Ads by Google X

رواية مغامرات إلى عالم الاساطير الفصل التاسع 9 - بقلم وفاء هشام

الصفحة الرئيسية

 رواية مغامرات إلى عالم الأساطير (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم وفاء هشام

رواية مغامرات إلى عالم الاساطير الفصل التاسع 9

9

*بعد أسبوع*

كانت إسراء تجلس فى مكتبة الجامعة تتصفح إحدى الكتب التاريخية

دخل مروان وسحب الكرسي الذى بجانبها وجلس عليه وهو ينظر إليها، ولكن إسراء لم تنتبه له

مروان: الكتاب عجبك للدرجه دي
نظرت إليه بهدوء ثم أعادت نظرها إلى الكتاب
مروان بتنهيده: مشوفتكيش من آخر مغامرة، إنتي كويسه؟

تابعت القراءة ولم تجبه
مروان: على فكرة أنا بكلمك 
أغلقت الكتاب ونظرت إليه
مروان: هو أنا زعلتك فى حاجه طيب
إسراء بهدوء: لا يا مروان، بس أنا تعبت أنا بقيت بحلم بكوابيس من كتر اللي بشوفه، مبقتش أعرف أنام وكمان فى كل مغامرة بكون أنا الطعم مش ملاحظ 
مروان: اللي بيحصل مش بإيدى يا إسراء وحكاية أن إنتي بتكوني الطعم دا مش بإرادتى هي بتيجي كدا 
إسراء: لا مش كدا دا بيحصل علشان أنت اللي بتبقى ماسك الكتاب ولما بيجي وقت نقل الأثر للكتاب المفروض أن الطعم يوفرلك الوقت لحد ما تخلص صح 
مروان بهدوء: بصي أنا مكنش قصدي، صدقينى هي اللي بتيجي كدا وأنا مكنتش أتمنى إنك تكوني فى الموقف دا أو تتعرضي لكدا بس مش بإيدي
إسراء بتنهيده: خلاص يا مروان حصل خير
مروان: لسه زعلانه 
إسراء بإبتسامة: لا يا مروان 
مروان: مقدرش على زعلك والله
إسراء بصدمة: إيه؟
مروان : إحم ... أقصد

نظرت إسراء إلى الكتاب بخجل ثم وقعت عينيها على بعض الجمل
إسراء بهدوء: بما إنك هنا يعني فممكن تشرحلي الجزء دا علشان مش فهماه
نظر مروان إلى ما تشير إليه وقال: أكيد أنا قريت الكتاب دا قبل كدا ... بصي يا ستي

بدأ مروان بالشرح وهي تسمعه بهدوء
بعد فترة قصيرة انتهى مروان وأخذ نفسا عميقا
إسراء بإبتسامة: عارف أنت شرحك حلو جدا وهتكون دكتور شاطر على فكرة 
مروان وهو يضع يده على رقبته: تفتكري هنفع
إسراء بحماس: جدا، أنت مش شايف شرحك عامل إزاي أنت هتبقى أعظم دكتور فى الكليه 
مروان بإبتسامة: تعرفي لو دا حصل هبقى أسعد إنسان فى الدنيا
إسراء: ربنا يفرح قلبك
المشرفه: يا شباب هنقفل المكتبه 
إسراء ومروان: حاضر

أعادت إسراء الكتاب إلى مكانه وأخذت حقيبتها وخرجت هي ومروان
مروان: تحبي أوصلك؟
نظرت له بإبتسامة
مروان: آسف 
إسراء: أنت عايز توصلني؟
مروان بسرعه: أيوة 
إسراء بضحك: بس مينفعش وعلى فكرة كلامنا مع بعض غلط ياريت نقلله أو نمنعه 
مروان بحزن: أنا آسف بس أنا معنديش صحاب حرفيا غيرك 
إسراء: مش عارفه يا مروان مش عايزة أعمل حاجه غلط وأكيد أنت فاهم 
مروان بتفهم: فاهم يا إسراء وآسف لو أزعجتك بس لو إحتاجتي حاجه فى الدراسة قوليلي
إسراء بإبتسامة: وهو كذلك يلا سلام 
مروان: مع السلامه 

عادت إسراء إلى منزلها وحكت لوالدتها ما حدث فى يومها كالعاده

الأم: بنتي حبيبتى إنتي كدا صح 
إسراء: اه يا ماما 
الأم بإبتسامة: ربنا هيعوضك خير، طالما عايزة ترضيه هيراضيكي
إسراء: أكيد يا ماما 
الأم: يلا تعالي نحضر السفرة لحد ما أبوكي يجي
إسراء: حاضر 

عند مروان وتحديدا فى غرفته
كان يمسك الكتاب ويتحدث معه

مروان: إحنا اتفقنا إنى بحبها صح، بس مش عارف أعمل إيه
ظهرت كتابة على الصفحة التى فتحها مروان تقول: أخبرها 
مروان بنفي: لا مش هينفع 
رسم الكتاب وجه يفكر
مروان بضحك: أنا مش مصدق بجد إنى بتكلم مع كتاب، المهم قولي المهمه اللي جايه إمتى؟
ظهرت كتابة تقول: السابع عشر من ديسمبر
مروان: طب ليه طولت المرة اللي فاتت والمرة دي كمان؟
ظهرت كتابة تقول: المرة السابقة كنت مريضا وتحتاج للراحه ولأجل الإختبار الشهري الذى كنتما تخوضانه، أما هذه المرة فلأن إسراء كانت مريضة
مروان: بس إسراء كويسه 
ظهرت كتابة: كانت مريضة هذا الأسبوع 
مروان: مريضة! مريضة إزاي؟
ظهرت كتابة: مرض خاص بالفتيات لا دخل لك به 
مروان: يا سلام وطالما خاص بالفتيات عرفته إزاي 
ظهرت كتابة: لأنني كتاب سحري
مروان بتفكير: صح، لا أنا شكلي اتجننت بجد بص أنا هروح أنام تصبح على خير 

أغلق مروان الكتاب ووضعه فى حقيبته ثم تمدد على السرير وهو ينظر إلى السقف ويفكر فى إسراء، هل يجب عليه أن يخبرها بمشاعره أم يخفيها بداخله حتى موعد خطبتهما كما وعدته والدته
لم يصل إلى حل فى النهاية فظل يفكر حتى داهمه النوم 

تدق الساعة الثانية عشر منتصف الليل معلنة بداية السابع عشر من ديسمبر
جهز كلا من إسراء ومروان أغراضهما وتجهزا للإنتقال

إسراء: هاه إحنا فين بقى المرة دي؟
مروان: مش عارف
إسراء: إزاي؟
مروان: الكتاب مقلش
إسراء: ليه يا أستاذ كتاب قول خلينا نخلص 

طار الكتاب من يد مروان فأنتفض هو وصرخت إسراء
ظل الكتاب معلقا فى الهواء وصفحاته تتقلب بسرعه

إسراء: أنا آسفه
مروان: شوفتي زعلتيه إزاي

توقفت الصفحات عن التغير وثبتت على صفحة معينة
ظهر ضوء من تلك الصفحة وبدأت تظهر كلمات فى الهواء ليقرأها إسراء ومروان

مروان: هنا حيث يتوقف الزمان والمكان 
إسراء: هنا حيث تختفي القواعد والقوانين 
مروان: ويُترك الإنسان دون قيود لفعل ما يريد 
الاثنان: أطلقا العنان لقوة الخيال وعيشا فيه ولو لبضع لحظات فهذه الأوقات لن تُعاد

نظر مروان وإسراء إلى بعضهما
مروان بإبتسامة: أظن فهمت هو قصده إيه 
إسراء: إننا نستمتع بكل لحظه
مروان: ونستغل المغامرات دي فى إننا ننعزل عن العالم اللي عايشين فيه
إسراء: وننسى كل حاجه وحشه حصلتلنا ونرميها ورا ضهرنا علشان هنا
الإتنين: هنعمل اللي إحنا عايزينه 
مروان بصراخ: وااااااااو 
إسراء بضحك وهي تضع يدها على فمها: أنا مش مصدقه 

فجأة توقف مروان وشعر بشىء غريب ثم وقع أرضا على ركبتيه
إسراء بفزع: مروان!
أشار لها بيده حتى لا تقترب منه
ظل هكذا قليلا ثم صرخ بقوة عند ظهور جناحين من ظهره
وقف مروان وهو متفاجئ
إسراء: عندك جناحين؟
مروان بفرح: عندي جناحين!
إسراء بصراخ: عندك جناحييين 

*كانا جناحان كبيران من الريش الأبيض*
إسراء: وأنا كمان وأنا كمان

فور انتهاء جملتها حتى شعرت بألم فى كتفها ووقعت على الأرض مثل مروان
انتظرت قليلا وهي تتحمل الألم حتى ظهر الجناحان 
نهضت بعدها بفرح شديد وهي تدور حول نفسها بفرح

*كانا جناحان من الريش الأبيض وأطرافه باللون الزهري*

إسراء بفرح: هنطير صح 
مروان: يلا نجرب 
فور أن فتحا جناحيهما انطلقا إلى الأعلى
صرخت إسراء بخوف وهي تضع يدها على عينيها

ضحك مروان عليها بشدة وقال: طالما مش قد الطيران بتطيري ليه 
إسراء: إسكت أنت

فى هذه اللحظة ضمت جناحيها مرة أخرى وبدأت فى السقوط
صرخت بكامل قوتها وهي تقول: الحقني يا مرواااان 
أسرع إليها وهو يضحك وأمسكها من أطراف ملابسها

فتحت عينيها ببطئ ونظرت إلى الأعلى فوجدته فوقها وهو مبتسم
إسراء: عايزة أطير يا مروان 
مروان بضحك: ما إنتي بتخافي
إسراء: تؤتؤ مش هخاف 
مروان: تمام بس أسمعي الكلام 
إسراء: حاضر 

بدأ يعلمها وهي تفهم بسرعة وتطبق ما يقوله حتى أتقنت الأمر
إسراء بسعادة: أنا بطيير، بس أنت عرفت تطير إزاي؟ لا وعلمتني كمان 
مروان بفخر: دي حاجه سهله أوي على فكرة المهم إنك تسيبي نفسك للهوا وهو هيحركك

إستسلمت لخيالها ووضعت كل شئ يضايقها جانبا
طارا معا إلى الأعلى بين الغيوم الكثيفه
وهبطا إلى الأسفل ليصبحا فوق بحيرة مائية كبيرة  تحفها الأزهار من جميع الجوانب

لمست إسراء المياة وهي تطير فوقها بسعادة
ظلا هكذا بعض الوقت

بعدها كانا يستلقيان على ظهرهما فوق قمة جبل وهما يراقبان السماء المليئة بالنجوم

قاطعت إسراء هذا الصمت قائلة: عارف دلوقتي بقى عندي يقين مليون فى المية أن كل دا حلم
*نظر لها مروان وانتظرها لتكمل*
 بس عارف لو كان حلم فدا هيكون أحلى حلم شوفته وعيشته فى حياتي كلها
نظر لها قليلا ثم إمتدت يده وأمسكت يدها
تفاجئت إسراء ووجهت نظرها إليه

مروان بإبتسامة: إسراء أنا مبسوط بجد إنى اتعرفت عليكي لما الدكتور إختارك علشان نعمل المشروع سوا كنت عايز أعترض علشان أنا مبقتش أحب أكون مع حد أو إنى أثق فى حد، كنت عايز الوحدة تستمر، بس كل حاجه جت عكس اللي بتمناه وبعد كل اللي حصل عرفت إنه كان أحسن حاجه حصلتلي فى حياتي ولو الزمن رجع بيا هشكر الدكتور إنه إختارك معايا
إسراء إنتي خليتي ثقتي ترجعلي تاني، ثقتي فى نفسي وفى اللي حواليا أنا حبيت وجودك معايا ولو لفترة صغيرة فى عالم مختلف

إسراء: مروان أنا ...
مروان: إسراء أنا بحبك ♡

تفاجئت إسراء بما قاله وسحبت يدها بسرعه
وقالت وهي تنهض من مكانها: أنت بتقول إيه؟ 
مروان بإستغراب لردة فعلها: إيه يا إسراء، بقولك بحبك 
هو مش إنتي بتحبيني برضو؟
إسراء بسرعة: لا مش بحبك 

*وكأن كل شئ تحطم فى ثانية كأن الحلم الجميل الذى عشت فيه إنقلب ليصبح كابوس أرى فيه أكثر مخاوفي، عندما بدأت أشعر بالحياة تعود إلى قلبي والهواء المنعش يطفئ نيران صدري المشتعلة من سنين أمضيتها فى وحدتي جاءت كلماتك كخنجر يطعن فى قلبي ويمزقه إلى أشلاء، هذا الألم أقوى بكثير من الذى شعرت به فى صغري، كبرت وكبر قلبي وجسدي وعقلي وكبر معه أيضا ألمي* 

مروان برجفة والدموع متحجرة فى عينيه: إنتي  ..  إنتي بتقولي إيه؟ مبتحبنيش؟ أنا كنت فاكر أن
إسراء: أنا آسفه أنا مقصدش، مروان أنا أكتر حاجه بخاف منها العلاقات فعلشان خطري بلاش 
مروان وقد هربت دموعه من عينيه: ليه طيب؟ ما أنا حسيت بالأمان معاكي ليه محستيهوش إنتي معايا، أنا فتحتلك قلبي وحكيتلك على اللي حصلي فى حياتي *ثم أكمل بصراخ* كنت بحكيلك علشان واثق فيكي مش علشان يجي يوم وتكسريني
إسراء بدموع: مروان أنا
مروان بصراخ: إنتي إيه  ..  إنتي إيه حرام عليكي، لو مكنتيش بتحبيني ليه الإهتمام اللي كان ظاهر فى عنيكي ليه حسيستينى إنى مهم عندك، كان ممكن تقوليها فى الأول قبل ما اتعلق بيكي كان ممكن تقولي أنت زي أخويا وترحميني من العذاب اللي بحس بيه دلوقتى ليه تعملى فيا كدا ليه 
إسراء ببكاء: اهدى يا مروان أنا آسفه والله 

أمسك مروان الكتاب بغضب وصرخ بكل قوته: رجعني دلوقتي رجعني

فور نطقه بهذه الكلمات حتى ظهر ضوء قوي
وجدت إسراء نفسها فى غرفتها تجلس على سريرها والدموع تنزل على خديها بحرقة

إسراء بلوم لنفسها: ليه قولتي كدا؟ ليه كسرتي قلبه؟ كان ممكن تقولي أي حاجه غير إنك تقوليله إنك مش بتحبيه؟ليه تعملي كدا ليه، بحبك يا مروان والله بحبك

*عند مروان*

كان نائماً على سريره وهو يضع يده على صدره ويتنفس بصعوبة والدموع مازالت تسيل على وجنتيه
فُتِحَ الكتاب بجانبه وظهرت تلك الكلمات: لا تصدق ما أخبرتك به
مروان بزعيق: أنت السبب ياريتني ما سمعت كلامك، وأنا اللي فكرت إنك مش لعـنة طلعت أسوء من كدا، سيبني فى حالي بقى

ثم دفع الكتاب وأسقطه أرضا
بدأ صوت شهقاته يعلو وصدره يعلو ويهبط 
وضيق شديد أصاب صدره وقلبه
أغمض عينيه تدريجيا وهو يفقد الوعي ويسمع صوت والدته تصرخ بإسمه وتنادي والده لينقذه


  •تابع الفصل التالي "رواية مغامرات إلى عالم الاساطير" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent