رواية قدر و وصال الفصل العاشر 10
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
الفصل العاشر
رواية قدر ووصال
بقلمي هدير ممدوح
لاتدع القراءة تُلهيك عن الصلاة.
ربما تقودك أحزانك لصدفة تجمعك بشريك حياتك فيصبح عوضك من الحياة، شخصًا اجتمعت به كل الصفات اللينة ليبهرك الله بعوضه .
في الثانية بعد منتصف الليل كان يتسلل السور بمهارة مغطي وجهه بقناع أسود كحال الظلمة حوله، ألقى بنفسه من أعلى السور فتأوه لـ ثوانٍ معدودة ونصب عوده قائمًا ، وظل يسير رويدًا، رويدًا وبيده مصباح يدوي له ضوءٍ خافت، أحس بخطوات أحد سيمر من أمامه فعاد إلى الوراء قليلا يختبأ خلف الحائط نظر بتمهل ليجد أحد حراس الفيلا يمر، غاب عن أنظاره فزفر بتمهل وتسلل الأمان لقلبه وخطا ببطأ ليصل إلى ذاك المنزل الداخلى، الذي كان يحوطه حديقة متسعة مع أسوار عالية، رفع أنظاره إلى تلك المواسير البيضاء الذي تحاوطها أداة بلاستكية خضراء، وضع الكشاف بجيب بنطاله واصبح يتسلقها بمهارة وسهلت عليه تلك الاداة الصعود، فكان يضع أطراف قدمه عليها، وصل بجانب أحد الشرف،فمد يده قابضاً بقوة على أحد أسياخ حديدها المتراصة بشكل جميل وملون بجانب بعضهم مد يده الأخرة قابضاً على واحداً أخر، وتعلقت قدماه بالهواء، للحظة كان سيسقط أرضاً، فأصبح يدفع نفسه للأعلى بكل قوته فتمسك بسور الشرفة ورفع قدمه واضعاً إياها بين أسياخ الحديد، وقف حائراً قليلاً، غير، مستعد للقادم وتحدث بخفوت:
_أتمنى تكون قدر فالأوضة دي، وينتهي الموضوع.
دفع باب الشرفة برفق وجذب الكشاف يوجهه في أنحاء الغرفة، حتى توقفت بقعته البيضاء على وجه ذاك النائم أعلى فراشه ولم يكن سوى سامح.
خرج من الغرفة بكل حذر واغلق الباب خلفه وأستند عليه بضهره واضعاً كفه على صدره يتنفس الصُعداء، كان الممر به بعض الأضواء الخافتة، وغرفة سامح تقع بالمنتصف وبجانبها أربع أبواب لغرف أخرى علي يمينها أثنان وشمالها اثنان فتحدث هو قائلاً بهمس لنفسه وهو يتوجه شمالاً:
_أشوف الاتنين دول الأول وبعدين، أرجع اشوف دول.
خطا ببطء نحوهم حتى دفع باب أحدهم ووجد الغرفة فارغة، توجه لثانية وفعل نفسي الشئ ووجدها أيضًا فارغة، عاد للوراء باحثاً ف الأخرين فجذب مقبض أحدهم من الخارج يحاول فتحه ولكن دون جدوي، يبدو بأنها مغلقة، أحس بأنه من الممكن ان تكون قدر بداخلها فحاول دفع الباب دون إصدار صوتاً ولم يفلح، أخذ يحرك مقبض الباب عله ينفتح ولكن خابت ظنونه...
بالداخل كانت جالسة قدر على الفراش فهي لم تستطع النوم خوفٍ من ان يعود ويفعل بها شيئًا رأت تحرك المقبض شمالاً ويمينا فدب الخوف بقلبها وهي تحس بتلك الضوضاء الخافتة، اقتربت من الباب وقالت بصوت خافت وخوف تجلى بنبرتها :
_مين، مين برة
استمع علاء لنبرتها بالخارج وقال بلهفة:
_انا علاء يا قدر
ابتسامة صغيرة زينت ثغرها وشعاع أمل تسلل قلبها وقالت بسعادة تجلت في نبرتها:
_علاء بيه أرجوك ساعدني أخرج من هنا.
تحدث هو بنبرة لينة:
وانا جيت عشان كده ياقدر، بس المشكلة ان الباب مقفول، بس متقلقيش عامل حسابي لكده.
أخرج مفك صغيراً من جيب بنطاله وعالج قفل الباب ودفعة بقوة، مما جعله يصدر صوتٍ عالياً بعض الشئ، وقف أمامها مباشرةٍ وقال بصوتٍ خفيض وهو يزيل القناع من وجهه:
_ قدر انتي كويس حد أذاكِ.
انسابت الدموعها من مقلتيها وكم كانت تتمنى لو تستطع عناقه في تلك اللحظة.
قلق علاء من صمتها وضيق عيناه بقلق وعاد سؤاله مرةٍ أخرى:
_انتي كويسة؟!
تمتمت قدر قائلة:
_كويسة بس كنت خايفة.
رد علاء برفق :
_متقلقيش، أنا معاكي.
عم الصمت لدقائق إلا من أعينهم التي تلاقت بعض الحظات.
تحمحم علاء قائلاً:
_لازم نمشي قبل ما حد يشوفنا.
هزت رأسها وغمغت بخفوت:
-تمام.
كانوا بطريقهم للأسفل فقالت هي:
_هننزل من على السلم إزاي افرض حد شافنا.
احتدت نبرته قليلاً وقال:
_هننزل زي الناس ياقدر، وسامح والخدم نايمين، والحراس على البوابة الخارجية وبس، أكيد مش هخليكي تنطي من على السور، أنا وصلت لحد هنا بصعوبة.
تفوهت هي بنبرة ثابتة غير مُبالية بحديثه الفظ:
تمام، اللي اتشوفه ياعلاء بيه.
_يفضل تخليكي ورايا عشان لو حصلت حاجة.
للحظات اختفي الخوف من قلبها ونست ما مرت به وكم تمنت ان تدفعه من أعلى الدرج ليسقط وينكسر رأسه الصلب،وسرعان ماعادت لوعيها،وهبطت بحذر خلفه.
خرجوا من هذا المنزل، ولكن ظلت أمامهم تلك العقبة وهي الخروج كليًا منه، وقفوا بجانب أحد الاشجار التي كانت بالقرب من البوابة الخارجية فمال علاء بجذعه يلتقط حجران فقال:
_هشتت انتباهم أول ما هرمي الحجر ده هيدخل واحد يشوف في ايه، وبعدها هرمي ده كمان، عشان الحارس التاني يدخل وبعدها نطلع نجري بكل سرعة وعلى أول الطريق عربيتي هتكون هناك.
هزت قدر رأسها عدة مرات دلالة على موافقتها على حديثه ففعل هو ما قاله ولم تخب ظنونه حتى دلف الحارس خلف الأخر عند سماع صوت الأحجار، فقبض علاء على كف قدر، دون إعطائها فرصة للرفض، وفروا هاربين خارج البوابة يركضون بكل قوتهم، دون النظر للخلف، وصاعدا السيارة وانطلقوا بها عائدين لمنزل علاء،ولم يمضي الكثير من الوقت حتى أصبحوا أمامه.
"بغرفة وصال"
كانت رهف تغط في ثباتٍ عميق، وبجانبها وصال مستيقظة، فكيف يزور عيناها النوم ورفيقة دربها مفقودة، استمعت لصوت صرير سيارة احتك بالأرض، حتى انتفضت واقفة وفتحت باب غرفتها، وهبطت للأسفل بأنتظار علاء تريد الاطمئنان على صديقتها...
دلف علاء وخلفه قدر، فاتسعت أعين وصال بصدمة وهي تراها أمامها، ركضت إليها تعانقها بكل قوة، بينما مر علاء من جانبهم وصعد للأعلى دون التفوه بشيء.
ابتعدت عنها وصال واضعة يداها على كتفاها وقالت:
_أنا مش مصدقة أنك واقفة قدامي.
عانقتها مرة أخرى واسترسلت..
_لو جرالك حاجه قلبي كان هيقف من بعدك.
ابعدتها قدر برفق وقالت:
_انا بخير ياحبيبتي، بس مش قادرة اتلم على أعصابي وعاوزة أنام خلينا نطلع.
أومأت وصال برأسها وصعدوا للأعلى.
"وبغرفة علاء"
توجه إلي المرحاض ليأخذ حماماً منعشاً يزيل عنه أعباء اليوم ولم يطل كثيراً حتى خرج، وتمدد على فراشه، وسرعان ما غط في سباتٍ عميق.
"في الصباح"
جالس أيمن وزوجته بصالون المنزل وهم يرتشفون من قهوتهم الصباحية، وضع ايمن فنجانه أعلى الطاولة بعد الانتهاء منه ووثب قائماً وقال بصوتٍ رخيم:
_أنا ماشي.
اجابت نجلاء قائلة:
_ماشي ياحبيبي،تروح وترجع بالسلامة.
فور خروجه لحقت به الخادمة ونادت بأسمه فتوقف هو وقال:
_أيوة يا ثناء في حاجة جديدة حصلت.
قالت ثناء، بخفوت:
_أيوة يا بيه، مدام نجلاء أتكلمت مع واحد أسمه سيد وكانت بتقوله أنها عاوزاه ياخد الست قدر،ويمشي.
تحدث أيمن مع نفسه بهمس قائلاً:
_انا لازم أوصل للضابط ده.
_بتقول حاجة يابيه.
إجابها إيمن بإيماءة من رأسه، وقال :
_لا ياثناء روحي انتي لحد يشوفنا.
دلفت ثناء للداخل وتوجهت إلى المطبخ وماكادت ان تستدير حتى أتاها صوت نجلاء:
_بقا كده يا ست ثناء، بتنقلي كل حاجة لـ أيمن.
فزعت ثناء من صوتها وقالت بتوتر:
_يقطعني يا ست هانم لا مقدرش.
غضبت نجلاء وعلا صوتها وقالت:
_أنتي بتشتغليني أنا شوفتك وانتي بتتسحبي وراه،وسمعت اللي قولتيه.
ورفعت سبابتها أمام وجهها وقالت:
_عارفة ياثناء، لو سمعت أنك نقلتي لأيمن، اي حاجه عني، ده هيبقا اخر يوم ليكِ هنا فاهمة.
انتفضت الخادمة وقالت:
_حاضر ياست هانم فاهمة.
حدجتها نجلاء بإشمئزاز وغادرت الغرفة.
....... .......
في منزل علاء
تجمعوا الفتيات بغرفة قدر يعانقوها بمحبة وتحدثت أميرة قائلة:
_متعرفيش،أحنا قلقنا عليكي قد إيه؟
وما كادت ان ترد حتى تحدثت رهف سريعاً:
_وانا ياقدر روحت صليت وفضلت ادعي كتير إنك ترجعيلي بسرعة.
احتضنتها بقوة وقبلتها من جبهتها وقالت:
_يسلملي الغالي اللي بيعرف يتصرف ده.
صوت طرقات على الباب جذبت إنتباههم ولم تكن لغير علاء فغمغمت قدر قائلة:
_اتفضل.
دلف علاء وما ان رأته رهف حتى ركضت عليه تعانقه فمسد على ظهرها بحنان تحت أنظار الفتيات، وابتعدت عنه وقالت:
_عمو علاء ممكن اطلب منك طلب.
قال علاء برفق تجلى بنبرته:
_أنتي تؤمري.
تحدثت رهف بلهفة قائلة:
_ أنت كنت بطل وقدرت تنقذ قدر، فممكن تتجوزها،ونعيش كلنا سوى......
اتسعت أعين الفتيات من طلب الصغيرة فصاحت قدر قائلة:
_رهف، تعالي هنا، عيب كده.
استطرد علاء قائلاً:
_خدي رهف واطلعي يا أميرة ، سبينا أنا والآنسات نتكلم شوية.
امتلثت أميرة لأوامره وخرجت ومعها رهف.
فجلس علاء على الأريكة التي كانت تتوسط الغرفة واضعاً ساق فوق الأخرى يتكأ بظهره عليه وقال:
_تعرفوا سامح المدكور منين؟
أجابت وصال:
_احنا مش على معرفة بيه.....
قاطعها صوته ونبرته الحادة وهو يقول:
_سؤالي واضح و من غير لف ولا دوران عاوز أجابة مقنعة.
صاحت قدر قائلة بنبرةٍ تجلي بها الغضب:
_حضرتك، احنا لا بنلف ولا بندور كل اللي حصل أن.....
سردت على مسامعه ماحدث معهم عندما كانوا ينوون الذهاب إلى سامية حتى رؤيتهم لسامح.
وثب قائماً وهو يقول بغموض:
_اتمنى يكون كلامك صحيح، ومش لعبة سخيفة،وتعبي ليلة امبارح ميضعش على الفاضي.
أردفت وصال بغضب:
_حضرتك تقصد إيه بكلامك ده.
ولم تمهله قدر وقت للرد فقالت:
_قلت لحضرتك لو وجودنا هنا مش مرحب بيه ....
قاطعها صوته الغاضب، صارخًا:
_اسكتي، شخص زيك غير مسئول و غير واعي لا يعتمد عليه في شيئ مالهوش الحق انه يعترض.
احتدت نظراتهم المرعبة وكأنهم في تحدي، فقالت وصال بتريث محاولة منها لتهدئة الأوضاع بينهم:
_خلاص يا فندم، وانتي يا قدر مفيش داعي للكلام ده، ده بدال ما تشكري الظابط علاء.
رمقهم علاء بغضب، وخرج من الغرفة وبنفس الوقت، خطت أميرة للداخل وهي تقول:
_في إيه صوتكم طالع.
ارتمت قدر على الفراش وهي تقول:
_والله ما عارفة أخوكي ده ماله طايح ليه كده فينا زي التور شخص متناقض.
قهقهت أميرة من وصف قدر لشقيقها وقالت:
_يابنتي حرام عليكي بقا، علاء ده مفيش أطيب منه بس هو طبيعة عمله خلته يبان انه قاسي وعصبي، وردوده باردة وكمان عدت عليه فترة مابقاش يثق في صنف الحريم بس والله هو طيب.
أجابت قدر ساخرة:
_متحلفيش ياختي صدقتك.
استطردت أميرة حديثها قائلة:
_بس أنتم وقعتكم منيلة، عشان ألد أعداء اخويا يخطفك ياقدر.
عقدت وصال حاجبيها وقالت بإستغراب:
_تقصدي إيه يعني؟!
أجابت أميرة قائلة:
_لا ده موضوع طويل وكمان مقدرش أحكيه قدامكم.
تحدثت قدر قائلة:
_أميرة ياريت تقوليلنا كل حاجه، مش ممكن نلتمس لأخوكِ عذر فاللي هتقوليه .
توجهت أميرة جالسة على الفراش وقالت:
_هحكيلكم.....
صلي على محمد 🌺
" عند أيمن "
جالس بمكتب شركته، واضعاً هاتفه أعلى أذنه منتظراً رداً من الجهة الأخرى، ولم يطل الأمر كثيراً حتي أتاه الرد:
_الو يا أيمن بيه.
رد أيمن:
_أيوة يامحمد، عاوزك تبعتلي العنوان اللي قعدين فيه قدر ووصال لأني نازل النهاردة الإسكندرية.
أتاه رد محمد قائلاً:
_انت نسيت ولا إيه يباشا ما انا بعته ليك.
تعجب ايمن منه وقال:
_بعته ازاي يعني يامحمد أنا أول مرة اطلبه منك.
غمغم محمد مرتبكًا :
_حضرتك بعتلي رسالة وقلت إنك عاوز العنوان وأنا بعته.
زفر أيمن بغيظ فقد علم الفاعل وقال بهدوء٠:
_تمام يا محمد أبعته مرة تانية يمكن نسيت.
غمغم محمد:
_تمام يباشا.
انهى أيمن المكالمة، وثوانِ معدودة ورن هاتفه معلنا عن وصول رسالة،نظر لها ووثب قائماً وهو يلتقط مفاتيح سيارته وتحدث بهمس مع نفسه:
_قريب أوي يانجلاء نهايتك قربت،بس مش قبل ما أرجع منك كل فلوسي.
ألقى جملته تلك وغادر، عائداً إلى منزله.
صلي على محمد🌺
في مكتب علاء، علا رنين هاتفه فجذبه وابتسم قائلاً بمرح:
_اللواء محمد فتحي بنفسه معايا،ده ياصباح الورد بقا.
آتاه صوت الجهة الأخرى قائلاً برسمية:
_جاتلي معلومات بتقول ان في بنت مقيمة عندك، وانها اتختطف من المول واللي خطفها سامح المدكور ده صحيح.
تحدث علاء برسمية قائلاً :
_مظبوط يفندم.
رد اللواء:
_البنت دي بتعمل إيه عندك، ياعلاء.
اذدرد علاء لعابه قائلاً:
_حضرتك بتشك في حاجة يفندم
اللواء بحدة:
_وكمان بتسأل يا سيادة المقدم، المرة الفاتت وقفت معاك وقدرت تكمل شغلك ، مع إنك فشلت فالمهمة، طلبت فرصة تانية وعطيتك.
فهم علاء مقصده ليقول:
_لا يا فندم، حضرتك فاهم غلط البنت دي مش زي اللي قبلها.
صاح اللواء بغضب تجلى في نبرته وهو يقول:
_علاء البنت دي تبقا تحت عينك، مش عاوز اي غلطة، سامح المدكور لازم يتقبض عليه فأسرع وقت، وقضيته تتقفل، أنت فاهم.
تنهد علاء قائلاً:
_حاضر يفندم حاضر.
وانتهت المكالمة فألقي علاء هاتفه أعلى الطاولة ورجع بظهره للوراء وزفر بعمق .
🤍لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 🤍
جلست أميرة والفتيات بجانبها على الفراش وقالت:
_هحكيلكم بس، الكلام ده يفضل بينا، علاء مبيحبش حد يفتح الموضوع ده.
اومأوا الفتيات برؤوسهن بنعم، واسترسلت هي حديثها:
_سامح ده راجل أعمال، بس مستخدم شركته دي عشان تداري على أعماله المشبوهة ليه في تجارة السلاح والدعارة ، وعلاء موكل بقضيته، وكان بيحاول كل جهده يجمع أدله تدين سامح عشان يقبض عليه...
اخذت نفساً عميقًا وأكملت:
_طبعاً علاء مكنش بيقولنا على اي قضية ولا نعرف عن أخويا حاجة غير انه ظابط لحد ما ظهرت في حياته بنت أسمها ريناد.
قاطعتها وصال بفضول قائلة:
_اي ده هو كان متجوز؟
نفت أميرة سؤالها قائلة:
_لا، فيوم وهو راجع من الشغل قابل بنت بتجري فالطريق وكان في مجموعة شباب ملاحقينها، وعلاء أنقذها وجابها هنا،و الحقيقة البنت كانت جميلة جدا أسمها ريناد قعدت معانا فترة وحبناها جداً، كأنها واحدة مننا.
تحدثت قدر بلهفة:
_ أوعي تقولي البنت دي كان باعتها سامح.
هزت أميرة رأسها وقالت:
_بالظبط، أخويا علاء كان معجب بيها، وقال لـ ماما إنه عاوز يتجوزها،لحد ما سمعها فيوم بتكلم سامح و بقا يراقبها عشان يتأكد،لحد ما صحينا فيوم ولاقيناها سرقت كل الورق اللي بيدين سامح وفلاشة،وكتباله جواب فيه كل حاجة عملتها.
شهقت قدر قائلة:
_معقول أخوكي يكون شاكك فينا.
قالت وصال ساخرة:
_لا ده مش معقول، ده أكيد.
أردفت أميرة قائلة:
_لا طبعاً، اكيد مش هيشك فيكم،انتو حاجة وهي حاجة.
تحدثت قدر قائلة:
_ يُفضل أني أقوم أشكر أخوكِ على إنقاذه ليا.
ردت وصال قائلة:
_روحي يابنتي، وحاولي تكسبي ثقته.
تحدثت أميرة بمرح:
_قلبنا معاكي ياختي.
حدجتها بنظرات غاضبة وغادرت قدر الغرفة.
...............
على القرب من منزل علاء، كان سيد واقفًا يراقب المنزل، أمسك بهاتفه وأخرج رقم نجلاء واجرى الإتصال عليها
ردت عليه نجلاء: أيوة ياسيد في حاجة حصلت.
سيد:
_اللي حصل ان من يوم ما جيت لحد
دلوقتي لحد دخل ولا خرج أول ما بيطلع الصبح بفضل واقف ومفيش أي جديد.
قالت نجلاء بحدة:
_وانا أعملك إيه يعني أتصرف، وبعدين أنت مش معاك رقمها هددها أعمل إي حاجه، انا عملت اللي عليا وجبتلك العنوان.
انفعل سيد قائلاً:
_انتي ناسية ان ده بيت ظابط، يعني إي غلطة هروح في داهية.
وكانت نجلاء في منزلها جالسة بالصالون واستقامت واقفة واستدارت تغادر حتى صدمت عندما وجدت أيمن أمامها، فضغط سريعاً على شاشة هاتفها لتنهي المكالمة، وفي الجهة الأخرى نظر سيد لهاتفه ليجدها انهت المكالمة فوضعه بجيب بنطاله وصب نظره على منزل علاء وقال بغموض:
_أنا عرفت أنا هعمل إيه، مش هتنازل عنك ياقدر....
أرتبكت نجلاء وتوترت ملامحها وقالت:
_أيمن أنت رجعت أمتى، لسة بدري.
فقال هو بتريث:
_كنتي بتكلمي مين.
خرجت الأحرف منها مرتجفة وقالت:
_دي صحبتي.
حدجها بغضب ومر من أمامها، واستعجبت امره، وقالت وهي تخطو خلفه:
_أنت جيت ليه بدري.
فقال وهو يصعد للأعلى:
_هسافر، عندي شوية شغل.
ردت هي قائلة:
_شغل إيه ده، وهتسافر فين.
توقف أيمن واستدار ناظراً لها:
_وانتي من أمتى بتهتمي،مش طايق اسمع صوتك،هطلع أجهز نفسي و أمشي.
تركها واقفة وذهب متوجهاً لغرفته.
" في منزل سامح "
أصطف جميع الحرس والخدم أمامه وصرخ فيهم بصوتٍ مزلزل:
_إزاي تمشي من غير ما حد يشوفها، إيه مشغل عندي بهايم.
أحد الحراس:
_يفندم أحنا متأكدين انها مطلعتش من البيت طول الليل واقفين إزاي قدرت تهرب من قدام عيونا.
هتف سامح بغضب قائلاً:
أنت بتسألني أنا يابغل.
نكس الحارس رأسه وقال:
_مقصدش حاجة يفندم.
تقدم منهم شاب يحمل بيده حاسوب وقال وهو يمد يده به لـ سامح:
'تقدر حضرتك تشوف تسجيل الكاميرات
تناوله منه سامح وهتف قائلاً:
_يلا الكل على شغله.
رحل الجميع من أمامه ووضع الحاسوب على قدمه وجاء بالمقاطع يشاهدها، لينصدم عندما رأى ذلك المقنع الذي يخطو في الممر وقام بفتح الغرفة التي بها قدر، وبعد قليل من المشاهدة وقف صائحاً:
_تاني ياعلاء تاني، لسة لحد الآن ورايا، أنا هعلمك ازاي تقف فوش سامح المدكور.
علا رنين هاتفه الذي كان بجانبه أعلى الأريكة وألتقطه ناظراً لشاشة هاتفه ليجد رقماً غير مسجل ولكنه أستقبل المكالمة وغمغم بصوت غليظ: ألو، مين معايا.
و أستمع لقهقهات عالية من الجهة الأخرى فأسترسل بغضب:
_إيه السخافة دي، وماكاد ان يغلق المكالمة حتى أتاه رد الجهة الأخرى قائلاً:
_إيه ياسامح بيه، انت لسة متعصب، أهدى كده وخاف على صحتك، لسة اللي جاي أكبر.
وتنهد في غضب قائلاً:
_أنت مين، وبتتكلم ليه بالطريقة دي.
قال علاء بتريث:
_أنا الطريق الأسود اللي في حياتك ياسامح وهيجي يوم وتقع فيه.
ضيق سامح حاجبيه وغمعم بخفوت:
_علاء.
رد بشموخ:
_بالظبط ومش عاوزك تنسى أسمي ده، لأن نهايتك هتكون على أيدي.
رد سامح بتحدي قائلاً:
_أنت مجرد شاب طايش متعين جديد، ومصيرك الاسود اللي وقعك في طريقي، واوعدك ان نهايتك هتكون قبل نهايتي.
قهقه علاء ساخراً:
_بكرة الزمن يبين من فينا اللي هيكسب ياسامح.
وكاد ان يغلق حتي قال سامح سريعاً:
_خرج قدر من لعبتنا لأن مش هسيبك تتهنى بيها
وأجاب علاء بمكر يحاول خداعه لمعرفة ان كانت قدر معه أو لا:
_أنت مفكر اني غبي عشان اقع في نفس الفخ مرة تانية، أنا عارف كويس ان قدر أنت اللي بعتها.
وكأنها جاءته على طبق من فضة فقال:
_كويس أنك طلعت ذكي وبتفهم.
ألقى تلك الجملة وأنهى المكالمة، وابتسم بنصر.
"لا إلا إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
منذ قليل وأمام مكتب علاء، ذهبت قدر تنوي الشكر و الإعتذار له عن عدم مسئوليتها كما يقول هو دائماً، والشكر على خلاصه لها والنجاه من براثن ذلك الرجل الذي حتماً كان سيجعلها، تمضي على تلك الأوراق وتصبح زوجته بالإكراه، ولكن أوقفها سماع صوته، فأيقنت بأنه يتحدث بهاتفه وابتعدت قليلاً، ثم عادت مرة أخرى رفعت يدها عازمة على طرق الباب، ليقوم هو بفتحه ويتفاجئ بها أمامه فقال:
_في موضوع مهم عاوز اتكلم مع الكل فيه ياريت تتفضلي على الصالون، ونأجل اي حديث لبعدين.
مر هو من أمامها، وجزت هي على أسنانها بغيظ منه وذهبت خلفه.
بصالون المنزل أجتمع كلاً من وصال وأميرة ورهف ووالدة علاء.
وجال علاء بنظره عليهن قائلاً:
_أنا جمعتكم كلكم دلوقتي عشان في قرار أخدته ولازم الكل يعرفه.
ردت والدته قائلة:
_خير ياحبيبي في حاجه حصلت.
رد علاء قائلاً:
_خير يا أمي....
ثبت نظره على قدر وقال:
_أنسة قدر تتجوزيني........
يتبع.
دمتم بخير
•تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية