رواية سرقتي قلبي الفصل الخامس 5 - بقلم شمس مصطفي
القلق هو ان تشعر بالخوف علي شخص تحبه ،، هكذا كان شعوره عندما تركها في منزلها بعد ان قص لوالدها ما حدث معهم خلال اليوم المنصرم ،،
دلف الي المرحاض المتصل بغرفته ليغتسل اثر يوم طويل و مرهق بالنسبه له ،، اغتسل بالمياه الساخنه ثم خرج و هو يجفف شعره اثر المياه ،، ابتسم ابتسامه عريضه و هو يرا اسم حسام يضيئ شاشه هاتفه الذي اخذ دوره بالرن منذ خروجه من المرحاض ،،
ضغط زر الإيجاب و هو يضع الهاتف علي اذنه قائلا بمذاح و مشاكسه :
_ خير اللهم أجعله خير ، بيتكو بيقع ؟؟ .
حسام بمذاح مماثل :
_ يا اخي انشاله بيتكو و بيتنا لا .
همس له حازم بضحك :
_ ندل من يومك .
حسام بفخر :
_ طووول عمري ،، المهم قولي فينك مجيتش الشركه النهارده ليه ،، قلقتني عليك يا راجل . .
حازم بسخريه :
_ ليه انا عيل صغير ؟؟ .. عموما متقلقش انا كويس الحمدلله بس في حاجات كنت بقضيها طول اليوم معرفتش اروح الشركه .
_ ايه في ايه ؟؟ .
_ هحكيلك …
تنهد حازم و هو يقص لرفيقه كل شيئ حدث منذ التقي بتلك التي سلبت عقله ،، لقد كان طوال تلك الفتره مذبذ بكثره لا يعلم ما يريد .. قلبه يريد قربها ، و عقله يبعده عنها ،، هي طفله صغيره لن تصلح له ، و لكن رغم ذالك يحب قربها اليه كثيرا ، يقلق و يخاف عليها ، يبتسم لبتسامتها و يحزن لدموعها ،، ما كل هذا !! ، سال نفسه قبل ان يسال حسام :
_ انا مش عارف ايه الي انا فيه ده حاسس اني خلاص اتجننت .
ابتسم حسام يخبره بهدوء :
_ انت مش اتجننت يا حازم ، انت حبيتها .
حازم بضيق شديد :
_ حبيتها ازاي بس يا حسام دي طفله تيجيلها عشره حداشر سنه ،، ده انا اخلف قدها يا جدع .
حسام بحيره :
_ مش عارف و الله يا حازم انت موضوعك ده يحير ،، بس عموما انت لازم تبعد عن البنت دي لحد ما تعرف ناوي ع ايه ؟؟ .
تنهد بحزن يخبره :
_ المشكله اني مش قادر ابعد عنها ،، كل ما اقول هبعد الاقيني بقرب منها اكتر ، و اخرتها اهو رميت شغلي و بقيت براقبها و لا المراهق الي عنده 19 سنه .
_ طب بس متعقدش الموضوع ، و سيب الايام تحل كل حاجه لو فعلا ليك نصيب فيها ربنا هيوفق بينكو .
_ مش عارف يا حسام والله انا قربت اتجنن خلاص.
_ و الله يا حازم انت مكبر الموضوع و الموضوع اتفه من كده ، انت بس سيب قلبك لربنا و ربك هيحلها …
_ و نعم بالله ، يلا اسيبك انا علشان عاوزه اروح اتكلم مع بابا شويه قبل ما نام .
_ ماشي يا زومه تصبح علي خير ي كبير ، و سلملي ع عمو ..
_ و انت من اهل الخير .
اغلق مع حسام الهاتف و هو يتنهد بحيره ،، و ضع هاتفه محله ثم اتجه الي خارج الغرفه يبحث عن عمه فهناك حديث طويل و يجب ان يعلم ما السر و راء عمه الغامض !!! …
😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌
وقفت امام والدها ترتجف بخوف و هي تراه ممسكا بتلك العصا ،، الم يشرح له حازم الامر ،، ما به الان ؟؟ فقد اخبره حازم بانه قد صدمها بسيارته دون قصد و قد فقدت وعيها ، فاخذها الي المشفي ليطمئن علي صحتها ، لياتي بها في النهايه الي هنا ،، قصه مقنعه و منطقيه الي حد كبير ، و لكن والدها لم يقتنع ابدا بل ذهب لاحضار عصاه الغليظه و هو الان يقف امامها يطلب منها تبريرا لدخولها المنزل مع شاب كهذا !!! …
وقفت ترتجف بخوف منه و من ضربه لها و هي تحكي له قصه حازم من جديد صرخ بها هو قائلا :
_ بتضحكي عليا يا بنت ال*** و انتي جايه مع الراجل من بره الساعه 8 بليل و مغيره هدومك ،، ايه شايفاني مركب اريل و لا اي ؟؟ .. ثم فين الفلوس بتاعت النهارده ؟؟ حسن كلمني و قالي انك لهفتي الورد و مرجعتيش فلوسه !! ..
همست ببكاء :
_ الورد وقع مني يابا و مجيبتش فلوس .
نظر لها بذهول ثم صرخ بها و هو يهوي بتلك العصا علي جسدها :
_ نهارك اسود و منيل ،، يعني بوظتي الورد بتاع الراجل وكمان مجيبتيش فلوس ،، ده انتي شكلك عاوزه تتربي من اول وجديد .
ليهوي بعدي بعده ضربات شديده و قاسيه علي جسدها الصغير بينما هي تصرخ بالم و تتوسله بالرحمه ، و هي تحاول جاهده الابتعاد عن مرمي عصاه و لكن هيهااااات !!! …
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
اتجه الي غرفه الجلوس حيث يجلس عمه و معه زوجته ،، دلف الي الغرفه مبتسما ليجلس بالقرب من عمه علي الاريكه المجاوره له يتحدث الي شاهيناز :
_ ما تقومي تجيبيلنا حاجه نشربها يا طنط شاهيناز .
نظرت له بضيق و هي تهتف به :
_ الخدم عندك كتير ف المطبخ خليهم يجيبولك حاجه تشربها انا طلعه انام .
اصبحت تكره الجلوس معه فهو اصبح يغيظها بشده بذالك اللفظ الذي تكرهه لذا اثرت الصعود الي غرفتها لتجنب اي مشادات كلاميه معه ،، ليبتسم هو بفرحه من مغادرتها فقد كان يريد التخلص منها ليستطيع التحدث مع عمه ،،
وجه بصره نحو عمه يتساءل بفضول :
_ قولي بقي يا بابا ايه الحكايه ،، اول لما شوفت غزل اتصدمت كده و بعدها عيطت ،، هو فيه ايه ؟؟ .
ربت ماجد علي قدمه و هو يخبره :
_ لا ابدا يا حبيبي بس افتكرت بنتي الصغيره من شكل البنت الي كانت هنا فدموعي نزلت غصب عني .
ابتسم له حازم بينما يهتف :
_ صحيح يا بابا انت عمرك ما حكيتلي عن بنتك دي هي ماتت ازاي ؟؟ .
نظر له ماجد بحزن و قد اغرورقت عيناه بالدموع قائلا :
_ لا هي ما ماتتش هي تاهت ، و انا ملقتهاش بعدها خالص .
اماء له حازم بهدوء و هو يهتف له :
_ ربنا يصبرك علي فراقها يابابا ، و اكيد طول منت بتدور عليها اكيد هتلاقيها .
ابتسم له ماجد بشحوب ، ايخبره انه هو من وجدها ام يصمت حتي يستطيع جمع المعلومات عنها ليتاكد اولا من انها ابنته ، فهو لم يتوقع ان يراها هكذا لابد من ان تكون اكبر عمرا بقليل ، من المفترض ان تكون في عامها الثامن عشر ، تلك الفتاه تبدو اصغر بكثير من هذا ،، سيتاكد اولا من شكه ثم سيخبر حازم بكل شيئ يعلمه ،،،
استقام حازم من موضعه و هو يهتف لعمه بابتسامه :
_ انا هطلع انام بقي يا بابا تصبح ع خير .
_ و انت من اهل الخير يا حبيبي .
صعد حازم الي غرفته مجددا و هو يبتسم بحنان لتذكره اياها ،، تسطح علي فراشه يضع كلتا ذراعيه اسفل رأسه يتذكرها هي وحدها ،، يتذكر رحلتهم القصيره الي منزلها ،، كم كانت لطيفه ،، فمنذ ان خرجا من هنا و هي تشبك يدها في يده گ طفله صغيره تمسك بيد ابيها ،، و حين مرو من جوار متجر بيع المثلجآت نظرت له بفضول و لم تتحدث ،، ظلت عينها لفتره علي ذالك المتجر و الناس التي تخرج منه و تحمل مثلجآت بيدها ،، نظر لها بهدوء يهتف بحنان :
_ أجيبلك ايس كريم ؟! .
نظرت له بلهفه تتساءل بجهل :
_ اسمه ايه ؟؟ .
أجابها بتعجب من حالها :
_ ايس كريم ، انتي مكلتهوش قبل كده ؟؟ .
نظرت له بفضول و هي تسأل :
_ هو بيتاكل ؟؟ .
ارتفع حاجباه معا بتعجب و هو ينظر لها ، اهي حقا لا تعرف المثلجات ؟؟ ،، لا يُعقل لا احد في العالم لا يعلم ماهي المثلجات ،، تلك الصغيره تستحوذ علي تفكيره بشده ،، لا يصدق انه يوجد احد بتلك الرقه و السذاجة ،، تنهد بهدوء و هو يسحب يدها متجها الي متجر المثلجآت يخبرها :
_ تعالي اما ادوقهولك .
اشتري لها كرتين من المثلجات علي قطعه البسكويت ، احداهما بطعم الشوكولا و الاخري بطعم الفراوله ،، تذوقته لاول مره بتعجب من طعمه لتتذوقه بعدها مره اخري بتلذذ و هي تخبره :
_ الله ،، طعمه حلو اووووي .. قولتلي اسمه ايه .
ابتسم لها بحنان يشعر انها ابنته بدرجه كبيره ،، مواقفه معها تسرق لبه ،، لا يمكن هي طفله ذكر نفسك حازم كلما تراها انها طفله لا تصلح لك ،، و يبدو من شكلها انها لم تنضج و تبلغ بعد ،، فبماذا تفكر بربك يا حازم !!
تنهد يخبرها بهدوء :
_ ايس كريم .
ابتسمت باتساع تتمتم :
_ حلو هقول لمؤمن عليه ! .
رفع احدي حاجبيه و هو يسألها بتعجب :
_ مؤمن مين ؟؟ .
ردت ببساطه و هي مركزه نظرها علي المثلجات :
_ اخويا .
اماء لها بينما يسير بها الي طرق تصفه هي له ،، و كم اشمئز من تلك الطرق الضيقه التي سار بها و رائحه القمامه تفوح من حوله ،، كم شعر بالحزن ايضا لؤلائك الناس الذين يعيشون في مناطق مثل هذه !! .. و كم شعر بالشفقه عليها لكونها واحده من ساكني تلك المناطق العشوائيه الفقيره ،، فبماذا كنت تفكر يا حازم هي بالتأكيد لا تعيش في بيت فاخر مثلك ،، و الا لما كانت تفكر ان تسرق !! .
تنهد براحه اخيرا لوصولهم الي منزلها بعد رحله طويله و مرهقه بالنسبه له داخل تلك الشوارع ،، كانت انهت مثلجاتها لتمسح يديها بثيابها بطفوله و تتجه معه داخل المنزل ، التقي بشقيقها الذي فتح لهم الباب ، كما التقي بوالدها الذي لم يرتح له اطلاقا بل شعر بالقلق عليها من نظراته لها بعد ان قص عليه اكذوبته التي اخترعها لانقاذها منه ،، لتركها في النهايه داخل منزلها و اتجه للعوده الي منزله ،،،
عاد الي وعيه و هو يبتسم باتساع كلما تذكر منظرها و هي تتناول المثلجات يبدو انها طيف سيراوده لفتره طويله ،، كلما اراد التخلص من ذكراها تظهر له في موقف جديد و مختلف لتسرق لبه اكثر ، الا يكفي سرقتها له اكثر من مره قبلا !!! …
تنهد براحه نفسيه و هو يغلق عيناه و يتمني داخله ان يراها ف حلمه فقد اصبح لا يطيق صبرا حتي يراها غدا فقد اصبحت لا تفارقه في صحوته او غفوته !!! …
💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
صباح يوم جديد ….
تلقت توبيخا شديدا من العم حسن صاحب متجر الزهور الذي قد اهدرت هي زهوره بلا ثمن ،، ليناولها في النهايه باقه مضاعفه من الزهور امرا اياها ان تبيعها ،،
كان جسدها يؤلمها بشده اثر الضرب العنيف و القاسي الذي تعرضت له من والدها ،، تشعر بان كل جزء من جسدها يأن ،، لا تستطيع قدماها حملها فكيف ستحمل باقتي الزهور ،، تنهدت بالم و هي تحمل السله المليئه بالكثير و الكثير من الزهور ، لتسير بترنح و هي تشعر بالالم يعتصرها الي الطريق التي تبيع الزهور فيه ،،
مع حلول الظهيره لم تكن قد باعت سوا زهرتين او ثلاثه ،، شعرت بدوار خفيف يصيبها و أرجعت ذالك الي وقوفها الكثير تحت الشمس الحارقه ،، اما هو فقد كان يعد الدقائق لينهي عمله و يتجه اليها ليراها ،،
اوقف سيارته بالقرب من رصيف الطريق التي تقف فيه تبيع زهورها ،، لينزل منها يبتسم بهدوء و هو يراها تبيع الزهور دون ان تمُد يدها علي محفظه احد ما ،، يبدو ان تهديده السابق لها قد اتي بثماره حقا ،، اتجه اليها بينما كانت تضع هي يدها علي راسها تمسح حبات العرق عن راسها ،، شعرت بيده التي وضعها علي كتفها لتلتفت له سريعا تنظر له بتعجب من وجوده و ابتسامه سعيده تغزو شفتيها ،، قائله بخفوت :
_ حازم ،، انت بتعمل ايه هنا ؟؟ .
ابتسم لابتسامها السعيده ، و كاد ان يرد عليها حين شعر بترنحها و عدم اتزانها امامه ليتساءل بقلق و هو يمسك بذراعيها يمدها بالقوه لتقف باتزان :
._ مالك انتي كويسه ؟؟ .
اماءت له بارهاق و لكن دوارها اشتد و لم تعد تستطيع فتح عيناها ، لذا استسلمت لتلك الدوامه السوداء التي تحيط بها و سقط بين يداه و هي تتاوه بالم ،،
انتفض يضمها الي صدره و هو يهمس باسمها عده مرات و هو يضرب وجهها بلطف و لكنها لا تجيب ،، انقبض قلبه خوفا عليها ، رفعها سريعا بين يديه يتجه بها الي سيارته ليسرع بها الي المشفي في قلق جم من ان يكون اصابها مكروه !! …
هرع الي المشفي الخاص بصديق والده الذي يعتبره في مقام والده ،، دخل الي المشفي يركض الي الاستقبال قائلا للواقفه خلف المكتب :
_ بسرعه اندهيلي دكتور انس المالكي ، قوليله حازم الالفي .
اماءت له لتهاتف مكتب انس صديق والده و تخبره بانتظاره له ،، ركض انس عندما علم ان حازم قد اتي من مصابه ما ليطمئن عليه ،، اخذ منه غزل علي ناقله طبيه اتجه بها الي غرفه الفحص ليختفي بها داخل تلك الغرفه بينما بقي حازم خارج الغرفه يقف بقلق ينتظر انس ،،،
دقائق و خرج انس ينظر ل حازم بعبوس هاتفا :
_ انت تعرف البنت الي جوه دي منين .
نفي حازم براسه يخبره :
_ معرفهاش انا خبطها بعربيتي ف الشارع .
و كأنه كذب كذبته و صدقها و لكن ماذا يفعل فهذا اقنع حديث قد يخبر به احد ،، اماء انس بتفهم يخبره بهدوء :
_ طب البنت الي جوا دي باين عليها الاعتداء الجسدي ،، و حاله جسمها وحشه من الكدمات الكتيره علشان كده انا هعمل محضر بالاعتداء .
لن ينكر انه اصيب بالصدمة ،، اعتداء ؟؟ من اعتدي عليها و لماذا ؟؟ ،، لحظه لحظه ،، تذكر حديثها عن ضرب والدها لها ايمكن ان يكون والدها من فعل بها هذا ؟؟ ،، اسودت عيناه بغضب و هو يفكر بذالك الاحتمال ،، اذا كان والدها السبب فهو لن يرحمه لتلك الحال التي راها بها ،، زمجر بغضب و هو يضغط على اسنانه مجيبا انس :
_ اعمل المحضر يا عمو ، احنا مش لازم نسيب حق البنت المسكينه دي ،، و انا هتابع معاك و هعرف منها مين الي عمل كده ! … و لازم الي عمل كده ياخد جزاءه ! .
قال جملته الاخيره بغضب و كأنه ينتقم من والدها علي فعلته بها ، و هو لم يفعل به شيئا بعده ،، ان كان هو خلف ما حدث لها حقا فسيذيقه العذاب الوانا شته لانه تجرأ فقط علي رفعه يده علي صغيرته ،، صغيرته ؟! و كأنه اعترف اخيرا بملكيته لها فسيضرب بعقله عرض الحائط و يتبع قلبه فقط ،، قلبه الذي احبها بصدق لاغييير !!!!! ……
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سرقتي قلبي ) اسم الرواية