رواية مغامرات إلى عالم الأساطير (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم وفاء هشام
رواية مغامرات إلى عالم الاساطير الفصل السابع 7
7
مر يوم الجمعه عليهما
*يوم السبت *
ذهبت إسراء إلى الجامعة وحضرت المحاضرات خاصتها
قامت بعدها بزيارة مروان فى المستشفى
عندما دخلت غرفته وجدته نائماً على سريره وجهاز تنفس صناعي متصل له
إسراء بفزع وهى تسأل الممرضه: هو ... هو إيه اللي حصل؟
الممرضه بأسف: حصل تراجع مفاجئ فى حالته وحصله ضيق شديد فى التنفس فحطناه على جهاز تنفس صناعي
إسراء بحزن وهى تنظر إليه: طب هو عامل إيه دلوقتى؟
الممرضه: حالته أحسن من إمبارح الحمد لله بس لسه محتاج يفضل على الجهاز علشان ضيق التنفس اللي عنده
أومئت إسراء رأسها بهدوء، انهت الممرضه عملها وخرجت من الغرفه
سحبت إسراء الكرسي ووضعته بجانب السرير وجلست عليه بهدوء
إسراء بحزن: إيه اللي حصل بس يا مروان كنت كويس إمبارح، ولا يمكن دا بسبب الكتاب؟ أنا مبقتش فاهمه حاجه
أمضت معه إسراء بعض الوقت ثم عادت إلى منزلها
الأب: مروان أخباره إيه يا إسراء؟
إسراء بحزن: حصل تراجع فى حالته يا بابا وحطينه على جهاز تنفس
الأم: لا حول ولا قوة إلا بالله دا كان كويس يا بنتي
إسراء: مش عارفه إيه اللي حصل يا ماما أنا مستغربه بس الحمد لله على كل حال وربنا يقومه بالسلامه
الأب: يارب يا بنتي جهزي نفسك بكرة علشان هنروح لقسم الشرطة علشان نعمل محضر عدم تعرض ليكى ولمروان
إسراء: وسليم؟
الأب: والده راجل محترم واعتذر عن اللي عمله ابنه وحتى اتحايل على والد مروان علشان يتكلف بمصاريف المستشفى لحد ما مروان يخرج
إسراء: بجد كنت فاكراه هيقف جنب ابنه
الأب: يا بنتي صوابعك مش زي بعضها وكمان الناس مش زي بعضها
إسراء: الحمد لله، عن إذنكم هخش أغير هدومي
دخلت إلى غرفتها بحزن وهي تجلس على السرير وتتذكر ما حدث فى آخر مغامرة، تتذكر ما قاله مروان وكم عانَ فى صغره وكم كانت تشعر بألم فى قلبها وهي ترى دموعه
ألقت نفسها على السرير وهي تغمض عينيها بألم نزلت دموعها على خديها أخذ صوت أنفاسها يعلو وشهقاتها كذلك، التقطت وسادتها ووضعتها على وجهها وهي تصرخ من الألم
مر أسبوع ومروان فى المستشفى وحالته تتحسن وإسراء تذهب إلى الجامعه وتعود إلى منزلها بهدوء، لم تظهر أي مغامرة جديدة، هل يشعر الكتاب بهما؟
إسراء بمرح: إيه ياعم دا كله ما أنت زي القرد أهو
مروان بإبتسامة: الله أكبر محدش هيجبني الأرض غيرك
إسراء: حمدالله على السلامه يا مروان
مروان: الله يسلمك
عمَّ الصمت المكان لبعض الوقت إلا أن قرر مروان قطعه
مروان: شايفك زعلانه
إسراء: لا مفيش أنا كويسه مش زعلانه
مروان بتردد: هو .. إحم ... هو إنتي وافقتي على العريس؟
ابتسمت إسراء وهي تحرك رأسها بالنفي
ظهرت إبتسامة واسعة على فم مروان لم يستطع أن يمنعها
إسراء بضحك على حاله: فى إيه يا ابني أنت مبسوط ولا إيه
مروان بدون وعي: جداً
إسراء: إيه!
مروان: إحم أقصد يعنى ربنا يرزقك بالخير
اكتفت بالإبتسام وهي تومئ برأسها
مروان: موضوع سليم؟
إسراء: بابا ووالدك خلصوه وكل حاجه بقت تمام وعملنا محضر عدم تعرض ووالد سليم إعتذر عن اللي حصل
أومأ برأسه موافقة على ما حدث
إسراء: مفيش مغامرة جديدة؟
مروان: مفيش حاجه حصلت من ساعة آخر مرة
إسراء: هو الكتاب فين؟
مروان بتذكر: حطيته فى الدولاب اللي هناك دا فى الشنطه بتاعتي
نهضت إسراء وتوجهت إلى الخزانة وقامت بفتحها وأخذت الحقيبه
فتحت الحقيبه وأخذت الكتاب ثم وضعتها مكانها مرة أخرى بعد إغلاقها
ذهبت وجلست مرة أخرى على الكرسي وهي تفتح الكتاب
إسراء: أهي السحليه الأخيرة اللي هزمناها
لم يستطع مروان إمساك نفسه عن الضحك
إسراء بضحك: اه بجد فى حد عنده راس مليانه تعابين كدا
مروان: مش قادر كفايه
إسراء: خلاص خلاص
مروان بهدوء: إسراء
انتبهت له فحمحم وهو يحك عنقه بتوتر ثم قال: بالنسبه للكلام اللي قلته فى الكهف يعنى ... هو
ابتسمت على توتره وقالت: ما تخافش سرك فى بير
ابتسم بهدوء وقال: شكرا يا إسراء أنا مش عارف أقولك إيه بجد
وضعت إسراء يدها أسفل ذقنها وهى تفكر ثم قالت مسرعة وهى تترك الكتاب: قولى رأيك فى الكيكه اللي عملتها
اعتدل مروان فى جلسته وقال بفرح: إنتي جايبالي كيكه!
إسراء وهى تخرج علبه من حقيبتها: اه عملتها امبارح وقولت لماما إني هعين حته واجيبهالك
ابتسم مروان: أكيد هتبقى حلوة
نظرت له وابتسمت ثم أخفضت رأسها بخجل
أخذ مروان العلبه وبدأ يأكل وهو يُبدي إعجابه بعد كل قضمه
كانت والدت مروان تقف عند باب الغرفة وهي تنظر إليه بإبتسامة رضا فهي لم تره سعيداً هكذا من قبل، بل لم تره يتحدث إلى أحدهم من قبل وبالأخص فتاة!
جاء والد مروان من خلفها وقال: إنتي واقفة كدا ليه
انتهبت له وقالت: شوفت مبسوط إزاي أنا عمري ما شوفت ابني مبسوط كدا
الأب: فعلا تفتكري البنت دي هي السبب؟
الأم: أنا مش شايفه غير كدا
ابتسم الوالد وهو ينظر تجاههما
إسراء: ودي يا سيدي كل محاضرات الأسبوع
مروان: بجد شكرا مش عارف أقولك إيه
إسراء بنفي: متقولش حاجه ذاكر بس كويس علشان فى إمتحان آخر الشهر
مروان: تمام
إسراء وهي تنهض: لازم أمشي بقى
مروان بسرعة: خليكي شويه
إسراء بتوتر: ا...إيه!
مروان بخجل: احم أقصد يعنى
تدخل والد مروان الذي دخل إلى الغرفه: إزيك يا بنتي عامله إيه
إسراء بإبتسامة: الحمد لله يا عمه أنت عامل إيه
الأب: الحمد لله، تعبينك معانا
إسراء: ولا تعب ولا حاجه بالعكس دي أقل حاجه أقدر أعملها
الأب: ربنا يباركلك يا بنتي هتروحي ولا إيه
إسراء: أيوة علشان متأخرش
ثم التفتت إلى مروان وقالت: هاجي الأسبوع اللي جاي إن شاء الله علشان أديك محاضرات الأسبوع
مروان: شكرا
إسراء: لا شكر على واجب، السلام عليكم
الإثنان: وعليكم السلام
رحلت إسراء ومروان ظل ينظر إلى الباب وابتسامة مرسومة على وجهه
الأب: احم ... إحنا هنا
نظر مروان إلى والده بتوتر: أهلا يا بابا
ضحك الأب بشده: أهلا يا ابني أهلا
ضحك الإثنان معا وشعر مروان بفرحة بداخله وخصوصا أن إسراء رفضت ذلك الشخص الذى تقدم لخطبتها
عادت إسراء إلى منزلها ودخلت غرفتها وهي سعيدة جداً وتحتضن حقيبتها بسعاده لا تعرف سببها أو ربما تعرف ولا تريد الإعتراف لنفسها
بدلت ملابسها وصَّلت فرضها وجلست على مكتبها
أمسكت القلم وبدأت بالكتابة فى مفكرتها
"لا أعلم ما الذي يحدث معي ولكنني أعلم أنني سعيده، متى حدث كل هذا لم أكن أظن أنه هكذا، دحيح الدفعه هذا ما كان يُطلق عليه وسمعت عنه الكثير من الأقاويل ولكنه يبدو مختلفاً عن قرب، يبدو طيباً حنوناً ووسيماً هذا ما لم أسمعه من أي فتاة فى الجامعة، الجميع يتجنبه ولكن هذا يشعرني بالسعادة على الأقل هو سيكون .... سيكون لي وحدي *تركت القلم ونظرت إلى الفراغ وابتسمت ثم أمسكته وأكملت* عيناه السوداوتان لم انتبه لهما إلا فى المغامرة عندما ينزع نظارته الطبيه، شعره البني الكثيف الذي يظهر ممشطاً للخلف وهذا أيضا فى المغامرة على عكس الطبيعي بدا حقا وسيماً، طوله جيد ومناسب فالفرق بيني وبينه سبعة سنتيمترات
بدأت أفكر هل هذا الكتاب حقا لعنة ولو كان كذلك فهو بالنسبة لي أجمل لعنة على الإطلاق "
أغلقت المفكرة وأحتضنتها وهي تبتسم بسعادة
مر شهر بدون أحداث ولم ينقلهما الكتاب إلى أية مغامرة جديدة حتى نسيا أمره تقريبا، كانا يدرسان بِجِد لأجل الإختبار فى نهاية الشهر حتى جاء الموعد وتم على خير
إسراء: حليت كويس؟
مروان بإنتباه: إسراء إزيك
إسراء بإبتسامة: الحمد لله وأنت عامل إيه
مروان: بخير الحمد لله عملتي إيه فى الإمتحان؟
إسراء: تمام كويس وأنت
مروان:الحمد لله، شكرا على المحاضرات بجد مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه
إسراء: أنا معملتش حاجه
مروان وهو يضع يده على عنقه: هو إنتي مروحه؟
إسراء: اه فى حاجه
مروان: هو ينفع أوصلك؟
إسراء بإبتسامة: آسفه يا مروان مش هينفع
مروان بإحباط: خلاص ماشي خلي بالك من نفسك
إسراء: متزعلش مني والله أنا ...
مروان وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا: لا متعتذريش إنتي صح أنا آسف يلا سلام
إسراء: سلام
عاد مروان إلى منزله وسلم على والديه
دخل غرفته وبدل ملابسه وصلى فرضه ثم جلس على مكتبه
بدأ يخرج كتبه من الحقيبه ولاحظ أن هناك ضوء يخرج منها
مد يده وأخرج الكتاب الذى نسى أمره تماماً
قام بفتحه على صفحة معينه ووجد مكتوب الآتى...* مشط شعرك للخلف*
مروان لنفسه: إيه دا
وجد كتابة تُكتب مرة أخرى *هكذا تبدو وسيماً *وظهر رسم لوجه مبتسم يقوم بالغمز
ضحك مروان وهو يقول: إيه الكتاب دا
ثم ابتسم بهدوء ونظر إليه وهو يقول: عارف أنا كنت بقول عليك لعنة بس بعد اللي حصل أنا بشكرك، المغامرات اللي روحتها معاها والحوار اللي دار بينا كان أجمل حاجه حصلتلي بس عارف أنا خايف من حاجه خايف دا كله يطلع حلم خايف أصحى فى يوم ملقهاش ملاقيش أكتر شخص أمنتله وحكيتله على اللي جوايا، بتمنى بجد أن كل دا ميكنش حلم علشان ... علشان حبيتها
بعد مرور أسبوع ظهرت كتابة أخرى وكان تاريخ المغامرة القادمة فى الثامن من شهر ديسمبر
جهز كل واحد منهما حقيبته وانتظرا الإنتقال
تم الإنتقال فوجدا نفسيهما فى
إسراء بصراخ: صحرااااااا
مروان: صحرا وعند مقبرة فرعونيه حاجه حلوة
إسراء بصراخ: حلوة! حلوة!
مروان بضحك: كفايه يا بنتي يلا قدامى
سارا معا تجاه المقبرة وعندما وصلا إليها وجدا باباً كبيراً مفتوحاً فى الأرض ويصدر منه ضوء ساطع
دخلا بخطوات قلقه وعندما أصبحا بالداخل انغلق الباب خلفهما، نظرا إليه بفزع ثم أُنير الطريق أمامهما بواسطة مشاعل كانت موجودة على جانبي الطريق
تقدما بقلق وهما يجهلان ما الذي سيواجهانه
إسراء: ما تفتح الكتاب شوف عايز إيه
مروان وهو يمسك الكتاب: شكله تاج، تاج الملك اللي مدفون هنا
إسراء: بس مين الملك دا؟
مروان: مش مكتوب هنا
إسراء: طب مش بيحذرنا من أي حاجه
مروان بضحك: الكتاب دا مش بيحذرنا غير لما المصيبه تيجيلنا
إسراء بموافقه: فعلا والله
سارا قليلا حتى وجدا جداراً ضخماً عليه رسومات وكتابات فرعونية ووجدا فيه أشكال لحشرات وأماكن لها على الجدران مثبته بعنايه
إسراء وهى تبلع لعابها: أنا شفت الأشكال دي فين قبل كدا؟
مروان وهو يتفحصها: مش فاكر أنا برضه حاسس إني شوفتها
إسراء وهى تتراجع إلى الخلف بخوف: مروان الحشرات دى شوفتها فى فيلم The mummy
مروان وهو يبعد يده: اللي دخلت فى إيد الممثل بعد ما شالها من مكانها وكان فاكر إنها مجوهرات
إسراء: أها
فتح مروان الكتاب وهو يقرأ: انتبها من الجعران المصري
نظر إلى إسراء ثم إلى الجدار، بدأت هذه المنحوتات تتفتح وتقع القشرة الخارجيه وتخرج الحشرات من مكانها
مروان بصراخ: أجرى
ركض كل منهما بفزع، كان مروان يركض بصمت أما إسراء فتبعته وهي تصرخ
•تابع الفصل التالي "رواية مغامرات إلى عالم الاساطير" اضغط على اسم الرواية