بينا انت، مش كده
ضحك بيجاد وهو فاهم قصد خالد :عيب يا دكتور ، انت اللي فضولي،اعملك ايه
خالد :ماشي. حمدلله على السلامه
بيجاد :الله يسلمك،
وجهه كلامه ل نور : مالك يا دكتوره ساكته ليه كنتي فاكره انك هتخلصي مني
نور :لا ابدا؛ بجد شكرا ليك
بيجاد :متعودتش منك على الرسميات دي؛ والشكر كمان، كتير عليا
والتفت الي الأطفال ليلعب معهم بابتسامه واسعه
…………….
اتصل جاسر ب حنين لتتجهز وتنتظره،، رفضت حنين واستغربت ان أهلها كلهم يجهزوا
محمود :جاسر هيعدي علينا، نروح معه مشوار، انتي مابستيش ليه
حنين بغضب :انا مش هلبس، ولا عايزه اروح مع البني آدم دا في حته
محمود :يابنتي اهدي واسمعي عاايز ايه وبعدها اعملي اللي يريحك
حنين برفض :لا مش عايزه اسمعه، دا ضيع ابني، وحابسني هنا و رافض يخليني ادور عليه، وانتم موافقين باللي بيعمله، انا مش عايزه اشوفه تاني
انهت حنين حديثها وهي تدخل غرفتها بغضب وتغلق الباب عليها
وصل جاسر وفتح محمود الباب له
جاسر بلهفه :فين حنين
محمود:رفضت تنزل، والصراحه مش طايقك
ابتسم جاسر بخفه :اه ما انا عارف، عشان كده طلعت، خد انت الجماعه وانزلوا العربيه، وانا هعرف اجيب مراتي بطريقتي
محمود :اتلم ياواد، لما تعملوا الفرح الأول، ابقى اسيبك معاها
نظر لي جاسر بستنكار : ما هي مراتي بردوه الله، بص انا خلاص فقد الأمل في ام الجوازه دي، حد بصصلي فيها اصلا، انا ماشي
محمود :اتلم يا جاسر
جاسر :طيب فين حنين
ام حنين :في اوضتها يا جاسر، روح ادخلها وسيبك منه
نظر ليها محمود بغيظ :بتبصلي كده ليه، اومال احنا كتابنا كتابهم ليه، سبهم بقي في حالهم، وربنا يهدي بنتك
جاسر :والله انتي قمر يا حماتي
تركهم جاسر وذهب الي غرفة حنين وفتح الباب ودخل من غير مايخبط
صرخت حنين بغضب :انت ايه اللي دخلك هنا، امشي اطلع بره
جاسر :وحشتني
ردت حنين بغضب: عايز ايه يا جاسر
جاسر : مافيش كنت عملك مفاجأة
حنين :مش عايزه منك حاجه، ولا عايزه اعرفك تاني،
اكملت حنين بحزن : انت ضيعت ابني فاهم عملت ايه ، ومش مسامحك يا جاسر
قرب جاسر منها وهو بيمسح دموعها برقه : هو مش انا وعدتك هرجعلك سليم، بتعيطتي ليه
حنين :يعني انت عارف مكانه، انا خايفه ماشوفش ابني تاني
جاسر :مين اللي قال كده، ادخلي اجهزي وتعالي معايا، الأول بعدها اعملي اللي يعجبك
انهي جاسر حديثه وهو بيضمها برقه، ابتعدت حنين عنه بخجل :عيب اللي بتعمله دا
قبل جاسر عينيها ببتسامه :لا مش عيب، ومش عايزك تعيطتي تاني
ليهبط بقبلته الي وجنتيها وهو يكمل حديثه :عشان هتضطرني أصلحك، وانا
وقبل ان يكمل دفعته حنين عنها :انت بتعمل ايه، اتلم
جاسر :هو انتي اتلم وابوكي اتلم، كده كتير اوي احنا فرحنا الخميس اللي جي فاهمه
حنين :خميس ايه دا بعد بكره
جاسر:بعيد صح، احنا فرحنا بكره، يلا روحي اجهزي بسرعه
حنين :هو مين اقلك اصلا اني موافقه على كتب الكتاب اللي حصل دا وانت…
قطعها جاسر ببتسامه:انا ايه؛ كتبته غصب عنك، ماظنش انك نسيت يعني، كنتي مبسوطه ازاي يومها
حنين :بس، جاسر بجد، انت تستحق واحده احسن مني، ايه اللي يخليك تكمل معايا بعد كل اللي حصلي، لما ممكن تب،،،
جاسر :ايه الهبل اللي بتقوليه دا، مافيش يا حنين واحده احسن منك، انتي روحي وحياتي،وقلبي ماخترش غيرك، اتختم عليه بعشقك من زمان، فا دلوقتي حالا تتحركي وتلبسي بسرعه، عشان انا ماسك نفسي بالعافيه
حنين بستنكار :انت التحويل الغريب دا، ماكنت رومانسي، وبتقول كلام حلوه، اللي حصلك فجأه
جاسر :مالكش دعوه انا هنزل استناكي في العربيه، اخلصي
انهي جاسر حديثه وخرج من الغرفه بسرعه اة، امام حنين والتي نظرته له بستنكار :ماله دا
دخلت الي غرفتها وتجهزت سريعا
ونزلت الي السياره ليفتح لها جاسر الباب الأمامي، ويصعد هو خلف المقود
نظرت حنين استغرب للطريق :هو احنا ريحين فين
جاسر :ريحين عند جيرانا و أهلنا يا حنين
وصل جاسر الي المنطقه التي عاشوا بهم عمرهم، وخرج محمود منها وهو يشعر بالعار والعجز من الرد على الاتهامات التي حاوطت ابنته، ليعود بهم جاسر و المنطقه كله باستقبلهم و الانوار بكل مكان ، بعدما انتشر خبر ان من كان وراء اختفئ حنين وابنها هو زوجها السابق، وهو من نشر الشأعات عنها بعدما تزوجها تحت التهديد
هبط محمود مع أسرته من السياره وجاسر وهو يحاوط كتف حنين ، والجميع استقبلهم بالمباركات والتهاني
نظر محمود اليهم بسعاده وجاسر بيعلن كتب كتابه علي بنته أمامهم
وعاد محمود الي شقته هو و زوجته براحه، وخلفه جاسر و حنين
ولكنهم تصنموا مكانهم بصدمه بدخلهم الي الشقه ووجدت سليم يقف أمامها
نظر سليم الي حنين بسعاده، قبل أن يجري عليها :مااااما
تمتمت حنين بصدمه :سليم
التقطته بين زراعيه وهي تحتضنه بقوه و اخذت تبكي وهي تقبل كل انش به :حبيبي يابني، سليم ياروحي، اخيرا شوفتك تاني، انا مش بحلم، صح
نظرت إلى وجهه وهي تقبل وجنتيه وجبينه وهو يبتسم بسعاده :جاسر سليم موجود حقيقي؛ انا مش بحلم؛ زي كل يوم؛ انا لمسه بجد؛ هو في حضني صح
جلست على الأرض وهو بين احضنها؛ تبكي بسعاده
ام حنين:سليم رجع امته وازاي، سليم رجع
محمود :قولتلك نعرفهم الأول بدل الصدمه اللي هم فيها دي
ام حنين :انت كنت عارف من أمته وليه مقولتش انكم لقيته
محمود :ماليش دعوه اسألي جوز بنتك
جاسر :حبيت اعملها مفاجأة بس و الله
نظر الي حنين التي تجلس بالأرض وتحضن ابنها بدموع وجلس جاسر بتعب :خلاص يا حنين، كده رضيتي عني
نظرت لي حنين بسعاده :انا مش مصدقه ان ابني، رجع تاني و في حضني
جاسر :صدقي يا حنين، وانسى اللي فات، وابنك في حضنك يا حبيبتي اهو وهيفضل في حضنك علطول، بس انا تعبت، احنا هنعمل الفرح امته يا عم محمود ، خلاص جبت أخرى
نظرت حنين بابتسامه :شكرا ياجاسر
نظر جاسر الي سليم بحضنها : شكرا ايه، انا عايز حضن ، اشمعنا انا، وفرحي الخميس اللي جي برده
ليحتضنهم هي وسليم معا
محمود :اهدي شويه واتلم
جاسر بغيظ :والله ما هتلم ، وبراحتك انت بقي
…………………
•تابع الفصل التالي "رواية نفوس مريضه" اضغط على اسم الرواية