Ads by Google X

رواية ولما قالوا دي صبيه الفصل السابع 7 - بقلم ميمي عوالي

الصفحة الرئيسية

 رواية ولما قالوا دي صبيه الفصل السابع 7

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 
اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
____________________
7

و لما قالوا دى صبية

الفصل السابع

لتمر الايام على وتيرة واحدة على معظم ابطالنا دون احداث تذكر ، الا ان فرح و كامل قد جد على تعاملاتهما بعض الرسمية المتعمدة من فرح ، و التى لم تستطع التعامل بغير ذلك بعدما سمعته من عمها و طلبه اياها للزواج من كامل ، اما كامل فقد قابل رسميتها بتجاهل تام و كأنه يعتاد على ذلك او كأنه لم يلاحظ تغييرها هذا ، الا انه كان يراقب رسميتها تلك بتسلية شديدة و كان ينتهز اى فرصة يختلى بها بنفسه حتى يسمح لضحكاته ان تخرج للحرية  من بين جنبات صدره ، فقد كان يراقب التوتر الكامن وراء رسميتها الشديدة بمرح حبيس نفسه ، حتى مر اسبوعان كاملان على حديثها مع عمها ، حتى جاء يوم و تتفاجئ فرح باحدى العاملات تبلغها بان كامل يطلبها فى مكتبه لامر هام .

و عند ذهابها الى مكتب كامل تتفاجئ بعمها يجلس مع كامل باريحية و عند دخولها يقف ابراهيم مرحبا بها بشدة ضاما اياها الى صدره بمحبة خالصة قائلا : اهلا باللى مابتسألش عنى بقالها اسبوعين 

فرح بخجل : حقك عليا يا عمى بس الحقيقة الشغل اخدنى شوية الايام اللى فاتت 

كامل بابتسامة خبيثة : و الشغل برضة هو اللى خلاكى ماتبلغينيش بنتيجة محمود

فرح بشهقة : هى نتيجة الثانوية ظهرت 

كامل وهو يتصنع عدم المبالاة : لا يا ستى ماظهرتش ، هم بس اعلنوا الاوائل 

فرح و هى تلتقط انفاسها واضعة كفها على صدرها : ربنا معاه يارب و يفرح قلبه و يطمننا كلنا 

كامل بابتسامة : و هو ممكن يفرح ايه اكتر من انه يطلع السادس على الجمهورية 

فرح بعدم تصديق : انت بتتكلم عن محمود اخويا و اللا عن مين 

ابراهيم بفرحة : ايوة يا بنتى ، محمود ، اسمه جه فى التليفزيون ، و من الصبح بيحاول يكلمك و انتى مابترديش على تليفونك 

فرح بسعادة و هى تسحب هاتفها من جيب ردائها الطبى و تعاود الاتصال على شقيقها  : انا بعمله وضع الطيران و انا بمر على العيانين عشان ما اتشتتش ، بس لو اعرف ان ده اللى هيحصل ماكنتش نزلت من البيت النهاردة من اساسة 

و ما ان فتح محمود خط الهاتف حتى قالت فرح بسعادة : الف مبروووك يا حبيبى ، الحمدلله ربنا ماضيعش تعبك على الفاضى و حقق لك اللى بتتمناه

لتظل فرح تتحدث مع شقيقها لعدة دقائق بمرح و سعادة حتى انهت مكالمتها بعد ان وعدته بمكافأة عظيمة ، و ما ان اعادت هاتفها الى جيبها مرة اخرى حتى وجدت ان كامل قد غادر الغرفة دون ان تشعر لتبقى بمفردها مع عمها الذى قال : مبرووك يا فرح ، عقبال احمد و نادر و نبيل ان شاء الله

فرح : ان شاء الله يا عمى ، انا الحقيقة شبه متطمنة على احمد ، بس نفسى كمان اتطمن على نادر و نبيل 

ابراهيم : ان شاء الله نتطمن كلنا و نفرح بيهم ، و ربنا يفرحنى انا كمان لما اسمع ردك على طلبى اللى طلبته منك من اسبوعين 

لم تحاول فرح ادعاء عدم الفهم او محاولة المراوغة بل قالت ببعض الاسف و الخجل من عمها : الحقيقة يا عمى انا مش عارفة اقول ايه لحضرتك ، بس انا عشمانة انك تكون فاهم موقفى و مقدره و من غير ماتاخد على خاطرك منى 

ابراهيم : رافضة كامل نفسه و اللا رافضة الجواز يا بنتى

فرح : الجواز يا عمى ، انا مش ناوية ابدا انى اربط نفسى باى راجل مهما كان هو مين ، سامحنى ارجوك 

ابراهيم بتنهيدة : طب لو انا قلتلك انى مش قابل رفضك ده يا فرح ، و انى مصمم على طلبى ده ، هتقولى ايه

فرح بدهشة : مش فاهمة حضرتك تقصد ايه ، يعنى ايه مصمم على طلبك ، انا ما اعتقدش ابدا انى ممكن اغير رأيى مهما كانت الاسباب 

ليصمت ابراهيم لبرهة و كأنه حيران و يقارن بين خيارين ثم تنهد قائلا ببعض التردد : انا هصارحك بسر يا فرح ، و اتمنى انك تكونى اد الثقة اللى انا بثقها فيكى ، و ان الكلام ده ما يطلعش لمخلوق 

فرح ببعض القلق : سر ايه ده يا عمى اللى هتقولهولى 

ابراهيم ببعض التردد : اسمعى يا فرح يا بنتى ، انا لما طلبتك للجواز من كامل فده كان لانى عارف و متأكد من جوايا ان انتم الاتنين انسب حد للتانى ، لكن ما كانش ده السبب الوحيد لطلبى ده 

انا يا بنتى عاوز اتطمن عليكى قبل ما اموت ، و انا خلاص حاسس ان مابقاش فى عمرى كتير 

فرح : ربنا يديك طولة العمر يا عمى ، بس انا مش فاهمة حاجة 

ابراهيم : يا بنتى ، انا طول الوقت حاسس انى داخل فى حرب مع ابوكى بسببك 

فرح باعتراض : بسببى انا ، طب ليه ، انا ماليش اى علاقة بيه من اساسه ، و الكل عارف انه ميت بالنسبة لى 

ابراهيم : و دى اكتر حاجة مجنناه منك و مخليكى دايما عدوة بالنسبة له

فرح بتهكم : ده شئ يسعدنى على فكرة 

ابراهيم : و يقلقنى يا بنتى 

فرح بعدم فهم : و ايه اللى يقلق حضرتك انا مش فاهمة 

ابراهيم : اسمعى يا بنتى ، رغم انى ماكنتش ابدا احب انى اقول لك اللى هقوله ده ، ابوكى مش سهل ، و لما بيحط حاجة فى دماغه لازم ينفذها ، و من ساعة اللى حصل وقت عملية نبيل و هو الغل ماليه بزيادة من ناحيتك ، رغم ان نادر و نبيل اكدوله اكتر من مرة انك مالكيش اى علاقة و ان الفكرة بالكامل كانت فكرة نادر ، لكن غله زاد لما حس ان نادر و نبيل اتعلقوا بيكى فى الفترة القصيرة دى و بقم تقريبا على طول معاكى ، و لما لقى انك مصممة انك برضة تعتبريه ميت ، حس انك بتتكبرى و بتتعالى عليه و صمم انه يكسر مناخيرك  

فرح بفضول : و هيكسرها ازاى بقى ان شاء الله

ابراهيم : عاوز يجوزك واحد من اللى شغالين معاه 

لتصمت فرح لعدة ثوانى و هى تحملق لملامح عمها بدون تصديق ثم تنفجر صاحكة بصخب شديد و كلما حاولت التوقف عن الضحك تدخل فى نوبة جديدة حتى دمعت عيناها بشدة ، و عندما استطاعت اخيرا السيطرة على صحكاتها قالت : ايه يا عمى النكتة الجامدة دى ، تعرف انى صدقتك فى الاول

ابراهيم بامتعاض : لا هو انتى فاكرانى كل ده بهزر معاكى 

فرح : ما هو اصل ياعمى يعنى ماتزعلش منى ، لا انا قاصر هيجوزنى غصب عنى ، و لا هو ماسك عليا زلة و هيجبرنى اوافق غصب عنى 

ابراهيم بخفوت : لا يا بنتى ، الزلة مش عليكى انتى ، الزلة على احمد اخوكى 

فرح برهبة : ماله احمد ، عمل له ايه و زلة ايه دى اللى ماسكها عليه

ابراهيم : انتى عارفة الشباب و طيشهم ، خرج مع اصحابه و سهروا مع بعض فى ديسكو من الديسكوهات اللى بيقولوا عليها دى ، و اتصور صور يعنى .. مش ولابد 

فرح : و افرض .. شاب و متصور مع اصحابه ايه المشكلة 

ابراهيم باحراج : المشكلة ان الصور مش مع اصحابه يا فرح ، الصور ليه هو فى اوضاع مش كويسة .. افهمى انتى بقى انا مش هقدر افسر اكتر من كده 

لتصمت فرح و هى تدور بعيناها فى الغرفة بتشتت ، ثم قالت : برضة فلنفرض … ايه علاقة ده بانه عاوز يغصبنى على الجواز و علاقته ايه بجوازى من كامل 

ابراهيم : كان عاوز يضغط عليكى بصور احمد ، و يا توافقيه على اللى عاوزه يا هينشرها على النت و يشهر باحمد و بسمعته ، لكن انا قدرت انى اخد منه الصور دى و حرقتها بايدى ، و لما ثار و اتخانق معايا و هو بيتهمنى انى دايما ناصرك عليه ، و انى واقف فى طريق الجوازة اللى عاوز يجوزهالك  ، لقيتنى بقول له .. و ما اقفش فى طريقك ازاى و هى هتبقى مراة كامل ، لو مش هخاف على سمعة احمد ابن فاطمة ، هخاف على سمعة ابنى اللى هيتجوز اخته 

يومها هاج و ماج و اتهمنى بالكذب و انى بس بقول له كده لمجرد انى اعارضه ، و ده كان نفس اليوم اللى فاتحنك فيه فى جوازك من كامل ، و رغم انى بعدها خفت لا تزعلى منى و تبعدى عنى ، لكن تهكمه عليا كل يوم و سؤاله على معاد فرحكم خلانى اصمم انكم تتجوزوا 

من زمان ومنصور عارف ان كامل مابيحبوش ، و عارف ان شوكته جامدة ، و انه مش سهل ابدا انه يطاطى له او يعمل اعتبار لاى قرابة ، و عشان كده مش هتطمن عليكى غير و انتى تحت جناحه يا بنتى 

فرح بغضب : طول عمره و هو مثال للخسة و قلة الضمير ، مايشيلنى من دماغه بقى ، عاوز منى ايه تانى ، ده بدل ما يلوم نفسه و يندم على اللى عمله معايا و مع اخواتى السنين دى كلها ، ده بدل ما يفرح ان نادر و نبيل اخيرا التفتوا لمستقبلهم و قرروا يمشوا صح ، زعلان اننا قربنا من بعض ؟ ، زعلان ان ولاده بيحبوا بعض و جنب بعض رغم ندالته و فشله  !!! ، ده انسان مش طبيعى بالمرة ، ده محتاج يتعالج عند دكتور نفسانى 

ابراهيم : ما انكرش ان كلامك صح ، و مش هدافع عنه قدامك و لا اقول لك يصح و مايصحش ، لكن مافيش حد عنده السلطة انه يعمل معاه كده ، و رغم انى ماكنتش اتمنى ابدا انى احكيلك حاجة زى دى و انا عارف و متأكد انها هتزود الفجوة اللى بينكم ، لكن انتى اصطرتينى اصارحك بالحقيقة عشان تقتنعى بكلامى 

فرح ببعض حدة : حقيقة ايه ، و اقتنع ايه بس يا عمى ، انت فاكر انى كده اقتنعت ، طب خليه ييجى ناحية حد من اخواتى كده و انا هوريه مين هى فرح 

ابراهيم : و لما هتوريه انتى مين ، هتستفيدى ايه لو كان بعد ما جه جنبهم 

فرح : مايقدرش يعمل حاجة 

ابراهيم : للاسف يا بنتى يقدر ، و يقدر اوى كمان 

فرح : و انا مش هعمل حاجة انا رافضاها لمجرد انى خايفة منه

ابراهيم : و مين قال الكلام ده

فرح : انت اهو .. عاوزنى اتجوز كامل عشان اتحامى فيه

ابراهيم : مش حقيقى ، انا عاوزك تتجوزى كامل عشان هيصونك و هيشيلك فى عينيه ، عاوزك تتجوزيه عشان انتم الاتنين مناسبين لبعض ، عاوزك تتجوزيه عشان يبقى عزك و سندك ، عاوزكم تتجوزا عشان افرح بيكم و بسلسالكم ، مش معنى الكلام اللى انا حكيتهولك ده ، انى مااتمنتكيش من زمان لكامل ، من قبل حتى مايرجع من السفر  رغم انى عارف ان طول عمرك قلبك كان مشغول بابن خالك 

لتنظر اه فرح بصدمة و لكن ابراهيم يكمل حديثه قائلا : لكن انا كنت شايف انه مايناسبكيش ، مش عشان هو وحش لا ، عشان ماكانش هيقدر يسعدك و لا يصونك ، و على اد ماشفت نظرة الحزن فى عينيكى يوم فرحه ، على اد ما فرحت انك ما بقيتيش من نصيبه ، انتى غالية اوى يا فرح ، غالية عندى و عند كامل ، و عشان كده انا طلبتك ليه و ده السبب الرئيسى قبل اى اسباب تانية 

فرح بفضول : افهم من كده ان كامل عنده علم بطلبك ده

ابراهيم بابتسامة : ايوة يا بنتى ، و مستنى موافقتك ، و عشان كل الكلام اللى دار بيننا النهاردة ده ، انا هسيبلك اسبوع كمان تفكرى فيه من تانى واسمحيلى اكلم فاطمة و عادل اطلبك منهم رسمى 

فرح : لا يا عمى ارجوك ، ارجوك تصبر شوية ، و اوعدك انى لو وافقت على طلبك ده ، انا هبلغهم بنفسى و هبلغ حضرتك 

لينهض ابراهيم و يجذبها معه و يقبل رأسها قائلا : ماشى يا حبيبتى ، و همشى انا بقى و اسيبك ، عطلتك النهاردة بما فيه الكفاية ، بس النهاردة مامتك عزمتنى انا و كامل على العشا بمناسبة نجاح محمود ، و انا قلت ابلغك عشان تبقى مستعدة انك تشوفينى من تانى النهاردة 

فرح : حضرتك تنور يا عمى فى اى وقت 

ليفتح ابراهيم الباب متجها الى الخارج بصحبة فرح ، ليجدوا كامل متجها اليهم و هو يحمل صندوقا خشبيا قائلا لهم بمرح : دى هدية محمود اللى كنت واعده بيها ، اهو لا هنستنى تنسيق و لا غيره 

فرح بفضول : هدية ايه دى 

كامل : كل لوازم كلية الطب ، مش هيحتاج يشترى اى حاجة غير الكتب و الملازم و بس ، و كمان هسيبه يبجى يتدرب هنا وقت ما يحب 

فرح بامتنان : كتر خيرك يا دكتور ، انا مش عارفة اشكرك ازاى 

كامل بتسلية : و انتى مالك انتى بتشكرينى ليه ، اوعى تكونى فاكرة انى عامل ده عشانك ، انا عامل ده عشان حاجة تانية خالص

ابراهيم بمرح : و ايه بقى الحاجة التانية دى 

كامل : انتو بقيتوا حشريين اوى على فكرة ، عندى اسبابى الخاصة 

ابراهيم : ماشى يا سيدى ، انا ماشى بقى ، عاوز منى حاجة 

كامل : لا يا بابا شكرا ، هشوفك بالليل بقى ان شاء الله عند طنط فاطمة 

 و فى المساء استقبل منزل فاطمة و زوجها ابراهيم و كامل و ايضا رحمة و ندا و زوجيهما و ابنائهما ، و ايضا سعد شقيق فاطمة و زوجته سامية ، و جاء ايضا بصحبتهم سليم و خطيبته لمياء ، و بالطبع نادر و نبيل اللذان التفا حول فرح غالبية الوقت و قلما ماكانا يفارقانها 

و كان الجميع فى حالة سعادة بالغة بنجاح محمود الباهر و بتفوقه الفائق لكل التوقعات ، فكانت ترتسم البهجة على ملامحهم و خاصة فاطمة التى كانت و كأنها قد لامست السحاب بأناملها ، و بعد انتهائهم من تناول العشاء ، انقسم التجمع الى تجمعان ، تجمع ضم فاطمة و عادل و سعد و زوجته و ابراهيم ، اما التجمع الثانى فكان يضم الجيل الثانى من أبنائهم جميعا ، ووسط بهجة الجميع و مرحهم قالت رحمة موجهة حديثها للمياء خطيبة سليم قائلة : ها يا لمياء ، مش محتاجة اى مساعدة فى تجهيز حاجتك ، لو احتاجتى اى حاجة اوعى تتكسفى انك تطلبيها منى او من ندا ، اعتبرينا زى اخواتك بالظبط 

لمياء بمودة : ميرسى يا رحمة ، الحقيقة انا من ساعة ما اتعرفت عليكى انتى و ندا و فرح و انا حبيتكم جدا و اعتبرتكم فعلا اخواتى 

سليم بخبث : ايه يا رحمة ، و اشمعنى هتطلب منك انتى و ندا بس ، ايه، لو طلبت من فرح ، مش هتقف جنبها و اللا ايه

رحمة بسلامة نية : ابدا ماقصدش طبعا ، بس فرح احنا نفسنا بنشوفها بالعافية بسبب شغلها ، و كمان انا و ندا عندنا خبرة بالحاجات دى ، انما فرح لسه ماعندهاش خبرة فى الكلام ده 

سليم بسخرية : و لا هيبقى عندها 

كانت فرح تستمع اليهم و هى ترسم على شفتيها ابتسامة غير مبالاة بما يحدث من حولها ، و عندما انتهى سليم من جملته وجدت نادر يحيط كتفيها بذراعه و يقبل وجنتها قائلا بفخر : طبعا مش هيبقى عندها ، ثم يبقى عندها ليه ، فرح دى يوم ما توافق انها تتجوز لازم تتجوز واحد عارف قيمتها كويس و مايخليهاش تشغل بالها بالكلام الفارغ ده 

سليم بسخرية : ااه و ماله .. فى الاحلام ان شاء الله

لمياء باحراج : دكتورة فرح دى ست البنات كلهم و الف مين يتمناها 

كامل بنوع من المرح : لا يا انسة لمياء ارجوكى ، احنا خلاص قفلنا الباب اللى قدام الالف دول 

سليم بتهكم : لا معلش ، هو اصلا مقفول لوحده

كامل : لا يا استاذ سليم ، انا اللى قفلته لما اتقدمت للدكتورة فرح و وعدتنى انها تفكر فى الموضوع

ندا بفرحة : انت بتتكلم جد يا كامل ، انت خطبت فرح

رحمة : ايه ، امتى الكلام ده ، و من ورانا كمان 

كامل : الحقيقة فرح اللى صممت مانعلنش حاجة لحد ماتدينى موافقتها ، انما لو عليا ، انا الود ودى نتجوز من بكرة 

نبيل بمرح : ده انت ماطلعتش سهل ابدا يا كامل يا ابن عمى و الله ، بقى تقعد كل السنين دى و فى الاخر تطلع منظر على فرح اختى 

محمود بسعادة : لازم توافقى يا فرح ، ده انا كنت فرحان انى هتدرب معاكى فى المستشفى و انتى رئيسة قسم ، انما دلوقتى هتدرب معاكى و انتى مراة صاحب المستشفى مرة واحدة

سليم بسماجة : تتربى فى عزك ان شاء الله يا دكتور ، و ايه يا فرح مش ناوية تردى على الراجل وتفكى النحس و اللا ناوية تكملى عمرك و انتى زى ما انتى بعقدة و شنيطة 

كانت فرح مازالت ترسم ابتسامتها فوق شفتيها و لكن ابتسامتها اهتزت عند سماعها لما قاله كامل ،  و رغم ضيقها من حديث سليم الا انها تمكنت من السيطرة على برودة اعصابها و اخيرا تمكنت من الحديث فقالت موجهة حديثها الى سليم بشئ من الاحتقار : الحقيقة يا سليم طول عمرى و انا رافضة فكرة الجواز لانى ما صادفتش كائن مذكر يستحق ان يتفال عليه راجل ، كلهم كانوا اشباه رجال ، لكن الحقيقة دكتور كامل قدر انه يغير رأيى ده لانه راجل بمعنى الكلمة ، الرجولة عنده مش مجرد كلمة متسجلة فى بطاقته  

ندا بفرحة : يعنى وافقتى يا فرح ، الف مبروك يا حبيبتى .. الف مبروك 

ليعلو صوت الزغاريد فى لحظة من رحمة و ندا ، و مباركات من الجميع لتأتى فاطمة على صوت الزغاريد و هى تقول بمرح : حوشوا شوية من الزغاريد دى لنجاح احمد و نادر و نبيل 

محمود بفرحة : تعالى يا ماما باركى لفرح و دكتور كامل هيتجوزوا 

فاطمة بذهول : هيتجوزوا ازاى يعنى 

حسين ضاحكا : تعالى يا طنط احضرينا ، اتاريهم متفقين من ورانا و مظبطين كل حاجة 

ندا : لا يا ماما اوعى تصدقى حسين ، ده كامل طلبها و هى لسه حالا دلوقتى قايلة انها موافقة 

لتقترب فاطمة من فرح و عيناها تتراقص من الفرحة قائلة : بجد يا فرح ، بجد يا حبيبتى وافقتى 

لتتنقل فرح بعيناها بين الجميع و عندما التقت عيناها بعينى كامل وجدته يبتسم لها مشجعا اياها على الاجابة ، فعادت بعيناها لامها و قالت : ايوة يا ماما صحيح

لترتفع زغاريد فاطمة هى الاخرى و تتجه الى غرفة الصالون المتواجد بها الباقون لتزف إليهم الخبر ، لتعم البهجة على الجميع و خاصة ابراهيم الذى اتجه الى الخارج فاتحا ذراعيه لفرح ضاما اياها و هو يهنئها واعدا اياها بكل خير ممكن 

وعندما قالت فاطمة لابراهيم : و يا ترى هتكلم ابوها عشان تقرا معاه الفاتحة امتى 

لتقول فرح بحزم : ماما .. من فضلك ، منصور مالوش اى علاقة بالموضوع ده 

فاطمة بخجل من ابراهيم : ايوة يا بنتى بس يعنى 

كامل : انا كمان يا طنط رأيى من رأى فرح 

لتنظر فرح لنادر و نبيل قائلة : اوعوا تضايقوا من كلامى ده ، بس انا عشت طول عمرى يتيمة  ، مش هاجى بعد كل السنين دى و اشحتلى اب ، ثم وجهت حديثها لعمها و امها قائلة : ان كان ولابد ، يبقى فاتحتى تتقرى مع عمو عادل ، لان هو اللى ربانى و رعانى طول عمرى اكنى بنته من صلبه 

و بالفعل ، تم قراءة الفاتحة وسط سعادة بالغة من غالبية المتواجدين و بالاخص عادل الذى شعر بالفخر من حديث فرح عنه 

و بعد مضى بعض الوقت بدأ الجمع فى الانصراف ، و عند انصراف سليم .. قام بتحية الجميع بعد ان حياهم سعد و سامية و لمياء ، و تعمد ان يكون اخر من يغادر عند انصرافهم و انحنى على اذن فرح قائلا بتهكم : رغم انى مش مصدق ان قلبك عرف يحب تانى بس مبروك يا بنت عمتى 

لترد عليه فرح بنظرة السخرية المعتادة دون اى كلمة ، و بعدها انصرف نادر و نبيل ، ثم رحمة و ندا و ازواجهما ، و لم يتبقى سوى ابراهيم و كامل الذى استأذن عادل و فاطمة فى الحديث مع فرح ، فسمحت لهم فاطمة بالجلوس بالشرفة  ما ان جلس كامل حتى قال : اقعدى يا فرح ، فى بيننا كلام كتير لازم يتقال 

فرح : اتكلم يا دكتور انا سامعة حضرتك

كامل بابتسامة : اولا لازم تتعودى تشيلى الالقاب ، ماهو ماينفعش تفضلى تقوليلى يا دكتور بعد ما اتخطبنا 

فرح بجمود : هحاول 

كامل بابتسامة : انا عارف انك اتتاخدتى على خوانة ، و عارف كمان انك يمكن تكونى اتضايقتى منى بسبب اللى حصل ، لكن انا الحقيقة كلام سليم استفزني فحبيت ارد له استفزازه بنفس طريقته 

فرح بدهشة : و انت ايه اللى يفرق معاك فى انه يعمل اللى عمله ده او لا 

كامل بتنهيدة : لانى عارف ان كان ليكى مشاعر من ناحيته و عارف كمان انه عارف ده

فرح بذهول : عارف !! ، و رغم ذلك عاوز تتجوزنى 

كامل : و ايه المشكلة ، كان فى مشاعر و انتهت ، انا متأكد انها انتهت .. نظرة عينيكى بتقول كده ، ثم ما انا كمان كان عندى مشاعر لواحدة تانية و برضة خلاص انتهت ، يبقى ايه المشكلة 

فرح : تقوم تورط نفسك و تورطنى بالشكل ده

كامل : اولا انا ماورطتش نفسى و لا حاجة لان المفروض انى اتقدمتلك بالفعل من يوم ما بابا فاتحك فى الموضوع ، اما بقى حكاية انى ورطتك دى فانا شايف انك تدى لنفسك فرصة تفكرى بعقلك بس عن قرب 

فرح : مش فاهمة 

كامل : اسمعى يافرح ، يمكن يكون رأيى فى الجواز مايفرقش ابدا عن رأيك ، و يمكن ده اللى خلى عمك يفكر فيكى انتى بالذات ليا ، هو شايف ان تفكيرنا قريب من تفكير بعض فى كل حاجة حتى فى الجواز ذات نفسه ، و عشان كده لما بابا عرض عليا الموضوع انا رحبت بالفكرة لاسباب كتيرة اهمها ان مهما ان كان رفضنا للفكرة الا ان هييجى علينا وقت هنحتاج نعمل ده ، لو مش عشان الطبيعة البشرية فعشان الونس و الصحبة على الاقل ، و لقيت ان انا و انتى حتى لو اختلفنا مش هنوجع بعض ، اعتقد ان احنا الاتنين عندنا قدر كافى من الرقى اللى يخلينا نحترم مشاعر بعض .

و عشان كده قلت نجرب اننا نتخطب و نقرب من بعض بعيدا عن شغلنا و حياتنا العملية ، نخلق مواضيع تانية و اهتمامات تانية ممكن تبقى مشتركة بيننا ، نحاول نتخيل اننا فعلا ارتبطنا ببعض و نشوف ان كنا هننجح و اللا لأ

احنا فى الفترة اللى فاتت يمكن عرفنا عن بعض حاجات كتير لكن اكيد لسه فى حاجات مانعرفهاش ، خلينا ندخل التجربة و نسيب الايام هى اللى تحكم مابيننا ، اعتبري اننا اتعرفنا على بعض و اتقدمتلك بنظام الصالونات ، هندرس بعض و لما يحصل قبول و اقتناع نحدد معاد الجواز 

فرح : ايوة ، بس مش دايما جواز الصالونات بيحصل فيه اقتناع 

كامل : بس احنا لازم يحصل يا فرح ، عشان اخواتك و اخواتى ، و عشان عمك و عشان مامتك و عشانك و عشانى ، صدقينى ادى نفسك فرصة و فكرى على مهلك ، بس اعملى حسابك اننا وسط كل ده هنحدد معاد الشبكة 

فرح برفض : و ايه لزمتها الحكاية دى كمان 

لينهض كامل قائلا بمرح : ياستى خلينا نهيصلنا شوية مافيهاش حاجة ، و خلينا نفرح الناس معانا ، سيبك انتى بس من الحاجات دى و ماتشغليش بالك بيها ، و سيبى عمك يتصرف 

و بعد انصراف كامل و ابراهيم ، دلف كل منهم الى غرفته ، لتتجه فرح الى غرفة احمد و محمود و تدق الباب ، و عندما فتح احمد الباب قالت له فرح بوجوم : عاوزاك شوية فى اوضتى 

لتتجه الى غرفتها و احمد من ورائها و بعد ان دلفا الى الحجرة قامت باغلاق الباب و التفتت لاحمد قائلة بحدة و هى تحاول السيطرة على نبرة صوتها : عمرى ما هنسالك ان انت السبب انى اعمل حاجة زى دى غصب عنى 

احمد باستغراب : فى ايه يا فرح ، و حاجة ايه دى اللى بتتتكلمى عنها انا مش فاهم حاجة

 •تابع الفصل التالي "رواية ولما قالوا دي صبيه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent