رواية العاصفة الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم الشيماء محمد
كريم سألها ليه راكبة لوحدها مع عمرو ؟
أمل بصتله : ركبت والباب هيقفل هو دخل وجيت أخرج الأسانسير اتسحب أعمله ايه يعني !
كريم بنرفزة : يا سلام بالبساطة دي !
أمل بصتله : أنا ورايا تدريب بعد اذنك .
خارجة بس هو حط ايده ناحية الباب منعها : الموقف ده ما يتكررش تاني .. الأسانسير يا تركبيه مع مجموعة يا تنزلي منه لو هتفضلي لوحدك مع راجل فاهمة ولا مش فاهمة !
أمل بذهول : أنت مالكش تكلمني باللهجة دي ولا الأسلوب ده .. وأنا مش محتاجة توصياتك دي وبعدين الموقف حصل في لحظة واحنا وسط شركة المفروض إنها شركة محترمة .
كريم بغيظ : الشركة محترمة لكن الشخص اللي سيادتك راكبة معاه مش منها .. ومش محترم وسيادتك اللي قلتيلي ده بنفسك .
أمل بنرفزة : وأنا أعرف أحمي نفسي كويس من أمثاله وأعرف أوقفه عند حده فمش محتاجة لحد يحميني .. وبعدين ما أنت بتركب معايا الأسانسير لوحدك ولا أنت برا المعادلة دي !
كريم بقمة الغضب : أنتي ما بتعرفيش تحمي نفسك سيادتك بوء على الفاضي وبتغرقي في شبر مياه.. ولا يا أمل أنا مش برا المعادلة دي وآسف على تصرفي ده لكن الأسانسير ما تركبيهوش لوحدك تاني ولا معايا ولا مع غيري حتى لو هتطلعي على رجليكي الأربع أدوار ولا الخمسة دول .. وإنتي شوفتي بنفسك إن الواحد ممكن يوقفه ويعمل ما بداله .. فلو أنا وقفته قبل كده واتكلمت معاكي غيري مش هيوقفه ويكتفي بالكلام بس .. الأسانسير يعتبر خلوة غير شرعية وأعتقد إنك مش محتاجة مني أشرحلك أكتر من كده ..
أمل بصتله بغضب : كلامك لحد هنا خلص .. أنت هنا مدير الشركة دي وبس وده ما يديلكش الحق تكلمني بالأسلوب ده أو اللهجة دي .. بعد اذنك .
خرجت بغضب ومشيت من عنده وهو فضل مكانه بيحاول يسيطر على أعصابه علشان ما يروحش يرمي عمرو برا الشركة دي كلها
طلع لبرا الأوضة وفكر يروح عندهم بس بعدها اتراجع وطلع لمكتبه وهو داخل علياء وقفته : مديرة شركة الالكترونيات من الغردقة في الطريق .
كريم بصلها بنرفزة : في الطريق ازاي ! مش تحدد ميعاد الأول !
علياء باستغراب : ماهو ده ميعادها .
كريم بغيظ : وسيادتك مش تفكريني ؟
علياء عينيها وسعت من استغرابها : يا فندم أنا فكرتك امبارح وأكدت عليك الصبح ودلوقتي حضرتك نزلت للباشمهندس هيثم علشان أوراق المشروع ده !
كريم كشر بضيق واتنهد بتعب ازاي نسي كل ده فبص لعلياء : سوري دماغي مشغولة .. اوك أنا في انتظارها .
المديرة وصلت ودخلت لكريم اللي وقف يستقبلها كانت بنوتة في آواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات مقدرش يحدد بالظبط
فستان بحزام عريض في الوسط و قصير جدا وبنص كوم ومدت ايدها لكريم اللي ابتسم : سوري بس ما بسلمش على بنات .
البنت ضحكت : أنا سمعت عنك كتير بس ما تخيلتش إنك فعلا كده كنت فاكرة إنها إشاعات وأفورة .
كريم ابتسم : لا مش إشاعات أنا فعلا رخم .
البنت ضحكت : لا أبدا مش رخامة دي مبادئ وكل واحد عنده مبادئه .. أنا هايدي مديرة شركة الالكترونيات في الغردقة وحابة نكون الوكيل المعتمد لشركتك هناك .
كريم ابتسم : اتفضلي اقعدي نتكلم .
استمر الاجتماع معاها فترة طويلة نوعا ما
أمل تحت متغاظة من كلامه بس برضه متضايقة أكتر إنه عنده حق .. كان المفروض يا إما تنزل أو تطلب منه ياخد أسانسير تاني غير ده في أكتر من خمس أسانسيرات بس هي اتحطت أمر واقع ومالحقتش تنزل .. قررت تطلع تعتذرله وانتهزت أول استراحة أخدوها بعد ساعة ونص وطلعت لعنده بصت لعلياء : كنت عايزة الباشمهندس كريم
علياء ابتسمت : آسفة يا باشمهندسة بس هو في اجتماع حاليا .
أمل كشرت : متعرفيش هيخلص امتى !
علياء ابتسمتلها : لا للأسف .
ماكملتش كلمتها إلا والباب اتفتح وخرجت هايدي من عند كريم وهو كمان وراها وهي بتضحك وبتمد ايدها له تسلم عليه بس اتراجعت وضحكت وبهزار : سوري نسيت .. هشوفك بالليل نتعشى مع بعض ونتكلم في باقي التفاصيل اتفقنا !
كريم ابتسم : اتفقنا .
مشيت هايدي بخطواتها الواثقة من نفسها وبتتمايل بفستانها القصير تحت نظرات أمل المليانة غيظ ولو كانت النظرات بتحرق كانت هايدي اتحرقت بنظراتها ..
التفتت لكريم اللي متابع نظراتها وعرف إنه هيواجه انفجارها .. بصتله بعيون مليانة شر وغيظ وقمة الغضب …
كريم قبل ما هي تتكلم : اتفضلي في المكتب
أمل بصتله بغيظ وبتريقة : لا شكرا شكلك مشغول أوي
كريم بتحذير : ادخلي يا أمل نتكلم جوا
أمل بصتله بغيظ : أدخل ! علشان نتكلم ! أيوة سوري نسيت أنت غير صح
كريم بصلها بتهديد : أنا معنديش أي مانع أتكلم هنا وفي وسط الشركة أعتقد المانع عندك إنتي مش أنا
علياء بصالهم الاتنين بذهول ومش فاهمة حاجة
أمل بنرفزة : وأنا ما بيهمنيش حد لكن ما تجيش انت تديني درس عن الخلوة الغير شرعيه وتكلمني في الأدب والأخلاق وتحسسني فعلا إني عملت غلطة كبيرة لا تغتفر وأطلع هنا ألاقيك قاعدلي مع واحدة بالشكل ده بقالك ساعة ونص جوا قافل عليها باب وفي خلوة تامة وتيجي تكلمني أنا ؟ خلوة شرعيه دي يا باشمهندس ولا بتسميها ايه ! قعدتك جوا المكتب والباب مقفول مع بنت بدون أي محرم بدون أي حد معاكم وباب مقفول عليكم ولفترة طويلة دي اسمها ايه !
كريم بصلها بهدوء : اسمها خلوة غير شرعية وإنتي عندك حق في كل كلامك ..
أمل بصتله واتفاجأت برده ده لأنها كانت متوقعة إنه هيتخانق معاها مش يوافقها وده لخبطها وخلاها مش عارفة تتكلم أصلا
كريم كمل : ينفع بقى تدخلي لحظة نتكلم فيها !
أمل بغضب : أنت لسة اهو قايل إنها خلوة غير شرعية ! عايزني أدخل ازاي بقى !
كريم بهدوء : مش هقفل الباب وعلياء اهيه موجودة مش هتبقى خلوة يعني اتفضلي لحظة
أمل اترددت بس دخلت بغضب وكريم بص لعلياء اللي عندها ذهول تام وبتحذير : ولا حرف واحد برا لأي شخص مهما كان
علياء بصتله : أكيد يا فندم
كريم دخل مكتبه وبص لأمل اللي متغاظة وبدأ هو الكلام : آسف لو كنت عليت صوتي عليكي بالشكل ده بس أول ما الباب اتفتح شوفتك معاه لوحدكم .. ده جنني
امل برضه مكشرة وبصتله وبتريقة بتقلد هايدي : وبالنسبة للي هتستناك على العشا والله كان ناقص بس آخر الجملة تقولك يا بيبي علشان تبقى كملت
كريم كان هيضحك على طريقة كلامها بس مسك نفسه لأنه مش متوقع رد فعلها فبصلها : على فكرة دي مديرة شركة كبيرة في الغردقة
أمل بتريقة : اه حصلنا الشرف .. مش مبرر سيادتك
كريم ابتسم : عارف إنه مش مبرر بس أنا ده شغلي يا أمل .. إني أتقابل مع ناس زي دي ونعمل صفقات معاهم .. ده بيزنس
جت تتكلم بس هو كمل : ومش ببرر غلطي بالعكس فعلا أنا غلطان وإنتي عندك حق دي خلوة غير شرعية وأوعدك مش هتتكرر تاني .. أي بنت يكون عندي اجتماع معاها يا هخلي علياء تحضر أو مؤمن يا أضعف الإيمان يكون الباب مفتوح .. خلاص اتفقنا !
أمل بصاله وبرضه مكشرة وهو وقف قصادها : خلاص بقى ما يبقاش قلبك أسود بالشكل ده
أمل بصتله بتذمر وبتريقة : وبالنسبة للعشا بتاع الليلة يا بيبي
كريم ابتسم : على فكرة هي ماقالتش بيبي
أمل بتريقة : ماقالتهاش قولا لكن قالتها بطرق تانية !
كريم بصلها بهدوء : امل ! العشا بتاع الليل هيكون معايا مؤمن وهي هيكون معاها مهندسين من شركتها !
أمل رفعت عينيها له : مش لوحدك يعني !
كريم مبتسم : لا مش لوحدي ! بعدين هيفرق معاكي في ايه لوحدي أو لا!
أمل كشرت وزعقت : ما يفرقش أصلا أنت حر .. بعد اذنك
سابته وخرجت وهو ابتسم على أسلوبها ونرفزتها وسابها تخرج بس كان مبسوط ..
**************************
خالد كان نازل شركته ورقية جنبه : هتفطر معايا قبل ما تنزل ؟
خالد بصلها باستغراب : لا افطري إنتي
رقية بزهق : وبعدين بقى انت هتفضل كده لامتى !
خالد بهدوء : أنا عادي جدا على فكرة أنتي اللي غريبة الفترة الأخيرة
رقية بنرفزة : أنا عايزة أرجع جوزي ايه الغريب في كده !
خالد بصلها وضحك وهي استغربت ضحكه فبضيق : ايه اللي قلته يضحك سيادتك ؟
خالد بضحك : النكتة اللي قلتيها ! ترجعي جوزك دي !
رقية كشرت : وايه اللي يضحك في ده !
خالد بجمود : إنك اتأخرتي أكتر من ٣٠ سنة علشان تفكري ترجعي جوزك .. اتأخرتي كتير
رقية وقفته قبل ما يخرج : تقصد ايه يا خالد ! أنا مش مطمنالك
خالد بصلها بهدوء : أقصد إن جوازنا واخد شكل صوري من سنين .. فاتأخرتي كتير
جه يطلع بس وقفته تاني : كل ده علشان حتة مفعوصة أصغر من بنتك ! على آخر الزمن هتتهبل يا خالد بيه !
خالد بصلها بجمود بيسيطر على غضبه : هتغلطي في الكلام هوقفك عند حدك فخلينا على الأقل نحتفظ بالاحترام اللي فاضل بينا لاني مش هسمحلك تتخطي حدودك .. بعد اذنك يا هانم .. اه صح بلغي ملك تبطل توصلك أخبار مش مظبوطة وانصحيها تركز في بيتها أكتر شوية بدل ما تيجي تقعد جنبك هنا ..
سابها وخرج نزل على شركته وكلم نور يطمن عليها وصلت ولا لسة بس ردت عليه كانت في تاكسي في الطريق لأن نادر مش فاضي يوصلها .. كشر وقفل وابتسم بعدها لفكرة ضربت في دماغه ..
عمل شوية تليفونات من ضمنهم نادر طلب منه يجي الشركة يتكلموا في منصبه الجديد
ملك مامتها بلغتها باللي دار بينها وبين أبوها واتضايقت إن أبوها مابقاش حتى مهتم يداري أو يخبي أو يعمل خاطر لمامتها بالعكس هو بايع تماما ! لازم تعمل أي حاجة .. لمحت حد داخل بيتلفت حواليه وهي افتكرت إن ده اللي وصل نور قبل كده طلعت بسرعة من مكتبها واتفاجأت إنه طويل و وسيم وجنتل جدا فحست بالغيرة من نور وبصتله : حضرتك بتدور على حد !
نادر بصلها من فوق لتحت وما عجبتهوش بلبسها ولا مكياچها وتجاهلها
ملك اتنرفزت : على فكرة أنا بكلمك ولا أنادي للأمن يتعاملوا معاك ؟
نادر بصلها بقرف : إنتي تنادي للأمن علشاني ! تطلعي ايه إنتي !
ملك رفعت راسها لفوق : أنا صاحبة الشركة دي هنا
نادر بتريقة : تقصدي إنك إنتي خالد عبدالرءوف !
ملك بغيظ من تريقته : أنا بنته !
نادر بدون أي اهتمام : أنا جايله هو مش بنته بعد اذنك
ملك بنرفزة : انت بتدور في الدور الغلط احنا هنا في الرابع هو مكتبه في آخر دور فوق .. هو بيحب الڤيو جدا فوق
نادر بصلها وغمغم : شكرا
واتحرك ناحية الأسانسير وهي ابتسمت اينعم دي أمور عيال بس اهو تضايقه شوية مش أكتر ..
خالد استدعى نور لمكتبه وراحتله وهو كان مبسوط : تعالي يا حبيبه قلبي
نور استغرت وقربت منه : في حاجة ؟
خالد مبتسم : إنتي كل يوم بتنتظري نادر يوصلك أو يروحك وساعات تتأخري وساعات تضطري تركبي تاكسي أو أوبر
نور كشرت : فعلا بس كل ده ليه !
خالد ابتسم : غمضي عينيكي عندي ليكي مفاجأة
غمضت عينيها وهو مسك ايدها أخدها ناحية الشباك : افتحي عينيكي يا قمر
نور فتحت عينيها باستغراب : فتحت أشوف ايه بقي ؟
خالد بفرحة : شايفة العروسة البيضاء اللي راكنه تحت وبتلمع دي
نور بصتله بحماس : اوعي يكون قصدك ..
خالد ضحك : أيوة قصدي
وطلع من جيبه مفاتيح عربية وعطاهلها : عربيتك الجديدة يا قلبي وبيضا زي قلبك الأبيض الجميل
نورهان مسكت المفاتيح مش مصدقة واتنططت وحضنته و اتعلقت في رقبته : بحبك بحبك بحبك يا أجمل خلود في الدنيا
الباب انفتح بعنف ودخلت ملك اللي شافت أبوها شايل نور وهي متعلقة في رقبته وفي ايدها مفاتيح العربية .. فضلت مصدومة للحظات .. نور بعدت عن خالد ومش عارفة تعمل ايه ! حاولت تنسحب بس ملك مسكتها من دراعها وشدتها : إنتي فاكرة إني هسمحلك تخرجي كده ! إنتي اتجننتي !
أنتي اتخطيتي حدودك أوي ! أوي فاهمة
نور هترد عليها بس اتلجمت لما شافت مؤمن واقف كان يدوب جاي على مكتب خالد
ملك بصت وراها وشافت مؤمن فزعقت : مارضتش تسمع كلمة واحدة في حقها اهيه اتفضل .. في حضنه ! ومفاتيح عربية جديدة في ايديها !
خالد زعق : ملك اسكتي إنتي مش فاهمة حاجة
خالد حاول يشد نور من ايد ملك بس ملك صرخت في أبوها : لا مش هسكت تاني وهخرجها من الشركة بفضيحة القذرة دي ! جاية على آخر الزمن تاخدك مننا !
خالد زعق : اسكتي يا ملك .. وكفاية كده
ملك وقفت بتحدي : مش هسكت تاني سكت بما فيه الكفاية
نور كل نظراتها لمؤمن اللي واقف عينيه عليها مش قادر يصدق أو يستوعب معنى كلام ملك ايه أو منتظر يسمع نور تتكلم بنفسها ويسمع منها هي
ملك بتزعق : لحد كده وكفاية أوي
مسكت نور من دراعها وبتشدها علشان تخرجها برا المكتب وخالد يدوب هيتحرك يمنعها بس الكل فوجئ بنادر اللي داخل شد أخته من ايدين ملك بعنف وخلاها وراه
ملك بغضب : حبيب رقم ٣ .. الو*** حبايبها كتير أوي
ملك اتفاجأت بقلم عنيف بينزل على وشها من نادر لدرجة إنها كانت هتقع على الأرض لولا سندت على الكرسي وبعدها مسكها من شعرها بعنف وعدلها : قسما بالله أدفنك مكانك لو نطقتي حرف في حقها
خالد زعق : نادر .. سيب ملك واوعي تنسي للحظة إن ملك كمان أختك
كلهم بصوا لخالد بعنف والكل اتفاجأ باللي قاله وملك صدمتها كانت أكبر من أي شيء ممكن تتوقعه أو تتخيله
خالد مسك ايد نادر بعدها عن شعر ملك ووقف في وشه : أنت أخوهم الكبير و واجبك تحمي الاتنين وتقف في ظهرهم مش تقف مع واحدة ضد واحدة
نادر بغضب : بنتك محتاجة تتربى من أول وجديد .. محتاجة تتعلم الأدب واحترام اللي حواليها .. بنتك محتاجة حاجات كتير علشان تبقى بني آدمة نعرف نتعامل معاها
خالد أخد نفس طويل : عارف إنها محتاجة لكتير بس ده مش مبرر تمد ايدك عليها أبدا
نادر بنرفزة : أشوفها بتغلط في أختي وبتتهمها بأبشع الإتهامات وأسكت !
خالد بص لكل الموجودين وخصوصا مؤمن اللي واقف على الباب مش مستوعب كل اللي بيحصل قدامه : مؤمن ادخل واقفل الباب ..
مؤمن بص للباب وبتوهان قفله وسند عليه
خالد بصلهم : ملك .. نورهان ونادر الاتنين أخواتك .. مش عارف ازاي تخيلتي إني أحب عيلة في السن ده ! هل إنتي شايفة إن دي أخلاق أبوكي ؟
ملك دموعها نازلة مش قادرة تستوعب اللي بتسمعه وازاي بعد العمر ده كله تكتشف إن عندها أخوات واحد أكبر منها و بنت أصغر منها .. ياما اتمنت كتير يكون عندها أخوات بس عمرها ما تخيلت إن ده هيكون رد فعلها لما تعرف بوجودهم !
خالد بص لمؤمن : مؤمن أنت مش غريب .. نور بنتي هي ونادر وأتمنى اللي سمعته ده يفضل بينا .. مش عايز أي حد يعرف على الأقل حاليا .. بلاش حد يعرف .. احتفظ باللي عرفته لنفسك ..
مؤمن حاول يلاقي صوته : أكيد طبعا .. ما تقلقش حضرتك من ناحيتي
خالد ابتسم ربع ابتسامة بمجاملة له : طيب في حاجة ضرورية ولا الموضوع ممكن يستنى ؟
مؤمن سرعة : لا لا مفيش .. أنا هسيبكم تتكلموا براحتكم
خرج مؤمن وهو عنده ذهول تام من اللي سمعه وراح على الشركة دخل لمكتبه يحاول يستوعب اللي سمعه واللي شافه بس مرة واحدة ابتسم .. نور مافيش رجالة في حياتها غيره .. ده أخوها وده أبوها ! بس يا ترى ليه أبوها مخبي عن الكل وجود عياله !
مش مهم ، المهم حاليا إن نور بريئة من كل التهم المنسوبة ليها .. كويس إنه ما اتهورش وراح يسألها أو يتهمها .. كويس إنه صبر لحد ما الحقيقة تظهر لوحدها ..
صمت تام مسيطر على مكتب خالد وكل واحد في جنب .. نادر ونورهان قعدوا جنب بعض وملك قعدت في جنب لوحدها دموعها نازلة وخالد واقف متعصب : ملك اتكلمي ! ناوية على ايه !
نادر بنرفزة : برضه هي اللي هاماك ! سيادتها بس اللي تفرق معاك ! قومي يا بنتي من هنا أنا مش عارف أنتي هنا ليه ! مستنية منه ايه ! هو ما بيهتمش غير برقية هانم مراته والسنيوريتا ملك بنته الباقي يولعوا بقى ما يفرقوش معاه
خالد بعصبية : يا نادنوانت مش فاهم حاجة فاسكت اذا سمحت ..
نادر وقف في وشه : بطلت اسكت عايزنا نستنى رأي ملك ؟! سكتنا بما فيه الكافية وسيبناك تلعب بحياتنا كتير أوي
ملك بعياط : أنت متجوز قبل ماما ! ولا ماما الأول وأنت خنتها ! ابنك أكبر مني يعني مامته هي الأولي ؟
خالد بنرفزة : أنتي هيفرق معاكي بايه مين الأولى ومين الثانية؟
ملك زعقت : لا تفرق كتير أوي ! لو مامتهم الأولى وبتحبها وخلفت منها ولد وبنت ليه اتجوزت ماما ! طيب لو ماما الأولى ليه خنتها مع واحدة تانية ؟ طيب ليه ماعرفتنيش إني عندي أخوات ! طيب ليه داريت وجودهم كل السنين دي ! في ألف سؤال عندي
خالد بهدوء : مامتك هي الأولى ! ارتاحتي كده .. خلاص
ملك بذهول : لا مش خلاص .. احنا أبعد ما يكون عن الخلاص ! ليه خنتها ! ولا كانت علاقة غير شرعية ولما خلفتلك الواد اتجوزتها !
خالد بص لبنته : علاقتي بيها عمرها ما أخدت أي شكل غير شرعي أبدا ! ده كان جواز على سنة الله ورسوله .. جواز صحيح وشرعي
ملك باستغرب مش مصدقة : طيب ليه داريته ؟
خالد كشر ودور وشه بعيد عن مواجهة عياله : عندي أسبابي اللي أحب أحتفظ بيها لنفسي
نادر اتدخل بتريقة : لحد امتى هتفضل محتفظ بأسبابك لنفسك ؟ مش شايف إنه معادش ينفع تحتفظ بأسبابك دي لنفسك ؟ أسبابك دي بتدمرنا احنا
خالد بص لابنه : غصب عني .. خبيت والدتك غصبا عني ..
نادر بتريقة : خبيتها لأنك ماحبيتهاش كفاية
خبيتها لأنك خفت من رقية هانم .. خبيتها لأنك أجبن من إنك تعلن إنك متجوز تانية .. خبيتها لأنها كانت بنت بسيطة مش من عائلة ارستقراطية زي رقية هانم
خالد وقفه : أنت مش فاهم حاجة اسكت
نادر زعق : معدتش هسكت ريح بالك مش هسكت تاني
خالد بتعب : مش هقولك غير إني خبيت نهلة علشان مصلحتها وبس .. اضطرينا نخبي غصبا عننا احنا الاتنين .. سكتنا لأنه كان لازم نسكت وما ينفعش نتكلم .. ولحد النهاردة للأسف ما ينفعش نتكلم ولازم نسكت
نادر بعدم فهم وعدم اقتناع : ليــــــــه ؟!
خالد بإصرار : ليه دي عند والدتك مش عندي يا نادر .. لو والدتك مستعدة تقولك أنا ماعنديش مانع
نادر بنرفزة : انت عايز تفهمني إن هي اللي طالبة تكون في السر ! هي اللي عاجبها الوضع ده !
خالد بصله : قلتلك إننا مضطرين للوضع ده .. غصب عننا
نادر برفض : ايه اللي يجبر أب يتخلي عن عياله ويسيبهم يكبروا من غيره ؟
خالد بصله بذهول : أنا عمري ما اتخليت عنكم أبدا .. طول عمركم قدام عيني .. اتربيتوا معايا وفي حضني .. انت ما بعدتش غير لما سافرت للجامعة بس وحتى لو كنا في وضع طبيعي كنت برضه هتسافر تدرس .. لكن أنا على طول موجود في حياتكم
نادر بتريقه : أي وجود بتتكلم عنه ده ؟ موجود في السر ! ماكانش ينفع أتكلم عنك في أي مكان لأنك في السر ! ما ينفعش حد من أصحابي يجي البيت ليشوفك صدفة ! عمرك ما جيت أي اجتماع في المدرسة ! مكانش ينفع تظهر في أي مكان معايا ؟ ماكانش ينفع نتغدى حتي في يوم برا لحد يشوفك معانا ؟ ماكانش ينفع نكلمك في التليفون ليكون حد جنبك أو مراتك جنبك ! ماكانش ينفع حتي لو تعبنا تاخدنا لدكتور تكشف علينا ! أي وجود ده اللي بتتكلم عنه ! أنت لو ماكنتش موجود كان هيبقى أرحم مليون مرة من وجودك بالشكل المهين ده ! موجود ايه ! نص ساعة قبل ما تنزل شغلك أو ساعتين بالليل ! أو حتي يوم إجازة تقضيه معانا .. تعرف أنا كنت بكره الإجازات دي جدا .. لأن إجازة يعني انت موجود يعني معناه هنتحبس في البيت كلنا علشان سيادتك موجود
ملك بتريقة : وأنا كنت بكره الإجازات لأن معناه إن انت مش موجود .. انت ظلمتنا كلنا بأنانيتك دي .. لا عرفت تكون أب ليهم ولا عرفت تكون أب ليا .. يمكن لو كنت جمعتنا في مكان واحد كنت قدرت تقوم بدورك كأب أحسن من كده ..
قامت وخارجة من المكتب بس خالد وقفها : ملك ! استني
ملك بصتله بدموع : ما تخافش مش هقول لمراتك إنك متجوز عليها ومخلف ..
سابتهم وخرجت ونادر بص لأخته اللي قاعدة بتعيط بصمت وقرب منها قومها : يلا خلينا نمشي من هنا ..
خالد بترجي : نادر أرجوك ما تظلمنيش أنا صدقني عملت كل اللي أقدر عليه وحاولت ما أظلمكمش معايا وده اللي قدرت عليه
نادر بصله بحزن : مش كفاية للأسف
أخد أخته وروحوا على البيت ودخلوا وأول ما نهلة شافتهم جريت على بنتها حضنتها : مال أختك يا نادر بتعيط ليه كده ؟
نادر بجمود : اتخانقت مع ملك بعد ما ملك اتهمتها إنها على علاقة ببابا ..
نهلة شهقت : وبعدين حصل ايه ؟ اوعى تكون عرفت الحقيقة
نادر كشر وزعق : امال كنتي عايزاني أسيبها تتهمها بالعهر وأسكت ؟ سيادتها عرفت الحقيقة هي كمان .. دلوقتي بقي سيادتك تقوليلي ليه مخبيين جوازكم ! خالد قال إن ده علشان المصلحة وغصبا عنكم
ايه اللي غاصبكم على الوضع ده ! ومش هسمح المرة دي تسكتي لأن لو سكتي تاني هاخد نور ومش هتشوفينا تاني مدى الحياة
نهلة عيطت ونادر مصر يعرف وبصتله من بين دموعها : سكت وهو سكت لأني عليا حكم بالإعدام وهربانة منه .. عرفت بقي سكت ليه ! ياريت تسكت انت بقي شوية يا نادر وتبطل تدبح فيا ليل مع نهار أنا وأبوك غصبا عننا سكوتنا .. مجبورين عليه .. ودلوقتي لما رقية عرفت هتسلمني بنفسها لحبل المشنقة عرفت ليه أبوك كان بيخبينا دايما ؟ علشان يحميني .. أبوك عمره ما كان أناني زي ما بتتهمه هو حبني .. حبني حب محدش حبه لواحدة أبدا .. واتحمل علشاني فوق طاقته الف مرة ومرة .. واتحمل إهاناتك وكرهك له وانت مش راضي تقتنع ولا تسكت أبدا .. ياريت دلوقتي تسكت بقي شوية وتدعى إن ملك ما تقلش لأمها .. لأن رقية لو عرفت أنا مين هتروح تبلغ عني وتسلمني بنفسها علشان ينفذوا الحكم ..
نادر حاول يتكلم أو ينطق بس نهلة سابتهم ودخلت أوضتها وقفلت على نفسها تعيط
فضلوا قاعدين الاتنين مع بعض مش عارفين يعملوا ايه وأمهم حابسة نفسها رافضة تخرج من أوضتها ..
نادر اتصل بأبوه وطلب منه يجي يشوف مامته ويتكلم معاها ويخرجها برا أوضتها
خالد وصل بسرعة بس اتفاجأوا إن معاه ملك
نادر بصلها باستغراب فأبوه رد عليه : هي كمان من حقها تعرف كل الحكاية .. أنا هدخل اطلع مامتكم
وراح خبط على نهلة اللي أول ما سمعت صوته فتحت بسرعة ورمت نفسها في حضنه تعيط وهو بيحاول يهديها
خالد بصلها : قلتلك إن العيال المفروض تعرف الحقيقة ويشاركوا فيها لكن إنتي رفضتي ..
نهلة من بين دموعها : ماكانوش هيفهموا .. كانوا صغيرين مش هيستوعبوا ليه قتلته !
خالد مسك ايد نهلة : تعالي نفهمهم ونجاوبهم على كل أسئلتهم
خالد خرج بمراته وملك بصتلها كتير عايزة تشوف مين دي اللي خطفت منها أبوها ونهلة كمان بصتلها كتير وخالد عرفها : دي ملك بنتي ..
نهلة ابتسمت : أحلى من الصور بكتير .. أنا آسفة يا بنتي إنك عرفتي بوجودنا بالشكل ده .. كنت أتمنى تكوني موجودة معانا وتكوني أخت لعيالي بس الظروف
ملك سكتت وماعرفتش ترد لأن المفروض دول أخواتها بس ليه مش قادرة تتقبل مجرد الفكرة دي ! ليه حاسة إنها عايزة تتخلص منهم كلهم ! عقلها بيقولها دول سرقوا أبوكي منك ..حرموكي منه .. دول أعدائك.. قاطع أفكارها خالد اللي قعد جنب مراته وعياله قصاده : عايزين تسألوا في ايه وتعرفوا ايه !
نادر بهدوء : الحكايه كلها من أولها لآخرها
نهلة مسحت دموعها وبدأت تحكي حكايتها : أولا أنا ما اسميش نهلة أنا اسمي فايزة عبد السلام محمد .. أنا كنت زمان بنت بسيطة اشتغلت سكرتيرة في الشركة بتاعة جدك محمد عبد الرءوف وكان ساعتها خالد بيشتغل معاه برضه وكنت بشوفه من وقت للتاني .. كان جدك له شريك عبدالفتاح القناوي وابنه برضه موجود معاه وكان اسمه حمدي .. حمدى ده كان بيضايقني كل وقت .. كل ما بيشوفني بيضايقني
وكان خالد كل شوية يمسكه ويتخانق معاه بسببي ويطلب منه يسيبني في حالي
خالد كمل : كان بتاع بنات وأخلاقه زي الزفت وكل شوية يضايق فايزة وساعتها أنا كنت متجوز رقية بقالنا سنتين .. ( بص لملك ) رقية اتجوزتها بناء على رغبة والدي لأنها من عيلة غنية وعايز يشاركهم فالجواز كان قايم على المصلحة من الناحيتين .. رقية محاولتش تقرب مني أو تحبني بس بتهتم بحفلاتها وسهراتها وأصحابها وسفرها معاهم .. حتى لما طلبت منها نخلف رفضت ده تماما .. ماكانتش عايزه تبوظ جسمها أو تقطع سهراتها أو تشيل مسؤولية بيبي .. وأنا تقبلت ده واديني عايش والسلام مفيش حد في حياتي فوجود رقية أو عدمه مش فارق أصلا ..
نهلة كملت بداله : حمدي مضايقاته استمرت يوم بعد يوم وكانت ساعات بتوصل إنه يتحرش بيا وكان نفسي أسيب الشغل بس كنت محتاجاه .. محتاجة للمرتب ده .. محتاجة أصرف على نفسي وعلى أمي المريضة فاضطريت أستحمل علشانها وعلشان نفسي .. واهو خالد كان موجود بيدافع عني على قد ما بيقدر .. لحد ما في يوم طلب جدكم طلب مني شويه شغل كتير جدا أخلصه قبل ما أروح .. المكتب فضي عليا وأنا بحاول أخلص وأمشي ..
عيطت ودموعها نزلت وخالد مسك ايدها يشجعها تكمل وهي ابتسمت ومسحت دموعها : ساعتها حمدي كان جاي معرفش جاي ليه بس بمجرد ما شافني لوحدي اتهجم عليا .. وفضلت أصرخ وحاولت أجري منه لأي مكان .. وجريت على مكتب خالد استخبيت فيه ومسكت التليفون بتاع المكتب واتصلت بيه على رقم شقته كان قايلي إنه بيقضي أغلب وقته فيها خصوصا لما بيتخانق مع رقية ومديني الرقم عشان لو احتاجته ودعيت من قلبي إنه يرد عليا هو ومن حسن حظي طلع موجود فيها ..
خالد : رديت أنا عليها وسمعت صوتها منهارة بتقول إنها في المكتب وحمدي اتجنن وبيتهجم عليها .. قفلت التليفون وجريت بسرعة علشان ألحقها ..سوقت على أقصى سرعة ساعتها لأني عارف هو ممكن يعمل فيها ايه ! وصلتلها بسرعة لأن الشركة كانت قريبة من البيت وقتها
نهلة : ساعتها هو عرف مكاني وجه شدني من شعري وأخدني مكتبه وضربني .. ضربني ضرب أكبر من إني أستوعبه أو أتحمله .. حسيت إن دي نهايتي خلاص وإنه هيقتلني أو أنا هقتل نفسي لو عمل اللي هو عايزه .. بعد ما حس إني خلاص اغمى عليا وقف وبطل ضرب علشان يقفل باب المكتب كويس علينا وأنا ساعتها عرفت إن دي فرصتي فبصيت حواليا ماكانش في غير فاظة جنبي مسكتها وقمت ضربته على دماغه بكل قوتي وجريت لبرا قابلت خالد في وشي .. ضمني وطمني إن محدش هيلمسني وإن الكابوس ده انتهى خلاص .. محدش هيقدر يقرب مني ..
خالد : دخلت أطمن عليه أو أتخانق معاه بس ساعتها لقيته في الأرض بينزف جامد من دماغه حاولت أفوقه أو أكلمه بس لاحظت إنه مش بيتنفس أصلا .. ماكانش في نبض ولا نفس وعرفت إنه مات .. اتصلت بالإسعاف واتصلت بأبويا يجي بسرعة وبلغنا البوليس وكنت واثق إن العدالة هتاخد مجراها وإنها هتتعمل قضية دفاع عن النفس .. وفضلت أطمن فايزة ما تخافش وإني هقف جنبها ..
كان بيتحقق معاها واعتبروها فعلا ضحية محاولة اغتصاب ، كنت موقفلها محامي كان هيطلعها من القضية ويعتبروها فعلا دفاع عن النفس لأن آثار الضرب والتعذيب اللي عليها بتثبت كلامها وإنه فعلا حاول يعتدي عليها
مش قادر أنسى الليلة دي أبدا يومها كنت جاي عند أبويا علشان آكد عليه وأطمن إن المحامي هيكون موجود وهيطلع فايزة من القضية بس لما دخلت لقيته قاعد هو وشريكه ومحامي فايزة وقدامه فلوس كتير وبيقولوله إنه مش هينفع حمدي بعد ما يموت يقوله عنه مغتصب وده هيضر بالشركة والشغل ما يبقاش موت وخراب ديار فكان الحل إنهم هيقولوا إن حمدي شاف فايزة وهي بتسرق الخزنة وبتسرق ملفات مهمة علشان تبيعها للمنافسين ولما هو حاول يمنعها قتلته وهربت واخترعت قصة الاغتصاب دي .. ولما شوفت المحامي بيبتسم وبيحط الفلوس في الشنطة عرفت إن فايزة هتاخد حكم في القضية دي .. كان لازم أتصرف .. روحتلها بسرعة وأخدتها وخبيتها وطلبت منها تفضل مستخبية لحد ما أشوف القضية هترسى على ايه
نهلة ابتسمت : فاكرة الليلة دي لما جيت أخدتني من ايدي وقلتلي لازم أختفي وأخدتني أنا وأمي الله يرحمها شقة واحد صاحبك أستخبي فيها لحد ما تشوف القضية
سكتوا الاتنين واتنهدوا ونادر بصلهم : اتحكم عليها بايه !
خالد بصله بأسف : أخدت حكم بالإعدام واعتبروه قتل عمد ساعتها عرفت إن تهريبي لها كان أكتر قرار صح .. حاولت أعمل طعن في الحكم بس بابا الله يرحمه منعني من ده وأنا كنت لسة صغير وتحت سيطرته فماكانش قدامنا غير الهروب
نورهان لأول مرة تنطق : وازاي اتجوزتوا ؟
خالد ابتسم : حبيتها .. كنت مسؤول عنها بروحلها كل يومين وأشوفها وأطمن عليها وساعتها الناس اللي في العمارة بدأوا يتكلموا عليها وبدأت تتعرض لمضايقات فساعتها اقترحت فكرة إني أكتب عليها وأعلن إنها مراتي علشان الكل يخرس
نهلة ابتسمت : وأنا وافقت واتجوزنا بشكل صوري .. أنا كان ليا أخت اسمها نهلة ماتت بعد ما اتولدت بشهر اتعملها شهادة ميلاد بس لما ماتت محدش اهتم يطلع شهادة وفاة
خالد كمل : ساعتها جتلي الفكرة ورحت رشيت موظف علشان يطلع بطاقة باسمها وعملتلها فعلا واتجوزتها بالاسم ده في السر واتحولت من فايزة لنهلة
نهلة كملت : جوازنا أخد فترة طويلة صوري بس كان كل ما بيجي عندي تعبان ومهموم بيلاقي راحته عندي وأنا بلاقي راحتي معاه .. كنا بنعالج بعض وبنداوي جروح بعض وحبينا بعض .. وبعدها مامتي اتوفت وبقيت وحيدة في الدنيا دي .. فخلينا الجواز ده بجد وبقيت مراته وبقى جوزي وربنا رزقنا بيك يا نادر .. وكنت انت أول فرحتي في الدنيا ..
خالد بص لملك : فكرت ساعتها ازاي أسميك باسمي ومن غير ما حد يعرف إنك ابني ! فجه في بالي موضوع الاسم المركب كان ساعتها ما اتمنعش لسة وسميتك نادر سيف الدين وأختك كذلك بحيث محدش يربطكم بيا وفي نفس الوقت تشيلوا اسمي .. بعد ولادة نادر بسنتين رقية قالتلي إنها حامل وإنها عايزة تنزل البيبي بس رفضت وعملنا خناقة كبيرة جدا وساعتها كنا هننفصل لولا تدخل الأهل بينا وأقنعوها تحتفظ بيكي واتولدتي بنوتة جميلة وإنتي كنتي السبب اللي خلاني أكمل مع رقية لأني مارضيتش أسيبك إنتي .. وإنتي اهو يا ملك كبرتي واتجوزتي مابقاش في سبب يخلينا نستمر مع بعض .. معادش في أسباب فعلا .. بعدها يا نادر حاولت أكون موجود على قد ما أقدر في حياتكم وكنت بتمنى أقدر أقول إنك ابني الكبير .. أنت متخيل إن ده كان سهل علينا ! أو كان سهل عليا إني أتفاخر على الأقل إن عندي ولد .. بس رقية أول حاجة هتعملها هتبلغ عن فايزة وهتسلمها .. رقية يا ملك عارفة بحكاية فايزة ولما حكيتلها في الليلة دي عن اللي أبويا ناوي يعمله هو وشريكه قالتلي إن ده الصح وإن المصلحة العامة أهم من حتة بنت لا راحت ولا جت .. عرفت ساعتها إن رقية لو في يوم عرفت بوجود فايزة في حياتي هتلف حبل المشنقة حوالين رقبتها .. كان لازم نخبي جوازنا .. عرفت يا نادر ليه ما أعلنتش إنك ابني ! عرفتي يا نور ليه دايما ساكت ليه خليتكم في الظلمة ؟
نهلة بصت لعيالها : دلوقتي أنتوا كبرتوا وبتفهموا ومن حقكم تقرروا لو عايزين أبوكم يعلن عنكم وتشيلوا اسمه أنا ماعنديش مانع ومستعدة لأي حاجة تحصل انتوا كبرتوا ومابقيتوش محتاجينلي في حياتكم .. فحتي لو هتعدم مش مهم المهم راحتكم إنتوا
نور قامت وحضنت مامتها ضمتها : إنتي بتقولي ايه يا ماما ! أنا عمري ما أقدر أستغنى عنك أبدا .. وفي داهية حياتي كلها مش بس اسمي قصاد إنك تبقي موجوده معايا ..
نادر كمان قام باس ايد مامته وبعتاب بصلها : كان لازم تقوليلنا .. على الأقل ماكناش نتهم بابا إنه أناني ونكبر الإحساس ده جوانا
نهلة بعياط : خفت ما تفهموش سبب قتلي للشخص ده أو ماتفهموش ليه قتلته ! خفت نظرتكم ليا تتغير فأبوكم كان مستعد يتحمل لومكم له وأنا أفضل بصورة كويسة قدامكم .. أبوكم بس كان بينفذ رغباتي مش أكتر .. فأتمنى تعذروني وتسامحوني ..
الاتنين ضموا مامتهم بحب وهي بتعيط في حضنهم .. ملك وقفت علشان تمشي ولمحتها نهلة فبعدت عيالها عنها براحة : رايحة فين يا ملك !
ملك بدموع : هروح بيتي .. أنا ماليش مكان بينكم هنا
نهلة قامت وقربت منها : إنتي أختهم ودي حقيقة محدش يقدر ينكرها .. ياريت يا ملك تسمحيلهم يكونوا إخوات ليكي
ملك بعدت عنها : عيالك بيحبوكي وأنا زيهم بحب مامتي .. حتى لو ماكانتش الأم المثالية بس انا برضه بحبها .. أنا جيت معاه علشان أسمع ازاي اتجوز على ماما وازاي عنده ابن أكبر مني وسمعت .. كل اللي أقدر أعمله إني أعتذرلك يا نور عن إتهامي ليكي لكن أكتر من كده سوري .. إنتوا في حالكم وأنا في حالي بعد اذنكم
خالد حاول يوقفها : ملك استني
ملك بصتله بدموع : أنا آسفة مش هقدر أفضل هنا .. أنا جيت وسمعت وتفهمت بس ما تطلبش مني أكتر من كده .. وما تخافش سرك محفوظ .. مش هبلغ ماما .. أكتر من كده مش هقدر .. بعد اذنك ..
سابتهم وخرجت وهو دخل بص لعياله ونادر قام وقف قصاده بحرج : هو ينفع حضرتك تسامحني على إتهامي المستمر ! أنا آسف بجد اعذرني
خالد ضمه لحضنه : أنت ابني وسندي بس ياريت تكون عكازي يا نادر .. وحاول زي ما بتحب وتخاف على نور تخاف على ملك .. حاولوا يا ولاد تحسسوها إنها أختكم ..
نادر اتنهد : أوعدك هحاول بس نور دي تربيتي أنا لكن ملك للأسف
خالد بزعل : هي والله طيبة بس هوائية شوية لو حست بالحب حواليها وقيمة الأخوات هتتغير .. ساعدوها تتغير واقفوا جنبها وحبوها علشان خاطري أنا
نادر ابتسم لأبوه : حاضر يا بابا .. حاضر
ملك روحت بيتها منهارة مش قادرة تتخيل إن كل ده حصل .. يطلع أبوها متجوز واحدة تانية .. ويطلع عندها أخوات .. نادر أكبر منها ونور أصغر منها .. ليه مش قادرة تفرح بيهم مش طول عمرها بتتمني يكون عندها أخوات ! ليه مش قادرة تتقبلهم !
سليم دخل لسه راجع من شغله وأول ما شافها بصلها كان شكلها دبلان أوي من آثار العياط : أنتي شكلك عامل كده ليه ! مش بحب شكلك ده كده ! فين ملكة الجمال بتاعتي
قرب منها وقعد جنبها وهي مخنوقة منه مش قادرة ترد عليه
سليم سند دماغه على كتفها : بقولك ايه ! أنا هقوم اخد شاور ونخرج ايه رأيك تعالي نتغدى برا
ملك بضيق : أنا تعبانة وماليش نفس للاكل
سليم اتعدل بصلها باستغراب : بس أنا جعان وبقولك قومي نخرج ..
قام فتح دولابها وفضل يقلب فيه لحد ما طلع فستان قصير وبكم قصير منفوش شويه وحطه قدامها : البسي ده .. وشكلك مش عاجبني اعملي فيه أي حاجة المهم عايز شكلك حلو .. يلا قومي
ملك بصتله بذهول : أي جزء من كلمة مش قادرة انت ما فهمتوش !
سليم بصلها بتريقة : إنتي بقالك فترة كل شوية مش قادرة مش قادرة وبقت حجة عندك لكل حاجة فمابقتش بتأثر معايا .. اتفضلي قومي علشان في ناس مهمين عايز أقابلهم وإنتي عايزك تكوني موجودة
حدف الفستان في وشها وزعق : قومي
ملك مسكت الفستان ورمته على آخر دراعها ووقفت في وشه : مش قايمة وريني سيادتك هتعمل ايه !
سليم اتنرفز : بلاش الأسلوب ده اذا سمحتي
ملك دورت وشها بعيد : الأسلوب ده انت بتضطرني ليه ! أنا مش قادرة يبقى تحترم رغبتي إني مش قادرة سواء بقى جسمانيا أو نفسيا في الحالتين مطلوب منك تقدر
سليم بصلها بغيظ : إنتي خنيقة جدا على فكرة .. أنا غلطان إني بهتم بيكي أصلا .. خليكي اشبعي بالبيت .. خللي فيه
سابها ودخل الحمام أخد شاور وغير هدومه ونزل بدون ما يسألها حتى مالها أو ليه كانت بتعيط أو حتى يحس إنها متضايقة
قعدت مكانها وفضلت تعيط أكتر ..
***************************
مؤمن في مكتبه مش عارف يفكر ازاي غرقان في أفكاره لدرجة إنه ماحسش بدخول كريم عنده وبيكلمه لحد ما خبطه في وشه بورقة قدامه فانتبه : أنت هنا من بدري !
كريم باستغراب : إنت فين كده ! ده أنا بكلم نفسي من ربع ساعة بحالها !
مؤمن اتنهد بخنقة : معلش اعذرني في موضوع خانقني كده شوية
كريم قعد قصاده : موضوع ايه خير !
مؤمن بصله واتردد يحكيله أو لا بصله كتير : ممكن ما تسألنيش أي أسئلة دلوقتي وأنا في الوقت المناسب هقولك
كريم ابتسم : الموضوع يخص نور صح ؟
مؤمن ابتسم : فعلا بس مش هقدر أقولك تفاصيل على الأقل دلوقتي
كريم بصله : براحتك بس خليك واثق إن وقت ما تحب تتكلم وعايز حد يسمع أنا موجود
مؤمن بتقدير : عارف طبعا يا كريم .. ماعنديش شك أصلا في ده .. المهم كنت جاي ليه ! عايز حاجة ؟
كريم افتكر : اه عايزك معايا في عشا بالليل مع هايدي بتاعة الغردقة ..
مؤمن باستغراب : ليه عايزني معاك !
كريم ابتسم : وعدت إني مش هروح لوحدي
مؤمن وقف وضحك : وعدت مين ؟
كريم ابتسم : وعدت اللي وعدته بقى ما ترخمش المهم عايزك معايا
مؤمن بتريقة : عيني على الحلو لما تبهدله الأيام !
كريم كشر : لا طبعا مش بهدلة بس وجهة نظر اتقالت وأنا شفتها صح وافقت عليها
مؤمن بصله بانتباه : ايه هي بقى وجهة النظر دي !
كريم بص لمؤمن : اجتماعي معاها لوحدنا يعتبر خلوة غير شرعية وكمان مقابلتي ليها لوحدنا .. يعني لازم يكون في حد موجود علشان نخرج من دايره الخلوة .. ايه ؟ وجهة نظر غلط ؟
مؤمن ابتسم : لا طبعا صح وصح جدا كمان بس هل ياترى اللي عرض عليك وجهة النظر دي كان بيهتم بس بالحلال والحرام ولا في حتة غيرة في الموضوع ؟
كريم فكر وبصله : عايز الحقيقة أنا اتمنى إن يكون في غيرة في الموضوع مش مجرد وجهة نظر مش أكتر
عدى العشا بهدوء في وجود مؤمن بعدها تاني يوم كان كريم رايح الشركة وفي الأسانسير من الجراچ و وقف عند أول دور والباب اتفتح لقى أمل قصاده .. الاتنين بصوا لبعض وهي ولا قادرة تركب ولا قادرة تبعد تسيب الأسانسير يقفل وهو يكمل طريقه
كريم كمان لسة امبارح مزعق فيها وقالها ما تركبش الأسانسير لوحدها مع أي شاب مهما يكون ليه دلوقتي بيتمنى إنها ما تسمعش كلامه ! عمال يدعي إنها تدخل معاه بس اتفاجأ بيها رجعت خطوة لورا وابتسمت : هاخد اللي بعده
كريم بسرعة : أمل
بس الباب اتقفل قبل ما ينطق أي حرف وفكر ينزل تاني بس هيقولها ايه ! لا استثنيني من القاعدة ! وجودها معاه غلط في مكان مقفول زي ده فليه يحرم حاجة ويحلل حاجة !
طلع لمكتبه ومقدرش يقعد فيه كتير فنزل تاني عند المتدربين الجداد
كان معاهم المهندس سامح وكل واحد قدام كمبيوتر وهو بيشرح حاجة عليه وسكت بدخول كريم لعندهم فرحب بيه
كريم بصله : ايه الأخبار !
سامح : كله تمام .. بيستجيبوا بسرعة وهيكون الاختيار ما بينهم صعب جدا ..
كريم ابتسم وبيبص للكل بيدور على أمل فين بالظبط وورا أي جهاز !
كريم بص لسامح : طيب كمل عادي شرحك
كريم بيلف بين المتدربين وبيبص لكل شاشة وبيتكلم مع كل مهندس شوية ويشرحله حاجة معينة .. رغد وقفته وسألته كذا سؤال وهو بيجاوبها وفي مسافه بينهم ..
بس قرب من الجهاز وبيعمل حاجة عليه وده خلاه يقرب منها ..
أمل كانت وراهم وشايفاه كويس وشايفة رغد وحركاتها وخصوصا لما قربت منه أوي واستغلت قربه وشغله على الجهاز
أمل عينيها عليها وخصوصا لما لمحت رغد بتقرب أوي من كريم وبتغمض عينيها وبتاخد نفس طويل وكأنها بتستمتع بريحة برفانه واتمنت لو تقوم تجيبها من شعرها تبعدها عنه
وبغضب وقعت الكيبورد بتاعها على الأرض بعنف وده خلى كريم يتعدل ويبص وراه ويشوفها : خير في حاجة حصلت !
أمل بغيظ وتريقة : لا مفيش
كريم استغرب ردها بالشكل ده ومعرفش يفسره .. بص لرغد : لو في حاجة تانية معاكي م/ سامح
جه يبعد بس رغد مسكت دراعه توقفه : لحظة
كريم شد دراعه بسرعة وبصلها بكبرياء : استعملي لسانك في الكلام مش ايدك وبعدين قلت معاكي م / سامح اسأليه ..
نادى بصوته : سامح ! تعال شوف الباشمهندسة محتاجة ايه
سامح جه على طول وبص لرغد : خير يا باشمهندسة اتفضلي معاكي اهو
كريم كمل دورته ووقف عند أمل وهي مكشرة فهو قرب منها ومسك الماوس وعمل كذا حاجة على الجهاز وهي اتحرجت من وقوفه جنبها وبعدت بالكرسي شوية
بصلها : فاهمة اللي بعمله ؟
أمل بصتله بغيظ : حد قالك عني ما بفهمش !
بصلها واتغاظ منها وهي بصاله بتحدي فشد الكيبورد من قدامها وبدأ يشتغل عليه بسرعة كنوع من أنواع فرد العضلات قدامها وكأنه بيقولها وريني هتفهمي ازاي اللي بعمله !
أمل غصب عنها وقفته : استنى استنى
كريم بصلها : نعم ! مش بتقولي بتفهمي أي حاجة !
أمل بصتله بغيظ : بس مش للدرجة دي سيادتك .. يعني أكيد أنا مش هقدر أجاري مهارتك ولا ايه !
كريم بصلها وبص للشاشة وبدأ يشرحلها هو عمل ايه بالظبط و واحدة واحدة وبهدوء
أمل اعترفت لنفسها إنه فعلا ذكي جدا في مجاله وفي البرمجة وحست إنها غبية قدامه أو إنها محتاجة لسنين علشان تقدر تفهم دماغه أو تفكر على الأقل زيه ..
بصلها كريم وهمس : ليه كشرتي كده !
أمل بصتله باستغراب : تقصد ايه ؟
كريم شاور بدماغه على رغد : لما وقفت معاها
أمل كشرت تاني وبعصبية : علشان أنت ما شوفتش شكلها وهي بتقرب منك أوي وبتغمض عينيها وبتشم برفانك .. سكتت شوية ولقت نفسها بتقول بغباء : وعلى فكرة برفانك مش حلو وياريت لو تبطل تحطه لأنه بيخنق جدا وريحته نفاذة أوي وللأسف بتفضل في المكان حتى بعد ما انت تبعد
كريم بصلها بذهول تام : بجد برفاني مش عاجبك ! ده من أغلى العطور في باريس وبستورده مخصوص وسعره .. بلاش سعره بجد مش عاجبك !
أمل بنرفزة : أيوة خنيق جدا
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية العاصفة ) اسم الرواية