رواية نيران العشق و الهوي الفصل الثاني عشر 12 - بقلم هدير ممدوح
كان طريقًا مليئ بالصعوباتِ والعراقيل..
فهل مقدر لنا اللقاء بنهايته؟
هل لقلوبنا ان تجتمع؟
هل سبجمعنا عناق في نهاية المطاف؟..
ام سيظل الحلم حلماً؛ صعب المنال.
-واقفة نعيمة بالقرب من سرايا وهدان بانتظار زوجها.. وسرعان ما اقترب منها قائلاً بعدما وقف أمامها:
_إيه مالك جولتيلي أچي بسرعة ليه، حد حس بحاچة؟!.
لم تنبس نعيمة ببنت شفة..
بلا جاء مصطفى من خلفه و أمسكه من تلابيب جلبابه قائلاً بصوت أجش:
_أمش جدامي من سُكات.
وقال عتمان الذي حاوطه من الأمام:
_اسمع الكلام ياض أنت بدال ما أكون مفضي الطبنچة دي في نفوخك.
رفع منصور يده مستسلماً وقال بذعر:
_ماشي، ماشي چاي معاكم بس بعد يا عتمان دي من وشي.
انزل عتمان سلاحه.. وقال مصطفى وهو يدفعه للأمام:
_أمشي يلا..
ساروا إلى السرايا حتى وجد نفسه أمام إعتماد التي تجلس واضعة ساق على الأخرى،وبالمقابل لها تجلس ندى و ورد.
دفعه مصطفى بقوة، ليسقط أرضًا تحت أقدام اعتماد التي مالت نحوه قائلة:
_ده أنت وجعتك مربربة مع اعتماد، جول مين اللي حرضك على ولدي، وإياك تكدب..
هتف منصور بعتاب لزوجته:
_كده يا نعيمة تسلميني ليهم.
كانت تقف نعيمة تبكي بصمت تام، ولم ترد على حديثه.
أمسكت إعتماد فكه بقوة وقربت وجهها منه قائلة بغضب:
_تبصلي أنا مالكش صالح بيها، وإلا يمين تلاتة أحفرلك جبر وأدفنك فيه عايش.. وهدرت بقوة:
_فاهم..
ارتد منصور إلى الخلف بعدما دفعته، وقال برجفة :
_هجول كل حاچة بس سبوني أطلع من هنا عايش.
غمغم سلمان بحدة:
_جول ياولد المركوب.
نظر لهم منصور بخوف وهم يحطونه وقال بتوتر تجلى في نبرته:
_عبد الجليل العمدة دفعلي مبلغ كبير، و طلب مني اخلي نعيمة تحط الكيس في دولاب أيوب، وعشان انتم كنتم مشغولين امبارح فالخطوبة والعزيمة، نعيمة جدرت تحطه من غير ما حد يحس.
زفرت إعتماد بارتياح قائلة:
_ها ياورد، ِكده أيوب هيطلع منها.
ردت ورد قائلة:
_خطوة وحدة بس يا ست إعتماد و اوعدك أيوب هيطلع منها زي الشعرة من العچينة، على بليل كل حاچة هتكون خلصانة.
••••••••••••••••
في منزل نورا ومفيدة أخوة أيوب..
هرولت نورا لـ شقيقتها تقول:
_سمعتي، البلد كلها هتحكي عن أيوب؛ أنه اتمسك بمخدرات.
قالت مفيدة ببرود:
_واحنا مالنا بيه اللي يحكي، يحكي.
هتفت نورا في دهشة:
_كيف ده يا مفيدة، أيوب اخونا ولا نسيتي.
قالت مفيدة في حدة:
_اعمله إيه يعني.
ردت نورا قائلة:
_على بليل هلبس واروح، عاوزة تيچي معايا تعالي، مش عايزة أنتِ حرة.
اشاحت مفيدة يدها بضيق ولم ترد.
•••••••••••••••••
كانت سهر جالسة بغرفتها تدعو الله ان ينجو أخيها، ارتفع صوت هاتفها يعلن عن اتصال حديد لها.. فاقتربت منه تلتقطه وتأففت بضجر وهي تقرأ ذلك الإسم المدون على شاشة هاتفها “يسري”..
استقبلت المكالمة وقالت بجفاء:
_الو..
:
رد يسري بصوت رخيم:
_الو ياست البنات اتصلت أطمن عليكِ سمعت ان أيوب اتمسك بمخدرات.
هتفت سهر بضيق:
_هو مفيش حاچة تتخبى فالبلد دي.
أجابها يسري قائلاً:
_ما أنتِ عارفة البلد وعوايدها، طمنيني عنك بس أنتِ ، وِ وصلي سلامي للخالة إعتماد.
عاودت سهر الرد عليه بضيق:
_بخير، يوصل..
قال يسري بحنو:
_مش عاوزك تقلقي خالص أيوب هيطلع وميعاد الفرح مش هيتأخر ياسهر عيوني.
ابتسمت سهر على كلمته الأخيرة ثم قالت ببرود:
_تمام ماشي، هقفل أنا دلوجتي.
هتف يسري بعجل:
_تقفلي ليه بس، طيب تعرفي ان من يوم ما شوفتك عيني ما زارها النوم مش مصدج امتى تكوني في بيتِ يا جلب يسري.
صمتت سهر مبتسمة وقد راق لها حديثه..
ظن يسري من صمتها أنا قد تضايقت فقال بتريث
_شكلك زهجتي مني هجفل أنا دلوجتي.
هتفت سهر بعجل ودون تفكير:
_لا مش زهجانة منك..
ابتسم يسري ضاحكاً، وظل يتحدث معها.
••••••••••••••••••
دقت عقارب الساعة السابعة مساءً..
كانت إعتماد تجوب ساحة المنزل ذهابًا وإياباً أمام باب السرايا الداخلي بانتظار دخول أيوب مع ورد كما وعدتها..وبالداخل تجلس ندى وبجانبها نورا شقيقته التي جائت منذ قليل للأطمئنان على أخيها.. ولم يمضي ثوانِ كثيرة حتى ولج أيوب برفقة ورد ومصطفي.
ركضت اعتماد إليه وعانقته قائلة بلهفة، واشتياق:
حمدالله على سلامتك ياضي عيوني.
ربت أيوب على ظهرها بحنو، حتى وقعت أنظاره على ندى التي اقتربت برفقة شقيقته.
أشرق وجهه برؤيتها فكانت كـ قطرة من الندى هبطت على فؤاده فأنارت عتمته.
انفصل أيوب عنها فعانقته نورا بود قائلة:
_حمدالله على سلامتك يا حبيبي.
تمتم أيوب بخفوت:
:_الله يسلمك.
صاحت ورد قائلة:
_طب إيه ياچماعة خليه يجعد يستريح شوية.
قبضت اعتماد على كفه وهي تقول:
_تعال يا جلب أمك اجعد.
جلس أيوب على الأريكة، واصطف الجميع حوله.
هتفت ندي باستحياء :
_حمدالله على سلامتك يا أيوب، الحمدلله شدة و زالت.
غمغم أيوب:
_الحمدلله ياندى.
صاح مصطفى قائلاً:
_كل الفضل يرجع لـ ورد من بعد ربنا، لولا تفكيرها فكشف العمدة كان زمانه أيوب لسة فيها.
قالت نورا بدهشة:
_وهي ورد عملت إيه.
قال مصطفى وهو يرمق ورد بمحبة:
_عطت لـ منصور تليفون وبعتته للعمدة وسجلت حديثهم، اللي العمدة اعترف فيه بعضمة لسانه؛ أنه عمل كده عشان ينتقم من أيوب وجوازته تخرب، وزمانهم دلوجتى قبضوا عليه..
هتفت اعتماد بفخر:
_من يوم يومها ورد طالعة ذكية لـ امها، عفارم عليكِ يابتي.
قالت نورا باعجاب:
_جدعة ياورد، الله يكرمك ياحبيبتي ويريح جلبك.
تبسمت ورد، قائلة:
_أنا عملت واچبي ياجماعة.. واستطردت وهي تستقيم واقفة:
_عن اذنكم أنا هروح أطمن على أمي.
ردت إعتماد بخفوت:
_إذنك معاكِ يابتي.
غادرت ورد المكان بهدوء.. ووثب أيوب واقفاً وهو يقول:
_أنا كمان هطلع لفوج ارتاح شوي.
استقامت اعتماد معه قائلة:
_هطلع معاك يا ولدي.
صعد أيوب ووالدته للأعلى.. ودلف للداخل.. خرجت سهر من غرفتها على صوت ارتطام الباب، وما ان رأت أيوب، حتى ركضت إليه تعانقه فبادلها العناق بو.د وربت على ظهرها في حنو.
هدرت إعتماد بقوة:
_خلاص يابت سيبي اخوكِ چاي تعبان.
انفصلت سهر عنه وقالت بضچر:
_سبته أهو يما.
تمتمت اعتماد بخفوت:
همي معاي نحضره لجمة لاخوكي،تلاحيه جعان ياحبة عيني.
ذهبت سهر خلفها.. ودلف أيوب لغرفته متوجهًا للمرحاض الملحق بها ليأخذ حماماً منعشاً يزيل عنه أعباء اليوم.
•••••••••••••••
“صباحاً”
انفرج باب غرفة ندى وطلت منه فتحية قائلة:
_ها خلصتي، أيوب مستني تحت، وسهر كمان جهزت.
اجابت ندى وهي تنظر للمرآه على زيها، وقالت:
_حلو كده يما.
اجابتها فتحية ببرود:
_حلو، حلو يلا بينا بس.
قالت ندى بعبوس:
_الطرحة لايجة مع الطقم ولا اغيرها.
زفرت فتحية بنفاذ صبر وهي تسحبها من معصمها، قائلة:
_يلا يا باردة، اجولك اتأخرتي تجولي اغير الطرحة .
هتفت ندى بضيق:
_براحة يما كنت هجع.
ردت فتحية بحنق:
_انزلي يلا، وبطلي البرود اللي فيكِ ده.
تأففت ندى، وغادر بصمت.
“بالأسفل”
صاحت إعتماد في حدة:
_الساعة عشرة ونص و السنيورة لسة مجهزتش.
جائها الرد من ندى التي كانت تهبط درجات السلم:
_جهزت أهو يا مرات عمي..
واسترسلت بعدما أصبحت أمامهم:
_ يلا بينا يا أيوب.
رمقتهم إسعاف بتعجب وفضول قائلة:
_خير، رايحين فين من وش الصبح ِكده.
ردت إعتماد بحنق:
_كل واحدة طالعة مع خطيبها هيكسيها، ولو في حاچة ناقصة هيچبوها البنات.. وبدلت نظرها لـ أيوب قائلة:
_يلا ياولدي راحو أنتو.
أمام السرايا وصل يسري بسيارته مع شقيقته إيمان، فقال أيوب:
_يسري، جه ياسهر روحي أنتي مشوارك ونتجابل فالمطعم، اتفجت عليه مع يسرى.
هزت سهر رأسها بنعم واقترب منهم يسري وصافح أيوب قائلاً:
_أخبارك إيه يا ابو نسب.
رد أيوب بهدوء:
_كله تمام، أختي في امانك يا يسري..
هتف يسري معاتباً:
_مش محتاج تجولي الكلام ده، دي فعنيا، يلا أنت طريجك أخضر .
هز أيوب رأسه، وابتسم لشقيقته وصاعدا هو ندى بداخل السيارة وغادرا.
غمز يسري بعنيه قائلاً:
_ست البنات اللي مطيرة النوم من عيني اخبارها إيه.
همست سهر بخجل:
_بخير الحمدلله.
صاحت إيمان من داخل السيارة:
_يلا يا يسري هتفضل واجف عندك العمر كله ولا ايي.
غمغم يسري بخفوت:
_يلا بينا.
هزت سهر رأسها بنعم وتحركت معه إلى السيارة، ألتفت لتصعد بجانبه من الأمام حتى هتفت إيمان بحنق:
_اطلعي ورا يا سهر، لما تبجي مراته هبجا اخليكي تطلعي جمبه يا حبيبتي.
انزعجت سهر منها ولكنها لم تعلق، وصعدت جالسة بالخلف.
•••••••••••••••
انتقى أيوب ثياب ندى بعناية معها، وقد كان أمراً جميلاً للغاية ان تنتقي أغراضك بأعين من تحب .. قال أيوب بحرص:
_ها ياستي مرضية كده، في حاچة ناجصة.
اجابت ندى بخفوت: :
_لا كله تمام.
مد أيوب يده قائلاً:
_طيب هاتي يلا الأكياس دي أشيلها عنك.
عانقت ندى أغراضها وقالت بعبوس طفل فرح بثياب العيد:
_لا دول بتوعي وانا هجدر أشيلهم.
تبسم أيوب ضاحكاً وهو يقول:
:_طفلة، هتجوز عيلة أنا.
هتفت ندى في حدة:
_عيلة فعينك، الحج عليا مش عاوزة اتعبك.
قال أيوب بدهشة:
_وانا اللي فاكرك بتتكسفي زي البنات طلع لسانك أطول من دراعي.
اغتاظت ندى من حديثه لتلقي الأغراض بوجهه قائلاً:
_خد شيل، ضربة فأيدك.
هتف أيوب بتعجب وهو يحمل الأغراض:
_ضربة فـ أيدي، والله لقول لامي يابت فتحية، وهي هتتصرف معاكم.
صعدت ندى بالسيارة، ووضع هو الأكياس من الخلف وجلس بالأمام.
•••••••••••••••••••
عند سهر..
كانت تحاول كظم غيظها من تلك “إيمان”
وقفا أمام أحد محلات الملابس، لتنظر بأعجاب لذلك الثوب المعلق لتقول:
_يسري، أنا عجبني الدريس ده ممكن ناخده.
صاحت أيمان قائلة:
_هو ده اللي بدور عليه، أنا عاوزة ده يا خوي.
هتفت سهر بحدة:
_بس ده أنا اللي اخترته الأول.
رمقتها إيمان بتحدي قائلة:
_بس أنا مش هاخد غيره، مش كده ياخوي.
تعلقت انظارهم بـ يسري، فقال بحيرة:
_مينفعش تختاروا حاچة غيره.
تحدثوا هم الاثنان بوقتاً واحد:
_لا مينفعش.
نظروا لبعضهم بحدة،فهدر يسري قائلاً:
_يبجا ولا وحدة هتاخده ويلا بينا من المحل ده .
ابتسمت إيمان بنصر كأنها ربحت إحدى المعارك، وعقدت سهر ساعديها وغادرت أمامهم بـ انزعاج.
دلفا لمحل آخر فمال يسري على أُذنها قائلاً:
_فِكِ التكشيرة ياست البنات و هجيبلك كل اللي عايزاه.
قالت سهر في حدة:
_لو حسابي ان ده هيحصل، مكنتش جيت.
قال يسري:
_معلش حجك عليا أنا، نعدي اليوم.
صمتت سهر، ونقلت انظارها على الثياب المعلقة فأشارت على ثوب قائلة:
_خلاص هاخد ده.
هتفت إيمان :
_لا، شوفي غيره، ذوجك وحش، أو استني هختارلك أنا.
صاحت سهر بامتعاض:
_لا كده كتير مش هستحمل كل اللي أخدناه أنتِ نجتيه ، بس خلاص زهجت للصبر حدود.
قالت إيمان بمكر:
_شايف ياخوي كيف أتزعق فيا جدام الناس، اومال لما تبجا مراتك هتعمل إيه.
هتف يسري في حدة:
_أيوة يا سهر مينفعش كِده.
قاطعته سهر في حدة قائلة:
_خلاص مش عاوزة اسمع حد فيكم يلا عاوزة أروح.
رد يسري متعجباً:
_تروحي ازاي يعني، لسة الغدا.
هدرت سهر بقوة:
_ مش عاوزة اطفح، و هروح أنا لحالي وخليك اتغدى أنت واختك المصونة.
قالت جملتها تلك ومرت من أمامهم.
فقال وهو يلحق بها:
_استني يا سهر، هروحك أهو.
•••••••••••••••
في المطعم قال أيوب وهو يلوك الطعام في فمه ويتطلع إلى هاتفه:
_غريبة، سعخر مش بترد، لحد الآن مجوش.
تحدثت ندى قائلة:
_متقلقش زمانهم جايين.
هتف أيوب بصوت رخيم:
_ها ياستي مخططة لحاچة للفرح.
همست ندى في خجل:
_مش عاوزة أكون غير معاك وبس.
ابتسم أيوب فرحاً وقال:
_ياوعدي، ده أنا اعتماد دعيالي.
استطردت ندى بهمس:
_ايوب وطي صوتك شوي أحنا مش لوحدنا.
قال أيوب غامزاً:
_مصيرنا نبجا لوحدنا يا جميل.
أشاحت ندى نظرها عنه بخجل.
فقال هو جاذباً انتباهها:
_بصي ياستي.. نظرت له ندى.
فسترسل هو:
_يومين و أوضة النوم والاطفال هيوصلوا، والألوان هتتغير، وزمانه دلوجتي مصطفى واقف مع الناس اللي شغالة فالموضوع ده، حلو.
غمغمت ندى بخفوت:
_حلو..
استطرد أيوب:
_وبعد الفرح هاخدك ونطلع على الغردقة لمدة شهر كامل من غير وش ولا زيطة، وهنقضي أجمل شهر عسل في حياتنا، إيه رأيك.
قاطعهم رنين هاتفه، فاستقبل المكالمة قائلاً:
_الو يا أمي.
جائه صوت إعتماد الغاضب:
_أختك راجعة من المشوار معيطة، ايه اللي حصل.
قال أيوب بدهشة:
_مش عارف، نص ساعة طيب وهكون عندكم.
رمقته ندى بتعجب قائلة:
_في جاچة ولا إيي.
استقام ايوب واقفاً وهو يقول:
_لازم نمشي، هقولك على الطريق.
••••••••••••••••••••
في السرايا..
جلست سهر بغرفتها تبكي، فقالت إعتماد:
_فهميني يابتي في إيه، حتى يسري سبناه تحت جاعد لحاله.
اعتدلت سهر وتمتمت وهي تشهق :
_هحكيلك يما.
قصت لها سهر ما صدر من إيمان.
فهدرت إعتماد بقوة:
_والله لـ انزل أوريه ولد رشيدة.
القت إعتماد جملتها تلك و هرولت للأسفل.. وصاحت سهر قائلة وهي تهبط خلفها:
_استني بس يما.
“في الأسفل”
وقفت إعتماد أمام يسري، الذي استقام واقفاً فور رؤيتها، وقالت في حدة:
_بجا أنا أديك بتي شمعة منورة ترجعها باكية ياولد رشيدة، وطالما أختك أتغير وخدها ليه معاك.
تحدث يسري مبرراً:
_عجل بنات ياست اعتماد وأنتِ عارفة البنات اتغير من بعضيها.
عقدت إعتماد حاجبيها بغضب:
_اسمع أنا بتي ميت واحد يتمناها، لو متعرفش تحافظ عليها وتسعدها يبجا بلاها جواز وتجعد جمبي.
رد يسري بتريث:
_ده موضوع بسيط وهيتحل، أنا هاخد سهر دلوجت وهروح أنا وهي لحالنا واجيب اللي عايزاه واكتر كمان.
تقدمت سهر منهم في تلك اللحظة وقالت:
_خلاص يما أنا مش عاوزة اتجوز.
هتف يسري بلهفة تجلت في نبرته:
_لا يا سهر أنا رايدك متعمليش كده، ولو على أختي خلاص مش هاخدها معانا.
سحبت إعتماد يدها وابتعدوا قليلًا لتقول بصوت منخفض:
_أنا شايفة انه عايزك وملهوف عليكِ، حطي عجلك في راسك واختاري صح.
ردت سهر بحيرة:
_يعني إيه.
قال اعتماد بجمود:
_أنتِ حرة، عشان متجوليش أمي غصباني عليه، بس لو جينا للحق، فانتِ عجلك صغير، كنتِ سايري أخته للأخر، ودفعيه دم جلبه ويجي هنا و اطين عيشته وياخدك ويجيب من تاني.
زفرت سهر بعمق قائلة:
_خلاص يما هكمل معاه وامري لله.
ربتت إعتماد على كتفها قائلة:
_جدعة، الست لازم تبجا عاجلة و مسايرة أمورها، روحي يلا.
•••••••••••••••
توالت الأيام يوماً خلف الأخر حتى جاء اليوم المنشود.. يوم الزفاف.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية نيران العشق و الهوي ) اسم الرواية