رواية القاسي الحنين الفصل السابع عشر 17
الفصل السابع عشر
تنام فرح داخل حجرتها على سريرها ، تتقلب يمينا ويسارا ، على وجهها ابتسامة سعيدة ، إذا نظرت لها تعلم أنها تحلم حلما جميلا، قسمات وجهها تدل على ذلك ، بدأت الشمس تداعب عيونها ، فتحتهما ببطء، ابتسمت عندنا تذكرت حلمها ، ماذا !! أى حلم ، ألم يكن حقيقة ؟؟ لا ليس معقولا ، انتفضت فرح من مكانها ، تدور حول نفسها لا تصدق أنها كانت تحلم.
فرح بصدمة : معقول كنت بحلم ، فين ماما ؟ يا مامااااا.
ثم خرجت مسرعة تبحث عن والدتها ، سمعتها والدتها .
أمل : تعالى يا فرح أنا فى البلكونة.
فرح : صباح الخير يا ماما.
أمل : صباح الفل على أحلى عروسة.
فرح : عروسة ؟!! يعنى إللى حصل امبارح مكنش حلم.
أمل بضحك: حلم إيه حرام عليكى ، إللى عمله حازم امبارح ولا فى الأحلام حتى.
فرح بفرحة الأطفال: يا حبيبتى يا أمولة ، طمنتينى ، ده أنا اتصدمت قلت بحلم.
أمل بحب: ربنا يفرحك كمان وكمان، أنت وهو تستاهلوا كل خير ، تعالى بقى احكيلي بعد لما مشيتوا رحتوا فين.
ابتسمت فرح بشدة على هذه الليلة ، وبدأت تحكى لوالدتها.
فلاش باك
كان حازم يضم فرح بشدة إلى أحضانه كأنه يخاف أن تهرب منه ، كان يهمس لها ببعض الكلمات في أذنها فكانت تشدد من احتضانه.
حازم : بقولك إيه؟
فرح لا ترد
حازم : أنت نمتى ولا إيه؟
فرح بابتسامة : لا بس مستمتعة باللحظة.
حازم : ما تيجي نمشي ونسيبهم.
فرح بموافقة : أووووك.
حازم : يلا ، واحد اتنين تلاتة .
جرى حازم وفرح خارج القاعة وسط ضحك الجميع على أفعالهما، تمنى الجميع لهما السعادة ، وأن يجمع الله بين قلوبهما دائما على الحب.
ركب حازم سيارته وأجلس فرح بجانبه ، كان ممسكا يدها بيده واليد الأخرى يقود بها.
فرح : أنا مش مستوعبة إللى حصل .
حازم : لا فوقي كده لسه اليوم مخلصش.
فرح : أنا مش عاوزه يخلص بصراحة .
حازم بحب : ولا أنا.
فرح: طيب إحنا رايحين فين؟
حازم : خلاص وصلنا ، انزلى.
كان المكان على النيل ، وقفت فرح مذهولة مما ترى ، غير مصدقة ما يحدث لها من جمال هذا اليوم ، أتى حازم وأمسك يدها .
حازم : إيه رأيك ؟
فرح : تحفة.
كان يقفان أمام يخت في النيل ، استأجره حازم وكتب عليه حازم ( فرحة قلبي ) ، صعد الاثنان لداخله، وجدته مزينا بالكامل بالشموع والورود ، صعدت للأعلى وجدت ممرا طويلا مزين على الجانبين بلافتات كتب عليها فرحة قلبي ، استمرت في السير حتى وجدت لافتة كبيرة مكتوب عليها "تتجوزينى".
التفتت لحازم وأشارت له برأسها بمعنى نعم ، أسرع حازم لاحتضانها ورفعها من على الأرض ، ودار بها ، ثم انطلقت الألعاب النارية من خلفهما.
بااااااااك
أمل بسعادة : ربنا يهنيكوا يا قلبي.
فرح : يارب يا ماما ، أنت مش عارفة أنا بحبه قد إيه .
أمل : عارفة يا قلبي ، لما عرفت إنه وصلك وكمان صلح لك العربية ، وجابها لحد البيت ، توقعت إن في مشاعر ما بينكوا.
فرح : الله على توقعاتك الحلوة دى.
قطع حديثهما رنين هاتف فرح، قفزت من مكانها عندما وجدت رقم حازم.
فرح : صباح الفل.
حازم بحب : صباح الجمال على فرحة قلبي.
فرح : حلوة أوى فرحة قلبي دى.
حازم : أنت إللى رجعتى الفرحة لقلبي تانى.
فرح : تصدق قمت من النوم دلوقت بحسب إنى كنت بحلم.
حازم بمشاكسة: نععععم كل ده وحلم.
فرح: تعرف لو كان حلم ، كنت خنقتك.
حازم بخوف مصطنع: يا مرعب .
فرح : أيوة كده.
حازم : المهم ، جهزى نفسك وساعة وهبقى عندك .
فرح : ليه ؟ لسه في مفاجآت تانية.
حازم بثقة: مع حازم صلاح الدين حياتك كلها مفاجآت.
فرح بضحك : ياعم الجامد.
مر حازم على فرح بسيارته، وصل حازم عند تجمع لمحلات كثيرة ، استغربت فرح بشدة لوجودها في هذا المكان ، وصل عند محل فتحه حازم فيبدو أنه ملكه.
فرح باستغراب: إيه ده يا حازم؟
حازم بابتسامة حب : حلمك.
فرح : حلمى ؟؟!!!
حازم : آه حلمك ، مش أنت نفسك تبقى مصممة حفلات ومناسبات ، أهو ده المقر بتاعك ، ورينى شطارتك هتظبطيه إزاى عشان تبقى دى البداية.
فرح بنظرة عشق : مش معقول يا حازم إللى أنت بتعمله ده ، معقول في بنى آدم كده .
حازم : أنا كده عشانك أنت.
فرح : مش عارفة أقولك إيه ؟ مفيش كلام يقدر يعبر عن إللى جوايا ليك.
حازم : يلا يا أستاذة مفيش وقت للكلام ده وقت الشغل.
فرح : تمام يا فندم بس بلاش أستاذة أبوس إيدك .
ضحك حازم على ذكرياته معها وكيف كان يضايقها متعمدا حتى يرى غضبها ويستمتع بشكلها الطفولى.
في فيلا والد حازم
تجلس نبيلة تحتسي قهوتها، وفجأة سمعت أصواتا عالية تأتى من غرفة ولدها على ، قامت مسرعة حتى ترى ماذا يحدث لعلها تهدئ الأجواء.
نبيلة بقلق : في إيه يا ولاد؟
على : عادى يا ماما ، خناقة كل فترة، الهانم برده مش عاوزة تخلف ، تلات سنين جواز ورافضة الخلفة .
ياسمين : أنا حرة .
على بانفعال : لا مش حرة ، ده مش موضوعك لوحدك.
نبيلة : صلى عالنبي يابنى واهدى كده.
على : عليه الصلاة والسلام ، بس أنا على موقفى برده.
ياسمين بعند : وأنا برده على موقفى.
نبيلة : الله يا ياسمين ما تهدى الأمور شوية ، على عنده حق ، بقالكوا فترة كبيرة متجوزين، محدش يرضى بكده يا بنتى.
ياسمين : يا طنط لو سمحتى ما تدخليش بينا ، دى أمورنا الشخصية ونحلها مع بعض.
وهنا ثار على عليها، وهجم عليها حتى يضربها ولكن منعته أمه.
على : والله ما أنت قاعدة في البيت ده دقيقة واحدة لما تحترمى صاحبة البيت تبقى ترجعى هنا تانى ، ساعة واحدة وماشوفش وشك تانى .
نبيلة: يا على محصلش حاجة كلمة وقالتها وخلاص.
على بحدة: أمى لو سمحت دى كرامتك وأنا بحافظ عليها ، اتفضلى يا مدام لمى هدومك.
مرت ثلاثة أشهر على هذه الأحداث كلها ، كل يوم يمر يزداد قرب حازم وفرح من بعضهما ، فرح انشغلت في تجهيز مشروعها الجديد وحلمها الذى طالما حلمت به .
في يوم من الأيام نجد حازم يجلس في مطعمه المفضل والذى أصبح مكان فرح المفضل أيضا ، يجلس شاردا في مياه النيل ، قطع تفكيره صوت هاتفه.
حازم بجمود: أيوة ، وصلتى؟ أنا جوه ادخلى يلا 🤔
في يوم آخر
تقف فرح وعلى وجهها علامات السعادة والفرحة ، كانت تنظر للمكان بعين فرحة ، فاليوم قد انتهت من تجهيز المكان الذى سيكون انطلاقة حلمها ، أخذت تصوره بهاتفها حتى ترسله لحازم.
فرح وهى تسجل هذه اللحظة : ده المكان إللى هيبقى بداية ليا ، المكان بقى جميل بس الأجمل لإنه من حبيبي حازم ، قيمة المكان وغلاوته من غلاوة حازم، من ساعة ما عرفته والدنيا ضحكت ليا ، هدية جميلة من إنسان جميل وغالى على قلبي .
حاولت فرح كثيرا أن تحدثه ولكن هاتفه دائما مغلق ، قررت أن تذهب إلى الشركة ، حتى تجعله يرى الشكل النهائى للمكان.
بالفعل أغلقت المكان ، وركبت سيارتها فى اتجاه الشركة، وصلت أخيرا ، الجو العام هادئ فهذا موعد انصراف الموظفين لتناول الغذاء ، صعدت إلى مكتبه ،وضعت يدها لكى تفتح الباب ولكنها صعقت مما تسمع.
حازم : أنت إللى وحشتيني أوى يا هبه.
هبه: كنت متأكدة إننا هنرجع لبعض.
حازم : حاولت أقاوم بس معرفتش.
هبه : يا حبيبي أنا لا أقاوم.
حازم : دى حقيقة يا روحى.
هبه : والبنت إللى أنت تعرفها.
حازم : مين؟ فرح ، دى عيلة هبلة ، حاولت أنساكى بيها بس معرفتش.
هبه : يعنى محبتهاش؟
حازم : بقولك دى طفلة ، وأهو بصراحة اتسليت معاها الفترة إللى فاتت.
صدمتنى يا حازم، وصدمتنا كلنا ،يا كسرة قلبك يا فرح 💔
•تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية