رواية القاسي الحنين الفصل الخامس والعشرون 25
الفصل الخامس والعشرين
أنا وحيدة
ده أنا من كتر ما جرالي
بيصعب حالي على حالي
ومش عارفة منين جاية ورايحة لفين
أنا ضعيفة
ليالي الوحدة دي مخيفة
حياتي مملة وسخيفة
في نفس الدايرة أنا ماشية بقالي سنين
بنام بس الوجع صاحي
ومين بيحس بجراحي
لإمتى يا قلبي هاتخبي
وإمتى يا روحي ترتاحي
وجاية دنيتي عليا ومنسية
ساعات ببكي وأنا بغني
ويسرح بيا تفكيري
بطمني وبحضني
ما أنا أصلي ماليش غيري
وبمسح دمعة في عينيا بإيديا
ومش فارق
بقابل ياما وبفارق
ملامح بكرا مش ثابت
بقيت حتى ما بحلمش في يوم أرتاح
وموعودة
بتعبي وخوفي موعودة
حياتي كإنها أوضة
تبان جنة لكن بابها مالوش مفتاح
وفى نهاية المؤتمر وبعد رحيل معظم الناس ، حدث شيئا كان صدمة للكل وعلى وجه الخصوص حازم وفرح ، دخلت قوة كبيرة من الشرطة يبدو أنها تبحث عن أحد .
الضابط: حضرتك الأستاذة فرح صالح .
اقترب حازم منها ، ووقف بجانبها ، نظرت له فرح برعب.
فرح بتوتر: أأأيوة ، أنا.
الضابط : أنت مطلوب القبض عليك.
حازم بصدمة : ليه ؟ أكيد في حاجة غلط .
الضابط : اتفضلى معايا وهناك تعرفوا كل حاجة.
فرح بخوف: حازم ، الحقنى.
حازم : متقلقيش ، أنا معاكى .
أمسك الضابط فرح من يديها ، ووضع بها الكلابشات، نظرت لحالتها ثم رفعت نظرها لحازم وقد امتلأت الدموع في عينيها .
وصلت فرح إلى النيابة ، لا تعلم ماذا يحدث ولا تعلم ماذا فعلت ، ولا أى تهمة موجهه إليها ، تمشي مستسلمة لا تتكلم ، فى حالة صدمة كبيرة.
أما حازم حاول أن يفيق من صدمته ، ففرح في حاجة كبيرة له ، بدأ يرتب أفكاره حتى يعلم من أين يبدأ؟
حازم : ألو ، أيوة يا كريم .. عاوزك تجيلى الغردقة.. وهات معاك الأستاذ حسن السيد المحامى .. لما تيجي يا كريم أفهمك مفيش وقت ، بسرعة.
بعد ساعتين ، يقف حازم خارج الغرفة التى بها فرح حيث لم يبدأ التحقيق معها إلى الآن، يتآكل قلبه خوفا عليها ، يريد أن يكسر كل الحواجز التى تمنعه عنها ، ترى ماذا حدث لكل هذا ، بالطبع فرح لم تفعل شيئا ، يحدث نفسه ويطمئنها، ولكن كيف أطمئن دون أن أراها بخير ، اطمئنى يا معشوقتي فأنا معك.
أما فرح فحالتها يرثى لها ، ولأول مرة ترى فرح تبكى بهذه الحرقة، لقد فاض الكيل بها ، نعم لقد تعبت من كثرة الأزمات ، لقد أنهك القلب من شدة المواجع ، لم يعد لديها أى طاقة ولا قوة لمواجهة كل ذلك ، تصنعت القوة طوال الفترات السابقة ولكن الآن وفى هذا المكان كيف لى أن أتصنعها ، أين أنت يا حازم يا مصدر قوتى ، أريدك بجانبي ، أعلم وأثق أنك لن تتركنى، نعم أثق بك حبيبي.
دخل حازم عند فرح خلسة ، حيث أدخله فرد الأمن بسرعة حتى لا يراه أحد ، مستغلا فرصة عدم وجود الضابط المسؤل عن التحقيق.
جرى حازم على فرح وهى أيضا جرت عليه ، ارتمت داخل أحضانه ، تبكى بصوت عال ، صوت بكاءها يكاد يصل للخارج ، تبكى على كل شئ حدث ويحدث وسيحدث لها ، تركها تفرغ ما بداخلها ، جلست وهما على نفس الحالة ، يحتضنها بقوة وهى مستسلمة لذاك الحضن ، فهى في أشد الحاجة إليه ، بعد فترة من البكاء أحس حازم أنها أفضل الآن لكى يتحدث معها ، أبعدها عنه برفق وحنان شديد ، رفع بعض خصلات شعرها التى نزلت على وجهها ، مسح دموعها بيديه ثم أمسك يديها داعما لها.
حازم بهدوء : أحسن الوقت؟
هزت فرح رأسها بمعنى نعم.
حازم : لازم تهدى كده عشان نعرف نتصرف ، بس الأهم لازم نعرف إيه إللى حصل؟
فرح : أنا مش عارفة حاجة خالص ، محدش بيقولى حاجة.
حازم باطمئنان : على العموم أنا طلبت محامى عشان يحضر معاكى، قبل ما التحقيق يبدأ هيكون وصل ، اطمنى.
فرح وهى تنظر داخل عينيه : اوعى تسيبني يا حازم، أنا مليش غيرك.
حازم بتأثر: مقدرش أسيبك، ده أنا روحى فيك ، أنت فرحة قلبي .
بكت من كلماته الرقيقة ، ضمها داخل أحضانه وأخذ يمسد على شعرها ويتحدث معها في هدوء.
فرح : ماما ، ماما يا حازم مش عاوزاها تعرف حاجة من دى.
حازم : إن شاء الله كل حاجة تخلص قبل ما تعرف.
بعد فترة كبيرة
أتى كريم ومعه المحامى ، حاول كريم أن يفهم أى شئ من حازم ، ولكن حازم نفسه لم يفهم من الأساس ، دخل المحامى لكى يحضر التحقيق مع فرح.
الضابط : اسمك؟
فرح : فرح صالح فؤاد .
الضابط بسخرية : وإيه إسلام اللى في البطاقة ده؟
المحامى : فرح ده اسم شهرة يا فندم.
الضابط : تمام.
المحامى : نقدر نعرف هى متهمة في إيه ؟
الضابط موجها حديثه لفرح : إيه علاقتك بالمدعو أمجد علوى.
توترت فرح بشدة من مجرد ذكر اسمه ، وشردت قليلا.
الضابط بحدة : إيه ماسمعتيش السؤال ؟
فرح بتوتر : لا لا سمعت.
الضابط: طيب ما تجاوبي.
فرح : كان مديري في أول شركة أشتغل فيها.
الضابط : بس كده ؟ دى علاقتك بيه ؟
فرح بتلعثم : آآآه.
الضابط باستهزاء: يا شيخة قولى كلام غير ده .
المحامى بحدة : في إيه حضرتك ؟ ياريت نعرف هى متهمة في إيه بالظبط ؟
الضابط : فى إن الأستاذة متهمة بقتل أمجد علوى 😱
المحامى بصدمة : قتل ؟؟
الضابط : آه ، قتل ، كاميرات المراقبة مصوراها وهى خارجة بتجرى من أوضته.
أخذ الحوار ذهابا وإيابا بين المحامى والضابط ، وفرح فى عالم آخر في حالة صدمة وذهول لا تتحدث ولا تنطق ، قتل عن أى قتل يتحدث ، أنا لم أقتله ، يالله هو مؤذى لى وهو حى وهو ميت.
بعد فترة ، انتهى التحقيق وأمر الضابط بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيقات ، خرجت فرح تائهة مما حدث بالداخل ، لا تصدق كيف انقلبت حياتها رأسا على عقب بهذه السرعة ، شاهدها حازم فجرى عليها لكى يطمئن عليها وحتى يعرف ماذا حدث بالداخل.
حازم بقلق: فرح ، طمنينى إيه إللى حصل؟
تنظر له فرح بصدمة ولا ترد عليه .
المحامى : مع الأسف، الأستاذة فرح متهمة في قضية قتل واحد اسمه أمجد علوى.
صعق حازم وكريم مما سمعا ، أمجد قتل ؟ ومن من ، فرح ؟ بالطبع يوجد خطأ وخطأ كبير أيضا ، كيف لملاك مثل فرح أن ترتكب هذه الجريمة البشعة .
حازم : إزاى يا أستاذ حسن ، أكيد في حاجة غلط.
المحامى : أنا عاوزاكوا تتطمنوا ، أنا هبدأ في متابعة القضية بس الأستاذة تساعدنى عشان ......
وما كاد أن يكمل حديثه حتى سقطت فرح مغشيا عليها.
حازم بصراخ : فررررررح.
نقلت فرح إلى المشفى لسوء حالتها وتم فرض حراسة مشددة عليها ، علمت والدتها وأتت لها مسرعة في حالة انهيار تام .
أمل ببكاء : إزاى ده حصل ؟ مش ممكن فرح تعمل كده؟
حازم بهدوء زائف: متقلقيش المحامى متابع القضية كويس ، وإن شاء الله خير بس هى تفوق، أنا أول مرة أشوفها كده.
أمل بعتاب : دى تانى مرة تحصلها الحالة دى .
فهم حازم مغزى كلام أمل ، أحس بوجع في قلبه على محبوبته ، فهو يتحمل جزء كبير مما هى عليه الآن بل يتحمل كل شئ.
فى النيابة
يتابع المحامى أوراق القضية وكل مستجداتها ، كان كريم يتابع معه كل التطورات ؛ فقد كان حازم مشغولا بحالة فرح الصحية ، فلم يقدر أن يتركها .
كريم : وبعدين يا أستاذ حسن.
المحامى : والله الموضوع معقد ، الكاميرات مصوراها وهى خارجة من عنده ، وكمان كانت بتجرى .
كريم الاستفهام: وده معناه إيه ؟
المحامى : ده معناه إن في حاجة حصلت جوه وهى خايفة .
كريم : وده إللى خلى النيابة تشك فيها.
المحامى : آه ، بس يا ترى إيه إللى ممكن يكون حصل يوصلها إنها تقتله ؟!!
كريم : الله يرحمه بقى سمعته كانت زى الزفت.
المحامى : وفي نقطة كمان الكاميرات مصورة واحدة تانية داخلة عنده ومخرجتش .
كريم باستغراب : يغنى هتكون راحت فين ؟
المحامى : لازم أروح مسرح الجريمة وأشوف بنفسي.
كريم برجاء : أهم حاجة بلاش تجيب سيرة لحازم إنها كانت عنده لغاية لما نشوف إيه إللى هيحصل ؟
المحامى : مفهوم.
نجح حازم في أن يدخل غرفة فرح في المشفى لكى يراها ، لقد اشتاق لها حتى وإن لم تكن تعى ما يدور حولها، دخل الغرفة وحزن من هيئتها، وجهها شاحب، على وجهها آثار حزن وألم، لا تسمع صوتا فى الغرفة إلا صوت الأجهزة الطبية التى يكرهها، قرب كرسي بجانب سريرها وجلس عليه.
حازم بحزن: أنا آسف يا فرح ، أنا السبب فى إللى أنت فيه ده ، خليتك ضعيفة بدل ما أقويكى، ضغط على أعصابك وأنا فاكر إنى بعمل لمصلحتك ، مش قادر أسامح نفسي على إللى وصلتى ليه بسببى .
أفاقت فرح على صوته ولمساته ليديها، دوما تشعر به، بلمسته بهمسته حتى رائحته، دوما معه مفتاح لقلبها ، بل هو مفتاح حياتها ، هو الوحيد القادر على إخراجها من الظلام للنور.
فرح بتعب: حازم.
حازم بلهفة: أيوة ، أيوة يا حبيبتى.
فرح بابتسامة متعبة : امسح دموعك دى ، مش عاوزة أشوفك كده ، أنت مصدر قوتى وسندى.
حازم بحب: حاضر، بس أنت قومى عشان نحل المشكلة دى مع بعض.
ابتسمت له فرح وهزت رأسها موافقة.
حازم برجاء: قبل أى حاجة ، مسامحانى؟
فرح بابتسامة : أنت شايف إيه ؟
حازم : عاوز أسمعها منك.
فرح بحب: مهما زعلت منك أكيد هسامحك لإن حبك في قلبي أكبر من أى زعل .
حازم بفرحة : ياااااه، أخيرا يا فرحة قلبي ، متتخيليش أنا كنت عامل إزاى الفترة إللى فاتت.
فرح : خلاص بقى ، ننسى إللى فات ونفكر في إللى جاى.
حازم : إللى جاى كله حلو طول ما احنا مع بعض .
فرح بحب : أنا بحبك أوى.
حازم : وأنا بعشقك.
تعافت فرح سريعا بسبب دعم حازم لها ، ومساندة والدتها ، خرجت من المشفى لكى تبدأ رحلة جديدة لإثبات براءتها.
تجلس فرح مع المحامى ومعه حازم يمسك يديها حتى يطمئنها، بدأ المحامى يوجه لها بعض الأسئلة حتى يصل للحقيقة.
المحامى : هو أنت شفتى أمجد علوى آخر مرة امتى؟
فرح بتوتر : قبل المؤتمر بيومين تقريبا.
المحامى : حصل ما بينكوا حوار.
فرح : آه ، هو كان بيحب يغلس عليا بس أنا كنت بصده.
حازم بغيرة : بيغلس عليك إزاى ؟ وليه مقولتيش ليا؟
المحامى بحدة : يا أستاذ حازم مش وقته خالص الكلام ده .
حازم : ما أنا عاوز أفهم .
المحامى: بعدين ، إنما دلوقت لازم تصارحينى يا فرح بالحقيقة.
فرح بخوف: حاضر.
المحامى : هل كان فى علاقة بينك وبينه؟
حازم بانفعال: إيه إللى أنت بتقوله ده ؟ إزاى تسمح لنفسك .....
المحامى مقاطعا بحدة : مش طريقة شغل دى ، لو مش هستحمل كلامى يبقى تتفضل تطلع بره .
حازم بحدة : ما هو أنت بتقول كلام مينفعش يتقال.
فرح بتوتر شديد : خلاص يا جماعة ، مفيش فايدة من الكلام ده ، ثم نظرت لحازم بتوتر ثم أخفضت رأسها فى الأرض وقالت : أيوة يا أستاذ حسن أنا إللى قتلته 🙈
يا مصيبتى يالهوى ياخرابي 😱😱😱
•تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية