Ads by Google X

رواية زاد العمر وزواده الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم رضوى جاويش

الصفحة الرئيسية

 رواية زاد العمر وزواده الفصل السابع والعشرون 27

الفصل السابع والعشرون

كانت تتمدد على الفراش قبالتهما، بعد أن أحضرا لها طبيبا جارا بأحد طوابق البناية، والذي أكد على وجوب الراحة واعطاها بعض المهدئات،  فمن الواضح أنها قد تعرضت لضغط عصبي ونفسي شديد، في الأيام القليلة الماضية، هو ما اوصلها لهذه الحالة التي كانت عليها اللحظة، وهي ترتجف مرددة اسمه بأحرف مرتعشة، ما دفع حازم ليهتف بتسبيح في عزم: خليكِ جنبها، أنا لازم انزل حالا اشوف إيه اللي بيحصل بالظبط، يا ريتها فايقة كنت سألتها، لكن واضح إن الموضوع كبير.
هزت تسبيح رأسها في تفهم، وما أن دخل حازم يكمل ارتداء زيه الميري، حتى اندفعت تسبيح من باب الحجرة هاتفة باسمه في عجالة، ما دفعه ليهتف في ذعر متسائلا: بدور فيها حاجة!! 
أكدت تسبيح مطمئنة: لا لسه نايمة، بس لقيت الورقة دي فاللبس العجيب اللي كانت لبساه، يمكن تفيدك قبل ما تنزل.
انتزع حازم الورقة في لهفة من كف تسبيح، قارئا إياها في عجالة، وما أن انهاها، حتى جلس منهارا على طرف الفراش، هامسا في اضطراب: سيدنا محمد رسول الله.
تطلع نحو تسبيح، هامسا في خزي : ظلمناه.
كانت عينى تسبيح دامعة بالفعل، وهي تهز رأسها توافقه الرأي، لكنه انتفض سريعا في اتجاه الخارج، مؤكدا : أنا لازم ابلغ رسالته للقادة، لازم ألحقه بأي طريقة.
تنهدت تسبيح وهي تمسح دمعها الذي سال على خديها، متناولة الورقة الملقاة على الفراش، لتتطلع إليها من جديد، تجري عيونها على الكلمات التي خطها منتصر سريعا:" حازم بيه، بلغ اللواء مراد الفنجري، أن الميعاد المتفق عليه، اتقدم بقى النهاردة، خليه يتحرك أول ما توصلك الرسالة دي.
ملحوظة تخص حضرتك: بنتك كانت فالحفظ والصون، الحمد لله اللي قدرني على حفظ الأمانة الغالية، وردها غالية، أمانة عليك، لو حصل لي حاجة، بلغ ستي بالحقيقة كلها، لا إله إلا الله." 
طوت تسبيح الرسالة، وسارت حتى حجرة ابنتها، تتطلع نحو جسدها المسجى بلا حراك، إلا همسها المحموم باسمه، لتشهق باكية، هامسة بتضرع من أعماق قلبها : يا رب أحفظه، يا رب نجيهولها يا رب. 
              ***************
همهمت قبل أن ترفرف رموشها في تكاسل، وهي تفتح عيونها تتمطا في سعادة، تطلعت نحو الجانب الأخر من الفراش، لكنه لم يكن هنا، ابتسمت في هدوء معتقدة أنه هرب من جوارها، ينام بحجرته، بعد ما كان بينهما البارحة، همت النهوض، لتتأكد أنه هناك، لكن صوت إشعار رسالة ما أتاها، تناولت هاتفها، لتجد رسالة منه، كانت رسالة صوتية، هتف فيها بصوت كان من الواضح أنه يحاول العثور على ثباته بلا جدوى: " السلام عليكم، بصي يا سمية، أنا اضطريت أسافر الصبح بدري، السفرية دي كنت مچهز لها من فترة، مش عشان حاچة، و.. واللي حصل إمبارح ده، اوعدك مش هيتكرر، أنا فرضت نفسي عليكِ وكسرت وعدي معاكِ.. ف.. يعني، المهم.. خلي بالك على حالك، ولما أرچع نبجوا نتفاهموا.. سلام عليكم"
ابتسمت رغما عنها، كانت تتوقع منه ردة الفعل تلك، لذا لم يكدرها الأمر مطلقا، اتسعت ابتسامتها وهي تعيد سماع الرسالة المسجلة مرة أخرى، واعترفت أنها تسمعها لا رغبة في التأكد من معلومة ما، بل لأنها اشتاقت صوته، ذاك الأحمق الذي يعتقد أنه فرض نفسه عليها، لا يدرك أن الماء المغلي ذاك ما كان إلا حجة اختلقتها حتى تقرب بينهما سبل الوصل، ولقد نجحت الخطة رغم بدائتها بنجاح، قهقهت رغما عنها، وهي تتذكر أن ذاك الماء الذي اسقطته عمدا على قدمها، لم يكن ساخن من الأساس، ولو تنبه ولو قليلا لأدرك ذلك، لكنه كان بعالم أخر، مفتون بها كليا، ما أثار بداخلها كوامن الفخر الأنثوي، وهي تتذكر نظراته وهمساته لها، وهي بين ذراعيه، كم كان حانيا ورائعا ومغرم بها حد الهوس، حتى أنه لم يكف عن ترديد اسمها للحظة وهي بأحضانه كأنه يتأكد أن ما يحدث، حقيقة واقعة لا حلم من أحلام منامه.
تنهدت في راحة، وتطلعت للهاتف في شقاوة، لا تعرف متى أصبحت بهذا الانفتاح وهذه الأريحية!؟ .. يبدو أن سهام كانت على حق حين قالت، أن سمير قد صب عليها بعض من صفاته، لتصبح صورة منه، وكم أسعدها هذا كثيرا، فهذا الرجل الرائع يستحق امرأة تماثله روعة وبهاء، لتهبه ما يستحق.
تطلعت من جديد للهاتف، وتساءلت، هل عليها الرد على رسالته الحمقاء تلك!؟ .. استشعرت أنها لابد أن تفعل، حتى لا يعتقد أنها تجلس اللحظة تبكي على ما جرى، ويرسم له خياله العجيب ذاك، الكثير من القصص التي لا أصل لها، غير مدرك أن ليلة البارحة كانت أروع لياليها وأكثرها سعادة، وأن عليه أن يترك ذاك الحمق الذي تفوه به عن فرض نفسه عليها، مدركا أن ما من امرأة حرة، تهب جسدها لرجل إلا وقد وهبته قلبها مسبقا، فالجسد ما هو إلا شيك مؤجل الدفع، لمحبة وود كان هو أساس الشراكة الروحية بينهما، وقد حان أوان استحقاق الشيك، وكان عليها أن تدفع عندما تأكد لها بل عندما تيقنت أنها لم تحب غير هذا البعيد الحاضر، الذي تتمنى لو كان هنا اللحظة، حتى تعلمه كيف يمكن لامرأة أن تهواه بكل ما في الكلمة من معنى، وأن تمضي له صك امتلاك قلبها وعقلها وجسدها، عقد مفتوح المدة، بلا شروط سوى المودة والرحمة اللتان تعلم أن قلبه يحمل منهما الكثير لأجلها.
ضغطت زر تسجيل رسالة، هامسة في نبرة تقطر شوقا:" سلام عليكم يا سمير، مجلتش ميتا راچع عشان نتفاهموا!! أصل عندي كلام كتير جوي عايزة اجولهولك، بس لما تاچي بالسلامة، اتوحشتك"
همست بكلمتها الأخيرة وابتسامة صافية ترتسم على قلبها قبل شفتيها، وارسلت الرسالة، التي تلقاها سمير في عجالة، مبتعدا عن الرجال الذين يرافقهم، واضعا سماعات الأذن احتياطيا، قبل أن يستمع لرسالتها في لهفة، ليتوقف عند الكلمة الأخيرة متسمرا، ما دفعه ليخلع السماعات عن أذنيه، يضع إصبعه يهزه بأذنه، يستجلي السمع، لا يصدق ما سمعه من الأساس، ليضع السماعة من جديد، والتي كان يشك في جودتها، قبل أن يعيد الرسالة الصوتية، وقد أيقن أنها قالت"اتوحشتك".. كاد أن يهلل فرحا، لكنه تمالك أعصابه، وهو ينضم للرجال من جديد، جسده بينهم، لكن عقله وقلبه وروحه بموضع أخر، حيث مالكة الفؤاد، يتذكر لحظاته معها البارحة، فيكاد يطير شوقا إليها، عائدا محملا باللهفة، لكنه يعود لصوابه من جديد، معتقدا أن ما تريد أن تخبره به، يؤكد على ظنه، لكن كلمتها الأخيرة التي تؤكد على شوقها تظهر عكس ذلك، ظل ما بين ظنونه متخبطا، ما أنقذه إلا تلك الكلمة التي تعلق بها فؤاده، يتمنى لو كانت حقيقة لا محض أوهام.
             ***************
رفرفت رموشها تحاول استيعاب ذاك الضوء الذي وقع على ناظريها، لتنتفض ما أن أدركت أنه ليس ضوء نهار اعتقدت أن شمسه لحقت بفراشها لتوقظها، بل كان ضوء ذاك الكشاف الطبي الذي كان يفحصها به في اهتمام بالغ.
تطلعت نحوه في تعجب، ودارت ببصرها في جولة سريعة حول تفاصيل المكان الذي لم تره من قبل، ما جعلها تهتف في اضطراب: أنا فين !! 
هتف رائف في نبرة هادئة : في أوضتي يا دكتورة.
تطلعت إليه في حنق: بعمل إيه في أوضتك يا رائف بيه!؟ 
ابتسم في هدوء: مضطر، وإلا كنت سبتك فالاستراحة مع التعبان! 
تنبهت، وشردت للحظة، لتاتيها كل ذكريات الليلة الماضية، وكان أخرها صوته المذعور، وهو يحملها بين ذراعيه، الذي كان يدعوها لتظل واعية، ما جعل وجهها يكتسي بالحمرة خجلا، تناقضت تماما مع تلك النظرات التي ترمقه بها، والتي تحمل بعض العدائية المخلوطة بشوق لم تستطع إخفائه، ما دفعه ليأمرها في لهجة حانية: ارتاحي، أنتِ لسه بتتعافي.
نهضت في اندفاع بعيدا عن فراشه، تبحث عن حذائها، وكان ذاك أكثر شىء غبي تقوم به، اتسعت ابتسامته وهو يرى حالتها، هاتفا: يا دكتورة، أنا چبتك هنا حافية، چزمتك تحت فالاستراحة.
تنبهت أنه على حق، ما دفعها لتترك له الغرفة بأسرها، تسير حافية القدمين في اتجاه الخارج، ما دفعه ليستوقفها هاتفا: يا دكتورة، ميحصحش تخرچي كده، اللي هيشوفك هيجول إيه طيب!! 
تنبهت لصحة كلامه، على الرغم من ثورتها المستعرة بين جنبات روحها لمرآه، لا رغبة لديها اللحظة إلا الهرب من أمام سطوته على قلبها، حتى تستعيد قدرتها على جداله، وهي متسلحة بكامل أسلحتها في مواجهته، لكن يبدو أنه متعجل على تلك المكاشفة، ما دفعها لتستدير لتصبح قبالته نماما، هاتفة بلا مراوغة: يجول اللي يعجبه يا رائف بيه، أنا مبيهمنيش راي حد ولا كلامه، طالما معملتش حاچة غلط، لا هستخبى ولا هدارا. 
كان قد تنبه لكلماتها الأخيرة، مستشعرا أنها تريد فتح الموضوع الخاص بهما، ما دفعه ليقول في هدوء: طب تعالي اجعدي ونتفاهم.
همت بالرحيل معلقة: نتفاهم على إيه يا رائف بيه!! معدش فيه حاجة نتفاهم عليها من أساسه، وأي اعذار مهما كانت مش هتبقى مبرر كافي بالنسبة لي على اللي عملته.
اندفع خلفها قابضا على رسغها يستوقفها، ما جعلها ترتد للوراء في قوة، كادت أن ترتطم بصدره، لكنها فضلت الاصطدام بالحائط جانبها، لتتأوه في وجع، وهو يعاتيها في حنق : إيه!! عاملة زي الجطر، واخدة فوشك مش سامعة لحد، اسمعيني، وچاوبي كده، إيه اللي أنا عملته!؟ 
هتفت به في ضيق، رغم محاولتها السيطرة على غضبها: چواب غرامي، وطلب چواز، وانتظار رد بالجبول، وجبلنا، طلبت نمرة بابا، بعت ومن بعدها لا حس ولا خبر، ارن وابعت رسايل مفيش اي رد فعل إلا الصمت الرهيب، كأني أنا اللي كنت بچري وراك، يكون فمعلومك، أنا رچعت هنا بس عشان ده شغلي، والشغل ملوش دخل بالمواضيع الشخصية.
هتف بها، ما أن ساد الصمت بينهما للحظة تلتقط فيها أنفاسها المتقطعة لسردها كل تلك التفاصيل دفعة واحدة، دون راحة: خلصتي كده!! 
أكدت بإيماءة من رأسها، ما دفعه ليهتف مؤكدا: مكنتش برد عشان كان لازم الكلام اللي هيتجال ده يبجى جدام عينك، مش مرمي فشات ملوش جيمة.
هتفت ساخرة : حتى لو اللي بتجوله صح، مع إني مش شيفاه عذر كافي، لكن ع الأجل تجول إن فيه ظروف وهتتصل لما الدنيا تتحسن، أو..
هتف يقاطعها، ونظراته معلقة بنظراتها: حتى لو مكنتش هتصل خالص !! 
اضطرب بؤبؤ عينيها، الذي أصبح أشبه ببندول الساعة، حائرا ما بين جئة وذهاب، وهمست بصوت متحشرج: مش هتتصل خالص، إيه غيرت رأيك، لما عرفت إنك ملكت موافجتي، راحت الزهوة، وچت الفكرة، ولا إيه اللي حصل يا دكتور!! 
استشعرت أنها تحط من كرامتها بعد أن اخبرها بتراجعه عن رغبته في الاقتران بها، ما جعلها تهم بالاندفاع مبتعدة، مستطردة: ع العموم، مبجاش يلزمني أعرف أي حاچة، وحتى شغلي هنا، بعد ما ترچع الدكتورة سميحة هعرف اتصرف فيه، مع السلامة يا رائف بيه، وابج...
لم يمسك رسغها من جديد ليستوقفها، بل هتف بكلمات كانت كفيلة بأن تسمرها موضعها بلا حراك، مؤكدا: حتى لو قلت لك،  إن بسبب موضوعنا، كنت هخسر اعز اتنين في حياتي، جدي والدكتورة سميحة!؟ 
ساد الصمت للحظة، قبل أن تستدير نحوه، تتطلع لمحياه الذي أضحى أكثر شحوبا، منذ لحظة لقائه بها بعد استيقاظها، كان يبدو منهكا ومحطما، كيف لم تنتبه لكل علامات الارهاق والوجع البادية على قسمات وجهه بكل هذا العمق!! 
لكن رغم ذلك، وجدت نفسها تقترب منه، تتطلع لعمق عينيه في جبروت هاتفة بنبرة أشد عزما من الفولاذ: لا يا دكتور، ميخلصنيش تخسر حد عشاني، والراچل اللي مدخلش بيته بالرضا والتهليل كمان، ميشرفنيش إني ادخل بيته من أساسه، ولا حتى تلزمني معرفته.
ساد الصمت والنظرات لازالت على اتصالها، عيونها صارمة تقسو، وعيونه تحاول أن تبوح بسر ما، لكنها تأبى إلا التطلع نحوها بشوق جارف يدرك تماما، أنه سيكابد اضعافه ما أن تولي راحلة.
قطعت هي ذاك الاتصال بينهما، واندفعت تهرول للخارج، غير آبهة بقدمها الحافية، فذاك الوجع الذي استشرى بقلبها، كان كفيلا أن ينسبها الدنيا بأسرها.
دخلت الاستراحة، تحمل حاجياتها، لتجد عشرات الاتصالات على جوالها من سجود، وكذا عبدالباسط، الذي اتصلت به، لتتأكد أنه ينتظرها بالخارج، لتلحق به عائدة لدارها، مؤكدة لنفسها أن هذه هي رحلتها الأخيرة لنجع السليمانية.
            ***************
دخل يونس قلب دار أبيه يسند راضي في هوادة، وما أن شاهدتهما عائشة حتى اندفعت نحوهما في صدمة، صارخة في يونس: إيه في !؟ أخوك ماله يا واد ! 
هتف راضي مطمئنا: أنا كويس يا حاچة متجلجيش.
هتفت في ذعر: كويس كيف واخوك مسندك كده!! 
هتف يونس مازحا: طب اها، سبتهولك يمشي لحاله عشان تعرفي إنه بجي كويس.
سار راضي ليجلس عند أقرب مقعد ما أن تركه يونس، لتهتف بهما عائشة في حنق: ما تجولوا فيه إيه يا ولاد حامد!! إيه اللي چرى!! 
اندفعت دعاء من الداخل، متطلعة لما يحدث، فإذا بها ترى راضي على حاله، بشحوب وجهه، ربتت على كتفه في حنو هامسة به : ايه فيه يا راضي!؟ أنت كويس!! 
هز راضي رأسه مؤكدا، وعلى شفتيه ابتسامة : أني كويس، لكن اطلعي على يونس، هو اللي مش هيسلم من أمك دلوجت.
قهقهت دعاء وهي ترى أمها تمسك جريدة النخيل التي كانت ملقاة جانبا، عند مدخل الدار،  ما دفع يونس ليركض وهي وراءه هاتفة في ثورة: هتجولي إيه اللي چرى لأخوك، ولا اعلجك على مدخل النچع يا واد حامد!! 
هتف يونس، وهو يحاول أن يتحاشى ضربات الجريدة، التي كانت تلوح بها : ابنك عمل لنا فيها شهم، ودخل فعركة، انضرب فيها بمطوة، واهو الحمد لله بجي تمام جدامك أهو.
شهقت عائشة في صدمة، هاتفة في ذعر: يا حبيبي يا بني.
لكنها استعادت ثورتها سريعا، وبدأت تركض خلف يونس من جديد: ومجلتش ليه يا وحل البرك، وأني اللي كل ما أسألك عن أخوك، تجولي بخير بس مشغول، وعيب يا عيشة هو أني هكدب عليكِ، ماشي يا يونس، والله أدبك علي.
هتف يونس الذي تفادى أحدي ضرباتها بأعجوبة: أدب اكتر من كده يا عيشة!! اهدي بس!! ما هو زي الجرد جدامك أهو، الحج عليا إني مرضيتش أخضكم عليه!! 
هتفت عائشة في حنق: جرد فعينك، ده راضي ده سيد الرچالة.
شاكسها يونس مؤكدا: جرد برضك، مش بيجولوا الجرد فعين أمه غزال!! 
استشاطت عائشة غضبا : أمه يا جليل الترباية!! والله لازما تتأدب من چديد بس لما اطمن على أخوك اللي جاعد جوه تعبان.
هتف يونس مؤكدا : والله ما حد تعبان غيري!! بجولك إيه يا عيشة، أني عايز اتچوز.
تسمرت عائشة موضعها، وتطلعت نحو يونس في صدمة، وهتفت أخيرا: بچد يا يونس، عايز تتچوز يا حبيبي !؟ 
أكد يونس مازحا: أيون، حالا، عايز اتچوز يا أم يونس، والواد راضي عايز يخطب، جبل ما تطير منه العروسة.
هتف راضي من الداخل: مليكش صالح براضي، خليك فچوازتك.
هتف يونس مؤكدا: لاه، والله هو جالي، عايز يخطب، ولازما يلحج يتجدم لها.
هتفت عائشة مستعيدة طبيعتها النارية: ايوه بجى، منين العرايس دول، ليه مش نچع الصالح، أبجى عرفاهم وعارفة عويلاتهم، ولا انتوا طالعين لأبوكم يا ولاد حامد، زي الجرع تمدوا لبره !! 
هتف يونس ساخرا، مشيرا لأخوته الذين كانوا يشاهدون ما يحدث بينه وأمه في استمتاع، تتعالى ضحكاتهم، ويرتفع تصفيقهم عندما تطال عصا أمهم يونس، فيصرخ متوجعا : هو كل ده ومد بره يا عيشة!؟ 
قهقه إخوته، لتندفع عائشة من جديد خلفه، لتطاله جريدتها، ليصرخ متألما، ويرتفع التصفيق من جديد، ليهتف يونس : بجولك إيه يا عيشة، اعملي فيا ما بدالك، بس چوزيني اللي رايدها.
توقفت عائشة، تاركة الجريدة من يدها، مقتربة منه، متطلعة نحو عينيه التي كان تلمع عشقا، وهمست في نبرة حانية: أنت عاشج صح يا يونس!! 
هز يونس رأسه مؤكدا: جذبته لاحضانها في فرحة، هامسة في فخر، وهي تربت على ظهره بقوة: والله وچه اليوم اللي هتخطبي فيه لولدك البكري يا عيشة، مبروك يا حبيبي. 
قبل يونس جبينها هامسا في محبة: الله يبارك فيكِ يا غالية، ومتنسيش الواد راضي.
قهقهت مؤكدة: أنت الأول، هو إيه كلكم هترحوا مني نوبة واحدة. 
هتف يونس مازحا: إيه، هو إحنا هنبتدي شغل الحموات من دلوجت ولا إيه يا عيشة!! 
ضربته على صدره في قوة: وأنت هدافع من دلوجت ياخويا، لا بجولك إيه، والله لو ما دخلت دماغي كده، ما اجوزهالك، هو انت جليل، ده أنت الباشمهندس يونس حامد الحناوي.
قبل يونس جبينها من جديد مؤكدا: هتعچبك والله، بس أنت جولي لأبويا، واقنعيه بطريجتك يا عيوش، فهماني أنت يا چامد!!  
ضربت على صدره من جديد في خجل: بطل جلة حيا يا واد، الظاهر لازما نچوزوك صح عشان نخلصوا من طولة لسانك.
هلل يونس، وهو يحتضن أمه في محبة: الله أكبر
ليقهقه إخوته، ويعلو التصفيق من جديد.
              ****************
 دخل يتلفت في هدوء، لتنهض أمه نحوه في عجالة، تربت على صدره في محبة كأنما تواسيه على ما حدث، ابتسم لها في محبة مماثلة، محاولا ألا يظهر تأثره، رغبة في ألا يثقل عليها بهمه الذي ناءت بحمله روحه، لكنه لم يشتك لمخلوق، همست به في نبرة متعاطفة: متزعلش يا حبيبي، هي اللي..
هتف عاصم مؤكدا: هي زي الفل، ومغلطتش، حجها تختار اللي يريحها، لا هو عيب ولا حرام اللي عملته.
وصل مهران لتوه، ليصله كلمات عاصم، ما دفعه لبربت على كتفه في إكبار مؤكدا: صح، ولدك كلامه مظبوط، حجها تختار، تجبل أو ترفض.
هتفت تسنيم ممتعضة: محدش جال حاچة فالكلام ده، لكن رفضها ميبجاش بالطريجة دي، كن ولدي ك..
قاطعها مهران في حزم: خلصنا يا تسنيم، عاصم راچل تمام، وألف بنت تتمناه، وهي كان لها ظروف تعبها اللي مرت، ولها عذرها، إن مكناش إحنا اللي نعذروها مين اللي يعذر يا أم عاصم!! 
تنهدت تسنيم ولم تتفوه بكلمة، رغم عدم اقتناعها بكل ما قاله مهران، لكن عليها أن تبتلع لسانها، حتى لا تكدر ولدها أكثر من هذا.
هتف عاصم مؤكدا عليها: بجولك يا دكتورة، أوعي الموضوع ده، يخرب اللي بينا وبين عمي ماچد وعمتي إيمان، كل شىء جسمة ونصيب فالأول والأخر.
امتعضت تسنيم من جديد، ولم تعقب على حديث ولدها الذي لاقى استحسان مهران، الذي هتف بولده: والله عين العجل يا عاصم، واد أبوك صحيح، إلا صلة الرحم! وبعدين إحنا عايشين فبيت واحد، يعني لازما ناخد الموضوع ببساطة.
هتف عاصم مؤكدا: وعشان اللي جلته ده يا بابا، لازما أبعد شوية، هروح أجعد عند واحد صاحبي يومين كده، وبعدين أبجى أرچع أكون چهزت أمور السفر، وأشوف حالي.
لم يعقب مهران إلا بالربت على كتفه مؤيدا، لكن تسنيم هي من اعترضت هاتفة: لاه، مفيش سفر ولا غربة، ليه يعني!! ما خلاص اللي حصل حصل، وكل واحد ينام ع الچنب اللي يريحه، لكن بعد وسفر، بلاها يا عاصم، روح أجعد لك يومين عند صاحبك ده، غير كده لاه. 
ربت عاصم على كتفها مطمئنا، وهو يندفع في اتجاه الدرج، حتى حجرته ليجمع بعض من حاجياته، فتح بعض الأدراج، متناولا منها ملابسه وبعض أغراضه، ليسقط هذا الكيس الثمين، الذي كان يخبئه بعمق ذاك الدرج الأخير، وتذكر أن ما به قد ابتاعه من أجلها، عندما كانا سويا يوم توصيل فريدة حتى محطة السكك الحديدية، تطلع نحو العلبة الثمينة لبرهة، قبل أن يلق بها من جديد، بعمق الدرج ويغلقه بمفتاح خاص، لا يملك غيره نسخة منه، يحتفظ فيه بكل ذكريات طفولتهما معا، كأنها كنز لا يطلع أحد على موضعه، ها هو في سبيله لترك كل هذا خلف ظهره، والمضي قدما، على الرغم من يقينه أنه لن يستطيع أن يفعل، فذاك الهوى الذي يكبل روحه، بطوق من جمر وذكري، لا يمكن كسره.
تنهد وهو يحمل حقيبته في اتجاه الباب، لكنه عاد متقهقرا نحو النافذة، وألقى بناظريه تجاه غرفة القراءة، غاب في عباب الذكريات لفترة، وعاد مندفعا نحو الباب، هابطا الدرج، في اتجاه غرفة جده، الذي كان يعلم أنه بانتظاره.
طرق الباب، ودخل باحثا عنه، حتى وجده على كرسيه يتطلع للخارج، وهتف في ثبات، دون أن يستدير: أنت چيت يا عاصم!!
تقدم عاصم نحو جده، ومال مقبلا جبينه في محبة خالصة، هامسا: ايوه چيت يا چدي، وماشي تاني، هغيب شوية، وارچع اشوف أحوال السفر اللي اتأچل كتير ده.
تنهد عاصم الجد، رابتا على كف حفيده التي ترتاح اللحظة على كتفه، هامسا: روح يا ولدي، يمكن الغيبة هي الدوا، أصلك الغياب بيعلم الواحد مننا حاچتين، يا أما الشوج ولهفة الرچوع، يا أما الفرجة بلا رچعة، الغياب.. درس للي متعلمش يعرف جيمة اللي جدامه، أو حتى كان عايز يعرف جيمة نفسه، غيب يا عاصم، رغم إني واعي، إنك مش مطول.
همس عاصم مبتسما في شجن، يحاول مشاكسة جده: متأكد جوي أنت يا چدي!! 
همس عاصم الجد، وهو ما يزل يتطلع للأفق البعيد، رافعا كفه أمام ناظريه : ايوه، متأكد كيف ما واعي لكفي دي جصاد عيني، طريجك هنا يا عاصم، چدرك ممدود فالأرض دي، ومهما بعدت هتلاجي اللي يشدك، ممنهاش مهرب يا عاصم، صدج كلام چدك، كل ما هتحاول تنزع چدرك من الأرض دي، هتلاجيه متبت بزيادة، واللي حصل ده، حلجة فسلسلة، نهايتها هنا، زي ما كانت بدايتها هنا.
ساد الصمت، وعاصم يتطلع نحو موضع تطلع جده، يجمعهما الاسم والصفات وكذا الحلم الذي يراود كلاهما واحد.
ربت عاصم على كتف جده من جديد، ملثما هامته، قبل أن يلقي التحية في عجالة، ويرحل في هدوء دون أن بستوقفه جده عن مسيرته، ألقى التحية على الجميع بلا استثناء، ليستوقفه عمه ماجد، رابتا على كتفه في معزة حقيقية، هاتفا: متزعلش يا عاصم، عشان خاطر عمك، سامح.
ابتسم عاصم مؤكدا: محصلش حاچة يا عمي، ده حجها، وكل شىء جسمة ونصيب، وربنا يهدي الحال.
ربت ماجد على كتفه من جديد في إكبار، ليلقي عاصم بالتحية مغادرا.
وصلت نوارة بعد رحيله ببعض الوقت، كانت قد اتصلت بسجود،  فاخبرتها بكل ما حدث باكية، لتندفع ملقية التحية في عجالة، في اتجاه الغرفة التي تضم الفتيات، دفعت بابها في شدة، باحثة عنها، وما أن طالعت سجود، التي كانت تجلس باكية في أحد أركان الغرفة، وكذا زهرة التي كانت تقف أمام النافذة، بمحياها المستكين ذاك، تقف هناك متطلعة حيث غاب عاصم منذ ما يقارب النصف ساعة، وهي على حالها، شاردة لا تنبس بحرف.
أغلقت نوارة الباب في عنف، كان بها من الغضب ما يكفي ويفيض ليدفعها لقتل أحدهم، فلتوها قد أنهت علاقتها بنجع السليمانية وكل ناسه، وبداخلها طاقة وجع تملأ الكون، لتأتي هنا وتسمع بما حدث لعاصم، من هذه الحمقاء هناك، والتي هي على يقين أنها تعشق أخيها بكل ذرة في كيانها، لذا هتفت في نبرة منخفضة تحمل بطياتها ثورة قاهرة: عملتي كده ليه!! سبب واحد يخليكِ تعملي كده فعاصم يا زهرة!!
لم تجب زهرة إلا بدموع انسكبت في غزارة، لتصرخ نوارة في حنق: اطجي، جولي عملتي كده ليه فواحد بيعشج التراب اللي بتمشي عليه، هان عليكِ عاصم جوي كده، سبب وااااااحد بس، جووولي.
صرخت نوارة بكلماتها الأخيرة، في ثورة عارمة، ما دفع زهرة لتصرخ بدورها، هاتفة في نبرة تحمل وجيعة كون بأكمله: ما عشان هو عاصم، كان لازم أعمل كده.
صرخت من جديد وهي تشهق باكية في قهر: قوليله ميمشيش يا نوارة، لو بعد زهرة هتموت، قوليله يرجع، عشان خاطري، خليه يرجع.
هتفت نوارة، والتي أنساب دمعها رغما عنها، وعلى الرغم من ذلك، هتفت في نبرة حازمة: سبب واحد للي عملتيه، ويمكن أجدر أكلمه عشان يرچع.
اضطربت زهرة، وفركت كفيها في توتر، لكن بالأخير، انهار السد وتوالت الاعترافات.
               *************
كان الأمر يسير على ما يرام، ذاك العميل الهام، قد أتى لعقر دار سعفان، بقلب هذا الجبل الحصين، ومنتصر بجانبه يجلس في ثبات جوار سعفان، يقوي مركزه، ويجادل مدعيا مصلحة سعفان، يسجل كل اتفاقتهما دون أن يدري أحدهما، يتطلع لساعته بطرف خفي، يراقب عقاربها في قلق مخفي، لا يظهره قدر استطاعته.
لكن فجأة، وبلا مقدمات، وقد كان منتصر قد فقد الأمل، واعتقد أن تعب الشهور الماضية ضاع هباء، صرخ أحد رجال سعفان، المنوط بهم حراسة أركان المخبأ، مؤكدا في نبرة مصدومة: الحكومة هنا يا سعفان بيه، الحكومة محاوطة الجبل كله، ده معاهم قوات تسد عين الشمس، تقول طالعين الحرب.
صرخ سعفان به في ثورة: طب غور من وشي، يا جلاب المصايب.
تطلع ذاك العميل نحوه في ثورة هاتفا : كانت أكبر غلطة إني أجي هنا، كل واحد مسؤل عن نفسه.
وأشار لرجاله، ليحاوطوه في حرص شديد، يحاولوا الخروج به، من هذا الكمين بلا خسائر.
هتف منتصر في سعفان مدعيا الاضطراب: إيه يا معلم، العمل إيه!؟ هنقعد كده، لازم نتصرف، الضرب اشتغل بره، وشوية وهنلافيهم بينا هنا.
هتف سعفان في منتصر أمرا: تعالى نجيب بت سيادة العميد، خلينا نلاعبهم بيها شوية، ونساوم بها لحد لما نلاقيلنا مخرج.
هم منتصر بكشف نفسه، وكان يعلم أنه هالك لا محالة، ورجال سعفان يحاوطونه لهذا الشكل، وستكون نهايته الفعلية عندما يكتشف عدم وجود بدور، والتي كانت نغم تحتل موضعها بالحجرة، التي كان قد ترك مفتاحها معها لأي طارئ، والتي أنقذت الموقف اللحظة، عندما ظهرت فجأة هاتفة في نبرة متحدية: مش هتلاقيها يا معلم.
تطلع سعفان لها في ريبة، هاتفا في حنق: يعني إيه يا بت !! ودتيها فين !! 
هتفت نغم في تحدي: غورتها من هنا، كانت واقفة لي زي اللقمة فالزور، وواخدة الباشا مننا، قلت كفاياها كده.
هتف سعفان في ثورة، وضرب النار يتعالى من الخارج مقتربا، وكأن الحرب قد قامت: يا بنت**** اعمل ايه فيكِ دلوقت!! دي كانت هاتبقى الورقة اللي هنلاعب بيها الحكومة اللي بره دي !! والله ما تستاهلي إلا إنك تغوري أنتِ كمان.
هتف منتصر عندما رأي سعفان يتحسس سلاحه، مشفقا على نغم التي وضعت نفسها أمام فوهة المدفع، لانقاذه: معلش يا معلم، دي برضو نغم !! 
انتزع سعفان سلاحه وأطلق النار عليها في برودة اعصاب، هاتفا : سعفان ملوش عزيز، تغور ويجي ألف غيرها. 
واندفع مبتعدا وخلفه رجاله، نحو أحد المخابئ، ومنتصر يتلقفها نغم ما بين ذراعيه وهي تتوجع، هامسا بها في حنق مكبوت: عملتي ليه كده!! 
همست مؤكدة، وابتسامة موجوعة مرسومة على شفتيها: أنت فيه ناس مستنياك، أنا مين مستنيني!! ربنا ينجيك لحبايبك يا باشا، وادعيلي كل ما تفتكر نغم، إن ربنا يقبل توبتي، سلام يا باشا.
شهقت في ألم، لتسلم الروح، جز على أسنانه في غيظ، واسبل جفونها، واندفع نحو موضع اختفاء سعفان ورجاله، متعجبا كيف لم يدعه سعفان ليلحق به، لاح له ظل ما يندفع في اتجاه معين، فتتبعه في إصرار، ليجد نفسه وجها لوجه مع سعفان، داخل أحد الحجرات التي ما رأها من قبل، وهو الذي كان على يقين أن ما من موضع قدم، لم يستطلعه بهذا المخبأ.
قهقه سعفان عندما لاحت الصدمة على وجه منتصر، الذي تنبه متطلعا نحو سعفان، هاتفا : إيه ده يا معلم!! كانت فين الاوضة دي!! 
أكد سعفان في نبرة ملتوية: أنا مهما آمنت لك، عمري ما كنت هسلمك كل أسراري، ودي واحدة منهم.
ساد الصمت، وقد استشعر منتصر بحسه الأمني أن سعفان قد كشف حقيقته، فهم بالاندفاع دافعا نفسه لخارج حدود الغرفة، لينجو بنفسه من فخ ما استشعر أنه يحاك له، لكن سعفان ضغط على أحد أزرار جهاز تحكم كان يحمله في يده، ليغلق ذاك المدخل الخفي، ليصبح كلاهما أسيرا داخل تلك الحجرة، هاتفا في منتصر ساخرا: إيه يا باشا!! على فين العزم، الخن ده احسن من غيره، ولا إيه!! 
نهض منتصر متطلعا نحو جهاز التحكم الذي كان يملكه، ولم يعقب موجها سلاحه نحو سعفان في ترقب، بينما هتف سعفان في سخرية من جديد: الله، السلاح الميري ظهر أهو!! والله بعودة..
هتف منتصر في حزم: مش هتموت إلا برصاصة منه، ده وعد مني. 
هتف سعفان مقهقها، يؤكد بلا مبالاة: بس هو أنا مقلتلكش، مش ده بس سري الوحيد، فيه سر تاني حابب أعرفك عليه، ما أنت حبيبي بقى.
واقترب متطلعا نحو عمق عيني منتصر، هامسا في نبرة رجل فقد عقله، غير مبال بسلاحه الذي يقف بينهما: إحنا الاتنين هنموت، أه.. ما أنا مش هروح لوحدي، سيادتك لازم تشرفني، عشان كده عايز اقولك، أن الريموت ده فيه زرارين، واحد يفتح الباب ويخرجك للحياة، والتاني تذكرة للأخرة، بضغطة عليه، ينفجر المكان باللي فيه، ونقول اورفوار للدنيا وقرفها.
باغته منتصر منقضا عليه، يحاول أن ينتزع من كفه جهاز التحكم، قبل أن يضغط على زر التفجير، لكن واثناء الصراع المحتدم بينهما، وكل منهما يحاول نزع سلاح الأخر، انطلقت من السلاح، عدة رصاصات، سقط كلاهما أرضا، ملتصقين، رغم الدماء المتناثرة على جسد كل واحد منهما، لكن المعركة على نزع جهاز التحكم كانت قاهرة، انتهت بصوت انفجار مدوي، زلزل الجبل في قوة. 
              ***************
.                      يتبع

  •تابع الفصل التالي "رواية زاد العمر وزواده" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent