رواية نهج الغرام كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية نهج الغرام الفصل السادس 6
لم يمهلها وجيه الوقت الكافي للرد عليه، بل بادر بكلامه بلامبالاة:
– عادي يا حبيبتي.. أنا مش زعلان منك..لأن العلاقة دي خلاص انتهت ومتخافيش مش هعاقبك عليها..وعارف انه كان حب مراهقة وراح خلاص
صرخت في وجهه وقد سئمت هذه الكلمات:
-بس مروان مش حب مراهقة..مروان هو حب عمري..حياتي كلها..مروان بالنسبة لي حاجة كبيرة أوي..وانا لو اتجوزتك هظلمك يا وجيه وعمري ما هعرف احبك زي ما حبيت مروان…
صاح بعصبية:
-نعم ياختي؟؟تظلميني؟
عاد ليتكلم بنبرة أهدأ عندما لاحظ التفات الناس لهم ونظراتهم الفضولية:
-وبكل بجاحة بتقوليلي..انا بحبه..انا هعرفك ازاي تتكلمي وتجيبي سيرته قدامي..بس مش دلوقتي..لما نتجوز
-وجيه افهمني انا كنت عاوزاك نقنع باباك وجدي يلغوا الجوازة دي عشان مينفعش..مينفعش نتجوز خالص
اقترب منها قائلا بخبث:
-وليه مينفعش ان شاء الله..ولا الحيوان ده عمل حاجة مخليكي متقدريش تتجوزيني
فصرخت به:
ـ انت تخرس خالص..اسكت كفاية
قاطعها بسخرية :
ـ أخرس ليه؟؟؟.. أخرس عشان صارحتك بالحقيقة اومال انتي ليه كنتي رافضة تتجوزي قبل ما تخلصي الجامعة..ولما خلاص هتتخرجي قولتي لا مش هينفع..ده مالوش غير معنى واحد..وأبويا وجدي لو عرفوا زعلهم هيبقى وحش اوي وي
نهضت من الكرسي لتقول بحدة:
-انت حيوان..ازاي تفكر فيا كده..انا اللي مش هعديلك انك تتهمني بالطريقة القذرة دي..وهخلي بابا..
ضحك قائلا بنبرة وقحة :
-ابقي اعمليها وانا هخلي عمك يعجل بالجواز..عشان نتأكد اذا كنت انا اللي الصح ولا انتي
وقفت للحظات قبل ان تغادر..ولكنها خرجت بسرعة خوفا من ان يلحق بها
___________
في قاعة محاضرات بكلية الهندسة..
اتصل سليم ببيلار ليطمئن عليها فهي عليها امتحان اليوم:
-بيلار عملتي ايه في الامتحان؟ ولا لسه مبدأش
همست بيلار بخفوت :
-سليم
سليم بقلق من نبرة صوتها:
– مالك في ايه ؟ انتي فين ؟
-انا في التويلت ومش عارفة اتصرف ازاي والامتحان كمان نص ساعة وخايفة معرفش احضره
– حصل ايه بس فهميني؟
صاحت بحدة ممزوجة بالخجل:
– اصل يعني..انا…
-اااه..حاجة secret صح
اومأت بتوتر، سألها قائلا:
-طب مكلمتيش حد من زمايلك البنات او جومانة تتصرف
شهقت بغضب:
-جومانة روحت من نص ساعة البيت عشان خلصت محاضراتها وصحابي دخلوا المدرج عشان هيمتحنوا في مبنى تاني ولما كلمتهم قالولي مش هيعرفوا يرجعوا..وانا مش هقدر اروح عشان عندي امتحان وده عليه تلت درجات الترم
-طيب اهدي كده وانا هتصرف..ابعتيلي اسم اللي انتي عايزاه في massage وانا هروح الصيدلية اجيبه
مسحت دموعها بإهمال وشهقاتها تقل:
-بجد؟ طب انت مش عندك محاضرة ضرورية انهاردة
-لا هتصرف..
ردت بخجل:
– شكرا يا سولي
وقف سليم امام نافذة تؤدي إلى خارج مبنى القاعة وقبل أن يفتحه قاطعه زميله قائلا:
-سليم يا مجنون هتعمل ايه؟
سليم وهو ينظر حوله بتوجس:
-ايه هنط..ما انت عارف الدكتور ده لما بيعدي وقت المحاضرة بتاعه حتى لو مجاش في ميعاده بيمنع حد يخرج قبل ما يجي ولو حد خرج هيستقصده وانا مش ناقصه
اتسعت حدقتي زميله قائلا بذهول:
-تقوم تنط يا مجنون
فتح زجاج النافذة واستعد للقفز منها قائلا بسرعة:
-بقولك ايه مفيش وقت ها..الدكتور برة وهيدخل في اي لحظة
بعد دقائق دخل صيدلية بالقرب من الجامعة فزفر بضيق ما ان رأى طبيبة بها وليس طبيب فسألته الطبيبة بأدب:
-ايوة حضرتك محتاج ايه ؟
سليم بتوتر:
– هو مفيش دكتور هنا؟
ابتسمت الطبيبة بفهم قائلة:
-لا عادي قول وانا هجيبلك مفيش احراج.. قول هو ايه وانا هقولك موجود ولا لا
هز رأسه بعنف نافيا ما فهمته:
-لا لا حضرتك فهمتي غلط انا مش عاوز حاجة للرجالة خالص دي حاجة لاختي
اتسعت حدقتيها بذهول..أيمزح ذاك الشاب أم ماذا؟! :
-افندم؟؟ حضرتك المفروض تقولي انا مش للدكتور طالما حاجة خاصة ببنت
انتبه سليم لاخر كلمتين نطقتهم وقال بسرعة:
-ايوة يا دكتور هو ده.. خاصة..ترجميلي بقى كلمة خاص بالانجلش وهاتيهالي
ضحكت الطبيبة على مدى ذكائه ثم سألته بتوجس :
-ااه فهمت..طيب ولو ملقتش النوع اللي بمعنى الكلمة دي ها هتعمل ايه؟
سليم بتفكير:
-دلع سيف ايه؟ اللي فيه ياء الملكية ده…
هذه المرة انفجرت الطبيبة بالضحك فهذا الشاب يفاجأها بمدى ذكائه:
– يخرب عقلك..عشان عجبني ذكائك ده هجبلك النوع الأول..مع ان اخويا سيف لو سمع اللي انت قولته على دلعه ده هيكرهه
-لا وعلى ايه بلاش تقوليله..اه وعاوز مسكن كويس من فضلك
بعد ان احضر الطلبات خرج بسرعة ليذهب إلى كلية بيلار بأقصى سرعة..وما ان وصل مبنى كلية الألسن..حتى دلف إلى الممر المؤدي للحمام..فأوقفته فتاة عاملة قائلة بذهول:
-ايه يابني انت داخل فين؟ ده حمام البنات بس
-اكيد مش هدخله يعني..بقولك ايه ما تاخدي الحاجة دي تدخليها لبنت خالي..هي جوة
-نعم؟ ويطلعوا ايه دول؟ شكلك مش مطمني
اخرج بضع نقود من جيبه ثم اعطاها لها فلا يوجد وقت للمناقشات في تلك اللحظات:
-ابقى افتحي وشوفي..وعموما خلي دول علشانك
بعد دقائق خرجت بيلار وهي ممسكة بمعدتها المسطحة وعلى ملامحها الألم..فاقترب منها قائلا :
-ها خلاص كده؟
-اه تمام
-لفي كده
اتسعت حدقتيها باستغراب:
-نعم؟
امسك يدها لتستدير فبدأ بخلع قميصه بسرعة ثم صاحت بيلار بحدة:
-انت بتعمل ايه يا مجنون..سليم بلاش جنان
سليم وهو يناولها قميصه لترتديه:
-متقلقيش انا لابس تحته تيشرت نص كم هو صحيح تيشرت داخلي بس هنكر بما أنه نص كم..خدى البسي ده لحد ما تخلصي امتحانك
زفرت بيلار بقلق:
-طيب ممكن يتبهدل
– فداكي كل هدومي
ثم اكمل بعد ان تذكر شيء:
-اه صحيح خدي المسكن..وخليكي هنا لحد ما اجيبلك ماية وحاجة سخنة تشربيها..
اوقفته بيلار قبل ان يتحرك:
-سليم
-نعم؟
بيلار بابتسامة جميلة:
-دايما انت اللي بتنقذني..مكدبتش لما بقول انك راجلي وسندي..ربنا يخليك ليا يا منقذي
-بتثبتيني ها… مع اني خسرت اهم قميص عندي متتصوريش كنت بحبه ازاي… ده براند خلي بالك
– مش كان فداكي ولا احنا بنرجع في كلامنا ؟؟..
– يا بنت الايه في دي عندك حق .. فداكي يا سنيوريتا
ابتسمت قائلة برقة:
-لا بجد مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه..شكرا..شكرا انك موجود يا سولي
همس بنبرة اجشة:
-انا موجود دايماً
____________________
وقفت بالشارع تائهة تمسح دموعها بعنف تشعر بالاشمئزاز الشديد والقرف تود لو تخبر مروان الآن ليأتي ويشبعه ضرباً على كلماته الحقيرة…
لكن ماذا ستخبره ؟؟؟
هتفت توبخ نفسها وربما تقنعها:
-مروان خلاص يا غبية..خطب علا وقريب هيتجوزها..ركزي في حياتك انتي
أوقفت سيارة أجرة بسرعة..لم تفق إلا بعد أن شاهدت السائق في اتجاه فيلا مروان .. لقد أملته العنوان دون وعي..لا ليست بحاجة لمروان..هي تريد “جومانة”..
هي بحاجتها الآن وبشدة ..
_________
سمعت جومانة دق على باب غرفتها فوجدت السيدة التي تأتي لتساعدهم بأعمال المنزل أحيانا تخبرها بوجود ميرا بالأسفل تريدها
نزلت السلم بسرعة وجدت ميرا باكية وما إن لمحتها حتى ارتمت في احضانها قائلة بغضب شديد:
-مش قادرة استحمل يا جومانة..مش طايقاه..بكرهه
مسدت جومانة على ظهرها تهدئها بحنان:
-اهدي يا ميرا..وفهميني كده حصل ايه معاكي ؟
رفعت ميرا وجهها الباكي تهتف بانفعال عندما سمعت صوت رنين هاتفها المحمول :
-عشان خاطري مش عاوزة ارد على حد..اتصرفي وقوليلهم اني عندك
-حاضر يا حبيبتي..اهدي بس كده وانا هتصرف
ثم ردت على الهاتف لتطمن خالها وهي تسحب ميرا خلفها بحنان
دخلت ميرا معها غرفتها وهي تسألها بقلق:
-هو مروان هنا؟
تأففت جومانة وهي تتذكر مدى حساسية علاقتهم وخصوصا انهم لم يتحدثا منذ مدة طويلة بعد ان قرر مروان بجدية خطوبته من علا..
أكملت ميرا برأس منكس:
-انا عارفة انه مابيطقنيش..عشان كده ممكن شوية وامشي
رفعت جومانة رأسها وهي تناولها منامة من خزانتها تقول لها:
-انتي هبلة؟ مين ده اللي مش طايقك..مروان مش كده يا ميرا..وبعدين انتي هتباتي عندي النهاردة اصلا..مستحيل اسيبك وانتي في الحالة دي.. ادخلي الحمام كده وخدي شاور يهدي اعصابك..والبسي البيجامة دي..على ما أنزل اشوف العشا جهز ولا ايه وتحكيلي ايه اللي حصل معاكي..اتفقنا
-اتفقنا..صحيح هي عمتو مش هنا؟
-لا عمتك راحت عند خالتو وهتيجي بكرة عشان كانت تعبانة
_____________
كانت تراقبه من شرفة غرفة بجانب غرفة جومانة..فهي رفضت ان تنزل تتناول العشاء وخصوصا بوجود علا..فهي لم تستحمل ذلك الشعور ابدا..وبعد انتهاء العشاء خرج مروان من الفيلا وجلس بالحديقة..وبعد لحظات اقتربت منه علا..فشعرت بالغيرة تأكلها بشدة..
سألته علا برقة :
-مالك يا حبيبي؟ انت زعلان مني؟
هز رأسه نافيا بسخرية:
-لا خالص..هزعل ليه؟؟
-مروان انت عارف ان انا بحبك..وبغير عليك..غصب عني لما عرفت من جومانة ان ميرا هنا اتضايقت وخوفت يعني تكون انت لسة بتحبها..عشان كده اصريت أنها تنزل تتعشا معانا
قاطعها مروان بخشونة:
-انتي بتهزري هو ايه اللي تنزل انتي عارفة أنها كانت هترفض تنزل؟؟ والمفروض تكوني فاهمة ان ميرا قصتها انتهت من زمان..ولما اتقدمتلك كانت هي فعلا خرجت من دماغي خالص..وقررت انا كمان اشوف حياتي..
دون شعور تبسمت و اقتربت لتلتصق بصدره و تشبك يديها خلف عنقة و تبتسم باغراء..قالت بغنج مع بعض الرجاء:
-حبيبي..انا اسفة..كنت فاكرة يعني انك لسة بتحبها
مروان وهو يبتعد عنها بذوق قائلا بحدة:
-اقفلي الحوار ده خلاص يا علا
اقتربت مرة أخرى وهي تمرر اصابعها باغراء على انحاء وجهه ظلت تنظر إليه و على فمها ابتسامة جذابة ..همست بنبرة رقيقة :
-بس انت عندك حق..لو حوار ميرا لسة في دماغك كنت خطبتها..المهم انك خطبتني انا في الاخر
لم يجبها، وما أن رفع رأسه حتى التقى بميرا تنظر إليه من الشرفة شاردة الذهن، تتساقط دموعها.. لكنها لم تراه.. فرأى علا ترفع رأسها نحوه.. لتقبله فجأة على وجنته.. ولأول مرة سمح لها بتقبيله، إذ حاولت كثيراً أن تجعله يتمسك بها من خلال محاولاتها لإغوائه لكنه كان يصدها دائماً… ولكن القبلة قبل أن تقع على وجنته انتقلت بها بشكل سريع إلى شفتيه وبشكل غير متوقع لم يرفضها بل تقبل قبلتها ، وبعد فترة ثواني…ابتعد عنها وقال وهو ينظر إلى ساعته:
– علا… أنتِ هتمشي دلوقتي ؟؟
ابتسمت علا وحصلت أخيراً على ما أرادت…وبالتأكيد في المرة القادمة لن تجعله يتوقف عند مجرد قبلة عابرة… حملت حقيبتها قائلة بابتسامة عريضة:
-ايوة يا حبيبي..اشوفك بكرة في الشركة..تصبح على خير
هز رأسهُ بالإيجاب بسرعة ثم اوصلها للخارج و ركبت سيارتها فور أن تحركت السيارة حدق بفراغها و تنفس الصعداء ..شتم نفسه على ما فعله ولكنه رأى ان ذلك أفضل شيء..فبتلك الطريقة ستكرهه ميرا وهذا ما يريده
_______________
ازداد إحساسه بالاختناق مما فعله ولكنه يبرر بداخله ان ذلك هو التصرف الصحيح..فهمس لنفسه قائلا:
-ما انا لو كنت صديت علا كانت ميرا هتفضل حاطة أمل ان انا لسة بحبها..وانا مش عاوز ده يحصل..كده احسن يا مروان
دلف إلى غرفته وهو يحاول ان يهدأ من فوران أفكاره.. حتى سمع شهقات ضعيفة خافتة تأتي من الشرفة..فدلف إلى الشرفة ليفاجئ بميرا مازالت واقفة في شرفة غرفته..حسنا..هو لمحها بالتأكيد من الاسفل..لكنه لم يتأكد كانت تقف بأي غرفة..!
شعرت ميرا بكل خلية في جسدها ترتجف.. وبدأت تلوم نفسها وتوبخها ألف مرة على تهورها الخطير.. ولم تكن تعرف ماذا فعلت.. بمجرد أن نامت جومانة قررت أن تراقب مروان، لكنها شعرت بالخجل من أن تستيقظ جومانة وتراها… فقررت أن تدخل الغرفة المجاورة لغرفة جومانة… وكانت ذاهبة فوراً…ولكن بعد سماع حديثه مع علا وقبلتهما، شعرت بقدميها لا تتحركان وبإحساس بالوخز في قلبها…وازداد بكاءها…حتى وصل مروان إلى غرفته
قال مروان بغضب:
– ميرا … أنتِ ايه دخلك اوضتي ؟
وما أن رأته ميرا حتى ارتبكت بشدة فبدأت تتلعثم بكلماتها ودموعها تتساقط بشكل أسرع:
-انا..كنت طالعة دلوقتي…
أمسكها من ذراعها بقوة وهو يسألها بتهكم:
– وكنتي بتعملي ايه هنا اصلا؟ أنتِ موافقتيش تنزلي تاكلي معانا… لكن تدخلي اوضتي عادي ؟؟
أغمضت عينيها وهي تحاول التحكم في رجفتها..ومشهد قبلته لعلا لم يغيب عن بالها..
سألها مرة أخرى وهو يصيح بها بغضب:
-كنتي بتعملي ايه عندك؟؟
همست بنبرة مرتجفة:
-كنت عاوزة اشوفك..اشوفك وانت بتبوسها..زي ما بوستني قبل كده..كنت عاوزة اسمع انت لسة بتحبني ولا لأ..عاوزة اسمع ان قلبك خلاص مبقاش يدق ليا..واتملى لغيري
رد بقسوة:
– وسمعتي خلاص كده اتأكدتي؟ ولا تحبي اعيدلك الكلام تاني
شهقت بعنف تحاول التقاط أنفاسها..فهو يأكد لها ما سمعته كانت تتوقع منه ان ينفي او يقول لها ان علا اجبرته أو انه لم يقبلها..
هزت رأسها محاولة إبعاد خصلات شعرها البنية العسلي القصيرة التي تصل إلى بعد أكتافها بقليل، لتبعدهم عن عينيها الزرقاء المائلة للخضرة لتتفاجأ بنظرات عينيه اللامعتين.. كان يتأمل مظهرها، بشرة وجهها البيضاء كانت محمرة قليلا، شعرها مبعثر قليلا، عيناها تلمعان بسبب تدفق الدموع فيهما، وارتعاش شفتيها الورديتين..
هو لا يريد أن يراها هكذا… كان يحب أن يرى ضحكتها، يستكشف جمال غمازتيها عندما تضحك له.. لماذا وصل بهم الحال إلى هذا الوضع..
لا يريد أن يراها خائفة هكذا… خوفها هذا و سلبيتها هي سبب من اسباب ضياع كل شيء بينهم..
همست متوسلة:
-مروان..قولي ان كل ده كان كدب..قولي ان انت لسة بتحبني
على الرغم من أنها طويلة نسبياً، الا انه كان يفوقها طولا… و يملك عينين زرقاويتين وبشرة بيضاء مع شعر اشقر..
تمتم من بين أسنانه:
-اطلعي دلوقتي يا ميرا.. وروحي نامي
اقتربت منه بأعين مهزوزة وهي تقول:
-مش هطلع..مش هطلع قبل ما تكدب كل اللي انا شوفته وسمعته..متخلينيش أكرهك يا مروان
ـ اطلعي يا ميرا..عشان انا ما اخليكيش تكرهيني بجد
-مش هخرج قولتلك..مش هخرج غير لما تقولي وتفهمني اللي انا عايزة افهمه..مينفعش اكرهك انت فاهم
اقترب منها بغضب، يريدها أن تصمت وألا تتكلم مرة أخرى. أراد منها أن تغادر..ولم تعرف ماذا تفعل معه في تلك اللحظة..
فسحبها بعنف، مقتربا من شفتيها في قبلة قاسية متملكه…. لم تقاومه كما كانت في البداية، بل استسلمت ومعها شوقها إليه بسبب رؤيتها مشهد تقبيل علا لها، شعرت أنها تريده لها فقط… بينما هو كان يريدها لدرجة الجنون والاحتراق.. أربع سنوات انتظرها بعيدا عنه.. منذ سنوات حاول مع أعمامها وجدها لكن محاولاته لم تجدي نفعا.. حتى عندما قبل علا لم يشعر بتلك الرغبة والشوق كما يحدث الآن.. لعن نفسه كيف يسمح لجسده وروحه بتقبيل امرأة أخرى غيرها..
لم يشعر بنفسه وهو يدفعها نحو السرير خلفها بينما يواصل شغفه بها… بينما هي تشبثت به وكأنها تخشى فراقه… عثرت أصابعه على حافة بيجامتها القطنية فمزق ازرارها..
لكن في تلك اللحظة، توقف تمامًا عندما أدرك أن هناك خطأ ما سيحدث… نظر إلى وجهها الباكي… وواصل النظر إليها للحظات..ابتلع ريقه بعصبية وحاول تهدئة تنفسه واستعادة السيطرة على نفسه.. لن يسمح لنفسه بوضعها في موضع تقلل به من نفسها.. ميرا لا تدرك ما يفعله ..
– انت بعدت….
– مينفعش..اللي بيحصل ده غلط
هتفت بجنون:
– كنت عاوزها هي ؟؟؟
همس بخشونة نافية:
-لالا….مفيش واحدة في الدنيا قدرت تأثر فيا كده وتملى عيني غيرك…
جلس بجانبها وأخذها بين ذراعيه وضمها على كتفيه وهو يحاول التحدث معها بهدوء:
– بس انا مقدرش اعمل فيكي كده
همست بشقهات متقطعة:
-بس انا من حقك..انا ليك انت يا مروان..صح ؟
دفنت رأسها في صدره :
-انا تعبت من كل اللي بيحصلي… ومش قادرة اصدق اللي شوفته أو سمعته منك…
__________
في صباح اليوم التالي …
استيقظ سليم باكراً وهو يبحث عن شقيقه ليحدثه بشيء ما فهو تعود أن يستيقظ باكراً فلم يجده..
فتح باب الغرفة حتى تجمد على عتبة الغرفة وهو يرى ابنة خاله نائمة على سرير شقيقه وقد بدا له ما حدث بينهما..
– مرواااان !!!
التفت سليم بظهره…فشعر بموقف غريب… هو يراه قدوته…كيف له أن يفعل ذلك.؟
كيف له أن يكسر تلك الثقة الكبيرة التي يراه بها
استيقظ مروان فجأة على صوته…لتستيقظ معه ميرا فوجدت نفسها نائمة على كتفه حتى ابتعدت مسرعة بخوف …
وما ان خرج مروان من الغرفة خلف شقيقه حتى دخل غرفة سليم وأغلق الباب ونظر إلى شقيقه الذي كان ينظر إليه بغضب عاصف.. بينما رفع مروان رأسه محاولاً الكلام:
-سليم..اللي انت شوفته ده مش زي ما انت متخيل …
قاطع سليم حديثه بلكمة سقطت على فكه وهو يصرخ به:
-اللي متخيله ان انت بقيت في نظري حقير أوي
فقاطعه مروان بحدة:
-سليم…
قاطعه سليم بصراخ:
ـ هترد عليا تقول ايه؟؟؟.. هتشرحلي ان انت ازاي حقير كده…ازاي تعمل فيها كده … حرام عليك … انت عندك اخت…مفكرتش فيها خالص ؟؟ مفكرتش حتى هي حالتها كان ممكن تبقى ايه لو هي اللي شافت اخوها وفي حضنه بنت خالها وصاحبتها !!
هتف به مروان بغضب:
-ميرا تبقى مراتي أصلاً
قاطعه سليم بسخرية:
-وكمان متجوزها عرفي…
توسعت عينا مروان بذهول وهو يهتف بغضب:
-مراتي على سنة الله ورسوله..مراتي شرعاً
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية نهج الغرام ) اسم الرواية