Ads by Google X

رواية القاسي الحنين الفصل الثامن عشر 18 - بقلم بسنت جمال

الصفحة الرئيسية

 رواية القاسي الحنين الفصل الثامن عشر 18

الفصل الثامن عشر 

تقف فرح خلف الباب مصدومة مما تسمع ، غير مصدقة أن حازم خدعها،  كيف يتحدث عنها هكذا بكل سهولة ، يا الله ما هذا الكابوس ؟ هل ما أسمعه حقيقة ؟ نعم حقيقة مرة ، ياليتنى صماء لا أسمع ، قلبي لا يستطيع التحمل . 
أغمضت فرح عيونها بقوة ، وفتحت الباب ببطء ، وجدت حازم وهبه يجلسان بجانب بعضهما البعض ، يحتضن يديها مثلما كان يحتضن يد فرح ، تنهدت فرح بقوة لعلها تخرج ما بداخلها،  أما حازم تصرف بهدوء شديد ، وهبه بالطبع شملت فرح بنظرات شماتة. 
حازم : اتفضلى .
دخلت فرح صامتة وجلست ولم تنطق بكلمة ، تنظر للا شئ أمامها .

أخفض حازم صوته ، وطلب من هبه أن ترحل ، وقبل أن تمشي ألقت كلمتين لفرح التى كانت في عالم آخر.
هبه بشماتة: باي باي يا قطة ههههههه. 

جلس حازم أمام فرح وهو لا يعرف من أين يبدأ.
حازم : أنا مش عارف أبدأ منين ، بس أنا رجعت لهبه تانى.
رفعت فرح نظرها لحازم وقالت بصوت مكسور حزين: وأنا ؟
حازم : أنا ماضحكتش عليك ، أنا فعلا حبيتك بس حبي ليها أكبر ، ومش قادر أكمل معاك.
فرح : يعنى أنا كنت عايشة في وهم كبير.
حازم : متصعبيش الأمور على نفسك.
فرح بوجع : عندك حق الأمور أبسط من كده،  تحب واحدة وتخدعها ، تطلعها لسابع سما ، تعيشها فوق السحاب ، تخليها ملكة متوجة، وفى الآخر تقولها شكرا مش قادر ، فعلا الموضوع بسيط جدا.
حازم : أنت إنسانة جميلة ، وأكيد هتقابلى شخص أحسن منى ، مش عاوزك تزعلى وأكيد هنتقابل تانى ، وهرجع أشوف ضحكك وهزارك تانى.
قامت فرح من مكانها : أكيد هنتقابل تانى بس أوعدك يوم ما نتقابل مش هتعرفنى. 

نزلت فرح من الشركة ، ركبت سيارتها ، أخذت تسير في الشوارع لا تعلم أين ذاهبة ، تسير تائهة بلا هدف ، تحاول أن تفكر فيما حدث ولكن عقلها توقف تماما ، أوقفت سيارتها على جانب الطريق ، وأخذت تسترجع ذكرياتها معه. 

فلاش باك 

حازم : يعنى أقولك عندنا اجتماع مهم مع شركة كبيرة ألاقيكى جاية بلبس spacetoon.
فرح : الله بقى يا حازم ، ١٠٠ مرة قلتلك اللبس ده جزء من شخصيتى.
حازم بحب: وأنا بمووووت في شخصيتك .
فرح بدلع: مش هعرف أركز في الاجتماع بعد الكلمتين الحلوين دول.
 
باااك

فرح لنفسها : معقول إللى حصل من شوية ده ، أنا كنت مغفلة أوى كده ، إزاى ده كل حاجة كان بيعملها كانت بتقول إنه بيحبنى،  آآآآه دماغى هتنفجر،  يااارب خليك معايا ، أنا عاوزة أعيط ومش عارفة ، قلبي واجعنى أوى. 

ظلت فرح على هذه الحالة قرابة الساعتين حتى قررت العودة لمنزلها فهى بحاجة إلى الراحة وبحاجة إلى والدتها. 

دخلت فرح المنزل وهى تائهة ، دخلت على غرفتها مباشرة ، انتبهت لها والدتها وأحست بوجود شئ ما. 
أمل بقلق : مالك يا فرح ؟
فرح بتوهان : حازم سابنى. 
أمل بصدمة : إيييييه؟ ليه كده إيه إللى حصل؟
فرح بسخرية : رجع لحبيبته الأولى.
أمل : طيب بالراحة كده وفهمينى.
 
قصت فرح على والدتها ما حدث ، كانت تحكى بشرود تام ، كان حديثها متقطعا ، حاولت والدتها قدر الإمكان أن تفهم ما تقوله.
أمل : بسهولة كده ينهى كل حاجة .
فرح : ماما ، محتاجة أنام مش قادرة،  خديني في حضنك ، متبعديش عنى. 
أدمعت أعين أمل ، وضمت ابنتها أحضانها ، لم تأخذ وقتا طويلا حتى تذهب في النوم ، أخذت ترتل لها بعض آيات القرآن الكريم حتى تهدأ قليلا. 

قامت أمل من جانب فرح ، تبحث عن هاتفها ، تريد أن تتصل بأروى حتى تفهم منها ما يجرى. 
أروى : ألو ، إزيك يا طنط.
أمل بجمود :الحمد لله ، عاوزاكى تيجى لى البيت النهاردة لو سمحتى.
أروى بقلق : ليه في حاجة ولا إيه ؟
أمل : محتاجة أتكلم معاكى ضرورى .
أروى : حاضر ، هقوم أجهز وآجى على طول. 

بعد ساعة

وصلت أروى عند أمل ، تجلس أروى بعدما استمعت لحديث أمل بذهول وصدمة.
أروى بصدمة : معقول حازم عمل كده؟ أنا مصدومة.
أمل بحدة : لما أنت مصدومة طيب فرح تعمل إيه ؟ أنت ما شوفتيش حالتها عاملة إزاى ، تايهة ومش عارفة تجمع كلمتين على بعض .
أروى بحزن : عندها حق طبعا ، أنا مش مستوعبة إنه رجع لهبه ، حضرتك متعرفيش دى عملت فيه إيه ؟
أمل بانفعال : ميهمنيش أعرف حاجة ، إللى يهمنى بنتى إللى هيجرالها حاجة دى.
أروى : بعد الشر عنها ، هى بقالها قد إيه نايمة؟
أمل بحزن : داخلة على تلات ساعات .
أروى : كتير كده ، وأصلا مينفعش تنام وهى زعلانة ، معلش يا طنط ممكن تصحيها. 

دخلت أمل لكى توقظ ابنتها ، نظرت لها بشفقة فآثار الحزن بادية على وجهها، جلست بجانبها، مسحت على شعرها بحنان ثم بدأت تنادى عليها.
أمل بهدوء: فرح ، يا فرح،  اصحى يا قلبي ، فرح ، قومى بقى كفاية نوم ، أروى بره عاوزاكى. 

شعرت أمل بقلق من عدم رد فرح عليها ، ففرح نومها خفيف جدا ، أخذت تنادى عليها بصوت أعلى ولا من مجيب.
أمل بصراخ: فررررررح ، أروى الحقينى. 
دخلت أروى الغرفة مرعوبة من صراخ أمل.
أروى : في إيه يا طنط؟
أمل ببكاء: فرح مبتردش عليا ، بنتى بتروح منى.
أروى وهى تتحسس نبض فرح : دى مغمى عليها.
أمل بهستيريا: فرح متروحيش منى ، أنت إللى مهونة عليا تعب الأيام. 

تقف أروى في منتصف الغرفة تقطعها ذهابا وإيابا ، لا تدرى ماذا تفعل ، وأخيرا اتصلت على الإسعاف.
 
بعد فترة في المشفى
 
تقف أروى وأمل خارج غرفة فرح بينما فى الداخل يفحص الطبيب فرح ، اتصلت أروى على زوجها أحمد حتى يأتى لها ويساعدها في هذه الأزمة. 

وصل أحمد وقطع الطريق بسرعة حتى يصل لزوجته.
أحمد بقلق: في إيه يا أروى إيه إللى حصل ؟
أروى ببكاء: فرح بتموت يا أحمد وحازم السبب.
أحمد بصدمة : عمل لها إيه ؟
 
قصت له أروى ما حدث منه ، وكيف جرحها بمنتهى البرود. 
أحمد بتفاجؤ: إزاى يعمل فيها كده ؟ ده روحه فيها ، وميرجعش إلا لهبه،  لا لا في حاجة غلط.
أروى : ده إللى مامتها حكته .
أحمد : وهى فين مامتها الوقت ؟
أروى : واقفة هناك أهى على باب أوضتها. 
ذهب أحمد و أروى عند أمل
أحمد بخجل: إزاى حضرتك؟
رفعت أمل نظرها لأحمد ثم أدارت وجهها عنه ، ولم ترد.
أحمد : إن شاء الله فرح هتقوم بالسلامة، وهفهم منها إيه إللى حصل.
أمل بحدة : تفهم إيه ، أخوك ضحك عليها وخدعها وأنت لسه جاى تقول تفهم .

نظر أحمد لزوجته وصمت فلا كلام يمكن أن يقال الآن. 
خرج الطبيب بعد مدة طويلة ، أخذهم على مكتبه حتى يتحدث معهم بهدوء.
أمل بلهفة : طمنى يا دكتور.
الطبيب: للأسف هى عندها انهيار عصبي ، وفقدت النطق بس بصفة مؤقتة.

صدم الجميع مما سمعوا ، بكت أمل بكاء مريرا،  وأيضا أروى قلبها يعتصر ألما على صديقتها،  فهى تحبها بشدة. 
الطبيب مهدئا: يا جماعة العياط مش هيحل المشكلة ، لازم تتماسكوا،  الموضوع هياخد وقته وهينتهى، لازم الكل يقف جنبها،  هى هتقوى بيكوا.
أمل ببكاء: أنا عاوزة أشوفها.
الطبيب : طبعا ، الزيارة مش ممنوعة طالما مش هتتعبوها،  هى دلوقت أخدت مهدئ ونايمة.
أروى : طيب وهترجع تتكلم امتى تانى؟
الطبيب: دى حاجة في علم ربنا ، ده بيتوقف على قوة إرادتها هى،  لازم هى إللى تبقى عاوزة تتجاوز المحنة دى.
أمل بانهيار: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حازم ، أخوك قضى على بنتى.
أحمد بحزم: وحياة ولادى ما هسيب حقها. 

مر أسبوع والحال كما هو ، فرح رافضة الحياة تماما ،تريد أن ترحل عن تلك الحياة القاسية التى غدرت بها في ثوانى ، تعيش على المهدئات ، ترفض الطعام نهائيا ، نائمة معظم الوقت ،  لم تتركها أروى لحظة واحدة ، تأتى لها بالنهار وترحل فى الليل. 

أما بقية العائلة شعروا بالصدمة، عندما علموا بما حدث ، ذهبت نبيلة وصلاح مرة واحدة ولم يذهبا مرة أخرى بسبب شعورهما بالخجل مما فعله ابنهما. 

أما حازم ، فهو غير موجود نهائيا ، بحث أحمد عنه في كل مكان ولكن لا أثر له ، كان الجميع ينتظر قدومه حتى يفهموا منه ما جرى ولكنه آثر الاختفاء. 

ظهر حازم أخيرا ، عاد لمنزله في ساعة متأخرة من الليل ، كان أحمد يسهر كل ليلة ينتظره على أمل أن يعود.
 
دخل حازم غرفته وحالته يرثى لها، ذقنه طويلة، ملابسه غير مهندمة،  فهيئته غير الهيئة المعتاد عليها. 

فتح أحمد الباب بعنف شديد ، وقف حازم مكانه ينظر له باستغراب.
حازم بصوت منهك: في إيه؟
هجم عليه أحمد وأمسكه من تلابيب ملابسه.
أحمد بانفعال: آه يا خاين ، تضحك على البنت إللى حبتك وتسيبها كده بسهولة عشان واحدة كلبة ، صحيح ندل وجبان. 
يقف حازم مستسلما تماما لأحمد، لا يدافع عن نفسه ، ولا يقول أى شئ يبرر ما فعله.
أحمد بشدة : رد عليا ، عملت كده ليه ؟ ده أنتوا الاتنين قصة حبكوا الكل بيحلف بيها ، تعمل في فرح كده ، فرح إللى نورت لك دنيتك تانى ، دى فرحة قلبك زى ما بتقول ، ربنا هيردلك كل إللى عملته فيها.
 
ثم تركه أحمد ودفعه على السرير ، استدار أحمد لكى يخرج من غرفته ، سمع صوت شهقات حازم ، التف له أحمد ونظر له بسخرية.
أحمد باستهزاء: إيه ده أنت عندك دم وبتحس كمان ، هههه طيب والله كويس .
حازم بتعب : أحمد ، ما تسيبنيش محتاج لك.
رق له أحمد قليلا ، وذهب وجلس بجانبه. 
أحمد :  فرح حالتها صعبة جدا وأنت بتعيط ، أنا مش عارف ليه إللى أنت عملته ده ، أنت أكيد مخك تعبان .
حازم بشرود : فعلا ، مخى تعبان .
أحمد باستغراب : نعم ، يعنى إيه ؟
حازم بدموع: أنا عندى ورم في المخ 😭

  •تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent