رواية واحترق العشق (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سعاد محمد
رواية واحترق العشق الفصل الواحد و الثلاثون 31
بـمنزل هاني
وقف مذهولًا من رد فداء عليه، وعاود السؤال بإستغباء:
قولتى مين اللى حامل؟.
زمت شفتيها بإستهزاء قائله:
أنا اللى حامل.
-إزاي
نطقها هانى مندهشًا، إستهزأت به قائله:
إسأل نفسك مالك مذهول كده ليه.
حاول تقبل ذلك قائلًا:
مش حكاية مذهول، انا مستغرب إن حصل حمل بالسرعه دي.
تهكمت قائله: معليش أمر الله هتعرض عليه، وعادي جدًا يحصل، ليه حاسه إنك مكنش نفسك أنى أبقى حامل.
بلا وعي جاوبها:
فعلًا
اخطأ وحاول التبرير:
قصدي كان لازم نستني شوية وقت الأول مش بالسرعه دى.
غص قلب فداء وبقصد قالت:
عادي بسيطة إحنا لسه فيها…
قاطعها بتسرع دون وعي ولا إدراك:
قصدك إيه هتنزليه.
نظرت له بإحتقان ملامح وضعت يديها حول بطنها قائله:
لاء طبعًا، بس سهل نطلق.
صُدم من قولها وإتسعت عينيه وصمت لوقت، كادت فداء أن تتحدث بآصرار، لكن سبقها قائلًا:
مستحيل طبعًا ده يحصل.
تهكمت على ردوده الغبيه، قائله:
أنا مش فهماك يا هاني، عاوز إيه.
أجابها بتسرع:
عاوزك طبعًا.
-والجنين اللى فى بطني مش عاوزه.
صمت للحظه ثم أجابها:
لاء،مش حكاية مش عاوزه،بس شايف إن الوقت لسه بدري.
-بدري لإيه يا هاني،إنت عاوز إيه،عاوز تبقى متجوز بس للمتعة،مش فى دماغك إن الجواز
إستقرار وعيلة.
نظر لها بصدمه،عادت تقول بمواجهه:
وده يمكن اللى خلاك تتحمل جوازك من هيلدا،وكنت هتفضل متحمله لوقت أطول لو مش هى اللى نهت حياتها،رتبت حياتك إن الاستقرار بس فى المتعة،زي ما سيبتني وسافرت مع هيلدا،ومفكرتش فى جرح مشاعري حتى إنك تقولى سبب أتحجج بيه وانا بقول جوزي سافر بعد جوازنا بأسبوعين
جوزي اللى كان بيتسحب وهو داخل أوضتي،عشان طبعًا متجرحش قلب هيلدا،؛انا هنا عادي هفضل مستنيه إتصال جنابك انا مش برضي بالفتافيت يا هاني،ولا أنا زي سميرة هقبل بالتهميش فى حياتك أبقى فى الظل يا هاني،لما إتجوزتك كان فى دماغي بيت وعيله،رغم إنى كنت عارفه إنك متجوز بره،بس زى ما بنقول معظم اللى بيتجوزا من أجنبيات ببقى جواز مصلحه،رغم إنى أشك فى ده معاك لأنك مكنتش محتاج لمصلحة من ناحية هيلدا، أنا مش متعة وقت،او ماعون أخلف لك وأعوض الناقص عند هيلدا زى ما كانت بتقولى،حتى يوم سفرك معاها بعتت لى رساله إنها قادره تسيطر عليك زي ما هى عاوزه واني مجرد ما هخلف منك….
ذُهل هاني للحظات قبل أن يفيق من مواجهة فداء،فهم الآن لما لم تكن ترد على إتصالته بداخلها آلم كبير هو تسبب فيه،ربما الآن لا يهتم بذلك الآلم مثلما يهتم بتلك المفاجأة التى سحبت عقله وضعته بتلك المواجهه التى كان فى غنى عنها،فضل الصمت،قبل أن يفكر قائلًا:
إنتِ كنتِ عارفه إنى متجوز ومع ذلك…
قاطعته بتأكيد:
مع ذلك أصريت أتجوزك،عارف ليه،عشان بحبك من زمان كنت بتلكك لأي عريس يتقدملى عشان أرفضه،وإنت لما طنط إنصاف كلمتني قلبي رفرف وقولت ربنا رايد يجبر بخاطري،وهعرف أخليك تحبني،لكن واضح إنك شخص آناني،مُستغل،إنت كنت بتستغل هوس هيلدا بيك ومبسوط بيه و….
تعصب من مفاجأة ما يسمعه منها قائلًا:
هيلدا…هيلدا…كل اللى على لسانك هي،محسساني إنى أنا اللى كنت سعيد فى حياتي،أنا لو كنت زي ما بتقولى،مكنتش هرفض أتجوز هنا من زمان،حياتي مع هيلدا كانت كفيله تكرهني فى الستات كلهم،وكل الحكايه إنى متفاجئ من حملك بسرعة،والموضوع مكنش يستاهل اللى قولتيه ده كله،أنا لو مكنتش بحس ناحيتك بمشاعر مكنتش فكرت أرجع من فرنسا من قبل ما هيلدا تنتحر،كنت عملت زيك وطنشت أتصل عليكِ أو أبعتلك رسايل،مكنتش أبقى بكلم ماما أو بسنت عشان نفسي أسمع صوتك وتردي عليا،وعالعموم….
توقف للحظه ثم حضنها بمباغته قائلًا:
مبروك الحمل…
مش ده اللى كنتِ عاوزنى أقوله وأعمله.
حضنها ثم غادر سريعًا دون الإنتباة الى دمعة عينيها التى سالت،ربما كانت مواجهتها معه حادة لكن أفضت ما شعرت به،كذالك فهمته أنها عاشقه بكبرياء.
غادر هانى الغرفة لكن لم يُغادر المنزل،ذهب الى تلك الحديقه جلس على مقعد،ثواني شعر بحرارة إحتراق فى جسده ثم شعر ببرودة الطقس الخريقي الذى يقترب لشتوي،ضم ساعديه،وزفر نفسه،عاود عقله إدراك ما قالته فداء،لما شعر بذاك الشعور حين أخبرته أنها حامل،شعور قديم باليُتم الذى عاشه،هل من الممكن أن يأتي بطفل يعيش مثل حياته القاسيه،هذا كان هاجس خوف لازمه بحياته وكان دافع لعدم موافقته على الزواج بغير هيلدا،هنالك من يقولون أن الأقدار قد تورث.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
إحتدت قبضة عماد على يد سميرة قائلًا:
واضح إن المدام عشان سكتت على إنها تشتغل قبل كده وبفوت بمزاجي فكرت إنى قابل الدلع ده وكمان عشان سكتت على منظرك اللى جيتي به الحفله،ولا إختفائك فين الله أعلم يبقى خلاص… لاء يا سميرة أمري انا اللى هيتنفذ.
قال عماد هذا وبمباغته أخذ يمنى من بين يديها ونظر نحو عايدة قائلًا:
طنط عايدة حضرتك عارفه مكانتك عندي نفس مكانة ماما بالظبط على راسي من فوق،وأكيد مفيش أم هترفض تعيش مع إبنها فى مكان واحد.
ذُهلت سميرة من رد فعل عماد، كذالك من بسمة والدتها، ورد فعل يمنى التى ودت الرجوع إليها قائله:
أنا عاوزه مامي.
ضمها عماد لحضنه قائلًا:
وأنا كمان عاوز مامي، وهي هتيجي معانا نعيش فى الڤيلا فى مفاجأة هناك عاملها عشان وردتي الجميلة.
تبسمت يمنى، كذالك عايدة التى رحبت بذلك بينما سميرة قبل أن تنطق سحبها عماد من يدها قائلًا:
كويس إن الشنط لسه زي ما هي، يلا بينا.
بخفوت نظرت نحو والدتها تتمنى ان ترفض عرض عماد لكن بسمتها معناها موافقة على ما قاله، تحشرج صوتها سائله:
يلا على فين، أنا هـ…
قاطعها وترك يدها قائلًا:
براحتك، يلا ياطنط هى حره.
نظرت لها يمنى بترجي قائله:
يلا يا مامي عاوزه أشوف المفاجأة اللى بابي بيقول عليها.
رُغم عنها إمتثلت وسارت خلفه، بينما تبسم عماد يود ان يجذبها لحضنه يضمها إلية إشتياقًا، بعدما كاد أن يفقد قلبه الذى إحترق لساعات وهي غائيه، يود نقبيلها كي يُطفئ ذاك اللهيب الذي كاد ينخر.
بعد وقت قليل،بالڤيلا التى يعيش بها مع والدته،دخلت عايدة وخلفها سميرة وهو خلفهن يحمل يُمني التى يزداد فضولها لمعرفة مفاجأته،رحب بـ عايدة قائلًا:
مش محتاجه ترحيب يا طنط إنتِ صاحبة مكان ومكانة كبيرة.
تبسمت له،تعلم أن سميرة لاحقًا ستلومها على ذلك،لكن هي ليست آنانيه،وتعلم انها تخشي من أن يكون لاحد فضلًا عليها،لكن عماد دائمًا رغم ما كان بينه وبين سميرة كان ودود معها،كذالك لم تنسي حين كانت مريضه وجلوسه جوارها،وقبل ذلك حين أخبرته بحمل سميرة كان بداخل رأسها تخشي من رد فعله أن ينكر ذلك ويضعهن بمأزق ويشكك فى أخلاق سميرة،أو ابسط شئ كان قال لها ألافضل ان تجهض ذاك الحمل،لكن هو عاشق مثل سميرة لكن تحكم الغباء،وظنه كبرياء يحاول إظهار عكس ما بقلبه من لهفة وشوق لإقتراب سميرة منه.
بينما تجاهل وجود سميرة وهو يسمع لفضول يمنى:
فين المفاجأة يا بابي.
تبسم عماد وقبل وجنتها قائلًا:
المفاجأة فوق يلا خلينا نشوفها سوا.
أومأت ببسمه وأشارت لـ عايدة وسميرة قائله:
تعالي يا ناناه نشوف مفاجأة بابي،وإنتِ كمان يا مامي.
بمضض وافقت سميرة ربما لديها فضول هى الأخري معرفة تلك المفاجأة صعدت خلفهم حتى دخلت لتلك الغرفة تفاجىت وشعرت بسعادة مثل تلك الصغيرة التى لمعت عينيها بسعادة وهى ترا غرفة خاصه بطفلة صغيرة ملونه بألوان زاهيه ورسومات من فتيات الكارتون التى تشاهدهُ عبر التلفاز، كذالك ركن خاص به سلة ألعاب بها الكثير من الألعاب التى تناسبها كطفلة،سريعًا ارادت أن يضعها أرضًا،ذهبت نحو تلك السله الخاصه بالالعاب وبدات فى إمساكها لعبه خلف أخري تقول:
تعالي يا ناناه شوفي لعبي الجديده اللى بابي جابها لى،الأوضه دى حلوة أوي يا بابي،هنام فيها أنا ومامي.
تبسم وهو يقترب منها وجثي على ساقيه امامها قائلًا:
يمنى كبرت والمفروض تتعود تنام فى أوضه لوحدها.
أومأت ببسمة موافقه وهي ترفع يدها بتسأول بعقل طفلة:
أه انا مش هخاف نام وحدي بالاوضة بس مامي تنام فين.
رفع عماد وجهه ونظر نحو سميرة التى تلمع عينيها بسعادة،لكن احادت النظر له، عاد بنظره الى يمنى قائلًا:
مامي هتنام فى الأوضه اللى جنب الأوضه دي، كمان ناناه فى الأوضة اللى جنبك، كمان ناناه حسنية لما ترجع هتنام فى الاوضه اللى قصادك، يعني كلنا هنبقى جنب يمنى الوردة الجميلة.
تبسمت يمنى وحضتنه وقبلت وجنتيه قائله:
أنا بحبك أوي يا بابي وسامحتك عشان إنت كنت مزعل مامي وهي عيط لـ ناناه.
غص قلب عماد وتنهد بندم، زالت الغشاوة عن عينيه حين كاد يشعر بفقدان سميرة، هو غير قادر على ذلك يكفي حدث هذا مره وعاش بمرارة لم يشعر بزهو أي نجاح وصل له فى حياته، رغم انها كانت جواره، عاد عقله يستوعب أن ربما كان للقدر شآن لابد من حدوثه، كان من الممكن أن يتبدل القدر ويظل يشعر بإحتراق وسميرة تعيش بعيدة عنه، او حتى كانا تزوجا ولم يتفقا وعاني معها أكثر، عليه تقبُل أن ما حدث بالماضي كان قدرًا مرسوم.
لمعت عينية بسعادة وهو يرا إنشغال يمنى مع عايدة التى تبتسم وهى تراها سعيدة بتلك الالعاب التى كان لديها بالشقة ألعابًا مُشابهه لها لكن بطفولتها مُقتنعه أن هذه الأفضل، بعد قليل من اللهو مالت يمنى الى النوم، تبسمت عايدة قائله:
هنام مع يمنى الليله هنا فى الأوضة، عشان بس المكان جديد عليها.
كادت سميرة أن تعترض وتقترح أن تظل هي كالعادة مع يمنى، لكن عماد تصرف بجرآة وجذب سميرة قائلًا:
تمام براحتك يا طنط الڤيلا كلها تحت أمرك، يلا لو فضلنا هنا يمنى مش هتنام للصبح.
شعرت سميرة بالحرج بينما تبسمت عايدة قائله:
تسلم يا عماد، تصبحوا على خير.
أومأ لها ببسمه وجذب سميرة معه سارت معه حرجًا من والدتها التى تومئ لـ عماد ببسمة كآنه عاد مثلما كان سابقًا لديه مكانه كبيرة عندها.
لكن بمجرد أن خرجا من الغرفة نفضت سميرة يده عنها بعنف قائله بغضب:
عايز توصل لأيه يا عماد،أنا مش هتراجع عن اللى طلبته منك قبل كده فى الاوتيل.
زفر عماد نفسه وحاول الهدوء حتى لا يُثير إشتعال غضبه هو مازال غاضب من إختفائها،لكن جذبها وفتح باب الغرفة وأشار لها بالدخول،دخلت،ثم إستدارت تنظر له بعد أن أغلق باب الغرفه عليهما،ثم قالت بتمثيل:
الصبح هاخد ماما ونسافر البلد.
كز على أسنانه يحاول تهدئة غضبه كى لا يتعصب، وخلع نظارتة وفرك عينية يشعر بحرقان بهما بسبب عدم نومه كذالك يشعر بإرهاق بدني، لم يرد عليها وذهب يضع النظارى فوق تلك الطاولة المجاوره للفراش، تحدث وهو يُعطيها ظهره:
أنا خليت الشغاله تفصي ليك جزء كبير من الدولاب، بكره إبقى حطي هدومك فيه.
تنهدت قائله بعند:
شكرًا مش محتاجه أنا الصبح….
قبل أن تُكمل عِنادها المقصود، قبض على عضديها وجذبها عليه وبلا إنتظار قبلها بإشتياق يود الشعور أنها عادت، كادت سميرة أن تمتثل ويتحكم قلبها، لكن تذكرت بعد نصائح عِفت كذالك فداء التى أخبرتها أن هاني أخطأ وأخبرها عن سوء حالة عماد فى غيابها عليها أن تستغل ذلك وتلعب على وتر الإشتياق لها، بالفعل دفعته بيديها كى يبتعد عنها، إمتثل غصبً، لكن تلك القبله أطفأت الكثير من ذاك الاحتراق الذى كان يشتعل به قبل ساعات وهى غاىبة لا يعلم مكانها، نظرت له بإدعاء إستهجان قائله:
أنا قولت كفاية خلاص قصتنا إنتهت و…
قاطعها بغضب قائلًا بتحذير:
سميرة أنا مش ناقص إرهاق بقالي كم يوم مبنمش ساعتين فى اليوم خلي الليلة تعدي وكفاية أنا ماسك نفسي بالغصب، المدام إختفت وكانت بايته فين.
أجابته ببرود:
ويفرق معاك فى إيه أبات فى اي مكان من إمتي كنت بتهتم.
تنهد بندم قائلًا:
من النهارده ههتم ومش هتباتي غير فى المكان اللى أكون فيه… هجيبلك بيجامة من عندي تنامي فيها.
كادت تعترض بعناد، لكن شعرت ببوادر غثيان دوخه اغمضت عينيها وفتحتها تقاوم لكن لوهله كاد أن يختل توازنها، لاحظ عماد ذلك سندها سريعًا وجذبها للسير معه الى أن أجلسها على الفراش، جلس على ساقيه أمامها يضع يديها بين كفيه،يُربت عليها، ينظر لها بحنان قائلًا:
طبعًا زي عادتك آخر حاجه تفكرى فيها، إنك تاكلي، هنزل أجيبلك عشا خفيف.
إستغربت سميرة ذاك اللُطف من عماد، حين نهض تمسكت بيده قائله:
أنا مش جعانه يا عماد، هاخد شاور هفوق.
تبسم لها قائلًا:
تمام براحتك قدامك الدولاب خدي لك بيجامة من عندي بس بلاش تاخدي بيجامة كبيرة أوي.
غصبً تبسمت وهى مازالت تمسك بيده حتى نهضت واقفه، تركت يده وتوجهت نحو خزانة الثياب إلتقطت منامه من عنده وذهبت نحو الحمام، وقفت قليلًا تحاول السيطرة على تلك المشاعر الثائرة بقلبها، تبسمت وهى تتذكر فرحة يمنى بتلك الغرفه رغم بساطتها كذالك والدتها التى تعلم أنها لا تود أن تكون سببً بقلة سعادتها وأنها ثُقلًا عليها…
بينما عماد كعادته يعلم ان والدته لا تهوا السهر لكن يأمل أن ترد على مهاتفته لها،لكن كالعادة رنين ولا رد،زفر نفسه وحسم أمره يكفى لابد أن يجتمع شمل عائلته الصغيرة…
بعد قليل خرجت من الحمام،كان عماد قد أبدل ثيابه الى منامه منزليه،نظرت نحوه،كذالك هو تبسم لها بتلقائيه،لكن سميرة ظلت جامده بلا رد فعل،نظرت نحو الفراش تشعر حقًا بالارهاق،كذالك حملها يُضعفها،إبتلع عماد عبوسها وإقترب منها قائلًا:
بقيتي أفضل أن طلبت من الشغاله تجيب لك عشا خفيف.
نظرت نحو الفراش قائله:
سبق وقولتلك مش جعانه، أنا محتاجه أنام، هنام فين.
تبسم عماد بقبول قائلًا:
هتنامي فين يعني عالسرير طبعًا.
نظرت سميرة نحو الفراش قائله:
وإنت هتنام فين؟.
أجابها ببساطه:
عالسرير، السرير واسع جدًا.
تهكمت بقصد منها قالت:
بس إنت مش بتحب حد ينام جنبك بتضايق.
تننهد وهو يقترب منها قائلًا:
اعتقد إني نمت جنبك عالسرير قبل كده ومكنتش ببقى مضايق،وبلاش رغي كتير فى الفاضي،أنا مُرهق ومحتاج أنام عندى سفر بكرة.
بفضول سائلته:
ومسافر فين بقى؟.
تبسم وهو يقبض على يدها ويسحبها نحو الفراش قائلًا:
الصبح هقولك،إنما دلوقتي إحنا محتاجين للراحه.
كادت أن تسحب يدها من قبضته لكن إستسلمت بسبب الارهاق،صعدت على الفراش كذالك عماد صعد على الطرف الآخر وتمدد ينظر نحوها مُبتسمًا مد يده يمسد على وجنتها أغمضت سميرة عينيها لوهله لكن فتحتهما بإتساع حين شعرت بانفاسه وتلك القُبله،رفعت يدها وضعتها على كتفه تدفعه قائله بتحذير:
عماد.
رفع وجهه ونظر لها مُبتسمًا يقول:
تصبحي على خير يا سميرة.
لم ترد عليهم أغمضت عينيها سُرعان ما ذهبت بغفوة،ظل عماد مُستيقظًا لوقت مُتكئًا يتآملها،ثم قبل وجنتها مره أخري وإعتدل نائمًا بالفراش،سرعان ما ذهب الى غفوة مُطمئن.
❈-❈-❈
ظهيرة اليوم التالى بمنزل حسنيه بالبلده فتحت باب المنزل لم تندهش حين رأت عماد امامها يبتسم، رغم فرحة قلبها وإشتياقها له لكن رسمت الجمود قائله:
خير إيه اللى جابك.
ألقي بنفسه يحتضنها بإشتياق قائلًا برجاء:
وحشتيني يا ماما، كفايه بقى تعاقبيني،انا مكنش قصدي إنى هتجوز غير سميرة،كمان سميرة ويمنى فى الڤيلا زي رغبتك،ماما أنا حاسس إنى ماليش سند من غيرك.
قلبها يشتاق له لكن لابد من تعليمه درسًا مهمت كان قاسيًا،هى علمت من عايدة ما حدث وانها هى وسميرة ويمنى أصبحن بالڤيلا كما أردت لكن رسمت الجمود قائله:
ومن إمتى كنت بتسمع كلامي.
عاد براسه للخلف ونظر لها قائلًا برجاء:
ماما إنت عارفه مكانتك عندي كفاية بقي عشان خاطري،يمكن كنت غلطان.
قاطعته قائله بتاكيد:
أيوا كنت غلطان وياما حذرتك بس عندك غباء وراثي وارثه من…
قاطعها وهو ينحني يُقبل يديها الإثنين،حن قلبها له قائله:
ليا شرط لازم تنفذه قبل ما ارجع معاك القاهرة.
رفع راسه وتبسم بقبول قائلًا:
موافق مهما كان طلبك.
تبسمت له وتقبلت إحتضانه لها تضمه بأمومه.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل هاني
لم يتفاجئ حين وجد والدته تجلس مع فداء تتسامران،نهضت إنصاف مُبتسمة تقول:
يعني انا جايه عشان أشوفك وإنت تفضل فى الشغل للوقت ده،انا لما حسنية كلمتني وقالتلى عماد هناك فى البلد قولت لها قلبي متاخد من ناحية فداء كانت متغيرة الايام اللى فاتت وعاوزه أطمن عليها،قولت أجي مكالمات الموبايل مش بطمن،وإنت أكيد عماد قالك ومع ذلك معبرتش ولسه جاي،الغربه قست قلبك.
نظر نحو فداء التى أحادت بصرها عنه ونظرت لـ إنصاف قائله بإبحاء :
معليشي يا طنط إنتِ عارفه مشاغل هاني كتير ربنا يكون فى عونه.
تبسمت إنصاف قائله:
ولو الشغل مش هيطير لازم يهتم بمراته شويه، أنا إتبسطت أوي لما إتأكدت من شكي إنك حامل مكنش داخل عليا شكلك وإتبسطت لما الدكتورة اكدت لينا، ربنا يرزقها بالخير سميرة هى اللى وصلتنا للدكتورة، تتابعي معاها الحمل، أنا حبيتها أوي، دي أكتر فرحة دخلت قلبي فى عمري كله، ربنا يكملك وتقومى بالسلامه يارب مجبورة الخاطر، وإنت يا هاني ياما إشتغلت، إهتم بمراتك شويه، اللى يشوفك يقول مش مبسوط إن مراتك حامل.
رسم بسمه وهو يضم إنصاف، ينظر نحو فداء غص قلبه من تجاهلها له.
بعد قليل
نهضت إنصاف قائله:
هقوم انام انا مش قد السهر كمان راجعه البلد تانى بكرة، بسنت بتحتاج ليا، ولو فضلت مع حامد هيفرجوا على بعض البلد الإتنين ناقر ونقير.
تبسم هاني قائلًا:
والله الكل بيستجار من حامد.
تبسمت إنصاف له تومئ رأسها بموافقة قائله:
تصبحوا على خير.
-وإنتِ من اهله.
قالها هانى وفداء بنفس الوقت… غادرت إنصاف لم تنتظر فداء بعدها وذهبت الى غرفة النوم، بدلت ثيابها بأخري وتسطحت فوق الفراش، ظل هاني قليلًا قبل ان يذهب الى الغرفه دخل نظر نحو الفراش، شعر بالغيظ من تجاهل فداء المتعمد منها، ذهب نحو حمام الغرفه، وصفعه بقصد منه، ضحكت فداء على ذلك، وعادت تغمض عينيها غير مهتمه به… ذهبت لغفوه قبل ان يخرج من الحمام، نظر نحوها وزفر نفسه بغيظ قائلًا:
صدق اللى قال عليكِ فتاااء، تمدد على الناحيه الأخري للفراش، وضع يده فوق رأسه ينظر نحوها، رغم إرهاقه لكن لا يعلم لما حين أخبرته أنها حاملاً شعر بالارتباك، وجملة واحده سمعها من زوج والدته، قبل أيام حين تمنت إنصاف أن يُرزق بأطفال قال تلك الجمله بتعسف وغلول
“إبن الشيبة يتيم” وانه قد إقترب من الحاديه والأربعون، تلك الجمله هى ما صدمته بالحقيقة، وأفسدت عليه زهوة ذاك الخبر، لما وقتها تحكمت البلاهه برأسه، هل احد يعلم المستقبل ماذا يُخفي فى طياته، لو أخبره أحدًا ان ذاك الصبي اليتيم الذي كان بلا أي أهميه سيصبح أحد رجال الاعمال ويبزغ نجمه فى لحظات ما كان صدق ذلك، الصدمة التى أساء رد الفعل عليها.. وها هو يدفع الثمن.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمنزل شعبان
دلفت هانم الى غرفة هند نظرت لها بتقييم لذاك الزي الفضفاض التى ترتديه كذالك لا تضع أي مساحيق تجميل على وجهها،إستهزات بها سائله:
رايحه فين دلوقتي.
ردت هند وهي تقوم بوضع حجاب رأسها قائله:
رايحه الشغل.
تهكمت هانم سائله:
وهتشتغلي فين بقى.
ردت هند:
هشتغل فى مصنع عماد.
تفاجئت هانم بذلك لكن قبل أن تستفسر دخلت إبنتها الاخري للغرفه قائله:
سمعتوا الكلام اللى داير فى البلد،قال إيه الراجل اللى إسمه “ناجي”صاحب دكان الموبيلات كان بياخد فلوس من الناس يوظفها،وهرب بعد ما جمع من أهل البلد اكتر من خمسه مليون جنيه،هى البلد دي فيها الملايين ده كلها منين.
صُدمت هانم من ذلك وسألتها بتاكيد:
جبتي الكلام الأهبل ده منين.
ردت إبنتها:
البلد كلها بتقول كده،وفعلًا هرب بالفلووو…
لم تستطيع هانم الاستماع الى بقية حديث إبنتها وقالت جملة
“شقى عمري”ثم وقعت فى الحال مغشيًا عليها.
❈-❈-❈
ظهرًا
بوقت الراحه
تبسمت سميرة لـ عِفت التى دخلت عليها قائله:
ما تجي نروح نتغدا فى الكافيه.
تبسمت سميرة لها بموافقة، خرجن من مركز التجميل، بنفس الوقت سمعن رنين هاتف فداء.
نظرت لها سميرة قائله:
واضح إنى هرجع إتغدا هنا فى البيوتي.
تبسمت عفت لها، لكن لمحت سيارة زوج سميرة…جذبتها قائله:
لاء هنتغدا سوا،يلا بينا…لم تنتبه سميرة لسيارة عماد،وذهبت الى ذاك الكافيه،تبسمت حين دخلن ورات ذاك الذى وقف لهن،نظرت عفت لها مُبتسمة بمكر قائله:
لقينا اللى يدفع لينا الحساب.
ضحكت سميرة قائله:
مفترية يا عفت كده هيطفش.
ضحكت عفت قائله:
لاء متقلقيش،أختك مسيطرة.
تبسمت لها سميرة،رحب حازم بهن،وجلسن،لكن ما هى الا لحظات الا ودلف عماد خلفهن شعت عينيه نيرانً حين تفاجئ بـ سميرة تجلس مع حازم وحدهما،والأخري غير موجوده،إقترل من طاولتهم بغضب،وسحب مقعدًا قائلًا بهدوء عكسي:
تسمحولى أشاركم الغدا.
إرتبكت سميرة من جلوس عماد التى لو خلع نظارته لاحترق حازم تفوه سائلًا:
مكنتش أعرف إنك تعرفي حازم الفيومي.
قبل ان تتحدث سميرة كانت قد عادت عفت وردت هي قائله:
مستر حازم الفيومي يبقى شريك فى البيوتي الجديد اللى هنشتريه إحنا التلاته… انا وهو وسميرة.
ذُهلت سميرة وصمتت بعد ان وجه عماد نظره لها، بينما أستهزأ قائلًا:
هو مستر حازم يفهم فى شغل الكوافيرات.
ردت عفت:
هو هيدخل معانا ممول، ده مشروع كسبان ميه فى الميه.
تهكم عماد قائلًا بتعسف:
أه طبعا مشروع مؤكد نجاحه، بس للآسف سميرة مش هتدخل فى المشروع الناجح ده مع مستر حازم،أنا همول لها المشروع بدون إحتياج لممول غريب.
❈-❈-❈
ليلًا
دلفت السكرتيرة الى غرفة المكتب، لوهله ذُهلت من ذاك المنظر وسعُلت بشدة بسبب ذاك الدخان الكثيف الذى يحاوط وجه كل من
عماد، وهاني، اللذان يجلس كل منهما عكس الآخر، على مقعد يضجع عليه بظهره وقدمي كل منهما مُمدة على مقعد آخر، يخلعون معاطفهم، حتى رابطات العُنق مفكوكه، بمنظرهم العشوائى جدًا
حين سعلت نظر لها الإثنين وهما مازالا بنفس الوضع، تحدثت بحرج :
بقينا الساعه تمانيه المسا و..
أومأ لها عماد بتفهم:
تمام تقدري تمشي.
تنهدت براحه وفرت من الغرفه كي تستنشق هواءًا نظيفًا
بينما ظلا هكذا لبعض الوقت لا يتحدثان فقط يُنفثان سيجارة خلف أخري، الى أن سعل هاني ، أنزل قدميه على الارض وإعتدل جالسًا حتى هدأ السُعال نظر نحو عماد قائلًا:
هي الساعه كام دلوقتي.
نفث عماد دخان السيجارة قائلًا:
معرفش.
نظر هانى نحو تلك الساعه الموضوعه فوق الحائط قائلًا:
الساعه حداشر ونص قربنا على نص الليل، هنروح فين دلوقتي.
أجابه عماد بنفس الطريقه السابقة:
معرفش.
زفر هاني نفسه سائلًا:
إحنا هنبات فين.
بنفس الكلمه والوضعيه أجابه:
معرفش.
غضب هاني قائلًا:
إيه معرفش، معرفش دي، إنت علقت زي شريط الكاسيت بتاع زمان.
تنهد عماد قائلًا:
معرفش.
ألقى هاني عليه القداحه بعد أن أشعل سيجارة ونفث دخانها قائلًا:
طب أنت إتبطرت وتستاهل جزائك ده،وسبق حذرتك،أنا ليه حالي كده.
تهكم عماد وهو يلتقط القداحه وأشعل سيجارة هو الآخر نفث دخانها قائلًا:
طب أنا بقى إتبطرت،إنت إيه اللى عملته خلاك قارفني وخانقني،وإتعميت بسبب دخان السجاير.
تنهد هانى بضجر قائلًا بندم:
أنا جالي فتاء فى عقلي وإتهورت.
•تابع الفصل التالي "رواية واحترق العشق" اضغط على اسم الرواية