رواية قدر و وصال الفصل الرابع عشر 14
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
____________________
الفصل الرابع عشر
رواية قدر ووصال
بقلمي: هدير ممدوح
وما الحب إلا دعوةٍ صادقة بجوف الليل 🤍
مقيدة قدر على أحد الكراسي بجانب شقيقتها، وتذكرت ماحدث عندما جاءت.
"عودة للوراء"
كانت تفك قيد شقيقتها، في حين استمعت إلى صوته البغيض خلفها، يقول بغلظة:
_جدعة ياحلوة، جيتي لوحدك.
وقبض على يدها مقيداً حركتها، حتى أجلسها رغماً عنها على المقعد المتواجد بجانب شقيقتها،وجاء بحبلاً سميك وقيد يدها،وقدمها صرخت قدر قائلة:
_سيبني ياسيد أحسنلك.
قال ساخراً وهو يقطع من الشريط اللاصق:
_بقا يتقالي سيد حاف كده.
وضع على فمها اللاصق بقوة، وقال:
_مسافة الطريق ياحلوة هجيب تذاكر سافرنا، ونمشي، من هنا ياجميل.
تركهم سيد وغادر، وبداخلها تدعو الله ان ينجيها.
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله، الله أكبر.
"عند علاء"
ولج لمنزله، وما ان رأوه حتى فزعوا واقفين من مظهره، اقتربت ألفت منه قائلة:
_علاء إيه الدم اللي على قميصك ده، وماله كتفك.
قال سريعاً وهو يمر من أمامهم:
_مش وقته ياماما.
ذهبوا جميعهم خلفه، وتوقفت والدته أمامه قائلة:
_يابني إيه اللي مش وقته دلوقتي، عاوزة افهم في ايه.
صاح علاء بحدة خرجت رغمًا عنه من منبع قلقه قائلاً:
_رهف وقدر اتخطفوا، وأنا انضرب عليا نار إمبارح ممكن تسبوني دلوقتي، عشان اعرف اتصرف.
صدمة احتلت وجوههم وشهقت وصال بفزع قائلة:
_سيد اللي عمل كده.
قال علاء وهو يصعد درجات السلم:
_أيوة.
بدل علاء ملابسه، ورن هاتفه فاستقبل المكالمة وقال :
ايوة ياشهاب جهزت الفريق.
أجاب شهاب مؤكدًا:
'أيوة يا علاء كله جاهز.
علاء:
_تمام انا هطلع قدامكم، وانتو تعالوا ورايا على العنوان اللي بعته.
و انهى علاء المكالمة دون انتظار رد من الجهة الأخرى، وهبط للاسفل تحت انظار الجميع وقاد سيارته منطلقاً.
. . . . . . . . . . . . . .
جلست وصال على الأريكة باكية ومسدت أميرة على كتفها بأعين تتلألأ بها الدموع وقالت:
_متخفيش ياوصال علاء هيرجعها.
ردت وصال بصوتٍ ممزوج بالبكاء:
_خايفة، يا أميرة خايفة، لا يكون فات الأوان،وسيد ده عملها حاجة،كل ما اقول خلاص الحياة هتضحكلنا، بتحصل حاجة في لمح البصر تمحي فرحتنا.
صاحت ألفت قائلة بحدة تجلت في نبرتها:
_بطلوا عياط منك ليها، مالوش لازمة، قوموا نصلي ركعتين وندعيلها يلا.
هزوا الفتيات رؤسهن بنعم واستقاموا واقفين.
••••••••••
مرت ساعة، جالساً علاء بسيارته، يقود بسرعة البرق، غير عابئ لشئ، ضرب قبضة يده على سيارته وقال بعصبية:
_لسة كمان نص، بس والله لوريك ياسيد نهايتك على ايدي قربت.
عند قدر ورهف كانت تتفحص بنظرها المكان على أمل إيجاد شيء يخلصها بما هي فيه، أخذت دموعها تتساقط، من قلة حيلتها، بعد قليل جاء سيد وقال وهو بيده ثلاث أوراق:
_بصي ياحلوة دول تذاكر سافرنا هنمشي وعلاء مش هيعرفلنا طريق.
تقدم منهم ليقف أمامهم، ونزع اللاصق من أعلى فمها فقالت قدر:
_مش هتقدر تعمل حاجة ياسيد، لأني قبل ما اجي هنا بعت رسالة لعلاء فيها العنوان وخلاص زمانه على وصول مش هيرحمك.
ارتفع كف يده وهبط به على وجنتها، فصرخت هي بتأوه واستدار وجهها للجهة الأخرى من شدة اللطمة، نظرت إليه وقالت وهي تستفزه:
_إنسان جبان، ده أخرك أستقوى عليا زي ما أنت عاوز بس صدقني مش هتلحق تعمل حاجة.
قبض سيد على فكها بقوة وقال بغضب:
_فين نظرات الخوف اللي كنت بشوفها فعنيكي ها، فين قدر اللي مكنتش تقدر تفتح بُقها بكلمة، دلوقتي بقيتي تستقوي بعلاء، أحسن مني في إيه هو عشان تحبيه قوليلي.
نزع يده بعدما تركت أثارها على وجهها وقالت:
_أنت إنسان مريض، اولا انت محرم عليا لانك جوز امي والمفروض انك زي ابويا لكن أنا كنت غبية عشان مقولتش لأمي على كل عاميلك، صدقني أنا ندمانة على كل لحظة كنت ضعيفة فيها، ياريت كانت ماما عايشة، كان زمانها هي بنفسها خلصت عليك.
قهقه سيد بسخرية وغمغم بإمتعاض:
_بس مالحقتش، أصل أنا خلصت عليها قبل ما تخلص عليا، كنت عامل حساب اللحظة دي، وكمان زهقت منها هي كانت العقبة الوحيدة اللي فحياتي واتخلصت منها.
اعتلت الدهشة ملامح وجهها وقالت بجمود:
_تقصد إيه بكلامك ده.
أبتسم بمكر وقرب وجهه من وجهها وقال بخفوت:
_أمك أنا اللي قتلتها ياحلوة.
تمتمت قدر بصدمة:
_إزاي قدرت تعمل كده، دي ماما كانت بتحبك أوى.
قال سريعاً:
_عشان غبية، لأني محبتش ولا هحب غيرك.
هبطت الدموع من أُعينها، وكل ذلك يحدث تحت انظار رهف التي تبكي بصمت.
قالت قدر :
_حرام عليك، أنت إنسان مريض، وأنا عندي إستعداد، أموت نفسي على إني اكون تحت رحمتك لحظة واحدة.
رد سيد قائلاً:
_وأنا عندي اقتلك بدل ما اشوفك مع حد غيري، والحكاية كلها مجرد دقايق كوباية عصير بسم نفس اللي جهزتها لمامتك وتحصليها.
استقام واقفاً وهو يخرج شيء من جيبه:
_يلا بقا كده هنتأخر.
ردت هي بخوف احتل قلبها وقالت:
_اي ده،دي حقنة ايه.
كسر هو الأمبول الذي بيده وسحب المادة وتوجه إليها قائلاً:
_متقلقيش ياروحي ده مش سم،ده مخدر هيخليكي تنامي،لحد مانوصل ما تخفيش كلها شكة دبوس،ومتقلقيش على أختك مش هديها عشان غلط على صحتها بس هضطر احطها في شنطة العربية عشان متعملش إزعاج على ما نوصل ياروحي، أنا مجهز كل حاجة.
أقترب منها وقبض على ذراعها، وحاولت هي التملص منه ولكنه نجح بحقنها بتلك المادة وقال:
_مجبرين نستنى شوية على ما ياخد مفعوله، هنزل احط اختك في العربية وراجعلك ياجميل.
وبالفعل قام بفك وثاق رهف وحملها ووضعها بالسيارة بعدما قام بتقيد قدمها ويدها مرة أخرى.
وعاد للأعلى، كانت قدر تحاول عدم الاستسلام ولكنها كانت تشعر بدوار وشعور بالنعاس، فك هو قيد يدها،وهبط لمستوى قدمها وبعدما أحل وثاقها، وقبل ان يستقيم واقفاً؛ قامت هي بدفع قدمها لأعلى فاصابت وجهه فسقط هو للوراء متأوهاً، فركضت هي للأسفل، ولكنه عاد واقفاً وقال بتهديد:
_حركة ذكية منك، بس فكرك كده هتهربي ده بعدك.
إستدارت للوراء وهي تهبط درجات السلم لتجده بالقرب منها فصرخت عندما شعرت بيده تقبض على كتفها، فسقطت على درجة السلم، وجذبت حجارة صغيرة كانت ملقاه جانباً وتجلت بها على رأسه، فتراجع للوراء صارخاّ من شدة الضربة وركضت هي سريعاً، ومازال هو خلفها تسبقه بعدة درجات، اصبحت بساحة الطابق الأول بالبناء ووقفت تتراجع للوراء وهو يتقدم منها ببطء وقال:
_هتهربي مني فين ياحلوة خلاص كده وقعتي.
شعرت بدوار قوي يهاجمها واستندت بيدها على العمود الذي كان بجانبها، وما أن رأته يقترب حتى تراجعت للوراء، نظرت خلفها وتفاجأت بأنها تقف على الحافة ولا يوجد خلفها سور يحميها من السقوط.
فقال هو:
_ها ياحلوة، مفيش قدامك حل دلوقتي أما الموت، او أنك تيجي معايا.
فردت ذراعها وارتسمت بسمة على ثغرها قائلة:
_يامرحباً بالموت ان كان راحةً لي من متاعب الحياة.
تبدلت ملامحه من السعيدة إلى القلقة وقال بحذر:
_قدر، لا استني أوعك تعملي كده أنتي فاهمة، خطا خطوة للأمام.
فقالت هي بتحذير:
أأقف عندك أوعى تقرب لي، أنتهت الحكاية.
تراجعت خطوة تلو الأخرى للوراء، وكادت ان تلقي بنفسها، حتى استمعت لصوته الذي تعشقه، صرخ علاء بأسمها وركض بإتجاهها سريعاً، قبض على يدها وجذبها لصدره، فابتسمت هي له واستسلمت لذلك الظلام الحالك الذي يلفها من كل جانب و أُغشى عليها، حدث ما حدث في لمح البصر، وتركها علاء برفق على الأرضية، ورمق سيد بنظرات حارقة، الذي بدوره ألتف راكضًا للأسفل وعلاء خلفه وهو يقول:
_المرة دي مش هرحمك ياسيد.
في نفس ذات الوقت جاء فريق من الشرطة فتم حصاره بالمنتصف، وشلت حركته، فقبض علاء على تلابيب قميصه من الخلف وقال:
_وقعت ومحدش سمى عليك.
رد شهاب قائلاً:
_سيبه لينا أنت ده، ودور على مراتك واختها.
رد علاء قائلاً:
_مراتي فوق أُغمى عليها، بس رهف مش عارف فين، وده اللي هنعرفه من سيد.
أمسك شهاب بسيد وقال:
_سيب الموضوع ده عليا وهات مراتك يلا.
ذهب علاء للأعلى وحمل قدر وتجلى بها أمام انظارهم، فتح له شهاب باب سيارته فشاهد رهف بها، وضع قدر بداخلها فقال:
_رهف أنتي هنا.
رد شهاب قائلا:
_كانت في شنطة عربيته، يلا أطلع أنت عشان تودي مراتك للمستشفى.
هز علاء رأسه و زفر براحة واطمئن قلبه بعدما وجدهم ، أنطلق بالسيارة وبالخلف قدر ورهف التي قالت ببكاء:
_عمو سيد قتل ماما.
تعجب علاء مما تفوهت به الصغيرة وقال:
_رهف احكيلي كل حاجه حصلت
سردت عليه رهف كل ماحدث، فقال علاء:
_يعني دلوقتي هي متخدرة.
هزت رهف رأسها وقالت بخفوت:
_أيوة.
مر الوقت واصبحوا أمام المنزل، تجلت رهف من السيارة، واجتمع الجميع حوله وقالت والدته عندما رأته:
_علاء يابني كتفك بيجيب دم.
نظر هو لكتفه، وتذكر عندما حملها، فكاد ان يصرخ من شدة الألم ومن الواضح ان جرحه فتح .
رد علاء قائلاً:
_انا بخير يا أمي، وسعوا عاوز أدخل قدر.
قالت وصال بقلق:
_إيه اللي حصل معاها هي كويسة صح.
سحبها علاء بيده السليمة وقال:
_نتكلم جوة مش وقته.
تحدثت أُلفت قائلة:
_وصال، أميرة ساعدوا علاء عشان يدخل قدر.
حملوها بين بعضهم، ووضعوها على أقرب أريكة لهم، أرتمى علاء بجسده على الكرسيّ، وزفر بعمق.
عانقت وصال رهف قائلة:
_متخفيش ياحبيبتي احنا كلنا معاكي.
تحدثت أميرة قائلة:
_نطلب دكتور ياعلاء.
رد علاء قائلاً:
_هي كويسة سيد خدرها كان هيسافر بيها، كام ساعة وهتفوق
ردت وصال قائلة:
'وهو فين دلوقتي.
سرد علاء كل ماحدث وما علمه من رهف.
فشهقت وصال قائلة:
_معقول، يعني هو اللي قتل خالتي مُنى.
هز علاء رأسه بنعم، فغمغت والدته قائلة:
_لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، هو في كده، ربنا يسترها.
واسترسلت حديثها قائلة:
_يلا ياعلاء يابني شوف جرحك ده وخدلك دش واستريح شوية،واحنا كلنا جنب مراتك مش هنسيبها.
هز علاء رأسه وبملامح جامدة استقام واقفاً وصعد للأعلى.
"بمنزل سامح"
جالس بمكتبه و أمامه رجلان ، غافلين عن تلك العاملة التي تسترق السمع من الخارج.
تحدث سامح قائلاً:
_أنا لهيت اللي أسمه علاء واظن أنه هياخد فترة على ما يتعافي، عاوزين نستلم الشحنة في أقرب وقت.
رد أحد الرجال قائلاً:
_وده بظبط اللي جايين فيه،موعد الأستلام أتأخر بس دلوقتي،لازم ندخل الشحنة.
قال الرجل الأخر:
' يبقا نتفق على المكان والساعة ونفذ.
رد سامح قائلاً:
_ يوم التلات الساعة 3 بليل لتسليم ده أنسب وقت.
رد أحد الرجال قائلاً:
_اتفقنا.
ابتعدت العاملة عن الباب فور إنهاء حديثهم متوجهة إلى المطبخ، وضغطت عدة مرات على هاتفها،وضعته على أُذنها منتظرة الإجابة من الجهة الأخرى،و جائها الرد:
_ايوة ياسمين في إي جديد.
ياسمين" العاملة ":
_أيوة ياعلاء بيه هما اتفقوا على ميعاد وعنوان تسليم الشُحنة الجديدة
علاء:
ــ قولي بسرعة.
_أخبرته العاملة بما استمعت له.
فهز علاء رأسه بإبتسامة نصر قائلاً:
_تمام يـ ياسمين، لو في إي جديد بلغيني بيه.
مرت بعض الساعات، كان الجميع ملتف حول قدر، وما ان حركت جفونها حتى جذب علاء كفها يحتويه بين كفوف يده، وهو يجلس بجانبها على طرف الأريكة.
فتحت قدر جفونها ونظرت حولها واعتدلت في جلستها وقالت بصوت ضعيف:
_إيه اللي حصل.
رد علاء وهو يمسد على كفها:
_أنتي بخير ياحبيبتي مفيش أي حاجه حصلت.
غمغمت بخفوت:
_رهف فين.
اجابتها الصغيرة التي كانت جالسة بين وصال وأميرة:
_أنا هنا ياقدر.
أطمئن قلبها عندما رأت شقيقتها، ومرت أحداث اليوم أمامها فقالت بصوت متقطع :
_سيد قتل أمي ياعلاء.
عانقها علاء بيده السليمة واراحت هي رأسها على كتفه وقال:
_أوعدك هجيبلك حقك منه، هو خلاص دلوقتي تحت ايدي.
قالت أُلفت بتريث:
_يلا ياعلاء خد مراتك واطلعوا، وهخلي أم نور تطلع الأكل ليكم.
رد علاء بجمود وملامح غامضة:
_أنا عايزكم تنزلوا أسبوع عند قاسم يا أمي.
ضيقت ألفت عينيها قائلة بشك:
_وده ليه، سيد وخلاص قبضت عليه، خايف من إيه.
علاء بحدة تجلت في نبرته:
_مش عاوز أي مناقشة يا أمي هتقعدوا هناك أسبوع لحد ما الدنيا تهدا، جهزوا نفسكم هنسافر بليل.
_"طب وأنت "هكذا خرجت الكلمات من جوف أميرة
رد علاء قائلاً:
_هقعد معاكم يوم وهرجع عشان ورايا شغل.
واستقام واقفاً،ساحباً قدر خلفه وحاوط كتفها بيده السليمة وصعدوا للأعلى.
•••••••••••
توجهت قدر إلي المرحاض لتأخذ حماماً منعشاً يزيل عنها أعباء اليوم ولم تطل كثيراً حتى خرجت، بعد قليل طرقت العاملة باب الغرفة وهي تحمل بيدها الطعام، الذي أخذه علاء منه وأغلق الباب مرة أخرى وقال:
_يلا يا قدر تعالي عشان تاكلي.
لملمت قدر خصلات شعرها وتقدمت جالسة بمقابله وتناولوا طعامهم، وعادت العاملة وأخذت الأطباق الفارغة.
تمددت قدر على الفراش براحة، ليتقدم منها علاء وتمدد بجانبها.
تحدثت قدر قائلة:
_هي الساعة كام.
رد علاء قائلاً:
_اربعة،وعاوز دلوقتي اعرف ليه بتتصرفي من دماغك.
ردت هي بحنق قائلة:
_يعني إيه اتصرف من دماغي، كنت عاوزني أسيب أختي مثلًا.
علاء:
_لا بس على الأقل تقوليلي ونتصرف سوا.
قدر بصوتٍ عال:
_انا رنيت عليك أكتر من مرة، وبعدين بعتلك رسالة اعمل ايه يعني.
رد علاء قائلاً بحدة:
_كنتي تجيلي ونتصرف.
اجابته قائلة:
_مكنش عندي عقل افكر وقتها، أنت ليه مش حاسس بيا.
تنهد علاء بعمق قائلاً:
_وأنتي ليه مش حاسة بيا، تقدري تقوليلي كنت هعمل إيه أنا دلوقتي لو جرالك حاجة، لما شوفتك هترمي نفسك كان قلبي هيقف.
لانت نبرة قدر قائلة بحنان:
_خلاص ياعلاء أرجوك خلينا ننسى اليوم ده ونمحيه من حياتنا أنا عاوزة أنام دلوقت، و أوعدك أي حاجة هتحصل هبلغك.
همس علاء برفق:
_تمام ياحبيبتي، خلينا ننام شوية قبل السفر.
رمقته بتمعن قائلة:
_أنت هتنام هنا جنبي.
رد هو بسخرية قائلاً:
_معلش أعتبريني زي جوزك.
أولته ظهرها وقالت:
_تمام نام.
فابتسم هو بحب وذهبوا في ثباتٍ عميق.
دقت الساعة السابعة مساءً وتجهز الجميع للمغادرة أمسك علاء بالحقائب ووضعهم بالسيارة.
تحدثت أُلفت قائلة:
_يلا يابنات بسرعة خلينا نطلع.
خرجوا الفتيات، وتوقفوا أمام ذاك المنظر، وهم يشاهدون ثلاث سيارات واحدة منهم لـ علاء، وواحدة مليئة بالحرس والأخرى بها اثنان من رجال الحراسة
قالت ألفت:
_إيه ده ياعلاء يابني.
رد علاء قائلاً:
_ده عشان الأمان يا أمي متقلقيش يلا اركبوا.
صعدت ألفت وقدر ورهف بسيارة علاء، وأميرة وابنتها ووصال بالأخرى، وانطلقا.
مضت بضع ساعات في صمتٍ تام بينهم، حتى وقفت السيارات أمام بوابة سوداء ضخمة كان يقف أمامها قاسم وامرأة أخرى.
تجلى الجميع أمام السيارات، وألتف الحرس حول المنزل.
تقدم قاسم منهم وعانق علاء قائلاً:
_نورت بيتك ياولد عمي.
وتقدمت المرأة من ألفت عانقتها بمحبة قائلة:
_يا مرحب، يامرحب بالحبايب.
فردت ألفت قائلة:
_أهلًا بيكي يا أمينة
صافحت أمينة الفتيات ايضاً، وما ان ألتقت أعين قاسم بوصال، حتى غمز لها بعينيه فأشاحت وجهها للجهة الأخرى.
دلف الجميع للداخل وجلسوا بصالون المنزل،
وأمرت أمينة الخدم بأخذ الحقائب وتجهيز العشاء، اقتربت منهم أمرأة وفتاتان واحدة منهم تحمل طفل على يدها.
فاستقامت ألفت ورحبت وصافحتها قائلة:
_عاملة إيه يا أماني أنتي وبناتك.
ردت المدعوة أماني قائلة:
_بخير طول ما انتي بخير، ورمقت الفتيات بتعجب واسترسلت قائلة:
_أميرة وعارفينها، مين الحلوين دول.
أشارت ألفت على قدر قائلة:
_دي قدر مرات علاء.
شهقت المرأة قائلة:
_مرات علاء، وهو علاء اتجوز أمتى، محدش قال يعني، ده أنا حتى عمته أخت أبوه.
ردت أمينة قائلة:
_معلش يا أماني، مجتش فرصة نقولك وكل حاجه حصلت بسرعة.
أمتعض وجه أماني قائلة:
_عال، عال بقا مرات عمه تعرف وعمته متعرفش.
رد قاسم بحدة قائلاً:
_جرا إيه ياعمتي هنفضل نتكلم كتير.
هدئت نبرة أماني قائلة وهي تتفحص وصال:
_ومين دي كمان، لتكون مراته التانية.
زفرت ألفت بغيظ قائلة:
_الصغيرة أخت قدر، والكبيرة صحبتها.
ردت قائلة بحنق:
_أيوة يعني مقعدينش عند أهلهم ليه.
صاح قاسم بغضب قائلاً:
_عمتي، دول ضيوفنا، لا تقعدي ساكته وتحترميهم، لا تطلعي أنتي وبناتك فوق.
تحدثت ابنتها الصغرى بحدة قائلة:
_إيه ياقاسم هي سايبة ولا إيه، بتزعق فأمي ليه كده.
رمقها قاسم بحدة قائلاً:
_طول ما الكبار بيتكلموا، مسمعش حسك فاهمة.
ردت أمينة تحاول تخفيف التوتر بينهم قائلة:
_اهدى ياقاسم يابني، ومعلش ياجماعة حقكم عليا أنا، ويلا العشا جاهز قوموا يلا.
استقام الجميع واقفاً تحت إصرار تلك المرأة الودودة، وألتفوا حول الطاولة وتناولوا بعض اللقمات.
بعد قليل اجتمعت وصال ورهف بغرفة، وأميرة وابنتها بغرفة، وألفت بغرفة منفصلة، وعلاء وقدر بغرفة.
كانت قدر متمددة على الفراش وبيدها هاتفها تصب كامل نظرها عليه، فتقدم منها علاء وجلس بجانبها وهو ينظر لها قائلاً:
_بتعملي إيه.
ردت سريعاً:
_بلعب.
ابتسم بتسلية قائلاً:
_طيب هاتي دور.
غمغمت بتركيز على لعبتها:
_لا مش هديك.
مد هو أصبعه وضغط به على شاشة هاتفها عدة مرات.
فصاحت قدر قائلة بغضب:
_بس ياعلاء هخسر، خسرت أهو، ده أنت مستفز وبارد.
رد هو بإبتسامة نصر قائلاً:
_أحسن عشان مش راضية تخليني ألعب معاكي.
ردت هي قائلة بتذمر:
_وعمال تقولي أنا عيلة، اومال انت تبقا إيه ياشحط أنت.
رد هو بمرواغة:
_أنا يابنتي، انسان برئ وهادي جداً، شخص مسالم.....
قاطعته قائلة:
_بس، بس،ده إنت طالع شرير زي عمتك اللي كانت دي.
تبسم ضاحكاً وهو يقول:
_بمناسبة عمتي الشريرة، عاوزك تبعدي عنها هي وبناتها، تمام.
غمغمت بخفوت:
_تمام.
واسترسلت قائلة:
_أنت ليه عاوز تمشي ومش هتقعد معانا.
رد علاء قائلاً:
_همشي بكرة على اخر النهار كده، عندي مهمة صعبة شوية أدعيلي.
اجابته هي قائلة:
_مش بقلق غير من كلمة أدعيلي دي.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه 🌼
"عند نجلاء"
كانت بغرفتها تتحدث مع وائل، قائلة بدلال:
_كله تمام ياحبيبي مش فاضل كتير أول ما نحط إيدينا على فلوس وصال، هنهرب وأعيش الحياة اللي بحلم بيها.
أجابها وائل بتوتر قائلاً :
_أكيد، أكيد ياحبيبتي
ردت نجلاء بشك وهي تقول:
_مالك صوتك مهزوز كده ليك، أوعى تكون الفلوس عملت فيها حاجه، هما معاك صح.
اجابها بحدة تجلت في نبرته:
_كل حاجة عندك الفلوس يانجلاء، ما قولتلك خلاص معايا، حلي عن دماغي بقا.
ردت بغضب قائلة:
_ومالك بتزعق ليه كده زي الطور الهايج.
غمغم وائل مرتبكًا:
_نجلاء اطمني، كل حاجة هتحصل زي ما احنا عايزين، تمام.
ردت هي بخفوت قائلة:
_تمام، الحكاية قربت تنتهي وخلاص مش فاضل كتير.
كانوا غافلين عن أيمن الذي كان يقف بالخارج واستمع لحديثهم فقال بخفوت:
_النهاية فعلاً قربت تخلص يانجلاء بس هتكون نهايتك أنتي.
الصلاة خيراً من النوم، صدح صوت مكبرات المسجد معلنًا عن صلاة الفجر، فاستيقظ علاء ووضع يده على كتف قدر يهزها برفق قائلاً:
_قدر يلا قومي أصحي نصلى الفجر.
اعتدلت قدر بجلستها وقالت بخفوت:
_صحيت ياعلاء.
استقام هو واقفاً وسحبها من أعلى الفراش وقال:
_لو سابتك هتنامي تاني يلا قومي اتوضي أنتي الأول.
مرت قدر أمامه وهي تترنح في مشيتها حتي دلفت للمرحاض الملحق بالغرفة، وبعد قليل وقفا هما الاثنان خلف بعضهم يؤدون فريضة الفجر.
انتهو من الصلاة فجاء علاء بالقرآن الكريم وأخذ يُرتل بعض الآيات بصوته العذب وتردد قدر خلفه.
انهى القراءة ووضع المصحف جانباً وقال بهدوء:
_دعيتلي.
ردت قدر بهيام :
استودعتك عند الله الذي لا يضيع الودائع.
قبلها علاء من جبينها بحنو وابتسم برضا.
يتبع...
دمتم بخير.
•تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية