Ads by Google X

رواية تراتيل الهوى الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم ديانا ماريا

الصفحة الرئيسية

 رواية تراتيل الهوى الفصل السابع والعشرون 27 

البارت 27

كانت سروة مازالت تحدق أمامها بصدمة ولا تستوعب ماحدث الآن، ارتفعت يدها المرتعشة ولمست شفتيها بعدم تصديق.

هل ما حدث كان حقيقة بالفعل؟ لم يكن حلمًا أو خيالًا؟

قفزت من مكانها تذرع الغرفة مجيئًا وإيابًا بتوتر حتى توقفت مكانها، فركت يديها ببعضهما تسأل نفسها كيف حدث ذلك بينهما؟ وكيف تقاربا بذلك الشكل؟ لابد أن ذلك كان نتيجة تأثير الأجواء المتوترة التي عاشوها، أقنعت نفسها بذلك وهي تهز رأسها بقوة فهي وتاج كانا طوال عمرهما مثل الإخوة وإن كانا متزوجين الآن فذلك لسبب معين فقط وليس زواج عاديًا أو حتى لأنه يراها بنظرة غير ذلك....... يراها كإمرأة، التفتت ببطء لمرآتها، تطلعت لنفسها ثم تقدمت تتأمل هيئتها في المرآة.

شعرت بأنها ترى نفسها بصورة غير التي اعتادت عليها طوال الأشهر الماضية، فلم تكن تحدق إلى المرآة وتكره ما تراه أمامها من انكسار وضعف حتى أنها أضحت ترى نفسها دميمة الشكل ولكن الآن تتغير رؤيتها وتعود لترى نفسها بشكلها الأصلي الطبيعي، مررت يدها على شعرها الطويل ثم على وجهها، أنها جميلة ومازالت جميلة ولكن الأحداث أضفت على ملامحها التعب والإرهاق ولكن كل تلك أمور مؤقتة.

فجأة تسألت بينها وبين نفسها هل يراها تاج جميلة؟ 
نفضت تلك الأفكار عنها بسرعة فما يهمها إن رآها تاج جميلة أم لا؟ 

تذمرت بحنق حين فكرت كيف ستواجهه غدًا فإذا كانت تعتقد أن ماحدث في منتصف اليوم إحراج فها هى تتعلم المعنى الحقيقي للإحراج، عادت تجلس على السرير تتذكر القبلة التي حدثت منذ قليل هذه المرة ظهرت ابتسامة لاشعوريًا على وجهها وإحساس من الدفئ يتسلل إليها حتى تمددت على السرير واحتضنت وسادتها شاردة فيها مرارًا وتكرارًا لتنام دون أن تشعر ولكن هذه المرة بدون كوابيس تؤرق مضجعها.

في ذلك الوقت ولج تاج إلى غرفته وأغلق الباب بحدة محدثًا ضجة خفيفة، أنفاسه تتسارع يحدق أمامه بعدم تصديق، كيف تجرأ وقَبل سروة؟ لِمَ فعلها من الأساس؟

جلس على سريره وهو يمسح بوجهه ثم تمدد بجسده ونظراته محدقة إلى سقف الغرفة، لقد كان آخر شيء ممكن أن يخطر على باله يومًا أن يحدث ما يغير علاقته بسروة، فكيف سيحدق إلى وجهها؟ شعر بالضيق من نفسه أنه لا يرغب بأن تعتقد سروة أو تشعر بأنها استغل ضعفها وانتهز الفرصة لنفسه أو أنه كان يدعمها لشيء في نفسه غير مساندتها، تنهد بشدة وأغمض عينيه قبل أن تطرأ فكرة مفاجئة على باله، تيقظ واعتدل في جلسته وقد أخذت تلك الفكرة كل اهتمامه وظهر على وجهه الجدية التامة فلم تذق عيناه النوم إلا بعد وقت طويل.

في الصباح استيقظت سروة تشعر بالنشاط على غير عادتها فنهضت واستحمت ومشطت شعرها بعناية، حين انتهت ترددت في الخروج، احمر وجهها لا تعلم كيف ستواجه تلك بعد أمس ولكنها قررت بأنها ستتصرف بطبيعتها ومادام هو لم يذكر أي شيء عن الموضوع فلن تذُكر هي أيضًا.

خرجت لتجد والدها وتاج جالسين في غرفة المعيشة فاحمرت وجنتاها رغم عنها ولكنها تقدمت وقالت بابتسامة ونبرة هادئة: صباح الخير.

ابتسم لها والدها بحنان: صباح الخير يا حبيبتي.

ابتسمت سروة لوالدها ثم نظرت لتاج الذي كان ينظر للتلفاز ورد عليها بصوت منخفض دون أن ينظر لها.

انتبه والدها أنها مازالت تقف فقال بتعجب: واقفة ليه يا حبيبتي؟ تعالي اقعدي.

حدقت سروة إلى والدها وابتسمت بتوتر: ااه حاضر يا بابا.

جلست بجانب والدها بينما تاج يجلس في الأريكة المجاورة لهم.

نظرت سروة في أرجاء الغرفة وقالت بتساؤل: أمال عمتو فين؟

رد والدها بنبرة عادية: بتحضر الفطار جوا.

أومأت سروة برأسها بتفهم ثم قالت بحيرة: طب أقوم أساعدها؟

ضحك والدها بخفة: لا يا حبيبتي هي خلاص خلصت وبعدين من امتى وأنتِ بتفكري تدخلي المطبخ أصلا؟

ابتسمت له ثم عادت تحدق إلى تاج الذي مازال ينظر إلى هاتفه ولا يشارك معاهم في الحديث وشعرت ببعض الاستياء من موقفه، رن هاتفه فنهض ليرد عليه وخرج إلى الشرفة فجلست سروة مع والدها بصمت.

بعد قليل عاد وقد انتهت عمتها من إعداد الإفطار فجلسوا سويًا يتناولوا الطعام حين قالت عمتها فجأة توجه حديثها للجميع: صحيح أنا كنت عايزة أتكلم في حاجة مهمة.

توجهت أنظار الجميع لها فتابعت بنبرة مريبة وهي تنقل نظراتها بين تاج وسروة: طبعا الفترة اللي فاتت مش محتاجة أتكلم فيها والحمدلله عدت على خير والمشاكل التي إحنا فيها خلصت وحياتنا رجعت طبيعية تاني فكل واحد لازم يرجع لحياته الطبيعية ويشوف طريقه بقى.

حدق إليها الجميع بحيرة فأكملت بجدية: يعني مبقاش فيه داعي جواز تاج وسروة يستمر ده كان حل مؤقت لحد ما المشكلة تتحل واتحلت خلاص، دلوقتي تاج لازم يطلق سروة وكل واحد يشوف حياته!


  •تابع الفصل التالي "رواية تراتيل الهوى" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent