Ads by Google X

رواية غيبيات الفيروز الفصل الثالث عشر 13 - بقلم مروة البطراوي

الصفحة الرئيسية

 رواية غيبيات الفيروز الفصل الثالث عشر 13

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 

اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.

____________________

غيبيات الفيروز 

الفصل الثالث عشر

في مكان مظلم كان يجلسان


-من يوم ما قال للعيله الكريمه أنه هيخطب بنت الصون و العفاف و هي مش بتخرج من شقتها حتي لما قالها خدي راحتك برضه قافله علي نفسها.


نظر اليه فادي بعيون حاده


- و انت مش من العيله برضه يا سامر و ده ابن عمتك ازاي عمتك  توافق ان ابنها الظابط يتجوز بنت الراجل اللي هدم حياتهم الموضوع في سر.


عقد سامر ما بين حاجبيه قائلا


-مش عارف و الله يا فادي.طب انت ما رجعتش ليه الشقه اللي جمبهم مش كنت متفق مع ناشد أبوها و كنت هتخلص كل حاجه و تخلي ريحان بهلوان.


شرد فادي في فيروز قائلا


-فيروز دي خسارة في أي حد لازم أطولها و انت لازم تساعدني أنا عارف انك منبوذ من الكل بس أختك برضه كانت قريبه من ريحان .


هز سامر رأسه قائلا


-كانت و متحاولش تدخل سمر في الليله كفايه منظرها الوحش بتاع أخر مرة قدام فيروز و افتكر انك وعدتني بعد ما كل اللي نفسك فيه يحصل تتجوز أختي.


هز فادي رأسه بلا مبالاه


-أنا فيروز تكون ليا و بعدين أبقي أفكر في أختك أو في غيرها و بعدين قبل ما تحاسيني روح حاسب نفسك و اللي عملته في البنت بتاعت الساحل.


ارتجف سامر لما قاله فادي لأن فادي يمتلك الفيديوهات التي قام فيها سامر بالتلاعب بالفتاه 


-هحاول خلال يومين فيروز تكون تحت رجلك ، بس لازم ريحان يشوف ده بعينه مش مجرد صوت و صورة علشان يبقي يكسر قلب أختي.


شرد فادي في الفراغ و همس لنفسه برغبه قائلا


-خلاص قريب ريحان هيشوف كل حاجه هيشوفها و هي في حضني و ملكي و مش هيقدر ياخدها تاني لا هو و لا غيره هتبقي فيروز فادي.

**********************


في بداية التقدم لها بعث والدته و عمته وجدان فقط و ما ان رأتها حتي هبت عاصفه ثلجيه عليها اجتاحتها رغم أنها كانت تتخيل هذا اليوم و تشعر أنها ستكون طائر جميل يحلق ينفض أجنحته علي الجميع بشكل جميل يسر القلب قبل العين،كانت تريد أن تغرد مثله فتغير قسوة قلبها الثلجيه الي دفء،كانت تريد الحريه من أسر لقبها اللعين، و لكن بذهاب والدته و عمته فقط من دون والده شعرت بأن الجدران تقتلها و تمنعها من هذه الحريه و الحياه،الحياه التي يعترض الجميع علي منحها لها،لم تستطع أن تشعر بجمال اللحظة التي رسمتها في مخيلتها مثل ما تقوم برسم لوحه فنيه،شعرت بقشعريرة و ظلام أمامها، و سألت نفسها لما كل هذا؟لما تعامل بتلك الطريقه المخزيه من قبلهم،لما يبدو زيدان الجمال كالقاتل الذي يغرقها بغضبه في صمت؟ولكن هنا تذكرت وعد عيني ريحان بكل شئ تمناه قلبها.


اتجهت وجدان نحوها بلهفه و احتضنتها بشوق قائله و هو موجهه أنظارها نحو صفا بعتاب قائله


-كده يا صفا مكنش العشم بقا فيروز تتعب و يبقي عندها اصابه و أنا أخر من يعلم ؟و أعرف من ريحان ابن أخويا؟يا بنتي احنا زى الأخوات.


كانت نظرات فيروز لريحانه خصيصا و هي صامته لا تبشر بالخير كأنها تريد أن تعلن الحرب علي كل العائله و لكن سرعان ما توجهت ببصرها نحو والدتها و هي ترحب بهم و تبرر لوجدان عدم اخبارها لتقوم بانتزاعها فجأه أمامهم قائله


-ماما تعالي نغير هدومنا علشان نعرف نستقبل الهوانم اللي جايين من غير ميعاد الظاهر اننا هناخد منهم ميعاد لما تكون القعده فيها رجاله.


أذعنت صفا لطلب فيروز فهي لا تريد توبيخ لها أمامها و ذهبت معها لتصيح ريحانه علي غير عادتها حتي وصل صياحها الي مسامع فيروز في الغرفه


-متبصيش باستغراب يا وجدان أنا و انتي لو في موقفها هنعمل ألعن من كده ياريت تعقلي أخوكي و تفهميه انها هتبقي زى بنته و يتخلي عن كبريائه شويه.


رفعت وجدان حاجبيها باستغراب من غضب ريحانه الغير معتاد ثم أغمضت عينيها قائله


-بقي كل ده علشان أبوها عدوه أنا بصراحه تعبت و الله يا ريحانه ما عارفه أسلك معاه انتي الوحيده اللي بيسمع كلامك كلميه تاني ابنك بيحبها.


شردت ريحانه في حديث وجدان هي تعلم جيدا أنا زيدان يبحث عنه منذ مده يحاول الفتك به،فهو لن يتنازل عن حقه و لذلك كان كمحارب لقن ابنه القسوة لتتحول هذه القسوة الي ظلم النفس،لقنه أيضا منذ ظهور فيروز الفكرة عنها و عن والدها لتندمج الفكرة مع ظهور فيروز مع أي رجل أخر غيره،خاصه اذا كان من ناحية والدها،الأن علي ريحانه أن تنتزع كل التعليم الذي علمه زيدان لريحان، و الا سيتحول كل مجهودها الي رماد بعد أن يحرق الفيروز و يحرق نفسه،تود أن يأخذها و يطير بها مثل طائر يحمل زوجته و يحلق به في السماء الصافيه،و الا ستهرب الفيروز عنه و تتوارى خلف القمر ،سكن الجميع في انتظار فيروز حتي تخرج من غرفتها،هاتفت ريحانه ريحان و أخبرته بما افتعلته فيروز معهم بسبب عدم وجود والده،انتهت مكالمته معها ليقف ينظر الي نفسه في المراءة مثل الجبابرة،شامخا لم يهتز لفعلتها حيث كان منتظرا لها و متوقعها،قام بتمرير لسانه علي شفتيه يعزم أمره و يقسم أنها ستكون له حتي النهايه و لن يتنازل عنها حتي لو كان اتفاقه مع والده الانتقام منها 


تحدثت فيروز بالداخل عن هذه الزيجه أنها عقيمه حيث يتعاملون معهم  مثل خادمات ردت  صفا عليها


-يعني مكنش ينفع نقابلهم بذوق أحسن من كده و نقولهم أسفين مش موافقين لغايه ما أبوه بنفسه يجي يطلبك؟


تذكرت فجأه فيروز أمر زيارتها لزيدان في منزله و كيف قام بتخبأتها من عيون زيدان لتتأكد أنها غير مرغوب بها و ان وافق زيدان عليها سيوافق لأمر ما 


-يا ماما ده أنا لما روحت أزوره خباني منه و مرضاش يعرفه اني كنت عنده و في نفس الوقت شاف بنت سامر و سمر و هي داخله و ما اتكلمش.


ليأتيها الحل علي الفور قائله


-عموما أكيد دلوقتي الست ريحانه اتصلت بابنها لما يجي ابقي قوليله انتي الكلمتين دول.


هزت صفا رأسها باستياء و خرجت حتي لا تحرج أكثر من ذلك مع ضيوفها و لكنها توقفت عند باب الغرفه قائله


-اعملي فيها قطه كل مرة و دبسيني و احرجيني مع الناس.


تذكرت الأوراق التي التقطتها و هي في غرفته عندما قام بتخبأتها لتفتحهم و تفتح أيضا الأوراق التي قامت باختلاسها عن طريق الحارس التابع لوالدها لتضعهم أمامها و تتفهم أن الأوراق مضاده و في صالح زيدان و ريحان لتبتسم بخبث


-ده اللي هيخلي أبوك يا زيدان يجي راكع و يخطبني ليك و مش بعيد يكتب لي مؤخر صداق فخم .

******************************


علي الجانب الأخر علم زيدان بما حدث فتعاظم غضبه و هدر و هو يزيح كل شئ من علي مكتبه أمام ابنه و تقدم منه يمسكه من تلابيبه كما لو كان قاصدا قتله و كان ريحان متجمدا معه لا يعطي رده فعله تركه يفعل ما يشاء بها ليتوقف زيدان في أخر لحظه يصك أسنانه بشراسه قائلا


-بلاش تجبرني اني أقتلها.


قال هذا الكلمات ثم تركه و هو يزيح ريحان   من أمامه ليترنح ريحان أمامه يحاول الثبات قدر الاستطاعه أمامه ثم قال بهدوء و رزانه


-اللي حصل حصل يا بابا،مسيرى أنا اللي هقتلها،تروح هي ضحيه لأفعال ناشد بدل ما نروح كلنا،أهم حاجه نخلص منه للأبد و هي معاه.


صرخ زيدان في وجهه،فقد تسرب الخوف اليه من رد ابنه العنيف،أخذ يضرب قبضته بعنف علي مكتبه و صدره يعلو و يهبط أمام ريحان


-أنا في يوم من الأيام كنت زباله زيه.


عقد ريحان ما بين حاجبيه ليتأكد أن فيروز علي حق

***********************************.


علي الجانب الأخر بعد ما تحدث سامر مع فادي و شعر بتهربه من سمر سرد عليها كل شئ لتقوم بالذهاب بأرجلها الي فادي تحاول كسبه 


-هي مش كانت هتغور و نخلص منها،ايه اللي رجعها يا فادي،ده أنا روحت لزيدان البيت و جيت علي كرامتي علشان أوقع بينهم كل ده في الهوا؟


ظل صامتا يحدق في الفراغ لأن فيروز عادت من أجل ريحان و ليس لسبب أخر لتحاول سمر شغله بها و تصب له كأسا من الخمور لكي يرضخ لها


-يا فادي ابعد عنها بقي،ناشد مش هتاخد منه لا حق و لا باطل،كان بابا أخد،بابا هربان و أنا و أخويا بندفع التمن،و أختك دفعته قبل كده،تعالي نبدأ من جديد.


لا يعلم ماذا وضعت بالكأس جعله يبدأ في الغياب عن وعيه و مع ذلك نفر من أمر الابتعاد عن فيروز مسك رأسه يشدد عليه بغيظ قائلا


-ميت مرة قلت ليكي شغلي ملكيش دعوة بيه،أنا اللي أقول نبدأ من جديد و لا لا،و مش هسيبها الا لما أخد حقي من ناشد،ابعدي بعيد يا شاطرة.


ابتسمت بلطف مصطنع


-خلاص اللي تشوفه يا فادي، و أنا من ايدك دي لايدك دي،حتي لو عايزني أجبهالك لحد عندك،أقدر أعملها،خد بالك بالرغم من اللي عملته الا ان عمتي لسه بتأمن ليا.


حقا هي أفعي تشبه والدتها في بدايتها مع زيدان و لكن شاء القدر أن يهديها هل من الممكن أن سمر الصغيرة تصبح مثل والدتها يوما ما


-هي ممكن فعلا تأمن ليكي بس مش ضامن أنا الست دي، الست دي علي قدر طيبتها الا ان عيونها عيون صقر لو تشوفيها بعد ما فيروز طردتها و هي بتتوعد ليها.


تأكدت هنا سمر أنه يريد ضمان فيروز له  و ليس لفضيحتها أمام ريحان فقط


-انت ناوى علي ايه يا فادي بالظبط،ناوى تفضحها و لا تتمتع بيها و تكون ليك علي طول،لو علي الفضيحه أنا ممكن أساعدك،بس انت بتبعدني.


رد عليها و هو ينهض يزجها أمامه ليخرجها من وكره و يدس بجيبها حفنه من المال بالاضافه الي انتازع مفتاح وكره من حقيبتها و هو يقول


-معلش يا سمر انتي اتأخرتي و أكيد أمك هتقلق عليكي، و بعدين أخوكي هيخوتني و يقولي اكتب عليها ،أه قوليله لو كتبت علي بنت الساحل يبقي فادي يكتب عليا.


هزت رأسها في صمت و خرجت تجر أذيال خيبتها شارده فيه و هو لم يهتم بها خاصه من بعد أخذ غرضه منها حدثت نفسها قائله


-أنا متأكده انك عمرك ما هتتجوزني يا فادي،بس الحق مش عليك،الحق عليا أنا اللي أمنت لواحد زيك و حبيته،علي رأي ماما كل ده بسبب المال الحرام.


ثم استطردت و هي تكفكف دموعها


-الفلوس الحرام هتفضل مدمرة حياتنا و ملوثاها،بس اشمعني أنا،ما فيروز اتربت من المال الحرام، ولازم تذوق من نفس الكاس و أنا لازم يبقي ليا ايد في ده.

************************************


عند انتهاء كل الشدائد يولد انسان يخرج من رحمها،كان صامتا طيلة عشرون سنه أو أكثر،كانت تمر عليه تلك الذكريات كفصل الخريف المتقلب الذي يعتبره من أشد الفصول مرارة،يشعر بالتعب كلما تذكر،كان كل خوفه من فضح سره أمام أولاده خاصه ابنه في الأمس،كان صابرا كتوما الا أبعد الحدود الي أن اعترف علي نفسه،عندما جبر علي ذلك،منذ هذه اللحظة ظل ماكثا في غرفته يرفض وجود زوجته ريحانه بها،و لا يتحمل الخروج عليهم بعد تصريحه، و كأن كبوة أصابت فارس و أسقطت جواده أرضا،رغم الأرض الصلبه الذي بناها لسنوات عديده،بالرغم من تتابع الكبوات عليه واحده تلو الأخرى،وصولا الي حدث ارتباط ولده الوحيد بفيروز، و كأن ارتباطها به ابتلاء،،جعل السر يندلع من بين طيات لسانه بالأمس.


هذا بالاضافه الي ابنه الذي علم من السيده صفا عن  الأوراق التي قامت فيروز سرقتهم من خزانته الشخصيه ليتأكد أنها تعطيها  لناشد لذلك لا بد من النيل منها قبلها


-مفكراني غبي، و مش هاخد منها اللي سرقته،طبعا زيها زى أي واحده عايزة تطلع أبوها شريف و تجيب مناخيرى أبويا الأرض أه هو اعترف باللي كنت عارفه زمان بس عمرى ما هكسر ضهره قدامكم.


ليرجع بظهره الي الخلف يغمض عينيه ليراها في خياله و يتخيل أنها لولا وجود أباها لباتت معلقه في جفونه للأبد ليزفر بحنق


-امتي أخلص منك و من أبوكي و من الزفت فادي عشيقك و لا سي سامر و الست سمر شبكه و حالفين لتلفوا احبالكم علي الراجل اللي لحم اكتافكم من خيره.


دلفت له والدته و هي تضع علبه الخاتم أمامه بكل غضب هستيرى


-حضرتك بعتني في مهمه و الصراحه البنت عندها حق ده أبوك مقدرش يعملها معايا انت هتعملها مع فيروز مش ملاحظ ان الزمن غير الزمن و أبوك قافل علي نفسه ليه بيتهرب مننا و مش عايز يروح يخطبها براحته و انت براحتك انتم عالم فقر.


عقد حاجبيه باندهاش من تحول والدته خاصه بعد ذهابها الي فيروز،ظن و هي تشير أن والده لم يفعلها أن حدث ما حدث في الماضي و ذكرتها فيروز به،لكن اختفي ظنه عندما جلست بكل هدوء تحدثه عن معامله والده لها و كيف استطاع كسب قلبها بعد أن أغلقته من أخر هزيمه التبست بها فالتقط العلبه من علي سطح المكتب و هم بالذهاب و هو يتأمل مظهرها و هو وافدا عليها يكرر طلبه و بدون والده فتنهد بعمق و زفر بحنق و هو يضغط علي العلبة براحتي يديه و عيناه تلمع بالفكرة الخبيثه و يدلف غرفه والده حتي يمليها عليه لكي يرضي بفيروز زوجه له لتنظر ريحانه في أثره نظرات غير مطمئنه من ناحيته.


ريحان دائما مختلف عن كل شئ حولها،فريد من نوعه،لم ترى رجلا مثله أبدا و لم تحب غيره قط، فمنذ صغرها لا ترى للرجوله معني في والدها، الرجل الذي لعب دور الأب المفقود و هو علي قيد الحياه،حتي أشقاء والدتها لم يمثلوا لها أي شئ،ليأتي هو و يدلف حياتها بدون استئذان يلاعبها علي أصابعه، و يتسابق معها في كل شئ،و يرى رسمها و يعجب به،لتشعر بالنضوج معه، و لكي تبقي عند حسن ظنه عليها تنفيذ توجيهاته بمنتهي الاتقان،و لكن ما يحيرها غموضه هل يحبها أم يستخدمها أله لكشف ألاعيب والدها،،نظراته تجعلها أحيانا تشعر أنها أغلي و أهم شخص في حياته،،و أحيانا أخرى تشعر أنها ليست الأغلي تشعر أنها تركض خلفه،أما يكفيها حياتها المعقده ليظهر هو و يجعلها أصعب و أعقد؟خسرت من قبله الكثير و أهمهم ذاتها و لكنها ليس لديها أدني استعداد لخسارته لأنها وجدت به ما افتقدته من ذي قبل،ذهب اليها بنفس الخاتم الذي ذهبت والدته به و لكنه كان شاردا و هي تتقبله منه مستغربا لقبوله ،نظرت نحوه و تنحنحت كي ينتبه لها و سرعان ما علت الابتسامه تزين وجهه و الأكثر من ذلك غمزها بعينيه لتشعر شقاوة بداخلها لم تعهدها من قبل

*****


انتهي يومهم مع وعد منه باجلاب والده و لكن في اليوم التالي هاتفها رقم مجهول الهويه ردت علي الفور لتتفاجئ أنها سمر ،شكت في أمرها من أين علمت برقمها،ترجتها سمر أن تأتي اليها لتخبرها بأشياء مهمه عن والديهما لتسخر فيروز قائله


-خير ماتوا و خلصنا منهم أخيرا و لا ايه؟و بعدين أنا خلاص مبقتش أعترف به انه أبويا،أبويا مات من زمان يوم ما مات أخويا الصغير.


أخذت سمر تترجاها أن الأمر مهم وافقت فيروز علي مضض و لكن شرطت بالمكان الذي تختاره


-خلاص طالما مصممه قابليني علي باب الكليه،أصل الحرس عمرهم ما هيدخلوكي مش علشان لبسك لا سمح الله،لا علشان مش معاكي كارنيه.


ذهبت الي الجامعه لتتفاجئ بسمر تركض نحوها لتبتعد عنها فيروز سريعا يبدو أنها شكت في أمرها


-كده يا فيروز بتبعدي عني؟ايه خايفه لا أكون عايزة أخدرك و لا حاجه،متخافيش انتي أنصح مني ،مقابلني قدام كليتك و قدام الحرس،مع اني لو عايزة أعملها هعملها.


نظرت فيروز الي باب جامعتها و لم تعطي أدني اهتمام بحديثها


-انتي قلتي انك عايزاني في حاجه مهمه،أعتقد ان الحاجه دي مش محتاجه  حضن مطارات،أصلا العلاقه ما بينا سلبيه،و لا انتي واخده علي الأحضان؟


كادت أن ترد عليها و لكن أتاها تليفونا من فادي ليخبرها أنها مراقيه من شخص ما لتذهب سريعا قبل أن ترى هذا الشخص ،ذهبت بطريقه جعلت فيروز تصيح بها


-يا سمر،روحتي فين،التليفون ده جاي من مين،يا ربي ايه الورطه دي بقي أنا ايه اللي نزلني أقابل المعتوهه دي،يا خوفي لا ريحان يعرف .


تفاجئت بمن يقف أمامها بابتسامه بشوشه تعلو وجهه  ذلك الذي كان يراقب سمر من قبل ريحان ليصادف أنه رأها مع فيروز


-عصام!يا نهار اسود و مهبب،كده خبطتين في الراس هيوجعوني أوى،بليز بلاش تقول لريحان انك شفتيني مع المعتوهه سمر،بلاش تقول انك شفتني أصلا.


كانت بذلك الموقف بينما هو قابعا بداخل مكتبه في قسم الشرطه يقسم بداخله  مثل يمين القسم الذي افتعله منذ دخوله هذا المجال،أقسم أن يجعلها ترد الدنيا بعيدا عن نظرة والدها المشوهه، وتحيا كمن هم في حاله اجتماعيه أفضل منها و الأهم أن تحبه بنفس درجه حبه لها،وليس مجرد تحصيل حاصل في حياته أو تفعيل رمز الحمايه،كل هذا اختبار صعب بالنسبه له،و هو قد أقسم أن يجتاز هذا  بنجاح

******************************


  •تابع الفصل التالي "رواية غيبيات الفيروز" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent