Ads by Google X

رواية قدر و وصال الفصل الثاني عشر 12 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

 رواية قدر و وصال الفصل الثاني عشر 12

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 
اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
____________________
الفصل الثاني عشر
رواية قدر ووصال 
بقلمي: هدير ممدوح 

دق جرس المنزل وتوجهت العاملة لفتحه، فوجدت رجلاً يقف أمامها يبدو بأول عامه الخمسون فتحدثت قائلة بأحترام: 
_اتفضل يا فندم حضرتك عاوز مين؟ 
رد الرجل بنبرات قوية: 
_أنا رفعت عم قدر. 
جاءهم صوت علاء من الخلف قائلاً: 
_أهلا رفعت بيه أتفضل. 
مد يده وصافحا بعضهما وولج رفعت للداخل ومعه علاء متوجهين لصالون المنزل وقال معرفًا رفعت لوالدته بأدب: 
_ده الأستاذ رفعت يا امي عم قدر. 
رحبت به ألفت قائلة: 
_أهلاً بيك يا أستاذ رفعت نورت البيت.
 واسترسلت وهي تؤشر على الأريكة: "اتفضل استريح" 
صافح أيضًا قاسم الذي كان جالس معهم، وقالت ألفت لأبنتها: 
_أميرة روحي أندهي  قدر. 
واستقامت أميرة واقفة وتوجهت للأعلى. 

"بغرفة الفتيات" 

تحدثت وصال ببعض الحدة التي تجلت في نبرتها قائلة: 
_قدر بلاش اللي بتعمليه ده، علاء قادر يحمينا، انا مش عارفه ليه أصلًا أنتي خبيتي عليه امبارح ان سيد كان هنا. 

ردت قدر قائلة: 
_لأني خُفت ياوصال، سيد ده أنا عشت معاه سنين وعارفة يقدر يعمل إيه. 

امسكت وصال رسغها وقالت بنرفزة: 
_وطول ما أنتي على ذمة راجل محدش هيقربلك. 

جلست قدر على الفراش بوهن قائلة: 
_أنا تعبت ياوصال واحترت ومش عارفه أعمل إيه. 
ربتت وصال على كتفها وقالت بحنو: 
_رب الخير لا يأتي إلا بالخير، مش يمكن ده كله حصل عشان هنا هتقابلي شريك حياتك، ربنا ليه حكمة فكل اللي بيحصلنا ده ياقدر. 

ردت قدر وهي مسبلة العينين: 
_ونعمة بالله. 
طرقات على الباب قاطعتهم، فسمحت وصال للطارق بالدخول، فدلفت أميرة وهي تقول: 
_قدر، عمك جه تحت، تعالي سلمي عليه. 

نظرت قدر لـ وصال فهزت لها وصال رأسها
لتقول أميرة بدهشة من أمرهم: 
_مالكم فيه حاجه حصلت. 
ردت وصال قائلة: 
_لا ياحبيبتي، هننزل اهو. 

غمغمت أميرة بخفوت: 
_تمام ياحبايبي يلا بينا. 

هبطن الفتيات خلف بعضهم، ورأى رفعت قدر فقام وعانقها بحنان قائلاً: 
_أتمنى تسامحيني يابنتي على تقصيري معاكم، بس أنتي شايفة الظروف أهو، وكمان آسف عشان مقدرتش احضر عزا والدتك. 

لثوانِ جاء أمامها طفيف والدتها الراحلة وتلألأ الدمع بعنيها ولكنها تماسكت وقالت بجفاء: 
_بلاش نحكي في اللي فات ياعمي وشكرًا لأنك جيت. 
جاءت رهف مع جوري وعانقت عمها وجلس الجميع بجانب بعضهم فقال علاء: 
_الساعة أربعة المأذون هيكون هنا، عاوز الكل يكون جاهز. 
ووجه حديث لـ رفعت قائلاً: 
اكيد تعبت من السفر ياعمي الأوضة جاهزة لو هتروح ترتاح شوية. 
استقام رفعت واقفاً وهو يقول: 
_ماشي يابني، كتر خيرك. 
نادى علاء على العاملة، لترافقه إلى الغرفة. 

 مالت وصال على أذن قدر قائلة بهمس: 
_قوليله على اللي عمله سيد امبارح. 

لاحظ علاء همسهم فقال بشك: 
_عاوزة تقولي حاجه يا قدر. 

ردت قدر بخفوت: 
_لا ولا حاجة. 
ومالت على أُذن وصال قائلة: 
_هقوله بعدين، مش دلوقتي. 
وهزت قدر، رأسها بنعم. 

فجاءهم صوت أُلفت: 
_يلا يابنات مفيش وقت كله يروح يجهز. 

وقف الجميع مغادراً، فقال علاء: 
_قدر استني عايزك. 
رحل الجميع وظلت قدر واقفة بالقرب منه فقال هو: 
_أنتي عارفة أكيد انه مش هنعمل فرح، احتراماً لوالدتك. 
هزت قدر رأسها وقالت: 
انا عارفة بكدة حضرتك. 
قالت جملتها وغادرت سريعاً من أمامه، بينما زفر هو بعمق واستقام واقفاً. 
                         •••••••••••••
صوت موسيقى خافتة ملأ المكان، وهبطت رهف وجوري وهم يلبسون فساتين لمناسبات الزفاف و أخذوا يترقصون على النغمات الموسيقية. 
وبغرفة الفتيات، توجهت أميرة لهم بفستانها البسيط والخالي من النقوش من خامة الستان باللون الأزرق الجميل، وقامت بوضع لمسات من الزينة والتي اظهرت جمالها وبرزت ملامحها ، ووصال التي لم تكن أقل جمالًا منها فكانت تلبس نفس الثوب ولكنه بلون مختلف، خرجت قدر من المرحاض، بثوبها الابيض الفضفاض، والذي جعلها تبدو كالملائكة جلست أمام المرآه وقامت وصال بلف خمارها من نفس اللون، ووضعت أميرة لها بعضاً من أحمر الشفاه و استخدمت بعض من أدوات الزينة تحت رفضها الشديد. 
انتهت لمساتهم الأخيرة على لوحتهم الفنية تلك. 

فأمسكت وصال كفها وجعلتها تدور حول نفسها وقالت بأعجاب طل من عينها: 
_ماشاء الله ياقدر طالعة قمر أوي. 
وقالت أميرة مازحة : 
_أخويا أبن المحظوظة وقع واقف. 
ابتسامة بسيطة زينت ثغر قدر وقالت: 
_بلاش مبالغة طالعة عادية جداً. 

ردت وصال قائلة: 
_طول عمرك هبلة، يابنتي أنتي أصلاً قمر. 

 انفتح الباب وطلت منه والدت علاء نظرت إلى قدر بتمعن وقالت: 
_يلا يابنات المأذون تحت. 
فقالت أميرة بمرواغة: 
_مش هتقولي رأيك في قدر. 
أخفت ألفت إعجابها الشديد بها وقالت: 
_عادي، حلوة، يلا بقا بلاش تضيع وقت، الموضوع واقف على توقيعها. 
ربتت أميرة على كتف قدر وهبط جميعهم للأسفل. 

جلست قدر وجاءوا لها بالدفتر، واخذت تمضي  وتبصم على أوراقه، وكأي أم مصرية أطلقت ألفت الزغاريد. 

جذبت أميرة شقيقها وقالت
_ يا ابني اقعد هنا جمب عروستك عاوزة أصوركم مع بعض. 
فجلس علاء بجانبها ووضع يده محاوطاً كتفها فنظرت هي له بدهشة وخجل فغمز هو بعينه لها، وألتقطن لهما أميرة ووصال الكثير من الصور، ومر الكثير من الوقت والسعادة تغمر وجوههم في جو مليئ بالبهجة. 

تحدثت ألفت قائلة: 
_يلا ياعلاء خد عروستك واطلعوا. 

وقفت قدر مرتبكة حائرة، وارتجف جسدها  أثر أحتضان كفه كفها. 

وصعد بها للأعلى. 

توقفت هي بمنتصف الغرفة، لا تعلم ما الذي عليها فعله، بينما توجه هو لخزانة الملابس أخرج منها ملابس بيتية مريحة مع منشفة وقال وهو يخطو متوجهاً للمرحاض: 
_في هدوم ليكي في الدولاب تقدري تغيري. 

ألقى جملته تلك وتوجه للمرحاض، ولم يمضي الكثير بالداخل حتى خرج، وقع نظره عليها تقف بالشرفة، وتلبس عباءة بيتية ومازال حجابها على رأسها. 

توجه لها ووقف بجانبها وقال: 
_مش خايفة تاخدي برد. 

ردت قدر بصوتٍ خفيض: 
_الجو مش برد بالعكس جميل جداً. 

غمغم علاء قائلاً: 
_براحتك، ودلف للداخل وجذب حاسوبه من أعلى الطاولة وجلس على الأريكة. 

وكانت قدر تسترق النظر إليه بين الحين والاخر. 

مر حوالي النصف ساعة، حتى أستمعوا لصوت طرقات على الباب فاستقام علاء واقفاً وتوجه إليه ليجد العاملة أمامه ممسكة بصينية عليها الكثير من أصناف الطعام، وقالت : 
_الست ألفت بعتت العشا ياعلاء بيه. 
هز علاء برأسه وتناول  منها الصينية فغاردت هي ووضع الطعام أعلى الطاولة الصغيرة التي كانت تتوسط الغرفة، وتوجه للباب مرة أخرى وقام بإغلاقه وتوجه للشرفة قائلاً: 
_قدر، يلا عشان تاكلي. 

تمتمت هي قائلة: 
_لا ماليش نفس. 
قبض على رسغها وسحبها للداخل وقال: 
_يلا ياقدر، انتي مش عيلة صغيرة. 

وقفت هي مكانها وقالت بتحدي: 
_وهو اللي مش عاوز ياكل يبقا عيل. 

_ آه
هكذا قال وهو يبتسم بنظرة ماكرة. 
فضربت على الأرض بقدمها كالأطفال وقالت: 
_إنسان مستفز. 
فرد هو بمرواغة: 
_واهو أنا بحب استفزك، بتبقي جميلة وانتي متغاظة وهطقي كده. 

هتفت قدر بحدة:
_لا ياشيخ. 
قبض علاء على رسغها واجلسها بجانبه وقال: 
_سيبك من كلام العيال ده وتعالي اقعدى. 

تناولوا بعض اللقمات، وعادت العاملة مرة أخرى لتأخذ الصينية، وبعض وقتٍ طويل كان علاء منشغلاً بحسوبة، وقدر تتنقل على تطيبقات هاتفها بعشوائية، توجه هو واغلق الأضواء إلا ضوء خافت كان ينير الغرفة وقال بهدوء: 
-خدي راحتك، أنا هنام مكاني هنا. 
هزت هي رأسها عدة مرات وبعد دقائق معدوة اعتدلت فراشها ناظرة إليه وهو يوليها ظهره فقالت: 
_علاء أنت نمت 
اعتدل علاء قائلاً: 
_لأ لسة ياقدر، محتاجة حاجة. 

قالت بتوتر تجلى في نبرتها: 
_كنت محتاجة اقولك على حاجه حصلت وقت الحريقة. 
رد هو بتريث: 
_قولي سامعك. 

قصت له مجيئ سيد وتهديده، فقال هو: 
_عارف. 
تعجبت هي قائلة: 
_عارف إيه؟! 
رد علاء: 
_كل ركن هنا فالبيت في كاميرا إلا الغرف طبعاً، وقاسم شاف سيد وهو خارج وهو دلوقتي خد جزاته. 
ردت هي بدهشة اعتلت ملامحها: 
_طيب وإيه اللي حصل. 
أولى لها ظهره وقال: 
_نامي ياقدر الصبح نبقا نحكي. 

صلي على محمد 🌺

في إحدى المخازن القديمة. 

يتواجد سيد على كرسيًا مربوط الأيدي والأقدام  بوجه مليئ بالكدمات  ويأن من الألم٠
اقترب منه أحد الشباب الذين يحرسونه كي لا يهرب وبيده إناء مليئ بالماء فقام بسكبه على كامل جسده لينتفض الأخر  صارخًا وقال: 
_فكوني، لو رجالة بجد فكوني والله لندمكم 
رد الشاب عليه ساخراً: 
_أنت كمان فيك حيل تنطق ده علاء بيه مخلاش فيك حتى سليمة. 
رد سيد قائلاً بشر: 
_والله لقتله، واشرب من دمه، واحرق قلبه عليها. 
رد الاخر قائلاً: 
_أنت أخرك تهديد بس، ولا هتقدر تعمل حاجه. 
 
 خرج صوت سيد ضعيف وهو يردد: 
_مش هسيب حقي، هقتله. 
فتركه الشاب، متوجها إلى رفاقه.. وهو يقهق متهكمًا. 

"في الصباح"
عمت الزغاريد المندلعة من جوف ألفت و أم نور تسير خلفها وهي تحمل صينية بها طعام للعروسين، نقرت على الباب عدة مرات، وبالداخل انتفض علاء الذي كان نائم أعلى الأريكة واستقام واقفاً، وفاقت ايضاً قدر واعتدلت في جلستها وكادت ان تقوم، حتى اشار علاء بيده وهو يقول: 
_خليكي زي ما انتي أنا هشوف في إيه. 

توجه للباب وقام بفتح، فتحة صغيرة ومر منه واغلقه بيده، وما ان رأته ألفت حتى عانقته قائلة: 
_ألف مبروك ياحبيبي. 
غمغم علاء بصوتٍ ناعس: 
_الله يبارك فيكي يا أمي. 
نظرت ألفت للباب قائلة: 
_فين عروستك. 
_"نايمة"
هكذا تمتم علاء بخفوت. 

هزت هي رأسها بتفهم قائلة: 
_جبنالكم الفطار، قلت عروسة ولسة أول يوم، خليها تاكل في أوضتها. 

أخذ علاء الطعام من يد العاملة وقال على عجل وهو يدلف للداخل: 
_طيب يا أمي متشكر ليكي. 

ما ان رأته قدر حتى قالت: 
_انا هقوم أخد شاور الأول. 

هز هو رأسه بنعم، ولم يمضي الكثير حتى خرجت، فأخذ هو يتفحصها بنظره، نزعت المنشفة من فوق رأسها لتهبط خصلاتها السوداء تحاوط وجهها،وألتقطت فرشاة الشعر من أعلى الطاولة ، فاستقام هو وخطا بإتجاهها، وما ان رأته يقترب منها من خلال المرآه تركت الفرشة، واستدارت وتلاقت أعينهم لثواني ومد يده هو ملتقط المنشفة من أعلى الطاولة وقال: 
_هدخل اتشطف. 
استعادت هي وعيها وهزت رأسها ومر هو من أمامها وما ان أغلق الباب، حتى وضعت يدها أعلى قلبها وقالت بهمس: 
_دقاتك زادت ليه ياقلبي، مش خايف يكون فخ، واسترسلت قائلة بما تشعر.: 
" عيناك وطن تعانقني كلما نظرت لك"

بقلمي هدير ممدوح 

                                      ••••••••••••••••••
كان وائل بإحدى الشركات، ويجلس بمكتب رجلا وتحدث الرجل بوقار قائلاً: 
_أظن ان شركتنا معروفة بما فيه الكفاية عشان يكون عندك ثقة فينا يا أستاذ وائل. 

رد وائل قائلاً: 
_معروفة طبعا يا مجدي بيه، بس كنت عاوز اطمن، إيه الضمان. 

رد مجدي بجدية: 
_مفيش ضمان يا وائل، ولو جاي وأنت مش واثق في الشركة يبقا بلاش تضيع وقتي أكتر من كده. 

ارتبك وائل بجلسته وقال: 
_لا يباشا، طبعاً واثق فسيادتك، وخلاص أنا موافق على كل حاجه. 

ابتسم مجدي بمكر قائلاً: 
_المبلغ اللي معاك كل ما كان كبير كل ما ربحك هيزيد، وأنت أكيد عارف. 

اجابه وائل: 
_عارف يباشا، وانا هستثمر مليون جنيه. 

رد مجدي ببعض الحدة التي تجلت في نبرته: 
_مليون جنيه إيه ده اللي جاي تتكلم فيه ده ولا حاجه، كل اللي قبلك مش دافع أأقل من خمسة مليون، زي ما قولتلك المشروع كبير وضخم، واشترك قبلك أربعة محتاجين شريك خامس، ودي فرصة للشباب عشان تبني نفسها. 

رد وائل مترددًا: 
_ايوة يباشا بس المشروع لو خسر كده فلوسي هتقع ف الأرض. 

اجابه مجدي بثقة: 
_إحتمال خسارة المشروع قليل جداً، ولو حصل زي ما بتقول ففلوس اي حد فيكم هترجعله زي ماهي، ويبقا محدش خسر حاجة. 

وائل مفكرًا: 
_طيب أديني وقت افكر. 

رد مجدي مع إيماءة من رأسه :
_اخرك بكرة ياوائل، ولأني اقدر اجيب شريك بكل سهولة، بس أنا هديك فرصتك، لأني شايفك شاب طموح. 

وثب وائل قائماً وقال: 
_بكرة ردي هيوصل لحضرتك. 

وغادر المكتب، فألتقط مجدي هاتفه وضغط على شاشته عدة مرات ووضعه على أذنه وبعد قليل أتاه الرد من أحدهم وهو يقول في عجالة: 
_ها يا مجدي عملت إيه. 
رد مجدي قائلاً: 
_متقلقش يا أيمن فلوسك هترجعلك قريب. 

هتف أيمن بلهفة تجلت في نبرته: 
_خلاص كده الفلوس معاك. 

أجاب مجدي بتريث: 
_لا ياصاحبي بس عطيته مهلة لبكرة واحساسي بيقولي أنه أكيد هيجي. 

رد أيمن بوهن قائلاً: 
_تمام، متشكر يامجدي على مساعدتك، معروفك ده عمري ما هنساه. 
تحدث مجدي بثقة قائلاً: 
_اشكرني بكرة لما فلوسك ترجعلك. 

لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم🌺

ويحدث أنه تجعلك الأيام تطير محلقاً بالسماء بسعادة كطير حبيس لعدة سنوات ثم يأتى احد الصيادين فيقتلك برصاصة طائشة وتسقط صريع على أرض الواقع. 

تجلى علاء ومعه قدر من الأعلى أمام أنظار الجميع فألقوا الصباح عليهم، ورد الجميع وقالت ألفت: 
_اي ده انتو رايحين فين كده. 
رد علاء قائلاً: 
_هنخرج شوية أنا وقدر، وممكن منرجعش النهاردة سلام.
قال جملته وقبض على كف قدر وخرجوا من المنزل وصاعدا السيارة وانطلقوا . 
تساءلت قدر في دهشة: 
_أنا عاوزة أعرف انت قولتلي ألبسي بسرعة ليه، حتى إنك مخلتنيش أسلم على البنات، وسحبتني وراك ومشينا. 

لم يرد عليها علاء بل كان ينظر أمامه بجمود. 

فتحدثت قدر بحدة قائلة: 
_أنا بكلمك على فكرة ممكن ترد عليا. 

رمقها بنظرات غاضبة وقال: 
_هتعرفي دلوقتي، ولحد ما نوصل مش عاوز اسمع صوتك. 

هتفت قدر قائلة: 
_أنت إيه اللي قلبك كده و مش هسكت غير اما اعرف هنروح فين. 

صرخ علاء بها قائلاً: 
_أخرسي، مش عاوز اسمع صوتك 
كتفت قدر يداها أمام صدرها ونظرت للأمام ولم تتحدث بشيء، بعد قليل توقف أمام أحد العمارات السكانية، وقال وهو يفك حزام الأمان خاصته: 
_يلا انزلي. 
وبكل هدوء هبطت قدر من السيارة، وجذب يدها، وتوجهوا للمصعد وضغط على رقم 6،توقف بهم المصعد، ومازال هو قابض على رسغها يجرها خلفه، قام بأخراج مفتاح من جيبه وفتح الباب ودلفا للداخل، اشتدت قبضة يده على كفها وألقاها على إحدى الأرائك فتأوهت هي وقالت بدهشة اعتلت ملامحها: 
_ايه اللي بيحصل هنا. 
سحب كرسي من  الخشب وجلس أمامها، وألقى بورقة على وجهها اخرجها من جيبه. 

فألتقطتها هي واخذت تقرأ مضمونها وقالت: 
_دي رسالة ريناد صح. 

جاءها رده قائلاً: 
_وانتي عرفتي منين معنى كده، انك فعلاً مع سامح وهو اللي باعتك. 

ردت هي بقهر تجلى في نبرتها: 
ـ اه فهمت أنت جايبني هنا عشان تحقق معايا زي المجرمين. 
صاح علاء  قائلاً: 
_تعرفي منين ريناد 
ردت هي بجفاء:
_أميرة هي اللي حكتلنا على كل حاجة. 

قال علاء بجمود ونبرة جافة : 
_تمام هصدق ان أميرة قالتلك، تعرفي منين سامح. 
تحدثت ببرود قائلة: 
_قولتلك قبل كده، مش مشكلتي إنك مش قادر تثق فحد وشايف الكل خاين. 

اجاب هو بحدة: 
_هو اللي بيخطف حد  بيجيبه بيته، ويسيبه في أوضة كأنه من أصحاب البيت. 

تمتمت هي بسخرية قائلة: 
_أول مرة أشوف ظابط غبي. 

ابتلع هو إهانتها وقال: 
_هعديها، وهسألك أخر مرة، سامح مدكور هو اللي باعتك. 

اجابت بحدة وهي تنظر لعينيه مباشرةٍ: 
_للأسف غضبك وانتقامك عمى عينيك، ياعلاء باشا، لدرجة خلتك تضحك على إنسانة بريئة وتتجوزها بحجة حمايتها ياخسارة 

صاح بحدة قائلاً: 
_افسر إزاي وجودك عند سامح. 

ردت بهدوء: 
_سامح لما شافنا عند وداد افتكر أننا ملناش حد، عشان كده قدر يخطفني بكل سهولة، وكان عايز يمضيني على ورق جواز منه، ده كله حصل لأني يتيمة ياعلاء بيه ومكنش حد هيسأل عليا. 

هدئت نبرته قليلاً وقال: 
_ورق إيه اللي كان عاوز يمضيكِ عليه. 

قصت له عن ما حدث معها في منزل سامح وختمت جملتها قائلة: 
_تقدر بكل سهولة تتأكد من كلامي. 
وقف قليلاً حائراً ونظر لها وقال بنبرة يسودها الضعف: 
_قدر أفهميني أنا تايه، أنا دخلت بنت بيتي و أمنتها على كل حاجة، وكنت هخسر شغلي اللي هو حلمي وحبيتها، وخايف لده كله ينعاد أنا مبقتش واثق في نفسي، أنا بعمل المستحيل عشان أجمع أدلة على سامح، وهيتقبض عليه قريب، بس غفلةٍ مني ممكن تخليني أخسر كل حاجة. 

بين كل كلامه لم تتردد برأسها غير تلك الكلمة "حبيتها" فأجابت بأعين ممتلئة بالدموع وقالت: 
_ولسة بتحبها. 
رد هو قائلاً بصدق: 
_مكنش حب ياقدر، انا بس كنت مبهور بجمالها، ودلوقتي كرهتها. 

"وانا كمان بكرهك " هكذا خرجت الكلمات من جوفها ونظرت للجهة الأخرى غير عابئة بالسهام الحارقة التي ألقتها في قلبه، فتوجه هو للباب وخرج بعدما صفعه بقوة وأغلق عليها من الخارج. 

فجلست قدر تبكي بأنهيار. 

غاب النهار ولم يأتي وغفت هي على الأريكة ومازالت الدموع عالقة على وجنتيها لم تجف.
عاد هو ودلف للداخل بيده باقة من الزهور وعلبة بها أجود أنواع الشكولاتة.
 
أثنى ركبته أمام الأريكة وأمعن النظر في ملامحها الجميلة فكم تبدو جميلة وهي نائمة، إبتسامة شقت ثغره، سرعان ما اختفت وهو يتذكر ما فعله بها بالصباح كيف له ان يقول لها انه أحبها، وما أحب قلبه أشد منها وعندما اختطفت كاد ان يجن، وعندما رأها بغرفة سامح ظن بأنها معه، هو لا يعلم كيف احتلت قلبه بتلك الفترة القصيرة جداً، امتدت يده يزيح دموعها بأبهامه وتذكر عندما ذهب وتأكد بأن هناك إمرأة تدعو سامية كانت تتواجد بالعمارة ومازالت تلك التي تدعو وداد بها، فهي لا تكذب، تململت هي على أثر ملامسة يده بشرتها وفتحت اجفانها ببطء نظرت بجانبها لتجده، فأنتفظت وهي تزيح يده وقالت بجفاء: 
_هنمشي أمتى. 

فاستقام علاء واقفًا وهو يقول بتنهيدة: 
_أنا بلغتهم فالبيت اننا  هنبات كام يوم هنا. 
ردت هي بعند قائلة: 
_أنا عاوزة أرجع. 
أخذ الزهور ومعه الشوكولا وضعهم على قدمها وقال: 
_جبتلك دول. 
أزاحتهم هي بيدها ووقفت قائلة: 
_دول تضحك بيهم على عيلة صغيرة، ويلا انا عاوزة أرجع. 
رد هو بمشاكسة: 
طيب ما انتي فعلاً عيلة صغيرة، أنتي يدوب21سنة، و آه متعنديش معايا عشان مش هنمشي من هنا. 
واسترسل وهو يأشر على إحدى الغرف: 
_دي أوضتنا فيها هدوم وكل حاجه هتحتاجيها. 
وجلس على الأريكة خلفه وهو يقول: 
_أنا جعان التلاجة مليانة أكل حضري اي حاجة سريعة ناكلها. 
قالت وهي تمر من أمامه وبداخلها تتوعد له: 
_اللي جعان يحضر لنفسه. 
حسناً يبدو بأنها أعلنت الحرب عليه. 

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم 🌺

"في منزل عائلة علاء"
وقف قاسم يودع الجميع فحان وقت رحيله، والعودة إلى دياره. 

تحدثت ألفت قائلة
:_ يابني خليك معانا كام يوم. 
رد قاسم قائلاً: 
_مقدرش اتأخر على الجماعة في البيت أكتر من كده، وهستناكم في زيارة لينا. 
تنهدت ألفت بقلة حيلة وقالت: 
_توصل بالسلامة يارب يابني. 
صافحهم قاسم وجاء عند وصال قائلاً: 
_أتشرفت بمعرفتك يا انسة وصال، ومتزعليش لو كنت رخمت عليكي في الأول. 
اجابت وصال بخجل قائلة: 
_مفيش مشكله، توصل بالسلامة ان شاء الله.
شاكسها قائلاً:
_يعني بتتكسفي زي البنات أهو.
رمقته بغضب ولم ترد عليه فابتسم هو ضاحكاً. 
..................... 

عند نجلاء عاودت الإتصال عدة مرات على سيد ولكن لما يأتيها الرد فألقت هاتفها بـ إهمال على فراشها وقالت بحدة: 
_الغبي معرفش ماله، مش بيرد ليه. 

دلف ايمن للغرفة وقال: 
_وياتري مين هو الغبي ده اللي مش بيرد على مراتي. 
ردت هي بتوتر قائلة : 
_دي، دي صحبتي، وأنا كنت اقصد غبية يعني. 

اقترب أيمن منها بهدوء وجذب كفيها وقال: 
_عارفة ياحبيبتي  أنا ناوي علي إيه. 

غمغمت هي بملامح قلقة: 
_إيه؟! 
اجابها هو: 
_خلاص قررت اني أمضي وصال على كل أملاكها، وأول حاجه هعملها، هنقلهم على أسمك. 

ابتسمت نجلاء بسعادة قائلة: 
_أنت بتتكلم جد يا أيمن. 
رد أيمن وقال: 
_بجد ياروح أيمن، خلاص كلها أيام وكل حاجه تنتهي. 

ضيقت عينيها قائلة بشك:
_وأنت إزاي بقا هتخلي وصال تمضي، أنت أصلاً عرفت مكانها فين. 
رد أيمن قائلاً: 
'أيوة ياحبيبتي عرفت، هي دلوقتي فاسكندرية، أنا لما سافرت كنت عندها واعتذرت منها وقولتلها إني عليا ديون وخلاص الورق بيجهز وهتمضي عليه وتبعته. 

عانقته نجلاء وقالت بسعادة: 
_حقيقي أنا بحبك جداً يا أيمن. 
تبسم أيمن بسخرية وهو يحاوطها بيده. 

..................... 

"في منزل سامح" 

أخذ يلقي كل ما يقابله أمامه وهو يقول بعصبية: 
_الحيوان قدر يوقعني أنا في فخه، والله لوريك يا علاء وعاد بذاكرته للوراء متذكراً ما حدث معه في نهار اليوم. 

"كان في مكتب شركته، عندما أتاه اتصال من وداد، فـ رد فوراً وقال: 
_أهلاً ست وداد، خير. 
ردت وداد قائلة: 
_إيه ياسامح بيه ليك كام يوم ناسيني. 

رد سامح بضيق قائلاً: 
_أخلصي عاوزة إيه. 
ردت وداد قائلة: 
_عندي بنت إنما إيه صاروخ، وقلت دي مش هتكون غير للباشا. 
رد هو بجفاء قائلاً: 
_هبعتلك عماد ياخدها. 
ردت هي بلهفة قائلة: 
_لا يباشا أخاف البنت تهرب،  تعالى أنت البنت تستاهل هبعتلك صورتها. 
غمغم بهدوء:
 تمام
أغلق المكالمه ليصدر رنين هاتفه معلناً عن وصول رسالة وما كانت  إلا صورة لتلك الفتاة. 
اخذ يتمعن النظر وثم همس بأعجاب قائلاً: 
_لا تحتاج المخاطرة
استقام واقفاً و أخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وغادر لـ منزل وداد.

لم يمضي الكثير حتى وصل إلى هناك هبط من سيارته وصعد للأعلى، طرق على الباب وفتحت له وداد قائلة: 
_أهلاً ياسامح بيه. 
رد سامح بجمود قائلاً: 
_هي فين 
اجابته وهي تؤشر على أحد الغرف:
 جوة يباشا. 
دلف سامح للداخل ووجد فتاة جالسة على الفراش وقال وهو ينزع جكت بدلته : 
_أخلصي يابنت هو أنتي هتعملي فيها شريفة. 

ردت الفتاة بدهشة قائلة: 
_انت مين أصلا. 
ألقاها على الفراش وهو يقول: 
_هقولك دلوقتي. 
صرخت الفتاة بقوة وهي تحاول إبعاده، وتركها منتفضًا بعدما استمع لصوت صفير سيارات الشرطة.
خرج سريعاً من الغرفة وقابلته وداد قائلة:
_أطلع لفوق يباشا بسرعة.
خرج سامح من الشقة وصعد للأعلى،واقتحمت الشرطة الشقة التي كان في مقدمتهم علاء،وخرجت بعد قليل والفتاة معهم، كان سامح ينظر من الأعلى لكي يضمن أنهم غادروا ، حتي خرج بالأخير علاء ونظر للأعلى وغمز له بعينه. 

أخرجه رنين هاتفه من شروده فألتقطه قائلاً: 
_الو في أي جديد. 
رد الجهة الأخرى قائلاً: 
_لسة قعدين في العمارة يابيه. 
تحدث سامح بصوتٍ غليظ: 
_خليك مكانك أي حركة تحصل تبلغني تمام. 
الرجل: 
_تمام يابيه 
أنهى سامح المكالمة، وجاء برقم أحدهم وقام بالاتصال به انتظر الرد حتى استمع للجهة الأخرى وهو يقول: 
_أهلاً سامح بيه أؤمرني. 
رد سامح بجمود قائلاً: 
_في واحد مزعلني أوي ياعدلي اليومين دول ومحتاجله قرصة ودن. 
رد المدعو عدلي قائلاً: 
_لا إلا اللي يزعلك يباشا، أنا ممكن أخلصلك عليه. 
هتف سامح سريعاً: 
_عاوزه  عايش يا عدلي، ده محتاج يستوي على ناري هادية. 

رد عدلي: 
_من عيني يباشا، ابعتلي صورته وقولي أمتى التنفيذ. 
غمغم سامح بغل قائلاً: 
تمام.
يتبع... 
دمتم بخير ♥

  •تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent