رواية مغامرات إلى عالم الأساطير (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم وفاء هشام
رواية مغامرات إلى عالم الاساطير الفصل الرابع 4
4
إسراء بصدمة: كراكن؟! كراكن إيه يا مروان؟
مروان: استنى بس منا زي زيك مش فاهم حاجه
هدأت الأمواج من حولهم واستقرت السفينة في الماء كما كانت سابقا
إسراء: هو مشي؟
مروان: مش عارف، تعالي نشوف الكتاب بيقول إيه
بدأ مروان بالقراءة: الكراكن هو كائن في الفلكلور النرويجى، والكراكن هو أخطبوط عملاق يرهب النرويجيين منذ القرن الثاني عشر
لديه عينان كبيرتان ومخالب عملاقه وحاده
إسراء: هياكلنا صح! يا بختك يا إسراء أنا قلبي كان حاسس إنى هموت متاكله
مروان: بس بقى بس فى إيه خلينا نشوف عايز إيه المرة دى
غير الصفحة فوجد صورة للكراكن مرسومه بألوان زاهية وجميلة جدا ولكنه دقق النظر فوجد أن هناك جزء من أحد أذرع الأخطبوط باهتة اللون وغير واضحة كما كان يظهر الصولجان الذهبي قبل حصولهما عليه
مروان: صلاة النبى أحسن
إسراء بعدم فهم: فى إيه يا مروان
مروان: فى مصيبه، دا بيهزر حد قال للكتاب دا إن إحنا محاربين ولا خارقين ولا يمكن فاكر إننا فى فلم من أفلام هوليود هو اتجنن
إسراء: بسم الله الرحمن الرحيم استهدى بالله يا مروان
مروان: مفيش مروان أنا ماشى من هنا
إسراء بضحك مكتوم: هتمشي إزاي طيب خدني معاك
مروان بغيظ: اضحكى اضحكى
إسراء: إيه اللي حصل طيب؟ إيه الأثر اللي هو عايزه المرة دى
مروان: جزء من ذراع الكراكن
إسراء بضحك: بطل هزار يا مروان وقول إيه الأثر
نظر لها مروان بطرف عينيه ولم يجب
إسراء ببعض الخوف: أنت بتتكلم بجد
نهض مروان وهو ينظر من جوانب السفينة يبحث عن الكراكن
مرت عدت دقائق ولم يظهر، جلس مروان بتعب
إسراء: مش هيجى؟
مروان: عايزاه يجى!
إسراء: عايزة أروح
مروان بتنهيده: وأنا كمان بس لازم نخلص المهمه الأول
إسراء: وهنعمل كدا إزاي؟
مروان: جبتى سكينه؟
إسراء: اه جبتها ... اهى اتفضل
أمسك مروان السكين الخاصة بإسراء وسكين أخرى كانت معه وعندما وضعهما فوق بعضهما ظهر ضوء شديد
أغمض مروان وإسراء عينيهما بسبب الضوء
بعد لحظات إختفى الضوء وفتحا عينيهما
تفاجأ الإثنان عندما وجدا فأس كبيرة وحاده ظهرت أمامهما
إسراء بصراخ: إيه دا؟ جبته منين؟
مروان: يا شيخه سرعتيني، معرفش أنا مسكت السكنتين مش أكتر
إسراء: يبقى السكنتين اندمجوا وبقوا الفاس دا
مروان: أذكى إخواتك
إسراء بتفاخر: طبعا طبعا
مروان بضحك: يا بنتى بقى
إسراء بضحك: متبقاش كئيب يا أخى
مروان: ماشى يا أختى
لم يدم هذا الهدوء طويلا
اصطدام قوي جدا هذه المرة أصاب السفينة
وظهرت أحد أذرع الكراكن العملاقة وقد التفت حول السفينة
إسراء: هيغرق السفينة يا مروان
كان الفأس ثقيلا والسفينة غير مستقره فلم يستطع مروان التحرك من مكانه وهو يمسك بالفأس
اشتدت قبضت الكراكن على السفينة حتى قسمها إلى نصفين
سقط كلا من مروان وإسراء فى الماء
أمسكت إسراء الحقيبه والكتاب حتى لا يغرق
أما مروان فأمسك بالفأس الذى أخذه وغاص إلى الأعماق بسبب ثقل وزنه
إسراء بصراخ: مروان يا مروان
وضعت إسراء الكتاب فى الحقيبة وقامت بإرتدائها ثم أخذت نفساً عميقا وغاصت إلى أسفل
كان مروان يقاوم وزن الفأس حتى لا يغوص أعمق من هذا لأن الجسد البشري لا يتحمل الغوص عميقا بدون بدلة للغطس فالضغط فى الأعماق قد يؤدي إلى إنفجار الجسد البشري
وصلت إسراء إلى مروان وأمسكت الفأس معه
ترك مروان المقبض فأمسكته إسراء ونزل هو إلى رأس الفأس وقام بإمساكها وهو يدفعها من أسفل وإسراء تقوم بشده من الأعلى
صعدا إلى سطح الماء وقاما بإستنشاق الهواء
أخذا أنفاسهما وهما ينظران فى الأرجاء
مروان بنفس سريع: هو مشي؟
إسراء بنفس أسرع: مش عارفه، أنا نزلت وراك
ظل مروان يبحث حوله
مروان: تعالي نطلع على الخشب بتاع السفينة مينفعش نفضل فى الماية
إسراء: حاضر
ذهبا إلى البقايا الخشبيه وصعد مروان على إحداها وهو يجر الفأس خلفه ثم صعدت إسراء على قطعة مجاورة
مروان: البتاع دا تقيل أوي
إسراء: هنستخدمه إزاي دا؟
مروان وهو يقوم بإستكشافه: مش عارف
وكاد أن يكمل ولكن فجأة انطلقت أساور معدنيه من الفأس وأحاطت معصم مروان
إسراء بفزع: مروان أنت كويس
مروان بدهشة: هاه! اه اه كويس
ثم أمسك الفأس وحركها بسهولة
إسراء بتعجب: هو إيه اللي حصل؟ أنت إزاي ماسكها كدا؟
مروان بإبتسامة: ممكن علشان الأساور دي
ثم نظر إلى الأساور حول معصميه فوجد كتابة عليها
بدأ بقرائتها: أنت البطل فى كل زمان وفى كل مكان
ابتسم مروان وأحاط الأساور بيديه
نزع إحداها من أحد معصميه وأعطاها إلى إسراء
مروان: البسيها
نظرت إليه بإبتسامة وأخذتها منه وهى تقرأ ما عليها
قامت بإرتدائها فتقلصت قليلا لتناسب معصمها
إسراء بهدوء: حلوة أوي
مروان: اها، أنت فين يا عم الكراكن خلينا نخلص
إسراء بضحك: هيرد عليك هو كدا
مروان بإبتسامة: يمكن *ثم تابع بضحك* بس طلعتي بتعرفى تعومى
إسراء: عيب عليك دا أنا كلى مواهب
مروان بضحك: أيوة يا باشا مين قدك
ضحكت إسراء على ما قاله ثم قالت: وأنت كمان بتعرف تعوم
مروان: اها كنت بتعلم سباحة فى الأجازة
صمت قليلا ثم قال: الكتاب اتبل؟
إسراء وهى تخرجه وتتفحصه: لا محصلهوش حاجه تقريبا علشان سحري فهو مش بيتإذى
مروان: تمام مش هيبقى غريب على كتاب سحري
مرت عدت دقائق ولم يحدث شئ، كان كل واحد منهما مستلقيا على ظهره وينظر إلى السماء
مروان بتنهيده: النجوم المتلئلئة فى السماء تهدى السائر فى ليلة..
إسراء بضحك: سوداء ... سوداء يا مروان
ضحك مروان بشدة وكاد أن يتحدث ولكن ظهرت إحدى أذرع الكراكن والتفت حول جسده وسحبته إلى الأسفل
إسراء بفزع: مروان!
نزلت خلفه وكان مروان يحاول فك ذراع الكراكن ولكن دون جدوى
حاولت إسراء مساعدته ولكنها فشلت هى الأخرى
كاد الأكسجين ينفذ من مروان
صعدت إسراء واستنشقت بعض الهواء ثم نزلت مرة أخرى
حاولت مرارا ولكنها لم تستطع فك تلك الذراع
اقترب الكراكن من مروان وهو يهم لإبتلاع
أشار مروان إلى الفأس حتى تأخذه إسراء
أمسكت هي بالفأس _واستطاعت حمله بسبب السوار الذي أعطاه لها مروان_ ابتعدت قليلا وهى ترفعه للأعلى
لاحظ الكراكن هذا وقام بإطلاق مادة سوداء
فى هذه الأثناء أنزلت إسراء الفأس وقامت بقطع ذراع الكراكن في لمح البصر
صرخ الكراكن صرخة قوية هزت المحيط بأكمله
بدأ مروان يفقد وعيه لنفاذ الأكسجين
وضعت إسراء الجزء الذي قطعته من ذراع الكراكن فى حقيبتها وأمسكت الفأس بيد وأسرعت وأمسكت يد مروان وصعدت إلى السطح
شهقت بقوة عند وصولها إلى السطح وسمحت للهواء بالدخول إلى صدرها
إسراء بفزع: مروان فوق يا مروان
بدأت تضرب وجهه بخفه وبعد لحظات بدأ هو يستعيد وعيه
إسراء بفرح: الحمد لله
بعد ذلك ساعدته للصعود على لوح خشبي ثم أعطته الكتاب والجزء المقطوع من ذراع الكراكن
فتح مروان الكتاب على الصفحة المقصودة ووضع الذراع فوقها
بدأ الذراع يختفى شيئا فشيئا ويظهر فى الكتاب
كانت إسراء لاتزال فى الماء منتظرة حتى تكتمل الصورة
إسراء: المرة دى أصعب
مروان: كل مرة هتبقى أصعب من اللي قبلها يا إسراء
إسراء: صح يبقى لازم ن..
لم تكد تكمل جملتها حتى سحبها الكراكن إلى الماء
نظرت إسراء إليه وجدته يلف أحد أذرعه حول ساقها
حاولت فك قبضته على قدمها ولكن لم تستطع
اقترب منها وفتح فمه ليلتهمها
فتحت إسراء عينيها بصدمة وصرخت بقوة تحت الماء
فجأة وجدت صوتها ظهر وهى تجلس على سريرها
وضعت يدها على فمها بسرعة ولكن دون جدوى فقد سمع والداها صراخها
دخلت الأم بفزع إلى الغرفة: إيه يا بنتى إنتى كويسه؟
ركضت إليها بخوف واحتضنتها
بادلتها إسراء العناق وهى تخبأ وجهها فى حضن والدتها فقد واجهت الكثير اليوم
الأم: خير يا بنتى مالك؟ وإيه اللي إنتى لابساه دا؟
إسراء: مفيش يا ماما كنت بجرب الطقم بس ونمت
الأب: وكنتى بتصرخى ليه يا بنتى حصل حاجه؟
إسراء: كابوس يا بابا كابوس
الأم: بسم الله الرحمن الرحيم، نامى يا بنتى نامى ربنا يبعد عنك كل شر
نامت إسراء بهدوء فى حضن والدتها
فى اليوم التالي
*فى الجامعه*
دخلت إسراء بغضب وهى تبحث عن مروان توجهت إلى الكافيتريا فوجدته يجلس على إحدى الطاولات يشرب عصير ويقرأ كتاباً
ذهبت إليه بغضب وجلست على المقعد المجاور لمقعده
إسراء بغضب وهى تضرب بيدها على الطاوله: ممكن أعرف ليه كل مرة أنا اللي بتاكل
مروان: يمكن علشان طعمك حلو
إسراء: متعصبنيش
مروان بضحك: أعملك إيه طيب منا برضو كنت هتاكل
إسراء: لا مش زي أنت مشوفتوش كان مقرب منى إزاي
مروان: خلاص متزعلش يا صغنن
إسراء: متقوليش يا صغنن، وكمان أنا بتكلم معاك ليه أصلا
ثم نهضت وتركته ورحلت
مروان بتعجب: مجنونه، بس نسيت أقولها على المعاد اللي بعده
أخذ كتبه ونهض خلفها
بحث عنها فوجدها تقف أمام شاب ويبدو عليها الغضب
*عند إسراء*
إسراء بغضب: ابعد عنى أنت عايز منى إيه؟
الشاب: ما قلت بحبك
إسراء: وأنا مش بحبك ومن فضلك مينفعش كدا، عن إذنك
قام الشاب بإمساك ذراعها ليمنعها من الذهاب
إسراء بغضب: أنت اتجننت
كادت أن تصفعه ولكنه أمسك بيدها واقترب منها
الشاب: مش أنا اللي يتعمل معايا كدا فاهمه
جاء مروان من خلفه وربَّت على كتفه فألتف له الشاب وما أن فعل ذلك تلقى لكمة فى وجهه
سقط بعدها الشاب على الأرض وأسرع مروان إلى إسراء
مروان: إنتى كويسه؟
بدأت إسراء بالبكاء ووضعت يدها على فمها
مروان: اهدى بالله عليكى اهدى تعالى نمشى من هنا
أخذها مروان وجلسا فى الكافيتريا
مروان وهو يعطيها المنديل: اهدى بقى خلاص
إسراء: أنت ضربته يا مروان؟
مروان بإبتسامة: اه ضربته
إسراء بدموع: علشانى!
مروان بنفس الابتسامه: اه علشانك
إسراء وهى تمسح دموعها: شكرا
مروان: العفو احنا زمايل
إسراء: بس .. بس كدا هتحصلك مشكله بسببى سليم مش سهل
مروان: خليها على الله
إسراء: عندنا محاضرة
مروان: اه يا خبر طب يلا بسرعه
ذهبا إلى المحاضرة ثم انشغل كل واحد منهما فيما يفعله فى الجامعه
انتهى اليوم الدراسي وخرجت إسراء وهى تبحث عن مروان
بحثت عنه كثيرا وفى النهايه سمعت صوت شباب يضحكون بشر فى مكان بعيد جزئيا عن مبنى المحاضرات
اختبئت خلف شجرة لترى ما يحدث
صدمت بعدها عندما وجدت خمسة شباب ملتفين حول شاب قد سقط أرضا ويقومون بضربه
صدمت أكثر عندما رأت وجهه فهذا .... هذا مروان!
وضعت يدها على فمها تحاول منع صوت شهقاتها من الظهور
سليم بغل: أنا هدفعك تمن اللي أنت عملته
ثم ضربه بقوة فى معدته
أحد أصدقائه: كفاية يا سليم خدت حقك وزياده
سليم وهو يضربه مرة أخرى: لسه بدري
صديقه:يا عم كفاية بقى هيموت فى إيدك
أمسكه أصدقائه وأبعدوه عنه وابتعدوا عن هذا المكان
أسرعت بعدها إسراء إليه
إسراء ببكاء: قوم يا مروان قوم
نهض مروان وجلس على الأرض
أمسكت بنظارته الملقاة أرضاً والبستها له
أخرجت منديلاً وبدأت تمسح الدماء من على وجهه
إسراء ببكاء: أنا آسفه والله آسفه، كل اللي حصل دا بسببى
مروان بألم: ملكيش ذنب يا إسراء
إسراء: طب قوم نروح المستشفى
نهض مروان بتعب ولكنه سقط مرة أخرى على الأرض
إسراء ببكاء: طب استنى أجيب حد يساعدنا
ركضت بسرعه وقامت بإبلاغ حرس الجامعة
طلب أحد الحراس الإسعاف ونقلوا مروان إلى المستشفى
•تابع الفصل التالي "رواية مغامرات إلى عالم الاساطير" اضغط على اسم الرواية