رواية وجلا الليل الفصل الثاني و العشرون 22
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
______________________
الفصل الثاني والعشرون
قبل أن يصفعها تعلقت يده بالهواء بفعل قبضة الآخر القوية، والذي طالعه باحتدام جامح وهتف بفحيح :- يدك لو رفعتها عليها تاني مش هيحصل طيب .
ابتسم راضي باستخفاف من حديثه وهتف بدوره :- وأنت مالك دي خيتي قلت أدبها ولازمًا يتحش رقبتها .
رفع حاجبه باستهجان وردد بتهديد :- أنا قولتها كلمة ومش هكررها، ودلوك قولي كيف تعرف طليقتي كيف ما شمس قالت .
ضيق حاجبيه بتعجب أكبر ليردف بحدة :- طليقتك مين يا چدع أنت؟ هتعوم على عومها ولا إيه !
لم يرد عليه وإنما التف ليطالعها قائلًا بصرامة وغيظ :- متوكدة إنها هي اللي شوفتيها معاه ؟
ظلت صامتة ليكرر بانفعال :- ردي علي وقولي يا اه يا لاه .
هزت رأسها بموافقة قائلة بخفوت :- أيوة هي اللي شوفتها وياه .
لوى شدقه بسخرية وردد باستخفاف :- مش چديدة عليك يا واد عمي، وبصراحة الطيور على اشكالها تقع، بس مكنتش خابر إنك دغف وأهبل إكدة لما تخدعك ومتقولكش هي مين .
ثارت دمائه بعروقه التي كادت أن تنفجر وردد بغضب :- أوعى لكلامك يا يحيى، هتصدق كلامها دي شكلها تخيلات خبطت راسها .
إلى هنا وكفى تحدثت بدورها بغضب :- لاه دي مش تهيؤات دي الحقيقية يا راضي، الحقيقة أنها ضحكت عليك واستغفلتك ووخداك كبري عشان مصالحها .
اكفهر وجهه وقد أيقظت الوحش الذي يقبع بداخله، فهم للانقضاض عليها ولكن هيهات، وقف له يحيى بالمرصاد وهو يمسكه من تلابيب ملابسه قائلًا :- إيه وچعك حديتها ما هو اللي على راسه بطحة، بقى راچل زيك يبقى لعبة في يد واحدة !
ضربه على حين غرة بقوة، ليسدد له الآخر الضربة أضعاف مضاعفة، ليتحول الأمر إلى شجار وهي بالمنتصف مذعورة عليهما، أخذت تتوسل إليهما لينهيا ذاك العراك ولكنها لم تفلح، بينما كانا يسبان بعضهما البعض، ويلفظان ما بداخلهما والذي دفنته السنوات تحت الثرى، تحت نظراتها المصدومة والدماء التي فرت من عروقها، وها قد سنحت لها الفرصة لتعرف السبب الذي سألت عنه كثيرًا، فأتى لها مقدمًا على طبق من فضة دون أدنى جهد، لقد علمت سبب العداوة القائمة بينهم، كل الحقد الدفين والكراهية التي تشع منهم، لا تصدق ما سمعته وتسمعه فالكلمات جمر يحرقها، أوالدها اقدم على فعل ذلك حقًا ؟
يا ليتها أُصيبت بالصم ولم تسمع هذه الحقيقة المرة، تراجعت للخلف حتى اصطدمت بالشجرة، لتنهار ساقيها فما عاد بمقدورها الحركة، غلفت الدموع عينيها وظلت تجري على وجنتيها بسخاء، والصورة المثالية التي رسمتها لوالدها بدأت في أن تبهت معالمها .
أتى خالد ومؤمن لفض النزاع القائم بين الاثنين، وأيضًا لحق بهم البقية والذين صدموا من المشهد، نجحا في أن يفصلا بينهما لتركض الصغيرة تهتف باسم أبيها بخوف، في حين وقفن الأمهات وقلوبهن تكاد تتوقف من كثرة الجزع .
وقفت هي بصعوبة تستند على الشجرة، وتقدمت نحو أبيها لتقف أمامه والنظرات تغني عن ألف سؤال، هتفت بصوت متحشرج وأحرف متقطعة :- صُح يا أبوي ؟ أنت خدت ورثهم ؟
توترت قسمات وجهه إلا أنه هتف بغضب وهو يرمق أخيه بكمد :- حديت إيه دة يا بت ؟ واقفة بتحاسبيني ! أمشي أدخلي چوة .
هزت رأسها بعنف وقد طفح بها الكيل لتردد بإصرار :- لاه مش قبل ما تچاوب علي يا أبوي وتقولي، أنت خدت ورثهم ؟ عشان إكدة هملوا الدار ؟ رد علي الله يخليك، قول لاه وريحني .
صرخ بصوته كله :- زبيدة خدي بتك وأخفوا من وشي الساعة دي .
أقدمت هي بسرعة ومسكتها من ذراعها لتسحبها للداخل، إلا أن قدميها لم تتزحزح من مكانها تطالعه بتحدٍ، وأنها لن تبرح الأرض إلا عندما تتلقى إجابة منه، لتهمس لها أمها :- أمشي قدامي واكسري الشر ملكيش صالح بحديت الكبار دة، همي يلا .
عاودت الكرة تنفي المغادرة، ورددت بعناد :- لاه مش همشي مش قبل ما يرد علي .
تمتمت من بين أسنانها بغيظ :- يا بت اسمعي الكلام ومتفوريش دمي .
ظلت على موقفها ولم تحيد الطريق، إذ أردفت بجنون :- قولتلك لاه بعدي يا أما .
ثم التفت نحو أبيها لتردد برجاء :- چاوبني يا أبوي قولي صُح حديته ؟ ولو أنه الچواب باين من عنوانه، عملت إكدة ليه ؟ مخفتش ربنا واصل ؟ دة مال يتيم حرام عليك ..
صفعها بقوة ولثاني مرة في حياته، فقد أخرجته عن طور ثباته، ردد بغضب :- لما أقول كلمة يبقى تسمعيها وتقولي حاضر ونعم، الظاهر إني اتساهلت معاكِ كتير لحد ما سوقتي فيها .
وضعت يدها على وجنتها وهي في حالة ذهول مما فعل والدها، والآخرون يتابعون الموقف عن كثب، تقدمت أمينة وأخذتها في أحضانها مشفقة عليها، بينما صرخ سالم في وجه أخيه :- ليه مصر إن ليك حق عندي ؟ ورث أبوي كتبهولي، فيها إيه يزعل دي يا خلق ؟ بقلم زكية محمد
تدخل يحيى قائلًا :- فيها إنك واحد ضلالي زور أمضة أبوه عشان يكوش على الورث لحاله .
ضحك بصوته كله وردد بسخرية :- يا سلام ع التربية الزينة يا واد أخوي ! ما تاچي تضربني قلمين أحسن .
ردد بحنق :- أنا لو مش متربي كنت خنقتك .
- يحيى !
كان هذا صوت والده الصارم والذي هدر بانفعال :- قولتلك مية مرة ما تدخلش في حديت ملكش صالح بيه، حقي وأنا مسامح فيه، ناقصك حاچة يا واد ؟
صمت ليردف بقوة :- يمين بالله يا يحيى لو الموضوع دة اتكرر تاني هتاخد بعضك وتشوفلك مطرح بعيد عن إهنة، وتنسى إن ليك أب اسمه عامر .
شهقت والدته بذعر فور صدورها هذا الفرمان القاسي والصارم، بينما هتف يحيى بدفاع :- وايه قولك يا أبوي في واحد متفق مع طليقتي وساعدها أنها تدخل إهنة وتعرف كل حاچة ؟ تلاقيه هو اللي ساعدها لما خدت البت .
ردد راضي بهجوم كاسح :- مكنتش خابر أنها المقندلة طليقتك .
أردف بتشفي :- يبقى اعترف أن اتضحك عليك .
أردف باحتدام :- سد حنكك ما عاش ولا كان اللي يضحك علي، وحقي هعرف أجيبه زين من بت الفرطوس دي .
ردد عامر بغيظ شديد من ابنه الكبير :- أخفى من قدامي يا يحيى، أخفى .
وبالفعل ترك لهم المكان بابنته وصعدا للأعلى، ليبدأ الجميع بالانسحاب واحدًا تلو الآخر، ليقف عامر بالأخير امام شقيقه قائلًا بتبرير :- أنا عمري ما زرعت في عيالي الكره ليكم ولا مليت راسهم بحاچة عفشة، بس وقتها يحيى كان كبير وواعي وداري بكل حاچة، محقوقلك يا أخوي .
ردد بضيق :- محصلش حاچة يا عامر، بس يا ريت الموضوع دة ميتكررش تاني .
وعلى مقربة منهم وهي تراقبهم خلسة، رددت بخفوت وغل :- وماله إكدة ساكت ؟ لاه الموضوع فيه إنة شكله سلم ودانه لأخوه، أنا لازمًا أشوف الموضوع دة بنفسي .
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
بالأعلى كان بحاجة للعديد من عربات المطافئ لتخمد نيرانه المشتعلة، وهذه المرة من نفسه ها هو دليل آخر على براءتها وأنها لم تقدم على ذلك الجرم الذي رشقها به، ود صفع نفسه يا له من غبي أخرق، لها كل الحق فيما تفعله وما عليه سوى أن يتحمل، راقبته الصغيرة بترقب وهي تشاهد تحوله لوحش كاسر، إلا أنها وبالرغم من ذلك سارت نحوه وجذبته من جلبابه قائلة ببراءة :- متزعلش يا أبوي راضي عفش .
وكأن لمستها بلسم جعل حدة عاصفته تهدأ شيئًا فشيء، جلس قبالتها واحتضنها بحنو، تذكرها بغتة وهي بين ذراعي والدته بعد أن تلقت صفعة موجعة من أبيها، نهض عازمًا على شيء وسينفذه بغض النظر عن توابعه، ترك الصغيرة وأخبرها بأن تنتظره ريثما يأتي، لتوافقه الصغيرة التي جلست تشاهد أفلام الرسوم المتحركة على شاشة التلفاز .
نزل مسرعًا للأسفل يمشط المكان بحثًا عنها، وها قد وجد ضالته بجوار والدته ببطنها الممتلئة، وقف قبالتها وهتف بهدوء :- شمس قومي معاي ثواني .
تطلعت نحوه بمقلتيها المنتفخة، وهتفت بتعب :- رايد إيه يا يحيى ؟
تدخلت أمينة قائلة بلطف :- قومي ويا چوزك يا بتي شوفيه رايد إيه .
هزت رأسها بنفي قائلة :- مريداش أروح وياه في حتة، اللي رايد يقوله يقوله إهنة .
اصطكت أسنانه بعنف وهمس بجوار أذنها بتهديد :- لو مقومتيش معايا دلوك هيكون فيها تصرف تاني .
نظرت له باستخفاف قائلة :- هتعمل ايه يعني ؟
حك مؤخرة رأسه بمكر وردد :- لاه مهعملش حاچة أنا بنفذ طوالي .
لم تفهم مرمى حديثه وصرخت فجأة حينما وجدت نفسها محمولة على ذراعيه، بينما لم يأبه لأحد البتة وأردف بخبث وهو يطالع والدته بتلاعب :- بعد اذنك يا أما .
ضحكت بخفوت على ابنها المجنون، وهتفت بتضرع :- أذنك معاك يا ولدي، ربنا يهدي سركم .
كادت أن تذوب من فرط خجلها، وهي تحاول أن تنزل أرضًا قائلة بخجل وحدة :- نزلني يا يحيى أنت بتعمل إيه ؟ نزلني يا بارد .
رفع حاجبه باستهجان ليرمقها بمكر قائلًا :- كلمة تانية وهعمل حاچة انيل من إني شايلك ومهعملش حساب لأي حد، واهدي عشان اللي چواكِ .
صمتت على الفور وهي ترى جديته في الحديث، بينما لاحت ابتسامة خفيفة على طرف شفتيه، وهو يراقب تذمرها وخجلها الذي حُرم منه طيلة تلك الأشهر، وصل بها للشقة لينزلها برفق بالغ، بينما ابتعدت هي عن مرماه بسرعة، وما إن همت لتتحدث وجدت الصغيرة تهلل بسعادة لرؤيتها قائلة :- شمس أنتِ هتعيشي معانا إهنة تاني مش هتروحي بيت راضي العفش .
تحدث والدها برفق قائلًا وهو يحدج شمس بتحدٍ سافر :- أيوة هتعيش معانا يلا روحي أنزلي اقعدي ويا ستك أمينة . بقلم زكية محمد
هزت رأسها بنفي قائلة :- لاه أنا هقعد مع شمس .
ضغط على فكه بعنف وأردف بغيظ :- ما أنا هقولها حاچة سر وبعدين أقعدي وياها، يلا يا چنا عشان أچبلك حاچة حلوة .
أومأت له بفرح ومن ثم نزلت مسرعة، بينما أردفت شمس بحنق :- اه يا چنا الكلب بعتيني .
أردف هو بهدوء :- تعالي نقعد نتحدت .
ذمت شفتيها بضيق قائلة :- لاه مفيش حديت بينا أنا نازلة .
وقبل أن تعبر الباب وقف هو كالحصن المنيع يمنعها من العبور، ومن ثم أغلق الباب جيدًا وأردف بغضب مكتوم وهو يجذبها من ذراعها بخفة :- طالما الذوق مش نافع معاكِ يبقى نچرب الغصب، أقعدي واسمعي وبلاش لعب العيال دة .
نظرت له بقهر وهي تشير إلى نفسها ورددت بوجع :- لعب عيال ! بعد كل اللي قولته في حقي، واتهامك ليا رايدني أفوت دة كله بالساهل وچاي تقولي لعب عيال !
أخذ بيدها برفق قائلًا بخوف على حالتها :- شمس أهدي واسمعيني ممكن ؟
صاحت بجنون :- مش هسمع أنا واحدة مستهترة ودمي فيه الغدر رايد منها إيه ؟ هملني لحالي يا يحيى .
أردف بنفي وهو يحكم بقبضته على يدها :- لاه مش ههملك، بزيداكِ بعاد مشبعتيش ؟ أزعلي وأنتِ إهنة چاري بس متبعديش .
نظرت له بألم قائلة :- ليه أهمك في إيه ؟ أنت عمرك ما أخترتني يا يحيى لما بتتحط في مواقف بتحط مصلحة أهلك وبتك اول حاچة، بس أنا عادي تدوس عليها ما هي بت سالم بردو، أنت دبحتني بحديتك في كل مرة بتوريني مطرحي وين بالظبط، شكرًا لشهامتك وچدعنتك يا واد عمي، لحد إهنة وكفاية مهبقاش حمل عليك، وعشان كمان مفكركش بسالم كل شوية .
تعالت شهقاتها بالمكان وهي ترثي ذلك الحب الذي تكنه له، بينما طالعها هو بقلب مفطور ألهذا الحد جرح قلبها وأدماه ؟
على حين غرة احتضنها بقوة كادت أن تكسر ضلوعها، وأخذ يردد بعبارات الاسف جميعها، ثم تابع بلوعة :- أوعاكِ تقولي إنك مش مهمة عندي، مش هعديهالك يا شمس واصل أنتِ أهم من روحي، والمدعوكة الله يچحمها عرفت تلعبها صُح وقدرت تزرع الشك چواتي وتخليني أتهمك .
تابع سكونها بين ذراعيه ليردف بحب :- أنا مبعرفش أذوق في الحديت، بس أنا بحبك يا شمس خليكِ متوكدة من دة، چايلك ندمان على بابك طمعان في رضاكِ عني متهملنيش تاني .
تصلبت فجأة وهي تسمع اعترافه، والذي انتظرته طويلًا تتلهف لسماعه، نظرت له بحيرة قائلة بعدم تصديق وبلاهة :- وكتاب الله المچيد ؟ أحلف
ضحك بصوته كله وردد :- وكتاب الله المچيد، ولو أنه ما ينفعش نحلف غير بالله، عشان إكدة هقولك والله بحبك وبعشقك يا بت عمي .
تراقصت دقات قلبها على ألحان الغرام، وأدمعت عينيها بفرح لا تصدق ذلك الصخرة الجامدة تشع كل هذه الرومانسية، أردف بمكر وهو يقترب بوجهه منها :- ها راضية عني، صافي يا لبن ؟
هزت رأسها بدلال قائلة :- مش قوي هبابة صغيرة قد إكدة .
أردف براحة :- صغيرة صغيرة وماله نتحمل، أهم حاچة تكوني وياي .
ردد بعبث :- طيب وين عربون الصلح ؟
لم تفهم مقصده إلا حينما اقترب ينهل من عسلها الصافي، والذي حُرم عليه منذ لحظة ذهابها، ابتعد عنها بعد أن شعر بانقطاع أنفاسها، وهمس بوله :- أتوحشتك قوي .
أخفت وجهها بصدره تهرب منه وإليه، وهي تكاد تصاب بالجنون من كثرة اعترافاته التي يمطرها على مسامعها، أردف هو بمزاح كي يرفع عنها الحرج وهو يمسد على بطنها المنتفخة :- إكدة تبعدي ولدي عني ؟ عاملة إيه وياه ؟
أردفت بحنو وهي تحتضن بطنها :- زين ولدي حبيبي ما تعبنيش .
ردد بمرح :- لو تعبك قوليلي وأنا اعلقهولك في السقف .
مطت شفتيها باستنكار قائلة :- أنت بتاخدني على قد عقلي ولا إيه ؟ أنت بتضحك علي يا يحيى عشان أرچعلك ؟
جعد جبينه بذهول من تحولها المفاجئ، وردد بصدمة :- شمس حُصل إيه ما كنتِ زينة دلوك ؟
رددت بضيق :- ليه شايفني أتچنيت إياك ؟
نتأت عيناه بدهشة وأردف بمهاودة :- لاه مين بس اللي يقدر يقول إكدة ؟
انفجرت في البكاء وهي تضربه على ظهره بوهن :- أنت عفش بعد عني مش هكلمك واصل .
حك مؤخرة رأسه يحاول فهم الطلاسم التي يراها أمامه، وفك الشفرة ليعرف لم تحولت بهذا الشكل، كاد أن يصل ثغره للأرض حينما سمعها تهمس :- لاه متهملنيش خليك چاري .
ضم شفتيه كي لا يصل لها صوت ضحكاته الرجولية، على تلك البلهاء والتي ستودي به للهذيان مثلها، استقبل تقلب مزاجها من بين الحين والآخر، لتنتهي الليلة بين ذراعيه يبثها حبه بطريقته الخاصة .
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
دلفت للمبنى بخطوات بطيئة وبيدها حافظة طعام، بها بعض الشطائر لتقدمها له فبالتأكيد هو الآن جائع بعد ساعات قضاها في عمله المجهد، سألت إحدى الممرضات عنه لتخبرها بمكانه، لتسرع من خطواتها وهي تتلهف لرؤيته، فتحت الباب فجأة لتجده يتابع عمله مع زملائه الأطباء .
رفعوا أنظارهم ليروا من قام بفتح الباب على هذا النحو، ليتفاجئوا بجميلة تقف في أبهى حلتها على الرغم من حملها والذي لم يزيدها إلا جمالًا .
استولى الغضب مقلتيه، فباتت تلمع بالجمر الحارق، وهو يرى نظرات زملائه لها ليجز على فكه حتى كاد أن يهشمه، ويرمقها بنظرات لو كانت رصاصًا لقتلتها ..
•تابع الفصل التالي "رواية وجلا الليل" اضغط على اسم الرواية