رواية بين الحقيقة و السراب الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم فاطيما يوسف
وضعت يدها على صدرها وشهقت بفزع أثر دخوله المفاجئ ، قائلا لها بحاجب مرفوع:
_ اسم الله عليكى من الخضة ياقطة ،
واسترسل ملاما:
_ حمد لله على السلامة أخيراً افتكرتى اني عندك شغل وخلصتى عذابك في صاحب الشغل وحنيتى عليه وشرفتى ؟
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ورددت بتوتر وهى تنظر إلي المصعد وبينه نظرات مشتتة :
_ ايه ده هو إنت إزاي تدخل الأسانسير وتقتحمه كدة وأنا لوحدي .
ضغط على أزرار المصعد بحركة مباغتة وأوقفه تماما وهو يجيبها بمكر وعيونه مثبتة عليها :
_ الله شوفتك وانتى تحت رحمتى أخيراً وهعمل فيكى زي مابتعملى معايا بالظبط ،
تحدثت بعيون زائغة:
_ ايه ده انت عملت ايه ، لو سمحت كدة مينفعش ، انت عايز ايه بالظبط يامالك .
_عايزك ، وانتى معذبانى ومطلعة عينى ،
قالها مالك بنظرة عتاب وأكمل :
_بقى ياقادرة تقعدي أكتر من أسبوع متجيش الشغل وليكى عين تسألى كمان !
تمسكت بحقيبتها وما زالت أعينها تدور في المكان وهتفت بحدة خفيفة:
_ هو ينفع توقف الاسانسير كدة يامالك ؟
بملامح وجه متعصبة أجابها :
_ مالك ، مالك ، مالك تعب ياشيخة وأعصابه باظت بسبب جريه وراكي .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ورددت وهي تبتعد عنه حينما لاحظت اقترابه :
_ هو ينفع الكلام ده في المكان ده يعنى ؟!
انت جرى لك ايه ؟
أماء برأسه بموافقة قائلا بتأكيد:
_ أه ينفع ولو مطلعتيش ورايا على المكتب دلوقتي نتفاهم ولا نفضل هنا والشركة تتفرج علينا وتبقى ليلة .
اتسع بؤبؤ عينيها وهتفت باندهاش:
_ انت متهور بقى على كدة وأنا كنت واخدة فكرة عنك غير كدة خالص .
اقترب منها وأصبح محاصرها كى يجعلها تستكين وتخضع لطلبه بسرعة :
_ على يدك ، بقيت متهور على يدك ياأستاذة ،
واسترسل حديثه وهو مازال مقتربا منها غامزا بإحدى عينيه:
_بس قولي لى بقى ايه الفكرة اللى انتى كنتى واخداها عنى ، احكى نفسي أسمعك ياحب.
ابتلعت أنفاسها بصعوبة والدهشة مازالت تسكن ملامحها ، اقترابه منها ورؤياها لملامحه الرجولية عن قرب وأنفاسها تستنشق رائحته التى عبئت ذاك المكان الضيق ، وتحدثت بلسان يرجف:
_ هو احنا هنفضل هنا كتييير ولا ايه ؟
بنفس غمزته الشقيه أجابها :
_شكلك كدة إنتي اللى عاجبك الوضع والحوار ده وحابة نفضل هنا كتييير ، وبصراحة كدة أنا عاجبنى المكان ،
وتابع حديثه برغبة :
_ كفاية إني بتنفس أنفاسك وده كفيل يحينى عمر بحاله.
_مالك كفاية بقى كلامك ده …. قالتها بتيهة وتابعت :
_ شغل الأسانسير وهنتكلم في المكتب أفضل.
ابتسامة عريضة ارتسمت على معالم وجهه وفورا ضغط على الزر قائلا بتحذير:
_ حذارى تغيرى رأيك وتكبرى دماغك وعشر دقايق وتكونى على مكتبى لا هتلاقينى جاي لك واللى هعمله مش هتتوقعيه .
تذكرت حديث أبيها أن لايعرف أحدا بشأن مالك وخافت من تحذيره ويتهور ويعلم الجميع ويحدث مالا يحمد عقباه وأشارت برأسها مرددة :
_ حاضر جاية متقلقش .
أنهت كلماتها وانفتح المصعد وهرولت منه وهى تتلفت يميناً ويساراً كاللص الذي يخاف أن يراه أحد وهي تردد بلسان حالها:
_ ربنا يسامحك يامالك خلتنى أبص حواليا شكل ماأكون عاملة عَمْلة .
وذهبت الي مكتبها ووضعت أشيائها وارتخت قليلا على كرسيها وهى تفرك جبهتها بإرهاق ،
وبعد مرور نصف ساعة ذهبت إلي مكتبه ودقت على الباب فقام من مكانه مسرعاً لقد رآها عبر الكاميرات وفتح لها الباب قائلا بوله :
_ القمر اللى نور المكان وزاده نور اتفضلي.
ارتجف داخلها من نظراته وطريقته ودلفت بخطى بطيئة وجلست أمام المكتب ،
لحقها بخطواته السريعة وجلس أمامها ولم يجلس على كرسيه قائلا :
_ تحبى تشربى ايه ، أطلب لك قهوة ولا عصير فريش ؟
أجابته وهى تتحسس جبهتها بإرهاق :
_ ممكن قهوة لأنى عندي صداع.
انتابه القلق عليها وأردف بخوف:
_ مالك ياحبيبي ايه اللى فيكى ؟
شكلك فعلاً مرهق جدا.
نظرت إليه بانبهار من ذاك الحنان النابع من نظراته وهمساته وحدثت حالها بتخبط:
_ ياالهى أكل ذاك الحب القابع في عيناه لذاتى أكل ذاك الحنان النابع من قلبه والذي يحاوطنى به لأجل ارضائي ،
أتكن تلك عناية الله التى شملنى بها وعفا عنى وعوضنى بذاك الراقي ،
لاحظ تشتتها وحيرتها فتحدث بعيون تشع عشقا:
_ مالك ياريما بجد قلقتينى وشغلتينى عليكى وحاسس دايما إنك فى صراع قوي هلك روحك وأعصابك .
أخذت نفساً عميقاً ثم استدعت الهدوء وتحدثت باستفاضة :
_ ممكن أتكلم معاك وأخرج لك كل اللى في قلبى من غير زعل ،
واسترسلت بتخبط :
_ يعنى هعتبرك دلوقتي دكتورى النفسي مش حبيب ولا فى بينا مشاعر وليدة .
نظر الي الباب المفتوح وأجابها بسعة صدر :
_ طيب ممكن تثقى فيا ونقفل الباب علشان تتكلمى براحتك .
أشارت برأسها بموافقة فقام من مكانه وأغلق الباب ثم عاد إلي مكانه مرددا بابتسامة:
_ اتفضلي هو أنا أطول أسمع القمر ، بس قبل ماتتكلمى ولا تقولى أي حاجة لازم تعرفى انى بحبك ومش هتنازل عن وجودك فى حياتى أنا ما صدقت لقيتك .
أصغت إليه بانتباه وابتسمت علي تصميمه عليها وحمدت ربها داخلها :
_ أنا حابة اني احكي لك عن حياتي مع باهر حاسه ان انا عايزه احكي علشان خاطر تعرف ايه اللي حصل بالتفصيل وبالرغم من اني ماضيا وحياتي القديمة ملهاش علاقة بعلاقتنا بس انا اتفقت معاك اني هكلمك كدكتوري النفسي ،
وأثناء حديثها دخل عامل البوفيه بالقهوة وقدمها لهم وخرج ، قدم لها القهوة بذوق وأشار إليها أن تكمل ، ارتشفت القليل منها ثم تابعت حديثها:
_انا وباهر كنا بنحب بعض جدا وحياتنا كانت هادية بطريقة ما تتخيلهاش عمرنا ما كنا بنتخانق غير بسيط جدا بس كان يجي علينا الليل وهو ناهي المشكلة اللي ما بينا وعمرنا ما نمنا واحنا زعلانين من بعض،
وحياتي معاه طول السبع سنين استمرت على كده بس طبعا كان ليا حماتي شديدة جدا وسلفتي ما كانتش بتسيبني في حالي وعلى طول عينها على حياتي، انا كنت بحب التصميم واخدت في كورسات كتير وطورت نفسي فيه شغاله فيه اصلا من وانا صغيرة وكل مشاكلنا دايما كانت بسبب اني عايزه يبقى ليا كيان واشتغل وأحقق ذاتي والناس تعرفني وده لأن عندي موهبة ربنا ادهالي وحرام ان أنا أدفنها ،
باهر بالرغم من حنيته عليا وحبه الكبير أووى واحتوائه ليا الا ان لما كان يجي سيرة إني عايزه اشتغل او اخرج للشغل بنفسي كان بيتعصب جامد واستحملت عصبيته كتير جدا بسبب الموضوع ده وحتى لو الموضوع انفتح قدام ماما وبابا واخواتي كان يتعصب بنفس الدرجه واتكلمت معاه في الموضوع ده بدل المرة ألف مرة وللأسف نفس الرد ونفس العصبية ونفس الرفض القاطع ،
واسترسلت حديثها وغشاوة الدموع تلمع في عينيها عندما تذكرت الليلة الذى رحل عنها فيها ،لاحظ مالك ذلك وحاول تهدئتها بكلماته قائلا :
_ حبيبي هدى أعصابك وخليكي ريلاكس وبلاش انفعال وانتى بتحكى وبعدين كملي .
وضعت يدها على قلبها تهدئ من ضرباته وأخذت نفسا عميقا ثم أكملت تلك الذكريات المؤلمة:
_لحد الليلة اللي حصل فيها مشكلة كبيرة وصممت ان انا انزل اشتغل ما استوعبش كلامى وتصميمى فخيرنى مابين حياتنا والشغل ، ساعتها كل إللي جه في بالى انى أضغط عليه زيي زى أي ست بمعنى الدلال يعنى يمكن يتأثر ، فقلت له ساعتها هختار الشغل ، ملامحه ساعتها اتغيرت وانصدم من ردى اللى كنت قايلاه وأنا أصلاً مش في نيتى انى حتى أسيب بيتى ، وفى الليلة دى قال لى اخرجى وسبينى لوحدى ، وتانى يوم مات ،
ثم انفجرت في البكاء وهى تضع يدها على وجهها تكتم صوتها أثر شهقاتها العالية ،
كان جالساً أمامها قلبه ينكوى من بكائها أولا ومن رؤية عيناها اللامعة حينما تذكرت زوجها ومن ذكر اسمه أمامه أيضاً ، نار الغيرة شبت في ضلوعه ولكنه حكم عقله لأنها وعدها بالأمان حينما تتحدث ، أما عن شهقاتها فقد انفطر قلبه لأجلها وردد بهمس كى يهدئها :
_ ريم حبيبتي هو مات لأن عمره انتهى وأنا شايفها خناقة عادية بين أى راجل ومراته ، دول في زوجين مش بيبقوا متخانقين أصلاً ولا في بينهم أي حاجة وفى لحظة يموت وهو قاعد جنبها ، الأعمار بيد الله ومحدش بيموت علشان حد لازم تثقى في كدة .
هدأت قليلاً من شهقاتها وأخذت منه المنديل الورقى الذي مد يده به وجففت عبراتها وأكملت:
_ بابا كمان قال لى كدة بس أنا وهو كنا بنحب بعض جدا لكن لما اتعرفت عليك خفت أوووى إن مشاعرى تتحرك ناحيتك ، كنت محرمه على نفسي اي راجل تاني بعديه ، لكن حصارك ليا بالكلام وبالنظرات شتتنى في الأول وكل لما أحاول مفكرش فيك تعمل مواقف تخليك متطلعش من بالى ، قاومت وعافرت كتير أووي بس مقدرتش يامالك ،
وتابعت حديثها وهي ترفع عيناها اللامعة بالدموع والعشق معا:
_ لقتنى بفكر فيك ليل ونهار وبقيت تايهة مابين الحاضر والماضى ، بقيت مشتتة في تفكيرى وبلوم نفسى إزاي قدرت تبدل باهر أبو ولادى وحب عمرى بيك يامالك ، متتصورش الصراع النفسي اللى عايشاه بقالى فترة عامل فيا ايه ، مدمرنى ومخلينى كارهة نفسى أووي ومش طايقة أبص على نفسى في المراية واحتقرتنى وبعد جلدى الشديد أووي لنفسى أرجع لنقطة البداية وهى صورتك اللى قدامى ومبقتش تفارقنى لحد مابابا حس بيا وقال لى كلام هدانى شوية ،
عرفني ان القلوب بايد ربنا سبحانه وتعالى هو اللي بيبدلها زي ما يريد لكن لما بقعد مع نفسي تاني مش قادره اتخطى ان ممكن احب واتجوز راجل تاني غير باهر واعيش معاه ،
وفي نفس اللحظه تكون في بالي وبفكر فيك ومش قادره اني اتخطى وجودك في حياتي وانا رافضه اي فرصه اديها لنفسي تاني اني اكمل حياتي وبين الخناقات الكبيره اللي جوايا بلاقيني ما بقتش شايفه الا انت .
يا الله عظيمة أنتى تجرحين وتداوين في نفس اللحظة ، تشتتى روحي وتدميها بكلماتك ثم تطيبها فى نفس اللحظة ،
كيف لكى أن تلعبى بأوتار مشاعري وتعزفى على نيران عشقى بتلك الدرجة ،لقد تعبت ولكنى فى محراب حبك متمسك ولكن بنار غيرتى أحترق ، كيف لكي أن تفعلى الشئ وعكسه فى آن واحد ! إذا فلأصدق حدسي أنكي الرائعة التى يحتاجها قلبى ،
انتبه من تشتته السريع ووقفت أذناه عند اعترافها بحبها له الغير صريح ولكن علم بأنها تحتاجه وتفكر فيه بل وتريده كما أرادها ، لم ولن يتحدث معها الأن عن ماضيها وسيغلق عليه بمفتاح عشقه لها ، وسيقتحم قلبها أكثر من ذي قلب رغم وجعها ، رأي أن يحدثها عنهما لكى يثبت لها أن الماضى ماهو إلا كالسراب بالنسبة له وهو الحقيقة الماثلة أمامها الأن لذلك سيسحبها معه الي عالمه بطريقته وستسكن قلبه وأحضانه بكل اطمئنان وسلام منها ،
ثم تحدث هائما في سماء عشقها :
_ هو أنا ينفع أجي أتقدم لك النهاردة ونكتب الكتاب بكرة أنا خلاص الصبر زهق من صبري ياريم .
فتحت فاهها باندهاش لعدم انزاعجه من اعترافاتها وكأنها سراب ، ثم تسائلت باندهاش :
_ ايه ده هو إنت مزعلتش من كلامى ولا حتى اتأثرت بيه وكأنى مقلتش حاجة ؟
رفع حاجبيه وهتف بمكر :
_ الله هو انتى بتنسى ولا ايه ! هو إحنا مش اتفقنا إنك هتكلمينى عل انى دكتورك النفسى ، وأنا رديت عليكى من شويه على أساس كدة ،
واسترسل بحب:
_ أما دلوقتي أنا مالك حبيبك اللى هبقى عن قريب أووي جوزك ،
وتابع بمشاغبة وهو يغمز لها بشقاوة:
_ شفتى بقى أنا مركز معاكى أوووى وواخد بالى حتى من تفاصيل كلامك ، علشان تعرفى بس انى بحبك بجد مش مجرد كلام وخلاص.
ابتسمت برقة على كلماته وكأن بابتسامتها تلك ودعت الأحزان التى مررتها كثيرا وقررت أن تترك مصيرها للقدر ،
ثم تحدثت بنبرة هادئة:
_ تمام أنا موافقة بس ليا شروط.
انفرجت أساريره وود أن يأخذها بين أحضانه، بل ود أن يمسكها من يداها ويذهب بها إلي المأذون كي يدون سحر اللحظة قولا وفعلا ،
فتحدث بعيون ناطقة بالعشق :
_ بجد ياريم موافقة تكملى اللى باقى من عمرك معايا ؟
أمائت برأسها بخجل وتابع هو :
_ ياه أخيراً ياشيخة ده إنتي عذبتينى وطلعتى روحى ، اشرطي واطلبى واؤمري ياجميل.
كانت تفرك بيدها كعلامة على التوتر والخجل ثم تحدثت بنبرة واثقة:
_ أول حاجة بل وأهم من كل مهم ولادى قبلى وهيعيشوا معايا ومش هسيبهم أبداً ولا هتخلى عنهم ، ولو فى يوم اتضايقت من وجودهم ومحبتهوش وطلبت إنهم يمشوا يبقى أنا همشى قبلهم ،
واسترسلت بنبرة حزينة سكنت عيناها:
_ علشان لاقدر الله ميحصلش اللى حصل قبل كدة .
تنهد بارتياح عقب استماعه لشرطها الأول وهتف باستجواد:
_ ولادك هيبقوا زي ولادى بالظبط وأنا مش من النوع اللى أحقد على أطفال أو أغير من وجودهم معانا متقلقيش ياحبيبتي ،
واستطرد حديثه بحزن نابع من قلبه:
_ دول فى عنيا وأنا هبقى أب ليهم وهحس معاهم احساس افتقدت وجوده في حياتي ، كملى شروطك .
أحست بحزنه من خلال نبرته التى تحدث بها
ولا تعرف مالسبب الكامن وراء ذلك الحزن وأكملت شروطها:
_ ثانيا أنا حابة اني أكمل في الشغل وحابة انى يبقي ليا اسم وكيان ودايما هيبقى عندى طموح إن ماركتى تسمع العالم كله شرقه وغربه ، فأرجوك متموتش حلمى وساعدني انى أوصل وشجعنى على كدة ولو لقتنى قصرت معاك في يوم من الأيام ساعتها يبقى ليك حق إنك تعاتبنى بكل هدوء .
تنهد براحة نفسية لسهولة شرطها الثانى وأجابها بحب :
_ أنا الست إللي أحبها لازم أحب نجاحها ،وأحبها تبقي شاطرة في مجالها وده شئ يشرفني جداً ومتقلقيش هنوصل مع بعض لمكانة عمرك ماكنتى تحلمى بيها وده لأنك تستحقيها.
تنفست الصعداء وارتاحت روحها لتفهمه لها وتابعت :
_ تمام الحاجة التالتة ودي بردوا مهمة ولازم تعرفها اني هتنازل عن كل ورثى وورث ولادى علشان أشتري بيهم راحتنا وإن ولادى يفضلوا في حضنى ومحدش يقرب ناحيتنا أبدا ، يعنى هتاخدنى بولادى واحنا لانملك شئ .
وكادت أن تكمل كلماتها إلا أنه أوقفها بإشارة من يده مرددا بذهول:
_ انتى متوقعة أو جه في بالك انى ممكن أبص لفلوسك أو انى متابع وعارف ورثك والحوارات دي ؟!
أجابته بإبانة:
_ لاا خالص والله أنا عارفة بتكلم مع مين كويس بس لازم أعرفك وأحط النقط على الحروف من البداية ومجبتش أخبى أي حاجة وانى أبقى كتاب مفتوح قدامك .
ابتسم برقة وأردف بأمل:
_ كدة تمام أتوكل على الله وأجي لبابا النهاردة ولا في حاجة تانى .
ابتسمت بشده على استعجاله وهتفت بتمهل:
_ ايه يامالك مالك متسرع كدة ليه ، اصبر بس كدة علشان عندى أخر حوار مع حماتى وابنها هخلصه وساعتها هقول لك الدار أمان اتفضل .
سألها باستفسار مغلف بالغيرة:
_ أخو باهر إنتي مالك وماله ؟
اتسعت مقلتيها بذهول لغيرته السريعة:
_ يعنى ايه مالى وماله مش عم ولادى وهو اللى هنهى كل حاجة معاه تخصنى وتخص ولادى .
أحس بالغيرة الشديدة ولكنه اقتنع بكلامها وأردف متعجباً:
_ طيب وجوازنا إيه علاقته بأنك تنهى الحوارات دي معاه ؟
أجابته بتوتر :
_ ماهو دي أخر حاجة كنت هقولها لك ، إن بابا اتفق معايا انى مجبش سيرة جواز ليا أو حد يعرف بالموضوع ده لحد ماخد تنازل عن ولاية أولادي والوصاية عليهم إلي الأبد وأسجل التنازل ده فى الشهر العقاري ، ساعتها هنعلن وأحنا بقلب جامد علشان محدش يستغلنى ويذلنى بولادى .
تفهم الأمر وسأل :
_ طيب الموضوع ده قدامه قد إيه مش يومين تلاتة بالكتيير .
أجابته :
_ هياخد أسبوع أو عشر أيام بس مش أكتر ان شاء الله.
ضرب كفا بكف وأردف بخيبة أمل :
_ ده إيه النحس ده لسه هستنى عشر أيام بحالهم ، لله الأمر من قبل ومن بعد .
ابتسم داخلها على اعتراضه مردفة باندهاش:
_ هو أسبوع ولا عشر أيام كتيير ، ده إنت صبرت شهور جت على حبة أيام .
وظلوا يتحدثون عن كل شئ عنها وهي لم تعرف شيئا عنه ولكن وعدها أن يقص عليها حياته مرة أخرى.
_____________________________
في منزل إيهاب البحيرى يجلس هو وراندا مع حالهم فى غرفتهم يتحدثون في أمور حياتهم فتذكر أمر سما فسألها بجدية :
_ أه صحيح فيه حاجة مهمة افتكرتها وكانت غايبة عن بالى .
اندهشت ملامح وجهها وسألته :
_ حاجة ايه دي ياحبيبي ؟
أجابها وهو يعتدل من جلسته :
_ سما بنتنا مالها ؟ لما كنا فى المستشفى سمعت من والدك تقريباً وهو بيقول لك الولد والبنت ضاعوا ؟
واسترسل استفساره:
_ ممكن أعرف يقصد إيه بكلامه ده ؟
انقلب وجهها بعلامات الطيف فهى كانت لاتود إخباره بذاك الموضوع ، ولكن استجمعت شتاتها وأجابته بصراحة لأنها تعرفه جيداً يكشف التحوير في الحديث بمهارة:
_ سما جت لها فترة اتعرفت على بنت مش كويسة البنت دي خليتها تعمل اكونت على التيك توك والمواقع التانيه اللي شبهه بالظبط وقالت لها انها تعمل فيديوهات تجيب لها مشاهدات ومتابعين كتير وعلشان سما ما عندهاش خبره وكنت انا في الفتره دي متدمره زي ما انت ماعارف عملت اكونت جديد خالص وكانت حظرانا كلنا منه علشان ما نشوفش الفيديوهات بتاعتها وتقريبا اصحابها المقربين عملت لهم برده حظر وبقيت تنزل فيديوهات ليها وهي في اوضتها لابسه لبس مكشوف وحاطه ميك اب اوفر وبتعمل حركات ما تعملهاش بنوته في سنها وفي يوم كنت قاعده لقيت فيديو ليها جاي لي على الواتساب من صاحبتها دي بس بعد طبعا ما بقى عندها تقريبا ما يقرب من نص مليون متابع وزياده كمان وانا شفت الفيديو انصدمت .
اتسعت عيونه من هول ما سمع ايمكن ان تكون صغيرته وقعت في شباك السوشيال ميديا واتبعت طريق الضياع والذي لا يليق بها ولا بهم ،
وتساءل بملامح شديدة الدهشة:
_وانتي كنتي فين وهي بتعمل الفيديوهات دي كلها لحد ما بقى عندها نص مليون متابع بالسرعه دي وازاي اصلا وصلت للمتابعين دول في الوقت القليل ده ؟
ابتلعت انفاسها بصعوبه عندما رات علامات الغضب مرسومة على وجهه واردفت وهى تدارى عينيها خوفاً من غضبه الآتى :
_انا كنت في الفتره دي وطول ما احنا مطلقين تعبانه جدا ونفسيتي متدمره ما كنتش مركزه معاهم خالص واظن انك لازم تعذرني وتديني مساحه العذر الكافي علشان اللي حصل لنا ما كانش هين عليا .
انتفض من مكانه وقام من جانبها وجلس على الأريكه الموجوده في الحجره قائلا بتوبيخ :
_عذر اقبح من ذنب ياراندا هانم، ياما جيت لك واترجيتك ان احنا نلم بيتنا وعيالنا وانتي كنتي مصممة على اللي في دماغك،
ياما قلت لك العيال هيضيعوا وكنت دايما بسألك عليهم عاملين ايه تقولي لي كويسين وبخير وابعد عننا انت،
شفتي كبريائك وعندك وصل الاولاد لايه وبنتنا بقت عامله ازاي اللي كانت زي الملاك ؟!
انتفضت تلك الأخرى من مكانها وعيناها لمعت بالدموع مرددة بحرقة:
_غصب عني كنت موجوعة ومجروحة وكنت بعمل تصرفات ما كانتش في وعيى وانت السبب الأول في ده كله ،
انت ما تتصورش انا عشت الفترة اللي فاتت دي اسوء فترة في حياتي وما كنتش دريانة بأي حاجه حواليا ولا حتى بنفسي انا جرحي منك كان كبير قوي يا ايهاب .
بعيون تطلق غضبا كما هى هتف برفض:
_برده ده مش مبرر انك كنتي تهملي في الأولاد لحد ما يوصلوا للدرجة دي انا سبتهم امانة معاكي والمفروض كنتي تحافظي عليهم اكتر من كده .
دارت فى المكان حول نفسها بغضب وهتفت بصوت عال بعض الشيء وعيونها تشع احمرارا من أثر البكاء:
_ دلوقتي أنا اللى بقيت مهملة فى وجهة نظرك!
طيب إنت واللى عملته فيا وتدميرك ليا ده مش سبب يخلينى أنسى الدنيا باللي فيها ،
وتابعت كلماتها وهى تشير بيداها فى اللاشيئ بسبب توترها :
_طيب ماتيجى نبدل الأدوار كدة يابشمهندس ونشوف ساعاتها موقفك ايه ؟
اعتلى الذهول ملامح وجهه وسألها بدهشة:
_ يعنى ايه مش فاهم كلمة نبدل الأدوار دى تقصدي بيها ايه ؟
جلست على التخت بإهمال وهى تضع وجهها بين يديها وأجابته وهى تنتحب بشدة:
_ انت فضلت متغرب عنى أكتر من ١٥ سنة وكنت فى غيابك صايناك وحفظاك ومراعية ربنا فيك وعمرى ماعملت حاجة تغضب ربنا منى ولا رحت لطريق الضياع اللى بتروحوا ستات كتير أووي لما جوزها يبقى مسافر ،
مكنتش مستنية منك الخيانة وانك تبيعنى وتتجوز عليا وأنا هنا محرمة على نفسي كل حاجة ،
واسترسلت وهى تعرض عليه صورة الخيانة تجاهها :
_ تصور لو أنا اللى خنتك وعرفت راجل غيرك كان هيبقى موقفك ايه ساعتها كنت هتسامحنى بردوا ؟
استنكر دفاعها بشدة وقام من مكانه واقفا أمامها وأمسكها من كتفيها يهزها بعنف مرددا بفحيح:
_ ده أنا كنت دفنتك حية ياراندا وعملت فيكى اللى ميتعملش ، انتى اتجننتى اصلا! إزاي تقارنى دي بدى ؟ أنا راجل كنت متجوز على سنة الله ورسوله مش ماشى مع واحدة والسلام فيه فرق جامد .
نزعت يداه من على كتفيها وردت بعنف حينما ذكر زواجه عليها :
_ بس من ورايا ومن غير ما أعرف ولا ادتنى حرية الاختيار اللى ربنا ادهالى ، تبقى أنت كنت خاين ساعتها ياإيهاب والخيانة واحدة مبتتجزأش فى الأخر بتوجع الطرفين سواء كانت بعقد ولا من غير .
قالت كلماتها وارتمت على تختها تبكى بشدة على أمر ذكرى مرت بحياتها ولن تنساها ،
توجع قلبه لأجلها ورأي أنه حملها أكثر من طاقتها فهبط لمستواها وحرك خصلات شعرها من على وجهها وتحسس خديها برقة وهو يحاول تهدئتها مرددا باعتذار:
_ حقك عليا ياحبيبتي متزعليش منى ، أنا اتعصبت بسبب اللى حصل لسما واللى مكنتش أتوقعه إنه يحصل أبداً.
ظلت على وضعها تنتحب بشدة فقد صعبت عليها نفسها بشراهة ، وكلما استمع إلي شهقاتها لام حاله بشدة فحملها وجذبها الي أحضانه وهو يقبل جبهتها وكل إنش بوجهها مرددا بأسف:
_ حقك عليا ياحبيبي متزعليش ، خلاص ياستى أنا اللى غلطان فى كل حاجة من البداية مش عايزين نفتح الموضوع ده تانى خالص وندفنه علشان أنا مش هقدر أعيش من غيرك ولا استغنى عنك ابدا ،
واستطرد أسفه بتوضيح:
_ وإذا كان على ولادنا مسؤولين مني قبل منك بعد كده وهنتشارك مع بعض كل خصوصياتهم وعيني هتبقى عليهم قبل عينك وهشيل عنك سنين العمر اللي تعبتي فيها وإنتي بتربيهم وانا كنت بعيد عنكم ،
موضوع سما ده سيبيه عليا انا ولازم ترجع سما البريئة الراقية بتاعة زمان واللي إنتي مربياها بايديكي يا قلبي ،
خلاص بقى ممكن نهدى يا حبيبي .
كان يردد تلك الكلمات وهو يمسح دموع عينيها بكلتا يديه وما كان منها الا ان هدأت من كلماته وقبلت عتذاره،
فهي قررت ان تغير من حالها كي تحافظ على بيتها وزوجها ومن اهم التغيرات ان تقبل اعتذاره واسفه دون تطويل حتى لا يتسبب البعاد في الجفاء بينهما وهذه تلك الاشياء التي خرجت بها من تلك التجربة المريرة التي عاشتها في الفترة السابقة .
ومرت تلك الليلة عليهما بسلام بعد ان هدئ الطرفان وبعد ان وعدها بأنه سيحل مشكلة ابنتهم بأسرع وقت دون ايذاء شعورها .
___________________________
بعد مرور يومان كان جميل يجلس هو ابنته ريم يتحدثون فى أمرها الهام الذى كان شغلها الشاغل هى ووالدها ، فتحدث جميل بابتسامة عريضة:
_ بصى بقي أنا سويتهم لك على نار هادية وسايبهم يتحايلوا عليا من بقى لهم أكتر من عشر أيام بس أنا كنت بماطل شوية لحد قبل ميعاد الجلسة بحاجة بسيطة علشان منقعدش نحكى كتير ، وكمان عقبال ماجهزت عقود التنازل عن الولاية بتاعت أولادك مع المحامي علشان منضيعش وقت خالص ،
واسترسل حديثه برأي صائب :
_ يالا تغور الفلوس فى ستين داهية أهم حاجة راحتك انتى وولادك وانك تعيشى في سلام نفسى ، أصل راحة البال يابنتى متكفيهاش كنوز الدنيا بحالها.
نال رأي والدها استحسانها وحمدت ربها على وجود ذاك الأب الخلوق ذو العقل الرشيد والذي دائما يقف بجانبهم ويحل معهم مشاكلهم دون كلل أو ملل ،
فتحدثت بتأكيد:
_ كلامك صح يابابا كنوز الدنيا متسواش وجود ولادى فى حضنى بسلام ومن غير ما حد يهدد أمننا ومن غير ما حد يقدر ياخدهم منى ولا يلوى دراعى بيهم في يوم من الايام ، وأنا متأكدة إن اعتماد وزاهر يعملوها ،
ولكن جال فى خاطرها أمرا ما جعل قلبها يدق خوفاً فتابعت بتيهة :
_ هما ممكن ميوافقوش يابابا على كدة وياخدو منى ولادى لو اتجوزت ؟
حرك راسه بنفى وأجابها:
_ متقلقيش ياحبيبتي عمرهم مايرفضوا ، أصل اللى يقبل ياكل مال اليتيم المدة اللى فاتت دي كلها ويستخسر يديهم حقهم بحجج فارغة يقبل يبيع نفسه عادى جدا ، وهما أول مانقول تنازلك عن الفلوس هيريلوا عليها وما هيصدقوا دول بيحبوا الفلوس أكتر من نفسهم أنا عارفهم ولا يهمهم عيال ولا يحزنون .
وأثناء حديثه رن هاتفه ورأي اسم المحامى الخاص به منقوشا على هاتفه ، فأمرها قبل أن يجيبه:
_ طيب يالا قومى المحامى بيرن أهو سبقنا على هناك ، ولما نروح متتكلميش خالص وسيبيلى أنا العالم دي هعرف أتعامل معاهم.
ثم أجاب على المحامى وأبلغه بقدومهم ،
وصعدوا إلي السيارة منطلقين الي تلك الجلسة التى تعد بمثابة الحرية لريم وأبنائها وهي تناشد ربها داخلها أن يجعل التوفيق حليفها ،
وأثناء سيرهم أتتها رساله على الواتساب الخاص به ، فتحته ووجدتها من مالك مرسلاً لها :
_ وحشتينى جداً على فكرة .
ابتسمت بحالمية وتفاعلت مع رسالته وأرسلت إليه إيموجى يعبر عن الإعجاب ،
جن جنونه من ذاك الرد ولم يعجبه فأرسل إليها بتحذير:
_ هتردي عليا ولا أرن فون أو ماسنجر وانتى حرة بقى وهعمل لك إزعاج ؟
حركت رأسها بذهول من جنونه وأجابته :
_ هو إنت علطول كدة هتفضل تستخدم أسلوب التهديد معايا ولا إيه ؟
أنا كدة هخاف منك خالص .
كان يدور حول نفسه بالكرسي الخاص به وكانت تلك حركته المفضلة التى يعشقها عندما يكون في حالة سلامه النفسي وأجابها :
_ ماهو انتى لو بتسمعى الكلام وشطورة هتلاقينى معاكى لين لكن انتى بتستخدمى معايا نظام التقل صنعة علشان تخلينى ملهوف عليكى ،
واسترسل كلماته بغرام عبر الفويس الصوتي:
_ ببقى نفسى أكلمك كل لحظة وتبقى قصادى كل وقت ، ببقى دايما ملهوف لكلامنا مع بعض، هو انتى مش بتبقى ملهوفة زيي ؟
أو لما تشوفى رناتى ولا رسايلى قلبك مش بيدق ولا بتحسى انك ملهوفة على الرد بسرعة ، اوصفي لى احساسك ياقلبى بحب أتكلم معاكى أووى وبحب أسمعك جدااا .
استمعت إلي رسالته الصوتية عبر سماعة الهاتف وكم كان صوته المبحوح وهي يحكايها بغرام جعلها تهيم به عشقاً في تلك اللحظة بالتحديد ، تركت كل الهراء الذى بداخلها الذي يؤنبها عن عشقها له واستمعت الي رسالته عدة مرات ، حقا لقد أحبته لا بل عشقته ،
ثم وجدت أصابع يديها تنقش تلك العبارة وهى في سماء هيامها به :
_ لما بتكلمنى أو بنقعد مع بعض ببقى مش عايزة الوقت يعدى ولا يمر ، بحس انى عايزة أبقى منتبهة معاك أوووي ، ومتشكرة جداً لوجودك في حياتى يامالك ،
لم تصدق عيناه رسالتها ولم يصدق حدسه أن تلك الكلمات المنقوشة أمامه لتلك الريم التى عذبته بذات نفسها ، أكل ذاك الشعور بالاشتياق داخلى لها جراء تلك الكلمات البسيطة ! فماذا عن اعترافها بعشقها لي كيف يكون مذاقه لقلبي وعينى !
يا الله كم أنتى ماهرة فى أن تجعلين جسدي يتمرد عليا ويريدك بلهفة ،
وسجل رسالته الأخرى بصوت مبحوح أثر دخوله عالمها الهائم:
_ بحبك ، لاا بعشقك ، ونفسى تقوليها لى بقى صريحة ، بجد هبقى ساعتها أسعد راجل في العالم ياعمرى ، قوليها ياريم وأنا أوعدك إنك مش هتندمى عليها طول عمرك.
لو كان أمامها لرأى الاحمرار يغزوا علامات وجهها كألوان الطيف ، وتلك المرة أيضاً استمرت في سماع اعترافه كثيراً ، ومن شدة خجلها لم تقوى على الرد عليه ، ولكنه انتظر ردها وحينما تأخرت علم خجلها وكأنه يراها الآن أمامه ،
وظل يردد مع حاله وهو يعيد قراءة سطورها المعدودة ولكن كانت بالنسبة له ألاف الترنيمات لعشقه :
_ مختلفة أنتى ياامرأة غير كل نساء العالم أجمع ، في عيناكى شراسة تخبئ ورائها احتياج، وفي طلتك قوة تخبئ ورائها اشتياق ، وفي أحضانك عزة تخبئ ورائها سكن يؤمن الأوطان ، أريد أن أقتحم حصونك ولكن وقت احتياجك واشتياقك لكي أعبر أوطانك بكل سلام .
وأفاق من تفكيره في تلك الصغيرة على صوت الراديو فمالك يعشق الإذاعة بشدة ولابد أن يشاركها يومه ، أفاق على كوكب الشرق تغنى أغنيته المفضلة والتى انتبه إليها بإنصات شديد ولأول مرة منذ ولادته يشعر بمعانى تلك الكلمات وكأنها تنشدها لأجله وكانت تلك الكلمات:
_كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين، خطوتين، خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين، إنت فين، إنت فين
كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين، خطوتين، خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين، إنت فين، إنت فين
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه، إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
عيون كانت بتحسدني على حبي
ودلوقتي بتبكي عليّ من غلبي
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
فين أشكي لك فين
عندي حاجات و كلام وحاجات
فين دمعك يا عين
بيريحني بكايا ساعات
بيريحني بكايا ساعات
بخاف عليك وبخاف تنساني
والشوق إليك على طول صحاني، صحاني، صحاني
غلبني الشوق وغلبني، غلبني، غلبني
وليل البعد دوبني، دوبني، دوبني
ومهما البعد حيرني
ومهما السهد سهرني
لا طول بعدك يغيرني
ولا الأيام بتبعدني بعيد، بعيد، عنك .
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بين الحقيقة و السراب ) اسم الرواية