Ads by Google X

رواية سجن العصفوره الفصل الثامن 8 - بقلم داليا الكومي

الصفحة الرئيسية

 رواية سجن العصفوره (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم داليا الكومي

رواية سجن العصفوره الفصل الثامن 8

الفصل الثامن
بعد يومين هبة تحسنت كثيرا واستاطعت النهوض من فراشها بمفردها..الممرضة التي كلفها ادهم بخدمتها لم تتركها 
لحظة واحدة حتى وقت النوم كانت تنام في غرفه الصالون الملحقة بغرفتها...لم ترة مجددا منذ يوم العملية لكن اسمة كان يتردد دائما...ادهم البسطاويسى 
اكتشفت انة شخصية مسيطرة جدا والجميع يخشاة ويحترمة ...كانوا دائما يتحدثون عنة...عن قوتة وقوة قرارتة لكنهم ايضا كانوا يتحدثون عن انسانيتة ومساعدتة للجميع....
اكتشفت انة استدعى افضل طقم جراحة في المستشفي لمعاينتها وكانوا في انتظارها عند وصولها بالاسعاف ...في دقائق تجمع افضل طاقم في المستشفي بدون نقاش ....اوامر ادهم لا نقاش فيها... 
سألت نفسها مرارا عن مدى معرفة العاملين في المستشفي بعلاقتها بأدهم..؟..لم يتجرأ احد منهم عن سؤالها عن علاقتها بة وهى ماذا تستطيع القول .... 
في مرور الطبيب الصباحى عليها اليوم سمح لها بالخروج مع تعليمات مشددة بالراحة لمدة اسبوع هبة ضحكت في سرها بسخرية مريرة من وضعها...- راحة هو انا عندى غير الراحة...؟ 
بعد ان قرر الطبيب خروجها فوجئت بحضورالماس الي المستشفي فهى لم ترها منذ ان تركتها قبل العملية ... الماس احضرت لها حقيبة كبيرة ممتلئة بملابسها مما اثار دهشة هبة .. - لية الغيارات دى كلها يا مدام ...انا هخرج علي البيت مش هحتاجهم......الماس هزت كتفيها وقالت بروتنية ....- اوامر ادهم بية
هبة سألتها بدهشه ....- ادهم طلب منك تجهزى شنطة كبيرة لية وتجبيها المستشفي ؟؟؟؟ طيب قالك هنمشي امتى ؟
اكملت لنفسها...هرجع امتى لسجنى...؟

لدهشتها الماس قالت ....- ادهم بية بلغنى انى احضرلك الشنطة واساعدك تلبسي ومقالش اي حاجة تانية
الماس جاسوس ادهم وخادمتة المطيعه تنفذ تعليماتة حرفيا.... وبالطبع لن تسألة عن المزيد من المعلومات مالم يعطيها اياها بنفسة ...هى فقط تنفذ
هبة جلست تنتظر بملل..اخيرا الماس تلقت اتصال علي هاتفها.. - ايوة يا فندم هي جاهزة
المكالمة انتهت ...كلمات موجزة انهت المكالمة وحددت مصيرها...وهاهى مستعدة ... مستعدة للعودة للسجن...احست بالظلم ...مرضها عظم من احساس الظلم والقهر لديها ...ستعود لشقتها مريضة وحيدة وسجينة ...
هبة انتظرت اتصال اخر من السائق كالمعتاد ...لكن ماحدث اذهلها. . طرق خفيف علي باب غرفتها تبعه دخول ادهم بنفسة للغرفة واشارتة لالماس بالخروج... الماس خرجت فورا...
ادهم تعمد الحديث بجدية ..كلامة كان خالي من اي تعبير... - الافضل في الفترة الجاية انك تفضلي في بيتى...صمت للحظات ثم اكمل 
فترة النقاهة بتاعتك محتاجة عناية ومكان مفتوح فية جناين وهوا نضيف الشقة بتاعتك مش مناسبة.. 
هبة لم تحاول الاعتراض.... المرض والوحدة ارهقوها ...فهى تحتاج الان للشعور بالحماية .. بالامان والا سوف تجن ...الوحدة في ظل ظروفها الحالية غير محتملة...هو قال فترة نقاهة ...فليكن ستقبل بعرضة ..ستخرج من سجن صغير لسجن اكبر ...لكنة كان العرض الوحيد المعروض عليها
هبة تجنبت النظر الية وهزت رأسها بالموافقة...موافقتها السهلة اذهلتة وكأنة كان مستعد لجدالها ...عينية اتسعت بصدمة ولكنة تمالك نفسة بسرعة
و ضرب الجرس فوق سريرها...اقترابة منها ارسل ذبذبات في كل جسدها قلبها خفق بعنف....الممرضة دخلت بكرسي متحرك وساعدتها علي الجلوس علية ...الماس دخلت وتناولت حقيبتها المعدة مسبقا... اما ادهم فغادرغرفتها دون اضافة المزيد من الكلام...

الممرضة دفعت الكرسي بلطف واوصلتها الي سيارة فان سوداء مفتوحة السائق تناول الكرسي من الممرضة وادخلها بالكرسي في السيارة في مكان مخصص للكرسي ...السيارة مصممة لاستيعاب الكرسي المتحرك الممرضة والماس ركبوا بجوارها في الخلف ..السائق سحب الباب واغلقة ثم انطلق الي وجهة مجهولة...
جميع نوافذ السيارة كانت تحمل زجاج بلون اسود داكن وايضا مغطاة بستائر سميكة .... السيارة مريحة وسريعة تليق بالمليارديرادهم البسطاويسى ومرضى مستشفاة الفخم
هبة اغمضت عينيها واسندت رأسها علي النافذة الصغيرة بجوارها واستسلمت للنوم .... 
لم تشعر بالوقت ولم تتمكن من معرفة المدة التى قضتها السيارة منذ ان غادرت المستشفي ...صوت باب السيارة وهو يفتح ايقظها من نومها ...منذ عمليتها وهى دائما بحاجة للنوم ... 
بنفس الروتين السابق..السائق ساعدها علي النزول من السيارة وسلم الكرسي وهى مازالت لم تغادرة للحظة الي الممرضة المنتظرة ... وصلوا امام باب حديدى ضخم مزخرف بالزجاج الملون....فتاة شابة في تايور اسود رسمى منقوش علي جيب الجاكت العلوى اسم عبير.. استقبلتهم واوصلتهم لمصعد داخلي.... هبة بدأت تستوعب مكانها ...السيارة اوصلتها حتى باب سفلي في قصر كبير من الداخل...استنتجت انة يؤدى الي موقف للسيارات تحت الارض والمصعد يرفعهم حتى القصر نفسة...
الفتاة ذات اليونيفورم الاسود اوصلتهم للطابق الثانى من القصر 
جناح مميز مخصص لهبة وبجوارة غرفة صغيرة للممرضة
عبير قالت لهم بأدب .... - اي حاجة تطلبوها بس اضغطوا الجرس ...انا اسمى عبير وهكون المساعدة الشخصية للهانم..

الكلمة افزعت هبة بشدة ...مساعدة شخصية ...هانم..؟ ... بالتاكيد هناك شيء ما غير مفهوم...
عبير ساعدت الممرضة وارقدوا هبة علي السرير بلطف
هبة سألت عبير....- فين الماس اية حصل ؟
عبير ....- الماس موجودة تحت مع الخدم بس انا اللي هكون مسؤلة عن خدمتك 
عبيرغادرت الغرفة لبعض الوقت وعندما عادت كانت تحمل صينية عليها عصير وشاي وقهوة وانواع عدة من فطائر لذيذة وبعض الحلويات الفخمة التى لم تري هبة مثلها من قبل... 
عبير: اي خدمة تانية يا هانم...؟
عقل هبة الصغير الذى لم يتعود علي مثل ذلك التعقيد من قبل احس بالحيرة...دنيتها كانت محدودة جدا سلطان كان كل حياتها 
هبة هزت راسها ...- لا شكرا
الممرضة فحصتها جيدا ثم اخذت علاماتها الحيوية بالاجهزة العديدة الموجودة في حقيبتها ولاحقا ساعدتها علي الاكل وشرب بعض القهوة ثم قالت ..- وقت العلاج يا انسة هبه ...هبة اخذت علاجها باستسلام ...احست وكأنها دمية يتم تحريكها بالخيوط ...وجميع الخيوط تتجمع في يدة ...في يد ادهم ليحركها كيفما شاء ومتى شاء 
الممرضة امرتها بلطف.. - دلوقتى لازم ترتاحى كويس...نامى شوية وانا هكون جنبك لو احتاجتى اي حاجة رنى الجرس... ثم غادرت وتركتها فريسة لافكارها
ادهم نقلها من سجن لسجن..من سجن صغير لسجن كبير ...ولكن علي الاقل هذا السجن لة حديقة خلابة.. 
هبة تزكرت الحدائق الجميلة التى شاهدتها اثناء صعودها في المصعد الزجاجى ...منظرالحدائق من زجاج المصعد كان خرافي كأنها حديقة سحرية منعشه وكأنها تعيش تتنفس ...كأنها حية... في حياتها لم تري زرع بمثل هدا الجمال الخلاب ... تسألت بدهشة ...- مين الفنان اللي صمم الجنينة الفظيعة دى ...؟ 
قررت زيارة الحديقة عندما تستطيع السير ...التجول فيها يطيل العمر
بعد تفكير طويل غلبها النوم بسهولة كعادتها في الفترة الاخيرة
مر اسبوع منذ يوم عمليتها وثلاثة ايام منذ انتقالها للقصر...ادهم لم يحاول رؤيتها ابدا علي الرغم من انها كانت تعلم بوجودة في القصر...وفي بعض الاحيان كانت تسمع صوتة امام باب جناحها ولكنة لم يدخل مطلقا اليها 
الالم في بطنها خف بدرجة كبيرة واستاطعت المشي بدون مساعدة... تمت معاينتها في الصباح من قبل طبيبها الذى طمئنها ان صحتها اصبحت علي ما يرام وانها تستطيع الحركة بحرية ولكنه منعها من ممارسة الرياضة والمجهود العنيف وابلغها ان الممرضة لم يعد لوجودها ضرورة 
اسبوع كامل وادهم قام بشراء وقت الممرضة ليل نهار كانت مثل ظلها..الممرضة اخيرا تحررت وتستطيع مواصلة حياتها ...سوف تستطيع الخروج ...رؤية عائلتها ...والعودة لعملها مجددا... اما هى فستظل حبيسة 
هبة علمت من الممرضة سهى ان أدهم دفع لها مبلغ خيالي في الاسبوع الذى قضتة في مرافقتها ... اموال ادهم لا تنتهى وهو يسخرها لتنفيذ اوامرة بكل سهولة ...جميع مشاكلة يستطيع حلها بالمال" بالكثير من المال" وهى الاثبات الحى علي ذلك
بعد ان سمح لها الطبيب بحرية الحركة..عبير عرضت عليها نزهة في الحديقة....
يااة اخيرا... هبة طبعا وافقت بلهفة وقبلت يدها لتستند عليها ...عبير ساعدتها علي ارتداء ملابسها ...اختارت لها فستان اخضراللون لة نفس لون عينيها مشطت شعرها الحريري بضربات سريعة من الفرشاة...هبة علمت ان عبير كانت تعمل من قبل في مساعدة الفنانات في اختيار ملابسهم وتمشيط شعرهم وعمل زينة وجوههم "لبيسة كما يسمونها" 
عبير اخبرتها ان ادهم عرض عليها الوظيفة منذ اسبوع وانها وافقت فوراعندما عرفت الراتب الشهري الضخم المخصص لها بالاضافة للسكن والاكل المجانى 
ادهم عرض عليها الوظيفة منذ اسبوع ... تقريبا في يوم دخولها الي المستشفي اوبعدها بيوم ... تسألت والفضول يمزقها ارادت معرفة اذا ما كان ادهم وظف عبير خصيصا لها ام انة كان سيوظفها علي أي حال ...... الاجابة وصلتها فورا عندما اكملت عبير ...
- البية طلب منى يوم ما عرض علي الوظيفة انى اهتم بيكى بس.. يعنى شغلي كلة معاكى ...اساعدك تختاري اللبس اللي يناسبك واجهزلك شعرك ومكياجك...وصيفة ليكى يعنى.. 
بس الصراحة مكنتش متوقعة انك جميلة كدة ...انتى مش محتاجانى اطلاقا اللي اشتغلت معاهم قبل كدة كنت بحولهم تمام ...لمساتى كانت سحرية ... ادهم بية عرفنى عن طريق الفنانة فريدة جمال كنت مساعدتها الشخصية وعرض علي الوظيفة وانا وافقت وبصراحة اكتر ما صدقت .... فريدة انانية وعصبية وكانت بتعاملنى بترفع كأنها اشترتنى ....لو تشوفيها من غير لمساتى مش هتصدقي
كمية المعلومات اللي استقبلتها هبة اكبر من استيعاب عقلها..حاولت ان تحلل المعلومات بالتدريج عساها تتمكن من الاستيعاب ..ادهم وظف عبير خصيصا لها...ادهم علي علاقة بفنانة تسمى فريدة جمال والتى من المفترض انها مشهورة لكن للاسف هبة تجهل تماما أي شيءعن عالم المشاهير والفنانين ...سلطان كان متشدد جدا ورفض دخول التلفازالي بيتهم وبعد موتة هبة لم تتجرأ علي كسراي قاعدة من قواعد حياتها ...من قواعد سلطان...القراءة كانت تسليتها الوحيدة ...كانت تطلب كتب في الفن والتاريخ والادب من عزت الذى كان يرسلهم لها فورا 
ثقافة اكتسبتها من مدرستها الثانويه ...الوقت اغلى من ان نضيعة في التفاهات وهى كان لديها الكثير والكثير من الوقت 
اول علاقة لها بالتلفاز كانت في غرفتها في المستشفي ...ثم في جناحها في قصر ادهم...اذا فكيف لها بمعرفة المدعوة فريدة جمال ؟؟؟
عبيرتناولت علبة مكياج وبدأت في اضافة لمسات بسيطة من المكياج عليها لاول مرة في حياتها تستعمل المكياج ...تحديد عيونها بالكحل الاسود اظهر جمال عينيها واتساعهم وروعة لونهم ...ملمع الشفاة اضاف لمعة لشفاها الوردية.....
هبة شاهدت نفسها في المراة واندهشت من التغييرالكامل في منظرها من شعرها لفستانها لوجهها....تقريبا لم تتعرف علي نفسها ...بلمسات بسيطة غيرتها عبير بالكامل...اصبحت هبة جديدة اجمل واكثرغموض وجراءة 
عبير امسكت بذراعها برفق وقادتها الي الباب ....- نبدأ التمشية ؟
هبة هزت رأسها بالموافقة وهبطت معها الي الحديقة فهناك سوف تستمتع بمساحة حرية اكبر ولو لفترة مؤقتة...

  •تابع الفصل التالي "رواية سجن العصفوره" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent