رواية علي ذمة عاشق كاملة بقلم ياسمينا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية علي ذمة عاشق الفصل السادس 6
أحكم إياد القبضة على يد حنين ونهض بها يغادر تلك القاعة التى سئمها وسئم مشاهدتهم لهما
اتجها نحو الباب ممسكا بيدها ،في تفاخر مزيف وقف بجوار ابيه الذى كان فى انتظار قدومة بصبر
اشار له بالتوقف :
– ها هتقضى شهر العسل فين يا عريس قالها من بين اسنانه
هتف اياد بضجر :
– يوووه يا بابا بقى
– ارتسم ضحكة صغيرة ساخرة وقال بسخرية :
– انا يهمنى راحتك ،ثم اظلمت عينية وتحدث بنبرة آمره:
– تقضي يومينك ،وتجينى الفيلا ،فاهم ولا لا
علا وجه الاستفهام ماذا ينوى به ابيه وماذا يخبئ فى جعبته له اكثر من ذلك
عاد ابيه يعنفه :
– سمعت ولا لا
ابتلع ريقه فى توتر :
– حاااضر يا بابا
ثم التف نظره نحو حنين بإستحقار :
– وما تنساش الحلوة دى هاتها فى ايدك
دب القلق فى نفس حنين وسرت فى جسدها رعشة خفيفه
وبدى التوتر عليها جليا
– اوعك تفكر تطلقها ،من غير اذنى ،فاهم ساعتها ما تلومش الا نفسك
ودار على عقبيه فى شموخ وفرحه غير مسبوقة بتأديبه لإبنه اخيرا
وجعله فى حالة من الضعف غير مسبوقه
ذهب راضى الى زوجته التى كانت فى انتظاره خارج القاعة بتوتر
– ما كانش ليه لزوم اللى عملته دا يا راضى الولد كان قاعد مش على بعضة وشكله مخنوق اووى
تحدث غير مبالايا :
– سبيه خليه يتربي ،كدا كدا اعدئنا فى السوق كانوا هيعرفوا انه اتجوز
والصحف والموقع الإلكترونية مش هتبطل تتكلم انه متجوز من ورايا
– تقوم تعمله فرح زى دا والدنيا كلها تعرف
حرك رأسة بضيق :
– مش قولتلك ،بعلمى افضل من غير علمي افضح نفسك قبل ما حد يفضحك
وكفايا علينا فضيحة لينا السعدى ما عداش عليها سنة،الحاجات دى بتأثر على شغلى
رفعت اصباعها بتعالا :
– بس انت عارف ان ابنى ما لوش ذنب هي ال……
قال مقاطعا :
– ابنك اللى متهور ما تنسيش دا ،وانا بقى هربيه من اول وجديد
**************
فى السيارة الفارهة
كانت حنين تقاد بلا رغبة فى الحديث ولا حتى الحياة كان يمر من امامها شريط حياتها المليئ بالذكريات المؤلمه ….عوضا عن قلبها الذى يبكى دما اما اياد فكان شاردا فيما ينويه ابية فطالما كان هو مصدر ازعاجه ,على عكس اخته رودى واخيه معاذ الصغير الذى يدرس بادارة الاعمال فى الخارج
ومختفى تماما عن الانظار يفعل ما يحلو له
توقف عماد عن القيادة تحت شقة اياد التى كانت منذ زمن معقل لنزواته
فقد جهزها صديقه بكافة اللوازم وأعد لحنين بها قدرا كافيا من الملابس
نظر اياد لعماد بدهشه وقال متسائلا
– وقفت ليه ؟
لوى فمه بضحكة قصيرة
– هههه ،وصلنا
نزل اياد من السيارة ونزل معه عماد
ليقابله عند مقدمة السيارة
ليسارع اياد بالقول بضيق:
– بابا مش ناويلى على خير ،عايزنى أرجع اعيش معاه فى الفيلا
قال ساخرا
– ابوك هينفخك ،الحق عيشلك يومين قبل ما يسود عشتك
دس يده فى جيبه وقال :
– احجزلى انت بس فى حته حلوة لشهر العسل وما تقعدش تنطلى كل شوية اتصالات ما توترنيش
قهقة عماد عاليا :
– خلاص ندالة وش مش هكلمك يا خويا بس وربنا لو انت كلمتنى ما رادد عليك وابقى شوف مين هيطلعك من مصايبك
لوح له غير مباليا واتجه نحو حنين ليفتح لها الباب
كانت فى عالم اخر من الذكريات والالم وتأبى النزول الى هلاكها الحتمى
نادها اياد …..
– يلا يا حنين
والتفت نحوه بهدوء ومد هو يده نحوها ليساعدها فى النزول وقعت عينها فى عينه راى فى عينيها الخوف والكبرياء والضعف والقوة التوسل والعزة فى ان واحد فهى تسحره بشدة ,ازاحت يدة جانبا ونزلت وحدها الى مصيرها وحيدة بلا مساعدة احد
************
دلفت حنين الشقة بلا وعى ودلف هو من ورائها واغلق الباب بقوة….صوت اغلاق الباب افزعها
جعلها تنتفض بصورة لا ارادية
اقترب منها اياد بخطوات ثابته كانت تواليه ظهرها ولا ترى نظراته الوقحة انعدمت المسافة فرفع يده نحو رأسها وملس على حجابها فى حنو وكأنه يروض قطته
– مبروك
تقدمت للامام بردة فعل معادية
قال فى تعجب :
– مالك ؟
نظرت اليه بحنق وقالت بإستخفاف :
ما لي !! انا صحيح مالي ضحكت علي وطلعت كداب وابوك اتهمنى انى لعبت عليك ،وجاى تقوالى مبروك
مبروك على اية بالظبط ؟على المقلب اللى اخدته ؟ ولا مبروك انى صدقتك ؟!
فرك وجهه بعصبيه وغمغم بخفوت :
– يارب عدى الليلة دى بقي
وقال ببرود مسطنع:
– اديكى عرفتى ،وطلعت حاجة ما تحلميش بيها
قضبت وجها وبدت مستعدة للهجوم وقالت بإنفعال :
– ما كا نش فى احلامي ،لانى ما كنتش عايزة اتجوز كداب وخاين
علت علامات العجب على وجهه وقال بفتور:
– خاين ..ما تحسبى على كلامك …يا بنت انتى …ايه خاين دى كمان احنا لسه متجوزين من ساعات لحقت اخونك امتي مع المأذون
اجابت وهى تتعقد ذراعبها امام صدرها بضيق :
– حنين ..مش محتاجه اجرب انا عارفه ..انكواكلكم خايين زى بعض
هتف بعجب مصحوب بإستخفاف :
– كلنا زى بعض ..وانتى كان حد قالك تجربينا كلنا
صاحت بإنفعال :
– احترم نفسك ..انا اشرف منكوا كلكم
تحرك نحوها ببطء وقال بسخريه
_اه عشان كدا جوز خالتك زقك على طول ، مفكرش حتى يسال عليا يا شيخة دا ما صدق وقال يسترك بدل ما يقتلك
_بلعت اتهامه بضيق ،فهو لا يعرف كم سبب جعلها تحت براثنه الان
استرسل اياد وامسك كتفها بقسوة :
– بقولك ايه …الليلة اصلا من اولها ملخبطه استهدى بالله كدا وخليكي زى العرايس الحلوين وتعالى نتعشى ،وبعدين نتأكد من الموضوع دا
فهمت على الفور مقصدة وسحبت ذراعها من يده بعنف وقالت بحدة :
_ ما بنى على باطل فهو باطل
نظر لها بحيرة واجاب بلا مبالاه :
– يعنى ايه ؟
اجابت هى بثبات :
– يعنى انت ما لكش حقوق عندي !
رفع حاجبيه فى دهشة وركز نظراته على عينها التى تسحره بقوة الان وهتف بتعالي:
– انتى بتقوالى ايه ؟ انتى عارفه انتى فين انتى ؟
وانا ابقي مين ؟
لم تجبه وبدتت مصره على اقوالها
فانفعل هو وهدر بضيق :
– اقولك انا ،انا جوزك شرعا ،وقانونا، وانتى فى بيتى
تشنجت قسماتها رافضة ما يقوله
تشنج هو بعنف وكور يده فى غضب :
– انتى عرفتى انا ابقى مين واقدر اعمل ايه ،فأرجوكى ما تخليناش نلجأ لطرق مش هتعجبك و مش من مصلحتك تتحديني على فكرة
– وانت مش هتلمس منى شعرة ولو كان اخر يوم فى عمري ،قالتها بإصرار عجيب
حرك راسه يمينا ويسارا وهو يفك الببيون بضيق وبدى اكثر ارهاقا ولا يريد المجادله:
-ماشى …ماشى الصبح نتفق ، غيرى هدومك و روحى حضريلى حاجه اكلها عشان جعان
تعجبت حنين من ردة فعلة الغير متوقعه ومن هدوئة الحذر
جلس على الاريكه بتعب وزفر تنهيدة حارة :
– آآآآآه ،ثم اغمض عينيه وضع طرف اصبعه عليها بتعب
ظلت هى ثابته تحدق به بذهول
فتح عينيه فجأه ليجدها تحدق اليه ببلاهه رفع حاجبيه بدهشه
– فى حاجه ؟
فاقت من شرودها :
– هااا لا ،،ااا……ااااا …فين الاوضة
اشار بطرف بنانه على نهاية الممر
لتمسك ذيل فستانها وتمشى نحو الغرفه ……..
غرفة ورديه حالمه سرير ابيض كبير مرآة ودولاب غرفة متناسقة الالوان يبدوا عليها الذوق العالى
اتجهت نحو المرآه لتخلغ عنها طرحة حجابها المزينه وتضعها جانبا
……………..ّ………….
فى الخارج
خلع هو سترة وجلس علي الاريكه ومدد قدمه على الطاولة المقابله لها ،شرد ذهنه فى كل ما حدث وما سيحدث كان يريد هدوء لا اكثر لمراجعة حساباته وتعديل أوراقه من جديد وماذا سيفعل
حرك راسه بضجر وهتف بتساؤل :
– تؤ اتاخرت ليه دى كمان
كانت حنين تحاول ان تصل الى سحابة الفستان الخلفيه ،ولم تسطتع ابدا ،فكرت فى تمزيق الفستان ولكن كان صعب فقماشته متينه هتفت بصوت منخفض فى ضجر :
– ييوووو انا هستني البت فرحة الصبح لما تيجى تفتحها بقى
ناد اياد بصوت عالى من خارج الغرفه :
– خلصي ،عايز اكل
وضعت يدها على رأسها لمحاولة الوصول الى فكرة ،وزاغ بصرها فى الغرفه الى ان توصلت الى الفكرة الضائعه
فتحت باب الغرفه بقدر بسيط ونادت :
_لو سمحت …لو سمحت
وقف على اول الطرقه وضعه يدا على يد بضجر :
– نعم ..ليا اسم على فكرة
تعلثمت بتوتر :
– ما فيش مقص ؟
اجاب هو بفتور :
– لا ما اعتقدش ..وخلصي عشان جعان ..وعايز انام!
وجدت حنين انه لا مفر من ذلك ويجب عليها اطاعته وتنفيذ ما يريد بهدوء ولا تثير غضبه حتى لا يعاملها بسوء او يطلب اكثر من ذلك
خرجت من الغرفه واتجهت نحو المطبخ وامسك بذيل الفستان الطويل بيدها
فقد كان المطبخ اميركانى مكشوف الى الصاله
راقب اياد حركاتها المتوتره والمتعثره وكتم ضحكاته الساخرة وارتسم الجمود :
– الاكل عندك فى التلاجه جاهز ع التسخين
دارت فى المطبخ بحثا عن الثلاجه وكان فستانها عائق كبير لحركاتها
نهض اياد واتجه نحو طاولة الطعام وجلس يراقبها بإهتمام وكأنه يتابع مشهد كميدى حي فالان فهم لما كانت تريد مقصا
انهت التسخين وبدأت فى غرف الطعام فى الاطباق واتجهت نحو السفرة بحركات ثقيلة متخبطه من ذلك الفستان الثقيل الذى ينشبك فى كل الاثاث بينما هى تمضى ، تعثرت خطواتها واوشكت على الوقوع
فكانت يد اياد سابقه وحائل بينها وبين الارض اذا توقع ذلك من قبل
لوى فمه بسخرية :
– اسم الله عليكى
خجللت من قربه المفاجئ محاصرته لها بذراعيه فإنسحبت من احضانه ،لتنجز عملها وتكمل رص الاطباق وتوارى عن ناظرته المحاصره لها ،بينما هو عاد الى الطاوله موليا اهتمامه لها
حتى عادت من جديد ووضعت اخر طبق الى السفرة وزفرت بارتياح
وبدون اى مقدمات امسك اياد بخصرها وجذبها نحوه وأرغمها على الجلوس على ركبتيه ,, تلاشت المسافة بينهما اربكها اما هو بدء غير مبالي وعلا ملامحه الجمود
و تلوت بين ذراعيه محاولة لنهوض فكانت قبضته محكمه صاحت هى بضيق :
– سبنى …
امسك الشوكة دون اكتراث وغرسها فى احد الاصناف وقدمها الى ثغرها تململت بضيق و هى تحاول التخلص من يده وهدرت :
– مش عايزة
ابتسم اياد وهو يقدم ما بيده على ثغرها وقال بخبث :
– ما بعرفش اكل لوحدى ،انتى مفكرة انى مقعدك على رجلى لى ،وغمز بطرف عينه وقال هامسا
– ولا انتى مش جعانه
كان شعورالقشعريرة يسرى بداخلها اثر دونه الى هذا الحد وصوته الناعم وايحائاته المربكه
التى جعلتها تلتهم ما في يده بتوتر حاد
راقب اياد حراكات وجهها بتأمل وبابتسامة صغيرة فكان رؤيتها عن كثب يحلو له ويثير داخله احاسيس رائعه
سحب الشوكه وغرسها فى صنف اخر وقدمها نحوها مرة خرى
هتفت بضجر :
– شبعت
اجاب ساخر :
– ازاى ؟بأكل عصفورة !
– شبعت سبنى اقوم لو سمحت
اجاب بغير وضوح :
– لما اشبع انا
تململت من بين يديه وهتفت بضيق
– وانا مالى ما تاكل
اقترب اكثر منها ونظر فى عمق عينها وبإيحاء شديد :
– مــش …عـــارف !
شعرت حنين الان بالخطر وحاولت التملص من قبضته بكل قوة فجذبها نحوه وعاد الى عدم اكتراثه بها ليدفن شعوره بالارتباك امامها فى اعماقه ويبدى النقيض تماما
اقترب منها اكثر وحاصرها بين ذراعيه ،ليأتى بصنف اخر من بعيد لتضيع المسافة بينهم ويلتصق اكثر بها
دفعتها بكلتا يديها بعيدا وتأفأفت بضيق
– ابعد وسبنى بقى ،وحاولت القفز من على قدميه
ولكن هو باغتها بحركة سريعه وجذبها نحوه بكل قوة وبجرءة اكبر من الماضية وضع يده على ظهرها وضمها بقوة اليه وقبلها قبلة طويلة عميقه شلت حواسها واوقفتها المقاومه وجعلتها فى عالم اخر وعرفت نوعا جديد من الخطر من وجودها معه الا وهو انها لن تقاومه ولا تخفى انجذابها نحوه
ابتعد عنها بصعوبه واغمض عينه بقوة وكأنه كان فى عالم مسحور …وبهدوء شديد دفعها للقيام
كانت فى حالة استسلام وهدوء ودهشة لقد تذكرت انها لم تفلت من يده
وكان اياد مثلها ينظر الى عينيها فقط فى حالة من التخبط
كاالدومه تجذبه بلا مقاومه
التفت لتحرك من جوارة حيث بدء وقوفها غير معلل سوى انه دعوة للمزيد
امسك اياد يدها فى سرعه ،وخفق قلبها بشدة ونظرت نحوه
ارتسم هو ابتسامه جذابه وتحدث برقه :
– ايه ما فيش شكرا ؟
انعقد حاجبيها بتساؤل …وحركت راسها بعدم فهم
اتسعت ابتسامته على خفة يده :
– ع السوسته ،وغمز بطرف عينه فكتهالك
فرغ فم حنين بدهشة واحمر وجهها خجلا وركضت نحو غرفتها فى سرعه فى تساؤل كيف
كيف انها لم تشعر
وهى تشعر الان ببرودة ملحوظه فى ظهرها
تاكد الان شكوكها نحوة فهو محترف فى الاحتيال وكما يقولون يسرق الكحل من العين وعليها ان تضع عينها فى منتصف راسها اغلقت بابها بالمفتاح وتاكدت من ذلك بمحاولة فتحة مرة اخرى فٱطمئن قلبها بأنها الان فى امان
خلعت عنها الفستان وفتحت دولابها واخرجت بعشوائيه دون نظر منامه زرقاء وارتدتها
اتجه نحو غرفتها فى الرواق وحاول فتح الباب ولكنه موصد من الداخل
هتف بنبرة عدائيه :
_يابت الــ….بس اما اشوفك الصبح
!!!!………………………….ّ………………
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية علي ذمة عاشق ) اسم الرواية