Ads by Google X

رواية نهج الغرام الفصل التاسع 9 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية نهج الغرام كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية نهج الغرام الفصل التاسع 9


 ـ مروان .. عايز تفسخ الخطوبة يعني ؟
زفر بضيق وهو يمسح وجهه بكفه، هز رأسه مؤكداً:
ـ أنا مش عايز أفسخ الخطوبة بنفسي .. انا عايزها تيجي منك انتي يا علا .. انا مش هقدر اتجوزك….و عشان انا عندي اخت وهخاف يحصل معاها كده وعشان انتي فعلا مالكيش ذنب في كل اللي حصل ده..وانا هديكي اجازة مفتوحة لحد ما الفرح يعدي وترتيبات الجواز دي تخلص وكده كده الناس شوية وهتنسى
والحقيقة أن كلماته كانت مقنعة.. ولم يكن أمامها خيار سوى نزع دبلته والخاتم من أطراف أصابعها وإعطائه له كما غادرت بسرعة من المكتب.
_____
غدا يوم الزفاف، كلما تذكرته شعرت بنيران التوتر تشتعل بداخلها، وقلبها ينبض بعنف، وأجراس السعادة تدق في أذنيها.. غدًا ستكون له إلى الأبد، دون عائق، ودون معاناة.. وبعد انتهاء احتفالها بليلة الحناء، جلست بتوتر أمام والدها الذي طلب منها أن تتبعه إلى غرفته للحديث.. ارتشف من فنجان قهوته، ونظر إليها بنظرة لم تفهمها، وقال بصوت أجش:
-بكرة فرحك خلاص
ابتسمت وبريق الفرح يملئ عيناها قائلة بمزاح:
-تخيل يا بابا..خلاص
اومأ برأسه قائلا:
-بس لازم تعرفي انك قررتي مصيرك بنفسك يا ميرا..انتي اللي هتتحملي نتيجة مسؤوليتك دي..عشان انتي اللي اختارتي
ابتسمت بحزن وبدأت غيوم من الدموع تتزاحم في عيناها:
-مالك يا بابا انت ليه بتقول الكلام ده.. انت كنت دايما تقولي انك مش هتطمن عليا غير مع مروان
– عارف يا حبيبتي…وانا معاكي في أي حاجة
قالت بصوت ضعيف مملوء بالانكسار:
-عموما متقلقش يا بابا..انا مش هجيلك في يوم اقولك مروان زعلني واشتكيلك..وعارفة ان هيبقى مش من حقي اشتكيلك
نهض من خلف مقعده متوجها نحوها ثم مد يديه يجذبها كي تقف فطاعت رغبته ووقفت أمامه ربت على شعرها رافعا ذقنها..مقبلا كلتا وجنتيها قائلا:
-اياكي يا ميرا تعمليها ومتعرفينيش انه عمل حاجة تزعلك..انا يا حبيبتي عايز مصلحتك وبقولك الكلام ده عشان خايف عليكي..انتي بنتي الوحيدة
قبلته من وجنته بحب :
-ربنا يخليك ليا يا بابا..متقلقش مروان راجل بجد وبيحبني
وبداخلها رعب إذ خذلها مروان في يوم ! وجعلها تندم أنها اختارته..
_____________________
لم تستطع النوم جيداً بالأمس. اليوم سوف تتغير حياتها. وستكون زوجته أمام الجميع.. سوف تعيش معه.. هل هذه حقا نهاية سعيدة لقصة حبهم؟
أسعد يوم في حياة أي فتاة هو أن تتزوج من حبيبها، خاصة في وضعهما بعد سنوات من المعاناة.. تتذكر ذلك اليوم عندما كانت مراهقة عندما أحبته، والآن تتزوجه وهي في الثانية والعشرين من عمرها.
وظلت تفكر حتى تمكنت خبيرة التجميل من وضع اللمسات الأخيرة على مكياجها.
_____________
تحدث سليم مع مروان أثناء الحفل، سأله شقيقه باستغراب :
-فين المطرب اللي انت قولت هتجيبه؟
-ده انا عاملك حتة مفاجأة هتعجبك..مش هتصدق جبتلك مين يغني في الفرح
-مين؟
ابتسم سليم بفخر:
-حسن شاكوش
-مين شاكوش ده؟
شهق سليم بذهول:
-لا متهزرش..فيه حد في مصر ميعرفش مين حسن شاكوش!
زفر مروان بضيق:
-مين يعني معرفوش
-ده باشا مصر في المهرجانات الشعبي
مروان بصوت حانق وهو ينصرف :
-مهرجانات! ماشي يا سليم..انا غلطان اني اعتمدت عليك
سليم بصوت عال :
-هيعجبك على فكرة جدا..وبعدين ميرا بتحبه اصلا
التفت سليم فرأى بيلار تتقدم بثقة وأناقة كعادتها..ولفتت انتباه الكثير من الحاضرين الذين تابعوها بأنظارهم.. أما سليم فوقف كالأحمق يحدق في تلك الفتاة الجميلة.. لقد بدت مختلفة تمامًا اليوم… بشعرها الكستنائي الفاتح الملفوف بكعكة فوضوية وبعض الخصلات الناعمة تتساقط على رقبتها المزينة بقلادة رقيقة.
وارتدت بيلار فستاناً أخضر طويلاً مغطى بكتف واحد والآخر مكشوف. كانت تتخللها زهور فضية صغيرة..كان ضيقًا من الاعلى ويتدفق على نطاق واسع من خصرها إلى الأسفل.. وتناسب لون الكحل الأسود الداكن وأحمر الشفاه الأحمر النقي مع روعة الفستان، مما جعلها تبدو وكأنها من أميرات القصص الخيالية.
أعاده لوعيه صوتها الناعم قائلة :
-سليم
ضحكت هامسة ببراءة:
– في حاجة في الـ look بتاعي النهاردة مش عجباك؟
تدخلت جومانة بمرحها المعتاد قائلة:
– مش عجباه ده ايه ؟؟ شكلك زي القمر يا بيلا بجد
هز رأسه بنفي وعيناه تخبرها بنبرة مميزة :
– يا بنتي القمر ده صخور مضيئة إنما هي الضوء ذات نفسه
ابتسمت له بيلار بسعادة… فيما رمقته شقيقته بقهر:
– لا بقى أنت مابتقوليش كلام حلو زي كده ليه…ده ظلم… يا بختك يا بيلا
– انكري بقى مش لسه قايلك انك شكلك قمر النهاردة بالفستان التحفة ده
– نعم يا اخويا؟؟؟ انت مش لسه قايل أن القمر صخور مضيئة…
– متاخديهاش بالمعنى الحرفي يعني..وبعدين بشبهك بالقمر حد يطول ؟؟
– ماشي يا سولي…انا سايباكم و رايحة اشوف ميرا
امسك يد بيلار، قبلها من يدها برقة..وهو يهمس بصدق:
– أنتِ النهاردة جميلة، جميلة جدا يا سنيوريتا
ابتسمت بخجل وهي تقول بلطف:
-ميرسي..
فقال بخبث مقتربا منها :
-بس برضو بلاش تلبسي فستان ضيق زي ده تاني… وترفعي شعرك وانتي لابسة فستان زي ده
-ليه؟
وضع احدى يداه حول خصرها النحيف وهمس قائلا:
-عشان مش هقدر هتمالك نفسي لو لمحت حد بيبصلك بطريقة مش عجباني..بس هحاول اعديها النهاردة عشان فرح اخويا
لاحظ ارتباكها واحمرار خدودها، فاقترب من أذنيها وقال:
-وبلاش لون الروچ الملفت ده ..ميتحطش تاني…
تحررت من بين يده هامسة :
-هروح لميرا أشوفها خلصت ولا لسة
ومن ثم ابتعدت مسرعة
__________
نزلت من أعلى الدرج في إحدى الڤلل الراقية، كانت بوجه مشرق كالقمر المنير.. نظر إليها والدموع تكاد تملأ عينيه.. فتاته الجميلة، حب حياته، في فستان الزفاف.. وقد أصبحت عروسه..
تنظر إليه ويداها في يدي والدها وهو ينتظرها أسفل الدرج كالفارس بعينين مليئتين بالسعادة.. وصفق الجميع بعيون سعيدة ومتألقة..
فناولها له عمه وهو يهمس له:
-دلوقتي بقت أمانة في ايدك انت يا مروان..متخليهاش تندم أنها اختارتك انت
ربت علي خاله يطمأنه فنظرت ميرا بسعادة وعيون دامعة تتذكر تضحية والدها من أجلها .. فابتسمت بلطف تطمأنه تعلم كم يخاف عليهما
ارتجفت توترا كعادتها خاصةً عندما تركها والدها، وبدأ مروان يقترب منها ثم لمس يديها، ورفعت عينيها لتنظر إلى حبيبها.. وسيمها.. كان زوجها بكل أناقته.. ووسامته ببدلته السوداء التي عانقت جسده، فسحرها بوسامته التي أذابت قلبها، فابتسمت بهدوء، مما كشفت عن غمازيتها التي تعمقت أكثر بسبب ابتسامتها العريضة.
قبل مروان رأسها وهو يهمس بعشق :
-مبروك يا حبيبتي..وأخيرا بقيتي ليا
أخفضت رأسها بخجل ليبدأ الإحتفال في حديقة الفيلا التي استأجرها في هذا اليوم فالوقت كان ضيقا ليجد حجز بفندق او قاعة في تلك السرعة..فنظم مروان إحتفال راقي انيق يليق بها …
ونظر مروان إلى فستانها الأبيض الذي يحتوي على تطريزات من الدانتيل المنقوش.. وتركت شعرها القصير المميز بلونه الجميل ينساب في تسريحة جميلة.. ووضعت تاجاً.. وأكمل إطلالتها الرائعة طرحة الزفاف التي تتدلى خلف تسريحة شعرها وامتد طولها ليصل إلى طول الفستان الذي امتد خلفها عدة أمتار.. ليتدفق على الأرض خلفها
وبعد أن جلسوا على مقاعدهم، همس مروان في أذنها:
-حقيقي انتي النهاردة جمالك مميز…
– انا مبسوطة أوي يا مروان…مبسوطة ومش مصدقة أن حلمي خلاص اتحقق وبقينا لبعض وهشوفك وهتبقى معايا طول الوقت
– ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي…اليوم جميل اوي شبهك
وأمسك اناملها ورفعها إلى شفتيه ليقبلها برقة.. ثم ساعدها لتنهض.. هامساً:
-الاغنية دي حاسس أنها بتوصف قصتنا
وعلى الفور تصاعدت الموسيقى ثم بدأت كلمات الاغنية تتردد..
“وأحلم ليه وأنا وياك
ده أنا لامس بإيدي ملاك
وأتمنى إيه يا حبيبي وإنت قدام عينيّ
ولا حسيت غرام قبلك
ولا عرفته إلا جوه عينيك
حبيبي خلاص بقيت أنا ليك وإنت بقيت ليّ
ما يهمنيش اللي فات من عمري إيه
واللي فاضل ليّ فيه
أنا عايشه ليك
وأنا بين إيديك أي شئ ما يهمنيش
أصلي كنت هموت وأعيش
عمري لعينيك”
“أنا من زمان قلبي نفسه يعيش معاها
وكان حلمي أفضل معاها
عشت عمري ده كله ليها
كل اللي كان من حياتي لقيته فيها
نفسي أكمل عمري بيها
وأبقى جنبها بين إيديها
أنا من زمان قلبي نفسه يعيش معاها
وكان حلمي أفضل معاها
عشت عمري ده كله ليها
كل اللي كان من حياتي لقيته فيها
نفسي أكمل عمري بيها
وأبقى جنبها بين إيديها”
تشبثت ميرا برقبته وهو يضمها بقوة إلى صدره بين ذراعيه.. متحركا على لحن الأغنية، وتورد وجهها بأكمله خجلاً من نظرة عينيه المتلألئة.. فأخفته بحرج في كتفه لتبتعد عن نظراته التي تربكها بشدة وتحاول استجماع نفسها…
“تفرق كثير إن حلم حلمت بيه
تصحى يوم فجأة تلاقيه قدام عينيك
إنت الوحيد اللي لما بكون معاه
بلقى روحي مصدقاه وذايبة فيه
ما يهمنيش اللي فات من عمري إيه
واللي فاضل…”
_______________
من الواضح أن هناك شيء ما يزعجها, كانت تتمنى لو صفعته على وجهه؛ وما قصة تلك الضحكات المستفزة المتعالية مع كل كلمة تنطقها شروق
تشعر بالحماقة لأنها تركته وانسحبت من حديثهم.. وها هي تقف بجانب جومانة غاضبة مما يفعله
هتفت جومانة قائلة :
– دول بيزيدوا… في بنت كمان جت وقفت معاهم
زاد غضبها عندما رأت فتاة أخرى تقترب منهم وتضحك معه بشدة…
-ماشي يا سليم..يعني مش كفاية بيهزر من اول الفرح مع شروق..ودلوقتي التانية دي كمان؟!
نهضت بسرعة متجهة نحوه..
كان ينظر إليها بابتسامة مشرقة تضيء…
على الرغم من صغر سنه، إلا أنه كان يمتلك جاذبية رجولية تجذب من حوله له…
وصلت إليه، وهي تقف أمامه ليبتعد عنهم بالفعل:
-معلش السنيوريتا بتاعتي جت..هستأذن انا بقى
رفع يده مرحباً بإحدى الفتيات التي كانت تشاور له من بعيد، ولكنه لم يحسب لفتاته التي لم تتردد وهي تضربه بقوة بمرفقها في كتفه، قالت بين أسنانها بتحذير:
– سليم..كفاية بقى…اتلم
سليم بحدة:
-انتي قد الضربة دي؟
صاحت بغضب:
-أيوة قدها عشان تلم نفسك
سألها بتوجس:
-انتي بتغيري بقى؟
هزت رأسها بارتباك:
– !It’s impossible “هذا مستحيل”
هتف قائلا بفرح وهو يجذبها خلفه:
-حسن جه…تعالي معايا بسرعة
-حسن مين؟
-حسن شاكوش
وسحبها إلى المكان المخصص للرقص مع العروسين وسلم على المطرب الشعبي حسن شاكوش ليرقص معها رغما عنها .. ولم يسمح لها بالاعتراض، مرددا كلمات الأغنية بصوت عال مع المغني… ليجعلها تندمج معه بعد وقت قليل وهي تضحك بسعادة
“سكر محلي محطوت علي كريمة
كعبك محني والعود عليه القيمة
وتجيني تلاقيني لسه بخيري
مش هتبقي لغيري
ايوة انا غيري مفيش
بنت الجيران شغلالي انا عنيا
وانا في المكان في خلق حواليا
مش عايز حد ياخد بالو من اللي انا فيه
شوفت القمر سهرني لياليا
وهموت عليكي ربي العالم بيا
سيبي شباكك مفتوح ليه تقفليه
بهوايا انتي قاعدة معايا
عنيكي ليا مرايه ياجمال مراية العين
خليكي لو هتمشي هناديكي
انتي ليا انا ليكي احنا الاتنين قاطعين
تسيبيني اكرة حياتي وسنيني
هتوه ومش هلاقيني واشرب خمور وحشيش
عليكي بصة تخلي العاقل مجنون
دوبتي قلبي بخطوة من رجلك
سحبتي روحي سابتني وراحتلك
انا بيكي وليكي ومعاكي لازم هكوون
شغلاني مش هقولك تاني
طب الف حاجة وجعاني بشوف عنيكي ارتاح
ياملاكي تروح حياتي فداكي
افضل وراكي وراكي في اي مكان يتراح”
_____________
بعد أن انتهى من أخذ حمام دافئ وبدل بذلته إلى ترينج من القطن الزيتوني اللون، توجه إلى غرفته الجديدة في الجناح المخصص لهم في الطابق الثالث من الفيلا.. يتكون من ثلاث غرف وحمامين ومطبخ وغرفة استقبال.
دخل غرفته التي كانت فيها حبيبة قلبه الأولى والأخيرة، التي امتلكته منذ وقت طويل.. واليوم أصبحت زوجته بعد سنوات من العذاب.
وتوقف في منتصف الغرفة التي كانت مفروشة بذوق راقي يليق بهم. زفر بعمق، فرآها بعينيه شاردة الذهن جالسة على الأريكة، وقد غيرت ثوبها إلى منامة و روب تغلقه حولها جيدا بأحكام..؟!
وما أن اقترب منها حتى شعر بتوترها و ارتباكها…فقالت بابتسامة رقيقة :
– انا حقيقي مبسوطة اوي بعد ما وصلنا للخطوة دي… على قد ما مبسوطة … بس متوترة شوية… يمكن لان كل حاجة جت بسرعة لدرجة أن مقدرناش نستنى لامتحاناتي
– ميرا … أنتِ مش مجبرة تقولي كل الكلام ده…انا فاهم…عارف ان اعلان جوازنا وترتيبات الفرح كل حاجة جت بسرعة وكانت ضغط عليكي والمفروض أن عندك امتحانات في اخر الشهر تقريبا…يمكن اللي حصل ده جنون شوية بس كنتي تستحقي أن اعمل كده عشانك…عشان اتأكدت انك لسه بتحبيني وهتقفي جنبي و تتكلمي
رفعت نظرها إليه قائلة بخجل :
– مروان … أنت مش متضايق مني ؟؟؟
يعني ممكن…
جذبها إلى صدره يعانقها برقة قائلا:
– تفتكري احساس أنك تبقي في حضني دي ومعايا في بيت واحد دي مش كفاية ؟ … انا كده كتير عليا أصلا
– انا بحبك أصلا….
_______
بعد مرور عدة أيام…
في كافيه مطل على البحر..
ما ان دخل شكري الكافيه ورأى سليم الذي كان يجلس في انتظاره وبجانبه جومانة وتجلس مقابله بيلار.. حتى تحرك سليم ما ان رآه حتى يستقبل خاله بود وترحاب:
ـ اتفضل يا خالي
ربت سليم على كتف شكري قائلاً بود:
ـ إيه أخبارك يا خال.. وأخبار صحتك ايه؟..
أجاب شكري بهدوء:
ـ بخير الحمد لله يا سليم..
أخذ النادل طلباتهم، وبعد فترة تقدم ليناولهم أطباق الحلوى والمشروبات الرائعة..
وبعد ثوانٍ من تذوق طبقها، نظرت إلى سليم حتى فهمها على الفور واستجاب لها دون كلام… فهي كانت تشير إلى طبقه، فابتسم لها باستسلام وحرك طبقه نحوها، بينما فعلت هي نفس الشيء وحركت طبقها نحوه، فنظر إليهما جومانة وشكري بدهشة..
فتذوقت من طبقه، وتركها تتذوق النوعين حتى استقرت على ما أحبها أكثر واستبدلته به… لقد اعتاد على ذلك، إذ كان يحب أن يشعرها بأن طلباتها مستجابة.
– نفسي مرة كده تطلبوا زي بعض عشان متفضلوش تبدلوا
غمز لها سليم قائلا:
– براحتها تعمل اللي هي عايزاه
– يابني نفسي مرة تحسسني ان انا اللي اختك…
بعد مرور وقت قصير…نهضت جومانة وبيلار ليلتقطوا عدة صور لهم في خارج المكان..
ابتسم شكري وهو يسأل سليم :
-كنت عايزني في ايه يا سليم؟
سليم وهو يشير على صورة في هاتفه :
-بص كده
اعتدل شكري في جلسته وهو يسأل باهتمام عن ما يشير إليه سليم :
– ايه دا يا سليم؟
سكت سليم قليلاً وهو يرمق تعبيرات وجه شكري وعندما لاحظ فضوله للقادم أكمل:
– دا مكتب كبير كده واحد عايز يأجره وممكن نخلص معاه وتشتريه وتحوله مكتب مقاولات
ضحك شكري وهو يخبره:
-هي فكرة حلوة..بس المبلغ اللي ابويا سابهولي..ميكملش اشارك حد للأسف
شاركه سليم ضحكته قائلاً:
-عيب تقول كده يا خال و سليم موجود !
سأله شكري بلوم:
-هو مروان قالك؟
اقترب سليم منه وهو يخبره بجدية:
-ايه يا خال انت شايفني عيل؟ مروان مالوش علاقة بالموضوع ده…ميغركش أن انا صغير…بس انا طلبت من مروان أن هصرف مبلغ كده ويبقى يخصمه من نصيبي
هز شكري رأسه نافيا :
-لا لا يا سليم .. انا مش هستلف منك حاجة..انا هحاول ادور على شغل او اشوف المبلغ الصغير ده ممكن اعمل بيه ايه
نفى سليم بسرعة:
– وهو انا قولتلك تستلف مني يا خال!؟ انا بصراحة حابب اشاركك انت ايه رأيك ؟؟
فوجئ شكري بالعرض الغير متوقع وسأل سليم بتردد:
-انت بتتكلم بجد؟
اومأ سليم بإيجاب:
-أيوة طبعا..انا كده كده كنت بفكر افتح مشروع خاص بيا..وطبعا عشان لسة بدرس فمش هينفع اديره لوحدي.. وانت قولت انك كنت ناوي تعمل حاجة بالفلوس اللي معاك بس ممكن متقدرش لوحدك .. ايه رأيك بقى تشارك سليم اللي نفسه يشتغل كده ويبقى مسؤول عن نفسه بدل ما مروان بيذلني اني لسة باخد المصروف منه
ضحك شكري :
– انت عسل يا سليم والله
ربت سليم على كتفه بود:
-ها ..قولت ايه يا خال؟ موافق اكيد مش هتلاقي شريك احسن مني…وبعدين المكان موجود يدوب بس هنتفق عليه ونظبطه و نبدأ نفتحه والشغل هيجيلنا متقلقش
– والله ما عارف اقولك ايه يا سليم… انت بجد راجل فعلا…راجل ويعتمد عليك…كفاية انك حابب تشتغل وانت لسه بتدرس رغم انك مش محتاج لده
– بس محتاج اعتمد على نفسي لوحدي…مش مجرد فلوس بصرف منها وخلاص…ومش هلاقي احسن منك يخاف على فلوسي وفلوسه و اثق فيه زيك…انا بقول نشوف المكان ونتفق ولا ايه رأيك
بعد مرور وقت قصير، أخيرا اقتنع شكري بفكرة سليم، حيث اقترح شكري أن يستأجرا المكان بالبداية… وان نجح المشروع فيما بعده يشتروا المكان
____________________
دخل سليم مكتب مروان ما ان سمحت له السكرتيرة..ثم التفت إلى مروان قائلا بابتسامة:
ـ خالك شكري وافق على الشغل
تنهد مروان بارتياح:
ـ بجد يا سليم .. الحمد لله.. كده ابقى ارتحت من ناحية خالك.. وبعدته عن بهدلة وانتقام جدي.. على الأقل عيشه مش هيتقطع..خصوصا انه رفض يشتغل عندي في الشركة..وجدك وصى عليه مفيش شركة تقبل تشغله
-وكمان الفلوس اللي جدي سايبهاله مبلغ صغير جدا مكنش ينفع يفتح بيه مشروع لوحده
ربت مروان على كتفه:
ـ ربنا معاك يا سليم..و طبعا زي ما اتفقنا..انا هشيل معاك تلت المكتب..ومتعرفش حد اني مشارككم فيه عشان خالك هيرفض..وانا هفضل جنبك لحد ما يبقى احسن مكتب مقاولات في إسماعيلية
-ان شاء الله يا مروان..متقلقش عليا
__________
اندهشت ميرا عندما انفتح باب الغرفة ليظهر مروان بقامته الطويلة…يمسك بسترته… وهو ينظر إلى ميرا جالسة أمام طاولة الزينة. .. تمشط شعرها وتحاول تصفيفه .. وضعت المشط على الطاولة أثناء دخوله… وعدلت من روب قميصها وهي تغلقه جيدا عليها
سألها بنبرة حازمة:
– هتقفلي الروب اكتر من كده ايه طيب ؟
سألته بتوتر :
– وانت بتتلكك عشان اسيبه مفتوح صح ؟
-لا انا ما بتتلككش انا سايبك بمزاجك عادي..لحد ما تخلصي امتحاناتك وبعدين نبقى نشوف..
التفت إليها قائلا بلطف:
-وياريت تبطلي الخوف ده وتتعاملي معايا طبيعي..كأني مروان عادي اللي بتحبيه مش كل ما تشوفيني تخافي كده
اقتربت منه قائلة بأسف:
-مروان انا بجد آسفة..بس كل حاجة جت بسرعة
قبلها من جبينها بحب:
-عارف يا قلب مروان…وفاهمك..فاهمك كويس اوي..متقلقيش انا عايزك تركزي في امتحاناتك عشان يبقى فاضلك سنة وخلاص..
اومأت ميرا بابتسامة جميلة:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي..انا هطلعلك هدوم بقى تلبسها
_____________
في مكان به بحر رائع، وأصوات الطيور وهي تحلق في السماء.. تحت إحدى الأشجار حيث كانت هناك حديقة صغيرة مليئة بالزهور الملونة، وفي الوسط كانت تجلس بيلار وعيناها مغطاة بوشاح حريري.. كان شعرها الكستنائي الطويل يتطاير في الهواء من حولها.. وكانت ترتدي فستاناً أزرق اللون بلون السماء.. خلعت الوشاح الذي يغطي عينيها.. فتحت عينيها ببطء ونهضت من مقعدها مذهولة بالمكان من حولها وفستانها الرائع الذي يزيدها جمالا.. نظرت حولها بفضول… حيث كان المكان خاليا من شخص.. شعرت بالخوف للحظات.. لكن شعور الخوف اختفى بمجرد أن رأت جمال المكان وجمال شاطيء البحر الذي أمامها، اتجهت نحو البحر بخطوات هادئة، عندما اقتربت رأت شخصًا امامها..وكان وجهه نحو البحر وظهره لها.. أحست أن شكله مألوف لديها، فاقتربت منه بهدوء وقررت أن تسأله عن طريقها أو أي شيء يوصلها إلى منزلها.. وحالما اقتربت التفت إليها و اندهشت عندما رأت

google-playkhamsatmostaqltradent