Ads by Google X

رواية وهام بها عشقا الفصل السادس 6 - بقلم رانيا الخولي

الصفحة الرئيسية

  

 رواية وهام بها عشقا الفصل السادس 6 - بقلم رانيا الخولي  

ظلت حبيسة غرفتها في ذلك القصر العتيق التي

لم تتخيل يومًا أن تمر من جواره لا أن تكون حبيسةً بداخله

ذلك القصر الذي سمعت عنه الكثير من الخدم في منزل والدها بأنه تسكنه الأرواح بعد أن قتـ.ـلوا ابنتهم التي عشقت غريب وهربت معه ليعثروا عليها ويقوموا بقتلها ودفنها في نفس القصر

كما قالوا أيضًا بأن لعنة سقطت عليهم منذ انتحار زوجة الابن، وقد اسقطت عليهم تلك اللعنة

لقى أولاده الاثنين حتفهم في حادث تصادم على الطريق اثناء عودتهم، وقال البعض بأنه كان مدبرًا من قبل تجار السـ.ـلاح الذين اختلفوا معهم

ومات الجد وحيدًا والحفيد المتبقي تركه وانعزل في المزرعة القريبة من منزلهم

الكثير من الأساطير عنه لا تعلم إن كانت حقيقة أم سراب

كل ما تعرفه الآن أنها أصبحت داخله وبين يدي ساكنه

لم يلتئم جرحها بعد، والهرب بات مستحيلاً

وبقاؤها هنا يعد موتًا إذا أخذها هي بذنب والدها

ولكن ما ذنبها هي وهي نفسها ضحية لبطش والدها

كما كانت والدته

تذكرت هروبها من المنزل والرعب الذي عاشت به وهي تزحف في ذلك المجرى

تذكرت تصادمها بذلك الحارس الذي عثر عليها اثناء هروبها، وعندما حاولت الفرار منه أطلق عليها النـ.ـار فأصابت كتفها

تحاملت على نفسها وواصلت الهرب بكل ما اوتيت من قوة وقد ساعدها في ذلك ظلام المكان

والأدهي انها حينما التفتت لم تجده خلفها

حتى انهارت قوتها وسقطت في ذلك الظلام الحالك واستيقظت لتجد نفسها بين أنياب ذلك الذئب

طرق الباب ودلفت سامية وهي تحمل الطعام بين يديها

وضعته على الطاولة بجوارها ثم تقدمت منها لتساعدها على الاعتدال وهي تقول بابتسامة

_ يلا ياست مهرة عشان تتعشي وتاخدي العلاج

لم تجيبها وقد قررت الامتناع عن الطعام حتى ييأس منها ويتركها ترحل فقالت بامتعاض

_ مليش نفس

_ لو كنتي فاكرة إن طريقتك دي هتخليني أسيبك تخرچي بره القصر تبقي غلطانة

كان هذا حديث مهران الذي دلف الغرفة بوجة مكفهر ارعبها، وخاصةً عندما أمر الخادمة بترك الطعام والخروج من الغرفة

حاولت الاعتدال لكنها لم تستطيع بسبب جرحها وقالت بثبات زائف

_ قلت مليش نفس، وسيبني امشي لحالي وكفاية لحد إكدة

ملامحها الهادئة التي تخفي خلفها خوفًا جاليًا جعله يندهش حقًا

إذا كانت بتلك الهشاشة كيف استطاعت الهرب من بينهم وكيف واصلت الهرب اثر تلك الطلقة التي أصابتها، فسألها بعبوس من ذلك الخبر الذي تلقاه الآن

_ ناوية على ايه إن شاء الله؟

بقوة واهمة نظرت إليه لتقول بحدة

_ ايه اللي يخصك فـ حاچة زي دي، انت عملت اللي عليك وزيادة سيني بقى اروح لحال سبيلي

رفع حاجبيه متسائلًا وهو يتقدم منها أكثر كي يربكها

_ ومين قالك إني عملت اللي عليا؟! اللي عليا وهعمله لسة فضله شوي

افترى فمه عن ابتسامة متهكمة ليردف

_ شوية بس لحد ما نخلصوا من فرحكم ده وهتكون بعدها صدمة العمر لكامل النعماني

ارتعدت أوصالها من ذلك التهديد الذي غلف نبرته وسألته بتوجس

_ تقصد أيه؟ وفرح ايه اللي بتتكلم عنه؟

ضرب بعصاه الأرض وتحدث بقوة

_ فرح بنت عمك على خليل النجايمي

انقبض قلبها وانتهى ثباتها وهي تهز رأسها برفض، كيف ذلك؟ فقد ظنت بأن حسين سيرفض ولن يقبل بأن تكون لغيره، وحتى إن وافق لكي ينجي بروحه فلن يقبل سليم ذلك

لن تهرب هي لتتركها تقع فريسةً لهم بدلًا منها

نظرت إليه لتسأله بريبة

_ انت متأكد أنه خليل؟

_ هنهز معاكي إياك! الخبر لسة وصلني دلوقت والفرح هيكون الخميس الچاي

تقدم منها لينظر إليها بعينيه الحادة وسألها باستهزاء

_ يعني عايزة تفهميني إنك متعرفيش موضوع النسب ده؟

ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بارتباك

_ لا عارفة بس كنت فاكرة إن خليل عايز ياخدها لابن أخوه.

_ وفكرتك طلعت غلط، المهم لازم تاكلي عشان تستردي صحتك لاجل ما تشوفي المفاجأة اللي محضرها بعد فرح بنت عمك.

اهتزت نظراتها برعب وحديثه لا يبشر بخير مطلقًا واخذت تنظر إليه وهو يوليها ظهره ويخرج من الغرفة صافقًا الباب خلفه بعنف.

❈-❈-❈

ظلت طوال الليل تفكر في حل لتلك المعضلة

وتعاتب ذلك القدر الذي لم يترك لها حلًا آخر

ولولا أخيها لكانت تلوذ بالفرار أيضًا كما فعلت مهرة

لكن ما ذنبه هو أن يعيش طريدًا طوال حياته

وخاصةً بإعاقته التي لن تستطيع معالجته ولا الاعتناء به بحالته تلك

فمنذ ذلك الحادث الذي أسفر عن موت والديها وفقدانه لبصره وهو يعيش في خوف دائم ويرفض الخروج خارج المنزل

علاجه يكلف الكثير ولن تستطيع تحمل نفقاته حتى لو عملت دون انقطاع

هروبها مع سليم لن تفعلها مهما كلفها الأمر، لن تترك سيرتها لألسنة الخلق تتداول فيها ولعنها بالخاطية

ويسخر الكل من تربية ابيها الذي رحل وتركها في أيد ليست أمينة

ستوافق على الزواج منه بعد أن تضع شروطها التي لن يستطيع عمها الرفض حينها وبعد ذلك تتبع خطتها مع ذلك الرجل حتى ييأس منها ويتركها، وحينها ستأخذ أخيها وترحل من تلك القرية دون ان يستطيع أحدًا المساس بها

بكل عزم خرجت من الغرفة وذهبت إلى غرفة عمها

طرقت حتى فتح لها بعد لحظات وهو يفتح عينيه بصعوبة من شدة النعاس، ولما لا يفعل وقد خفت تلك الاثقال من على كاهله، ابنته التي فُرضت عليه، وابنة أخيه كذلك

_ خير يامرح في حاچة؟

أومأت بثبوت

_ موضوع مهم ولازمن نتحدت فيه

نظر في ساعته ليجدها قد تعدت الواحدة صباحًا

_ يعني هو مهم اوي إكدة ومينفعش يتأجل للصبح ؟

اكدت بإصرار

_ لو فضل للصبح أني مش مسؤوله عن اللي هيحصل

القلق ابعد النوم عن عينيه وتحدث بوجل

_ طيب اسبقيني انتي على المكتب واني چايلك

أومأت له كما طلب منها ثم تركته ونزلت للاسفل وتنتظر في مكتبه

ويبدوا أنها استطاعت زرع الخوف بداخله إذا دلف خلفها بثواني معدودة

وبدأت هي في تنفيذ أولى خطتها

وبعد الانتهاء سألته بجدية

_ قلت ايه ياعمي، أهرب مع ابنك وأخد أخوي معاي ولا اتزوچ خليل النعماني وتكتبلي ورثي من أبوي باسمي والمبلغ اللي قلت عليه

ظهر الغضب جاليًا عليه وقال بانفعال

_ انتي بتساوميني يابنت راشد

أجابت بقوة

_ زي ما عملتها ياعمي وسومتني على أخوي، وده آخر كلام عندي

زم فمه بغضب شديد وأراد في تلك اللحظة دق عنقها ويتخلص منها، لكن سيتحمل لأجل ذلك الأحمق كي يضمن سلامته ويزوجها للنجايمي وحينها سيكون له تصرف آخر

_ موافق بس على شرط، الأرض تنكتب باسم أخوكي، معندناش ارض تنكتب باسم الحريم

اومأت له بطاعة

_ مش هتفرق بس اهم حاجة المبلغ اللي قلت عليه وأكون انا الوصية على أخويا

نظر إليها بشك وقال بوعيد

_ انت خابرة لو لعبتي بديلك هيكون عقابك ايه؟

ابتسمت بتهكم وهي تقول بقوة

_ مش اكتر من اللي هشوفه في بيت النجايمة يا.. ياعمي

تركته وغادرت وهي تشعر بالنصر لأولى جولاتها

❈-❈-❈

غيرة وحقد هما الذان سيطرا على منصور وهو يستمع لمدح ابنه في عمه الذي لم يتركه للغربة وظل يدعمه قولًا وفعلًا حتى مر ذلك العام

ازداد حنقه من أخيه الذي امتلك كل شئ

أرضه وداره وأمواهم والأدهى من كل ذلك حتى اولاده.

فأوقفه عن مدحه قائلًا بحدة

_ بس الفلوس اللي كان بيبعتها دي هي فلوسي أنا، عمك اللي فرحان بيه ده أخد شركتي زي ما أخد أرضي من قبلها وخلى جدك يكتب كل حاجة باسمه

ولما وقعت بدل ما يوقف جانبي راح اشترى شركتي اللي تعبت فيها وكتبها باسمه وخلاني اشتغل فيها بمقابل نسبة من الأرباح

اندهش منصور عندما لم يجد رد فعل من ولده وخاصةً سمر الذي نهرته

_ منصور مينفعش كدة

قاطعها مصطفى بثبوت

_ سيبيه ياأمي خاليه يخرج اللي جواه واللي انا عارفه كويس

وياريت نقفل عليه عشان منفتحش دفاتر قديمة، أنا جاي اشتغل معاك في الشركة سواء بقى بتاعتك او بتاعت عمي مش هتفرق

نظر إلى زوجته وتحدث

_ يلا نطلع نرتاح من السفر

أومأت له بصمت ثم نهضت معه ليصعدا معًا ونظرات منصور الغاضبه تتابعهم حتى اختفوا عن ناظره

التفتت إليه سمر وهزت رأسها بيأس منه مما جعله يسألها بحدة

_ مالك بتبصيلي كدة ليه؟

اجابت بحدة

_ عشان مفيش فايدة فيك ومش هتتغير ولو استمرت على كدة هتخسر ولادك اللي متعلقين بيهم

بنتك اللي عايشة وسطيهم وشافت منهم حب واهتمام افتقدته معانا واحنا مشغولين عنهم

وابنك اللي لقى منهم ضهر وسند وجو اسري اتمناه طول عمره

لو وقفت ادام أخوك ونفذت اللي في دماغك هتخسر كتير يامنصور، فكر في كلامي وراجع نفسك

المرة دي مش هتلاقي اللي يقف جانبك وهتخسر كتير أوي

نهضت بهدوء وقالت بجدية

_ فكر فـ كلامي كويس وحط نفسك مكان أبوك واتخيل نفسك مكانه.

تركته وذهبت إلى غرفتها وجلس هو شاردًا يفكر فيما ينتوي فعله ويساعده شيطانه على ذلك

لا لن يصمت وهو يراهم يتمتعوا بخيره وهو يعمل أجيرًا لديهم

نهض مسرعًا وخرج من المنزل كي يقابل المحامي لينهي إجراءاته بأسرع وقت

ولم يبالي بمدى صعوبة قراره على قلوب أرهقتها قسوته

ليواصل قسوته بأشد وأقوى

غدر ليس بعده غدر..

❈-❈-❈

زاد انشغالها عنه واصبح شديد التعصب معها

تزداد تمسكًا بعملها وازداد هو إصرارًا بتركه

وها هي تقف أمامه ترفض عنصوريته

_ مستحيل اسيب شغلي مهما حصل، وبعدين في عملية نقل قلب دلوقت ولازم أحضرها

عقد حاجبيه مندهشًا من حديثها، فهو يعلم جيدًا بأن تلك العمليات مرفوضة تمامًا في الدولة إلا إذا كانت من خلف الستار فسألها بجدية

_ ازاي ده؟ العملية دي مرفوضة تمامًا في مصر

رمشت بعينيها تحاول التحدث بثبات

_ لا العملية دي لحد مهم في الدولة وهتتعمل بعلم من مدير المستشفى

ضيق عينيه متسائلًا

_ والمتبرع؟

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بارتباك

_ ميت اكلنياكيًا، بس أهله موافقين.

هز رأسه بصدمة وهو لا يصدق بأنها وافقت على حضور تلك المهزلة، فقال بلهجة لا تقبل نقاش

_ لأ مش هتحضريها.

اتسعت عينيها ذهولًا من تحكمه وسألته باستياء

_ يعني ايه الكلام ده؟

اشاح بوجهه بعيدًا عنها وقال بحنق

_ يعني لأ، مش هبقى نايم في البيت ومراتي بتحضر عملية من تحت الترابيزة زي دي.

وقفت امامه لتسأله بحدة

_ يعني ايه هتقف قصاد مستقبلي؟

نظر إليها بامتعاض وقد اخذ الغضب منه مبلغه وتحدث بانفعال

_ فين مستقبلك اللي بتدمريه بحضورك عملية زي دي

تحدثت بانفعال مماثل

_ حضوري لعملية بالحجم ده ومع دكتور زي ده هيرفع من شأني، وانا مستحيل اتراجع عن قراري

إزاد غضبه ليتقدم منها يجذبها من ذراعها ويهزها بعنف

_ يعني ايه؟ عايزة تكسري كلمتي وتروحي غصب عني؟

تألمت ليلى من حدته وحاولت جذب ذراعها من يده وتحدثت بحدة

_ انا مش بعمل حاجة غلط عشان يكون غصب عنك أو برضاك ده شغلي ومستحيل اتاخر عنه

اومأ لها بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخله من سخط

_ يعني تعمليها برضايا أحسن مـ تعمليها من ورايا زي مـ عملتهيا قبل كدة من ورا أهلك

اتسعت عينيها ذهولًا من كلماته التي وصل صداها لأعماقها حتى شعرت بالأرض تهتز بها من هول الصدمة، هزت راسها بعدم استيعاب لما سمعته، لا لن تصدق اذناها مستحيل أن تصدر تلك الكلمة منه هو

من ظلت أيام وليالي تبكي ألمًا وحزنًا عليه

من كانت على استعداد للتضحية بكل شيء ٍ فداءًا له

لم تتخيل يومًا أن يكون بتلك القسوة.

أما هو فقد عسر عينيه بضيق من نفسه ولترك غضبه يتحكم فيه بتلك الطريقة تقدم منها ليتعتذر

_ ليلى أنا…

قاطعته بأشارة من يده وقالت برفض وهي ترتد للخلف

_ متتكلمش، كفاية اللي قلته

كادت ان تسقط وهي تعود للخلف لكن يده سبقتها قبل وقوعها لكنها أبعدته بأنفعال

_ ابعد متلمسنيش

تراجع للخلف وهو يضغط على قبضته بحنق من نفسه فلم يستطيع النظر داخل عينيها

مما جعله يتركها ويأخذ مفاتيح سيارته ويخرج من الغرفة والمنزل بأكمله.

أما هي فقد ظلت لحظات تلملم شتات أمرها ثم امسكت هاتفها تحجز على أول طائرة للصعيد

لن تبقى دقيقة واحدة معه بعد ما حدث.

قامت بوضع ملابسها داخل الحقيبة وخرجت من المنزل

❈-❈-❈

التزم غرفته بعد ما حدث يحاول إخماد نيران قلبه التي لا ترحمه

وقد تحطمت أحلامه الوردية على صخرة الواقع ليصيب قلبه وينزف مسطرًا ابجادية العذاب على صدره.

لقد عشقها حد الجنون فكيف يستطيع تحمل ذلك العذاب.

دلفت والدته الغرفة لتجده قابعًا في ظلام حالك

هزت راسها بحزن عليه ثم تقدمت من النافذة لتفتحها مما جعله يستاء من فعلتها ويغمض عينيه من الضوء الذي ملئ الغرفة

_ في أيه بس ياأمي، اقفلي الله يرضى عليكي

تقدمت منه آمال لتقول بتعاطف

_ لحد امتي ياحبيبي هتفضل حابس نفسك كدة؟

نهض ليجلس على فراشه ويمسح على وجهه بتعب ثم زم فمه باستياء

_ عيزاني اعمل ايه بس؟

تعاطفت اكثر مع نبرة اليأس التي غلفت صوته وجلست بجواره تربت على ساقه قائلة

_ يعني انت اللي بتعمله ده هيرجع حاجة ياابني، خلاص اللي حصل حصل وانتهى وربنا يعوضك ببنت الحلال اللي تنسيك عشقك اللي انكتب عليه الموت

ابتسم بمرارة وهو يقول بصوت واهنٍ

_ تعوضني؟!

أخذ نفسًا عميقًا كي يهدئ نيرانه المشتعلة وأردف بتهكم

_انتي فكرك إن في حاچة في الدنيا تقدر تعوضني عنيها؟ واللي أمر من كل ده انها هتتزوچ عمي وفي نفس البيت ونفس الأوضة اللي حلمت تكون معايا فيها.

نظر إليها بعذاب مردفًا

_ مين يقدر يتحمل كل ده، عايزني اعمل أيه وكلها يومين هتكون في حضن غيري.

انتابها الخوف على وحيدها وتحدثت بتعاطف

_ ياابني لا انت أول ولا أخر واحد مـ يطولش اللي قلبه رايدها حاول ترضى بنصيبك.

نهض سليم وهو يقول بعذاب

_ مش بتتزوچ عمه وتعيش معاه في نفس المكان

نهضت لتقف أمامه لتقول بتعاطف

_ ده قدركم ولازمن ترضوا بيه، محدش منكم بإيده حاچة يعملها، هي كمان مغلوبة على أمرها زيك واكتر كمان، ومحدش عالم بكرة چاي بأيه

لازم تكون أقوى من كدة اللي جاي هيكون أصعب وعمك لو عرف حاجة زي كدة مش هيرحمك

ربتت على كتفه وقالت بحزن

_ حاول تنسى وكمل حياتك مع واحدة غيرها يمكن تنسيك

تنهد بتعب ونظر إليها متمتمًا

_ ان شاء الله ياأمي سيبيني بقا لوحدي

❈-❈-❈

في غرفة جاسر

كان مستلقيًا على فراشه واضعًا رأسها على صدره

تستمع لدقات قلبه التي خصصها لها وحدها

رفعت رأسه لتستند بذقنها على صدره وتمتمت باسمه

_ جاسر

همهم بخفوت

_ أمم

ترددت قليلًا ثم تحدثت بصبر

_ ممكن اطلب منك طلب؟

نظر إليها بنصف عين وهو يعلم جيدًا ما تنوي التحدث به فتحدث بمكر

_ لأ

زمت وجهها بغيظ

_ ليه بس؟ انا شايفة ان في ستات كتير بتشتغل في البلد وبعدين المدرسة قريبة من المكان

تنهدت بتعب ثم ربت على كتفها

_ ربي بنتك الأول وبعدين فكري في الشغل.

ازداد حنقها منه وقالت بغيظ

_ بنتي مين؟ هو انا بشوفها غير بالصدفة،انا احيانًا بنسى إني مخلفة

وبعدين ياحبيبي هما كلهم اربع ساعات الصبح وهرجع على طول

والوقت ده انت بتكون في الأرض ( تحدثت بدلال وهى تقبل خدها ربما تأثر عليه بتلك الطريقة) وبصراحة بتوحشني أوي في الفترة دي، واهو حاجة تشغلي لحد ترجع.

اعتدل جاسر لينظر إليها بعينيه التي ظهر فيها مدى عشقه لها وقال بمصابرة

_ شوفي ياسارة الكلام اللي هقوله ده مش هكرره تاني

أولًا أنا مقبلش إن مراتي تشتغل على أي وضع

مش عايزها نشغل نفسها بأي حاجة غيري وبس، عارف انها أنانية مني بس دي طبيعتي( رفع يده لتعانق وجهها الذي يعشقه وتحدث بقوة) إن كان عليا فأنا نفسي أخبيكي عن الدنيا كلها ومحدش يلمحك غيري

تعرفي؟ أنا كنت ديمًا بحلم أكون أنا الفارس اللي هيروح ينقذ الأميرة اللي محبوسة جوه القلعة، بس مكنتش هخرجها منها، تؤ كنت هعيش معها جواها، محدش يشوفها ولا يعرفها غيري

تقولي عنصري، اناني، تقولي اللي تقوليه بس حقيقي نفسي أحبسك جوايا محدش يشوفك غيري

قبل جبينها بحب ثم أردف

_سارة انتي مش بس حبيبتي انت بقيتي النفس اللي بتنفسه، انا مجربتش الخمر، بس ديمًا بيقولوا انك كلما ارتويت كلما طلبت المزيد

زي حبي ليكي بالظبط كا ما ارتوي منك كل مـ بطلب بالمزيد

إزاي بعد كل ده عايزة تشتغلي والعيون كلها تشوفك..

اغمضت عينيها من ذلك الماكر الذي يعرف جيدًا كيف يجعلها تلين بسهولة بين يده فتحت عينيها لتنظر لعينيه التي تحتويها بحب جعلها ترضخ له

وقبل ان تتفوه بكلمة سمعت صوت هاتفه مما جعله يبتعد عنها لينظر إليه

خفق قلبه وهو ينظر لاسمها على هاتفه

سألته سارة

_ مين اللي بيتصل في وقت زي ده؟

اجابها بقلق

_ دي ليلى

فتح الهاتف ليسمع صوتها الباكي

_ جاسر انا في المطار تعالى خدني.

نهض جاسر مسرعًا وهو يسألها بدهشة

_ لوحدك؟!

لم يجيبه سوى صوت بكاءها مما جعل قلبه يخفق بخوف

_ طيب متعيطيش انا جاي حالًا

اغلق الهاتف والقاه على الفراش ونهض ليرتدي عباءته فتساله سارة بقلق

_ في ايه ياجاسر مالها ليلى

أخذ جاسر مفاتيحه ورد بقلق

_ مش عارف، هروح اجبها من المطار وآجي.

خرج مسرعًا من الغرفة وتوجه مسرعًا إلى المطار ليجدها جالسة في وجوم تام

تقدم منها وما إن رأته حتى نهضت لترتمي في احضانه تلتمس منه العزاء

حاوطها جاسر بقلق

_ مالك ياليلى؟ انتي كويسة، أمجد كويس

هزت رأسها الذي أخفته في صدره مما جعل قلقه يزداد فتحدث بمصابرة

_ طيب اهدي وتعالي معايا

اخذها إلى السيارة وعاد بها إلى المنزل ملتزمًا الصمت حتى وصلوا إلى المنزل، وفور وصولهم قالت بحزن

_ جاسر مش عايزة اتكلم مع حد سيبني ارتاح الأول

أومأ لها وذهب بها إلى غرفتها

وقال بثبوت

_ متقلقيش من حاجة طول ما انا جانبك

ارتاحي والصبح نتكلم

خرجت سارة من غرفتها لتجدهم واقفين أمام الغرفة فأسرعت إليهم لتسأل ليلى بقلق

_ مالك ياليلى

كانت ليلى في أشد الحاجة إليها فلم تمانع التحدث معها فقرر جاسر تركهم ربما تستطيع التخفيف عنها

انتهت ليلى من سرد ما حدث ثم اجهشت في البكاء

_ تخيلي ياسارة بيعايرني على وفقتي جانبه

ربتت سارة على يدها وتحدثت بتعاطف

_ معلش ياليلى دي أكيد لحظة غضب وهيرجع ويعتذرلك

هزت رأسها بنفي وقالت بحزن

_ لأ بعد اللي حصل ده مستحيل اسامحه

بعد اللي عملته عشانه ييجي في الاخر يجرحني بالشكل ده

_ شوفي ياليلى أمجد غلط مفيش كلام بس ممكن يكون قاله من غير ما يقصد، او جات معاه كدة

قطبت ليلى جبينها بدهشة وسألتها

_ ازاي مش فاهمة

تنهدت سارة بحيرة ثم تحدثت بجدية

_ أولًا هو مش بيمنعك عن شغلك ولا حاجة كل الحكاية أنه عايز يريحك عشان الحمل اللي استنتوه كتير وثانيًا هو برضه معزور، أى واحد بيبقى عايز يرجع من شغله يلتقي مراته مستنياه مش هو اللي يستناها

انتي فعليًا قصرتي في حقه فـ رد فعله كان بعيد عن إرادته

الكلمة اللي قالها أكيد وقت زعل، وبكرة هتلاقيه جاي يتأسف ويبوس راسك كمان.

ربتت على يدها وأردفت بتعاطف

_المهم ارتاحي دلوقت والصبح نكمل كلمنا

اومأت لها ثم تركتها وقبل أن تخرج من الغرفة قالت برجاء

_ سارة، مش عايزة حد يعرف حاجة من اللي حصلت حتى جاسر

وافقتها سارة قائلة

_ متقلقيش المهم ارتاحي عشان حملك وكل حاجة هترجع احسن من الأول.

عادت سارة إلى غرفتها لتجد جاسر ينتظرها بقلق وفور رؤيتها سألها بحيرة

_ مالها ليلى؟

استلقت سارة بجواره وقالت ببساطة

_ ولا حاجة هي بس زعلت مع أمجد شوية زي اي اتنين

امتعض جاسر وقال بحدة

_ وهو في واحد يسيب مراته تسافر في وقت زي ده؟

الصبح هيكون ليا تصرف تاني معاه

تحدثت سارة بحكمة

_ لو سمحت ياجاسر بلاش تدخل بينهم إلا إذا طلبت هي ده، ولو مطلبتش تبقى خلاص محدش يتدخل بينهم

لم يستطيع التحكم في غضبه وقال بانفعال

_ فـ دي بالذات لازم اتدخل فيها، اللي يسيب مراته تسافر في وقت زي ده يبقى ملوش آمان ومقدرش آمن عليها معاه

لم ينهي حديثه حتى وجد رنين هاتفه نظر إليه ليستاء بضيق فور إن علم هويته

لم يريد الرد عليه لكن سارة اقنعته بضرورة ذلك

وفور رده سمع صوته يسأله بلهفة

_ جاسر ليلى عندك؟

تعجب جاسر من سؤاله ليسأله هو

_ يعني انت متعرفش مراتك فين؟

ازداد قلقه من رد جاسر وأجاب بمصابرة

_ انا رجعت متلقتهاش، قلبت عليها الدنيا عشان كدة بسألك

كان يود ان ينفي وجودها كي يجعله يتعذب أكثر لكن نظرت الرجاء في عين سارة جعلته يطمئنه

_ اه مراتك عندي لسه وصله من ساعة

تنهد أمجد براحة رغم الغضب الذي اعتراه وهي تزيد من أخطاءها وقال بثبوت

_ تمام

اندهش جاسر من هدوئه وسأله بحدة

_ تمام أيه؟ هو ايه اللي حصل عشان تخرج من البيت وتسافر في وقت زي ده؟

اجاب بنفس هدوءه لكن بداخله غضب جحيمي أخمده بصعوبة

_ مشاكل عادية بتحصل مع أي اتنين مكنتش مستهلة تسيب البيت من غير إذني وتسافر في قت زي ده على العموم شوية كدة وهاجي نتكلم مع بعض، انما دلوقت خليها عندك تقعد براحتها

أغلق جاسر الهاتف وتركه على المنضدة ثم نظر إلى سارة

_ الموضوع شكله كبير أوي ومحدش منهم عايز يتكلم

_ سيبهم يحلو مشاكلهم بنفسهم، بلاش نتدخل د، الحب اللي بينهم مفيش أي حاجة هتقدر تهزه مهما كانت

بكرة هتلاقيه جاي وبيعتذر عن اللي عمله واللي كمان معملوش، وهي كمان هتسامح بقلبها مهما عمل

شعر جاسر بأنها تقصد عشقهم الذي واجه صعوبات كثيرة وأعاصير لكن حبهم تغلب عليها بكل بسالة لينعموا بعشقٍ ليس له مثيل

_ انتي سامحتي؟

نظرت إلى عينيه التي كانت ومازالت مصدر إلهامها وقالت بوله

_ انا مزعلتش عشان أسامح، ديمًا كنت بلتمس ليك الف عذر لإن ببساطة رد فعلك كان طبيعي جدًا، بالعكس ده كان بيأكد اد أيه انتي حبتني

عقد حاجبيه مندهشًا فأكدت هي

_ لإنك لو مكنتش حبتني كنت هبقى بالنسبة لك مجرد واحدة مهمشة ملهاش وجود

إنما قسوتك وعقابك كان بيدل على حرب جواك بين حبك اللي بيطالبك تقرب وبين رجولتك اللي بترفض الوضع ده

وضع يده على وجنتها يمسح بابهامه عليها وغمغم بوله

_ وحبي هو اللي انتصر وكنت جاي عشان ابدأ صفحة جديدة معاكي بس الحادثة اللي حصلت غيرت كل حاجة

يمكن وقتها كنا عرفنا الحقيقة بدل الفضايح اللي اتعرضت ليها دي

ضحكت سارة وتمتمت بخفوت

_ تعرف أنا كمان كان نفسي أعيش معاك اللحظة دي

كنت عايزاك تمحي أي لمسة سبقتك ليا بس لما عرفت الحقيقة زعلت منك أووي فكان لازم انسحب

والحرب هتكون مني انا

ما بين قلبي اللي عايز يرجعلك وبين كرامتي اللي اتهانت وانا بتضرب منك

آلمته تلك الذكري فقرب وجهه يلثم خدها الذي تلقى تلك الصفعات وغمغم بعشق

_ هتصدقيني لو قلتلك إن الضربة دي كانت بتنزل على قلبي قبل مـ تنزل عليكي، بس كنت مدبوح ومش عارف بعمل ايه

قبلت يده التي تحتوي وجنتها وتمتمت بخفوت

_ وقلبي سامحك وقتها بس كان لازم ابعد عشان ترجعلي، وارفضك وترجعلي وكنت مستنيه منك تخطفني وتجبرني إني ارجعلك واحس بقوة حبك ليا

جاسر انا بحبك فوق ما تتخيل، حبي ليك غير طبيعي كل مدى حبك بيزيد جوايا لدرجة إنك بقيت كل دنيتي

كان ينظر إليها تائهًا في سحر عينيها التي تحكي عن مدى عشقٍ ارهق الروح والفؤاد

فهي معشوقته التي كتبها القدر له

مال عليها يكافئ تلك الشفاة التي اطربته بأجمل الكلمات ليعزف هو على اوتارها بأجمل الألحان ويغيبان معًا في تلك الفقعة الوردية التي لا يخترقها سواهم….

❈-❈-❈.

google-playkhamsatmostaqltradent