رواية خادمة القصر الجزء الثاني 2 الفصل التاسع 9
خادمة_القصر
جزء ٢
🌺 ٩
عندما خرج الهر كيمو واكا من البيت بعد قليل هاربآ من قبلات الانسه ميمى وهمساتها القادره على ازابة الجليد والتى جعلت كيمو واكا يشعر انه يكاد يفقد السيطره، وكيمو واكا يحب أن يكون كل شيء تحت سيطرته، لم يجد كيمو واكا المرأه العجوز وكأنه تبخرت، أدار كيمو واكا بصره فى الحقول الساطعه تحت القمر، همس كيمو واكا امرأه غريبة اطوار لكنها طيبه، ثم تذكر كلام المرأه ان الخطر الذى كان يترصدهم وتبعهم حتى عتبة البيت، وتسأل هل يكون رابط بين الحقول ينتظرهم؟
وكيف يمكن أن تكون هيئته؟ فلا أحد يعرف شكل الخطر ولا الصوره التى من الممكن أن يتشكل بها
كيمو واكا لا يقلقه سوى العصا وقذائف الأحجار التى تحلق من بعيد وتضرب جسده.
وعادت المرأه تتطوح بين الحقول رأها كيمو واكا قادمه من جهة النهر تحمل فوق رأسها زلعه وتمنى كيمو واكا لو كان بمقدوره مساعدتها لكنه هر فى نهاية الأمر، والقطط لا تحمل السلال والقلل الفخارية فوق رأسها، وكان وجه المرأه يسطع ببريق ابيض وسط الظلمه، حولها هاله تحيطها بوقار نادر
وجدت المرأة كيمو واكا خارج الدار يلعق جرحه، أنزلت المرأة جرت المياه وتوقع كيمو واكا ان تسأله عن سبب استيقاظه فى هذا الوقت المتأخر، لكنها لم تفعل، لم يغضب كيمو واكا بل زادت دهشته.
رشت المرأة مياه النهر فى أركان البيت وخارجه وفى كل ناحيه وصلت إليها يدها وهى تتمتم بالأدعيه
ثم سكبت مياه داخل وعاء وطلبت من كيمو واكا ان يشرب
لم يفهم كيمو واكا لماذا تطلب منه يشرب بينما هو لا يشعر بالعطش، لكنه استجاب لأمرها فقد كان كيمو واكا يجد لهذة المرأه قوة جذب لا تقاوم جعلت كيمو واكا يثق بها، وكيمو واكا نادر ما يثق فى اى كائن
شرب كيمو واكا الماء وشعر به يحرق بلعومه وكان على وشك ان يطلق سبه، لكن كيمو واكا سعل واستفرغ قيء اسود تسبح داخله ديدان سوداء
هذا ما يجره عليك اتباع معدتك ومحاولة ارضائها بأى شكل
قالت المرأه، يوم ما ستقتلك رمرمتك
كيمو واكا كان جائع واكل التونه والسردين، كيمو واكا لا يعرف كيف يكون ذلك خطاء؟
قالت المرأه رأيت الشر بعينك وشعر به قلبك، كان عليك أن تتوقع ذلك، السحر يسرى فى كل مكان داخل القصر
وأمرته ان يوقظ ميمى قبل أن يقتلها السحر، وحدث مع ميمى مثلما حدث مع كيمو واكا لكن رائحة قيئها كانت اكثر عفونه، ودهست المرأه بحذائها الديدان السوداء التى حاولت أن تهرب.
الفتاه فى خطر ،ديلا فى خطر يا كيمو واكا، السحر يجرى فى جسدها ولا يمكننى ان انقذها
ثم نظرت تجاه ادم الذى يتنفس ببطئ وقالت لازال أمامه وقت طويل
آدم فى عنايتكم انا مضطره للرحيل، ثم اختفت داخل الحقول قبل أن ينساب اول ضوء للصبح
__---------------_______-------______
عاد محمود الجنانى للقريه، المره دى مكنش مستخبى ولا بعيد عن العيون، رجع فى وضح النهار وسار فى طرقات القريه بفخر، بعد أن وفر له محسن الهندواى الحمايه القانونيه واستأنف فى قضيته، وكان الناس يتابعون محمود الجنانى إلى ماشى بفخر كأنه لم يقتل واحده من بناتهم
واصل محمود الجنانى سيره حتى وصل القصر، هناك أعلن انه صاحب القصر الجديد والمسؤل عنه وعن الأراضي الزراعيه التى كان يمكلها المرحوم ادم الفهرجى، لأن اهل القريه الأغبياء لا يعرفون كم كان يحبه ادم الفهرجى وكيف انه كتب كل شيء بأسمه قبل وفاته، وان على أهل القريه ان ينادوه بالباشا وان من يفعل ذلك سيأخذ أموال كثيره وسيوفر له محمود الجنانى فرصة عمل فى الأرض او داخل القصر، اما الأخرين فليس لديه لهم إلا ضرب البلغه
ثم انصرف الجمع من أمام القصر ودلف محمود الجنانى بفخر يخطو فوق القرميد الذى يوصله بمدخل القصر
اول حاجه عملها محمود الجنانى داخل القصر، جلس على الأريكه إلى كان بيقعد عليها ادم، واشعل سيجاره مثلما كان يفعل ادم، ووضع ساق على ساق وهو ينظر نحو غرف الخدم وراح يتخيل نفسه يشخط ويتأمر والكل يطيعه ويقول له امرك يا باشا
ثم ابتسم بسخريه، الصفقه التى وقعها مع محسن الهنداوى رابحه جدا، ترك له ديلا نظير ان يتولى إدارة القصر وحده
وعاجلآ او اجلآ الهنداوى سيمل ديلا، فهو يغير النساء مثل احذيته، حينها ستكون له وحده، سيحضرها للقصر هنا وتكون ملكه، ملك الباشا الكبير
وكلما نطق كلمة باشا ازداد فخر وكبرياء وجرت فى عروقه نرجسيه لا آخر لها
ثم تسلق بحذائه القذر درج السلم نحو غرفة ادم الفهرجى التى ستصبح غرفته واشتم رائحة عفونه فى كل ناحيه بالقصر وتوقع ان يكون هناك فأر او هر متعفن، فتح محمود الجنانى باب غرفة ادم وتحرك طيف أمامه مثل الدخان لكنه اختفى فورا، فرك الجنانى عيونه فعاد كل شيء طبيعى
داخل غرفة ادم كانت هناك بروده شديده رغم حرارة الجو بالخارج، أندفع محمود الجنانى خارج الغرفه، سيجعل الخدم ينظفون الغرفه قبل أن ينام فيها
ثم هبط الطابق الأرضى ودخل المطبخ وشرب الماء وكان طعم الماء غريب لكنه شربه على اى حال ورغم ان عطشه كان طفيف، إلا أنه استمر فى شرب الماء بلا توقف، وكان داخل الماء شيء جاذب يجبره على الاستمرار بفتح فمه ونزلت جرعات المياه داخل معدة محمود الجنانى وشعر بشيء غريب يدب داخله واتسعت عينيه ببريق اسود قاتم
ثم تجشاء فخرجت من فمه جرعات عفنه من أنفاس نتنه
ومرت غشاوه امام عيونه ورأى اطياف ترقص، ثم انمحى كل شيء واختفى وظلت عيونه سوداء.
حبس محمود الجنانى نفسه داخل القصر ولم يخرج كما انتظر الناس وظل هكذا طيلة اسبوع والناس تتمسخر على القهاوي على الباشا الجديد الذى لا يغادر قصره، عامل نفسه المرحوم ادم الفهرجى باشا، وانهم حتى الأن لم يرو فلوسه التى كان يتفاخر بها، ولم يعين حراس ولا خدم كما كان يدعى، والحقيقه محمود الجنانى لم يخرج من القصر الا بعد اسبوع وكان خروجه ليلا، تمشى بين الحقول المظلمه حتى وصل المقابر ثم عاد القصر فورآ ولم يراه اى شخص.
___________----
كان كيمو واكا جالس على شاطئ النهر الذى يجرى مختلجآ ساطعآ يتسكع فى طريقه إلى المجهول
واشجار التوت الاحمر تلقى بظلالها على المياه الفاتره وكان الضحى يملاء طرقات القريه بشمس أغسطس الحارقه والانسام تهب على القريه طلقه رفافه، قطب كيمو واكا وأطرق برأسه لحظه ثم رفع وجهه ونظر فى الظلال التى تلقيها أشجار التوت على الشاطيء، وتابع الفراشات الزرقاء التى ترفرف فوق دغل حشائش قريب منه، وسمع صوت طائر الزعاق الذى يرفرف بثبات فى الجو مستعد للانقضاض على مشط سمك صغير، ولد للتو ؟ هكذا فكر كيمو واكا، حياته انتهت!! وشعر كيمو واكا بالأسى على السمكه الصغيره التى ابتلعها الطائر الجائع
وخفق صوته الساخر على نبرات حزينه وزحفت على صدره كآبه غامضه، ادم لم يفتح عينيه بعد، كم مضى؟ سأل كيمو واكا نفسه، أكثر من أسبوع، المرأه متأكده ان ادم سيفيق
كيمو واكا لا يشك بذلك، لكن ماذا بعد؟ الدنيا باظت وزوجته فى مكان بعيد توشك حياتها على الانتهاء، والشر داخل القصر كل يوم يتضخم ويسير فى الليل والمرأه لم تظهر بعد، مضى اسبوع منذ رحيلها وكيمو واكا لا يعرف ما حل بها
القصه بقلم اسماعيل موسى
كان كيمو واكا هر حر يتجول فى الازقه والطرقات الموحشه ويفعل ما فى مزاجه حتى تكلم مع البشر
قطعت ميمى تأملات كيمو واكا والقت برأسها فوق كتفه
ماذا يفعل حبيبى؟
لماذا تركتى البيت؟ على أحدنا ان يكون حاضر هناك؟
ماذا سيحدث له /؟ دافعت ميمى بغضب، انها مجرد دقائق لن تخرب الدنيا
نحن قطط، البشر دمرو حياتنا، لماذا لا نرحل من هنا ونترك كل شيء خلفنا؟
كيمو واكا قط يمتلك شرف يا امرأه، كيف استطيع ان اتعايش مع الخيانه؟
لا تنسى كيف كان هذا الرجل يعطف عليك، وسمح لك باصطحابى داخل القصر
ميمى بخجل، اسفه، احلامى تجرفنى لبعيد احيانآ، لمكان لا يمكن الوصول اليه
وشعر كيمو واكا بتعاسة ميمى فقبلها ولعق شعرها بحنان
لازم نرجع البيت حالآ، المرأه قالت لا تتركو ادم ابدا
•تابع الفصل التالي "رواية خادمة القصر" اضغط على اسم الرواية