رواية نهج الغرام كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية نهج الغرام الفصل الثامن 8
نزلت الكلمات كالصاعق الكهربائي على رؤوس الحاضرين فقال وجيه بصدمة:
-انت بتهزر صح؟
رفع مروان إحدي حاجبيه وهو يقول ببرود :
-وانا من امتى كان ليا هزار معاك يا وجيه ؟ بس وماله احب جدا اثبتلك أنه مش هزار
ثم اخرج ورقة من جيب سترته ليعطيها للمأذون:
-اتفضل قسيمة الجواز وحضرتك ممكن تتأكد منها
اتسعت عيني المأذون بذهول:
-معقولة! دي من 4 سنين..ازاي حضرتكم كنتو عايزين تكتبوا كتاب واحدة متجوزة
نهض الجد وهو يضرب بعصاة الغليظة بعنف وهو يقول بغضب :
-4 سنين يا شكري؟ مجوز بنتك من 4 سنين ومن ورانا
-عشان كده كنت بتتحجج مفيش جواز غير لما بنتك تخلص كلية..وفي الاخر تطلع مستغفلنا
شكري بتبرير:
-ده جواز على ورق بس صدقوني
صرخ والد وجيه بغضب شديد امرا مروان بهمجية:
-و دي تفرق في ايه؟ ما هي هي..اسمع..انت لازم تطلقها وحالا
أستدار مروان ينظر بتهكم إلي والد وجيه ..وهو يشعر بشرارت تنبعث من جميع من حوله :
-معلش متعودتش اخد أوامر من حد..واضح ان انتوا فهمتوا غلط..انا جاي اخد مراتي..عشان قررت اني أعلن جوازنا بعد أسبوع من دلوقتي..وهي اللي تحدد إذا كانت عايزاني أطلقها ولا لأ..ومعتقدش أنها عايزة كده
ثم نادى عليها بصوت عال وهو يقترب من السلم الذي تقف في منتصفه:
-ميرااا
انتفضت ميرا من نبرته القوية فردت بصوت ضعيف:
-نعم
نظر مروان إلي ميرا بقوة يتحدى الجميع:
-هتيجي معايا ونعلن جوازنا ونرتب لفرحنا؟ ولا هتتطلقي وتتجوزي وجيه؟
اقترب وجيه منه بعنف وهو يصرخ به :
-مستحيل..ده على جثتي أنها تروح معاك
تجاهله مروان ببرود وسألها مرة أخرى :
-ها قولتي ايه يا ميرا مسمعتش؟
تحدث والد وجيه بسخرية :
-ما تقول حاجة لبنتك..ولا خلاص مبقاش ليك حكم عليها
نظر إلى عينيها بتوجس وقوة وكأنه ينتظر منها ردها النهائي, كان ينتظر منها ردا على كل ما حدث لهم..
رداً على قرارات قادمة مصيرية
فكل شيء كان بيدها ..
نزلت ميرا من على السلم وهرولت إلى والدها وتمسكت بقميصه بخوف وهي تخبره عن ما تريده ومتوقعة منه رفضه، لتتفاجئ به يقول بنبرة اجشة:
-روحي مع جوزك يا ميرا يا حبيبتي…
تجمعت الدموع في عينيها وهمست بضعف وهي تتمسك بقميصه بشدة:
-بابا.. انت مش زعلان؟؟؟
ابتلع غصة ألم في صدره وهو يأمرها بحدة :
-اسمعي الكلام وروحي مع جوزك… انا اللي بقولك يا حبيبتي
تعالت شهقاتها اكثر وهي تقول:
-يعني..يعني حضرتك مش هتبقى زعلان مني؟
رفع وجهها المختبئ في صدره ليحتضنه بكفيه قائلا:
-انا لو زعلان..فده بسبب سكوتي كل السنين دي وخوفي على حاجات كانت ممكن تضيع سعادة بنتي..روحي مع مروان يا حبيبتي..
صاح مروان وهو يسألها:
-مسمعتش ردك أنتِ يا ميرا
أبتلعت ريقها بخفوت وهي تنظر إليه :
-مش عايزاك تطلقني يا مروان
أمسكها مروان من ذراعها بتملك وهو يقول بابتسامة قوية:
-اظن كده الكلام خلص..وانتوا سمعتوا بنفسكم ردها
قال جده بغضب لشكري :
-بس لو بنتك خرجت من البيت ده..وتممت جوازها من مروان..مفيش ورث يا شكري..ولا هيبقى ليك نصيب في حاجة ولا كأن ليك علاقة بينا اصلا..ومن دلوقتي تدور على شغل تاني في اي مكان تاني ده لو لقيت
اومأ شكري برأسه بينما خرج مروان من باب المنزل ومعه ميرا وهو يضمها بشدة لصدره..
صاح وجيه بجنون:
-جدي انت هتسكت على المهزلة دي
قال له جده بشر :
-أبوها اللي اختار..يبقى يتحمل ويوريني بقى نتيجة اختياره وازاي يخدع أبوه..ان ما خليته يندم ويجيلي يترجاني عشان اجوزهالك مبقاش انا
______________
في فيلا مروان..
دلفت بيلار إلى المطبخ قائلة بابتسامة جميلة :
-صباح الخير يا عمتو
أشرق وجه السيدة سعاد على الفور عندما رأت أمامها بيلار .. ولم تتمالك نفسها فمنحتها عناقا أموميا كعادتها معها وهي تقول بحنان:
-صباح النور يا عيون عمتو
لاحظت بيلار العبوس على وجهها قبل أن تأتي فسألتها :
-مالك يا سوسو كنتي مكشرة كده ليه
قالت سعاد بغيظ :
-يعني عاجبك اللي حصل امبارح ده يا بيلا؟ الدنيا كلها اتعكت بسبب مروان وتهوره..ولا ميرا اللي كنت بقول عليها عاقلة الاقيها جاية معاه برضو وموافقة..بصراحة انا مش عارفة اقول ايه بعد اللي حصل ده
بيلار بتبرير:
-عمتو كان لازم ده يحصل بجد..مروان وميرا تعبوا قوي في حياتهم مش كفاية بقالهم سنين بيعانوا من تفكير جدو..وميرا مالهاش ذنب..واللي مروان عملوا كان لازم يتعمل من زمان كمان..دي كانت هتتجوز غصب عنها
أطل الحزن من عيني السيدة سعاد وهي تتذكر علا:
-طيب وعلا يا حبيبتي..ما هو اللي مرضاهوش على بنتي مرضاهوش على بنات الناس..البنت دي ذنبها ايه يتكسر فرحتها
-مروان اكيد هيتصرف معاها متقلقيش انتي..صحيح ياترى بقى الباشمهندس سليم القاضي صاحي ولا نايم وهيأخرنا
ضحكت سعاد قائلة:
-لا هو صاحي من بدري
ثم ابتسمت وهي تقودها نحو مائدة الطعام :
-ويلا بقى تعالي نفطر
ضحكت بيلار وهي تجلس على المقعد قائلة:
-يا عمتو انا خلعت من طنط امل بالعافية ومرضتش افطر
دفعت السيدة سعاد طبق الإفطار نحو بيلار قائلة بلطف :
-لا انا مينفعش معايا الكلام ده..تقعدي تفطري معايا كده على ما سليم وجومانة ينزلوا عشان تروحوا سوا
بعد دقائق دلف سليم إلى مائدة الطعام قائلا:
-ايه ده انتي جيتي..انا كنت هعدي عليكي كده كده..يلا ولا ايه
قاطعته امه قائلة:
-لا لما بيلار تكمل اكل
جلس سليم على أحد مقاعد مائدة الطعام الطويلة بجانب بيلار وهو يقول متذمرا:
– ايه ده احنا متأخرين يا ست الكل، وبعدين احنا مش متفقين نفطر بره في نص المحاضرات
اعترفت بيلار قائلة ببراءة:
-سوسو صممت أفطر دلوقتي
ضحك سليم قائلا:
– لا طالما وقعتي تحت ايد سوسو خلاص..
هبت بيلار من مقعدها :
– الحمدلله ..شبعت
سعاد قائلة بعتاب:
– لا انتي مفطرتيش كويس اقعدي… اكلتك ضعيفة كده ليه
قبلتها بيلار من وجنتها بحب :
– لا يا عمتو انا شبعت الحمدلله..تسلم ايدك
ابتسمت سعاد قائلة بحنان:
-المهم يا حبيبتي مش هوصيكي..اوعي حد يديكي حاجة تاكليها او تشربيها..ولو واحدة صاحبتك منعرفهاش قالتلك تعالي معايا البيت نذاكر ولا عازماكي اوعي تروحي معاها
اومأت بيلار بأدب:
-حاضر يا عمتو متقلقيش
-ولو..
قاطعها سليم قائلا بسخط مصطنع:
-طيب عقبال ما تديها جدول النصايح بتاع كل مرة..هخطفلي ساندوتش
نظرت له بيلار بدهشة
– شوف مين اللي مصمم يأخرنا
ضحكت أمه قائلة بجدية :
-المهم ما تسيبهاش ترجع من الكورس بتاع بالليل لوحدها
غمز بعينه قائلا :
-وانا اقدر اسيبها برضو
بيلار وهي تتذكر جومانة :
-هي جومانة اتأخرت كده ليه؟
سليم بنفي:
-لا جومانة غايبة انهاردة عشان قاعدة مع ميرا..وبعدين جومانة فاشلة اصلا بتروح يوم وتغيب عشرة
-صحيح انتي عاملة ايه في كليتك يا حبيبتي؟
-الحمد لله..سليم هو اللي خلاني ادخلها كتبت كلية “ألسن” رغبة أولى وكمان لما حبيت الإيطالي اختارت اللغة الأولى ايطالي
-ربنا يوفقك فيها يارب
__________
-شروق؟! عاش من شافك
ابتسمت شروق وهي تلتفت إلى سليم الواقف بجانب بيلار :
-ازيك يا سليم
-الحمد لله تمام..ايه يا بنتي فينك كده مختفية؟
-موجودة يابني..بس كنت مفحوتة في الكلية..المهم انت اخبارك ايه؟
غمز لها سليم بانبهار بمظهرها الجديد :
-تمام..لا بس انتي اتغيرتي خالص
-ايه رأيك؟
-لا احلويتي جدا وخسيتي
تمتمت بحماس :
-اصل بقيت بروح جيم وكده
– شاطرة والله
-صحيح انت بتدرب بوكسينج مع مين؟
-مع كابتن رمضان
زفرت شروق بحزن:
-هموت واتدرب معاه..وللأسف مفيش في القسم عندنا في الجيم الخاص بالبنات حد بيدرب بوكسينج للبنات
اتسعت حدقتي سليم بذهول:
-ايه ده يا شيري..عايزة تتعلمي بوكسينج مرة واحدة..طب واللي يخليكي تتدربي؟
-بجد يا سليم؟
التفت إلى بيلار قائلا:
-بجد طبعا.. كنت بقول لبيلا ورافضة
شروق برجاء:
-لا بليز يا بيلا وافقي
زفرت بيلار بضيق :
-شروق ماليش انا في البوكسينج والحاجات دي..انا اخري اروح الجيم العب رياضة خفيفة
شروق بحماس:
-يا بنتي بجد هتتبسطي اوي والله وهتحبيها..عشان خاطري
– ok
هشوف كده.. جومانة مستنياكي فوق
-طيب انا طالعالها
رمقته بيلار بضيق بعد ان صعدت شروق لغرفة جومانة:
-غريبة يعني!
سليم باستغراب:
-هو ايه اللي غريبة؟
تمتمت بغضب حانق:
-انت وشروق..ده انت مكنتش بتطيقها أيام الثانوي وكنتوا عاملين زي ناقر ونقير
قرصها من وجنتيها بخفة:
-يوغتي..حلوة ناقر ونقير دي بقيتي بتعرفي تتكلمي مصري كويس اوي
سحقت أسنانها بحدة قائلة وهي تبعد يداه عنها:
-سليم
سليم بتفكير:
-عادي يعني بس هي كان لسانها متبري منها زمان
– والله ؟ طيب
___________________________
في غرفة جومانة
قالت شروق بحزن:
-يلهوي بجد يا ميرا..قصتك انتي ومروان دي معقدة حقيقي..ده احنا نجيبها يمين تيجي شمال..وكل شوية يطلعلكم مصيبة تبوظها
ميرا بقلق:
-انا بجد خايفة اوي يا شيري..
ردت جومانة قائلة:
– متخافيش يا ميرا اللي عدى ده هو الصعب…وخلاص الحمدلله…اي كان اللي جاي ايه المهم هتكونوا مع بعض
ثم أردفت قائلة بحذر :
-المهم يا ميرا من هنا ليوم الفرح انا مش عايزاكي تضعفي خالص وتكوني قوية كده وتصممي انه موضوع علا ده يكون انتهى..وكمان اوعي تخليه يقرب منك ولا يمسك ايدك
شهقت شروق باعتراض:
-ده جوزها على فكرة يعني عادي يا بنتي
رمقتها جومانة بغضب:
-لا طبعا مش عادي.. انا بقولك لمصلحتك..يا بنتي الراجل لو البنت سمحتله بحاجة قبل الجواز..هيمل منها بعد كده ومش هيبقى متلهف ليها..ف الأحسن ان انتي تديله الوش الخشب
-تفتكري؟
-أيوة يا بنتي الراجل معروف أنه بيفكر بالطريقة دي..مع أول خناقة بينكم هيقولك ما انتي سمحتيلي قبل كده المسك..المهم خدي بالك فاهمة
همست ميرا بأدب:
-ماشي متقلقيش
– متقلقيش ايه انتي هبلة يا بنتي ده جوزك
– ولو جوزها…دي تعتبر كأنهم في فترة خطوبة سريعة يعني بكل احترام
– تمام
بعد مرور عدة دقائق دلف مروان إلى غرفة جومانة بعد ان سمحت له بالدخول :
-ميرا عايزك
نهضت ميرا بهدوء بعد ان خرج مروان:
-حاضر بعد اذنكم يا بنات
وخرجت خلفها جومانة، وقبل أن تدخل غرفة أخيها أحنى مروان رأسه بأسف ساخر وهو يقطع طريقها:
-أعتقد اني قولت عايز ميرا..ماجمعتش والله!
التفتت إليه جومانة قائلة بغضب :
-والله بقى عايزها تتكلم قدامي لكن متاخدهاش أوضتك..مينفعش تقعد معاك لوحدها
-دي مراتي على فكرة
-مش قدام الناس
ضرب بقبضته على الباب بقوة:
-يا حبيبتي الناس كلها عرفت اني كتبت كتابي عليها..وبعدين هو انا هاكلها مثلا؟
-يمكن
ضربها على مؤخرة عنقها :
-جومانة احترمي نفسك..وروحي على أوضتك
ذهبت جومانة إلى غرفتها، إذ فركت مؤخرة رقبتها بغضب، وأغلقت الباب خلفها، ووقفت أمام عتبة الغرفة مكتوفة ذراعيها وصديقتها تنظر إليها كاتمة ضحكتها, فذهب مروان وفتح الباب فجأة، ثم أمسكها بضيق من شعرها وأدخلها إلى غرفتها وأغلق الباب في وجهها بمنتهى البساطة… قائلاً بتهديد:
-على الله المحك خارجة من اوضتك قبل ما ميرا تخرج من عندي..
دخل غرفته مرة أخرى والتفت إلى ميرا التي كانت واقفة بجانب المرآة.. جلس على الأريكة وأمرها بالجلوس، بينما جلست هي على الأريكة الصغيرة في آخر الغرفة.. زفر بغضب قائلاً:
-خير ان شاء الله؟!
ميرا بأرتباك:
– نعم ؟
هتف بنبرة ساخرة:
– هكلمك من بعيد كده ؟؟
هزت رأسها :
– اه انا مرتاحة هنا
-وانا مش مرتاح وأنتِ هنا
كانت تحاول رسم ملامح جدية وابتسم لها.. ثم نهض ولم تتوقف عيناه عن التحديق بها.. اقترب منها بخطوات هادئة وثقة تامة، فنهضت من مقعدها ووقفت قرب الباب..
ابتسم بخفة وتوقف أمامها واقترب منها بسرعة حتى كاد ظهرها يلامس الباب، وكان أمامها بطوله الكبير تكاد تفصل بينهما مسافة بسيطة جداً.. سألها بتوجس :
-انتي خايفة مني؟
– لا طبعا..هخاف من ايه ؟
اقترب منها كثيرًا وكانت عيناها الزرقاء المائلة للخضرة الواسعتان تنظران إليه بقوة زائفة.. قرب وجهه منها ثم أحاط بجسدها متكئاً بكلتا يديه على الباب خلفها.. شعرت وكأن عيناه الزرقاء اخترقتها، مما جعلها تشعر بالارتباك من مدى قربه منها.. كانت تحاول التغلب على هذا التوتر والتظاهر بالقوة، لكنه لم يتوقف.. عن التقرب منها
أعادت جسدها إلى الخلف حتى وصلت إلى الباب..صاحت به وهي تنظر إليه بحدة، وبدأ تنفسها المرتبك يتوتر:
– ممكن تبعد ايدك شوية عني
-ليه؟ قولتيلي من شوية انك مش خايفة مني؟
قال وهو ينظر إلى عينيها ويبحث بداخلهما هل هي حقاً خائفة أم غير قادرة على السيطرة على توترها عند اقترابه منها بهذه الطريقة؟ أم أن هناك من يلعب بتفكيرها؟ بالتأكيد شقيقته او شروق
همست بتلعثم وهي تشير إليه برفض:
-لأ مش خايفة..بس عيب على فكرة
-عيب ايه؟ أنتي مراتي؟
فاقترب بشفتيه من أذنها ليتكلم بصوت يكاد يكون مسموعاً:
-بلاش ترمي ودانك لحد..مفهوم؟
هزت رأسها بدهشة وهي تقترب من الباب خلفها وهمست:
-مش فاهمة
أغمضت عينيها وهي تشعر بأصابعه تلامس خدها.. تتحرك بلطف وبطء.. وهي لا تدرك أين ذهبت قوتها والتحذيرات؟!
همس بتلاعب:
-بس غريبة مكنتيش كده يوم ما كنتي …
شهقت بغضب وهي تضربه بقبضتها على صدره:
-شوفت..اهو انت بتعايرني باللي حصل قبل كده في اول خناقة بينا
ضحك مروان قائلا :
-خناقة اه..هو ده اللي انا كنت عايز اوصله..ان فيه حد لعب في دماغك..بس اللي انتي ناسياه انك مراتي..وعمري ما كنت هفكرك بأي حاجة حصلت..فاهمة!
-اصل..
همس بصوت أجش :
-ميرا متخافيش انا مش هعمل حاجة..وتعالي بقى نتكلم زي الناس..وياريت تسيبك من كلام جومانة ولا شروق..
هزت رأسها بتلعثم:
-لا جومانة ماقالتش…
ابتسم بسخرية :
-ما علينا..انا كنت جاي اتكلم معاكي كلمتين كده قبل فرحنا… بما اننا مش عارفين نقعد مع بعض خالص و كل حاجة جت ورا بعض
سألته بقلق
– في ايه يا مروان حصل حاجة تاني؟؟؟
– ميرا حبيبتي…محصلش حاجة…أنتِ بقيتي معايا خلاص…وطول ما أنتِ معايا متخافيش من أي حد…أحنا هنتجوز..وانتي خلاص سمعتي كلامي وقولتي قدامهم انك مش عايزاني اطلقك…بس صدقيني انا مش هتخلى عنك .. مش هتيجي في يوم تلاقي نفسك ندمتي على القرار ده…
– انا حسيت وقتها أن مينفعش اسكت تاني…مقدرتش اخسرك للمرة التانية
– لو كنتي كررتيها تاني يبقى عمرك ما كنتي هتستاهلي حبي ليكي يا ميرا… وكنت وقتها عمري ما هبص ورايا تاني ابدا…بس حبيبتي مخذلتنيش المرة دي … عشان كده انا عمري ما هضيع المكانة الكبيرة اللي اديتهاني دي…وعمري ما هخذلك قدام أي حد يا ميرا
– ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ابتسم لها قائلا :
– يلا روحي بقى اقعدي مع جومانة و شروق عشان تلاقي جومانة على اخرها
– طيب و علا هتعمل ايه معاها ؟؟ كان المفروض تنهيه قبل ما تيجي لجدو ولا ايه ؟؟
نظر إليها بنبرة حاسمة قائلا:
– موضوع علا كان مرتبط بموضوعك يا ميرا… مكنتش هقدر اسيب علا وانا مش ضامن رد فعلك ايه..لكن دلوقتي خلاص….اقدر اتكلم معاها بكل وضوح…
نظرت له قائلة بندم:
– انا اسفة يا مروان…اسفة أن ضيعتك من ايدي قبل كده…بس مش هسمح اني اسيبك تاني
__________
في شركة مروان..
ابتسمت علا بسخرية ما ان رأته وتقدم نحوها:
-ازيك يا عريس..
تجاهل مروان سخريتها وقال بعملية:
-علا انا عايز اتكلم معاكي ممكن
ابتسمت علا بلهفة:
-ااه ممكن طبعا
-تعالي معايا مكتبي
دخلت خلفه إلى مكتبه وجلست امامه :
-خير؟
تنهد مروان بعمق:
-بصي يا علا انا من امبارح بفكر في موضوعنا..بصراحة انا شايف ان اللي حصل ده هيبقى إهانة ليكي..انك تبقي خطيبتي لسه وانا بقيت متجوز كاتب كتابي..وفي نفس الوقت مكنش ينفع خالص انا اللي اسيبك..كنت هبقى واطي وحقير..وانا فكرت اني ابقى حقير قدام الناس ولا إنك تتمسي بكلمة وانتي بنت لوحدك لكن انا عادي
اتسعت عيناها بخوف وهي تسأله:
-يعني ايه؟
مروان بجدية :
-يعني الناس متعرفش انك كنتي عارفة اني متجوز.. علا انا مخبيتش عليكي انتي كنتي عارفة
– بس كنت قايلي انها مجرد ورقة وضع مؤقت و…
– والوضع اتغير يا علا انا اسف…عارف اني ظلمتك…وعارف ان مكنش ينفع تدخلي في القصة دي وكان وارد يتفتح المواضيع تاني…بس صدقيني انا بعزك اوي يا علا…ومش حابب اخسرك..علا انتي كنتي عارفة كذا حاجة…وكنت صريح معاكي تقريبا…
– وكنت راضية يا مروان…كنت موافقة…
– بس دلوقتي مبقاش ينفع يا علا…صدقيني انتي كويسة اوي …. عشان كده انا قررت اني هقول ان انا خبيت عليكي اني متجوز..واني طلعت واطي..وكده محدش هيقول عليكي نص كلمة..وطبعا هما فاهمين حكايتي انا وميرا..فمحدش هيتكلم عنها وكده ابقى خلصت من كل حاجة … وأنتِ اللي تسيبني يا علا قدامهم
سقطت كلماته كالصدمة الكهربائية على رأسها، فتبخر كل ما خطط له تماماً.. لعنت داخل نفسها خططها التي تبخرت…
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية نهج الغرام ) اسم الرواية