روايه مرسال كل حد الفصل التاسع والعشرون 29
الفصل التاسع والعشرون
بصلها وسكت وبعدين ميل راسه علي رجل جده تاني بيقول: كمل يا جدي
ضايقها تجاهله، فاتقدمت ناحيته وهي بتقول:علي فكرة يا أستاذ حد أنا بكلمك.. أنت بتلغي طيارتي ليه؟!
بصلها وبنبرة باردة رد: بيقولوا إنه ليس علي المجنون حرج ويجوز إن حد من أهله يتولي اتخاذ القرار عنه
ردت بنرفزة:انت قصدك ايه؟!!قصدك اني مجنونة يعني؟!!
-مش ده الي حسيته من كلامي وأنتي عمر احساسك ما خيب بصراحة
=حد متعصبنيش، ثم تعال هنا أنت بتعمل إيه للسكرتيرة بتاعتي علشان تنفذ كلامك أكتر من كلامي
-علشان هي واعية اكتر منك وعارفة انك مش هتكلمها لو انا الي طلبت ده لانها مدركة إني أهم شخص في عيلتك زي مانت مدركة ده بس بتستعبطي وبتقولي مجرد مستأجرين علي اساس إني كدا صدقتك وعموما مش بمزاجك حابة تسافري متسافريش في الاخر القرار الي هيمشي هو قراري مش قرارك
دكت برجلها في الارض بعصبية: قلتلك متكلمنيش كدا متكلمنيش كدا ثم انت مفكر انك كدا بتعجزني؟! ايه صغيرة انا يعني عشان احجز لنفسي ولا صغيرة ؟
-يبقي قابلني لو قدرت تعملي كدا
=ليه ان شاء الله؟! هتعمل ايه يعني ؟
- ايه رأيك أحطلك مخدرات في الشنطة وأطلب من عمار القبض عليك في المطار لحد ما معياد الطيار يروح وبعد كدا نطلق سراحك
هديت نبرة صوتها وسألت باستغراب: وأنت هتجيب المخدرات منين؟
ضحك حد وقال: هو ده كل الي شغل تفكيرك هجيبه ازاي؟
بصتله وهي مكشرة بس بدأت ملامحها تتحول للابتسام بمجرد ما بصتله وشافته بيضحك, حاولت تكشر وكملت: متفصلنيش وأنا متعصبة بقولك سبني أكمل خناق براحتي.
"طب ينفع نكمل الخناقة بعد ما جدو هادي يحكلنا الحدوتة بتاعة قمر"
سألت وهي بتحاول تتجاهله:لا مش عايزة.. بس هو ساعة ما اتقابلوا وكدا
"أه."
=وجدو هادي هو الي هيحكي صح؟"
"أه."
=احمم..لا مش عايزة."
"براحتك."
"طب هو هيحكي ساعة الحصان وكدا."
"هتقعدي تسمعي ولا هتقعدي تسألي كتيرر."
ابتسمت وقعدت علي الأرض ربعت رجليها وحطتت وشها بين ايدها بتقول: احكي احكي يا جدو هادي سامعك
ضحك حد وقال: دلوقتي بقي جدو, مش كنا مستأجرين امبارح؟ ومن شوية كنت هتولعي في بسبب طيارتك؟!
"أنا كلمتك يا عم دلوقتي أنا بكلم جدو هادي ثم ملكش دعوة بي وبطل رغي بقي علشان جدو يحكي, وعلي فكرة أنا لسه مخصلتش خناق بس أنا موقفاه بس علشان قمر."
ابتسم حد وبص لجده بيقول: كمل بسرعة يا جدي قبل ما تنكد علي تاني وتقلبها مدعكة
ابتسم هادي واتنهد: الحكاية بدأت لما...
وفجأة قطعه دخول أحمد والد دينا بيقول: ايه يا عم هادي كنت هتحكي من غيري.. دينا بصت تجاه الصوت مصدقتيش نفسها قامت بسرعة وحضنت باباها: أنت مقولتيش إنك جاي؟ ازي متقوليش؟
"بصراحة حبيت أعملهلك مفأجأة, وفي الواقع انا كنت هنا من بدري وحد عارف وهو كمان الي ساعدني في تحضير الفطور علشان نقعد لاول مرة بعد غياب طويل..
= دلوقتي بس فهمت ليه أوضة السفرة كانت مقفولة أتاريكم كنت بتعملوا حاجة من ورايا
ابتسم أحمد وكمل: حد حكلي كل حاجة وعن موضوع سفرك والي مطلعيش علشان الشغل زي ما قولتي يا لئيمة علشان كدا قررت أجي وأفاجئك أنا
"يعني أنت الي طلبت من ليلي تلغي طيارتي مش حد؟"
"هي ليلي قالتك ايه؟"
"هو أنا لسه مكلمتهاش بس الشركة قالتي إن ليلي لغت الحجز بتاعي."
=وعاملة كل الهلوة دي وأنت متعرفيش مين الي لغي
"ماهو مفيش غير حد فالطبيعي يكون هو."
= طب سيبك من كل ده وخلينا ندخل كلنا ونفطر
"موافقة بس ياريت تشاورلي علي الأكل الي أنت عامله وبس علشان مش حابة أتعب معدتي بأكل حد تاني."
بصلها حد باستغراب وهو بيضحك: يا سلااام دلوقتي بقيت معدتك تتعبك؟ يعني ال14 سنة الي فاتوا كانوا عادي
بكل لا مبالة ردت: أاااه وقالت جملتها الأخيرة وخرجت من الأوضة متجهة ناحية البيت
عد الوقت ساعة في التانية في التالتة لحد ما الليل ليل, وخرج حد وهادي من منزل الأستاذ أحمد بعد ما قضوا اليوم سوا ما بين القراءة وحودايات هادي والتسامر... اتجه حد ناحية باب الأوضة وهو معه جده وبيفتح الباب وبمجرد ما فتحه إذا فجأة بيلاقي حد بينزل الملاية من علي الحيطة وهو بيقول: بخ
حد اتخض ومن خضته وقع في الأرض بيبص بصدمة لمرسال علي عكس هادي الي كان واقف بيضحك ومتحركيش فيه شعره, بصله هادي وهو بيضحك وكمل: ايه يا حدودي أنت بتتخض ولا ايه؟
بصت مرسال بحد باستغراب وردت: كنت لسه هقول نفس الكلام يا جدو, ده طلع خرع أوي أوي من الي اسمهم هيثم
=عالفكرة انا مخوفتش انا اتخضت بس
ضحكت مرسال وسألت باستغراب وهو فيه فرق؟
"طبعا يعني لما وحدة زيك تع... وفجأة انقطع عن الكلام وهو بيبص علي الحيطة بانبهار وهو بيقول: ايه ده؟
بص هادي علي الحيطة وفجأة بدأت ملامح وشه تتبتسم وترتفع تجاعيد وشه من السعادة وهو بيتقدم ناحية الحيطة وبيقول: دي قمر
ابتسمت مرسال وقالت: اه..كنت حابة اعملهلك مفاجاة
قرب هادي من الحيطة اكتر ولمس الصورة وهو بيقول: دي مرسومة باسمي
"اه."
ابتسم هادي وفجأة عينه بدأت تدمع من السعادة وهو لسه بيلامس الرسمة بيده, مسح دموعه بس كانت لسه بتنزل مش عارف يوقفها من السعادة, بص لمرسال وقالها: أنا مش عارف أشكرك ازاي يا بنتي..أنا..أنا حقيقي عاجز عن تقديم أي حاجة توفيك الي عملتيه أنت مش متصورة روحي ردت في ازاي, متتصوريش أنا مبسوط ازي..
بص عالرسمة وهو بيقول: بص يا حد رسمت قمر حلوة ازي هي أساسًا قمر حلوة من غير حاجة بس مرسال رسمتها بحلاوتها.
ابتسمت مرسال بتقول: مش محتاج تقولي حاجة.. قولي بس شكرًا جدًا ودي تكفيني ثم يا جدو ابتسامتك دي عندي بالدنيا وما فيها أصلا
ابتسملها ومكنش عارف يقول ايه؟مشاعره كانت متلغبطة مابين أنه يضحك ويعيط وهو بيص عالرسمة وبيلامسها بيده, قلبه كان طاير من السعادة والحماس بالمعني الحرفي
حد هو كمان مشاعره كانت متلغبطة بس كانت بتفوق هادي لاسباب كتير, كان شارد فيها وهي بتبص علي فرحة جده بالرسمة مكنش متخيل الي عملته, لحد ما قطعت عليه شروده وهي بتقوله: أنا مضطرة استئاذن معلش علشان متأخريش
"استني هوصلك."
ابتسمت وهزت راسها بالموافقة, قام حد من مكانه وقبل ما تخرج وقفها هادي بيقول: استني لحظة يا مرسال
لفت مرسال وشها بتبصله, ولقيته بيفتح درج في المكتب وبيخرج منه علبة, ايده كانت بترتعش بحكم سنه فساعده حد بيمسكها له, فطلع منها خاتم مصنوع من الدهب الابيض ومد ايده به لمرسال وهو بيقول: يمكن ده الي قدر أعبرلك به عن مدي سعادتي بالي عملتيه علشاني, الخاتم ده كان لقمر عمري ما فكرت أفرط فيه لأنه ديما بيحسسني بوجودها, بس أنت تستحقيه فعلا يا مرسال..أنا وقمر حقيقي بنشكرك, أنا مش متخيل أني هصحي الصبح علي ابتسامتها القمر الي زيها دي وهنام عليها, دي لو عرفت أنام أصلًا
ابتسمت ابتسامة واسعة بتقول: خلي الخاتم معك هو ذكري منها أنا يكفني ابتسامتك دي وبس
=بس أنا عايز أخلي الخاتم معك علشان تبقي ذكري مني أنا وقمر وكل أما تبصي لايدك تدعلي أنا وقمر يمكن نتلاقي في الجنة.
ابتسمت مرسال وقبل ما تاخد الخاتم وقفها حد بيقول علي حرج منه: هو ينفع ألبسهولك؟
بصتله باندهاش: ليه؟
اتلغبط في الكلام:علشان..علشان..يعني .. بصراحة أنا..كنت..هو ينفع ولا لا؟
وقفت مبلمة: ها؟! ينفع..قصدي لا..يعني لا اه
"يعني أه ولا لا؟!!"
وقفت مرسال متنحة مكانها مش عارفة ترد وقالت من غير وعي: مش يلا نمشي بقي.. قالت الأخيرة وخرجت من الاوضة وهي في قمة احراجها الممزوج بالسعادة, عطي هادي الخاتم لحد بيقوله: روح وصلها الأول ومتنسيش تديها الخاتم.
هز حد راسه بالطاعة ولحق مرسال الي وقفت تستنه بر البوابة وحتي بعد ما خرج بالتاكسي ركبت من غير ما تبصله وهي بتحاول تتجاهله طول الوقت, حد كان مدرك احساسها بالخجل بس كان بيتمني إنه كان مجرد خجل مش أكتر وميكونشي رفض, دور التاكسي ومشي به لحد ما وقف قدام عمارتها, خرجت من التاكسي بسرعة وقبل ما تدخل العمارة, خرج من التاكسي بيقول: مرسال لحظة
لفت وشها ناحيته وبصت في الأرض, اتقدم ناحيتها ومد ايده بالخاتم بيقول: نسيت تاخدي هدية جدي
مدت ايدها وهي بترتعش علشان تاخده فكمل بيقول: هلبسهولك من غير ما المس ايدك
بصتله بتردد وبعدين مددت ايدها وهي بترتعش من الخجل وباصة في الأرض ووشها احمر, ابتسم حد ومسك طرفي الخاتم بين السبابة والأبهام علشان ميلمسيش ايدها زي ما قال, وهو بيدخل الخاتم لنهاية إصبعها بصوت هامس قالها: بحبك
في اللحظة دي حست إن نفسها اتقطع, وقلبها زدات نبضاته بسرعة لحد ما وقف, كانت عاجزة عن الحركة ولأنها معرفتيش تتكلم بدأت ملامحها تتغير وخبت وشها بايدها وبدأت تعيط
حاول يهديها:اهدي اهدي طيب انت بتعيطي ليه دلوقتي
"أنت حمار يا حد مفيش حد يحرج حد بالطريقة دي."
ضحك وقال: ايه كمية الحدود دي
عياطها زاد أكتر فحاول يهديها: خلاص خلاص أنا آسف بجد مقصدتش حاجة أنا بس كنت..
وفجأة سمع صوت: ايه الي بيحصل هنا...
بص حد للصوت لاقيه محمد واقف في باب العمارة, اتقدم ناحيتهم وقال في نبرة حادة: عايز تفسير للي شوفته دلوقتي
بصتله مرسال بتسأله: هو أنت شوفت ايه بالظبط علشان معيطيش أكتر
"من أول ما لبسك الخاتم يا ست هانم وكنت منتظر منك أي ردة فعل بالرفض بس محصليش." خبت مرسال وشها تاني وبدأت تعيط أكتر من خجلها
بصله حد واعتذر بيقول: أنا آسف يا عمي لأني معنديش مبرر أو تفسير للي حصل غير ان مشاعري غلبتني بدون اردة مني بس حقيقي يا عمي ماقصديش اني اقلل من احترامك خالص او اعمل اي شيء في غيابك يزعجك مني.. اتنهد واستجمع قوته وكمل: عمي أنا عايز أتجوز مرسال...
الفصل التلاتين ده هيكون حاجة مختلف شوية عن المتوقع, بس علشان فيه حاجة كنت حابة إني أناقشها ولأن مفيش حرية الرأي والرأي الآخر عند الكل فأظن إن الرواية أفضل مكان لمناقشة الفكرة والي يمكن كتيير يعترض عليها بس تبقي في النهاية فكرة والفكرة بتخدم الرواية زي ما الرواية بتخدم الفكرة
- يتبع الفصل التالي اضغط على (مرسال كل حد)