رواية قدر و وصال الفصل الحادي عشر 11
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
الفصل الحادي عشر
رواية قدر ووصال
بقلمي هدير ممدوح
الحياة لا تعطيك الفرح دائما.
ثبت علاء نظره على قدر وقال بنبرة مبهمة:
_أنسة قدر تتجوزيني.
صدمة إحتلت معالم الجميع وهم ينظرون له بأعين متسعة ذاهلة.
فتحدثت والدته قائلة:
_على جثتي الجوازة دي تتم.
ألتفت علاء لها، قائلاً:
_أمي نبقا نتكلم بعدين، عاوز أسمع رد الأستاذة قدر.
قال جملته الأخير وهو يعاود النظر لها.
فصاحت والدته قائلة:
_بعدين، هو إيه اللي بعدين انا عاوزة أفهم إيه أصل اللي سمعته ده
قال علاء بجمود:
_ولا أصل ولا فصل كل الموضوع إني عاوز اتجوز، أظن ده لا عيب ولا حرام.
أستقامت والدته قائلة:
_لا طالما أنا ماليش لازمة في القعدة دي يبقا أقوم أمشي.
مرت من أمامهم، فوثب علاء قائماً وهو يقول على عجل:
_قدر أبقي فكري كويس هستنى ردك، وآه نص ساعة وتكوني في مكتبي.
أعتلت الدهشة ملامحهم من تصرفاته العجيبة فدنت وصال من قدر، وهي تقول:
_اي ده، اللي انا سمعته ده حقيقي؟
فقالت أميرة ببلاهة:
_أه أخويا عاوز يتجوز.
فمدت وصال يدها وحاوطت يد قدر قائلة بمرح:
_الف مبروك ياحبيبتي، وأخيرا هشوفك بالفستان الأبيض.
وكزتها قدر قائلة:
_أبيض إيه، فكرك يعني ممكن أتجوز ده.
ردت اميرة وقالت بمزاح :
_ماله ده يابت أنا أخويا مية واحدة تتمناه.
فهتفت قدر قائلة باستنكار:
_وأنا ياستي مش من المية دول.
فقالت أميرة وهي تغمز بعيناها:
_طب بذمتك الواد قمر ولا لأ؟
ردت وصال قائلة:
_هو قمر أه بس مناخيره كبيرة حبتين.
زفرت قدر بغيظ منهن وغادرت من أمامهن في حَنَق.
"بغرفة أُلفت"
جالسة على فراشها وصدرها يعلو ويهبط نتيجة نوبة الغضب تلك، دلف علاء الغرفة وتقدم منها جالساً بجانبها وجذب كفيها وقّبل أحدهم وقال:
_ست الكل زعلانة مني ليه
صاحت ألفت بغضب تجلى في نبرتها وهي تقول:
_حالك مش عاجبني كل اللي بيحصل ده كله غلط مبقتش فهماك.
رد علاء برفق قائلاً بحذر:
_وليه ده كله بس، مش كنتي دايمًا تزني على دماغي واتقولي اتجوز اللي قدك معاهم عيل واتنين ما أنا هتجوز أهو، إيه اللي مزعلك دلوقتي؟
تنهدت ألفت بعمق وأردفت قائلة:
_من يوم ما ريناد دي مشيت وانت بقيت متغير، حياتك بقيت فالشغل ودايما عصبي وزعيق، ودلوقتي جاي تقولي عاوز اتجوز، ومن واحدة مالكش يومين عارفها.
ترك علاء يدها وقال بتريث:
_أمي أنا بحب قدر.
رفعت ألفت أحد حاجباها وقالت:
_بالسرعة دي، بتضحك عليا يا ابن بطني، لاتكون فاكرني عبيطة، اوعى يا علاء تكون هتتجوزها انتقاماً من سامح.
رد علاء بدهشة قائلاً:
_وإيه دخل سامح.
_سمعت البنات بيحكوا مع بعض وعرفت كل حاجه هكذا خرجت الكلمات من جوف ألفت.
فزفر علاء بغضب، قائلاً:
_أمي ننسى سامح ده خالص، أنا دلوقتي عاوز أتجوز قدر.
قالت ألفت برفق:
_يابني أفهمني أنا مش عاوزة غير راحتك، وبعدين قدر دي لا نعرفلها أصل من فصل، أنا حتى معرفش هي بتعمل إيه هنا.
هز علاء رأسه وقال في هدوء:
_هقولك يا أمي.
وسرد عليها قصة قدر وزوج والدتها وما تعانيه منه.
فتأثرت ملامح ألفت وقالت بشفقة :
_دلوقتي أنا مبقتش عارفة أنت عاوزها عشان تحميها ولا شفقة، ولا بسبب سامح.
أجابها علاء بمرواغة وهو يقول:
_في حد بيتجوز حد شفقة برضه ياست الكل.
ضربت ألفت كف بأخر وقالت:
_اومال عشان إيه يا اخويا.
تحدث علاء بجدية وقال:
_عشان هي بجد إنسانة محترمة، هادية وخجولة، وهتكون زوجة صالحة ليا، ولأولادي فالمستقبل يا أمي، تعرفي.. أول ما بشوفها بحس نفسي مش على بعضي بيبقا جوايا مشاعر كتير متلخبطة من أول ما عيني وقعت عليها، ومش بتروح عن بالي دقيقة.
ابتسمت ألفت قائلة في حنان:
_طيب يابني اللي فيه الخير يقدمه ربنا.
نهض علاء واقفًا وقال:
_كده أخدنا موافقة ورضا ست الكل، فاضل بس العروسة توافق.
تحدثت والدته بشموخ:
_ومتوافقش ليه أنا أبني سيد الرجالة.
ضحك علاء بصخب وقال:
_طبعاً ، عن إذنك أنا بقا يا أمي هروح أشوف العروسة.
تمتمت بدعاء قائلة:
_ماشي يا بني ربنا يريح قلبك.
آمن علاء على دعائُها، وغادر الغرفة.
أمام منزل علاء وقف باص مدرسي وهبطت منه طفلة بزيها الرسمي، كادت ان تدلف من بوابة المنزل حتى أمسك سيد يدها وقال:
_قوليلي ياحلوة أسمك إيه.
جاوبت الطفلة ببراءة وقالت:
_أسمي جوري ياعمو.
أشار سيد إلى منزل علاء وقال :
_قوليلي ياجوري مين عايش فالبيت ده.
ردت جوري بعفوية:
_انا وماما خالي وتيتة، وماما قالتلي عندنا ضيوف قدر ووصال ورهف، وأنا رايحة اشوفهم، سلام ياعمو.
تركته الطفلة وركضت للداخل، فأبتسم سيد وقال بغموض، ونبرة كفحيح الأفاعي:
_عشان قدر تيجي لحد عندي فأنا لازم أعمل كده.....
بالداخل وقفت الطفلة أمام والدتها فمالت وصال عليها وقبلت وجنتاها وقالت:
_اللهم بارك إيه القمر ده بس.
أبتسمت الطفلة قائلة:
_شكراً ياطنط.
استقامت أميرة من مكانها قائلة:
_يلا يا جوري عشان تغيري، وبعدين انزلي ألعبي مع رهف.
أمسكت بيد الصغيرة وغادروا تاركين وصال.
بمكتب علاء كانت جالسة قدر أمامه فغمغمت قائلة:
_أشمعنى أنا؟!
تفاجئ هو من سؤالها وقال بصدق :
_مش هقولك أني حبيتك، بس هقولك اني معجب بيكي، وحبيت أطلبك بالحلال.
اجابته قدر قائلة في دهشة:
_وبس كده؟
رد هو قائلاً:
_سامح مش هيسكت ياقدر، وكمان سيد جاتلي معلومات انه موجود في اسكندريه.
ردت ببعض الحدة قائلة:
_يبقا السبب الحقيقي هو سامح صح.
ابتسم علاء قائلاً:
_مش هنكر أنه من أحد أسبابي.
هتفت قائلة:
_ولو موافقتش.
مال علاء بجزعه للأمام وقال:
_يبقا أنتي حرة أكيد، وانا مش هغصبك على حاجة.
وصمت قليلاً واسترسل حديثه في هدوء واثق:
_لو وافقتي هنقل ورقك أنتي ورهف ووصال هنا هسجلكم فالجامعة والمدرسة لـ رهف،والأهم لو بقيتي مراتي أوعدك ان محدش هيقربلك.
وثبت قدر واقفة وقالت:
_أديني وقت افكر.
وقبل ان تخطو قال هو:
_استاذة قدر، هاتي تليفونك دقيقة
استغربت طلبه لثوانِ، ولكن مدت يدها بهاتفها له، فجذبه هو وضغط عدة مرات على شاشته ومن ثم أعطاه لها مرةٍ أخرى وهو يقول:
_سجلتلك رقمي عايزك تبعتيلي عليه صورة لـ سيد، وكمان رقم عمك اللي فالكويت عشان يكون وكيلك.
هزت قدر رأسها بصمت وخرجت من المكتب بينما عاد هو بظهره للوراء وابتسم.
علا رنين جرس المنزل بالخارج معلناً عن مجيئ أحدهم، استمعت وصال لـ صوت، وانتظرت قليلاً كي يأتي أحد فلم يأتي فاستقامت هي واقفة وتوجهت للباب وقامت بفتحه لتجد شاب واقفا أمامها فقالت:
_حضرتك عاوز حد هنا يفندم.
دفعها الشاب برفق ومر من أمامها وهو يقول:
_شكلك جديده انتي هنا ولا إيه.
استغربت وصال من حديثه وقالت:
_مش فاهمة، وبعدين أنت إزاي تدخل كده وخلاص.
جلس الشاب ووضع ساق فوق الأخرى وقال:
_أختفي يابت من وشي،روحي أندهي سيدك علاء.
تمتمت وصال بخفوت:
سيدي!
كادت ان تقول شيء فقاطعها مجيئ أميرة وهي تقول:
_أهلا،أهلا، ياقاسم طولت الغيبة والله.
ابتسم الشاب قائلاً وهو يرحب بـ أميرة:
_أهلاً بيكي يا أميرة يابنت الأُمرا.
اولي نظره لوصال قائلاً:
_يابنت أنتي لسة واقفة عندك قولتلك أنجري، واعمليلي كوباية قهوة راسي هتنفجر من الصداع والله يابنت عمي.
جزت وصال على أسنانها بغيظ ولم تعيره اي انتباه، فقال هو:
_برضه لسة واقفة، لازم اتغيروا الخدم اللي عندكم يا أميرة.
هتفت وصال بحدة قائلة:
_خدم إيه يابغل أنت ما تتكلم كويس.
أردف الرجل قائلاً بتعجب:
_بغل! ، بقا أنا قاسم هارون يتقالي بغل ياقليلة الحيا أنتي.
تنهدت وصال بغضب وجاءت ان ترد، فتدخلت أميرة قائلة:
_ أهدوا يا جماعة بس في إيه،دي وصال ياقاسم ضيفة عندنا،وده قاسم ياوصال ابن عمي وعايش فالصعيد.
قال قاسم:
_فتحتلي الباب افتكرتها من الخدم وأسفين ياست فصال انتي ولا أسمك إيه.
اغتاظت منه وصال وقالت بمرواغة وهي توليه ظهرها مغادرة:
_لينا القرف،قصدي لينا الشرف.
ومرت من أمامهم كأنها لم تفعل شيء.
صلى على محمد 🌺
" في الأعلى"
بعدما عادت من مكتبه، جالسة بغرفتها تائهة حائرة قد تبدو بأنها شخصٍ مثالي لم يمسها وجع أو حزن قط، ولكن بداخلها كم كبير من الأحزان وازمات الحياة، فبعض الأحزان تبقَّ أسيرة نفوسنا أن كتمناها ألمتنا، وأن خبئناها أوجعتنا.
ترقرق الدمع بعينيها وابتلعت غصة مريرة بحلقها وهي تتذكر كم عانت بالآونة الأخيرة من حياتها، حتى نست طعم الفرح، هل ستبتسم لها الحياة الآن، هل قريب اليوم الذي ستضحك به من أعماق قلبها؟
دفعت وصال الباب بقوة، أخرجتها من شرودها، وجلست بجانبها وهي تقول:
_الحيوان قال إيه فاكرني خدامة هنا.
امعنت النظر على قدر وقالت وهي تجلس بجانبها:
_قدر انتي بخير، مالك عينك مدمعة ليه.
ردت قدر عليها وهي تقول بحزن تجلى في نبرتها:
_مش عارفة انكنت بخير ولا لأ، مش عارفة ان كنت مبسوطة أو لأ.
ربتت وصال على كتفها وهي تقول:
_احكيلي قالك إيه فالمكتب.
سردت قدر عليها ما حدث وختمت قائلة:
_قلبي دلوقتي كأنه متقسم نصين نص خايف وقلقان والنص التاني راضي وفرحان.
ردت وصال قائلة:
_صلي استخارة، وكل ما يختاره الله هو خير.
هزت قدر رأسها وقالت:
_أيوة هعمل كده.
وتبدلت نبرتها وهي تقول:
_هي رهف فين
وصال:
غالباً مع جوري بتلعب.
تجمعت عائلة علاء يرحبون بقاسم فقالت ألفت:
_نورت ياقاسم.
رد قاسم عليها بود:
_البيت منور بصحابه يا مرات عمي.
وضع قاسم كيس أسود به رزمة من المال بيد علاء وقال:
_وده نصيبك من ربح الشركة ياولد عمي.
أعطاه علاء لوالدته ونهض واقفًا وهو يقول:
_قاسم ورايا شوية شغل هعملهم وارجع، البيت بيتك، ومش عاوزك تمشي النهاردة محتاجك معايا اليومين دول.
اومأ قاسم برأسه قائلاً:
_خير ياولد عمي.
اجابه علاء:
_الوالدة تحكيلك، انا مستعجل دلوقتي.
سبحان الله وبحمده 🌺سبحان الله العظيم
في إحدى المطاعم كانت تتواجد نجلاء ومعها وائل فتحدثت نجلاء :
_إيه ياسيدي الموضوع المهم اللي عاوزني فيه.
تحدث وائل بلهفة:
_مشروع العمر يانجلاء هيساعدنا نبقا فوق، فرصة وجاتلنا لحد عندنا.
زفرت نجلاء بغيظ وقالت:
_هو أنا مش قولتلك أصبر،نحط أيدينا على فلوس وصال ونعمل اللي عاوزينه.
تأفف وائل وقال بعصبية مفرطة:
_ياستي فيها إيه لما نشغل اللي معانا، والربح يكتر، واسمعي العرض الأول.
غمغمت نجلاء بجفاء:
_قول.
قال وائل :
_اتنين زمايلي فالشركة سمعتهم بيتكلموا عن شركة تانية هتاخد منك مبلغ وترجعه الضعفين يانجلاء يعني هنكسب واحنا قعدين.
انفعلت نجلاء وامتعض وجهها وقالت:
_لا ياشيخ، مش دي نفس الطريقة اللي ضحكنا بيها على ايمن، لا بقولك إيه انا بقيت اقلق عشان سايبة الفلوس دي معاك.
لوى وائل فمه قائلاً:
_شكلك عاوزة تفضلي في الفقر طول عمرك، وبعدين اللي بعتناهم لاخوكي صحاب أحمد ابن خالتك، وزنك عليه ان أحمد كويس وواثقة فيه، خلاه يمضي الورقتين، إنما اللي بتكلم عليه ده مختلف.
ردت نجلاء عليه قائلة:
_مختلف ازاي يعني.
اجابها هو:
_انا روحت الشركة دي وقابلت المدير والشركة كبيرة ومعروفة والورق فالسليم.
وثبت نجلاء واقفة وهي تقول بتهديد:
_هرجع اقولك مرة تانية، مش هنعمل حاجة بالفلوس دي دلوقتي، وصدقني لو لعبت بديلك يا وائل هندمك.
قال وائل بإمتعاض:
_ماشي يا نجلاء، هفضل ماشي وراكي لحد ما أشوف أخرتها.
حدجته بنظرات غاضبة وذهبت تاركة المكان.
✍🏻 بقلمي هدير ممدوح
في قسم الشرطة كان جالس علاء بمكتبه وأمامه أيمن:
علاء برسمية:
_عرفت ان حضرتك عاوز تقابلني ضروري خير.
رد أيمن قائلاً:
_أنا أيمن أخو وصال.
صب علاء كامل نظره عليه وتحدث قائلاً:
_اه، وجاي لحد هنا ليه.
تحدث أيمن قائلاً في هدوء:
_يمكن تكون واخد عني فكرة مش كويسة، بس صدقني انا مش الشخص ده.
رد علاء ببعض من الحدة:
_سؤالي واضح جاي لحد هنا ليه وعايز إيه.
غمغم أيمن بتريث:
_هقولك كل حاجه.......
قص عليه أيمن مخطط زوجته وكيف سرقت أمواله، وانه بعث عدة رجال ليحافظ على أمان شقيقته، وختم حديثه قائلاً:
_أنا جاي اقولك اني مش ناسي أختي بس يمكن هسيبها عندك فترة .
استشعر علاء الصدق في حديثه ولكنه قال ساخراً:
_مراتك هتفضل على ذمتك فترة طويلة ولا إيه يا أيمن بيه.
ابتلع ايمن تلك الغصة المريرة وقال:
_مش قبل ما ارجع كل فلوسي واندمها على كل اللي عملته.
رد علاء بجدية:
_تمام يا أيمن بيه رسالتك وصلت أختك في أمان عندي متقلقش عليها، ولو محتاج مساعدة فموضوع زوجتك فأنا أكيد معاك.
وثب أيمن قائماً وقال:
_عاوز اقولك كمان قدر صحبتها في خطر جوز أمها مش هيسيبها.
رد علاء بجمود وهو يستقيم من مكانه ومد يده يصافحة وقال:
_شرفت يا أيمن بيه، ومتقلقش كله تحت السيطرة.
مر اليوم بسلام بعد ذلك.
"في الصباح"
استقيظت قدر وهي تبتسم على غير العادة، فكانت وصال تخرج من المرحاض ونظرت لها بدهشة وقالت:
_صباح الإبتسامة الجميلة دي.
ردت قدر قائلة:
_حاسة براحة غريبة وصدري منشرح، عندي شعور جميل أوى.
توقفت وصال أمام المرأه واخذت تمشط خصلات شعرها وقالت:
_انتي صليتي استخارة امبارح؟
هزت قدر رأسها إيجابًا، وقالت برقة:
_أيوة، هصحي رهف واجهز وانزل عشان اقول للكل.
هزت وصال رأسها بنعم وبعد قليل أجتمع الجميع على طاولة الطعام، كانت أُلفت تترأس الطاولة وعلاء وقاسم يجلسا بالمقابل لهم قدر ووصال ورهف وأميرة بجانبهم.
تحدثت أُلفت قائلة:
_إيه العروسة مش ناوية تقولنا قرارها.
رد علاء سريعاً:
_سبيها على راحتها يماما، وتفكر زي ماهي عاوزة.
لوت ألفت فمها قائلة:
_والله أنا ابني سيد الرجاله ومفهوش غلطة عشان التفكير ده كله.
ردت أميرة مازحة:
_أهدي يا أُلفت كده، هيبدأ شغل الحماوات من دلوقتي ولا إيه.
قام علاء وقال بجمود:
_قدر خلصي فطارك وحصليني على المكتب.
قدر بخفوت:
_لا انا شبعت جاية أهو.
هز رأسه وذهب أمامها ولحقت به.
ولجوا للداخل وجلس هو بمكتبه وهي أمامه فتح حاسوبه وصب نظره عليه لدقائق فتحدثت هي بداخل نفسها:
_ماله ده هو أنا جاية أتفرج عليه وهو بيشتغل.
تحمحمت عندما طال انتظارها فرفع نظره إليها وهو يقول:
_ثواني بس ياقدر عاوز أوريكي حاجة.
نظرت له بخجل وصمتت، فأولى هو حسوبه بجهتها وقال:
_هو ده سيد؟
أتسعت أعين قدر وقالت:
_أيوة هو، بس المكان اللي هو واقف فيه.....
_"بيتي"
هكذا رد عليها علاء واسترسل قائلاً:
_من يوم ما جيتي وهو هنا بيراقب البيت ودي صورة من تسجيلات الكاميرا، عرفتي ليه لازم نتجوز وفأسرع وقت؛ لأنه وقتها هو مش هيقدر يقربلك.
صمتت قدر قليلاً وتلألأ الدمع بأُعينها، فقد ظنت بأن أخيراً هناك شخصاً يحبها لشخصها، ولكنه يريد حمايتها، ولكن مهلاً.. مهلاً.. لما ذلك فهو بإمكانه حمايتها دون الزواج بها.
رفعت بصرها ناظرة له:
_انت مش مجبر تتجوزني، تقدر تقدملي حمايتك من غير جواز.
اجاب هو:
_الجواز هو الحل يا قدر، ولو موا......
قاطعته هي قائلة:
_تمام، موافقة، وهبعتلك رقم عمي تتواصل معاه.
غمغم علاء قائلاً ببسمة ارتياح ظللت ثغره:
_تمام ياقدر، ابعتي الرقم واجهزي أنتي وصال ورهف، هننزل المول والمرة دي هكون معاكم.
هزت قدر رأسها عدة مرات وغادرت الغرفة.
أرسلت قدر رقم عمها لـ علاء وطلب منه المجيئ لعقد قران إبنة أخيه، ووافق عمها.
الثانية ظهراً كان الجميع يتجهز ومن بينهم ألفت التي أصرت على القدوم معهم.
تحدثت جوري قائلة وهي تركض للخارج:
_أنا هطلع عشان اقعد من قدام.
رأها سيد خارجة فقبض على رسغها الصغير مرة أخرى وحاول ان يتكلم بهدوء كي لا يخفيها وقال:
_الحلوة الصغيرة مبسوطة ورايحة فين كده
زمت الصغيرة شفتيها وقالت:
_انت لسة هنا ياعمو، بس أنا هقولك عشان جوري فرحانة أوي.
سيد بلهفة:
_قولي.
مال بجزعة عليها فقالت هي بجانب اذنه:
_عندنا فرح، خالو علاء هيتجوز طنط قدر.
اتسعت أعينه من الصدمة واخذ صدره يعلو ويهبط يشعر بأحتراق قلبه بين أضلعه، وبغيرة تنهش كل كيانه، وعندما أحس بالجميع قادم ركض بعيداً عن أنظارهم متواريًا.
زمت الصغيرة شفتيها وهي تنظر له ولكن لم تبالي بالأمر، وصعدت بـ إحدى السيارات
قدر وألفت ورهف مع علاء بسيارته، ووصال وأميرة وابنتها مع قاسم.
بعد قليل هبط الجميع أمام مول كبير أخذت ألفت تنتقي بعض الملابس البيتية لـ قدر، وانتقت قدر اكثر من ثوب للخروج وفعلت بالمثل مع شقيقتها، كان علاء وقاسم يقفون بالخارج، ومر أكثر من ساعتان حتى خرجوا.
وصعدوا بالسيارات مرة أخرى عائدون للمنزل.
في أحد الفنادق الصغيرة كان سيد جالساً بغرفته المستأجرة يتحدث مع نفسه بغضب قد تجلى بنبرته:
_مستحيل، مستحيل أسيبك ياقدر وهنفذ النهاردة، مش هخليكي تكوني ليه أبداً حتى لو هقتلك، يا أما تكوني ليا يا أما تكوني في عداد الموتى.
مر باقي اليوم بسلام والجميع نائم بغرفته، ولكنهم انتفضوا جميعاً مستيقظين على صوت الخادمة وهي تصرخ قائلة:
_حريقة يا علاء بيه في حريقة.
انتفض الجميع وخرج علاء من غرفته،فرأى النار مشتعلة بحديقة منزله الصغيرة،فدخل المنزل مرة أخرى وهو يحمل المطفأة، بينما بغرفة قدر ووصال كادا ان يتحركن للخارج،لولا أنهم وجدوا باب غرفتهم يفتح وطل منه سيد، و أوصده بالمفتاح الذي كان معلقًا خلفه، كادوا الفتيات ان يصرخوا ولكنه أخرج سلاح من جيبه مشهراً إيااه نحوهم
تمسكت رهف بيد شقيقتها بذعر، والتي حالتها لم تكن أقل منها فظهر ارتجاف جسدها ، ووصال جامدة مكانها وقالت بشجاعة:
_جبان ياسيد، أكيد أنت اللي عملت كده عشان تقدر تدخل.
شهر سيد سلاحه نحوها وهو يقول:
_وانا نفسي أخلص منك، وبفكر أعمل....
قاطعته قدر وهي تقف أمام صديقتها تحميها وقالت:
_مشكلتك معايا أنا، سيب وصال ورهف يخرجوا.
نظر لها وتزين ثغره بإبتسامة وقال:
_وحشتيني أوي ياقدر
وتابع وهو يتفحص جسدها بوقاحة:
وكل حاجة فيكي وحشتني.
شعور بالتعري ملأ صدرها فحدجته بكره طل من عينها وقالت بشجاعة مزيفة :
_مستحيل، توصلي يا سيد نجوم السما اقربلك،انا مبقتش اخاف منك، وكمان علاء دلوقتي موجود.
على حين غفلة جذبها سيد من يدها، ودفعها على الحائط بقوة فظهر الألم على ملامحها لثوانِ، وتابع هو قائلاً بغضب:
_دلوقتي بقيتي تتحامي فيه، بقا هو أمانك ياقدر.
بدل نبرته لأخرى بدت ضعيفة وقال:
_أنا بحبك ياقدر، قلبي مش بينبض غير بأسمك، وافقي أنتي بس، وهنمشي من هنا، و أوعدك اللي عاوزاه هيكون عندك.
اقتربت وصال ودفعته بعيداً عنها وقالت:
_أبعد عنها أنت إنسان مريض. انت كنت جوز انها وهي زي بنتك حرام شرعا الي بتعمله وبتقوله
قام سيد برفع يده التي بها السلاح وهبط بها على رأس وصال فسقطعت بتأوه شديد وصرخت قدر بأسمها، وتوجهت لها رهف الصغيرة.
لا تعلم من أين جائتها تلك القوة حتى صرخت مستغيثة بأسم علاء.
فكمم سيد فمها وقال:
_اسكتي، انا هنا جيت بس عشان أحذرك فرحك ده لو تم هتشوفي أسود أيام في حياتك وكل شخص بتحبيه هقتله وأولهم علاء، انا هخرج دلوقتي وأوعي أسمع صوتك، فاهمة وختم جملته بصوت أرتجف على أثره جسدها، وما أن خرج من الغرفة حتي جلست على ركبتيها ورفعت وصال التي سال من جبينها خط من الدماء فقالت قدر ببكاء:
_وصال،أنتي بخير،أنا أسفة انا السبب.
اعتدلت وصال في جلستها فضمت قدر رأسها على صدرها فقالت:
_أنا هخلي علاء يتصل بالدكتور.
رفعت وصال رأسها وقالت بوهن:
_أنا بخير ياقدر المهم انتي متسمعيش لكلام سيد، جوازك من علاء لازم يتم.
فتح باب الغرفة عليهم ودلف الجميع للداخل وأتاهم صوت علاء وهو يقول:
_أنتو كويسين في حاجة حصلت.
ونظر لوصال بتعجب وقال:
- مالها وصال.
فردت رهف بصوت ممزوج بالبكاء:
_عمو س.....
قاطعتها قدر وهي تقول:
_مفيش حاجه وصال وقعت واحنا كنا نزلين نشوف فيه إيه.
_طيب نتصل بالدكتور، هكذا جاء صوت قاسم القلق.
فاستقامت واقفة وقالت:
_أنا بخير، مفيش داعي.
غمغمت أميرة :
_خلاص ياجماعة كله يروح يكمل نومه وأنا هجيب صندوق الإسعافات وهشوف جرح وصال.
وبالفعل امتثل الجميع لما قالت، وضمدت هي جرح وصال.
ولم يمضي الكثير حتي ذهب جميعهم في سباتٍ عميق.
"في الصباح "
استيقظ الجميع بسعادة غمرت وجوههم فاليوم زفاف ابنهم الوحيد ، إلا قدر التي كانت قلقة وخائفة،ربتت وصال على كتفها وهي تقول يلا بقا ياعروستنا قومي كده واجهزي.
ردت قدر ساخرة:
_ومنين هيجيلي الفرح ياوصال طول ما سيد حواليا.
قالت وصال:
_سيد ميقدرش يقربلك طول ما علاء جمبك.
ردت قدر قائلة:
_لا ياوصال هو قدر يدخل بيته ويهددني، أنا خلاص هبلغ علاء إني مش موافقة على الفرح ده.......
يتبع
دمتم بخير ♥
•تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية