Ads by Google X

رواية نيران العشق و الهوي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

   

 رواية نيران العشق و الهوي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هدير ممدوح


 لا الحزن يستمر دوماً ولا السعادة تستمر، وبين هذا وذاك تقع أنت في المنتصف؛ ولكن تيقن ان لكل شيء نهاية.
أمام باب السرايا الداخلي، صاحت اعتماد يوجه مصطفى وهي تقول:
_كلام إيه ده يامصطفى، عاوز تكسر جلب ورد.
قال مصطفى بصوت منخفض:
_وطي صوتك يا مرات عمي، لحد يسمعنا.
رمقته إعتماد بتعجب قائلة:
_هو سر!.
قاطعها مصطفى قائلاً:
_اسمعي بس، اللي حصل من شوي ده خطة ما بيني وبين أيوب؛ لأن نفسي ورد تحن عليا بس.
صمتت إعتماد للحظات تفكر في أمره، وقالت بعدها:
_ان كان كده أنا كمان معاكم، وكلمة مني على كلمة منك هتوافج.
ابتسم مصطفى بسعادة قائلاً:
_يارب يامرات عمي توافج، لحسن الواحد ياخد خطوة الجواز دي صح..
هتفت اعتماد في عجل:
_وبتي تعيش طول عمرها مكسورة وندمانة، لا.
نظر لها مصطفى بتعجب مضيقاً عينيه..
فـ ارتبكت هي قائلة:
_اجصد يعني.. ما انت عارف هحب ورد زي بتي انا.
قال مصطفى على عجل:
_ماشي، ماشي يامرات عمي هروح أنا دلوج اخلص شغلي بدري وهرجع على طول.
غمغمت اعتماد بخفوت:
_ماشي ياولدي.
غادر مصطفى من أمامها توجهت هي إلى المطبخ.
•••••••••••••
دلفت اعتماد للداخل..لتجد ورد تجلي الأواني فقالت بتريث:
_اهو هيتجوز و أنتِ هتفضلي مكانك تغسلي مواعين وتخدمينا وبس.
ألتفتت لها ورد بوجه غاضب قائلة:
_ست إعتماد أنا دلوج مش طايجة نفسي لو رايدة حاچة اعملها ليكِ ماشي، غير كده سبيني لحالي.
اقتربت منها اعتماد ووقفت أمامها وقالت بهدوء:
_اسمعي الكلمتين دول الأول.. اللي هيعيش حياته في خوف طول عمره مش هيطلع منه، وبعدها الندم والتفكير هياكل دماغه، ويعيش زي الميت وهو لسه فيه الروح.
عقدت ورد ساعديها وقالت بتريث:
_عاوزة توصلي لأيه بالظبط.
ردت اعتماد قائلة:
‘مش عاوزة غير مصلحتك، بكرة مصطفى يتجوز وتخدميه هو ومراته، والخسران الوحيد هو انتي.
صمتت ورد قليلاً.. لتقول في حدة:
_الجواز جسمة ونصيب محدش هياخد حاچة بالعافية.. وبكرة يجيلي نصيبي.
انضمت لهم سيدة التي جائت منذ دقائق وقالت:
_الست اعتماد عندها حق يابتي فكري الاول.
هتفت إعتماد على عجل:
_ولو على أمه أهو هياخد البيت اللي جمبنا هو وايوب، يعمل إيه تاني.
هدرت ورد بنفاذ صبر قائلة:
_ايوة بس هو جال لامه تشوفله عروسة، أروح انا دلوج أجوله اتجوزني انا.. لا، انا مش هعرض نفسي عليه.
قالت إعتماد بحنق:
_مالك يابت ما براحة.. كله محلول طالما أنتِ وافجتي، الواد و هيحبك وعمل ده كله عشانك، واسمعي مني لما هيرجع من شعله هيجيلك.
غمغمت ورد بهدوء:
_يچي الأول وبعدين اشوف.
واضافت سيدة قائلة:
_ربنا يريح جلبك يابتي.
•••••••••••••••
قد اقترب النهار على الانتهاء..
انهت سهر مهامها لليوم و صعدت للأعلى، وصلت للطابق المخصص لها، دلفت للداخل وألقت نفسها على أقرب أريكة وقالت بوهن:
_صبرني يارب على الابتلاء ده.
تقدم منها يسري الذي خرج تواً من إحدى الغرف وقال:
_ابتلاء، احنا ابتلاء.
زفرت سهر بنفاذ صبر قائلة:
_يسري انا خلاص اتخنجت من كل حاچة مش كِده، لو كل واحد هيجف لتاني على الكلمة الناس كلها هتجتل في بعض.
جلس يسري بجانبها وقال ببرود:
_جومي اعمليلي فنجان جهوة راسي وجعاني.
حدجته سهر بنظرات ثاقبة حادة وقالت بحنق:
_يا أخي هو مفيش دم خالص، شايفني حيلي انهد، اصبر شوي.
قال يسري بـ إصرار:
_لا، أنا بجا عاوز فنجان الجهوة دلوج ياسهر.
قالت سهر بجمود:
_انده لاختك تعملك من الصبح اتتمرجع تحت ماسكة التليفون وجاعدة.
هتف يسري في حدة:
_لصبري حدود.. وبعدين لما انده لاختي، ابجا جايبك ليه.
استقامت سهر قائمة وهي تقول في حدة:
_هو انت جايبني اخدمكم.. وامك واختك كيف المتكسحين تحت.
وعلى حين غفلة وثب يسري قائماً ولطمها على وجنتها بقوة، فسقطت ارضاً..
وضعت سهر يدها على وجنتها وهي تكاد لاتشعر بها، وكأنها متخدرة… هبط يسري لمستواها وقبض على شعرها قائلاً في حدة:
_لو عليتي صوتك ولسانك ده طول مرة تانية اقطعهولك، ولو مكنش حد علمك الأدب أعلمهولك انا من أول وجديد..
ودفعها بحدة وهو يقول:
_يلا فزي جومي اعمليلي الجهوة.
•••••••••••••••••••••
“مساءً ”
عاد مصطفى من عمله، ليجد اعتماد بوجهه والتي قالت وهي تقف أمامه مباشرةٍ:
عاوزة البشارة.
انشرح صدر مصطفى وقال بعجل:
_خير يا مرات عمي.
ردت اعتماد قائلة بحماس طفلة:
البت ورد خلاص استوت، روح دلوج احكي معاها وهي موافجة.
ابتسامة زينت ثغره قائلاً:
_الكلام ده صُح يا مرات عمي.
هتفت اعتماد بعجل:
_صُح الصُح كمان وانا هكدب.
ابتسم مصطفى ببلاهة وهرول لمكان ورد دون ان يتفوه بشيء.. ولج للداخل فوجد والدة ورد تقف معها تعد الطعام.. حمحم هو بهدوء ليلاحظوا وجوده فقالت سيدة:
_طيب ياورد انا تعبت اسيبك دلوج و انتِ كملي.
كادت ورد ان ترد، فقاطعها مصطفى قائلاً:
_لا ياست سيدة خليكي، لازماً تسمعي الكلمتين دول.
وقفت سيدة مكانها.. و أردف مصطفى:
_ورد انا بطلب يدك للمرة التانيه وجدام والدتك انا شاريكي يابت الحلال، ومشكلتك في وجود أمي اتحلت ومش هنعيش معاهم،خدي وجتك وفكري.
هتفت سيدة قائلة:
_عداك العيب ياولدي.
غمغمت ورد بهدوء:
_وانا موافجة.
وكأن نبراسًا أضاء حياته و أزال عتمة قلبه، وتبقت فقط كلمتها التي كانت شُعاعاً من نور ليسلك درباً جديداً برفقتها.
لحظات مرت عليهم، خيم عليها الصمت فقاطعته ورد بحديثها:
_بس بشرط..
عقد مصطفى حاجبيه بتعجب قائلاً:
_و إيه شرطك!.
ردت ورد قائلة:
_نأجلها لما يرجع أيوب، أكون اتأكدت من جراري، وكمان جول لامك مدورش على عروسة عشان موجودة.
ابتسم مصطفى ضاحكاً و غمغم:
_موافج ياستي
••••••••••••••••••
مر شهراً كاملاً..
كانت السعادة تملئ قلوب ندى وأيوب به ..
أما سهر فخيم عليها حزناً شديداً فهي تعامل أسوأ المعاملة تفيق من نومها على صوت زوجها المزعج تعد لهم الطعام بالاسفل وبعد يوماً شاق تصعد..نحل جسدها كثيراً عن زي قبل وصنع منها الحزن شخصاً أخر..
أما بخيتة فقد لاحقت موضوع زبيدة وعلمت أنها كانت بالبلدة بالفعل؛ ولكن غادرت مرة أخرى مع حفيدها، فيأست من معرفة شيء عن حياة اعتماد، وكل ما يشغل بالها الآن هو إصرارها على زواج ورد من أبنها لماذا تفعل كل هذا؟!..
انفلق الصباح، معلناً عن يوم جديد..
“في سرايا وهدان ”
كانت تتحدث إعتماد مع أيوب بالهاتف وصاحت قائلة:
_ياولدي جرالك أيه أنت ليك فوق الشهر غايب، فوق لنفسك وانزل إيه ما صدجت تتجوز، عسل إيه هو ده كمان.
رد أيوب مازحاً:
_عسل نحل يما، هيكون عسل إيه يعني.
هتفت اعتماد في حنق:
_ياواد اخلص هتنزل امتى.
رد أيوب قائلاً بجدية:
_بعد بكرة هنكون عندك يا أمي.
هتفت إعتماد في ضيق:
_بعد بكرة، وانا اللي جُلت هتحجز على طول وتنزل.
قال ايوب بمرح:
_معلش بقا يا أمي، دي أيام مش هتنعاد تاني.
قالت اعتماد بتريث:
_طيب، سلام.
أنهت اعتماد المحادثة بعدما سمعت رده.
كان تجلس بجانبها أسعاف وبخيتة وفتحية
صاحت بخيتة قائلة:
جاي امتى.
غمغمت اعتماد ببرود:
_بعد بكرة.
تحدثت إسعاف قائلة:
_انتي مش ملاحظة ان البت سهر خست خالص.
هتفت فتحية على عجل:
_في بنات كده جسمها يخس على الزواج.
قالت اعتماد بامتعاض:
_مالكيش صالح رايحي حالك، هي كانت اشتكتلك.
رمقتها إسعاف بغضب وإشاحت وجهها للجهة الأخرى،وقالت ببرود:
_طيب أنا غلطانة .
••••••••••••••••••••••
“عند أيوب”
جلست ندى على الفراش بوهن وهي تقول:
_أيوب أنا حاسة حالي دايخة، مش جادرة افتح عيني حتى.
ترك أيوب هاتفه على الطاولة وتقدم منها قائلاً بقلق:
_ألبسي طيب خلينا نشوف دكتور.
اجابته ندى بخفوت:
_لا، ولا دكتور ولا خاچة هنام ساعتين يمكن الدوخة دي تروح.
أمسكت بالغطاء لتلاقيه على نفسها فجذبه هو عنوة وهو يقول:
_بلاش كسل وعند في صحتك قومي يلا البسي.
ردت ندى بضيق:
_جولتك مالوش لزوم عاد.
قال أيوب بحزم:
_انا قلت يلا، يعني يلا بلاش دلع قومي.
استقامت ندى على مضض وذهبت لتبدل ثيابها..
بعد مرور ما يقارب النصف ساعة..
صفت السيارة أمام إحدى العيادات النسائية..
دلفوا للداخل وجلست ندى.. وتوجه أيوب للاستقبال
وقام بحجز كشف وقد دفع مبلغاً زائد كي يدخل أولاً..
عاد لندى وجلس بجانبها قائلاً:
_احنا بعد اللي جوة.
تعجبت ندى قائلة:
_كيف ده هندخل قبل الناس دي.
رد ايوب بهدوء قائلاً:
_اه ما انا قطعت كشف مستعجل.
هتفت ندى بضيق:
_والله مكنش ليه لزوم ده كله.
تمتم ايوب بغيظ:
_بس يا ندى، بس ياحبيبتي.
دقائق معدودة وخرجت المريضة، ونادت ممرضة الاستقبال اسم ندى فدلفوا للداخل..
كانت تنظر الطبيبة لجهاز السونار بتمعن.. وأيوب وندى يرمقون بعضهم بقلق.. وما ان انتهت الطبيبة من الفحص سحبت منديلاً ورقياً و أعطته لـ ندى..واستقامت لتجلس خلف مكتبها جلس أيوب امامها بتوتر قائلاً بقلق:
مالها يا دكتورة؟
انضمت لهم ندى..
فقالت الطبيبة بعملية:
_مبروك مدام ندى حامل، هكتبلها شوية فيتامينات تمشي عليها فـ الأشهر الأولى من الحمل..
رمق أيوب ندى بعدم تصديق وقال متعجباً:
_ده بجد احنا مالناش غير شهر وحوالي خمس أيام متجوزين.
ردت الطبيبة بعملية:
_عادي جداً يا استاذ ايوب.. وناولته الروشتة وتابعت..
_ألف مبروك مرة تانية، ومفيش أي قلق.
أخذ منها الورقة.. وسارت ندى بجانبه كالمتغيبة حتى صاحت خارج العيادة قائلة:
_يعني هبجا أم.
ابتسم أيوب بسعادة:
_وانا هبجا اب..
وحملها ودار بها تحت انظار المارين فصاحت به ندى قائلة:
_نازلني يا أيوب نازلني الناس هتتفرج علينا.
وضعت رأسها على صدره وحاوط هو بيده خصرها وتمتمت بخفوت:
_انا دُخت.
غمغم بهدوء:
_خلينا نرجع الأوتيل.
ابتعدت ندى عنه وهتفت بعجل:
_لا خلينا نجيب حاجات للبيبي.
قال أيوب بتعجب:
_مش لما نعرف جنسه إيه.
اردفت ندى بحماس طفلة:
_يا أيوب أنا فرحانة جوي..وهستنى التسع شهور دول يخلصوا في أسرع وقت، يلا خلينا نروح.
ابتسم أيوب ضاحكاً وهو يقول بمرح:
_همي بينا يابت عمي.
••••••••••••••••••
وقفت سهر أمام مرآة الزينة تنظر لنفسها.. مررت يدها على وجهها لترى تلك الكدمة بوضوح، و ذبول وجهها..
وكأنها وردة اقتطفت من إحدى الحقول فذبلت اوراقها..
دمعة هاربة سارت على وجهها فأزاحتها بعنف قائلة:
_شهر وخمس أيام تمنيت فيهم الموت أكتر من الحياة..عدوا كأنهم سنين جافية، جفت قلبي معاهم..
قاطعها صوت زوجها الأجش وهو يطل من الباب:
_بت ياسهر انا ماشي، غيري وانزلي لامي.
غمغمت سهر ببرود:
_ماشي..
استمعت لصوت إغلاق الباب، فنتفض جسدها على أثره.
وأردفت بجمود:
روحة بلا راجعة ياولد رشيدة إن شاء الله، عاوزني انزل لامك، ماشي أنا هوريك أنت وامك.
توجهت لباب الطابق وقامت بأغلاقه باحكام وامسكت بالمفتاح قائلة:
_خليني اشوف ازاي هيدخلوا.
مر ما يقارب النصف ساعة..
واستمعت لصوت طرقات عالية على بابها.. فوضعت يدها على أُذنها تحاول ان لا تستمع لذلك الضجيج.
جائها صوت رشيدة البغيض من الخارج:
_أنتِ يا مقصوفة الرجبة لساتك نايمة، جومي يابت..
وازدادت طرقاتها عنفاً عن ذي قبل..
فقامت سهر بتشغيل التلفاز ورفعت صوته لأقصى حد.
وجلست أمامه، وعانقت جسدها بارتجاف.
“من الخارج ”
تقف رشيدة وايمان ينظرون لبعض بتعجب وقالت ايمان:
_سامعة يما علت الصوت عشان متسمعش حِسنا.
ركلت رشيدة الباب بغضب قائلة:
_ماشي يا سهر يجي جوزك ويكسر راسك الناشفة دي، يلا ننزل يابتي هي اللي جنت على روحها.
••••••••••••••••••••
أمام السرايا جالس عتمان كالمعتاد..ليظهر بالقرب منه شاب طويل نحيل الجسد، أعين سوداء، وفم واسع يعلوه شارب خفيف منمق وبشرة خمرية..وثب عتمان واقفاً وتقدم منه الشاب وعانقه بقوة واشتياق وهو يقول:
_صالح ولدي، حمدالله على سلامتك.
ربت صالح على ظهره بعزم قائلاً:
_الله يسلمك يا بوي، وحشتيني..
ابتعد عنه عتمان قائلاً:
_خير ما عملت ياولدي برجعتك.
رد صالح قائلاً:
_ابنك بقا محاسب ومعاه شقة فالقاهرة وانا جيت عشان أعمل اللي مأجله، فضلت سنين تقولي مينفعشي أحنا مش قد المقام دلوقتي مالكش حجة.
نكس عتمان رأسه بحزن..
فعقد صالح حاجبيه قائلاً:
_مالك يا ابوي.
رد عتمان قائلاً:
_اللي جاي جري عشانه خلاص يا ولدي، مالكش نصيب فيه.
استفهم صالح قائلاً:
_يعني ايه؟
استطرد عتمان:
_سهر اتجوزت يا ولدي.
••••••••••••••••••••••
مساءً
عاد يسري من عمله.. فقابلته شقيقته و والدته على اعقاب الباب، وقالت رشيدة بمكر:
_سامع، سامع صوت التليفزيون العالي ده.
تعجب يسري وهو يسترق السمع قائلاً:
_ايوة مين اللي معليه كده.
هتفت ايمان:
_مراتك هيكون مين يعني
صاح متعجباً:
_اتخبلت دي ولا إيه، هطلع أشوفها..
قاطعته رشيدة قائلة:
_قافلة الباب على حالها.
هتف يسري بعجل:
_عندي نسخة تانية.
أسرعت خطوات ايمان وهي تقول:
_طاب يلا بينا.
صعدا للأعلى..
طرق يسري الباب بعنف وهدر في قوة:
_سهر افتحي الباب ده، بذوق بدال ما افتحه انا، وهتشوفي هعمل فيكِ إيه.
دب الذعر ثنايا قلبها من الداخل.. والتفتت تبحث عن شيء حولها وسرعان ما تذكرت وهي تقول:
_إيه ياسهر نسيتي ان تليفونك اخدوه منك، ولو امك رنت كانوا يقفوا جمبك كيف الحرس.
انفرج الباب على حين غفلة منها..
وانصدمت سهر عندما رأتهم أمامها..
حاولت الهرب والركض الي داخل إحدى الغرف لتحتمي بها، فهرولت إليها إيمان وقبضت على خصلات شعرها قائلة بحقد:
_كنتِ هتهربي منا فين، من الصبح أنا وامي نخبط عليكِ تقومي تعلي التليفزيون وتقفلي الباب من جوة.
صرخت بها سهر قائلة:
_سيبي شعري يا جليلة الرباية.
اقتربت منها رشيدة ولطمتها بعنف على وجهها وهي تقول:
_وهو حد جليل الرباية غيرك، والله لعلمك الأدب.
اقترب يسري وهو يخلع حزام بنطاله ويلفه على يده قائلاً:
_التربية دي عليا ابعدوا انتو.
اردت سهر إلي الوراء بذعر وهي تقول:
_هتعمل ايه يا يسري.
رفع يسري الحزام للأعلى وهبط به على جسدها وصرخت صرخة دوى صوتها بالمنزل بأكمله.. تحت نظرات إيمان و رشيدة الشامتة.
وصاحت به رشيدة قائلة:
_بس يا ولدي صوتها هيلم علينا الجيران، كفاية كده.. احنا نرميها برة البيت وترجع لاهلها وانا اجوزك ستها.
التقط يسري أنفاسه قائلاً:
_ياريت يما لحسن الواحد حاسس انه لتجوز ولا شاف جواز.
مالت عليها رشيدة تسحبها قائلة:
_جومي يابت، بلاش دلع.
امسكتها إيمان من اليد الأخرى وقاموا بجرها للخارج.. وسارت معهم سهر كالمتغيبة.. حتى ألقوا بها أمام الباب.
هتفت إيمان بحقد:
تستاهلي، انا كده شفيت غليلي عشان كنت متغاظة منك، وانتِ دلوج هترجعي لاهلك بهدومك اللي عليكي وبشعرك كمان، أحسن.
قالت رشيدة بغل:
_ وانا ِكده ابجى خدت حجي من اعتماد اللي رافعة مناخيرها فالسما.
ودلفوا للداخل بعدما اغلقوا الباب بأحكام.
••••••••••••••••
كانت تدور تلك المكالمة المجهولة بين شخصين.. قال أحدهم بشر:
_ندى و أيوب بعد بكرة هيوصلوا، وقبل ما يوصلوا عاوزة اسمع خبر موتهم.
رد الشخص الأخر قائلاً:
_كله تمام وهما تحت المراقبة، مش هيلحقوا ينزلوا البلد.
رد الشخص الأول قائلاً:
_عفارم عليك.
 

google-playkhamsatmostaqltradent