Ads by Google X

رواية غيبيات الفيروز الفصل الخامس عشر 15 - بقلم مروة البطراوي

الصفحة الرئيسية

 رواية غيبيات الفيروز الفصل الخامس عشر 15 

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 

اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.

____________________

غيبيات الفيروز 

قاد ريحان سيارته مسرعا و بغضب تملكه منذ لحظة لفظها بكلمه حيوان و ما ان وصل الي مكان مثل الصحراء انحرف بسيارته نحو زاويه و هبط من السيارة و سحبها مرة أخرى ليوقفها أمامه،شحب وجهها و بدي كلون الكركم،أما عنه فكان وجهه محتقنا بالدماء،ابتلعت ريقها بصعوبه تشعر بانقطاع أحبالها الصوتيه،تحاول جاهده الاعتذار منه عن سوء تدخلها،تعلم أنها محطئه .


-ريحان أنا بس كنت بحاول أوقفها علي رجليها مش أكتر،انت اللي ضايقك شيتمتي صح؟أنا أسفه،مش قصدي بس في لحظة تخيلتك ناشد.و اللب كان بيعمله فينا .


صمتت عندما وجدته يطبق علي خصلات شعرها القصير بقوة كاد أن ينتزعها بين يديه،يقرب أذنيها من موضع شفتيه يهمس كفحيح الأفعي


-انتي مين علشان تقوليلي يا حيوان؟الظاهر انك رمامه بس أنا هربيكي و هعرفك ازاي تتكلمي معايا،أبويا كان عنده حق بنت ناشد مش هتليق بيا.بنت ناشد نشاز زيه .


لم تستطع الرد فهي من سمحت له أن يتفوة بتلك الكلمات البغيضه عنها،شعرت بالدماء تنسحب من رأسها و المكان يطبق علي أنفاسها يخنقها بالاضافه الي محاولتها للابتعاد و لكنها كانت محاصرة من بينه و بين باب السيارة كأنه يريد زهق روحها بلا رحمه لترتجف علي صوته و هو يصيح فيها بغضب


-انطقي يا بنت ناشد،لأني مش هعتقك  النهارده من تحت ايدي الا و انتي سافه التراب،أنا حيوان يا فيروز،الحيوان اللي لمك و خاف عليكي.ده انتي كنتي هضيعي .


ردت بصوت ضعيف متحشرج


-مش قصدي و الله يا ريحان،أرجوك صدقني،أنا بعترف اني غلطت سامحني،أنا لما شفتك بترميها علي الأرض ما فرقتش بينك و بين ناشد .هو كمان كان بيرمينا علي الارض.


لم يتوقف عن محاصرتها بل شدد علي خصرها بيده يكاد يعتصرها حتي شحب وجهها بينما هو ابيضت مفاصل يده و هو يطبق بها خصرها،أخذت تتمغص و تتلوى منه ليبدأ بازاله يده قليلا ليجدها تنساب علي الأرض تسقط علي ركبتيها و هي تحاول كتمان بكائها و لكن بدون شعور أجشهت في البكاء لتجده يهبط و يجلس علي عقبيه يخرج منديل من جيبه يمسح دموعها بكل برود قائلا


-خدي من ده كتير و اشربي المر اللي أبوكي شربه لعيلتي،بس متنسيش و انتي بتلعبي بالنار انك علي اسم ريحان الجمال،ايه هتغني ليا تاني؟و هتضحكي عليا؟


أشاحت بوجهها الي الجانب الأخر فابتسم هو بخبث هادئ


-خلاص براحتك بلاش تغني،تعرفي ان صوتك حلو أوى و اللي يسمعك يفكر جوهرة نادرة؟بس للأسف فالصو،ملكيش لا سعر و لا قيمه.انت بس اللي كنت هعملك سعر 


ثم استطرد و هو يسحبها و يرفعها معه من علي الأرض


-أه بمناسبه اسمك أنا وصيت  الجواهرجي بتاع العيله يعملك طقم بحجر الفيروز،يالا بينا نروح نجيبه و ألبسه ليكي بالمرة،قصدي الحيوان يلبسه ليكي.غي رقبتك و يسحبك منه زى البهيمه بالظبط كدة 


ما ان أتم جملته حتي سقطت علي الأرض مرة أخرى يبتسم اليها في شماته لأنه استطاع اهانتها،حاولت لملمة شتات أمرها و هي جالسه علي الأرض تتساقط دموعها مرة أخرى و لكن بغزارة من ذي قبل،قلبها يقف من الحزن تريد أن تتركه للأبد بسبب اهانته لتهمس تحاول ترفض أي شئ منه


-شكرا مش عايز منك حاجه،في حد برضه يعمل كده لواحده واطيه زيي،من فضلك طلقني و رجعني بيت أمي،و أنا أوعدك انك مش تسمع عني تاني.و مش تشوفني


اندهش من محاولتها للاحتفاظ بجزء من كرامتها،و شرد بما افتعله بها جراء كلمة منها،جلس بجوارها علي الأرض يحاول احتضانها برقه و هي تنظر له ببغض شديد لتجده يدفن رأسه بين ثنايا عنقها


-حقك عليا أكيد أنا مش أقصد أهينك بالشكل ده،بس صعب عليا و انتي بدافعي عن واحده كانت هترميكي لواحد ياخد شرفك،أرجوكي متدخليش في شغلي تاني.و مضيعيش فرصه انا بحاول اخد فيها حقك .


لم تتقبل اعتذاره بل ابتعدت بعنقها عن مسقط رأسه عليها و ما زالت تتساقط دموعها الحزينه فصدم من رفضها لأي محاوله منه ليتحدث بصرامه


-تعالي نروح،اليوم مش لطيف،كان لازم تصممي تطلعي معايا الطلعه دي،عموما أنا اللي غلطان اللي بسمع كلام عيله زيك،انتي مالك بيا حتي لو قتلتها؟انا اللي هضيع مش انتي .انتي هتفضلي زى ما انتي حرة.


نظرت اليه باحتقار و من ثم تحدثت بصوت متحشرج


-لو قتلتها هتبقي مجرم و كل اللي حواليك اللي معتمدين عليك هيتحرموا منك،ما عدا انا  لأن بعد اللي حصل انت مبقتش فارق وجودك من عدمه.بالعكس عدم وجودك نعمه في حياتي


وصل غضبه لأعلي المراتب فصرخ بها لدرجه أن لصوته كان صدي رج الأركان


-لو أنا مش فارق وجودي من عدمه ه ليكي هيبقي انتي ملكيش وجود أصلا يا فيروز،تحبي أموتك و أموت نفسي و نخلص من الدراما دي دلوقتي؟انت بجد اوفر .


استوعبت ما يقوله لتلتقط سلاحه من جيبه و تصوبه نحو رأسها لينظر لها بكل جمود


-تعالي نروح يا فيروز،مفيش داعي لجنانك ده،انتي مفكرة اني مقدرش دلوقتي أطير السلاح ده من ايدك،فكرتني انتي لازم تتعلمي الضرب عليه.علشان لما ابقي معدوم تدافعي عن نفسك 


لن تتهاون في حقها من بعد الأن فهتفت برفض صارم


-مش هينفع يا ريحان أروح معاك و نعيش تحت سقف واحد بعد اللي حصل النهارده،لازم ترجعني بيتنا،كمان ارجع جامعتي امتحاناتي قربت.و مش فاضيه لحرب انتي عايزها  


نهضت و صعدت السيارة بكل هدوء ليصعد هو الأخر بجوارها يفود سيارته منطلقا لا يعلم الي أي جهه سيذهب بها ليبدأ التفكير في أمرها و الحيرة الذي أوقع نفسه فيها بين بقائها بجواره و بين ابتعاده عنه بسبب اهانته.


رفض عودتها الي منزلها و عدها ألا يلتقيا هذه الأيام لحين هدوئها و تخطيها الموقف،ذهب الي منزل جده بحجه أنهم ليس بينهم أي زفاف رسمي.كانت تجلس لياليها تنهمر دموعها،تتدفق كشلال، و لا تنفصل عن البكاء كأنها عزمت أمرها أن تغسل بدموعها ذنبها نحوه،لكن لا أي ذنب اقترفته بحقه،كانت تشعر بجانبي جسدها كما لو أنه يحترق و مع ذلك رافضه لأن تمحي ذنبه عنها،باتت لا تغادر غرفتها خاصه اذا جائت الفرصه و جاء للاطمئنان علي عائلته تفاديا لاندفاع جديدا منه،تتعذب علي يديه مرة أخرى،كما فعل بها أخر مرة،بالرغم من أنه أظهر لينه بعده الا أنها شعرت أن هذا اللين مجرد وسيله لاخضاعها،تركت الأمر بينهم لوالده لعله يكون قاضي عادل بينهم يحكم ببرائتها من كافه الاتهامات التي يلحقها بها و يحكم عليه باعدام لسانه عن كل الهرائات التي تفوه بها،أما عنه بات يعفيها من مواجهته ببقائه بعيدا عن المنزل ثلاثه أسابيع لم يأتي فيهم الا ثلاثه أيام و ليلا بعد لأن تغلق نور حجرتها.

*******


بمرور الأيام و هي تتعافي رويدا مما حل بها و بلغته الأخبار أنها تود رؤيته و ما ان هرول سريعا اليها و وصل الي منزل جده لكي يتجهز لرؤيتها حتي أتاه طردا بريديا نحاه جانبه و قام بالاستحمام و من ثم ارتدي ملابسه ليكون في أبهي صورة ليقابلها و لكن أتاه هاجس في عقله يملي عليه أن يفتح الطرد ففتحه و ياليته ما فتحه وجد رساله كالأتي


-ريحان الجمال علي فكرة انت مغفل الرساله دي معاها تسجيل صوتي لفيروز و هي بتتفق مع أبوها علي أبوك و عليك و لو مش مصدقني يوم ما كنت تعبان و هي جاتلك البيت سرقت ورق من دولابك،الورق دلوقتي عند ناشد،و علي فكرة الاتصال كان تاني يوم كتب كتابك عليها.


بالفعل قام ريحان بتشغيل الشريحه ليتأكد انه صوتها و اتفاق منها و تعهد لناشد أنها ستنتقم من عائله الجمال أشد الانتقام.


الطرد كان نصفين و الرساله نصين النص الأخر و الذي كان القشه التي قسمت ظهر البعير هي صور فوتغرافيه و هي بأحضان فادي يوم زيارتهم لسمر


-هتعرف ليه أصرت تيجي معاك لسمر علشان تقابل فادي و دي صورهم في عربيتك و هما بينجسوها ،خافوا لحد يشوفهم راحو يستخبوا في مدخل العمارة،عرفت ليه طلعت تنقذ سمر من تحت ايدك و قالت ليك يا حيوان،علشان سمر عندها كاميرات مراقبه علي السلم فيروز اكتشفتها فقالت تتقي شر سمر و تقف جمبها.

******************


كور قبضتي يده من سوء ما شاهده في هذا الطرد و توجه مسرعا نحو بيت والده و للغرابه أنه دلف مبتسما يحمل الثبات بين أضلاعه


-متتصوريش الأيام و أنا بعيد عنك عدت عليا ازاي.انا من غيرك مسواش


بلهاء حينما صدقته


-بجد يا ريحان؟يعني خلاص مش هشوف منك تصرفات مقرفه تاني؟


ابتسم بخبث قائلا


-طبعا و قررت أصالحك و أعتذر لك قدام الكل و نسافر سوا يالا بينا.و بلاش حد يعرف اعتبرينا هاربين 


جذبها متسرعا فأوقفته و هي تعقد ما بين حاجبيها قائله


-لا مش بالسرعه دي أنا مش جاهزة و بعدين محدش يعرف اني جايه معاك.ليه لا طبعا لازم الكل يعرف هو احنا بنسرق


ابتسم بسخريه علي اصطناعها للأدب


-لازم يعني يعرفوا؟طب ليه؟هو أنا مش جوزك.و انتي مراتي 


شعرت أنه حزين بسبب عدم ثقتها فيه فوضعت يدها في ذراعيه


-معاك حق يالا بينا.انا معاك لاخر العمر حتي لو هتوديني فين 

*********


ماذا يحدث ان كانت المرأه هي عمود البيت و فجأه يسقط العمود بدون سابق انذار،و هذا ما حدث هنا بعد معرفتها بكل شئ عن ابنها و زوجته،سقطت علي الأرض و كانت تسمع،و تشعر بجسدها،فقط لا تقدر علي تحريك أي جزء  لها،كان هذا في مجئ زيدان الذي اندفع نحوها فزعا فور رؤيتها تفقد الوعي،جلس علي ركبتيه أمام قدميها الممدده،يراقب تنفسها، و من ثم رفع رأسها ليضعها فوق ساقيه يحاول تمسيدها،لتفتح عينيها،ثم أشارت نحو الأعلي لابنتها زينب التي كانت ترتعش من سقوط والدتها المفاجئ و أنفاسها التي انقطعت فجأه


-اطلعي هاتي الدوا و جهاز الاستشاق من علي المكتب يا زينب.


أحضر هو و ساده بجانبه ليضعها  تحت قدميها حتي تحضر لها زينب الدواء مع كوب ماء،أمر باحضار قياس الضغط ليجده مرتفع،ساعدها علي بلع قرص الدواء بسرعه و ارتشاف الماء،و حاول أن يجلسها،لتكتم دموعها حين سألها ما بك لتسرد عليه ما علمته منذ لحظة احساسها بالتعب و هي تقود سيارتها بالقرب من منزل والدها لتهبط حتي تعتمد علي ريحان في توصيلها الي هنا و لكنها لم تجده و جدت كل الأشرطه و السيديهات و الرسايل لتشعر بوخزة في قلبها و من ثم طلبت سيارة أجرة لتلحق به حتي لا يفتك بفيروز بالخطأفمثل هذه الدسائس وقعت بها من ذي قبل،علمت من زينب ما دار بينهم قبل رحيلها

*******


كانت تغني بمرح و هي تدلف غرفتها لتجد زينب تنظر اليها


-ايه يا زينبو؟بتبصيلي كده ليه و المكر جوه عينيك؟عموما ريحان رجع و هياخدني معاه هنستجم يومين كدهون،عقبالك يا زينبو مع عمك نور .


نظرت اليها زينب بذهول


-مش عوايد ريحان يعني انه يفرح حد،ثم انه يعني موافقه تروحي معاه اي  مكان بعد اللي عمله فيكي؟انتي داخله علي شهر مش طايقاه.


زفرت فيروز


-بس يا بومه،ايه مش نفسك أكون مبسوطه،و لا اتعديتي مني في النكد،عموما سيبيني أنام و أحلم أنا ما صدقت انه اتغير حتي لو كان ليوم.


اندهشت زينب


-هو ايه اللي تنامي و تحلمي  انه يتغير حتي لو يوم،أخويا عايز يبقي ليه عمر قد عمره علشان يتغير،دلوقتي عرف انه غلط في حقك،مش مرتاحه.


تجاهلت فيروز كلماتها بل دلفت لغرفه والدتها تتبعها زينب


-قوليلي ماما فين؟أو بصي بلاش تعرف الا لما أمشي علشان عارفه انها هتحبكها أوى و مش هترضي اني أقضي يومين معاه،مالك يا زينب


ردت زينب ببرود


-مامتك نزلت الشغل مصرة ان محدش يبقي له جميل عليها،فيروز ممكن تستني مامتك أو ماما أو بابا؟أنا ممكن أنزل أمنعه،بس مش هيسكت ليا.


ابتسمت فيروز


-طيب بلاش تنزلي و الله ده شكله مشتاق ليا،و أول اما ماما تيجي خليها تتصل بيا و أنا هرد عليها،متخافيش عليا،يدوب ألحق هو مستنيني.


تعجبت زينب من عدم وجوده في الأسفل


-مستنيكي!مستنيكي فين؟دي حتي عربيته مش عند البوابه،فيروز هو جه هنا و لا اتصل بيكي و لا بعت لك رساله؟أنا بدأت أتوغوش و مش مرتاحه.


داعبت فيروز ذقنها


-يعني قلنا نعمل جو الحبيبه اللي هو أنا هربانه مع حبيبي،بس متقوليش لحد لا يقولوا عليا هبله،قوليلي مش عايز حاجه من الفسحه دي؟


هزت زينب رأسها بلا تركض فيروز نحو الأسفل تاركه  زينب بقلة حيله الي أن جائت ريحانه  و قصت عليها الأمر حتي انهارت تم سرد كل شئ لزيدان ليفتح عينيه علي مصرعهما لأنه تأكد أنه ابنه تحول الي ذئب بشرى لا يرحم.

**************


قاد بها السيارة حتي ساعات الصباح الأولي،يبتسم اليها تارة و يضاحكها تارة و يداعبها تارة و يحتضنها و يقبل جبينها كان طبيعيا معها،نظرت اليه و كأن ريحان كان يختزن كل شئ جميل يمطرها به لكي يكون معها رغم غضبه منها في السابق،شعرت أن مثل هذا الوقت كالأوقات الجميله و النادرة بينهما،تريده أن يكون علي هذه الشاكله فقط و دوما يفكر بها علي أنها حبيبته فيروز التي عاني طويلا من أجل الحصول عليها،هي أيضا تحبه و لكنها تشعر أنها ممزقه من ناحية أبيها المعدوم و بين واجبها ناحيه ريحان كزوجها،و لكنها تعود و تردد داخل نفسها أن ريحان سيتحمل كل شئ فهذا واجبه نحوها طالما ارتضي بها كشريكه.


تحركت السيارة فجأه بحده بينما كانت تطالع شيئا في التابلوه و كأنه كان قاصدا لذلك،هبط  من السيارة و أنزلها لتجد أنها لا ترى أمامها الا خيالات سوداء و أصوات نباح كلاب قادمه من بعيدا فضلا عن الذي أمامها،هذا هي بداية العقاب اللذي لم تتحمله فيروز حيث سقطت أرضا فاقده وعيها،نقلها ريحان الي المنزل بالداخل ،و هاتف الطبيب،و أعطاه العنوان،نسي الطبيب العنوان نظرا لحديث ريحان المتسرع ليقوم الطبيب بمهاتفه زيدان ليعرف منه العنوان بالتفصيل و ما أن أتاه الاتصال حتي هرع الي الطبيب و بالطبع ريحانه أصرت علي الذهاب معهم حضروا مسرعين لقصر المسافه و لكن ريحان أطال المسافه حتي يأتوا الي المنزل في الصباح قبل أن تشرق الشمس في الظلام الدامس،رأوها نصف مستلقيه علي فراشها في منزل ريحان،علمت صفا بنصف الحقيقه أن ريحان أخذ فيروز للنزهه و لكنها مرضت فأصرت أن تذهب معهم،جلست والدتها بجوارها و أمامها يجلس زيدان يطالعها بقلق،بينما ريحانه كانت لها وجهه أخرى مع ابنها


دائما تنظر الي ولدها علي أنه ليس مثل غيره من الشباب الطائشين،رسمت علي وجهها ابتسامه مصطنعه


-أخبارك يا ريحان؟يارب تكون بخير و بعقلك الكبير اللي أنا ديما متعوده عليه،عمرى ما شفتك طايش و لا بتاخد حد بذنب خبر متفبرك.


نظر ريحان نحوها لترتسم ابتسامه حزينه علي وجهه و هو يستعيد الذاكرة


-أنافاكر،اني الوحيد اللي دافعت عنها في حين ان كلكم كنتوا رافضينها،بس مفيش دخان من غير نار،عارفه أنا مبعوت ليا ايه عنها؟الحقيرة.


ابتسمت بسعاده علي تذكر أول موقف رأي فيه فيروز


-فيروز بريئه يا ريحان،نسيت أحكي ليك حكايتي مع أبوك،تحب تسمعها بالتفصيل؟أنا كنت زى فيروز بالظبط،و مش عايزاك تعمل معاها زى ما حصلي.


عقد ما بين حاجبيه بذهول


-كده كويس،بس هي مقالتش ليا علي مكالمه ناشد و لا علي فادي ده علي اعتبار انها بريئه،تقدرى تقوليلي ليه خبت عليا يا أمي؟الموقف مجنني.


أخذت ريحانه  الأله الحاده التي بيده


-ليه أنا احتفظت بسر لوحدي تلات سنين و مقلتش لأعز أصحابي؟الخوف يا ريحان،زمان أنا خفت من والدك و من ست كانت جبروت.


تسائل فيما بينه من هذه السيده التي تتحدث عنها أتكن من صديقاتها؟


-عشان واحده ست جبروت تخبي حاجه مهمه تلات سنين؟بأي حق يا أمي؟أنا برفض الغيبيات اللي ممكن  تدمر العلاقات،جايز بابا استحمل انما أنا لا.


تذكرت حالها فقد كان والده مثله تماما الاختلاف الوحيد أن زيدان لديه صديق من الممكن أن يؤثر عليه و لكنه رافضا للتجاوز و تمنت أن فيروز تبني هذه النقطه


-خلاص ممكن سماح المرة دي ،وطالما لسه ما واجهتهاش اوعي تفتح الموضوع معاها،أو افتحه و قولها الحقيقه و عرفها اللي وصلك و عرفها انها غلطت.


ابتسم ريحان بسخريه لا توصف ثم قال و هو يصفق من حول والدته


-ماشي موافق بس افرضي يا ماما طلع كل ده مش متفبرك و انه بجد و بحق و بحقيقي،أعمل ايه ساعتها؟برضه اوعي تقرب منها يا ريحان؟


زفرت ريحانه بحنق


-طب ما تبعت الحاجات دي للمعمل الجنائى تتأكد،و بعدها اتصرف زى ما انت عايز،المهم متبقاش عبي و تخسرها للأبد،وقعتها دي كانت فرصه بالنسبه ليك.

**********************************


  •تابع الفصل التالي "رواية غيبيات الفيروز" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent