Ads by Google X

رواية نيران العشق و الهوي الفصل العاشر 10 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

  

 رواية نيران العشق و الهوي الفصل العاشر 10 - بقلم هدير ممدوح


 رأى عتمان هشام قادم بإتجاهه فـ طرق على الباب مرات متتالية وبعنف..
وما ان وقع نظر هشام عليه حتى أسرع في خطواته واقترب منه وحدق في وجهه في دهشة قائلاً:
_ أنت بتعمل إيه هنا ياچدع أنت.
تمتم عتمان بهدوء:
_ولا حاچة بس..
قاطعه دفع هشام للباب وهو يقول بعجل:
_بعد من جدامي.
دلف هشام للداخل ووقف ينتقل ببصره بين جدته واعتماد وقال مشدوهًا:
_الست دي إيه اللي جابها إهنا ياستي.
اعتدلت زبيدة، والتقطتت نفساً عميقاً، قبل ان تستطرد:
_مفيش حاچة ياولدي الست إعتماد چاية تشوفني وتطمن على صحتي.
قالت إعتماد بجمود:
_أظهر ان ستك غالية عليك، و انت غالي عليها، خافوا على بعض هيكون أحسن.
قال هشام بنبرة حادة:
_انتِ بتهدديني ياست أنتِ وفـ بيتي كمان،لا دي بجاحة.
هتفت إعتماد في قوة:
_أنت متعرفنيش، بس ستك تعرفني كويس،ابجا اسألها أنا مين، يلا فوتك بعافية يازبيدة..
واستقامت إعتماد واقفة لتغادر المكان.
قال هشام بعد رحيلها:
_الست دي عملتلك حاچة.
وضعت زبيدة كفها تمسد على رقبتها وقالت بصوت منخفض:
_هاتلي شوية مية الأول ياولدي، عاوزة أبل ريجي.
ناولها هشام كوب الماء الذي كان على الطاولة بالقرب منه، وانتظر حتى انتهت منه، فقال وهو يعيد الكوب مكانه:
_جوليلي چات ليه، عاوزة إيه منك، الأفضل انه نجول لـ أيوب عكل حاچة ونخلص.
ردت هي بصوت واهن:
_أسمع ياولدي، إعتماد دي مش ساهلة ومش هتسكت الفترة دي خلينا ساكتين..
قاطعها قائلاً بعزم:
_أنا هروح دلوج واجول لـ أيوب كل حاچة مش وحدة ست اللي اتخليني أخاف.
امسكت زبيدة معصمة وتحدثت:
_مش خوف ياولدي حبل الكدب قصير مهما طال، والحقيقة هيجي يوم وتنكشف.
هز هشام رأسه وهو يقول:
_ماشي هسكت شوية عشان الست دي تطلعنا من دماغنا، وبعدها الكل لازماً يعرف سرها.
••سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم••
في السرايا..
يجلس مصطفى وأيوب مقابل بعضهم وتحدث أيوب قائلاً:
_خير يا مصطفى في حاچة.
قال مصطفى بصوت أجش:
_فيه ياولد عمي، عاوز استشيرك في موضوع
كِده.
تمتم أيوب:
_سامعك..
قال مصطفى:
_عارف السرايا ومشاكلها،ولو اتجوزنا أنا وانت فيها مش هنرتاح رغم وسعها.
غمغم أيوب وهو يأيده:
_معلوم ياولد عمي.
هتف مصطفى:
_عمك جمعة اللي جنبنا ناوي يبيع بيته ويعيش مع ولده في الجاهرة، وانا فكرت اشتريه ونعيش فيه انا وأنت، البيت حلو وواسع وفي أكتر من دور ويسع من الحبايب ألف، إيه رأيك؟
ابتسم أيوب قائلًا:
_تصدق كنت بفكر إني طول ما هعيش هنا من هخلص من المشاكل، فأكيد موافق، اتفق أنت مع عمي جمعة وانا معاك.
مد مصطفى يده له.. وتصافحا، قائلاً:
_اتفقنا يا أيوب، متعرفش أنت عملت إيه كأنه هم و انزاح.
رد أيوب في مرح:
_ده أنت اللي عملت فيا معروف.
••لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ••
دقت عقارب الساعة السادسة مساءً..
جالس يسري ووالدته وبالمقابل لهم مصطفي وسلمان وأيوب..
تحدث أيوب قائلاً:
_إيه يا يسري مجبتش حد كبير معاك ليه.
ردت رشيدة بدلاً عنه بضيق قائلة:
_إيه ياولدي سلامة نضرك مش شايفني ولا إيه.
غمغم أيوب بحنق:
_شايفك، بس الأكيد إنه مش هتجعدي وسط الرجالة، حتى عمي سلمان اليوم مكان أبو عروستي
ردت إعتماد هذه المرة وهي تقترب منهم وتحمل بيدها وعاء عليه أكواب من الشاي قائلة:
_ولدي، ولد أصول ياست رشيدة وشايفة إنه معاه حق ، أنتِ تيجي معاي ونسيبهم هما يحكوا.
تماسكت رشيدة وقالت على استحياء:
_صح عندك حق جعدتي وسط الرجالة متنفعش.
استقامت رشيدة ذاهبة مع إعتماد بالطابق الذي تقطن به..
وما ان جلسا، قالت رشيدة:
_اومال عروستنا فين يا اعتماد.
تمتمت إعتماد:
_جاية دلوجتي يا خيتي.
باغتتها رشيدة بسؤالها الفضولي قائلة:
_اومال ولدك خاطب بت مين فالبلد.
اجابتها إعتماد:
_بت عمه صبري، الله يرحمه.
قالت رشيدة:
أيوة عرفتها بت فتحية صُح.
غمغمت إعتماد بهدوء:
_صُح.
لوت رشيدة فمها بحنق قائلة:
_كنتي مالك وانتي بتكلميني على تليفون حد دايقك، ده أنا كنت حالفة أنه نفضها سيرة وكل واحد يروح لحاله، لولا ما رجعتي كلمتيني جُرب المغرب.
تحدثت اعتماد قائلة:
_ميبجاش جلبك أسود كِده، كنت مدايقة شوية مع العيال، أنتِ عارفة مهما كبروا يفضلوا عيال في نظرنا برضه.
تقدمت منهم سهر قائلة بخفوت:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردوا كلاً منهم تحية السلام وتابعت رشيدة:
_تعالي يابتي اجعدي جمبي إهنا، وأنتِ يا اعتماد خلاص سامحتك.
وظلوا يتحدثون في مواضيع عدة.
•••••••••••••
مضى ما يقارب الساعة والنص، إعتلت “ورد” درجات السلم واخذت تطرق باب طابق إعتماد..
وانفرج الباب وطلت منه سهر قائلة بإبتسامة:
_تعالي ياورد فوتي.
ابتسمت ورد وهي تقول:
_تسلمي ياسهر، وألف مبروك ليكِ ربنا يتمملك بخير أنتي وندى فرحتلكم من جلبي واللهِ كأنكم أخواتي.
ردت سهر بلطف:
_عقبالك يارب ياغالية..
هتفت ورد على عجل:
_الكلام هياخدنا، وكنت هنسى جاية ليه، جولي للست رشيدة يسري بيه مستني جنابك تحت.
تمتمت سهر بخفوت:
_حاضر.. وهبطت ورد إلى الأسفل.
دلفت سهر للداخل وقالت:
_ست رشيدة يسري منتظرك تحت.
استقامت رشيدة قائلة:
_ماشي جاية أهو، يلا يا اعتماد افوتك بعافية.
قالت إعتماد بإصرار :
_لا مش هتمشوا من إهنا غير لما تتعشوا معانا، عاوزة تجولي علينا ناس بُخلة ولا إيه.
عانقتها رشيدة بود قائلة:
_بكرة إن شاء الله بعد ما يلبسوا العيال :
الدهب.
ردت إعتماد وهي تبتعد عنها:
_وماله النهاردة وبكرة.
اقتربت رشيدة من سهر وضمتها وهي تقول:
_معلش، مرة تانية عشان إيمان مش بتحب تاكل لحالها، بكرة اچي أنا وولدي الكبير ومرته وعياله، يلا أفوتك بعافية.
ردت إعتماد:
_ماشي ياحبيبتي، و الله يعافيكِ ياحبيبتي.
••••••••••••••••
بغرفة ندى كانت تدور حاول نفسها بسعادة وهي تفرد ذراعيها وشعرها يرفرف حولها، وقلبها من الداخل يتراقص فرحاً بعدما أخبرتها والدتها بتمام أمرها وغداً ستكون خطوبتها..
إني عشقتك.. واتخذت قراري
فلمن أقدم ياترى أعذاري
لا سلطة في الُحب تعلو سُلطتي
فالرأي رأيي والخيار خياري.
“نزار قباني”
قادتها قدمها لـ شرفة غرفتها، فنظرت للسماء واستنشقت الهواء براحة..
فحقاً ان الغرفة لا تسع أجنحتها من الفرحة، تشعر بأنها طائر خفيف يحلق بالسماء الواسعة.
زفرت بارتياح قائلة:
_اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيبًا مباركًا فيه.
شعرت ببرودة الجو بدأت تغزو جسدها فأسرعت للداخل، و احتضنت وِسادتها بسعادة عارمة وقالت تحدث نفسها:
_الوجت بيمر ببطء ليه كِده، الأحسن إني أنام عشان بكرة يچي بسرعة.
مر الليل دون اي احداث أخرى.
••••••••••••••••
وفي الظهيرة..
أنطلقت الزغاريد من فوه إعتماد، كالموسيقى الرنانة التي انزعج منها أيوب قائلاً:
_يما كفاية عاد،أنا هقطع الخلف من الخضة.
اجابته إعتماد بسعادة:
_ده من فرحتي يا ولدي واللهِ، بتي و ولدي هفرح بيهم فيوم واحد أعوز إيه أكتر من كَده.
تبسم أيوب قائلاً:
_طاب يلا ابعتيلنا حد لفوج يستعجل البنات.
جائت لهم ورد قائلة:
_أنا لسة نازلة من عندهم وهما خلاص نازلين أهو.
قالت اعتماد:
_أنتِ مجهزتيش ليه يابتي.
ردت ورد بدهشة:
_وجهز أنا ليه؟!
هتفت إعتماد بحنو:
_عشان تيجي معانا، طب إيه رأيك بجا أنا مش ماشية من هنا غير لما تلبسي وتيچي معانا، ولا أنت إيه رايك يا أيوب.
وجد أيوب نفسه يتمتم مشدوهاً من تصرف والدته:
_أكيد يلا ياورد اجهزي.
كادت ورد ان تعترض، فأسرعت اعتماد القول:
_يلا مش عاوزة اسمع غير كلمة حاضر.
غمغمت ورد بتعجب:
_حاضر..
ومرت من أمامهم..
•••••••••••••••••
اجتمع الجميع بالأسفل وجاءت هدى ونورا ومفيدة التي قالت:
_ألف مبروك يا خوي ربنا يتمم بخير.
قال أيوب مبتسماً:
_عقبال ولدك ياحبيبتي.
هنئته أيضا نورا..
وقالت إسعاف:
_معلش يا أيوب ياولدي، البنات محدش منهم جدر يچي أشغال نعمله إيه بجا.
رد أيوب بلطف:
_أشوفهم في الليلة الكبيرة إن شاء الله.
دلف يسري مع عائلته وبعد الترحيب بهم
تجلت ندى وخلفها سهر..
فقالت إعتماد:
_بسم الله ماشاء الله، عيني عليكم باردة، عرايسنا مفيش زيهم.
ألتف أجسادهم بدريسات بسيطة أظهرت حُسنهم ، وبزينة خفيفة على وجههم، أبرزت جمالهم..
تحدثت فتحية:
_ البنات جاهزين مش يلا بينا.
رد
تمتم أيوب:
يلا..
تقسم كلاً منهم إلى مجموعات وصاعدا بالسيارات ندى ووالدتها وهدى معهم و أيوب ووالدته بسيارة، وأخرى سلمان وعائلته، وسهر مع يسري، وورد بجانب بخيتة..
وصلا إلى إحدى محلات الصاغة الكبرى..
ولج الجميع للداخل، وجلسوا على حدا عدا العروسين كلاً منهم خلف طاولة صغيرة وأمامهم تشكيلة من الدهب لأختيار ما يشاؤون.
اقتربت إعتماد من سهر قائلة:
_انتِ يابت اختاري الحاچة التقيلة دي اللي هتنفعك إنما الشكل ده خليه أخر حاچة.
نظرت سهر لـ والدتها بخجل، بينما قالت رشيدة بحنق:
_سيبي البت تختار اللي على مزاچها يا اعتماد، اتفقنا محدش يدخل بينهم.
تمتمت إعتماد:
بوعيها ياخيتي..
القت كلمتها تلك وجلست جانباً.
وبعد قليل اختار كُلًامنهم المتفق عليه فصاح أيوب قائلاً:
_أحنا نلبس هنا، وبالمرة نتفق على ميعاد الفرح.
هتفت فتحية بعجل:
_بالسرعة دي..
قال أيوب:
_أظن أحنا مش محتاجين فترة تعارف، احنا نعرف بعض كويس جوي يا مرات عمي..
ونظر لـ ندى قائلاً بهمس:
_ولا إيه رأيك يا عروسة.
ابتسمت ندى بـ استحياء ولم ترد، ولكنها رفعت أنظارها لوالدتها وهزت رأسها دليلاً على موافقتها..
فقال أيوب:
_أهو، على بركة الله، يتحدد فرحي، ويسري وسهر ياخدوا وجتهم وبعدين نحدد معاد.
قالت رشيدة باعتراض:
_لا، ليه تأخر فرح ولدي أنتو عارفين عننا كل حاچة واحنا كمان يبجا ليه التأخير.
قالت إعتماد:
خلاص يبقا الفرح بعد شهر إيه رأيكم.
هتف أيوب بلهفة تجلت في نبرته:
_شهر إيه يما، هما أسبوعين كفاية.
قهقه الجميع في مرح عليه، وقال سلمان:
_عريس ومستعجل يا ولد ليه نكسر بفرحتهم طالما الكل جاهز يبجا على بركة الله، مبروك علينا كلنا.
••••••••••••••
انطلق الجميع عائدين للسرايا، وبطريقهم مروا من أمام منزل العمدة عبد الجليل الذي صاح قائلاً وهو يشرب من الأرجيلة أمام منزله:
_واد يا محسن.
هرول إليه المدعو محسن قائلاً:
_أوامر جلالتك ياعبد الجليل بيه.
قال عبدالجليل:
_إيه العربيات اللي عدت دي ياواد ناسها بتزغرط، حدانا فرح فالبلد ولا إيي.
هتف محسن:
_أنا سمعت كده ان أيوب ولد وهدان واخته النهاردة هيلبسوا دهب يا بيه.
قال عبد الجليل بمكر بعدما نفث دخانه:
_وجه الوجت اللي هنتجم منك ياولد وهدان.
عقد محسن حاجبيه واردف بتعجب:
_اتجول خاچة يت بيه؟!
قال عبد الجليل ممتعضاً:
_أنت لسة واجف غور من إهنا.
•••••••••••••••••••
في سرايا وهدان
الكل منشغل بالحديث مع الآخر
اقتربت سهر من والدتها وهمست:
_عايزاكِ شوي تعالي.
ذهبت معها إعتماد بعيداً عن الضوضاء وقالت:
_خير يابتي في حاچة.
هتفت سهر في حدة:
_يما جواز إيه اللي بعد أسبوعين ده، أنا محدش جالي جبلها ليه.
هتفت إعتماد في حدة مماثلة لها:
_محدش جالك ازاي مكنتيش تعرفي إنك هتتجوزي، أهو دلوج أو بعدين البت مصيرها تتجوز.
أوضحت سهر قائلة:
_أيوة بس يما أنا مش حباه، مش عارفة أحبه.
قبضت إعتماد بعنف على يدها وقالت:
_حب إيه ده يابت، ولسة فاكرة تجولي دلوج، الناس تجول علينا إيه.
هزت سهر رأسها وقالت بخفوت:
_هسكت يما، بس اعرفي إن مش موافجة على كل اللي حاصل ده وذنبي في رجبتك.
هتفت إعتماد بغضب:
_ذنب أيه يابت أنتِ ناوية على إيه.
قالت سهر بجمود:
_ولا حاچة يما، اعتبريني مجولتش حاچة.
ردت إعتماد بضيق:
_ ماهو ده اللي هيحصل.
••••••••••••••••••
كان ينظر مصطفى بين الحين والأخر على ورد الواقفة بين أبناء عمه تتحدث معهم، لاحظ أيوب ذلك فاقترب منه وقال:
_عارف ياصاحبي ورد اتمردت عليك، لازملها قرصة ودن.
قال مصطفى بتعجب:
_كيف ده.
استطرد أيوب:
اسمع اللي هقولك عليه ونفذه.
غمغم مصطفى بهدوء:
سامعك..
قص أيوب عليه خطته، فقال مصطفى بعد تفكير دام لثوانِ:
_تفتكر كده هتوافج.
قال أيوب بتهكم:
_اللي خلى اعتماد توافق مش هيخلي ورد توافق.

google-playkhamsatmostaqltradent