Ads by Google X

رواية سجن العصفوره الفصل الخامس 5 - بقلم داليا الكومي

الصفحة الرئيسية

 رواية سجن العصفوره (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم داليا الكومي

رواية سجن العصفوره الفصل الخامس 5

الفصل الخامس

صدمة موت سلطان غطت علي اي صدمة اخري حتى صدمة اعترافة الرهيب لها..... ربما اعتقدت ان سلطان اختلس من رئيسة... اما ان يكون زوجها الية فذلك شيء لم تتوقعة علي الاطلاق في اسوء كوابيسها ومع ذلك لم تهتم حاليا سوى بسلطان الذى فقدت عيونة بريقهم 
الماس سمعت صراخها ...وطلبت الاسعاف ..ولكن عند وصول المسعفين ابلغهوها بما كانت تعرفة بالفعل ... - البقاء لله
كلمتين سوف يغيروا حياتها للابد ...ردد لنفسها بانهيار .. " بابا مات ...بابا مات "
- اة يا والدى الحبيب ...لطالما عشت من اجلي... لم يفكر في نفسة يوما كان دائما يفكر بها 
هبة حبست نفسها في غرفتها ليومين كاملين ...رفضت رؤية اي حد ...ففي النهاية من لديها ليعزيها او حتى ليهتم ...؟؟؟
هبة فكرت بمرارة ...لقد اصبحت وحيده في العالم ...وحيدة لتواجة مصيرها.... بمفردها لتواجة خبر زواجها بدون علمها اورضاها
بالتأكيد هو كان لدية اسباب قوية لتزويجى دون علمي لرجل عجوز... ادركت مدى عذابة خلال الفترة السابقة لكتمانة السرعنها
في حياتها لم تري ابدا وجة ادهم البسطاويسي....زوجها 
لكن بحسبة بسيطة توقعت سنة فسلطان يعمل لدية منذ 10 سنوات علي الاقل... رجل في مكانة ادهم وفي مثل عمرة لابد وان يكون متزوج منذ زمن بعيد وربما لدية العديد من الابناء ...احست بالرعب فحبست نفسها في غرفتها علها تختبىء منة...
خائفة من الخروج من الغرفة فلربما تراة في الخارج ...او ربما ياتى ليأخذها ولكن رعبها الاكبر كان خوفها من ان يطردها ...فالي اين ستذهب حينها...؟
ولكن خطتها فشلت ...
فالماس دخلت تبلغها في هدوء كعادتها... - انسه في واحد عاوز يقابلك برة 
هبة قلبها هوى حتى ارجلها بعنف واصفر وجهها ... - واحد ...؟؟ ... مين ؟؟؟
الماس اجابتها بنبرة الية... - واحد قدملي كارت مكتوب فية ان اسمة عزت حمدى المحامى وعاوز يقابلك ضروري بخصوص مسائل الورث والاجراءات القانونية 
هبة هزت رأسها في دهشة...- ورث اي ورث ؟ 
فهى تعلم جيدا ان لا املاك لابيها وان اكبر مبلغ رأتة في حياتها كان مبلغ الخمسمائة جنية التى اعطاها ادهم لابيها يوم زيارتها لشركتة... 
ادهم البسطاويسي رعبها الاكبر ..هل هذا المحامى من طرفة...؟
تحت ضغط الماس ...هبة خرجت من غرفتها.. في الصالون شاهدت رجل في حدود الخمسين من عمرة في عمر ابيها رحمة الله تقريبا...فكرت في نفسها 
عند دخولها للصالون نهض المحامى فورا واخذ يدها في يدة وقال.. - البقاء لله
صمت لبعض الوقت ثم اكمل ...- اعرفك بنفسي انا عزت حمدى المحامى محامى والدك الراحل ...ومن النهاردة محاميكى انتى 
هبة تفاجئت ..محامى بابا ؟؟ ...فلماذا كان لدية احدهم...؟
والاهم لماذا هى ستحتاج لمحام...؟
المحامى استعد للمغادرة ... - التعليمات اللي عندى انى مطولش هنا ...بس اعزيكى في والدك الله يرحمة....وابلغك انى المحامى بتاعك... وابلغك كمان انى منتظرك يوم الاتنين الصبح في مكتبي..... - بعد اذنك يا انسة
وانسحب بدون اضافة أي كلمة اخري وتركها تقف مذهولة...

هبة استوعبت اخيرا ...الشقة والمدرسة ...ومنصب سلطان الجديد ثمن تم دفعة مقابل شراؤها...فهمت اخيرا سبب عدم امتلاكها للملابس ...فهمت ايضا سبب عدم خروجها من المنزل ...استنتجت انها حبيسة ...اسيرة لادهم وسلطان كان سجانها المخلص....
استرجعت حياتها في السنتين المنصرمتين ...اسرها في القفص...هى لم تعترض يوما علي حبسها....قبلت بالموجود طالما والدها كان معها يحميها كالمعتاد.....طالما انفاسه معها ...لم تشعر يوما بالاسراوالسجن لانها لم تكن تفهم ...توقعت انها مجرد محمية من سلطان كعادتة معها...فجاءة رأت قضبان سجنها المحيطة بها...حدودة اصبحت واضحة ومرئية الان ...
هى كالعصفورة المحبوسة في قفص ...صحيح انة قفص من ذهب ...لكنة في النهاية سجنها ...سجن العصفورة....
في النهاية اتى يوم الاثنين....هبة حاولت بكل الطرق ان تتفادى وصولة سهرت طوال الليالي ....تجنبت النوم ...خائفة من النوم فالنوم يقرب المسافات ولكنة في النهاية اتى علي الرغم من كل محاولتها ... 
في الساعة العاشرة صباحا ابلغتها الماس بوجود سيارة في انتظارها في الاسفل...
نفس السيارة السابقة لكن مع اختلاف السائق ...في المرات القليلة الماضية حالتها النفسية منعتها من التركيز في السائق الا انة بالتاكيد لم يكن مثل هذا السائق العجوز ذو السبعين عاما الذى فتح لها باب السيارة باحترام بالغ...تزكرت علي الرغم منها نظرات السائق الاخر لها في المراءة فشعرت بالرجفة تسيطر عليها ....هو كان ضخم بطريقة ملفتة للانتباة عضلاتة كانت واضحة بشكل ملحوظ من تحت سترتة السوداء ...رائحة عطرة النفاذة مازالت في انفها تزكرها بيوم مرض سلطان... 
ركبت علي المقعد الخلفى بتردد وانطلق السائق بالسيارة فورا وكأنة احس بترددها ...

بعد الوفاة مباشرة الماس اعطتها ملابس سوداء عديدة ضمت كل القطع التى من الممكن ان تحتاج اليها ... وصلت الملابس بنفس الطريقة السابقة التى كانت تصلها بها في السابق...الملابس فصلت لاجلها كعادة أي قطعة كانت تستلمها ... القطع بتوقيع مصمم مشهورقرأت عنه في مجلة الازياء...ومن قماش فاخرجدا.... 
الماس اختارت لها تايوراسود تنورتة تصل الي كاحليها وحذاء اسود ايضا برقبة عالية ...هبة فجاءة بدون تفكير قررت تغطية شعرها بحجاب اسود وجدتة مع ملابسها ...الطرحة كانت من قماش الساتان الطري ..... اخذت حقيبة يد سوداء من المجموعة الجديدة مصنوعة من جلد التمساح الاصلي ...حقيبتها فارغة فليس لديها أي متعلقات شخصية لوضعها بداخلها فلاول مرة في حياتها تخرج من المنزل بمفردها...
خصلات شعرها الاصفر الناعم جاهدت للثبات في موضعها تحت طرحتها التى اختارت ارتداؤها...ولكن الخصلات خسرت الحرب من شدة نعومتها فانهالت بفوضوية علي وجهها الجميل من تحت حجابها 
عذابها بدأ حالا فالسيارة اخيرا توقفت تحت بناية ضخمة والسائق اتصل برقم ما وانتظر في مكانة...
بعد قليل نزلت سيدة متوسطة العمر من البناية وفتحت لها باب السيارة وعرفت نفسها قائلة ... - انا سميرة سكيرتيرة الاستاذ عزت...هو مستنيكى فوق
هبة تبعتها مثل المخدرة ...صعدا الي مكتب فخم كل اثاثة مصنوع من الجلد الاسود معبق برائحة الدخان....رائحة زكرتها بدخان سلطان قبل ان يقلع عن التدخين ليوفر ثمن السيجارة من اجلها ....
هبة جلست فورا ارجلها عجزت عن حمل وزنها الخفيف ...كانت متوترة بدرجة كبيرة فالمجهول الذى طالما سعت لمعرفتة سوف ينكشف اليوم ... 
دخل عزت حمدى لمكتبة بمفردة...امر السكرتيرة بالمغادرة.... - مدام اتفضلي علي مكتبك.... اقفلي الباب وراكى لكن سيبى الباب الداخلي مفتوح... 
بدون أي نقاش سميرة نفذت اوامرة فورا ثم غادرت من الباب الذى دخلت منة معها ..عزت اكمل طريقة وجلس علي كرسي مقابل لها حاملا في يدة مغلف احمر اللون.... - انسة هبة انا هدخل في الموضوع علي طول ...في السنتين اللي فاتوا حصلت حاجات كتير ..احداث كتير كانت مبهمة ليكى بس انا هفهمك كل حاجة... 
عزت فتح المغلف واخرج منة بعض الاوراق ..ناولهم اياها.... - افضل انك تشوفي بنفسك.... 
هبة بدأت في تصفح الاوراق...عقلها توقف عن العمل ...الخوف من المجهول سيطرعليها ...احتل كيانها ...ارتجفت بشدة وهى تقرأ ...
المجموعة الاولي من الاوراق كانت عقد بيع شقة في الزمالك للقاصر هبة سلطان ابراهيم وولي امرها هو سلطان ابراهيم يحي والبائع ادهم سليم البسطاويسي...
العقد تاريخة يعود لسنتين مضتا ... شقة الزمالك شقتها منذ سنتين....
مجموعة الاوراق التالية كانت عقد مكتوب بين سلطان ابراهيم يحى كطرف اول وادهم سليم البسطاويسى كطرف ثانى ...بدأت تقرا بعنيها
بسم الله الرحمن الرحيم 
العقد شريعة المتعاقدين...تم الاتفاق بين الطرف الاول المذكوراعلاة مع الطرف الثانى المذكور اعلاة علي ان يمنح الطرف الثانى مبلغ وقدرة مليون جنية مصري وشقة الزمالك المذكورة في العقد الي كريمة الطرف الاول علي ان يكون التسليم بعد الزواج الرسمى الشرعى بين كريمة الطرف الاول هبة سلطان ابراهيم والطرف الثانى ادهم سليم البسطاويسي
هبة احست بالغثيان ....رمت الاوراق علي الارض بعصبيه شديدة... ورفضت ان تكمل القراءة...هى وعدت سلطان انها سوف تسامحة وفعلا قد سامحتة ..مهما فعل فقد كان دافعة الوحيد هو مصلحتها لكن الخنزير الثانى ...الذي وافق علي الزواج بطفلة واستغلال ظروفها .. لا يمكن ان تسامحة ابدا مهما حييت... 
عزت حاول اعادة الاوراق اليها ... - لسة اهم ورقة ..اخر ورقة قسيمة جوازك 
هبة ردت بقهرودموعها تغرق وجهها الجميل.... - قصدك قسيمة عبوديتى ....قسيمة بيعى لراجل عجوز اكبر والدى الله يرحمة ...هشوف اية..؟ ...مصيري اتحدد من زمان .. ياتري انا عندى اختيار؟
عزت عينية اتسعت من الصدمة وتطلع ناحية الباب المفتوح بقلق... - انسة اسمعينى انتى فاهمة غلط ... يمكن ادهم بية فعلا اكبر منك بكتيربس هو مش راجل عجوز زى ما انتى فاهمة...ادهم بية عمرة 4و ....
صوت قوى جهوري خرج من الباب المفتوح يقول في تحذير ... - عزت!! انا هتكلم عن نفسي.... 
قلب هبة بدأ في الخفقان بسرعة مجنونة عندما سمعت صوته...احست بضيق في التنفس من شدة خوفها ...جسدها كلة كان يرتعش بعنف ... رعبها اليوم اعاد لزاكرتها رعبها يوم تهجم عبدة البلطجى عليها
لم تتمكن من رفع رأسها لتواجة مصيرها الاسود 
علي الرغم من انها لم تتعرف الي عزت من قبل لكنة عندما انسحب فور ظهورادهم البسطاويسي قادما من الغرفة الاخري رعبها تضاعف فها هى الان وحيدة في مواجهتة ...عزت وكأنة اخذ امر بالخروج ...فخرج مثل الالة المطيعة وتركها بمفردها في مواجهة خنزيرغريب عنها من المفترض انة زوجها... صوت خطواتة التي تقترب منها زادت الالم في معدتها....رأسها المحنية أنت بالم لانها كانت تجبرها علي الانخفاض بقسوة... 
زوجها المزعوم اقترب منها لاقصى لدرجة ..عينيها لمحت حذائة ...حذاء جلدى اسود لامع ويعلوة بنطال اسود ...رائحة عطرة القوى اثارت معدتها فسببت لها غثيان غير محتمل ....الكرة غلف قلبها المملوء بالمرارة... 

ادهم جلس علي الكرسي المجاور لها وطلب منها بصوت هادىء... - هبة هبة لو سمحتى ارفعى راسك...رأئحته القوية مازالت تهددها بافراغ معدتها في أي لحظة...حمدت الله علي عدم اكلها لايام والا كانت النتيجة مرعبة.... هو امرها ان ترفع رأسها ....لكنها حقيقة لا تستطيع فعل ذلك.. طالما شكلة مجهول بالنسبة لها اذن هى تستطيع التظاهربانة غير حقيقي.. ادركت انها القت بالاوراق ارضا خوفا من رؤية صورتة علي قسيمة عبوديتها ...صورتة المجهولة اعطتها الراحة لفترة لكنة الان يجبرها علي المواجهه ...رائحة عطرة القوى ستظل في انفها الي الابد تزكرها بواقعها الاليم..تزكرها باسوء لحظات حياتها ...يوم مرض سلطان ويوم بيعها.... 
احست بيداة تتحرك في اتجاهها وكأنها سترفع رأسها بالقوة ..الخوف من لمستة نفضها...راسها رفعت وودارت ناحيتة بارادتها الحرة كى تتجنب لمستة المحتملة الغير محتملة ...
فوجئت برجل في اوائل الثلاثينات من عمرة طويل.. عريض المنكبين ضخم بدون ترهل ولا وزن زائد ...كان كتلة من العضلات.. عينيها اكملت رحلتها لوجهة ...وجة اسمر بلمحة من الوسامة وذقن مربع وفك قوى صعقت عندما تعرفت علية ...فهو كان نفس السائق الذي اوصلها الي المستشفي يوم انهياروالدها والايام التى تلت... مازالت تتزكر نظرتة لها في المراءة ..الان فهمتها... زكري وفاة سلطان مع رائحة عطرة القوي مع مفاجاءة اكتشاف انه السائق الذى اوصلها مرارا دون الكشف عن هويتة الحقيقة بالاضافة لاكتشافها حقيقة انه شاب وليس عجوز كما كانت تظن..عوامل مجتمعة اوصلت غثيانها لذروتة .... هبة اتجهت باقصى سرعة لديها في اتجاة الحمام وهى تضع يدها وتغطى بها فمها في حركة تدل علي كتمان قيئها ودخلت الحمام واغلقت الباب خلفها بقوة....

  •تابع الفصل التالي "رواية سجن العصفوره" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent