Ads by Google X

رواية القاسي الحنين الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم بسنت جمال

الصفحة الرئيسية

 رواية القاسي الحنين الفصل الثالث والعشرون 23 

الفصل الثالث والعشرين 

شــــــــــوف بقينا فين يا قلبي .. وهى راحــــت فين
شــــــوف خدتنا لفين يا قلبي .. وشــــــــوف سابتنا فين
في سكة زمان راجعين في سكة زمان .. في نفس المكان ضايعين في نفس المكان
لا جراحنا بتهدي يا قلبي .. ولا بننســـى اللي كان يا قلبي
بتصحي الطريق خطوينا وأنين السنين .. والسما بتبكي علينا والناي الحزين
حتى نجوم ليالينا والقـــــمر غايبين

يجلس حازم كعادته الأيام الماضية يفكر ماذا يفعل مع محبوبته ، من أين يبدأ معها ، وكيف سيداوى جرحها، شاهدته أروى يجلس هكذا فذهبت عنده كى تخفف عنه قليلا. 
أروى : إيه يا حازم نفس قعدة كل يوم.
حازم : عمال أفكر ومش عارف أوصل لحل.
أروى : ربنا يعينك عليها .
حازم : صحيح قوليلي أنتوا مش بتتكلموا زى زمان ليه؟ أنت يعنى ملكيش دخل باللى حصل.
أروى بحزن: لآخر وقت أنا كنت معاها مش سايباها في المستشفى لا أنا ولا أحمد ، حالتها كانت صعبة جدا ، ومامتها طبعا كانت هتموت عليها ، في مرة الدكتور طلب يقعد معايا كان بيحسبنى أختها ، وطلب منى يعرف إللى حصل ، ولما عرف إنى بنت عمك ومراة أخوك طلب منى أبعد لإن طول ما أنا قدامها هفكرها بيك وحالتها مش هتتحسن. 
حازم بحزن: طيب لما بقت كويسة مرجعتوش تتكلموا تانى ليه؟
أروى : لا رحت لها البيت كذا مرة ، بس كانت مش بتتكلم لسه ، وآخر مرة هى القطيعة بينا.
حازم باستفهام: ليه إيه إللى حصل ؟ 

فلاش باك 

أروى بسعادة: حمد لله على السلامة يا فروحة ، طنط لسه قايلالى إنك رجعتى تتكلمى تانى .
فرح بجمود : الله يسلمك .
أروى بإحراج: مش عاوزاكى تكونى زعلانة منى ، والله أنا مش عارفة حازم ....
فرح بمقاطعة : بقولك يا أروى لو سمحت أنا مش عاوزة أسمع حاجة عن البنى آدم ده ،و اتفضلى ده مفتاح المكان إللى كان جايبه ليا مش عاوزة منه حاجة.
أحست أروى بإحراج كبير من هذه المقابلة استأذنت وغادرت فورا. 

بااااك 

أروى بحزن: ودى كانت آخر مرة ، حتى استنيت منها لما تهدى تكلمنى لكن محصلش أى اتصال ما بينا ، وأنا سيبتها على راحتها ، أنا عندى إحساس بالذنب رهيب من ناحيتها.
حازم باستغراب: ليه وأنت إيه دخلك بالموضوع أصلا؟
أروى بتوتر: عشان أنا إللى قربتكوا من بعض ، وعملت عيد الميلاد بتاع الولاد حجة عشان تشوفها أطول وقت .
حازم بضحك هيستيرى: بقى بتخططى يا أروى من ورايا ههههه عاملة نفسك كرومبو،  وطبعا ماما كانت معاك في الخطة.
أروى : مش بس ماما ، ده أحمد كمان.
حازم بتفاجؤ : ده أنتوا عصابة بقى .
أروى : اوعى تكون زعلان منى.
حازم بابتسامة: أبدا ، دى أحلى حاجة عملتيها،  خلينا في المهم هنعمل إيه مع فرح؟ 

" أقولك أنا تعمل إيه"

التفت حازم وأروى لمصدر الصوت حيث وجداها ياسمين ، وقد ظهر عليها أعراض الحمل ، فهى الآن فى شهرها الخامس ، بعد فترة من العلاج رزقها الله ، ومنذ ذلك الحين وقد تبدلت تماما ، فهى تعامل الجميع بود ومحبة . 
ياسمين : أنا هقولك تعمل إيه؟
حازم بلهفة: بجد ، قولى قولى.
ياسمين: الأول أنت عملت إيه من ساعة مقابلتك ليها آخر مرة ، قاعد زعلان وبتفكر ، إنما مفيش خطوة عملتها .
حازم : صح ، بس المفروض أعمل إيه؟
ياسمين : كل مكان هى تبقى فيه لازم تبقى أنت قبلها ، لازم متبعدش لحظة عن عينيها،  اشغلها دايما ، مرة تكلمها بحب ، مرة تكلمها عادى ، مرة ولا كأنك شايفها أصلا ، خليك بالنسبة ليها مش متوقع .
حازم بإعجاب : إيه التفكير ده ؟ مجاش على بالى أبدا .
ياسمين : أبدأ من دلوقت مفيش وقت تضيعه.
حازم  : لما ترجع بقى من الغردقة ، عندها event هناك بتاع وزارة التجارة والصناعة.
ياسمين بترقب : والشركة بتاعتك مش معزومة عالمؤتمر ده؟
حازم بغباء: آه طبعا ، ده إحنا بنحضره كل سنة .
ياسمين : وأنت مش هتروح؟
حازم بعفوية: لا كريم إللى بيروح كل مرة.
ياسمين بانفعال: آآآه يا أروى ، ابن عمك هيولدنى قبل معادى ، إيه يا عم هى هناك وأنت هنا وشركتك رايحة وأنت هتبعت كريم .
حازم : طيب أعمل إيه؟
ياسمين : والله ما هرد عليك ، أنا قايمة .
رحلت ياسمين مغتاظة بشدة من غباء حازم.
حازم لأروى: هو في إيه؟ أنا قلت حاجة غلط؟
أروى : يالهوى يا حازم ، كل ده مفهمتش ، قوم حضر شنطتك وسافر. 
حازم بتفهم أخيرا: آآآه،  أنتوا قصدكوا أروح لها هناك.
أروى : الحمد لله إنك فهمت.
حازم : بس لسه أسبوع على معاد المؤتمر.
أروى بنفاذ صبر : يالهوووووووووووى.

وصل حازم الغردقة لبدء تنفيذ كلام ياسمين فهى محقة بالفعل ، يقف بعيدا يتابعها وهى تعمل ، ابتسم لذكرى أول مرة يراها وهى تعمل ، وكيف ضايقها بكلامه عندما تعبت ، تذكرها عندما انتفضت عند سماع صوته ظنا منها أنها بمفردها ، نعم اختلفت عن ذى قبل،  ملابسها التى دوما كان يعشقها برغم أنه كان يسخر منها ولكن كان يحب أن يستفزها،  كل شئ تغير بها وقفتها ، طريقة كلامها ، انفعالاتها،  كل شئ قد تغير بالفعل. 

تركت العمال يعملون بعد أن أعطتهم التعليمات الصارمة ، وذهبت لكى تجلس على البحر ، سرحت بخيالها قليلا في ذكرياتها مع حازم ، فمنذ تلك المقابلة وهى تفكر في كل كلمة قالها. 

فلاش باك 

يجلس حازم مع فرح لمناقشة بعض أمور العمل ، ولكن حازم يبدو عليه التعب والإرهاق الشديد ، غير منتبه لما ما يقال .
فرح : مالك يا حازم ؟ مش مركز ليه ؟
حازم بتعب: عندى صداع جامد مش قادر.
فرح بقلق: لا كده كتير ، كل شوية صداع ، وأنت مش عاوز تروح للدكتور.
حازم : أصل مش نايم كويس امبارح.
فرح بانفعال: كل مرة بتقول حجة شكل ، حرام عليك نفسك ، أنا هحجزلك عند الدكتور ونروح مع بعض.
حازم : خلاص والله ، أوعدك هروح الأسبوع ده.
 
بااااك 

ابتسمت ابتسامة مريرة على هذه الذكرى ، فهو خدعها أنه ذهب للطبيب وقال له لا شئ ، فقط مجرد إرهاق.
فرح بصوت عال نسبيا كعادتها: ياريتك كنت عرفتنى. 

أتى حازم من خلفها وقد سمعها.
حازم بحب: كنت خايف عليك. 

تفاجأت فرح من وجوده خلفها ومن وجوده في المكان من الأساس 
.
فرح بتفاجؤ : أنت إيه إللى جابك هنا؟
حازم بابتسامة : أنت نسيتى إن الشركة بتحضر المؤتمر كل سنة ولا إيه ؟ 
فرح : لسه بدرى أصلا.
حازم بلؤم : قلت آجى أهدى أعصابي شوية. 

نظرت له فرح بحدة ثم تركته ورحلت ، ابتسم حازم على طريقتها ، وجلس مكانها يتأمل جمال البحر ، ويفكر في الخطوة التالية. 

في المساء
 
كان الفندق على موعد حفلة يومية ، تقام كل ليلة ، نزلت فرح لكى تحضرها فهى تحب هذه النوعية من الحفلات ، أو بمعنى أدق تريد أن تهرب ولو قليلا من التفكير في حازم . 

كان حازم بالطبع يعرف أن فرح سوف تحضر هذه الحفلة ، فهو أدرى الناس بكل ما تحبه فرح حتى وإن تغيرت بعض الطباع فيها ، قرر أن لا يعطيها أى اهتمام هذه المرة بناء على نصائح ياسمين. 

نزل حازم وكما توقع وجدها ، اختار طاولة بعيدة عنها ، جلس وأعطاها ظهره ، استغربت فرح من هذه الحركة ، ولكن حاولت ألا تركز معه ، ولكن حدث شئ جعل كل تركيزها معه. 
أتت فتاة جميلة ذات شعر أصفر ، يبدو عليها أنها ليست مصرية ، اقتربت من حازم وتعلقت في رقبته.

سوزان: معقولة حازم صلاح.
حازم بتفاجؤ : إيه المفاجأة الحلوة دى ، وصلتى مصر امتى؟
سوزان : امبارح بالليل ، كنت هكلمك وأنا نازلة القاهرة عشان أشوفك.
حازم : أنا إللى جيتلك أهو ، طمنينى عليكى وعلى صحتك.
سوزان : أنا مية مية ، وأنت؟
حازم : الحمد لله.
سوزان : احكى لى عملت إيه مع حبيبتك؟ 

( سوزان حسن ، ٣٠ سنة ، مصرية ولكنها ولدت وعاشت في لندن ، لا تنزل مصر إلا قليلا ، تعرف عليها حازم أثناء رحلة علاجه هناك ، فهى كانت تتابع جلسات علاج طبيعى معه حيث كانت أصيبت في حادث كبير ، أحبت حازم كثيرا لكن هو لم يبادلها نفس الشعور فقلبه كان قد تركه في مصر ، واتفقا على أن يصبحا أصدقاء فقط) 

سوزان : يااااه،  شكل دماغها ناشفة.
حازم : جدااااا.
سوزان : بس أحسن حاجة إنك جيت وراها هنا.
حازم بتنهيدة : مفيش قدامى حل إلا كده.
سوزان بفضول: هى فين ، موجودة؟
حازم : آه ، الترابيزة إللى في ورايا دى.
سوزان : امممم ، دى عينيها هتطلع علينا.
حازم بفرحة : بجد ؟؟؟
سوزان برفض : اوعى تبص عليها واتقل كده ، وأنا هخليك تشوف بعنيك،  إما خلتها تشد في شعرها وتقولك سامحتك مبقاش سوزان.
حازم : هتعملى إيه يا مجنونة؟
سوزان : اصبر. 

قامت سوزان وتوجهت ناحية المسرح ، تحدثت مع الفرقة الموسيقية . 

عند فرح 

تجلس فرح متوترة بشدة ، تشعر بغيظ شديد،  لا إنها غيرة ولكنك تكابرى يا فرح ، تركز بنظرها على حازم وعلى هذه الفتاة التى لا تعلم من أين أتت ، كيف تتعلق برقبته هكذا ؟ وكيف سمح لها بهذا ؟ فشخصية حازم ليست هكذا ؟ 

فرح لنفسها : والله عال أوى ، عمال يقولى بحبك وسامحينى وهو هايص ، آخر حاجة كنت أتوقعها،  وأنا مالى ما يعمل إللى يعمله إن شالله يبوسها أنا مليش دعوة بيه خلاص ، أنا هقوم أحسن ، هو المهدئ فين ؟ تعبولى أعصابي😤 

ما إن همت أن تقوم حتى استوقفها صوت سوزان وهى تغنى وترقص و مما فاجأها أكثر أن حازم الوقور يرقص معها ، نعم حازم يرقص 💃

هو ده اللي كان ناقصني، حلو وكاريزما وعاجبني 
قلبي شافه نطّ فجأة من مكانه وقام بايسني 
أما عن إحساسي بيه، أحكي إيه أنا ولّا إيه 
مش مبالغة ومش بهزر، فين هلاقي كلام يعبر 
أما عن إحساسي بيه، أحكي إيه أنا ولّا إيه 
صعب جداً إني أقدّر حبي ليه بحبة كلام 

روحي جريت ليه بسرعة، تقل إيه ده الحب صنعة! 
وسر عنصر المفاجأة، هز قلبه وقام حاضني 
أما عن إحساسي بيه، أحكي ايه انا ولّا ايه 
مش مبالغة ومش بهزر، فين هلاقي كلام يعبر! 
أما عن إحساسي بيه، أحكي إيه أنا ولّا إيه 
صعب جداً إني أقدّر حبي ليه بحبة كلام

الفصل الرابع والعشرين 

حياتي وهو مش فيها
سنين عدت رضيت بيها 

وفاكر لو قابلت عنيه
عادي جدا هعديها 

واديك ياللي افتكرت نسيت
قابلته الليلة واتهزيت 

طب إزاي في حاجات بتموت
وتيجي الصدفة تحييها 

وافتكرت لما جت عيني في عينه
سنيني معاه 

وافتكرت وعد كان بيني وبينه
زمان خدناه 

وافتكرت مسكته في إيدى
وإيدي خلاص سايباه

خرجت فرح للخارج حتى تهدأ من نفسها ، تفكر فى حالتها ، ولما تضايقت ، دوما تقول لنفسها أن حازم قد انتهى من حياتها ولكن اليوم تأكدت أنه لم ينتهى ومازال داخل أعماق قلبها ، بدأ حديث بين عقلها الرافض له وبين قلبها العاشق له. 

العقل : شكلك نسيتى عمل فيك إيه؟
القلب : لا مش ناسية ، بس ليه عذره .
العقل : مهما كان السبب ، كان لازم يقولك.
القلب : ممكن يكون حسبها غلط ، بس الأهم إنه كان نيته خير من ناحيتى.
العقل: شكلك عاوز تسامح.
القلب : مش عارف .
العقل : لا لازم تعرف .
القلب : لسه شايلة ليه فى قلبي حاجات حلوة كتير ومشاعر أحلى.
العقل : بكرة تقابل حد يقدرك ويصونك.
القلب : وأنا مش عاوز غيره. 
العقل : يبقى هنرجع نضعف تانى.
القلب: طيب أعمل إيه ؟
العقل : الصح إننا نبعد ونعيش زى ما احنا عايشين.
صمت القلب فالعقل كلامه أقوى الآن عند فرح. 

خرج حازم وراءها يبحث عنها ، لا ينكر أنه سعيد بروءيتها غيرانة عليه ، ولكنه خشى أن يكون قد جرحها مجددا.
حازم بحب : واقفة هنا ليه؟
فرح بحدة : عادى ، براحتى ولا في مانع ؟
حازم بابتسامة : ولا مانع ولا حاجة ، أنا بطمن عليك.
فرح : لا اطمن ، وادخل كمل سهرتك.
حازم بمكر: صوتها حلو بصراحة.
فرح بغيظ : لا ده رقصك هو إللى حلو.
ضحك حازم بصوت عال ، لم يقدر أن يتمالك نفسه أمام غيرتها،  وطريقة ردودها ، اغتاظت منه فرح بشدة وتركته وصعدت غرفتها.
حازم لنفسه: لو اتغيرت على الدنيا كلها مش هتتغيرى عليا ، لسه برده بعرف أستفزك . 

في الصباح 

نزلت فرح متأخرة على موعد الإفطار ، لم تجد مكانا في المطعم لكى تجلس عليه ، لاحظ حازم حيرتها ، قام من مكانه بحجة إحضار أى مشروب ، رأت فرح طاولة لا يجلس عليها أحد ، ذهبت وجلست وبدأت تتناول طعامها.
حازم بلا مبالاة: لو سمحت الترابيزة دى بتاعتى.
رفعت فرح نظرها وهمت أن ترد عليه ولكنها تفاجأت عندما وجدته هو.
حازم بتفاجؤ زائف: إيه ده هو أنت يا فرح ؟ يلا لينا نصيب نفطر مع بعض زى زمان. 

المفاجأة أخرصتها ، همت أن تترك هذه الطاولة ولكن حازم أمسك يدها برقة ومنعها.
حازم بهدوء : خليكى قاعدة كملى فطارك ، مفيش مكان ، وأوعدك مش هضايقك. 

صمتت فرح وبدأت فى تناول طعامها فى صمت ، لاحظت أن حازم يتناول أقراص عديدة من الدواء ، لا تنكر أنها شعرت بالشفقة نحوه،  هى تعلم أنه ليس بكاذب ولكن لا تقدر أن تسامحه على وجع قلبها ، قطع صمتهما رنين هاتف حازم. 

حازم بلؤم : أيوة يا حبيبتى. 
رفعت فرح حاجبيها بتفاجؤ ، ونظرت له بغيظ وغيرة.
حازم بتجاهل : أنا كويس والله .. طمنينى عليكى .. كله عندك تمام .. طيب الحمد لله . 

نظر لفرح داخل عيونها ،و غمز لها ، وأخذ يلاعب لها حاجبيه.
حازم : أنتى كمان وحشتينى .. آخر الأسبوع إن شاء الله .. مع السلامة يا قلبي. 

مازالت فرح على دهشتها ، كيف يجرؤ أن يحدثها أمامى ، هو يقصد أن يضايقنى ، نعم هو يتعمد ذلك ، لا هو يحبنى أنا ، ليس فى قلبه غيري ، وما الذى يضايقك يا فرح أنت التى ترفضى حبه،  نعم أنا أرفضه رفضا شديدا. 

فى القاهرة 

تجلس نبيلة مع زوجها صلاح على طاولة الطعام .
نبيلة : تصدق حازم عمال يتكلم معايا بسهوكة كده ويا قلبي ويا حبيبتى ، أول مرة يعمل كده.
صلاح بضحك : تلاقى بس فرح قدامه وبيغيظها. 
نبيلة : معقول؟
صلاح : ملهاش تفسير إلا كده .
نبيلة بدعاء: ربنا يهديك يا فرح يا بنت أمل يارب ، وتحنى على الواد. 

فى الغردقة 

تقف فرح تباشر عملها مع طاقم العمل الخاص بها ، كانت مندمجة جدا في عملها ، أتى من خلفها شخصا تكرهه كرها شديدا ، لم تتوقع أن تراه هنا بل لم تتوقع أن تراه من الأساس في أى مكان ، إنه أمجد ، ذلك الشخص الذى دوما يحاول أن يضايقها بالكلام والأفعال. 

أمجد : مفاجأة كبيرة إنى أشوفك تانى. 
فرح بصدمة : أمجد.
أمجد بسخافة: خلاص بقيت أمجد من غير مستر ، ليك حق ما خلاص بقينا من أصحاب الشركات واسمنا كبر.
فرح بتماسك زائف: هو أنت خرجت من السجن امتى ؟
أمجد بتمثيل : كنت مظلوم.
فرح بسخرية: تسرق الشركة وتقول مظلوم ، طيب تيجي إزاى؟
أمجد بسماجة: ورجعت تانى عشان أشوف الحبايب.
فرح بقوة : أنا ملاحظة إن العلامة إللى أنا كنت عملاهالك في وشك راحت ، شكلها هترجع تانى بس المرة دى هتبقى علامة العمر كله.
أمجد غامزا : وماله أى حاجة منك حلوة ، سلام يا جميل .

تجلس فرح فى غرفة شرفتها منتظرة منظر غروب الشمس،  رن هاتف الغرفة حيث كانت موظفة الاستقبال.
فرح : ألو.
الموظفة : مساء الخير يا فندم ، بحب أعرف حضرتك إن فى جولة بحرية هتبقى كمان نص ساعة لو تحبى تشاركينا. 
فرح بتفكير : امممم ، أوك معاكوا. 

صعدت فرح المركب حتى تستمتع بهذه الجولة ، فهى بحاجة إلى أن تصفى ذهنها،  تفاجأت بأن لا يوجد أى شخص على سطح المركب ، ولكنها لم تبالى ؛ فالأفضل أن تكون بمفردها حتى تنعم ببعض الهدوء. 

بدأت المركب فى التحرك ، وبعد فترة قليلة أتى لها عامل المركب وطلب منها أن تصعد على سطح المركب حتى تنعم بجمال منظر الغروب ، وبالفعل صعدت حيث كانت المفاجأة الكبرى وهو حازم . 

فرح بتفاجؤ: حازم !!!
حازم بابتسامة عاشقة : أيوة يا فرحة قلبي .
نبض قلبها بقوة عندما سمعت منه هذه الكلمة ، كم اشتاقت لهذه الكلمة منه ، يالله مازال قلبي ينبض لأجلك أنت ، مازال يشعر بالحياة بالقرب منك ، مازال ينتفض من مكانه بمجرد سماع صوتك أنت ، لقد خان القلب اتفاق العقل ، أى عقل يرفض هذا الحب؟ أى عقل يمكن أن ينتصر على القلب ؟ نعم لقد أوشك العقل على الاستسلام لرغبة القلب. 

قامت فرح من مكانها بصدمة ، أمسكها حازم ومنعها .
حازم : استنى ، هتروحى فين احنا في عرض البحر.
فرح بعصبية : بتحطنى قدام الأمر الواقع يا حازم ، أنا محدش يجبرنى على حاجة مش عاوزاها.
حازم : أنت كدابة .
فرح بصدمة: نعم !!
حازم : آه كدابة ، عنيكى فضحتك،  كل نظرة بتقولى إنك لسه بتحبيني،  لا بتعشقينى ، صح ولا لا. 

انهارت قواها وجلست تستمع إليه.
حازم : أنت آه زعلانة منى ، وعندك حق ، بس لسه بتحبيني،  قادرة تنكرى إنك غيرتى عليا لما لاقيتينى برقص مع سوزان ، تنكرى إنك اتجننتى الصبح لما سمعتينى بقول لواحدة غيرك يا حبيبتى . 

تستمع له فرح بكل جوارحها مستسلمة لكل ما يقوله ، هو عنده حق فى كل كلمة يقولها ، لا تقدر أن ترد عليه ، تحاول أن تستجمع قواها ولكن لا تستطيع أمامه . 

أخذها بهدوء لكى ينعما برقصة هادئة معا ، ضمها بين أحضانه ، قبل يديها ثم أمسكها برقته المعهودة ، أما هى فوضعت رأسها على قلبه ، تشعر بنبضات قلبه ، تشعر بكل دقة به وهى تؤكد على عشقه لها . 

حازم : ادينى فرصة أعوضك عن إللى فات ، أنا قلبي كان بيتقطع أضعافك مليون مرة ، أنا قمت من العملية مش بنادى إلا على اسمك أنت ، طول العملية بحلم بيك وأنت مستنيانى أرجع .
فرح بحزن : ولما قمت من العملية ليه مبلغتنيش؟
حازم : لإنى مكنتش عاوزك تشوفينى قاعد على كرسي متحرك ، مش عاوز نظرتك ليا تتغير ، مش عاوز أوجع قلبك عليا ، يمكن أنا كنت غلط ، بس كنت خايف أشوف فى عينك نظرة شفقة.
فرح باستغراب: شفقة !! 
حازم بدموع: آه شفقة ، كل إللى حواليا كنت صعبان عليهم،  بس مكنتش هستحمل النظرة دى منك أنت. 

نظرت فرح له بدموع ، لاحظ أنها قد لانت له ولو قليلا ، شدد من احتضانها، أغمضت فرح عيونها ، ترى شلالا من الدموع على خديها   إذا رأيتها تظن أنها تستمع بهذه اللحظة ، ولكن داخل عقلها يوجد حوارات أخرى. 

فجأة انتفضت فرح من داخل أحضانه ودفعته بعيدا عنها، نظرت له نظرة رجاء ، استغرب هو هذه النظرة.
فرح برجاء: أرجوك يا حازم ، سيبنى على راحتى،  أنا بجد مش قادرة ، بلاش ضغط عليا .
حازم بتفاجؤ : يااااه يا فرح ، كل الدموع دى عشان بضغط عليك ، على العموم أنا آسف ، وأوعدك إن المؤتمر ده آخر حاجة هتجمعنا سوا 💔 

  •تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent