روايه مرسال كل حد الفصل السادس 6 - بقلم ايه السيد
اتقدمت ناحيته وبنبرة فيها حماس وقبل ما تركب قالت: ها وبعدين ايه الي حصل؟
بصلها وضحك: طب قولي السلام عليكم الأول ولا حتي كحي طيب 😂🙆♂️
=هتقعد بقي ترغي وتستظرف لحد ما هوب نكون وصلنا البيت وتسبني علي نار فضولي لحد تاني يوم.
فتح باب التاكسي الي ورا وقال وهو بيضحك: طب اركبي الاول.
ركبت وسألته بكل جدية: هو مينفعش تسوق العربية علي سرعة واحد أو واحد ونص وياريت لو كان فيه نص علشان شكل حكايتك طويلة.
لف وشه لها واستغرب: واحد وواحد ونص؟! .. وبعدين ميل راسه علي عجلة السواقة بيتسلله الضحك، بصتله بانزعاج: انت بتضحك ليه؟ انا بتكلم جد؟
= هو في الحقيقة الي بتقوليه ده اسمه هبد مش جد بس ما علينا همشي علي أقل سرعة حاضر.
=روح يا شيخ إلهي تنستر.. كمل بقي.
_كانت ايه أسئلتك طيب علشان هي كتير او مبتخلصيش بصراحة.
قالت بنبرة ممزوج بها السرعة والحماس: هوأنت ليه قولتلي انك اول مرة حد يقولك شكرا جدا وليه قو…
_بااس.. استني أرد على ده الأول قبل ما تدخللي مية سؤال في سؤال..
بصتله بكل انتباه وتركيز ولا كأنها بتحضر محاضرة عن علوم الطبيعة وطلعت ورقة وقلم وقالت: تمام انا معاك
لف نفسه بيبصلها باستغراب: انتي بتعملي ايه؟
=لا مفيش سجلت بس الأسئلة الي عايزة اسألهالك علشان هشطب علي كل سؤال تجاوب عليه ومننساش حاجة.
استغرابه بتصرفاتها بيزيد بيقول في عجب: أنتي الفضول بتاعك بزالزل قوة ٧ رختر…
= لا انا مش فضولية خالص علي فكرة بس أنت الي حد غريب.. ضحكت وقالت شوفت حتي اسمك غريب وكل حاجة فيك تثير فضول أي حد جاوبني بقي بسرعة علشان وصلنا لنص الطريق وأنت لسه متكلمتش
ابتسم: مش عارف ابدأ منين أصل الحكاية طويلة.
كعبلت الورقة الي كانت ماسكها وقالت: بص سيبك من ده واحكلي الحكاية من الأول من بعد أول يوم ولادة لك بعد ما جيت علي الدنيا كنت حاسس بايه؟ زعلان ولا مبسوط ولا خايف علشان داخل علي مرحلة جديدة ولا…
بصلها باستغراب: أول يوم جيت فيه علي الدنيا؟!!! مرسال أنت مدركة أنتي بتسألي عن ايه؟ انا مش فاكر أنا شربت ايه امبارح, تقولي أول يوم ولادة..
=بس انا فاكرة؛ شربت قهوة طعمها مر.
_ قصدك القهوة الي دلقتيها عليّ
=هي مالها بردت كدا ليه؟👀
ضحك ووقف التاكسي ولف نفسه علي الكرسي علي جنب بحيث يكون قصادها وقال: احنا في عز الصيف.
= ماهو صيف عامل نفسه شتا عادي
_فعلا؟!
=كمل بقي يا حد علشان الفضول فعلا هيموتني
ابتسم: انا مش فاكر بالظبط كنت خايف يوم ما اتولدت ولا لا بس الي واثق منه اني أكيد عيطت..
قاطعته في الكلام وهي مندمجة : يا حبة عيني تلاقيك كنت مبسوط.
بصلها بفم شبه مفتوح مستغرب: هو بعيدًا عن كون الجملة متناقضة في بعض فأنا كنت بتريق عليك عادي يوم ولادة ايه ده الي افتكره ثم كل الأطفال معروفة بتعيط علشان الدكاترة يتأكدوا من جهازهم التنفسي شغال ولا لا.
بصتله باستياء فكمل كلامه وهو بيضحك: أرجوك إلا ال١١١ دي علشان بتقلقني
= طب كمل طيب من غير استظراف
اتنهد وابتسم وبدأ كلامه وهي كانت مركز جدا وحاطة وشها بين ايديها وبتسمع وهو بيقول: انا مش فاكر تفاصيل كتير وانا صغير بس حياتي بدأت مرفهة جدا بين عيلة لها مركزها واحترامها في المدينة، اتولدت بين بيتين بيت جدي وستي والي اتربت فيه علي حبهم وودهم لبعض ولي والبيت التاني بيت أبوي وأمي والي مكنش فيه في علاقتهم أي حب بس كان فيه احترام متبادل علشان كدا لما انفصلوا انفصلوا باحترام وانا عندي ست سنين وقتها خيروني أعيش مع مين فيهم بس أنا اخترت جدي وستي بصراحة لاني طول الوقت عندهم وعمري ما مليت منهم، جدي علمني حاجات كتير زي ركوب الخيل والسباحة
بصتله بذهول تام: أنت بتركب خيل وبتسبح؟
_كنت.. كنت بعمل كدا أيام ما كنت عايش في قصر جدي الكبير وأيام ما كنت بدخل عليه وبلاقيه ديما في مكتبته وجنبه فنجان القهوة ولابس النضارة بيقرأ في كتاب ومندمج معه للدرجة انه مكنش بيستوعب وجودي إلا لما يخلص كتابه وده كان ممكن يستمر لساعات وده الي خلني أستغل الوقت فإني أقلده وأقعد أقرا, في البداية كنت بقلب في الصور وبعدين بدأ يشدني الكابشن بتاع الصور لحد ما وصلت لآخر مرحلة وبدأت أقرأ للدرجة إن جدي بقي هو الي بيستنني لحد ما أخلص، المكتبة دي كانت أعظم حاجة في بيت جدي بحس فيها بالأمان والراحة بعد السفرة الي كنا بنتجمع عليها انا وهو وستي والخدم الي في القصر، سفرة كانت مليئة بكمية حب وراحة نفسية محصلتش ومحستيش بها من بعدها..
كانت مرسال مندمجة معه وهو بيتكلم كأنها بتعيش الماضي وهو بيسترحعه للدرجة إن عيناها رغرغرت بالدموع، وقف كلام وناغشها: أنتي بتعيط في الأوقات الغلط😂 لسه الهم مجاش أنا يدوب بحكي عن المرحلة العدلة في حياتي.
عيطت وقالت:انا مش بعيط انا بستعد بس للبكاء علي مأساتك القادمة.
ضحك وكمل: متشكر لنبل مشاعركم يا فندم.. المهم بعد الترف الي عشت فيه ده حصل الي قلب كل كيان القصر يوم ما ستي ماتت وانا عندي ١١ سنة ووقتها جدي حاله اتغير وكانت لأول مرة في حياتي اشوفه بالضعف ده، الحال بدأ يتدهور يوم عن يوم لحد ما خسر شغله وكل فلوسه واضطرنا نبيع كل ما نملك ونعيش انا وجدي وكتبنا في اوضة صغيرة…
=كتبكم؟ انتوا اخدتوا الكتب معاكم؟
_انا مش عايز اقولك اني انا وجدي بعنا هدومنا بالمعني الحرفي علشان نحافظ علي الكتب دي ومنتخالش عن كتاب واحد منها
=انت بتتكلم جد
_ لو مش مصدقاني ممكن تجي تسألي جدي
=هو عايش؟ آسفة قصدي يعني انه..
_مش محتاجة توضحي فاهمك.. تحبي تجي تشوفيه؟
بس انا مقولتش لبابا ومستحيل يوافق دي فيها موتي
_نعدي عليه في الشغل ونروح كلنا.
=انت بتهزر ولا بتهزر؟
_لا بتكلم جد.. هو قال واحنا بندررش انه بيحب الكتب جدا وانه مستاء من الكتب الجديدة دي الي مفهاش لا لغة ولا محتوي فطلبت منه يجي يزورني في اوضتي مرة بعد ما حكتله عنها وعن محتواها الي شامل مؤلفات عالمية في علم النفس والتاريخ والفلسفة وسير ذاتية عن آدباء عالمين..
=ايه ده بجد؟
_اه.. متقليقيش أظنه هيوافق ومش هيمانع وجودك معنا
ابتسمت:ماشي جدا بس الاول كمل ايه حكاية إنك بعت هدومك دي واحنا في طريقنا لبابا….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (مرسال كل حد)