Ads by Google X

رواية القاسي الحنين الفصل الثالث عشر 13 - بقلم بسنت جمال

الصفحة الرئيسية

 رواية القاسي الحنين الفصل الثالث عشر 13



الفصل الثالث عشر 


مرت الأيام وتعافت أمل من مرضها،  وعادوت ممارسة حياتها بشكل طبيعى ، أحست بتغير يحدث عند فرح ، ولكن لم تقلق لأن هذا التغيير كان للأفضل ، فأصبحت أكثر إشراقا وجمالا وإقبالا على العمل. 


أما عند فرح وحازم فقد قويت علاقتهما جدا ، وزاد تقرب فرح من عائلته خصوصا أروى ، أما فى مجال العمل فأثبتت فرح كفاءتها في المكان الجديد فهى شخصية منظمة جدا وأمينة في عملها ومتفانية جدا في عملها وهذا ما يحتاجه حازم. 


حازم : خدى الشيك ده واطلبى من الحسابات يحولوه على رقم حساب إللى مكتوب عندك ده.

فرح وهى تقرأ الورقة : إيه ده ؟ دار أيتام.

حازم : آه ، مستغربة ليه ؟

فرح : لا مش مستغربة بس اتفاجأت ، كنت بحسبه تحويل بخصوص شغل.

حازم : لازم يبقى في جانب خير في شغلنا عشان ربنا يوسع علينا .

ابتسمت له فرح بحب ، فكل يوم يزداد إعجابها به واحترامها له .

فرح : كل يوم بتعلم منك جديد .

حازم بابتسامة : طيب يلا على شغلك عشان منتعطلش .

فرح : أوك. 


بينما تجلس فرح تتابع عملها ، وكان حازم فى اجتماع مع كريم وفارس بخصوص مناقصة جديدة للشركة ، دخلت عليها فتاة ، كانت فى أوائل الثلاثينات ، ذو ملامح غير مريحة على الإطلاق،  تلبس ملابس تكشف أكثر مما تستر، تضع على وجهها جميع مساحيق التجميل ، الكل في الشركة تفاجأ من هيئتها،  دخلت تتحدث مع فرح بتعالى وكبرياء. 


هبه : هاى.

فرح باستغراب: هاى ، أى خدمة.

هبه : مش هنا مكتب حازم ؟

فرح: أيوة مكتب مستر حازم.

هبه بضحكة مستفزة: مستر حازم بالنسبة لك أما بالنسبة ليا حازم وبس. 


استفزت فرح  من طريقتها هذه فى الحديث معها ، وأحست بغيرة شديدة ، واستغربت كيف لشخصية مثل حازم أن تعرف فتاة مثل تلك ، فحازم شخص جاد جدا مصلى ويراعى الله في كل تفصيلة في حياته. 


فرح : حضرتك عاوزة تقابليه؟

هبه بسخرية: أكيد طبعا ، أمال جاية هنا أقابلك أنت.

فرح باستفزاز: في معاد؟

هبه : لا.

فرح: طيب اقعدى شوية لما يخلص اجتماعه.

هبه بتنهيدة : أوك. 


جلست هبه على الكرسي المقابل لمكتب فرح ، وضعت رجل فوق الأخرى حتى انكشف ساقها . 


عند حازم

حازم : كده أوراق الصفقة تمام.

كريم غامزا لفارس : الحمد لله ، الدنيا بقت أمان دلوقت تقدر تسيب الورق هنا. 

فارس بمكر : آه بصراحة الدنيا بقت حلوة من ساعة لما فرح اتعينت هنا.

كريم : آه ، الدنيا هدوء كده ومنظمة.

فارس: ومش بس كده،  كفاية إنك تصطبح بوشها كل يوم. 


كان هذا الحوار الدائر بينهما ما هو إلا تلميح لحازم على التغير الذى حدث له شخصيا وليس للعمل ، ولكن حازم كان غير متابع لهذا الحوار وكان كل تركيزه على مراجعة الأوراق التى بين يديه.

فارس : إيه يا حازم مش معانا ولا إيه ؟

حازم : معلش برتب الورق ، دقايق وهبقى معاكوا.

كريم بإحباط: يعنى كنا بنكلم نفسنا؟

حازم : ها ، كنتوا بتقولوا إيه ؟

فارس: كنا بنقول إن فرح وشها حلو على الشركة ، من ساعة لما مسكت مكتبك وكل الصفقات بنكسبها.

حازم وقد فهم مغزى كلامه : آه هى شاطرة جدا وأمينة وده إللى كنت محتاجة.

فارس بخيبة أمل : أمينة ؟ أمينة مين أنت بتقول إيه؟

كريم : قوم يا عم ده مفيش فايدة فيه.

ابتسم حازم على طريقتهم،  فاليوم قد عاد حازم بطريقته المرحة ونفسه السمحة . 


عند فرح

هبه : هو أنا هفضل مستنية كتير ؟

فرح دون أن ترفع نظرها لها : مقدرش أدخلك إلا لما يخلص اجتماع.

هبه بانفعال : أنت يا أستاذة بصي لى هنا وأنا بتكلم.

فرح باستفزاز: فرح ،اسمى فرح.

هبه بغيظ: مليش دعوة باسمك ، أنا هدخل الوقت يعنى هدخل.

فرح بهدوء: لا مش هتدخلى الوقت.

علا صوت هبه بشدة حتى وصل عند حازم ، فتح حازم الباب ، صدم حازم مما يرى ولم يستطع أن ينطق. 


هبه وقد جرت عليه : حازم حبيبي ، إزيك عامل إيه؟ 


كانت صدمة كريم وفارس لا تقل عن صدمة حازم ، لقد عادت من كانت سبب في تحطم قلب حازم ، عادت من تسببت في تركه لبلده ، عادت من جعلته يبعد عن أهله ، عادت من غيرت من شخصيته الطيبة لهذا الشخص الجامد القاسي الذى لا يعرف الحب ، عادت من كسرته،  عادت من جعلته يكره كل صنف النساء. 


دخلت هبه وتركت حازم يقف على باب المكتب تحت تأثير الصدمة ، اقترب فارس وكريم منه لم يستطع أى منهما أن ينطق بكلمة ، فقط وضعا يديهما على كتفه بمعنى كن قويا وواجه.

كريم: لو فى حاجة احنا بره مش هنمشي. 


أما فرح أحست بوجود شئ ما خطير ينذر بوقوع مشكلة ، يا ترى من هذه التى جعلت الكل يصدم ، وجعلت ألسنتهم في حالة من الشلل التام. 


فرح مقتربة من حازم: فى مشكلة يا مستر حازم؟

حرك حازم رأسه يمينا ويسارا بمعنى لا مشكلة ، أغلق الباب وتحرك ناحية مكتبه . 


جلس على مكتبه ، وبدأ يستعيد وعيه وقوته حتى يواجه هذه الحية. 


جلس متكئا على مكتبه مستندا بظهره على الكرسي رافعا رأسه لأعلى.

حازم بهدوء قاتل : خير.

هبه بدلع: وحشتنى يا حبيبي .

حازم مترقبا : وبعدين.

هبه: هو إيه إللى بعدين يا زوما،  بقولك وحشتنى ده بدل ما تقولى وأنت كمان.

حازم: برده وبعدين. 


وجدت أنه لا فائدة ولا تأثير عليه من الكلام ، قامت واستدارت لكى تقرب منه ، استدار حازم بالكرسي لكى يكون في مواجهتها ، مالت له لكى تنظر في عينيه ، تريد أن تسترجع تأثيرها السحرى عليه ، وبدأت في كلامها المعسول. 


هبه بمكر : أنا عارفة إنك زعلان منى ، بس والله غصب  عنى ، الناس دى ضغطوا عليا عشان أسرب العقود ، وأنت عارف أنا كنت محتاجة فلوس.

حازم : كل الكلام ده ميهمنيش ، هو سؤال واحد راجعة ليه ؟؟ 


كانت فرح تغلى في الخارج ، تريد أن تعرف ماذا يحدث ، وكان كريم وفارس منتظرين ماذا ستسفر عنه هذه الجلسة بالطبع يوجد شئ غير مبشر على الإطلاق. 


كريم : أنا بدأت أقلق،  الدنيا هادية جدا.

فارس : ليكون رماها من الشباك.

كريم : ده وقت هزار ، تفتكر ممكن تكون قدرت تصالحه.

فارس : استحالة .

كريم : وهنفضل ساكتين كده ، لازم نعمل حاجة.

فارس : أنا عندى فكرة ، يا فرح .

فرح: أيوة يا مستر حازم.

فارس : هههه لا أنا فارس مش حازم.

فرح : أسفة جدا.

فارس : ولا يهمك ، بصي ادخلى جوه عند حازم وقوليله وفد الشركة الألمانية وصل وعاوزين يحددوا معاد ضرورى. 


انتهزتها فرح فرصة لكى تدخل وترى ماذا يحدث ، بالفعل دخلت فرح ، وصعقت من طريقة وقفة هبه أمام حازم. 


حازم : في حاجة يا فرح ؟

فرح بتلعثم: ها ، لا لا ، آه ، وفد الشركة الألمانية وصل وعاوزين يحددوا معاد.

فهم حازم أنها حيلة من أصدقائه لكى يفهما ماذا يجرى عنده.

حازم : ساعة ويبقوا عندى .

فرح : تمام. 


استدارت فرح لكى تخرج ولكن أوقفها صوت هبه ، اقتربت منها هبه ووقفت أمامها.

هبه بتعالى: بقولك إيه يا .... مش مهم ،  مش فاكرة اسمك ، المهم اعمليلى واحد نسكافيه بس بسرعة. 


هب حازم من مكانه ، لقد أحس بإهانة فرح ولابد من أن يدافع عنها ، فهى مهما كان موظفة عنده ولابد أن يحميها ، فهى صاحبة مكانة كبيرة عنده.

حازم بصوت عال انتفضت هبه منه : هبه ، الأستاذة فرح مديرة مكتبى ، مش شغلتها تجيب لك حاجة ، فاهمة ولا لا . 


خافت هبه من هيئته ومن رد فعله ، ولكن فرح فاجأتهم من ردة فعلها.

فرح بمكر: عادى يا مستر حازم ، عنيا للمدام. 


استغرب حازم منها وفهم أنها تنوى فعل شي ما. 


خرجت فرح ، وحاولت هبه مرة أخرى أن تقترب من حازم ولكنه أوقفها.

حازم بحدة : مكانك وإياكى تفكرى تقربي منى تانى ، واخلصي وقولى عاوزة إيه ؟

هبه بحزن مصطنع: محتاجة فلوس.

حازم بسخرية : وأنا بقول برده إيه إللى هيجيبك ويخليك تتذلى  إلا الفلوس .

هبه : يا زوما .....

حازم مقاطعا بحدة : اسمى مستر حازم فاهمة ولا لا  ، ولا مليم هتاخديه منى ، مفيش فلوس ، كفاية أوى إللى أخدتيه وكفاية اللى حصل . 


وهنا دخلت فرح وأحست بتوتر الأجواء ، اقتربت منها لكى تعطى لها النسكافيه.

فرح بلؤم: اتفضلى.

هبه بتكبر: سخن ولا لا .

فرح بابتسامة صفراء: بيغلى.

كان حازم يتابع نظرات فرح لهبه وهو يعلم أن ثمة كارثة على وشك الحدوث. 


أثناء اقتراب فرح بها ، كادت أن تسقط فرح فانسكب النسكافيه على رجل هبه المكشوفة.

هبه بألم : آآآآه ، رجلى آآآه رجلى اتحرقت،  يا حيوانة أنت قاصدة آآآه.

فرح بعصبية: أنتى إللى حيوانة ، طيب خدى دى كمان.

كبت عليها كوب ماء مثلج حتى تزيد من آلامها.

هبه بصويت: مش بقولك قاصدة ، الحقنى يا حازم هموووووت. 


كل ذلك وحازم ومعه كريم وفارس يتابعون ما يحدث وعلى وجوههم ابتسامة كبيرة.

حازم : بقولك إيه اطلعى بره وماشوفش وشك تانى . 


خرجت تجر أجيال الخيبة والألم معا . 


حازم بحزن: سيبونى لوحدى.

تركه الكل حتى ينفرد بحاله قليلا . 


ارتمى حازم على الكنبة ، مدد ظهره وأغمض عينيه. 


فلاش باك

يقف حازم أمام والده بخجل ، نزل كف صلاح على خد ولده حتى يعنفه على ما جرى بسببه.

صلاح : سلمت الشركة لواحدة متسواش يا حازم ، يا ما حذرتك منها ، بقى دى إللى عاوزاها تبقى مراتك ،  فكر كده وقولى هندفع خمسة مليون غرامة منين ، الوضع المالى للشركة مايسمحش،  ده غير سمعتنا في السوق. 


كل هذا التوبيخ وحازم لا ينطق بكلمة ، فوالده محق في كل كلمة يقولها ، نعم يشعر بالذنب إلى الآن برغم مرور سنوات عديدة لدرجة أنه ترك الشركة لأخيه يديرها ولا يأخذ منها أى أرباح حتى يدفع هذه الغرامة من نصيبه من أرباحه السنوية. 


بااااك

فاق حازم على صوت فرح فهو لم يشعر بها ولا بدخولها .

حازم منفعلا : أنا مش قلت مش عاوز حد يدخل عليا ، كلامى صعب تفهميه ولا إيه؟؟ 


لقد عاااااد حازم القاسي مرة أخرى 💔

  •تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent