Ads by Google X

رواية قدر و وصال الفصل السابع عشر 17 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

 رواية قدر و وصال الفصل السابع عشر 17

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 

اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.

____________________

الفصل  السابع عشر 

رواية قدر ووصال

بقلمي هدير ممدوح 


وإذا كانت قلوبنا متعلقة ببعضها؛ إذن لماذا لم تنصفنا الحياة وتجمعنا. 


 ملأ صوت صراخ وصال أرجاء المنزل فانتفض الجميع مهرولاً إليها ومن بينهم قدر وعلاء، توقفوا بحديقة المنزل وهم يرون هذا المشهد حسن يسحب وصال بقوة يريد إخراجها من المنزل، فركض إليه علاء وقاسم يسحبونه من الخلف وقدر تحاول تخليص يد وصال من قبضته. 

هتف قاسم بحدة: 

_حسن سيب أيدها أنت بتعمل إيه. 

رد حسن قائلاً: 

_مستحيل مش هسيبها أنا عايز أتجوز وصال. 

رد قاسم بإمتعاض قائلاً: 

_سيبها ياحسن مش عاوز أقسى عليك. 

أجاب حسن قائلاً: 

_لا دعاء قالتلي أخطفها وإلا هي هتمشي من هنا، أنا مش عاوزها تمشي ياقاسم. 

صرخ به قاسم قائلاً: 

_سيب أيدها ياحسن أحسنلك. 

وغمغم علاء بهدوء: 

_حسن، بص على وصال شوفها هي خايفة منك إزاي أنت لو مش عايزها تمشي سيبها. 

أمعن حسن النظر  بملامح وصال الباكية وترك يدها بهدوء وتراجع للخلف. 

أخذت وصال تمسد على معصمها برفق وقد صبغه اللون الأحمر من شدة قبضة حسن عليه، وعانقتها قدر وهي تربت على ظهرها.. 

فحدق قاسم بحسن قائلاً بقسوة: 

_بقا دعاء هي اللي قالتلك تخطف وصال. 

هز حسن رأسه بنعم قائلاً: 

_أيوة، أنا بحب وصال وعاوز اتجوزها. 

ألتفت قاسم إلى وصال التي كانت ترتمي في حضن قدر باكية، وود الآن لو ترتمي بحضنه هو، ابتعدت هي عن قدر ولثوانِ معدودة تلاقت أعينهم ببعض، نظر لها بتعمن؛ إلى تلك الدموع المنهمرة ووجهها الجميل الذي طلت عليه غيمة من الحزن، أشاحت هي بنظرها بعيداً فاستفاق هو عن شروده وصرخ قائلاً وهو يدلف للداخل: 

_دعاء، دعاء تعالي هنا. 


كانت واقفة هي ووالدتها تشاهد ما يحدث وعندما رأتهم قادمين، واستمعت لصوته الغاضب ، ألتفوا مهرولين لداخل البيت، كادت دعاء ان تتعثر وهي تصعد راكضة للأعلى تحتمي بغرفتها من بطشه فرأها هو وصاح بغضبٍ أعمى: 

_أقفي عندك. 

تبادلت النظر مع والدتها وألتفوا  للوراء ينظرون له، حدجهم هو بنظرات قاتلة وهتف بحدة: 

_عمتي أنتي وبنتك وابنك لمي هدومكم وأمشوا من هنا. 

صرخت أماني به قائلة: 

_نعم بتطردني من بيت أبويا عشان واحدة غريبة ده بعدك يا ابن أخويا. 

قالت أمينة بحدة: 

_طول عمرك محرات شر يا أماني، بس وصلت أنك تستغلي أبنك عشان يخطف بنت الناس لحد هنا وكفاية، أرجعي بيت المرحوم جوزك. 


قالت ألفت بهدوء: 

_مفيش داعي لكل ده يا أمينة أحنا مجناش نخرب البيت ونعمل مشاكل، يلا يابنات كل واحدة تروح تجهز شنطتها وتلبس هنمشي من هنا. 

قال قاسم بنبرة صارمة حاسمة: 

_محدش هيمشي من هنا غير عمتي وبنتها. 


قال علاء بلهجة حازمة: 

_قاسم عشان منخسرش بعض أكتر من كده متقفش في وشنا، أحنا هنمشي. 


نكس قاسم رأسه بخجل مما حدث، ورحلت ألفت والفتيات من أمامهم لترتيب أمتعتهم، وعقدت أماني يدها أمام صدرها وهي تنظر لهم بحقد وتشفي. 


بعد قليل اجتمع جميعهم بساحة المنزل  وقاسم وعلاء يحملون الحقائب ويضعونها بالسيارات، وبعد وداع حار من السيدة أمينة أخذ كل شخصاً منهم مكانه بالسيارة، عدا علاء الذي عانق قاسم بود وقال: 

_أشوف وشك على خير يا قاسم. 

بادله قاسم العناق قائلاً: 

_لينا زيارة قريب ياولد عمي. 

هز علاء رأسه قائلاً: 

_إن شاء الله. 

 أنطلقت السيارات خلف بعضهم عائدين إلى ديارهم. 

               🌺صل على محمد 🌺


"بمنزل أيمن "

كان جالس بصالون منزله واضعاً هاتفه على أُذنه منتظراً الإجابة من أحدهم، حتى آتاه الرد من الجهة الأخرى قائلاً: 

_أيمن باشا، معاك. 

رد أيمن في هدوء: 

_أهلاً بحضرتك أستاذ علاء، انا إن شاء الله النهاردة على بليل هكون عندك هاجي أخد وصال. 

رد علاء قائلاً: 

_تنورنا أكيد في أنتظارك. 

 أيمن: 

_متشكر على كل حاجة عملتها. 

اجاب علاء قائلاً: 

_ده واجبي، هنتظر حضرتك نبقا نتكلم، عشان حالياً أنا سايق. 

هتف أيمن على عجل: 

_تمام معطلكش أنا بقا. 


 أنهى أيمن المكالمة، وتقدمت منه ثناء قائلة بأحترام: 

_أيمن بيه تحب أحضر إيه النهاردة على الغدا، الست نجلاء كانت بتقولنا على حاجه بس بما أنها مش هنا فقلت أسألك. 


وثب ايمن قائماً وهو يقول: 

_ولا حاجة يا ثناء أنا أصلاً هسافر دلوقتي. 

ألقى جملته وغادر من أمامها 


                       •••••••••••••••

في إحدى العمارات السكانية واقفة نجلاء تطرق أبواب شقةٍ ما، حتى طل منها وائل قائلاً: 

_نجلاء، أهلاً. 

ردت نجلاء بأقتضاب قائلة: 

_فين الفلوس يا وائل. 

قال وائل بهدوء: 

_طيب أدخلي تعالي نتكلم جوة. 

دلفت نجلاء على مضض وجلست على إحدى الأرائك وقالت بحدة: 

_أنجز عملت إيه بالفلوس. 

رد وائل بحنق قائلاً: 

_هقولك..... 

قص عليها مخطط مجدي. 

فضحكت هي بصخب قائلة: 

_أيمن عرف كل حاجة، وهو اللي عمل كده وطلقني كمان. 

هتف وائل بتعجب: 

_طلقك!! 

قصت نجلاء عليه مخطط أيمن... 

فقال وائل ساخراً: 

_يعني أنتي بقيتي على الحديدة. 

أردفت نجلاء: 

_أيوة، عشان كده جيتلك. 

أجابها بأمتعاض: 

_وجاية ليه؟ 

ردت هي قائلة: 

_إيه اللي جاية ليه أنت ناسي أنا اللي لقيتلك الوظيفة عند أيمن وأديك أتأجرت شقة وعايش من خيري. 

عقد وائل حاجبيه وهتف بغضب: 

_خير يا أم خير، يلا يانجلاء أمشي من هنا مش عاوز أشوف وشك، وبعدين لو على الوظيفة أيمن دلوقتي هيطردني ياحلوة. 


أجابته بحدة تجلت في نبرتها قائلة: 

_يعني إيه أنا هصفى فالشارع من غير ولا حاجة. 


أجاب وائل  بلا مبالاة قائلاً: 

_أرجعي لحارتك القديمة، أعملي اللي تعمليه مش قصتي.. 

 واستقام جاذباً يدها وهو يقول: 

_يلا بقا يانجلاء من هنا، مش ناقص وجع دماغ أنا. 


تاركها أمام شقته وصفع بابه بوجهها. 

فانتفض جسدها وانهمرت الدموع من عنيها ولكنها أزاحتها سريعاً وقالت بوعيد: 

_لا أنا مش ضعيفة هندمكم كلكم مش هسكت. 


       🌺استغفر الله العظيم واتوب إليه 🌺


مضت الكثير من الساعات، واسدل الليل ستائره الحالكة، وصل علاء وعائلته للمنزل وجلسوا جميعاً بالصالون والتعب ظهر على ملامحهم.. 

تأففت أميرة قائلة بإنهاك: 

_أوف أخيراً وصلنا تعبت من قعدت العربية دي حاسة ضهري وقف كده. 

 قالت والدتها بوهن: 

_أنتي لسة شباب يابنتي أومال أنا أعمل إيه. 

قاطع حديثهم علاء قائلاً بجمود: 

_أيمن أخو وصال قرب يوصل لهنا. 

قالت وصال بدهشة: 

_ليه إيه اللي جيبه. 

أجابها علاء بملامح جامدة: 

_جاي ياخدك، أخوكي مش وحش زي ما أنتي فاكرة. 

ردت وصال قائلة: 

_أنا فعلاً همشي من هنا بس مش مع أخويا. 

همست قدر بتريث: 

_اهدي ياوصال أكيد جاي في خير. 


هتف علاء قائلاً: 

_بالظبط.... 

وقص عليهم ما فعله أيمن لحمايتهم وتخليصهم من وداد. 

شهقت قدر قائلة: 

'يعني هو اللي أنقذنا، الحمدلله إن شاء الله كل حاجه هتنصلح ياوصال. 

كادت وصال ان تتحدث ليقاطعهم صوت خطوات شخص تتقدم منهم، نظروا جميعهم لذلك الشاب الذي لم يكن غير أيمن. 

استقام علاء مرحباً به وقال وهو يصافحه: 

_نورت يا أيمن أتفضل. 

أجاب أيمن بخفوت: 

_بنورك... 

ووقع نظره على شقيقته واسترسل قائلاً: 

_مش هتسلمي عليا يا وصال.

أشاحت وصال وجهها للجهة الأخرى ولم تعيره اي أهتمام. 

فقالت ألفت: 

_أهلاً بيك يا ابني نورت، الأحسن تتكلموا أنت وأختك على إنفراد. 

أجاب أيمن بإبتسامة: 

_متشكر لحضرتك... 

وتابع وهو ينظر لـ قدر: 

_أخبارك إيه ياقدر. 

ردت قدر بلطف: 

_أنا بخير الحمدلله يا أستاذ أيمن. 

تقدمت منهم العاملة ، وقالت ألفت: 

_طلعيهم على أوضة الضيوف يا ام نور، وأنتي ياوصال روحي مع أخوكي يلا يا بنتي. 

نظرت وصال لـ قدر فهزت قدر رأسها لها تحثها على الذهاب. 

فغمغمت بخفوت: 

_تمام. 

                   ......................... 


"بالغرفة"

جلست وصال على طرف الفراش وبجانبها شقيقها أيمن الذي سحب كفها برفق وضمه براحتيه وقال: 

_أنا عارف اللي سمعتيه كان قاسي، بس صدقيني أنا عمري ما كنت هعمل كده يا وصال، أنتي أمانة عندي، أنا بعتبرك بنتي... 

قاطعته وصال ساخرة: 

_بنتك، عشان كده كنت بتسمع كلام مراتك وفضلتها عليا من يوم ما جات، حتى دادة سامية اللي أنت عارف ان روحي فيها بسببها مشيتها. 

قال أيمن بنبرة نادمة يتخللها الخزى: 

_مش هنكر اللي قولتيه وإني فعلاً كنت ماشي وراها، بس أنا طلقتها ومش عاوز غيرك أنتي وبس، أنا كنت مغفل.... 

قاطعته وصال قائلة بدهشة: 

_أنت طلقتها بجد

هز أيمن رأسه قائلاً: 

_نجلاء كانت عاوزة تسرقنا وتمشي، هحكيلك كل حاجة...

بدأ أيمن بقص أفعال زوجته، وكيف اكتشفها، و أنه هو من قام بحمايتهم أثناء رحلتهم. 

دمعة خائنة هبطت من أعين وصال فاسترسل أيمن قائلاً: 

_ كل حاجة هترجع زي الأول فلوس الأسهم اللي بعتها معايا، وهحاول أرجع الأسهم تاني، وكل حاجة هترجع زي ما كانت الأول. 


صمت قليلاً ينتظر إجابة منها، ولكن طال انتظاره فقال بتأني: 

_هترجعي معايا صح ياوصال. 

هزت وصال رأسها بصمت وحررت قيد دموعها التي سرعان ما أغرقت وجنتاها، فعانقها أيمن بلهفة قائلاً: 

_أوعدك من النهاردة مفيش حاجة هتحصل غير اللي أنتي عاوزاه بس.. 

وابتعد عنها متابعاً حديثه: 

_انتي  جاهزة مفيش داعي نفضل كتير، أغسلي وشك وهنزل اقولهم ونمشي على طول تمام. 


ردت وصال بخفوت: 

_تمام 


                   ••••••••••••••••••

 

هبط أيمن للأسفل وزينت شفتيه إبتسامة رقيقة وقال: 

_أنا و وصال أتصالحنا وخلاص هنمشي. 

وثبت قدر واقفة وهي تقول: 

_بالسرعة دي. 

قال علاء وهو يؤشر له على أحد المقاعد: 

_طيب اتفضل اقعد الأول. 

جلس أيمن وأردف قائلاً: 

_عندي أشغال كتير، لازم أمشي النهاردة. 

غمغمت قدر وهي تمر من أمامهم: 

_أنا هطلع أشوفها. 


"بالأعلى"

جففت وصال وجهها، وتوقفت أمام المرآه تعدل من حجابها، دفعت قدر الباب ودلفت للداخل وهي تقول: 

_كده ياوصال هتسبيني وتمشي. 

هروالت إليها وصال وضمتها بود، وانهمرت دموعها وهي تقول: 

_فراقك على عيني، بس يمكن لحد هنا وانتهت حكاية وصال. 

أبعدتها قدر عنها برفق وهي تقول: 

_لا الحكاية من هنا بدأت ياوصال، هنعيش الباقي من أيامنا بسعادة زي ما ربنا عوضني بـ علاء وبيكي؛ عن أوجاع الدنيا، فأكيد مش هيسيبك، كل حاجة هترجع زي ما كانت وأحسن. 


 ما أجمل ان يكون لك شخصاً يكمل الناقص منك،  ان تكونوا جسدان ولكن بروح واحدة ان غاب أحدهم تهشم الأخر واصبح رماد، ربما لم يخلقوا من رحماً واحداً لكنهم خلقوا من رحم الحياة. 

بقلمي: هدير ممدوح

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌼


وفي عناق حر ودعت وصال أميرة ووالدة علاء ورهف وجوري، وقفت أمام علاء قائلة: 

_شكراً لأنك فتحتلي بيتك ووقفت جمبي. 

قال علاء بصدق: 

_ودايما هقف جمبك أنتي أختي الصغيرة ياوصال. 

أجابت وصال بود: 

_شكراً من كل قلبي على كل حاجة. 

اماء هو برأسه وابتسامة ودودة شقت ثغره. 

  

عانقت وصال قدر مرة أخرى وأجهشوا الأثنان في بكاء مرير... 

انفصلوا عن بعضهم ولوحت وصال بيدها للجميع وغادرت المنزل، تاركة الجميع متأثراً لرحيلها. 

                  ....................... 


 مضى الوقت بعد رحيل وصال.. 

علاء متمدد على فراشه وبيده هاتفه، تقدمت منه قدر قائلة: 

_علاء أنت كنت عاوز تقولي إيه الصبح. 

اعتدل علاء قائلاً: 

_ياه ده أنا نسيت خالص، الحقيقه كنت عاوز أقولك خبر عن سيد. 

بترقب وحذر تحدثت قدر بأحرف خرجت مرتجفة: 

_أوعى تقول أنه هرب. 

نفى علاء قائلاً على عجل: 

_لا، سيد مات. 

صدمة أحتلت وجه قدر وتمتمت قائلة٠:

_أنت بتتكلم جد، ده أزاي؟! 

رد علاء قائلاً: 

_صاحبي كلمني الصبح وقالي أثناء نقله، العربية عملت حادثة كبيرة وولعت وجثته اتحرقت. 


زفرت قدر بعمق وقالت بأطمئنان وراحة : 

_الحمدلله يارب، أنا عمري ما شمت في موت حد، وكنت أول ما أسمع ان فلان مات أدعيله، بس أنا مش مسامحة سيد ياعلاء وهو دلوقتي بين أيد ربنا، والله ليس بظلام للعبيد وحقي جه أهو، يستاهل الألم اللي عاشه. 


جذب علاء يدها وقبلها وقال برفق: 

_وكل اللي جاي هيكون خير وراحة، يلا تعالي نامي. 


                      ..................  


أشرقت الشمس بنورها الدافئ الهادئ لتعلن عن يوم جديد.. 

في منزل قاسم جالساً هو ووالدته بغرفتها 

قالت أمينة: 

_قولي ياولدي في حاجة عاوز تقولها. 

قال قاسم بصوتٍ أجش: 

_أيوة يا أمي أنا هدخل فالموضوع على طول، أنا عاوز اطلب أيد وصال. 

ابتسمت أمينة قائلة برحابة صدر:

_يازين ما اخترت، البنت شكلها محترمة وهادية، بس ياولدي أماني وبنتها مش هيسكتوا دول هيطفشوها. 

رد قاسم قائلاً: 

_ما أنا جيت أحكي معاكي فالنقطة دي.. 

أنصتت له أمينة قائلة: 

_قول يابني. 

قاسم: 

_الشركة فالقاهرة، وهنا مفيش لينا غير الأرض وكلها متأجرة، فأنا فكرت لو نسافر القاهرة ونسيب البلد، وكده لا أماني ولا دعاء هيكونوا عقبة في طريقنا. 

صمتت قليلاً تفكر ثم ابتسمت قائلة: 

_على بركة الله يابني. 

قبل قاسم يد والدته قائلاً بسعادة: 

_رقم اخوها عندي كان علاء باعته هروح اكلمه، وكمان هكلم علاء يجي معانا نطلبها، وأنتي جهزي نفسك، بكرة بعون الله هنكون هناك. 

 هزت رأسها بملامح مبتهجة لسعادة ابنها، بينما هو كطفل صغير غادر الغرفة بحماس كبير. 


                        .................


في منزل أيمن جالسة وصال على طاولة تتناول طعام الفطور، رأت أيمن يتقدم منهم وجلس بالمقابل لها فقالت: 

_إيه أتاخرت ليه، كنت بتكلم مين. 

رد أيمن قائلاً: 

_تليفون عادي ، مش ضروري

هزت رأسها بتفهم، وبدأوا بتناول الطعام فقال ايمن بتريث: 

_بقولك ياوصال، هي مين البنت اللي كانت معاكم في بيت علاء. 

ضيقت وصال حاجبيها وقالت بتعجب: 

_مين اللي كانت معانا، يمكن تقصد أميرة أخت علاء. 

اجابها أيمن: 

_مش عارف هي من دوركم كده وكان على رجلها بنت صغيرة. 

اردفت قدر قائلة: 

_أيوة ماهي أميرة واللي على رجلها بنتها جوري. 

لوى أيمن فمه قائلاً: 

_يعني طلعت متجوزة. 

ابتسمت وصال قائلة بمرواغة: 

_هي الصنارة غمزت ولا إيه. 

رد ايمن بعبوس قائلاً: 

_كنت ناوي اخلي الفرحة فرحتين. 

قالت وصال بدهشة: 

_فرحة إيه؟ 

 وثب ايمن قائماً وهو يقول: 

_أنا رايح الشغل، وبكرة على الغدا عندنا ضيوف، وهتعرفي كل حاجة. 

صاحت وصال قائلة: 

_استنى فهمني بس، وبعدين ده أنا كنت ناوية اقولك إن أميرة منفصلة. 

ابتسم وقال وهو يمر من أمامها: 

_بكرة هتعرفي سلام. 


أستغفر الله العظيم واتوب إليه 🌼


واقفة قدر أمام علاء وهي تقول: 

_أنت بتتكلم جد، يعني بكرة قاسم هيروح يطلب وصال. 

رد علاء قائلة وهو يبتسم على مظهرها: 

_أيوة يابنتي أكيد جد، هو كلم أيمن ووافق يقابله ومن بعدها كلمني عشان بكرة كلنا هننزل القاهرة معاه. 


قالت قدر بحماس طفلة: 

_يعني كمان هشوف وصال، أنا مش مصدقة. 


ضربها علاء على جبينها بخفة وهو يقول: 

_لا صدقي ياهبلة، قاسم هينزل على القاهرة على طول عنده شقة هو هناك، ونتقابل كلنا ونروح عند وصال. 

عانقته قدر بفرحةٍ عارمة وهي تقول: 

_شكراً يا لولو ياحلو أنت. 

دفعها علاء برفق قائلاً بغيظ: 

_لولو، ابعدي من وشي كده يما. 

قهقهت قدر بصخب عليه، وهي تضرب كفٍ بكف. 

                          ................... 


مر اليوم عليهم دون أي أحداث جديدة ليأتي الغد مكملاً لبعض الحكايات... 

الساعة الثانية ظهراً، وخصوصاً أمام منزل ايمن ووصال، طرقات على الباب تليها دخول قاسم ووالدته وعلاء وعائلته، كانت وصال تعلم بمجيئ ضيوف لأخيها وطلب منها ان تستقبلهم، فاقتربت وصال من الباب وصاحت قائلة بتعجب: 

_ أنتي.. قدر!! 

وبخطوات سريعة، ألقت وصال نفسها داخل أحضان قدر، وعانقتها قدر بود... 

قالت أميرة بتذمر: 

_إيه ياست وصال، هترحبي بقدر والباقي لا. 

ابتعدت وصال عن قدر قائلة: 

_لا طبعاً، اتفضلوا كلكم خلينا نقعد جوة. 

دلف جميعهم بصالون المنزل ومر بأخرهم قاسم فغمز لها واشاحت هي وجهها للجهة الأخرى وابتسمت بخجل.

جاء أيمن من الأعلى مرحباً بهم وصافحهم بحرارة. 

قالت أمينة بتريث: 

_بص يابني عشان مطولش عليكم احنا جايين نطلب أيد وصال لأبني قاسم. 

ابتسم أيمن قائلاً بلطف وترحاب: 

_شرف لينا نسب حضرتك.... 

وقبل ان يكمل حديثه، قاطعته العاملة وهي تقول، أستاذ أيمن  الست نجلاء برة ومصرة تقابلك. 

ابتسم ايمن بخجل ووثب قائماً وهو يقول: 

_عن أذنكم ياجماعة، هحل مشكلة بسيطة بس وهرجع. 

ردت امينة قائلة: 

_ماشي يابني ولا يهمك. 


ذهب ايمن من أمامهم، ليتجه لبوابة منزله، وما ان راته نجلاء حتي اقتربت منه قائلة: 

_أيمن، أبوس أيدك خلينا نرجع وننسى كل اللي فات أرجوك أنا حياتي أدمرت من غيرك. 

رد أيمن قائلًا بحدة وصوت منخفض: 

_نجلاء اطلعى من هنا أحسنلك أنا دلوقتي عندي ضيوف ومش عاوز أعلى صوتي، واحمدي ربك إني سبتك تمشي وإلا كان ممكن احبسك، عيشي حياتك بعيد عني، لأني كمان هتجوز وأعيش حياتي... 

ونظر للعاملة الواقفة بمقابلهم وقال: 

_ثناء اقفلي الباب وراها يلا. 

ألتفت هو مغادراً، بينما كفكفت هي دموعها قائلة: 

_هيتجوز، لا مستحيل.. 

العاملة بأحترام: 

_مدام نجلاء ابعدي شوية أنا لازم أقفل الباب دلوقتي. 

دفعتها نجلاء بحدة، وهرولت راكضة للداخل، وصاحت قائلة: 

_أنا مستحيل أخليك تتجوز يا أيمن فاهم. 

أستمع الجميع لصوتها ووقفوا مندهشون من امرها اقتربت وصال من شقيقها ووقفت بجانبه وضعت يده على كتفه وقالت بخفوت: 

_أيمن اتصرف معاها، بلاش فضايح قدام الناس. 

دارت نجلاء نظرها بين الحاضرين، حتى وقع نظرها إلى ذاك السلاح الذي كان بجيب بنطال علاء، وعلى غفلة منهم اقتربت منه وقامت بسحبه ، شهق الجميع خائفاً، بينما شهرت هي السلاح بوجه أيمن وقالت: 

_أنت دمرت حياتي، ودي مش هتبقا نهايتي، مش هعيش فالحواري الفقيرة تاني يا أيمن مستحيل.

تقدم  علاء خطوة منها وقال بحدة: 

_سيبي السلاح أحسنلك.. 

وجهت هى السلاح بوجهه وقالت بتحذير: 

_لو قربت مش هتردد ثانية أضرب عليك. 

أمسكت قدر ذراعه بخوف تسحبه للخلف. 

بينما حركت نجلاء يداها لتعيدها بوجه أيمن   وقالت: 

_كان لازم حكاية تنتهي يا أيمن... 

لحظات مرت عليهم بين خوف وقلق ، حتي خرجت طلقة من فوه السلاح.. 

تليها صراخ الجميع بأسم وصال. 

  •تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent