Ads by Google X

رواية سجن العصفوره الفصل التاسع 9 - بقلم داليا الكومي

الصفحة الرئيسية

 رواية سجن العصفوره (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم داليا الكومي

رواية سجن العصفوره الفصل التاسع 9

الفصل التاسع
هبة استقبلت كل لحظة من لحظات نزهتها في الحدائق الواسعة الملحقة بالقصر بلهفة شديدة ...حاولت ان تخزن في زاكرتها اكبر قدر من الصور تسترجعهم فيما بعد عندما تعود لسجنها... فرصة نادرة لن تعوض ويجب استغلالها جيدا ...مجددا ادهم يظهر حسن تقديرة للامور فدعوته لها للاقامة في قصرة انقذتها...لربما الان كانت استسلمت لاكتئابها لو كانت خرجت من المستشفي علي شقتها ...تجربة اقامتها في القصر تجربة فريدة لن تنساها مطلقا ليتها تراة لتشكرة علي دعوتة .. 
عبير انتزعتها من افكارها ...نبهتها بلطف .... - انا اسفة مش قصدى اضايقك ..بس مش كفاية كدة انتى لسة ضعيفة بعد العملية
هبة انتبهت الي انها بدأت تشعر بألم بسيط ..... - انا فعلا تعبت بس كنت زهقانة ومحستش بالتعب الا لما انتى نبهتينى
- انتى لسة مشفتيش الجزء الخلفي من القصر هناك حمام السباحة والجنينة الخصوصية بادهم بية
الجنينة والحمام مكان مغلق ما فيش حد يقدر يدخل هناك الا بإذنة .. لو تحبي تعالي ريحى هناك شوية
عبيرسندتها برقة ...مشوا خطوة بخطوة ...دخلوا الي القصر مرة اخري 
الريسبشن الضخم يضم اكثرمن اربعة صالونات من افخم الانواع ...طاولة الطعام الكبيرة كان لها اثنى عشر كرسيا ... عبير اشارت الي باب مغلق وقالت .... - دة مكتب ادهم بية ..فية صالون وحمام ...دخولة ببطاقات اليكترونية خاصة مافيش غيراتنين مسموح ليهم بدخولة ...ادهم بية و مصطفي المساعد الشخصي واهم راجل بعد ادهم ....بيباشر الشغل لما ادهم بية يسافر 

سميرة رئيسة الخدم هى اللي بلغتنى بالمعلومات دى وقالتلي انها بتدخل تنضف المكتب كل يوم بس لازم يكون مصطفي موجود وهى بتنضف
دنيا جديدة غريبة عليها ..منذ اليوم الذى قررادهم عمل الصفقة فية مع سلطان وحياتها تتحول ...صفقة من المفترض في خلاصتها ان يستفيد الطرفين ...ادهم تخلص من زواج لا يرغب فية وهى تخلصت من الفقر والتهديد....سؤال ينهش عقلها بقوة لماذا اختارها هى ...؟
اسم فريدة اقتحم افكارها...ربما ادهم تزوجها كى يتمكن من الحياة بحرية وانفلات...تخلص من مشكلة زواجة الغير مرغوب فية واحتفظ بعلاقاتة الانثوية الغير شرعية ...ظاهريا لة زوجة ...بس هى في الحقيقة مجرد غطاء ...تخلصت من افكارها بصعوبة فعلي أي حال ما شأنها هى بادهم وخططه طالما هى ايضا تستفيد...
الصالون ينتهى بابواب زجاجية تطل علي حوض السباحة المميز في تصميمة والحديقة الصغيرة...الابواب لها ستائر تحمل لون مارون غامق طياتها القصيرة تغطى فقط نصف الابواب العلوى
عبير اقتربت من الابواب ...وادخلت بعض الارقام علي جهاز شبية بالالة الحاسبة مخفي جيدا تحت الستارة السميكة وقالت .... - انا معايا اذن من البية بدخول المنطقة دى عشان اوصلك لما تحبي تتمشي فيها... 
بمجرد انتهاءها من كتابة الارقام علي الجهاز ...الابواب فتحت فورا
عبير ساعدت هبة علي الدخول الي منطقة المسبح.. اجلستها علي طاولة لها مظلة بلون ابيض...اراحتها علي مقعد من مقاعد حوض الاستحمام المريحة المصنوعة من قماش سميك وقالت .. 
- انا هروح اطلب لحضرتك مرطبات اكيد انتى عطشانة 
عبير تأكدت من جلوس هبة براحة علي المقعد المخطط بالاصفر وذهبت لطلب المرطبات لها...

ايضا من مميزات اقامتها في القصر معرفتها بعبير فهى علي الاقل تحمل المشاعر وليست الة مثل الماس ... ايقنت انها بسهولة قد تصبح صديقة لها اذا ما توفرت لهم المدة اللازمة لتأصيل تلك الصداقة... 
هبة استغلت الفرصة وتأملت المكان من حولها...ادهم لة ذوق رفيع في كل ما يختار ...اثناء تجول عيونها في المكان لمحت ادهم يخرج من غرفة الغيار الموجودة بجوار المسبح ...كان يرتدى شورت سباحة قصير جدا ويحمل منشفة كبيرة في يدة مخططة ايضا بالاصفر مثل المقاعد... ادهم كان يتجة الي الحوض ولم يلحظ وجودها حتى الان ....
لاول مرة في حياتها عيونها تري رجل يرتدى مثل هذا القدر الضئيل من الملابس ....وجهها تلون بكل الالوان المعروفة ... الخجل خشبها في مقعدها.. 
ادهم لمحها وهو في طريقه الي الحوض...صدمة رؤيتها مسترخية على المقعد بجوارالمسبح اوقفتة في مكانة...بدى علية التردد للحظات وكأنة يفكر في العودة من حيث اتى ولكنه عندما لم يلحظ أي رد فعل عنيف من ناحيتها علي وجودة اكمل طريقة للحوض..اختار اقرب مقعد بجوارها وقام بفرش منشفتة علية ببطء شديد... 
ادهم سألها بتردد ....- عاملة اية دلوقتى...؟
هبة تجنبت رفع عينيها الية كعادتها وقالت ....- الحمد لله
ادهم سألها باهتمام حقيقى.....- مرتاحة هنا..؟ في اي حاجة ناقصاكى ؟
هبة اجابتة بامتنان ظهر جليا علي وجهها الجميل ... - لا الحمد لله 
اردت شكرة علي استضافتها في اثناء اصعب فترة في حياتها ...هو لا يدري كم تأثرت باهتمامة وفي تفكيرة بالتفاصيل ...لكن الكلام انتهى فيما بينهم ......فهما غريبان في الحقيقة ... ورقة زواج هى كل الرابط الوهمى بينهم...كيف ستبدأ معه حوار وتعبرلة عن امتنانها وهى لم تتحدث في حياتها الي أي رجل باستثناء عزت المحامى وسائقها الخاص ...وهم اعتبروها مثل ابنتهم وعاملوها كما كان يعاملها سلطان رحمة الله.... 

هبة حاولت النهوض.. قررت ترك المسبح له فهى لن تتطفل علي خصوصيتة.. فهو لم يدعوها بل لم يكن يعلم بوجودها عندما اختارالسباحة في ذلك الوقت ...هو تجنب رؤيتها منذ مجيئها اذن لن تضايقة بوجودها الالم البسيط في بطنها عند محاولتها النهوض ظهرعلي وجهها فورا 
ادهم رفع عينية وركز نظراتة علي وجهها المتألم وقال بصوت متقطع... - هبة انتى تعبانة..؟.. في اي الم ؟
هبة ردت بهمس ....- الم بسيط مع الحركة
ادهم ظهرعلية الاهتمام الشديد ...اقترب منها لدرجة انها احست بأنفاسة علي وجهها وقال ....- تحبي اطلب الدكتور..؟
هبة هزت راسها ....- لا دة عادى مع الحركة الالم بيقل كتير الحمد لله
ادهم نهض فجاءة وقفزالي حوض السباحة... قطع الحوض مرات ومرات 
تحت نظرات هبة الفضولية ... اهتمامة بألمها اثار مشاعرها ..لسبب ما لم تستطع المغادرة كما قررت وجلست تراقبة
اطول منها بكثير مع انها دائما كانت تصنف انها من الفتيات ذوات القامة الطويلة... قد يكون اطول منها بحوالي عشرين سنتيمتر علي الاقل ضخم جدا ...عضلاتة متناسقة ومشدودة....شعرة اسود طويل وناعم ملامحة خشنة لكن علي الرغم من ذلك كان لدية جاذبية وغموض ...لون بشرته اغمق من بشرتها البيضاء الصافية بدرجات... تزكرت كلام عزت المحامى ..." ادهم البسطاويسي من عيلة كبيرة في الصعيد" 
ادهم قطع الحوض عدة مرات برشاقة وفي النهاية قررالاكتفاء وغادر الحوض بقفزة واحدة... تناول منشفتة وبدأ في تجفيف نفسة ... 
سؤالة فاجئها ...- بتعرفي تسبحى ؟
هبة هزت راسها وقالت ....- ايوة اتعلمت في المدرسة - الحمام هنا فية خصوصية تامة لو حبيتى تسبحى في أي وقت اطلبي من عبير تجهزلك احتياجاتك....

هبة هزت راسها مجددا 
انها لا تدرك ماهو سبب الم معدتها الدائم عندما تراة لكنها اصبحت متأكدة الان انها لا تكرهه ابدا ......رائحة عطرة خفيفة جدا بعد السباحة لكنها مازالت تؤثر فيها .... 
قوة شخصيتة المسيطرة المتكبرة تجعلها مهزوزة امامة...ادهم معتاد علي القاء الاوامر ومعتاد ايضا علي تنفيذ اوامرة بدون نقاش
بكلمة منة كل حياتها تدار وترتب وبكلمة ايضا منة يستطيع ايقاف حياتها وتدميرها... اذا هو اراد ذلك...هى تدور في فلكة .... 
ادهم رفع يدة وابعد خصلة متمردة قررت الهبوط علي وجهها .. لمستة ارسلت قشعريرة في جسدها كلة ...اغمضت عيناها في ترقب ... ادهم اقترب منها اكثروهى مازالت مغمضة العينين... كانت تشعر بالخدر يسري في كل جسدها ولم تستطع الحركة بعيدا عنة ...
خصوصيتهم قطعت عندما اختارت عبيرالعودة في تلك اللحظة... عبيرعادت بصينية فضيه فخمة عليها مرطبات ومآكولات خفيفة
مفاجاءة وجود ادهم وقربة الشديد من هبة الجمت عبير لكنها تمكنت من هزرأسها باحترام لادهم الذى اشار اليها بتقديم المرطبات ..... 
هبة اخدت العصير وبدأت تشرب ببطء.... فجاءة ادهم نهض بقوة وقرر مغادرة المكان بدون أي كلمة اخري 
..................
بعد مروراسبوع اخر...هبة تحسنت تماما واستعادت صحتها بالكامل....الم بطنها اختفي تماما ومجهودها عاد لطبيعتة...محنة العملية انتهت اخيرا لم تترك لديها سوى ندبة صغيره طولها ثلاث سنتيمترات في بطنها وزكريات اقامتها الممتعة في القصر
اكتشفت غرفة الرياضة بجوارالمسبح ...غرفة مجهزة بأجهزة تماثل اجهزة افضل النوادى الرياضية ...لكن جرحها مازال حديثا والطبيب حذرها من المجهود قبل شهور ...حتى السباحة اجلها حتى يتعافي جرحها تماما 

علمت ان ادهم سافرالي الصعيد في سفرة مفاجئه طوال الاسبوع الماضى منذ يوم مقابلتهم عند المسبح بالتحديد ...سألت الماس عن ميعاد رجعوهم للشقة لكن الماس للاسف لم يكن لديها اي اوامر جديدة فيما يتعلق بانتقالهم من القصر...فاكتفت بقول " لما ادهم بية يأمر "
مر اسبوع اخروهبة تنتظراوامر ادهم الجديدة...عندما يئست من الانتظار طلبت من عبيرابلاغ ادهم برغبتها في مقابلتة...عبير ابلغتها انه سافر من الصعيد الي دولة اروبية وسيغيب لمدة اسبوع اخر...
انتظرت مرور الاسبوع بصبر ...ان كان من المفروض عليها ان تعيش في السجن طوال عمرها فعلي الاقل ابسط حقوقها ان تختارزنزانتها بنفسها
صحيح القصر افضل بكثيرمن شقتها لاسباب لا تحصى ولا تعد.. لكن وجودها بقربة يجعلها تشعر بالتهديد...يجعلها تشعر بالتمرد ...خافت من ان تتمرد علي حياتها القديمة فكل يوم تقضية هنا يترك اثاره في روحها الخائنة .... كلما عادت اسرع كلما استاطعت تقبل وضعها...تقبلها السابق لحياتها كان كلمة السر التى جعلتها تبتلع مرارة وضعها
التهديد باحتمالية رؤية ادهم يسبب لها الم غامض في معدتها تعجز عن فهمه...هى الان لا تشعر نحوة بالكراهية اذن فما هو ذلك الاحساس في معدتها كلما رأتة او تزكرتة...؟ 
في الحقيقة هى لم تكن تتعجل ابدا عودتها لشقتها لكنها ارادت ان تعلم متى ستغادر تلك الجنة التى ادخلها ادهم اياها .... 
اعتادت الجلوس في الحديقة بعد العصر لشرب الشاي وتناول الحلويات الفاخرة التى تفننت فرحة الطباخة في تحضيرها...كانت تنتظر الغروب يوميا وهى جالسة بالقرب من النافورة ...هنا علي الاقل عادت لرؤية العصافير وسماعها...منذ يوم انتقالهم الي الشقة وهى مفتقدة اصوات العصافير عند نافذة غرفتها...

كانت تحمل معها بعض الحبوب وتضعها لهم علي حافة النافورة الكبيرة التى تتوسط الحديقة وتجلس تراقبهم بالساعات وهم يأكلون بشهية..اصدقاؤها العصافير سوف يفتقدونها عند رحيلها ... 
- اتفضلي يا انسة هبة 
هبة رفعت عينيها فشاهدت عبيرتحمل قفص ذهبي بداخلة عصفورة جميلة....ريشها بلون اصفر فاقع جدا مطعم بريش صغير يحمل الوان مختلفة عند الذيل ....اجمل عصفورة شاهدتها في حياتها 
عصفورة جميلة ضعيفة محبوسة في قفص ذهبي تزكرت نفسها فورا عندما رأتها... 
عبير اكملت ...- الهدية دى وصلت ليكى من شوية مع وليد حارس ادهم بية الخصوصي
ادهم ارسل لها هدية ...عصفورة ضعيفة تشبهها بدرجة كبيرة ..محبوسة في قفص ذهبي مثلها 
ياتري اية رسالة ادهم يريد ايصالها اليها بهديتة...؟
عبير وضعت القفص علي طاولة جانبية في التراس المفتوح علي الحديقة الرئيسية ...لدقائق ظلت هبة تراقب العصفورة .. الحبوب كانت امامها بوفرة لكنها لم تأكل ...هبة شعرت انها حزينة ووحيدة... 
الذهب يحيط بها من كل جانب لكنة يظل سجن يمنعها عن حريتها...
العصفورة كأنها كانت تبكى ...سمعت صوت نحيبها الهامس ...حاولت لمس ريشها كى تواسيها ففزعت العصفورة منها وقفزت بعيدا عن لمستها 
هبة تملكتها رغبة شديدة بفتح القفص للعصفورة...للحرية التي تعانى هى من الحرمان منها ...ربما العصفورة سوف تسعد بحريتها.... وتستعيد غنائها بدلا من بكائها ...بدون تفكير يدها التى حاولت لمس العصفورة اتجهت لباب القفص وفتحتة علي مصرعية ... فتحت الباب امام العصفورة للرحيل ...العصفورة ترددت لبعض الوقت ثم قررت ان تاخذ المخاطرة وتغادر للحرية وطارت باندفاع ..

فى نفس اللحظة هبة استدارت للعودة لداخل القصر...شاهدت ادهم يقف عند مدخل التراس وهو يراقبها باهتمام ...

  •تابع الفصل التالي "رواية سجن العصفوره" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent