Ads by Google X

رواية سجن العصفوره الفصل 4 - بقلم داليا الكومي

الصفحة الرئيسية

 رواية سجن العصفوره (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم داليا الكومي

رواية سجن العصفوره الفصل الرابع 4

الفصل الرابع

سنتان مرتا مثل الحلم منذ انتقالهم ...هبة اعتادت الغموض ويئست من الفهم ولكنها دائما انتظرت ان ينتهى الحلم فجاءة كما بدء... 
مدرستها الجديدة ...مدرسة بنات الطبقة الراقية...كل شيء فيها بحساب حتى الكلام ...
مديرة مدرستها الجديدة مشهورة بصرامتها ...في وقت المدرسة لم تكن تسمح للبنات باي عمل غير هادف فدائما وقت الطالبات مشغول في عمل اشياء مفيدة كالدراسة اوالقراءة ... حتى وقت الراحة في منتصف اليوم الدراسي الطويل اجبرت البنات علي قضائة في النادى الرياضى الملحق بالمدرسة اوالمسبح او ملاعب التنس "الرياضة والقراءة كغذاء للروح"... كان شعار المدرسة وحرصت المديرة علي تطبيقة بحذافيره... 
مدرسة مميزة ...قلة فقط من استطاع ان يدخل بناتة فيها ليس فقط بسبب سعرها الخيالي ..لكن السبب الاهم شروطها الاخلاقية المستحيلة ...معظم البنات اعتبرتها نوع من انواع السجن...قواعد صارمة لابد ان تتبع المدرسة كانت تجربة فريدة نفذتها مديرة معروفة بشدتها وصرامتها... وقت الدوام كان من من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء حتى في ايام الاجازة الصيفية...
المدرسة شغلت كامل وقتها لسنتين وفي الاجازات الصيفية ايضا كانت تذهب لتعلم الاتيكيت وفن ترتيب السفرة ودراسة اللغات بالاضافة الي البرنامج الرياضى اليومى
الامتحانات النهائية علي الابواب ...السؤال الغامض مازال ينهش عقلها.. - ايه اللي جاي؟ بعد ما أخلص الثانوية هروح فين ...؟؟ والسؤال الاهم .. بابا جاب الفلوس دى منين...؟
كانت عيونها تتسأل لكن نظرات الارتياح المصحوبة بالالم في عيون سلطان كانت تمنعها من الضغط علية.... في نظرها سلطان هو افضل و واشرف اب في الدنيا ...لا يمكن ان يكون قد اختلس من عملة الجديد...المخازن...؟؟؟ هو اصبح امين مخزن كما قال .... استغفر الله العظيم... يالا الشيطان اللعين.....
نهرت شيطانها..- يارب سامحنى لا يمكن سلطان يعمل كدة...سلطان اللي مبيسبش فرض ومربي بنتة علي الشرف والامانة لا يمكن يكون مختلس لايمكن يخون الراجل اللي ائتمنة علي مالة و حالة... 
وكالعادة دفنت افكارها وشغلت نفسها في الامتحانات ...شهر يفصلها عن انهاء المرحلة الثانوية...وايضا عن تحديد مصيرها 
الامرالمثير للدهشة حتى لدهشتها الشخصية انها اندمجت تلقائيا مع وسطها الجديد فلم تظهر مختلفة او منتقدة في وسط بنات الطبقة الراقية بل علي العكس ظهرت وكانها ولدت منهم......اندمجت معهم ببساطة تحسد عليها او ربما لانها فضلت الانعزال وعدم التدخل في شؤن الاخريات وشغلت نفسها فقط بامور الدراسة فكونت حولها هالة من الغموض ... فعرفت ب "البنت الشاطرة"
لم يكن سبب انعزالها هو احساسها بالعار من مهنة ابيها كساعى بسيط او امين مخزن ولكن انعزالها كان لتجنب الدخول في تفاصيل هى نفسها لا تستوعب معظمها ...فمن اين لسلطان امين المخزن البسيط بمثل ذلك المبلغ الخرافي المدفوع للمدرسة او تلك الشقة الفخمة التى تسكن فيها ...؟ فسرت نظرات الارتياح في عيون سلطان لانة انقذها من مصير اسوء من الموت تحت رحمة عبدة وتهديدة ووفر لها حياة لم تكن تعلم حتى بوجودها من بيت فخم لمدرسة اغرب من الخيال وخادمة جاهزة لتلقى طلباتها حتى قبل ان تطلبها......وايضا نظرات الالم كانت موجودة في عينية...ربما ضميرة يأنبة بسبب.. فضولها غلبها لمعرفتة لكنها فشلت ... - اية السبب يا بابا في نظرات الالم دى؟ ...انت بتخبيها بس انا بحسها بفهمها مهما حاولت تخبيها...

- مدام الماس ... مدام الماس ..بابا اتأخر النهاردة هو بلغك انة هيتأخر؟
- لا يا انسة هبة هو مبلغنيش بحاجة
- انا قلقانة اوى موبيلة مقفول..انا هتجنن..انا حتى معرفش مكان شغلة عشان اسأل عنة
الدموع سالت انهارعلي وجنتيها...تمسكت بهاتف المنزل في حضنها 
وسيلتها الوحيدة للاتصال بالعالم الخارجى...فهى لا تملك هاتف نقال خاص بها... 
فجاءة رن الهاتف وهى مازالت متمسكة بة في حضنها...هبة انتفضت لكنها تمالكت اعصابها ورفعت السماعه بسرعة ... 
ردت بلهفة ...- الو
رد عليها صوت رجولي هادىء ...- انسة هبة..؟
هبة هزت راسها بعنف ثم اكتشفت ان محدثها لا يستطيع ان يراها - ايوة انا
رد نفس الصوت الرجولي بنبرة تعاطف... - انسة متقلقيش والدك تعب شوية في الشغل ونقلناة المستشفي
شهقات الدموع المحبوسة خرجت اخيرا ..هبة انهارت تماما 
الصوت اكمل بقلق واضح .... - ارجوكى يا انسة متقلقيش والدك بخير .. وطالب يشوفك...عربية الشركة هتوصل لحد عندك وهتاخدك توصلك لعندة في المستشفي
هبة سالت بخوف... - ممكن اسأل مين حضرتك ؟
الصوت الهادى رد بعد تردد للحظات ....- انا ادهم البسطاويسى
عصافير رفرفت في معدتها مع اجابتة .... 
القت سماعة الهاتف من يدها بدون اضافة اية تعليق..ودخلت جريا الي غرفتها كى تستعد للخروج والدموع تغسل وجهها الجميل ... عيونها الخضراء اصبحت بلون الدم...فتحت خزانتها... 
علي الرغم من الترف الذى اصبحت تعيش فية في الفترة الاخيرة الا انها اكتشفت انها لم تملك يوما نقود في يدها او حتى خرجت للتسوق بنفسها... جميع احتياجاتها كانت تصل اليها من جهة مجهولة...... لم تضطر يوما للطلب ..كانت تستلم ملابس داخلية ...احذية ..بيجامات...عطور...ملابس رياضية للمدرسة ...كل شيء كان لديها ماعدا شيء واحد انتبهت حاليا انة مفقود...ملابس ترتديها عند الخروج..
هبة انتبهت انها لمدة سنتين لم تخرج فعليا من المنزل ... "من البيت للمدرسه ومن المدرسة للبيت" ...حتى ايام الاجازات عندما كانت تذهب الي المدرسة كانت ترتدى زى المدرسة وايضا رحلات المتاحف والمكتبات التى كانت تنظمها المدرسة لزيادة ثقافتهم كانت تذهب ايضا بنفس الزى... 
الخزانة المتسعة ممتلئة عن اخرها ...ولكن عندما بحثت عما تستطيع ارتداؤة لم تجد ....
في ركن مهمل من الخزانة وجدت فستان بسيط منقوش ..الفستان الوحيد الذى حملتة معها من حياتها القديمة ...فستان حسنية مازال ينقذها كلما احتاجت للخروج... 
بدون تفكيرارتدت خيارها الوحيد علي الرغم من مرور السنين ...الفستان مازال مناسب لها ...ارتدتة بسرعة ولمت شعرها في ضفيرتين وخرجت...
الماس ابلغتها فور رؤيتها... - انسة حراسة المبنى اتصلوا وقالوا ان فية عربية في انتظارك تحت... 
هبة هبطت الدرج بسرعة...حتى انها لم تستطع انتظارالمصعد... 
في الاسفل امام البناية كانت توجد سيارة سوداء فخمة لم تتعرف علي نوعها...اكملت جريها بدون توقف فتحت الباب الخلفي وركبت بسرعة..... - حضرتك هتوصلنى لبابا..؟
السائق اجابها بتردد ....- ايوة
صوته يزكرها بشىء ما عجزت عن تحديدة بسبب اضطرابها الشديد...اسندت راسها علي النافذة بجوارها واغمضت عينيها واكملت بكائها... 
فتحت عينيها مجددا علي صوت السائق يقول.. - وصلنا...
انطلقت كطلقة المدفع من السيارة عندما توقفت امام المستشفي ...وصلت الاستقبال في سرعة قياسية ....- غرفة سلطان ابراهيم لو سمحتى
الموظفة تطلعت للجهاز الموضوع امامها وقالت .... - 208 الدور التانى اطلعى بالاصانصير... 
هبة لم تنتظرارشادتها للوصول لغرفة سلطان ....الدرج اسرع في الوصول صعدت جريا للدور الثانى...عنيها بحثت بلهفة علي ارقام الغرف .....جرت لرقم 208 فتحت الباب ودخلت بسرعة....رأت سلطان نائم ومحاط بالاجهزة من كل جانب...صرخت بانهيار.... - بابا ..بابا حبيبي.... 
سلطان فتح عينية ...امسك يدها بضعف ملحوظ ثم اغمض عينية مجددا
هبة تمسكت بيدة بقوة... هى حاليا بين نارين ...فهى ترغب بالبحث عن طبيبة للاستعلام عن حالته ...وفي نفس الوقت خائفة من افلات يدة ... خائفة من المجهول ... فسلطان كل عائلتها ...ولكن لحسن حظها فتح الباب ودخل الطبيب ومعة ممرضة ...الطبيب بادرها يقول في اشفاق واضح .... - شوفي لازم تعرفي ان والدك لما جة كانت حالة قلبة حرجة جدا ..بس الحمد لله قدرنا نتدخل وننقذة ودة بأمر الله طبعا... لازم تعرفي ان وجودك في غرفة العناية المركزة لان ادهم بية امر بكدة ...بس لازم تتبعي التعليمات... المفروض الزيارة هنا ممنوعة عشان كدة انا بطلب منك تمسكى اعصابك ومتعمليش اي حركة هيستيرية والا هتعرضي صحتة للخطر تانى...
هبة هزت راسها بفهم .. عرفانها بالجميل لادهم يطوق رقبتها 
سالت بصوت يكاد يكون مسموع ...- بابا عامل اية...؟
- والدك عندة مشاكل في القلب من زمان وكان لازمة عملية بس هو كان بيرفض يعملها...الحمد لله دلوقتى عدى الخطر بس ربنا وحدة اللي يعرف العواقب لو جتلة نوبة تانية...لازم عملية في اقرب وقت

هبة قلبها دق بعنف...راقبت بقلق والطبيب يقوم بفحصة... دعت الله في سرها ... - يارب نجية 
وكأن الله استجاب لدعائها ... سلطان فتح عينية مجددا وتكلم بصعوبة ... - هبة عملتى اية في الامتحان...؟؟؟ يا الله علي الرغم من وضعة هو من يطمئن عليها... 
- الحمد لله يا بابا متقلقش علي انت عامل اية طمنى..؟
سلطان رد بضعف ...- الحمد لله يا بنتى...ثم انتبه فجاءة... - هبة انتى جيتى هنا ازاي ؟
- عربية الشركة جتلي البيت ووصلتنى لهنا
سلطان هز راسة في ارتياح....واغمض عينية مرة اخري
هبة عادت للمنزل قبل الفجر بدقائق قليلة ...كانت مصممة علي البقاء بجوارة لكن سلطان رفض بصورة قاطعة ... - روحى يا بنتى عشان تزاكري لامتحانك الجاي....لو عاوزانى اخف زاكري كويس عشان تعرفي تحلي يوم الاحد في الامتحان...
مرة اخري وجدت سيارة الشركة في انتظارها واوصلتها للمنزل ولم تتحرك السيارة من امام البناية الا بعدما تاكدت من صعودها لشقتها 
بعد خمسة ايام سلطان خرج من المستشفي اخيرا... خلال الخمسة ايام التى قضاها في المستشفي كانت تذهب الية يوميا بنفس الوسيلة ...نفس سيارة الشركة وايضا نفس السائق...الذى كان احيانا يختلس النظرات وتجدة ينظر اليها بتمعن في مراءة السيارة الامامية حين تلتقي اعيونهم فيها ...وخلال تلك الخمسة ايام ايضا لم تبدل فيهم فستان حسنية عنها في كل زيارة كانت تذهب فيها الية ... 
- نورت البيت يا بابا الحمد لله انك بخير
هبة استقبلت سلطان علي باب المنزل ..اوصلة للداخل اثنان من موظفي الشركة وهبة اوصلتة لسريرة... 
علي الرغم من انة خرج من المستشفي لكن سلطان حالة لم يكن علي مايرام وكأن سنوات عدة اضيفت لسنوات عمرة السبعة واربعون...
اخيرا انتهت الامتحانات ...هبة انتظرت النتيجة بقلق ...حلمها كان دخول كلية الهندسة لتحقيق حلم سلطان في ان يراها مهندسة ...ما كان يقلقها فعليا هو التفكير ...في انتظار المجهول... 
شغلت نفسها بالتركيز علي صحة سلطان وتعافية وركنت خوفها وقلقها في جانب مظلم من عقلها... 
اخيرا وصل يوم الحسم... هبة تفوقت بامتياز.. مجموع درجاتها يتخطى ال 97% ...
الحمد لله سلطان بدأ في البكاء ...بكاء عن سبعة عشر عام قضاها في الحلم واخيرا تحقق حلمة...الحمد لله استطاع اكمال رسالتة معها ..الحمد لله هبة نجحت بتفوق وستلتحق بالجامعة ..بكلية الهندسة كما تمنى دائما.... 
مضى شهران منذ النتيجة وهبة قبلت في كلية الهندسه وسلطان صمم علي الحاقها بجامعة خاصة علي الرغم من مجموعها الكبير الذى كان يمكنها من دخول أي جامعة حكومية تريدها.... الفصل الدراسي الاول سوف يبدأ مع بداية الاسبوع القادم ... مشكلة هبة الابدية الاسئلة التى بلا اجوبة..- بابا هيتصرف ازاي؟ صاحب الشقة هياخدها امتى؟ والسؤال الاهم ...هلبس اية في الكلية انا معنديش لبس..؟ 
منذ خروج سلطان من المستشفي لم يخرج من غرفتة الا نادرا ...حتى انة لم يستطع الذهاب الي عملة....
الماس ابلغتها ان سلطان يريد رؤيتها في غرفتة فورا..
.... هبة طرقت باب غرفة سلطان ودخلت 
بابا بعد اذنك حضرتك طلبتنى ... انا كمان كنت عاوزة اتكلم معاك في موضوع....
سلطان اشار لها بالدخول ....جلست بجانبة واخذت يدة بين يديها في حنان... 
- بابا معلشي بس انا زى ما انت عارف هدخل الكلية قريب...والكلية يعنى ما فيهاش زى موحد زى المدرسة انا هعمل اية..؟ ...كمان انا عمري ما خرجت لوحدى هروح ازاي ؟
سلطان كأنة انتبة لازمتها....التفكير واحساس الذنب ضربوة الم صدرة ازاداد...اصبح يتنفس بصعوبة...سلطان فكر ..- لازم اقول لها... هبة لازم تعرف النهاردة هى تمت 18 سنة والسر اللى انا شيلته سنتين لازم يتعرف... ذنب سلطان اصبح حمل لايطاق ....احس ان الهواء نفذ من الغرفة...
سلطان جذبها اقرب الية وقال ...- هبة سامحينى انا عملت اللي عملتة عشان مصلحتك ...اوعي تكرهينى في يوم من الايام ...هبة انا بحبك وخفت عليكى ...لولا اللي انا عملتة كان زمان عبدة اخدك منى ...وجهة اصبح ازرق بلون مخيف... 
هبة صرخت وسط دموعها...- بابا ارجوك متتكلمش انا هطلب الاسعاف
بابا مش مهم اي حاجة انا مسامحاك ...مهما عملت انت في نظري اعظم اب....
سلطان صمم ...- هبة لازم تعرفي منى ..لازم اعرف انك سامحتينى قبل ما اموت...بكل العزم الموجود في الدنيا سلطان ضغط علي نفسة من اجل ان ينطق بالحقيقه صوتة كان مهزوز متقطع... - هبة ...هبة سامحينى ...الحقيقة الوحيدة اللي لازم تعرفيها انك...انك...زوجة ادهم البسطاويسى من سنتين...سلطان اخيرا ارتاح من الكابوس المخيف ...اخيرا تحرر...مع اخر حرف نطقة ...اللون الازرق في وجهه اختفي وتبدل بلون ابيض باهت وتحجرت عيناة....
هبة صرخت بأعلي صوت لديها...- بابا....
*********

  •تابع الفصل التالي "رواية سجن العصفوره" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent