Ads by Google X

رواية وهام بها عشقا الفصل الرابع 4 - بقلم رانيا الخولي

الصفحة الرئيسية

  

 رواية وهام بها عشقا الفصل الرابع 4 - بقلم رانيا الخولي  

❈-❈-❈

في غرفة المكتب

دلفت آسيا الغرفة بوجه حانق لتجد كامل جالسًا على مكتبه بشرود، تقدمت منه لتقول باحتدام

_ هتفضل ساكت إكدة لحد النچايمة ما ياخدوا خبر ويفضحونا في النجع كله

زفر كامل بضيق من تدخلها في الأمر وكيف لا وقد جاءتها فرصتها للخلاص منها فتحدث بثبوت

_ متخافيش محدش منيهم هيعرف حاچة عن الموضوع

ازداد حنقها وتقدمت منه أكثر كي تبث سمومها بعقله

_ ولما ياچوا الليلة هتقولهم ايه؟

عاد بظهره للوراء قائلًا بحزم

_ ملكيش صالح بالموضوع ده اني خابر هعمل ايه

نظرت إليه باستهزاء والحقد يشتعل بداخلها بغضًا لتلك الفتاة

_ طيب قولى هتعمل ايه يمكن اقدر اساعدك.

ابتسم بسخرية لينهض من مقعده ليواجهها متهكماً

_ تساعديني في ايه؟ نخلصوا منيها مثلاً؟

تقابلت النظرات التي لم تعد تستطيع إخفاء مدى بغضهم لبعضهم البعض لتغمغم هي من بين اسنانها

_ لو كان ينفع كنت عمالتها من زمان، بس تهديدك ليا منعني بس أقسمت من وقتها إن نهايتها هتكون على يدي.

وأخيراً چاتني الفرصة لما ازوچها للنچايمي وينتقمولي منيها

ضيق كامل عينيه بشك وسألها باحتدام

_ وايه الثقة اللي بتتحدتي بيها دي، وكأنك خابره هما هيعملوا أيه بالظبط

تراجعت كي لا بشك بأمرها وقالت بثبوت

_ تفتكر خليل هيعاقبنا بكسرت ابنه إزاي غير أنه يكسرك انت كمان ببنتك

دارت الكلمات بعقل كامل لكن ماذا بوسعه سوى ذلك الحل

فتلك العائلة معروفة في نجع التل بأكمله لا ترحم ولن يشفعوا لابنته مهما فعلت، فهو حقًا يزجها في الجحيم بيديه وعلمت هي بذلك فدنت منه لتقول بتشفي

_ مش قلتلك هنتقملك من اللي خطفتك مني حتى لو بعد حين؟

تقابلت النظرات على نفس النهج، عيون تتوعد بالانتقام وأخرى تتوعد بالرد عليه.

انهت كلمتها وهي توليه ظهرها وتخرج من المكتب وابتسامة شامته على شفتيها

تعلم جيدًا بأنها لن تستطيع الفرار فليس لها مأوى يحميها

ستعود وستكمل هي انتقامها منها بأي حال..

❈-❈-❈

اندهشت ليلى من سؤاله وتحدثت بمصابرة

_ رايحة المستشفى ايه الغريب فيها؟!

نهض بدوره ليقف أمامها قائلاً برفض

_ لأ مش هتروحي، الشهور الاولى دي على الأقل

قطبت ليلى جبينها بدهشة وسألته بعدم استيعاب

_ انت عايز تخليني اسيب شغلي و تقعدني في البيت؟

نفى قائلًا

_ انا مقولتش كدة، كل الحكاية اني عايزك ترتاحي الفترة دي لحد ما نطمن على الحمل وبعدها تكملي عادي.

لا لن تستطيع موافقته تلك المرة، سترفض مهما كلفها الأمر

_ انت بتقول ايه ياأمجد، مينفعش طبعًا اللي انت بتقوله ده.

عقد حاجبيه متسائلًا بحدة

_ ايه اللي مينفعش فيه؟! انا مش بطلب منك تسيبي شغلك كل اللي بطلبه تاخدي اجازة الشهور الاولى دي مش اكتر

لم تعد تتحمل الجدال معه وخاصةً علمها بأنه لن يتنازل مهما حدث، فإذا عاندت فهو اشد منها عناد فقالت بلين وهي تدن منه لتقول بمصابرة

_ أمجد انت عارف كويس إني مستحيل أعمل حاجة تضر ابننا وانا هاخد بالي من نفسي كويس ولو حسيت بأي تعب انا بنفسي اللي هقدم على طلب الاجازة

تبسمت في وجهه رغم غيظها منه ووضعت يديها حول عنقه لتقول بهدوء

_ ها خلاص ولا لسة مُصر على عنادك؟

زفر بضيق ولم يجيب عليها هي اصبحت لا تهتم بشئ سوى عملها واصبح هو شيئًا مهمشًا

كانت عيناها ترجوه مما اكد له بأنه لم يعد يعني لها شئ

نزع ذراعيها من حول عنقه وتحدث باحتدام وهو يدلف المرحاض صافقًا الباب خلفه بعنف

_ اعملي اللي يعجبك، انا خلاص عرفت مكانتي

❈-❈-❈

انتهت سمر من مراجعة الأوراق المتعلقة بالشركة لتشعر بالتعب والخمول

فقد ارهقت نفسها بالعمل تلك الفترة كي تساعده في عودتها كما كانت

تشعر احيانًا بأنها اخطأت في العودة إليه لكن ماذا تفعل وقد حجز البنك على منزل والدها

فلاش باك

جلست في بهو المنزل وهي تمسك وثيقة الإخلاء بين يديها، تلعن ذلك الحظ الذي اوقعها معه

ماذا ستفعل الآن وهي بلا مأوى

وبلا مال، حتى اولادها كلٍ منهم في واديه

الآن فقط شعرت بفضاحة فعلتها وقسوتها عليهم

لكنهم لم يشعروا بوحدتها تلك بوجود ابن مثل جمال معهم، لكن هي تلقت تلك الصدمة وهي قابعة في ذلك المنزل وحيدة بلا سند

انتبهت على صوت الباب، فبتسمت بسخرية فلابد أن يكون المحضر الذي سيشرف على إخلاء المنزل

ولكن صدمتها كانت أشد وهي ترى منصور يقف أمامها بكل هدوء وكأن ما تمر به لا ينتمي إليه بصلة

أما هو فرغم جموده إلا إنه مازال يحمل لها بعض المشاعر بداخله، لكنه لن يشفع لها فعلتها على أي حال

فتحدث بجمود

_ ازيك ياسمر

ابتسمت سمر بتهكم وهي تدلف للداخل

_ ايه جاي تشمت فيا؟ بس مظنش الحال من بعضه

دلف خلفها مغلقًا الباب وراءه وتقدم منها ليجلسوا على المقعد وسألته بجمود

_ خير؟

شعر بالضيق من تهكمها لكن عليه الصبر كي يصل لمراده فقال بهدوء

_ أنا محتاجك معايا

قطبت جبينها بدهشة وسألته بعدم فهم

_ معاك؟ معاك فين؟

شرح لها بالمختصر ما دار بينه وبين أخيه

مما جعلها تندهش من مدى أصالة ذلك الرجل

فسألته

_ وايه المطلوب مني؟

_ اننا نرجع لبعض والشركة دي نوقفها على رجليها من تاني وتبقى اقوى من الأول، لازم جمال يعرف ان الفلوس اللي دفعها دي مجرد دين والشركة دي بتاعتي انا وبس

انا اللي وقفتها على رجلها وانا اللي تعبت فيها

المبلغ اللي دفعه انا بمجهودي هرجعه له واسترد شركتي من تاني.

ابتسمت بسخرية، حقًا لن يتغير مازال كما هو ناكر المعروف

كيف اثق بك وانت لا تؤتمن

_ قلتي ايه ؟

كان سؤاله بسيط وكأنه موقن من الإجابة، وكيف ترفض وهي ليس أمامها حل أخر

_ تفتكر إن قدامى حل تانى؟ انت محتاج خبرتي وانا محتاجك مأوى فغصب عني لازم أوافق

بس عايزة اقولك كلمتين مهمين

الغدر ديمًا نهايته صعبة، وانت بنفسك جربته

جمال عمل بأصله معاك للنهاية ياريت انت كمان تبطل غدر

نهض منصور من مقعده والغضب يحتل ملامحه القاسية وقال بانفعال

_ ده حقي اللي ابويا منعني منه، حقي في الأرض اللي زادت وبقيت اضعاف مضاعفة

اقل ما فيها إن الفلوس اللي ادفعت دي تكون من نصيبي أنا، وأنا مكتفي بيها رغم إنها اقل بكتير من حقي

_ انت بتكرر الغلط من تاني، والمرة دي انا مستحيل اشارك فيه

نفي اتهامها

_ ده مش غلط، الغلط انهم يتمتعوا بالخير ده كله وانا امر بالظروف دي

_ وهما مروا بيها قبلك وانت كنت عايش حياتك عادي ولا همك، ليه مستكتر عليهم اللي الخير اللي عايشين فيه

اشاح بوجهه بعيدًا عنها فتتابع

_صدقني يامنصور انت لو خسرت المرة دي مش هتلاقي حيط تتسند عليها وأولهم ولادك

لم يفهم ولن يفهم ولا يريد، كل ما يشغل فكره الآن هو النجاح والوصول كي يثبت لهم أنه الأقوى، فغمغم بتعند

_ ميخصكيش، انا عايز اعرف دلوقت هتقفي معايا ولا لأ

وكيف ترفض وهي بأشد الحاجة إليه الآن

وافقت على مضد، فليس بيدها شئ سوى الرضوخ له

_ معاك إني اوقف الشركة على رجلها من تاني غير كدة لأ.

عقد حاجبيه مندهشًا وسألها بجدية

_ تقصدي ايه؟

دنت منه لتقف أمامه وأجابت بمغزي

_ يعني هكون معاك اه بس بعيد عن كل الشر اللي مالي قلبك ده، حتى في بيتنا هكون زوجة على الورق بس.

لا يهم يكفي عودتها إلى الشركة فهى أولى خطوات النجاح لعلمه بمدى خبرتها في هذا المجال.

_ وانا مش عايز منك غير كدة

باك

عادت من شرودها على صوت صوت هاتفها والذي لم يكن المتصل سوى مصطفى

ردت بسعادة

_ مصطفى حبيبى ازيك

اجابها من الطرف الآخر

_ الحمد لله ياماما انا كويس

_ ومراتك اخبارها ايه

نظر مصطفى لحلم المستلقية على الفراش وتحمل ابنهما بين يديها

_ يظهر إنك مشفتيش الصورة اللي بعتهالك

قطبت جبينها بتفكير ثم سألته بشك

_ أوعى تقول أنها …..

أكد مصطفى بضحك وهو يداعب يد الصغير

_ اه انها دي، (مالك)

تحدثت بسعادة بالغة

_ الف مبروك ياقلبي ربنا يحفظهم ويبارلك فيهم يارب، خليني اكلمها

اعطاها مصطفى الهاتف لتتحدث معها

_ حمد لله على السلامة ياحلم

ردت حلم بابتسامة

_ الله يسلمك ياطنط

_ مش كفاية بعد بقى وترجعوا

نظرت حلم لمصطفى الذي انشغل بطفله

_ قريب اوي هنرجع

سعدت سمر بذلك الخبر وقبل أن تتحدث وجدت منصور يدلف المكتب فأشارت له بالتقدم

فدنى منها يسألها بعينيه

_ تعالى بارك لابنك ولحفيدك

أومأ منصور بابتسامة باهتة وهو يأخذ منها الهاتف ليتحدث معهم باقتضاب

_ حمد الله على السلامة ياحلم، و الف مبروك.

_ الله يبارك فيك يا عمي, يتربى في عزك إن شاء الله.

_ اومال فين مصطفى؟

أخذ مصطفى الهاتف منها وبداخله عتاب كبير له لكنه أخفاه جيدًا

_ اهلًا يابابا عامل ايه؟

جلس منصور على المقعد وقام بفتح الملف ليطلع عليه وهو يجيبه بفتور كعادته

_ انا الحمد لله كويس، الف مبروك على مالك يتربى في عزك، إن شاء الله اول ما يرجع له عندي هدية كبيرة اوي، ناوي ترجع أمتى؟

_ قريب أوي.

_ تمام. محتاج أي حاجة؟

رد باقتضاب

_ لا متشكر.

اغلق منصور الهاتف ووضعه على الطاولة وعاد لأوراقه مما جعل سمر تهز راسها بيأس منه ثم انسحبت بهدوء وخرجت من الغرفة دون أن تتفوه بكلمة

❈-❈-❈

في منزل كامل النعماني

كانت جالسة في غرفتها ما بين قلقها على صديقتها التي مازالت لا تعرف عنها شيئًا وبين فرحتها بحبيبها الذي بين ليلة وضحاها أصبح المستحيل ممكنًا واليوم ستتم خطبتها له.

كانت في أشد الحاجة إليها ولا تعرف حتى الآن السبب الحقيقي خلف هروبها.

ولما الآن خاصة، فقد عاشت عمرها في جحيم تلك المرآة ولم تشتكي يومًا، ماذا حدث جعلها تهرب بتلك الطريقة

فلاش باك

كانت جالسة في غرفتها عندما تسللت مهرة الغرفة مما أثار قلقها

تقدمت منها وجد لتسألها بريبة

_ مالك يامهرة في ايه؟

نظرت إلى ملابسها بتعجب

_ ورايحة فين دلوقت؟

أغمضت مهرة عينيها بألم ثم فتحتها لتقول باقتضاب

_ أنا ماشية، خلي بالك من نفسك

لم تفهم مرح معنى حديثها وسألتها بتوجس

_ يعني ايه ماشية؟ ورايحة فين؟

دنت منها تعانقها قبل أن تبتعد عنها قليلًا وتقول بحزن

_ لسة مش عارفة هروح فين، بس لازم اهرب من البيت ده دلوقت لأنها فرصتي الوحيدة

همت بالإنصراف لكن وجد منعتها متسائلة

_ مش هسيبك تمشي الا لما أفهم الأول

هزت راسها برفض

_ مفيش وقت قدامي عشان أحكي، ابعد بس عن البلد وهكلمك أحكيلك كل حاچة، لو الدور چاه عليكي اوعي توافقي تحت أي سبب.

تركتها واسرعت بالفرار دون أن تعرف سبب ذلك

لم تمضي دقائق حتى انقلب البيت رأسًا على عقب بعد أن اكتشفوا هروبها مما زاد اندهاشها

باك

عادت من شرودها على صوت الباب والذي بالطبع لن يكون سوى زوجة عمها التي ستكمل تحقيقها معها

ودلفت قبل أن تطرق الباب

تقدمت منها بقوة ارعبتها حتى وقفت أمامها وسألتها بحدة

_ برضه مش رايدة تقولي البنت دي هربت على فين؟

تهربت مرح بعينيها من حصارها وتحدثت بتلعثم

_ صدقيني معرفش أنا اتفاجئت زيي زيكم بالظبط.

شعرت آسيا من ارتباكها بأنها تخفي شيئًا فعادت استجوابها

_ بس البت حسنية قالت أنها شفتها آخر مرة خارجة من اوضتك.

انقبض قلبها خوفًا وارتبكت بشدة مما جعل آسيا تتأكد من إخفاءها أمرًا ما فتابعت بمكر

_ خدي في بالك النسب ده لازمن يتم على أى شكل، دي فيها حياة ابني وچوزي لو مهرة مرچعتش انتي هتكوني البديل

لا تعرف سبب لتلك الانقباضة الحادة التي أوقفتها عن التنفس للحظات

لكنها طمئنت نفسها بوعد سليم لها، فقالت بثبات

_ هي لما چاتني مقلتش حاچة غير انها هتتمشى شوية

تقدمت منها أكثر وأردفت بمغزى واضح

_ ادعي انها ترچع قبل ما ياچوا لإنها لو مرچعتش هتاچي على دماغك انتي

ازداد خوفها من حديثها، وخاصةً عندما تابعت

_ لو البت دي مرجعتش اعرفي إنك انتي البديلة ليها

رمشت مرح بعينيها مرات متتالية والخوف يفعم قلبها، لكن لما وقد وعدها سليم بالتحدث مع عمه في أمرهم

خرجت زوجة عمها فأسرعت هي بإخراج هاتفها والاتصال عليه

كان عائدًا لتوه إلى المنزل عندما رن هاتفه، ابتسم بسعادة عندما رأى اسمها يضيء هاتفه

توجه إلى غرفته مغلقًا الباب خلفه وقبل ان يتحدث سمعها تقول بخوف

_ سليم

انقبض قلبه بخوف عليها وسألها بوجل

_ خير يامرح ايه اللي حصل؟

حاولت السيطرة على ارتجافتها وردت بخوف

_ انت اتحددت مع عمك في موضوعنا؟ اني قلقانه اوي؟

تنفس سليم براحة بعد أن توقف عن التنفس للحظات من هول خوفه عليها وقال بعتاب

_ وقفتي قلبي الله يسامحك، اطمني ياستي العيلة كلها اجمعت إن انا اللي هطلبك متقلقيش

لم تجيبه بسبب الخوف الذي سكن بداخلها مما جعله يقلق لقلقها

_ وبعدهالك عاد بلاش تضيعي فرحتنا اني اليوم ده انتظرته وحلمت به كتير خلينا نفرحوا

تنهدت بتعب وتحدثت بخفوت

_ خايفة الدنيا تفرق بينا واحنا مصدقنا

طمئنها بحب

_ واني اوعدك إني مش هسمح لأي حاچة في الدنيا تفرق بينا

تلاشى الخوف من داخلها بكلماته التي تعرف جيدًا مدى صدقها وخاصةً عندما تابع غزله

_ تعرفي؟ ادفع نص عمري واشوفك دلوقت، تعرفي ليه.

ابتسمت بخجل

_ ليه؟

تمتم بمكر

_عشان اخدك في حضني واطمنك بطريقتي

اغضبتها وقاحته وهتفت بانفعال

_ سليم.

_ عيونه.

قالها بمرح جعلها تبتسم دون إرادتها لكنها تمتمت بتحذير

_ بلاش الكلام ده.

_ اعمل ايه بس غصب عني بحبك.

كانت تود أن تستمع للمزيد لكن خوفها منعها من الاستمرار

_ طيب انا هقفل دلوقت لحد يوعيلي

أومأ بتفاهم ثم اغلقت الهاتف لتخبئة داخل خزانتها

❈-❈-❈

انهى جاسر إرسال الأوراق التي طلبها منه منصور ليعود بظهره للوراء بارهاق، لكن كل ذلك تبدل لابتسامة محبة عندما وجدها تدلف المكتب وهي تحمل فنجانين من القهوة

افتر ثغره عن ابتسامة محبة وعينيه تلتهمها بعشق وتتمتم برقتها المعهودة

_ عاملين حفلة شاي برة قلتلهم هدخل اشربه مع جوزي في المكتب

ثم تقدمت منه لتضعها على الطاولة أمامه بابتسامة مشرقة اشرقت روحه فجذبها إليه ويجلسها على ساقيه مغمغمًا بمكر

_ انا أصلاً كنت هطلبها منك بس فوق مش هنا.

ضحكت سارة وهي تلف ذراعيها حول عنقه لتقول بلوع

_ وايه الفرق بين فوق وهنا في المكتب المهم نكون مع بعض

رفع حاجبيه بخبث وهو يحاوطها بذراعيه

_ إزاي بقى، ده فيه فرق وفرق كبير كمان

وأولهم إني هشربه مرة من اديكي

جذبها أكثر ليهمس بجوار أذنها جعلها توكزه في كتفه باحراج

_ انت قليل الادب.

اصطنع الغضب ليعنفها

_ايه قليل الأدب دي؟! في ست محترمة تقول لجوزها انت قليل الأدب!

اومأت برأسها مؤكدة

_ اه عندك مانع؟

سحرته ابتسامة عينيها التي يهيم بها عشقًا وهز كتفيه مستسلمًا ليعاود مكره

_ لا معنديش لإن عقابها لا وقته ولا مكانه

جذب يدها ليقبلها قبلة عميقة يبثها فيها مدى ولعه بها ثم رفع بصره إليها ليسألها بعتاب عاشق

_ مش عارف انتي بتعملي فيا أيه، نظرة واحدة منك بتخليني تحت امرك وبين اديكي.

كانت عينيها تحتضن ملامحه وخاصةً عينيه التي تجيد الغزل وتشعرها بأنها الانثى الأجمل على الإطلاق

وتابع غزله

_ تعرفي انك وصلتيني لحد الجنون؟

الجنون بيكي وليكي، بتبقي جانبي ومع أول خطوة بتبعدي عني بتوحشيني

ببقى في الشغل وكل تفكيري فيكي، ياترى بتعمل ايه؟ بتفكر فيا؟ واحشها زي ما هي وحشاني؟

لدرجة إن أبويا بيلاحظ وقتها الاقيه بيقولي

“انشف كدة متبقاش زي ابوك كلها ساعتين وتروح”

ضحكت سارة ثم سألته

_ ولما بوحشك أوي كدة بتحذف الصور اللي بنتصورها مع بعض ليه؟

أوقف المزاح وتحدث بحكمة

_ لإني مضمنش الفون يتسرق مني ولا يضيع وحد يفتحه ويشوف الصور دي ويستغلها، انا بحذفها وبرضه ببقى قلقان لأن فيه تطبيقات بترجعها تاني.

عاد لهيامه

_ وبعدين انتي صورتك أصلًا مش بتغيب عن بالي

اومأت سارة بتفاهم ثم عادت تحيط عنقه بذراعيها وتحدثت بدلال

_ بجد؟

رفع حاجبيه متسائلًا

_ عندك شك؟

هزت راسها بنفي ثم قبلت خده وغمغمت

_ تؤ تؤ معنديش بس بحب الكلام الحلو ده منك

اخذت الفنجان لتقربه وتتابع بمرح

_ يلا بقى اشرب القهوة وقولي رأيك

تناول جاسر القهوة من بين يديها ليرتشف منها ليتظاهر بالاشمئزاز

_ وحشه اوي

تحوت نظراته لخبث وهو ينظر إلى ثغرها يسألها

_ مفيش حاجة تحلو طعمها ده؟

علمت ما يرمي إليه ذلك الحبيب لكنها تحدثت بخبث مماثل

_ اه ياقلبي فيه

همت بالنهوض وهي تتابع

_ ثواني هعملك غيرها

منعها بمحاوطته لها وهو يغمغم برفض

_ وغيرها ليه والحلو كله بين ايديا بس الاول سيلا فين؟

غمغمت بحنق

_ مش عايزة اعرف، تلقاها مع حازم ولا معتز بيلعبوا بيها.

ضحك جاسر قبل أن يقربها منه ليقبل تلك الشفاة التي مهما ارتوى يظل متعطشًا للنيل من رحيقها

❈-❈-❈

في غرفة حازم

كان مستلقيًا على الفراش يداعب سيلا وهو يحدث زينة

_ بس ياستي واتفقوا انهم هيكلموا جدي الليلادي، ياريت بقى نهدى كدة ونبطل كلمة حرام ومينفعش.

لأن كدة انا جبت أخري

ضحكت زينة وتحدثت بلوع

_ انا ممنعتش كلامنا في الفون بس قلت بحدود، دي مجرد قراية فاتحة ولازم ناخد بالنا من كل كلمة بنقولها

تنهد حازم بيأس منها فهي حقًا أصبحت تبالغ في تحكماتها

فتحدث بقوة

_ زينة انتي مزودة الموضوع أوي، لدرجة اني بدات احس اني مفروض عليكي

ازاي بتقولي انك بتحبيني وانا عمري ما سمعتها منك

ولا عمرك عملتي حاجة تبين ده.

قد يكون محق من وجهة نظره لكنها تتبع ما يرضي ربها وتربيتها

هي تحبه وهو يعلم ذلك جيدًا

إذًا يكفي ذلك حتى يظهر ارتباطهم للنور اقوى من ذلك

_ حازم انا عايزة حبنا وكلامنا يكون في الحلال، انت متعرفش انا كنت بجلد نفسي وقلبي اد ايه لانها حبت خارج حدود الارتباط

وكان عقابي ليها اني اوافق على جاسر بس للأسف لقيتها بتقوى أكتر، وعشان كدة انا انسحبت

لما جيت بعدها اعترفت بمشاعرك قلتلك بلاش نكررها تاني لحد ما يكون ارتباطنا شرعي

_ وبقى شرعي

قالها حازم بمصابرة، وصححت هي

_ لا لسة مش شرعي ياحازم، الشرعي لما على الاقل نكتب الكتاب، قبل كدة لأ

لا طائل له من الجدال معها ورغم استياءه منها إلا إنه يعلم انها محقة في كل كلمة، سيتحمل حتى عقد قرانهم وحينها لن يمنعه شئ

_ تمام يازينة اللي تشوفيه.

ابتسمت زينة لتفاهمه وجهة نظرها، او بمعنى ادق ما يحتم عليهم دينهم وعادتهم فعله

هي تعلم أنه لا ينتظر منها سوى أن يبوح كلًا منهم بمكنونات صدرهم، لكن “من ارضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن ارضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس”

أغلق الهاتف بعد القاء كلمة التوحيد

ثم نظر إلى سيلا التي ما إن نظر إليها حتى ابتسمت بتلقائية فيميل على يدها يقبلها ويقول بتوعد

_ اضحكي اضحكي، وحياة ابوك اللي بيتعمل فيا ده لاطلعه على عين عريسك لما تكبري، بس اصبري عليا.

دلف معتز الغرفة ليجد حازم يتوعد لسيلا فدنى منها ليحملها وهو يداعبها

_ ملكيش دعوة بيه انتي هتبقي حبيبتي انا ومحدش هيقدر يقربلك

بكت سيلا فنهض حازم ليقول بضيق وهو يأخذها

_ اوعى كدة هى بتزعل عليا، تعالي اوديكي لأمك شكلك جعانه

منعه قائلاً

_ لا سيبها، ابوها قالي اخد بالي منها لحد ما يرجع، معرفش راح فين.

تطلع إليه بغيظ ليقول بتهكم

_ يعني مش عارف راح فين؟!

بادله معتز تهكمه

_ وانت شاغل نفسك ليه؟

نظر إلى سيلا التي وضعت رأسها على كتفه بنعاس

_ الله، يعني هو يعيش في العسل وانا اتعكنن لوحدي، لازم اعكننه معايا

ضحك معتز وهو يداعبها وهي توشك على إغماض عينيها وسأله

_ هتعمل ايه يعني؟

تنهد باستسلام

_ ولا حاجة هكتمه جوايا واسكت

استلقى معتز على فراشه وتحدث بحبور

_ اه نسيت اقولك مصطفى ابن عمك كلمته النهاردة وقالي انه هينزل مصر قريب

وضع حازم الطفلة على الفراش ثم تقدم منه يسأله بجدية

_ ينزل ازاي في الظروف دي

_ ظروف ايه يابني، ما خلاص جدها مات ومهران فاكر انها انتحرت وخلصت الحكاية خلاص، حتى لو نزلت البلد محدش هياخد باله

جلس حازم على طرف الفراش وهو يغمغم بقلق

_ بس مهران لو عرف مش هيسكت، هينتقم منهم بجد.

هز معتز رأسه بنفي

_ ولا يقدر يعمل حاجة هي خلاص بقيت من المنياوية ميقدرش يقرب منها، وبعدين متنساش انها اتنزلت له عن ورثها، يعني مش هيفرق معاه، وبصراحة هو اتغير كتير عن الأول.

رفع حاجبيه بسخرية وقال متهكمًا

_ اتغير؟! اتغير ايه ياابني وهو بيسابق خليل في صفقة سلا.ح من يومين.

اللي زي دول مستحيل يتغيروا حتى لو من جواهم عايزين ده.

المهم خلي بالك منيها واني رايح عند جدك هشفهم هيعملوا ايه.

❈-❈-❈

مازالت حبيسةً ذلك السياج

بين ذئبٍ يراقبها، وذئابًا تترقبها

وهي بينهم تبحث بعينيها عن مخرجٍ ينتشلها من براثنهم

القت نظرة يملؤها الرعب إلى ذلك الذئب الذي أسرت لديه لتجده واقفًا يترصد لها

الخوف يفعم قلبها

والذئاب تحاوطها من كل جانب حتى وقع نظرها على بوابة النجاة لكن كيف الوصول إليها

عينيها تتنقل بينه وبين باب النجاة

ستقدم على المجازفة وليكن ما يكون

وما كادت تخطوا خطوة واحدة حتى وجدته يهاجمها

لتفتح حينها عينيها بصرخة سمع صداها في القصر بأكمله

أسرعت إليها الممرضة تحسها على الاستلقاء

_ اهدي يا آنسة الحركة دي ممكن تفتح الجرح

نظرت إليها الفتاة بصدمة لينقبض قلبها خوفًا وهي تجوب بعينيها المكان، هل استطاعوا العثور عليها؟

شعرت بألم حاد في كتفها فنظرت إليه لتجد ضمادة موضوعة عليه

ثم نقلت بصرها للممرضة لتسألها بريبة

_ انا فين؟

لاحظت الممرضة رهبتها وحدثتها بتؤدة

_ متقلقيش انتي كويسة بس ارجوكي ارتاحي لأن جرحك لسة ملتهب وهياخد وقت لما يخف

التفتت بخوف ناحية الباب الذي طرق ثم دلف منه رجل لم تراه من قبل بملامح حادة وكأنها نحتت من الصخر مما جعل قلبها ينقبض خوفًا وخاصةً عندما نظر إليها بقوة ارهبتها وصوته الحاد يقول بهيمنة

_ حمد لله على السلامة

رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول تنظيم أنفاسها التي تسارعت باخفاق قلبها ثم سألته بشك

_ انت مين؟ وايه اللي جابني هنا؟

دنى منها مهران ليقف جوار الفراش وهو يتفحص ملامحها الهادئة حد النعومة حتى اجزم بانه لم يرى امراة بتلك النعومة من قبل ثم تحدث بقوة

_ انا مهران الهواري

وايه اللي چابك أهنه، رچالتي لما لقوكي في ارضي.

شعرت بالدنيا تلتف بها من هول الصدمة وهي تجد نفسها بين يدي ذلك الرجل الذي لن يتوانى لحظة واحدة عن القصاص من عائلتها

لقد ألقاها مصيرها بين براثن ذلك الرجل

فرفعت عنها الغطاء كي تهم بالنهوض و تخرج من ذلك المكان قبل أن يعرف هويتها

_ انا بقيت كويسـ

لم تكاد تضع قدمها على الأرض حتى شعرت بألم حاد جعلها تستكين مكانها

ساندتها الممرضة حتى عادت لوضعها على الفراش

_ قلتلك متتحركيش عشان غلط عليكي

أما هو فقد علم ما يدور بخلدها مما جعله يبتسم بشر وهو يتقدم منها أكثر ويقول بثبوت

_ ارتاحي ومتخافيش انتي اهنه في آمان

كانت نظراتها إليه تحكي عن مدى خوفها من القادم ولما لا وهي تعلم جيدًا بمدى العداء بينهم

أما هو فقد القى عليها نظرة شاملة ثم خرج من الغرفة وهو يبتسم بدهاء

❈-❈-❈

في منزل خليل النجايمي

دلفت شمس غرفة أخيها وهو يهندم عباءته أمام المرآة للذهاب مع عمه وبعض من كبراء العائلة كي يتم انتهاء الأعداء بالنسب بين العائلتين

تقدمت منه وهو تقول بانبهار

_ بسم الله اللهم بارك طالع كيف القمر ياخوي.

تطلع إليها بابتسامة عريضة وتحدث بشغف

_ يعني هعچبها؟

_ ومين دي اللي ميعچبهاش ولدي زينة الشباب

قالتها هالة بسعادة وهي تنظر إلى ولدها وترى مدى فرحته بتلك الزيجة التي تمناها وحلم بها كثيرًا

دنى منها سليم ليقبل رأسها بحب ثم تحدث بسرور

_ عشان شيفاني بعنيكي

صححت له بحب

_ عشان شيفاك بقلبي، الف مبروك ياغالي وعقبال الليلة الكبيرة مع اللي قلبك اختارها

ابتسم بود وهو يقول بسعادة

_ الله يبارك فيكي ياست الكل، ان شاء الله نخلصوا الموضوع النهاردة وبعدين اخليكي تروحي انتي وشمس تشوفوها

لم تستطيع اخفاء القلق إزاء تلك الزيجة او بمعنى أصح الطريقة التي تتم بها

_ مع اني مش مرتاحة للچوازة دي بس كل اللي يهمني سعادتك.

لم يستفهم منها لأنه يعلم مسبقًا إن ذلك الارتباط لن يكون كغيره من الزيجات بعد تلك الصراعات التي خاضتها العائلتين

فقالت شمس بعتاب

_ هو ده وقته ياحاچة هالة، بلاش تكسري فرحته

نفت رسمية وهي تتطلع إليه بقلق

_ لا بعد الشر عليه من الكسرة، اني بس….

قاطعها سليم متفاهمًا

_ خابر ياحاچة من غير ما تقولي، بس انا كل اللي يهمني إنها تكون من نصيبى ومش مهم عندي الطريقة.

مازال القلق يكتنفها لكنها اخفته كي لا تضيع فرحته وقالت ببهجة

_ ربنا يسعدك ياغالي، يلا بقى عشان عمك والرچالة مستنيينك تحت

اومأ لها ونزل للأسفل ليجد عمه يخرج من غرفة المكتب مع باقي رجال العائلة وذهبوا جميعًا إلى منزل النعمانية

❈-❈-❈

لم تكف عن الاتصال به طوال اليوم لكنه لم يجيبها

حاولت مرارًا وتكرارًا لكن لا فائدة

وقفت تنظر إلى سياراتهم وهي تدلف من بوابة المنزل مما جعلها تسبها بغضب، فقد تبدلت خطتها للخلاص منها وإذلالها وكسرها كما كُسرت هي من قبل بفعلت والدتها

في الاسفل

دلف الجميع الغرفة بحضور بعض المشايخ ومأمور البلدة كي ينتهي ذلك النزاع

وبعد مناقشات طويلة تحدث خليل بجدية

_ واني معنديش مانع إننا نحل الموضوع ده وعشان اكدة أني چاي أطلب منكم ايد بنتكم….

اتسعت ابتسامة سليم بسعادة منتظرًا القادم لكن ما سمعه جعلت الدماء تتجمد في اوردته من هول الصدمة…


يتبع….

google-playkhamsatmostaqltradent