Ads by Google X

رواية تربصت بي اعين قاتلة الفصل السادس 6 - بقلم سارة نبيل

الصفحة الرئيسية

  رواية تربصت بي اعين قاتلة كاملة بقلم سارة نبيل عبر مدونة دليل الروايات 

 رواية تربصت بي اعين قاتلة الفصل السادس 6

وقف تميم مصدوم من صراحتها وتلقائيتها، إنها طفلة تائهة أعيونها زائغة في كافة الأرجاء تترجى إنقاذ..

لكن بالنسبة له هي بؤرة من الغموض وعلامات الإستفهام ومجموعة من الأحجيه..

تنحنح تميم وهتفت بتعقل:-

– إنتِ مش فاهمه إللي بتقوليه يا غفران، إنتِ مش مُلمة بكل مصطلحات الحياة وفي كتير أووي غايب عنك .. قوليلي ليه عيزاني أمشي من هنا وأيه إللي إنتِ مخبياه..؟

في هذا الحين شعرت بخيبة أمل شديدة وألم تشعب بروحها … هي مُجرد بائسة مُجردة من الإحساس ومنبوذة من العالم أجمع .. حتى تميم لم يتقبلها على حسب مفهومها لم يُحبها..!

تراجعت للخلف تزامنًا مع سقوط دمعة حارة، وقالت بلامبالاة تُفتت القلب:-

– لا ولا حاجة .. بس أنا ساعات بقول حاجات مش حاسه بيها ومعرفش أنا بقول أيه .. عندك حق..

أنا آسفه إن تطفلت عليك .. تصبح على خير..

وانسحبت من الغرفة بهدوء مسرعة تحت أنظار تميم الذي شعر بالإنزعاج والوجع لأجلها..

عيناها الشفافة كأصفى المياه نالت منه وأصبحت لا تفارق عقله بتاتًا … يا تُرى ما سرّ تلك الأعين..!!

لو بات سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي..

ما نالَ مني ما نالته عيناكِ..

جلس تميم بحيره لا يعلم ما يفعل، وثب وسار بحيرة واقفًا في الشرفة وهو يتأمل الظلام الذي انغمست به عيناه..

حقًا الأفراد الذين في هذا المكان جميعًا غريبيّ الأطوار..

والد غفران العابس .. والسيدة التي ليست كما تبدو أبدًا..

لماذا هؤلاء في ظلّ التقدم والتكنولوجيا منزلهم خالي من أيّ معالم المعرفِه، تلك التقاليد والأساليب التي يتخذونها انتهت منذ مائة عام..!!!

والأغرب من هذا لِما يصرّون على العيش بهذا المكان المهجور الذي لا يصله الأحياء ولا الحياة منعزلين بمفردهم..؟!

وأخيرًا محاولة قتــ’له بتلك المادة الفتاكة، لولا أنه خبير بشتى أنواع الأعشاب وخاصةً النادرة لم يستطيع تمييز رائحتها الخفيفة المُبطنة بمحتوى الطعام..!!

وما دخل غفران بكل هذا، ولما التقلبات التي تطرأ عليها وهذا الغضب الغريب الذي ينبثق من عينيها رغم هدوءها..!

أهي ضحية أم ماكرة؟!

لا لا هناك شيء خاطئ وحلقة مفقودة..!

ووسط شروده تسرب لأسماعه صوت خطوات حذره وهسهسات غريبة أسفل الشُرفة خلف المبنى..

سارع للداخل وأطفأ الشمعة التي تنير الغرفة وخرج على أطراف أصابعه مرةً آخرى..

زادت حدة الظلام وزاد هو التدقيق وهو يلمح بصعوبة ثلاث رجال على مقربة من المبنى أسفل بعض الأشجار يُحدثون حفرة عميقة وهم يلتفتون بين الفينة والأخرى بحذر..

ألآمته عيناه من التدقيق لكنه صمم معرفة الأمر والمشاهدة حتى النهاية..

تعجب وتملكته الحيرة وهو يراهم يسكبون أشياء لم يتعرف عليها أو لم تتضح له .. أهي عِظام أم أجزاء حيوانات لا يعلم..!

لكن الأمر به شيء هذا ما تأكد منه وذلك بسبب هذه السرّيه والحذر والتوتر المُحيط بهم..

سيعلم المُخبأ هنا حتمًا..

في الحقيقة راودته فكرة لا يعلم صحتها لكن هذا التفسير الأقرب للصواب..

محاول التخلص منه .. مكان معزول .. غريبيّ الأطوار .. أشياء تُدفن..

إنهم قـــتـ’لـــه!!

جلس بتشتت وهو يهمس بحيره:-

– يا ترى غفران تعرف السرّ ده ولا بيستفغلوها .. وليه عزلوها عن العالم كدا … يمكن متكونش بنت الراجل ده أصلًا..

الحقنة..!!

هي تعبانة، أو بتعاني من حاجة …ليه الحقنة دي بتاعة أيه..!

جاء بعقله فكرةٍ ما .. وثب سريعًا وجذب الهاتف الخاص به ثم أخذ يبحث في خانة البحث عن حالات الاختفاء التي حدثت مؤخرًا…

خرجت أمامه قائمة من الأسماء التي كان الشائع بينهم أنهم شباب طائش ومنهم أيضًا فتيات..

أخذ يقرأ حالة إختفاء واحدة تلو الأخرى ومع الإنتهاء منهم لم يسعه سوى الصدمة والتأكد أن هذا المكان الملعون وراء كل تلك الإختفاءات..

فمن خلال ما كُتب عن طريق سير رحلة هؤلاء الشباب فإنه يمر من هُنا ومن المؤكد أنهم سقطوا في تلك المصيدة كما حدث معه تمامًا..

نظر للسماء متنهدًا وهمس بيقين:-

– أنا متأكد إنك وصلتني لهنا علشان هدف معين وحكمة إنت تعلمها وواثق إنك هاتحميني للنهاية..

وصلتني علشان أكشف الجر’ايم إللي بتحصل هنا وأوقف السلسلة دي..

كن معايا يا الله ومُد لي يد القوة والعون ويسر لي كل عسير يا أرحم الراحمين..

بسط سجادة الصلاة وأخذ يصلي ركعتان قضاء الحاجة بيقين وثقة وإلحاح على الله تعالى…

***************

حين اشتدت ظلمة الليل قُبيل الفجر الصادق، سارت خائرة القوة حافية القدمين وثوبها الأسود يُرفرف من حولها … هبطت الدرج بهدوء مُخيف مُرتديه ثوب من طبقات الشيفون الأسود يصل لكعبيها بل ويجرّ خلفها..

ملامح وجهها تنافس برودة الثلج وأعينها ثابته في اللاشيء..

وقفت في الردهة الواسعة تنظر حولها بصمت وواصلت السير حتى جاءت تخرج من المنزل لكن جذب انتباهها أصوات منخفضة بعض الشيء لكن استطاعت تميزيها..

إنه والدها وفتحية..

لكن لماذا إلى الآن مستيقظون..!

اقتربت من الغرفة بهدوء لم تكن تعلم أن ما تسمعه سيُغير مجرى الحكاية..

صدمة لم تكن أبدًا بالحُسبان…!!!!

google-playkhamsatmostaqltradent