Ads by Google X

رواية قدر و وصال الفصل السادس عشر 16 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

 رواية قدر و وصال الفصل السادس عشر 16 

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 
اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
الفصل السادس عشر 
رواية:- قدر ووصال 
بقلمي:- هدير ممدوح 

دقت الساعة الثالثة منتصف الليل تسلل علاء ورجاله وأخذ كل شخص منهم مكانه كما خططوا، بعد قليل إذدحم المكان برجالاً ومن بينهم سامح، وجاءت الشحنة وتجلى منها رجلاً قائلاً: 
_كله تمام ياسامح بيه، الشحنة كده بقت في عهدتك. 
رد سامح قائلاً: 
_مش لما نطمن الأول على البضاعة.. 
واسترسل موجهاً حديثه للشاب الذي بجواره قائلاً: 
_روح يابني اتأكد من كل البضاعة. 

كاد الشاب ان يتحرك حتى هجم عليهم فريق علاء بخفةٍ من الخلف ووضع كل شخصاً منهم سلاحه على جبين سامح ورجاله والأشخاص الأخرين. 
تحدث علاء بصوتٍ عال: 
_من غير مناهدة كله يسلم نفسه ويجي معانا كده زي الشاطر.. 
وهمس قائلاً بأذن سامح: 
_مش قولتلك أنت اللي هتخسر فالأخر، العبرة فالنهايات ياسموحة. 
على حين غفلة منهم وبلمح البصر لكمه سامح بقوةٍ على جبينه فارتد للوراء، واستغل الأخر ذلك هارباً فقال علاء بصوتٍ عال وهو يركض خلفه: 
_كملوا أنتو شغلكم، واخذ يركض خلف الأخر على عجل واردف بحدة: 
_أقف مكانك ياسامح كده هضرب عليك. 

ظل الأخر يركض بسرعةٍ لا يأبه لحديث علاء، وكاد علاء ان يتعثر بحجرةٍ ذت حجم كبيرة بعض الشيء، فألتقطها وألقاها على قدم سامح، فسقط سامح ارضاً وهو يمسك بساقه، وهرول علاء له.. 
رفع سامح نظره ليجده اقترب منه فاستقام واقفاً، وما كاد ان يخطو حتي جذبه علاء من تلابيب قميصه، ورفع سامح يده ليلكم علاء بها فقبض علاء على يده وثناها خلف ظهره وهو يقول بصوتٍ أجش: 
_مش أنا اللي استسلم بسهولة ،ولا أخلي مهمتي ناقصة. 
نظر سامح بمكر على كتفه المصاب وهبط بيده الأخرى عليها، فصرخ علاء متأوهاً من شدة الألم، ولكنه ظل قابضاً على يده يأبى تركه. 
فتحدث سامح قائلاً: 
_أسمعني ياعلاء أحنا ممكن نتفق صدقني أنا هخليك توصل لفوق بس ساعدني وسيبني. 

رد علاء قائلاً بسخرية: 
_أمشي معايا بكل هدوء أحسنلك، وألا أنا اللي ممكن أطلعك لفوق، بس ده هيبقا موتك ياخفيف. 

"يبقا أنت اللي جبته لنفسك وخسرت فرصتك"

وارتفعت يده مرةٍ أخرى وما كاد ان يهوي بها على علاء، حتى أمسكه شهاب وشخص أخر من الفريق وقال شهاب: 
_وقعتك هباب معانا يا سامح أنا هروقك بس أصبر على رزقك، أمشي معايا يلا. 
 دفعه شهاب بقوة وهو يحثه على السير، وبملامح مقتضبة وصمتٍ تام سار معه سامح،  وخلفهم علاء.. 
وبهكذا تم الخلاص من سامح والقبض عليه. 

صلي على محمد 🌺

عند قدر كان بغرفتها، هاتفها بيده  تسير إيابًا وذهابا بفراغ غرفتها، القلق ملئ قلبها والخوب دب ثنايا روحها، سقط نظرها على فراشها، لتبتسم بمحبة وهي تنظر لرهف وصال النائمين عليه وتتذكر كيف جاءوا لها. 

"طرقات خافتة على بابها تليها دخول وصال ورهف وهم ينظرون لها بأعين تجلت بهم البراءة وقالت رهف: 
_قدر ممكن نبات عندك النهاردة، أنتي وحشتينا أوي. 
فقالت وصال سريعاً: 
_أيوة ياقدر من يوم جوازك واحنا مش عارفين نقعد معاكي، خلينا عندك النهاردة إيه رأيك. 
وقبل ان ترد قدر قالت رهف: 
_وافقي ياقدر عشان خاطري. 
اجابت قدر قائلة: 
_هو حد عطيني فرصة أرد، وبعدين ياست رهف هو حد عارف يتلم عليكي، من يوم ما شوفتي جوري وأنتي مش بتنزلي من عندها. 

أردفت الصغيرة بتذمر: 
_ماهي عندها لعب كتير وبنفضل نلعب سوا. 
ابتسمت قدر بلطف قائلة: 
_طاب يلا ياهبلة منك ليها ننام. 
أبتسموا وصال ورهف بسعادة وضربوا كفوفهم ببعض وقال في صوتٍ واحد: 
_أيوة كده، هو ده. 
استلقوا ثلاثتهم على الفراش، رهف بالمنتصف وقدر ووصال على طرفي الفراش، أخذت تمسد قدر على كتف رهف برفق، وذهبت هي ووصال بثباتٍ عميق، فاستقمت قدر واقفة، فكيف لها النوم والقلب خائف مرتقب، وكيف للجفون ان تغمض من دقات قلبها الثائرة، تخشى فقدانه بعدما وجدته، فأصبح هو ملاذها فالحياة" 
خرجت من شرودها عندما تصاعد هاتفها بالرنين، ونظرت لشاشته بفرحةٍ عارمة واستقبلت المكالمة قائلة بلهفة: 
_علاء أنت بخير، قولي إنك بخير أرجوك. 
رد علاء قائلاً: 
_و إزاي مَكُنش بخير بعد ما سمعت صوتك ياست البنات. 
هدئت ضربات قلبها وقالت بأطمئنان وراحة: 
_الحمدلله، أنا مقدرتش أنام من غير ما اطمن عليك. 
أجاب علاء قائلاً: 
_أطمني ياحبيبتي ونامي شوية أنا بخير والصبح هكون عندك. 
ردت قدر برفق تجلى في نبرتها: 
_حاضر ياعلاء، هستناك. 
غمغم علاء بتريث: 
_تصبحي على خير. 
قدر بإبتسامة تبعث الدفء بالقلوب: 
_وأنت من أهل الخير. 
انتهت المكالمة، وتركت هي هاتفها جانبا، وتمددت على الفراش ولم يمضي كثيراً حتى غطت في ثباتٍ عميق. 
                            .................... 
غاب الليل بظلامة، ليحل الصباح بنوره ونشرت الشمس دفئها بالعالم أجمع... 

في الصباح بمنزل أيمن. 
كان واقفاً أمام باب غرفته يسترق السمع لحديث زوجته. 
وبالداخل تتحدث نجلاء بهاتفها مع شخصاً مجهول قائلة: 
_كله جاهز، انتبهي، عاوزة كل حاجه يبان طبيعي وأيمن يمضي على ورق الطلاق من غير ما يحس تمام. 
صمتت قليلاً  لتنصت السمع للجهة الأخرى التي لم يسمعها أيمن.
ولكن جائه صوت نجلاء وهي تقول: 
_لا تمام أنا كمان ساعة وهنكون عندكم، هقنعه ونيجي، هقفل دلوقتي. 
وبالفعل انهت المكالمة، وتابعت حديثها ببسمة حالمة:
 أول ما يمضي علاء على ورق الطلاق كده هكون حصلت على حُريتي، بس هستنى شوية لحد ما تتسجل الأسهم بأسمي  وبعدها هطلب الفلوس من وائل...
صمتت تذفر براحة واسترسلت قائله:
_ و أسافر وأبدأ حياتي الجديدة اللي هتكون مليانة بالترف والسعادة، من غير ما خد يعكنن عليا ولا يتحكم فيا، ولا واحدة زي وصال دي تكون قعدة على قلبي.... 

نكس أيمن رأسه للأسفل بعدما استمع لحديثها، 
فكم كان غافل هو عن تلك الحية التي بمنزله، حتى بخت سمها برأسه، يحمد الله على كشفه لأمرها. 
دفعت الباب هي من الخارج لتتفاجئ بوجود أيمن أمامها ولكنها أبتسمت قائلة وهي تجذبه من يده وتسير معه للداخل: 
_أيمن حبيبي تعالى. 
جلس أيمن وهي معه على الأريكة وقالت: 
_أنا حجزت عند دكتورة نسا، هكشف عشان نشوف إيه سبب تأخر الحمل. 
بسمة سخرية شقت جانب شفتيه وقال: 
_وده من أمتى ده أنا طول الخمس سنين دول بتحايل عليكى كل يوم عشان نروح نعرف السبب ليه دلوقتي. 
ردت نجلاء قائلة برجاء: 
_عشان كنت غبية ودلوقتي فقت ومش لازم نضيع وقت، وأنا خلاص حجزت، عشان خاطري تعالى نروح. 
صمت أيمن قليلاً وقرر السير معها بخطتها فقال ببرود: 
_تمام يانجلاء يلا نروح. 

وثبت واقفة وهي تقول: 
_خمس دقايق بس ألبس ونمشي. 
هز رأسه بنعم وغادرت هي من أمامه.
                    ........................ 

"في منزل قاسم"

تجلت قدر للأسفل وهي تلتهم درجات السلم بقدميها والخطوات الفاصلة بينهم فور معرفتها بقدومه وقفت أمامه صامتة وهي تراه يعانق والدته كم كانت تود ان يكون هذا العانق لها، فيروي شوقها، أبتعد هو عن والدته وتقدم من قدر ببطء فجذبها من يدها لتصتدم بصدره ويعانقها بقوة، للحظة تناست هي كل شيء حاولها واحلت القيود عن قلبها وضمته بقوة، تحمحم قاسم بهدوء وقال: 
_إيه ياعم علاء نسيت نفسك ولا إيه. 
انتفضت قدر مبتعدة للوراء ونكست  رأسها بإستيحاء، فحاوط هو خصرها بيده وقال: 
_مراتي ياعم. 
قاطع حديثهم صوت شاب: 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أهل البيت. 
رد الجميع السلام. 
وانتصبت أماني التي كانت جالسة بينهم هي وابنتها الصغرى وقالت: 
_إيه اللي جابك أنت دلوقتي. 
قالت أمينة بحنق: 
_ميصحش كده يا أماني، أتفضل يا مصطفى يابني. 
قال قاسم: 
_اتفضل يا مصطفى البيت بيتك. 
قال المدعو مصطفى: 
_لا أنا جاي أخد مراتي وبنتي وماشي. 
ردت أماني بأقتضاب قائلة: 
_وهي وكالة من غير بواب، بتي مش ماشية معاك. 
_لا همشي معاه يا أمي. 
تقدمت منهم وفاء وهي تحمل طفلها بين يدها
واسترسلت قائلة: 
_سمعت كلامك كتير وغلط فحق جوزي بسببك، وكلامي مع قدر فوقني. 
صاحت أماني بحدة قائلة وهي تنظر إلى قدر: 
_وإيه دخل ست قدر بينا. 
هتفت وفاء على عجل: 
_أمي قدر ملهاش دعوة بحاجة أنا قررت أرجع لبيتي وجوزي اللي أهملته، واتمنى متعمليش مشاكل بعد ما مشي. 
تقدم منها زوجها وأخذ الطفل وقال وهو يخطو للأمام: 
_يلا ياوفاء مفيش داعي نفضل أكتر من كده هنا. 
صاحت أماني بحدة وهم يغادروا من أمامهم : 
_بكرة ترجعي تعيطي بس مش هتلاقي حد يقف معاكي حتى أنا يابنت بطني. 

غادروا تحت أنظارهم فقالت أمينة: 
_أهدي يا أماني، بنتك مغلطتش دي مشت مع جوزها ياحبيبتي. 

لم تعيرها اي أنتباه بل حدقت بقدر بغضب وقالت: 
_أنتي قولتي إيه لبنتي خلتيها تمشي ها. 

اجابت ألفت بحدة تجلت في نبرتها قائلة: 
_بقولك إيه يا أماني طلعي مرات ابني من دماغك أنتي فاهمة، وطالما أبني خلص مهمته يبقا كده مفيش داعي لوجودنا هنا، ولا إيه ياعلاء. 

رد قاسم بحدة قبل ان يجيب علاء قائلاً: 
_لا يامرات عمي أنتو مش هتمشوا من هنا البيت ده بيتكم وليكم فيه زي ماليا واكتر كمان، واللي مش عاجبه هو اللي يمشي من هنا. 
 قال علاء ببرود: 
_قاسم، أنا فعلاً جبت أهلي هنا عشان كان عندي مهمة وخايف عليهم، عشان كده أحنا فعلاً هنمشي من هنا.

نظرت لهم أماني بتشفي وانتصار،ولكن خاب توقعها قول قاسم: 
_مستحيل أخليكم تمشوا قبل الأسبوع ياعلاء، مش كلمتين هما اللي هيفرقونا ويعملوا مشاكل  بينا يا ولد عمي. 

أيدته أمينة قائلة: 
_قاسم عنده حق، أحنا مش هنخليكم تمشوا من هنا. 

لوت أماني فمها ولكنها ابتسمت بمكر وهي تقول: 
_أيوة خليكم، حتى عشان تحضروا خطوبة دعاء وقاسم. 
 
 سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌺

وصل نجلاء وأيمن أمام العيادة النسائية وما ان دلفا لداخل قالت نجلاء وهي تؤشر على أحد المقاعد: 
_اقعد ياحبيبي وأنا هروح أدفع تمن الكشف. 
هز أيمن رأسه بهدوء وجلس، بينما تقدمت هي للأمام وقالت للفتاة: 
_ها خلصتي كل حاجة. 
هزت السكرتيرة رأسها قائلة: 
_كله تمام أندهيه عشان يمضي. 
نظرت نجلاء جهة أيمن وقالت: 
_أيمن ممكن تيجي شوية. 
تقدم منهم أيمن بملامح متهجمة ووقف أمام مكتب الفتاة وقال ببرود: 
_خير... 
اجابت الفتاة قائلة: 
_دي بيانات مفروض جوز المريضة يكتبها وكمان يمضي هنا. 
رد أيمن بحنق قائلاً: 
وده ليه.. 
قالت الفتاة: 
_إجراء روتيني يافندم ولكل مريض ملف ومفروض يكون توقيع جوز المريضة عليها. 

هز رأسه وأمسك بالقلم وجذب منها الأوراق، ملأ الورقة الاولي والتي كانت عبارة عن بيانات عادية كالأسم والرقم والعنوان، انتهى منها.

 فقالت الفتاة بعدما نظرت لـ نجلاء بإبتسامة خبث: 
_باقي الورق بنحتاج توقيع منك بس. 
مضى ورقةً تلو الأخرى وجاء عند واحدة منهم حتى سحبها من بين الأوراق ونظر لها بتمعن، نظروا نجلاء والفتاة لبعضهم بذعر. 
فقال أيمن بحدة: 
_أوراق طلاق، وياترى ده إجراء روتيني برضه. 
نجلاء بتهته وتوتر: 
_أيمن هفهمك. 
قبض على رسغها بقوة وسحبها خلفه، تحت همهمات المتواجدين بالعيادة، دفعها داخل السيارة، وبصدر يعلو ويهبط من شدة الغضب جلس بجانبها وانطلق، قالت هي بغصة باكية: 
_أرجوك أسمعني، أنا مش عارفه ورق الطلاق بيعمل إيه وسط الأوراق التانية أنت اتصدمت زي زيك. 
صرخ بها أيمن قائلاً: 
_أخرسي مش عاوز أسمعلك صوت لحد ما نوصل أنتي فاهمة. 
انكمشت نجلاء بكرسيها وعزمت الصمت حتى ان يصلوا لمنزلهم. 

لا إله إلا الله 🌼

صدمت أحتلت وجوه الجميع وهم ينظرون لـ أماني، بينما تركتهم وصال وصعدت للأعلى ونظرت لها دعاء وابتسمت بنصر... 
صدم قاسم من حديث عمته وقال بسخرية: 
_إيه ده هي دعاء هتنخطب ياعمتي. 
عقدت أماني حاجبيها وقالت بتعجب: 
_ومالك كده متفاجئ ليه، من وهي صغيرة مكتوبة ليك، ودلوقتي او بعدين هتتجوز. 

أجاب قاسم ببرود وملامح جامدة: 
_هو فعلاً دلوقتي أو بعدين هتجوز بس مش بنتك ياعمتي. 
 هتفت أماني بحدة: 
_يعني إيه الكلام ده، ما تقولي حاجة يا أمينة. 
كادت أمينة ان تتحدث فسابقها قاسم قائلاً: 
_أنا لا عشمتكم بجواز ولا غيره أعتبريه حلم وفُقتي منه ياعمتي. 

 أماني بإمتعاض: 
_ده أخر كلام عندك يا أبن أخويا. 
رفع قاسم حاجبه بحدة وقال: 
_أيوة ومش بحب أعيد كلامي مرتين. 
قبضت أماني على رسغ ابنتها وصعدت للأعلى بغضب. 
فقالت ألفت : 
_يا ساتر طول عمرها بتجري ورا المشاكل.
 
قالت قدر بخفوت لـ علاء: 
_هطلع أشوف وصال. 
فهز رأسه بصمت دون ان يتفوه بشيء، وصعدت قدر للأعلى. 
                      "بغرفة وصال" 
كان جالسة على فراشها ودموعها تنهمر على وجنتيها، دفعت قدر الباب دون الطرق عليه واغلقته وجلست بجانبها وقالت برفق: 
_بتبكي ليه دلوقتي. 
اجابت وصال بغصةٍ باكية: 
_لأني خايفة اتعلق بحاجة مش ليا، وأعيش نفس الألم مرتين. 
قال قدر بخفوت: 
_حبتيه. 
هزت وصال رأسها وانهارت باكية وهي تحتض وجهها بكفيها. 
فقالت قدر بتريث: 
_وهو كمان بيحبك. 
كفكفت وصال دموعها وقالت بصوت متحشرج: 
_إزاي وهو هيخطب بنت عمته. 
اجابتها قدر قائلة: 
_جاوبيني الأول على سؤالي أنتي نسيتي  الدكتور اللي كنتي بتبكي عليه لم خطب. 

زفرت وصال بعمق قائلة: 
_مش هنكر إني زعلت عليه فالأول بس الموضوع بعد كده بدا كأنه عادي الشعور اللي جوايا انمحى كأنه لم يكن، بس قاسم غير حقيقي ياقدر حاسة بألم وشعور غريب فقلبي.

قالت جملتها الأخيرة وغزت وجنتيها الدموع مرة أخرى. 
فقالت قدر بإبتسامة وصدق: 
_وياستي هو مش بيحب اللي اسمها دعاء دي. 
قصت قدر عليها ما حدث منذ قليل. 

فابتهج فؤادها وقالت: 
_بجد، الحمدلله... 
ورفعت يدها تدعو الله قائلة: 
_يارب اجعله من نصيبي يارب، واجمعنا في حلالك. 
أبتسمت قدر قائلة:
_ربنا يسعد قلبك ويقرب منك كل خير، أنا هطلع أشوف علاء،وأنتي يلا انزلي تحت وافضلي مع أميرة.
هزت وصال رأسها وقالت بخفوت:
_حاضر.
 
                            ••••••••••••  
بداخل غرفة أماني. 
 قالت دعاء بحقد : 
_هتاخده مني، هتاخده. 
ردت أماني بثقة قائلة: 
_مش هيحصل أنا هتكلم مع أمينة. 
صاحت دعاء بغضب: 
_وأخرة الكلام إيه، قولتلك من يوم ما رجع من عندهم وهو متغير دايماً سرحان وبيتكلم مع أمه فالسر، آه لو سبتي حسن ينفذ اللي قلت عليه. 
ردت أماني بحدة قائلة
 ما خلاص يابت جرا إيه، وحسن إيه اللي ينفذ اللي قولتي عليه، بقا هو جاي يقولي عاوز اتجوزها، وانتي اتقولي عرفت اتصرف إزاي وتقوليله يخطفها ويمشي من هنا شكلك أتجنتي يابت أماني،عاوزة تبلي أخوكي بمصيبة. 

قالت دعاء بتمني: 
_ياريته يعمل كده ويخطفها ويمشي من هنا ، أو أقتلها أنا واريح منها. 

هتفت أماني بحدة: 
_لا، ده أنتي اتجنيتي بحق، أنا سيبالك الأوضة وماشية

 "لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم" 

ولج أيمن إلى منزله ومازال قابضاً على رسغ نجلاء، ودلف لغرفته ودفعها بقوة على الفراش وقال بغضب: 
_أنا زهقت منك ومن عمايلك السودة... 
جاء بحقيبة كانت متواجدة بجانب خزانة الملابس وضعها على الفراش وجاء بملابس نجلاء وألقاهم بعشوائية داخلها، وثبت هي قائمة واقتربت منه وتشبثت بيده وقالت بوهن: 
_أيمن أرجوك، استنى أنت بتعمل إيه بس.

توقف أيمن عن ما يفعله وقال بتحدي وهو ينظر داخل أُعينها: 
_أنتي طالق يانجلاء، والورق اللي أنتي عاوزة تمضيني عليه، مضيتك عليه قبلي وعطيتك حريتك، وعشان العيش والملح اللي بينا، هسيبك تخرجي بشنطة هدومك اللي اشتريتها بفلوسي. 
كفكفت دموعها الكاذبة وقالت: 
_ بس اللي أنت متعرفهوش ان البيت ده بقا بيتي والأملاك كلها بأسمي وفلوسك كلها تحت أيدي، وأنا بقا اللي هسيبك تمشي من هنا بهدومك يا جوزي المصون. 

تعالت ضحكات أيمن تحت نظراتها المتعجبة وقال: 
_أيوة كده اظهري على حقيقتك، بس هو وائل حبيب القلب ما قالش ليكي ولا أيه، أصل فلوسي رجعتلي. 
انصدمت نجلاء من حديثه وقالت: 
_وانت تعرف بموضوع وائل منين. 
أجابها ببرود: 
_وقتك انتهى يانجلاء هانم، اللي مش قادر اصدقه أنا ازاي فضلت مخدوع فيكي طول الفترة دي. 
اجابت هي بثقة قائلة: 
_مش عاوزة أعرف، ومش مهم الفلوس اللي مع وائل، دلوقتي أسهم وصال كلهم بأسمي ولا أنت نسيت. 
تبسم أيمن ساخراً وقال:
_ياه نسيت أقولك الورق اللي مضيتك عليه مزور وقطعته على طول بس كان بينهم ورقة طلاقنا وده الحاجه الوحيدة  الحقيقية. 
صرخت نجلاء بنفاذ صبر قائلة: 
_يعني إيه الكلام ده. 
قبض على ذراعها وهو يسحبها خلفه قائلاً: 
_يعني تمشي من البيت ومش عاوز  أشوف وشك ده تاني ومن غير شنطة هدومك حتى. 

تحت انظار العاملة كان يجرها بقوة خلفه وما ان وصل لبوابة المنزل قام بدفعها للخارج فسقطت أرضًا، ودلف هو وأغلق الباب بوجهها. 

استقامت هي واقفة وقالت بتهديد وصوتٍ عال  : 
_مش هسيبك يا أيمن ووعد مني هدفعك تمن عملتك دي. 

 أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه 🌺

"بغرفة علاء وقدر"
خرج علاء من المرحاض و قطرات الماء تتساقط من عليه، أخذ يجفف خصلات شعره بالمنشفة، وقدر جالسة على الفراش تنظر إليه بأعين عاشقة، علا رنين هاتفه فتقدم للأمام وألتقطه من أعلى الطاولة واجاب قائلاً: 
_أيوة يا شهاب في حاجة. 
صمت قليلاً ثم صرخ قائلاً: 
_بتقول إيه. 
وثبت قدر قائمة وقالت بقلق: 
_في حاجة  ياعلاء. 
أنهي علاء مكالمته وتوجه لها قائلاً برفق: 
_في حاجة حصلت مفروض تعرفيها. 
إزدادت ضربات قلبها خوفاً وقالت بخفوت وحذر: 
_حاجة إيه ياعلاء قلقتني.  
 كاد ان يتحدث حتى استمعوا لصوت صرخات وصال المستغيثة....... 
يتبع
البارت لسة حالاً مكتوب، وكتبته بسرعة ومش عارفة انا كتبت أيه بجد بعتذر لو في اي أخطاء، وأسألكم الدعاء لأختي بالشفاء وان يخفف الله ألمها. 
دمتم بخير ♥

  •تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent