رواية مستشفى السعادة (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم علياء عبد الصبور
رواية مستشفى السعادة الفصل التاسع 9
الجزء التاسع ✍️
_ الله على الوقت المناسب اللي اختارتيه يا ماما
قالها لنفسه وهو في شدة غيظه.. بس بأدب متعود عليه رد :
_ الله يسلمك يا ماما.. ما انا رجعت اهو الحمد لله وزي الفل.. اعرفك باستاذة مريم
كانت شيفاها بس ما توقعتش انها تكون واقفة معاه.. كانت فكراها واقفة مستنية حد .. بس بعد كلمته التفتتلها ومدت ايديها سلمت عليها :
_ اهلا وسهلا أستاذة مريم.. أنا والدة مروان
ردت مريم بارتباك
_ اهلا وسهلا بحضرتك
- انتي زميلة مروان
ما عرفتش ترد بأية فرد مروان بسرعة علشان يعفيها من الحرج :
_ ايوة يا ماما.. زميلة في الجروب
- اهلا وسهلا يا حبيبتي.. انتي جاية مع مروان من المستشفي
رد مروان برضوا قبلها :
_ ايوة يا ماما.. كتر خيرها.. جابتني في طريقها
كانت حاسة انها عايزة تجري من قدامهم من كتر الكسوف.. ابتسمت وقالت
_ فرصة سعيدة يا طنط.. استأذنكم
- لا تستأذنينا أية.. انتي لازم تطلعي تشربي حاجة.
_ لا معلش يا طنط مش هقدر.. أنا اتأخرت وبابا وماما هيقلقوا عليا
_ لا اطلعي خمس دقايق بس.. مش هنأخرك.. ما ينفعش تبقى تحت البيت وما تطلعيش
بصت لمروان وكملت :
_ ما تقولها حاجة يا مروان
رد بهدوء :
_ سبيها على راحتها يا ماما
وجه كلامه على طول لمريم من غير ما يدي لمامته فرصة تعرض عليها تاني :
_ متشكر أوي يا مريم.. وما تنسيش ميعاد الجروب الجاي.. هتيجي صح ؟
- مش عارفة لسة
_ حاولي على أد ما تقدري
_ إن شاء الله هحاول
بصت لمامته بابتسامه خفيفة وقالت :
_ فرصة سعيدة فعلا اني اتعرفت على حضرتك.. استأذن
- انا الأسعد يا حبيبتي.. قوليلي بس.. انتي ساكنة قريب من هنا
_ ايوة.. أنا ساكنة في العمارة اللي في أخر الشارع دي
شاورت على العمارة بتلقائية.. فردت مامت مروان عليها
- خلاص نيجي نوصلك
_ لا شكرا يا طنط.. البيت يا دوب خطوتين
- لا يا حبيبتي نوصلك.. كفاية انك تعبتي نفسك ووصلتي مروان
رد مروان عنها تاني :
_ سبيها يا ماما على راحتها
_ شكرا يا طنط تسلمي.. السلام عليكم
_ وعليكم السلام يا حبيبتي.
سابتهم وراها وعقلها فضل معاهم.. فكرت يا ترى هتشوفه تاني.. وليه أصلا شاغلها السؤال ده.
أما هو فمسك ايد مامته وقبل ما يخطوا خطوة.. سألته بفرحة :
_ هي دي اللي ما عرفتش تلغي الجروب علشانها
- اية يا ماما اللي بتقوليه ده
_ يا سلام.. هتخبي على ماما
ضحك وقالها
_ يلا نطلع يا ماما وبلاش المسلسلات التركي اللي بتتفرجي عليها تأثر عليكي
_ مسلسلات تركي؟ .. يلا يا سي مروان.. التركي كله شكله هيبقى عندك.. نطلع ومش هسيبك غير لما تحكيلي كل حاجة
.
فرحتها كانت ناتجة عن أمنية بتدعيها كل يوم.. إن ربنا يرزقه بالزوجة الصالحة.. كانت مرعوبة تسيبه لوحده في الدنيا.. من بعد موت والده وهي كل همها تجوزه.. عارفة إن أخواته موجودين وبيحبوه.. بس غصب عنهم حياتهم هتشغلهم عنه.. اخته اتجوزت وأخوه مسيره يتجوز في يوم.. كانت شايلة هم تسيبه لمين لو جرالها حاجة.. وكانت الكلمة اللي على لسانه كل ما تقوله كدة.. " ربنا ما بيسيبش حد".. وكان دايما يأكد إنه مش هيتجوز لأنه مش حابب يكون عبء على حد.
حاولت كتير معاه ورشحتله عرايس كتير بس كان دايما بيرفض من البداية.. دعت ربنا وهي طالعة إنه يكون غير رأيه واقتنع إنه زيه زي أي شاب لازم يتجوز ويعيش حياته عادي.
يا دوب طلعوا وفتحت الباب.. قعدته وقعدت جنبه وسألته :
_ مين بقى آنسة مريم دي يا مروان
ضحك من طريقتها وقالها :
_ وانتي عرفتي منين بقى أنها آنسة يا حاجة سامية
- مش بتقول بابا وماما هيقلقوا عليا.. يبقى آنسه يا خويا.. وكمان مش لابسة دبلة
حس براحة بعد كلمتها فابتسم وقال
_ مش سهلة انتي يا سمسم
- الموضوع مش مستاهل يعني.. أي حد هيعرف من كلمتها .. وغير كدة ارتباكها وخجلها يقول أنها لسة آنسة
_ طيب شكلها اية يا ماما ؟
ضحكت بفرحة وقالت :
_ مش بقولك.. فيه في الأمور أمور.. أول مرة تسألني على شكل واحدة
_ يا ماما.. بلاش دماغك تروح لبعيد.. قوليلي بس شكلها اية وانا هحكيلك اللي حصل
- قمحوية .. وملامحها هادية.. مش جميلة أوي.. بس وشها مريح.. وطولها متوسط.. ممكن طول اختك كدة.. اية الحكاية بقى يا عم مروان
_ سبيني اغير هدومي وأصلي المغرب قبل العشا وهقولك.
وصلت مريم بيتها.. كانت مبسوطة.. مبسوطة أوي.. كانت خارجة من البيت بإحساس.. ورجعت بإحساس تاني.. سلمت على باباها ومامتها ودخلت غيرت هدومها وصلت المغرب وخرجت لقيت باباها قاعد
_ اية يا مريومة.. اية موضوع الجروب بقى اللى لغيتي خروجة اصحابك علشانه.. استغربت لما بعتي تقوليلي انك هتلغي الخروجة وتحضري جروب
حكت لباباها اللي حصل باختصار .. متعودة ما تكذبش.. وطالما سألها يبقى لازم تجاوب
قلقت من رد فعله بس فاجأها رده :
_ برافو انك ساعدتيه.. ربنا يحفظك ويديم عليكي قلبك.. بس لو حصل الموقف ده تاني نخلي مساعدتنا احنا أخر الحلول.. بمعنى.. لو لقينا راجل يساعد يبقى أفضل.. لأنه رغم أنه كفيف.. بس برضوا راجل غريب.
- معاك حق يا بابا.. هاخد بالي لو اتكرر موقف زي ده
_ اتغديتي
- شوية كدة وهاكل
_ ماشي وانا هقوم أشوف ماما بتعمل اية.
باباها كان دايما سرها ومعلمها.. ثقته فيها وتوجيهها باين كانت بتخليها ما تخبيش حاجة عليه وتكون حريصة ما تعملش حاجة تتعارض مع اللي رباها عليه.. واللي زرعه فيها كان طول الوقت هو اللي بيحصده.. بتحب مامتها بس باباها هو الأقرب لقلبها.. طول عمره كان صاحبها.. من كتر حبها فيه نفسها تتجوز واحد زيه ويمكن ده السبب اللي خلاها ما تتجوزش لحد دلوقتي.
دخلت أوضتها .. طلعت كشكولها اللي بتكتب فيه يوميا ملخص للي حصل على مدار اليوم .. صندوقها الأسود اللي فيه كل حاجة عنها من أول ما اتعلمت الكتابة.
وكانت أول جملة كتبتها " النهاردة كان يوم من أحلى أيام حياتي "
كتبت كل مشاعرها وكل اللي حصل ونهت اللي كتبته بسؤالين "هو المرة الجاية هينفع اروح الجروب؟ وهل لو روحت .. هروح علشان فعلا الجروب عجبني ولا هروح علشان دكتور الجروب؟
قفلت كشكولها وقالت : ما فيش غير الاستخارة.
_ ها يا مروان... مش هتحكيلي اية اللي حصل النهاردة
- هحكيلك يا ماما وأنا ليا غيرك أحكيله
حكى اللي حصل بالظبط وقال في الاخر
_ عارفة يا ماما.. أنا مستغرب الراحة اللي حاسسها ناحيتها.. وخايف جدا انها ما تجيش المرة الجاية
- هتيجي ما تخافش
_ متأكدة أوي كدة ليه
_ هي حكت
_ لا ما حكتش
- يا حبيبي اي حد بيحضر الجروب بتاعك.. ما بيبطلش يجي إلا أما يحكي علشان يسمعك .. وطالما هي ما حكيتش يبقى هتيجي
ضحك ضحكة خفيفة وقال
_ ثقتك فيا دي يا ماما.. هتوديني في داهية
- بعد الشر عنك يا نور عيني... ربنا يحفظك ليا يا مروان.. بس قولي
_ ناوي على أية لو جت
- مش عارف يا ماما.. المهم تيجي
_ إن شاء الله هتيجي
- انا مش عارف يا ماما انا عامل كدة ليه.. مستغرب نفسي أوي.. شكلها مراهقة متأخرة
_ لا مش مراهقة.. هي احيانا بتيجي كدة... فيه ناس بنقابلهم بنحس بأنهم قريبين أوي مننا.. حتى من غير ما يتكلموا.. والاحساس ده هو اللي بيخلينا ناخد خطوة بعدها.. بس طبعا عايزة افكرك.. احنا لسة ما تعرفش حاجة عنها
- انا فاهم يا ماما.. بس مش عارف اية اللى المفروض يتعمل
_ نسألها المرة الجاية عن حبة حاجات ولو مش مرتبطة.. ندخل البيت من باباه
- ممكن ما توافقش بظروفي.. وحتى لو وافقت خايف أظلمها معايا
_ اللي هتكون من نصيبك يا مروان هتكون امها دعيالها يا بني.. ما فيش شباب كتير زيك اليومين دول والله.. أدب وأخلاق وعلم.. كفاية انك حافظ كتاب الله.. وفوق كل، ده زي القمر
- ما هو القرد في عين امه غزال.. خمس دقايق وهتقولي.. الباز أفندي.. ده عريس أنا بذات نفسي استمناه
ضحكت وقالت
_ لا والله ما عشان إبني .. دي كلمة حق وقليلة عليك يا حبيبي
- ربنا يخليكي ليا يا ماما
_ ويخليك ليا يا حبيبي
عدى الأسبوع ببطء .. وجه ميعاد الجروب.. وصل قبل الميعاد بحوالي عشر دقايق.. كان معظم الناس موجودين.. وكانت مامته معاه.. سألها أول ما وصلوا لأول الجنينة
_ ها.. جت يا ماما
- أيوة جت
وقبل ما يرد قالت :
_ صراحة مش شايفة أوي.
•تابع الفصل التالي "رواية مستشفى السعادة" اضغط على اسم الرواية