رواية قدر و وصال الفصل الثاني 2
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
الفصل الثاني
قدر ووصال
بقلمي هدير ممدوح
إن تمكن مِنك الخوف وأصبحت أسيره، ستكون كـالعُبة يحركك الجميع كيفما يشاء.
أنتهت المحاضرات وكانوا بطريقهم للعودة إلى المنزل
كان كل مايدور في رأسها هو كيف ستخبر والدتها بذلك الشئ، هل ستصدقها، كيف للمرأة ان تصدق بأن زوجها من الممكن ان يفعل ذلك بفتاة أخرى، بالطبع ستثور وتغضب كثيراً ولكن بالتأكيد ستقف بجانب أبنتها عزمت على أخبار والدتها بكل ما حدث معها طيلة السنة الفائتة، أزدادت ضربات قلبها هي خائفة كثيراً شعور غريب يغزو قلبها لا تعلم كيف تصفه.
أخرجتها وصال من شرودها الذي كاد يعصف بها وهي تقول:
-قدر أنا عارفة أنك بتفكري أزاي هتقولي لوالدتك، انا معاكي متقلقيش.
أومأت لها قدر بإبتسامة قائلة بتوتر : كل اللي مطمني أنِك معايا يا وصال.
في منزل أخر مظهره و أثاثه يدل على الثراء لممتلكيه كان ذلك الرجل على الأريكة واضعًا رأسه بين كفيه يستمع لزوجته التي كانت تجادله وكأنها والدته وهو مجبر على سماعها
وعلا صوتها وهي تتحدث في غضبٍ : أنت عاوز تفهمني ان فلوسك خسرتها كلها في المشروع اللي دخلته وكمان كنت مستلف مبلغ كبير من واحد وعشان تسدله الدين نقلت الأسهم اللي في الشِّركة ليه؟
تحدث الرجل بصوت متحشرج وهو مازال على وضعه : أفتكرت بكده إني هرتفع وهعلى أكتر، والراجل بعدها هددني لا روحي لا الأسهم لو فلوسه ما رجعتش !
فردت عليهِ بغضب وهي تشوح بكفها في عصبية: أنت فلست يا أيمن أحنا خلاص ضعنا بسببك، هنعمل إيه هنتصرف أزاي ؟
رفع المدعو أيمن رأسه قائلاً بتحذير : نجلاء أبعدي عن وشي دلوقتي مش عاوز أسمعلك صوت.
أجابته نجلاء بأقتضاب وأسلوب مستفز : لا وأنت دلوقتي بقالك صوت وبتتكلم، تقدر تقولي إيه اللي خلاك تعمل كده؟
أستقام هو واقفٍا وهتف فيها : عشان الطمع، طمعت أرتحتي كده، وبعدين أنتي اللي كنتي بتشجعيني على كده دول ناس ثقة أحمد أبن خالتي يعرفهم متقلقش حط فلوسك وأنت مرتاح وهتكسب، ولا نسيتي ياهانم.
زاغ بصرها وهي تحاول تبرير موقفها وقالت وهي تزدرد لُعابها : أيوة قولتلك شارك معاهم بس مش بكل فلوسك.
جلس أيمن بثقل مغمغمًا: أهو ده اللي حصل.
عم الصمت قليلاً ولم يلبثا إن صاحت نجلاء قائلة: وصال
رد عليها أيمن مضيقاً عنيه قائلاً بذهول: مالها وصال؟
جلست نجلاء بجانبه في تودد وقالت : الحل عند أختك وصال، خليها تنقلك الأسهم اللي ليها في الشركة ولما تزيد الأرباح بمجهودك تقدر ترد للراجل فلوسه ولأختك الأسهم بتاعتها.
نفي أيمن بجدية: وصال مش هتوافق أنتي عارفة أنها مستنية تخلص كلية وتستلم الشغل في شركة بابا ده حلمها مش هتقبل بكده أكيد.
تبسمت نجلاء بخبث وقالت : ومين قال ان أحنا هنقول لوصال أنت هتخليها توقع على الأوراق مين غير ما اتحس.
اتسعت عينا أيمن في دهشة مما قالت زوجته وسألها في صرامة: انتي عاوزاني أسرق أختي؟
أقتربت نجلاء منه في تمهل ووضعت يدها على كتفه وقالت بمودة: ياحبيبي أنت جهز الأوراق بس وسيب الباقي عليا وكلها سنة وكل حاجة ترجع زي ما كانت.
نزع أيمن يدها واستقام من مكانه قائلاً: لحد هنا وكفاية وصال أختي وأنا مستحيل أعمل فيها حاجة زي كده .
غادر المكان بعدما ألقي جملته تلك، و وقفت نجلاء وهي تشيعه بنظراتها في غيظ قائلة:
-وأنا مش هسيبك غير لما توافق يا أيمن.
سبحان الله وبحمده🌼سبحان الله العظيم
نزلت وصال وقدر من السيارة وهم ينظرون إلى ذلك الحشد الهائل من النسوة اللاتي تجمعن أمام منزل قدر أحدهن تضرب كفٍ بكف وتحوقل، وأستمعوا إلى صوت واحدة أخرى تقول في حسرة:
- ربنا يصبر بناتك ياحبيبتي.
تراخت قدم قدر وهي تشعر بتخدر بهما وتقدمت بقلبٍ خائف مترقب ووصال بجانبها نظروا النسوة لها وقالت إحداهن : الله يصبرك يابنتي البقية في حياتك.
وقعت الجملة على سمعها كالصاعقة فَشلت حركتها ايُّ بقاء هذا، هل هي تحلم الآن ؟ ظلت واقفة مكانها لا تقو على الحراك تودُ تفسيرًا لما يحدث.
خرج سيد من الداخل وعلى حين غفلة عانقها بقوة وقال:
-خسرنا الحاجة الحلوة اللي في حياتنا ياقدر.
أزاحته وصال بكل قوة كي يفلت صديقتها الصامتة ونجحت في ذلك قائلة: أبعد عنها أنت مجنون.
وجه لها سيد نظرات حارقة وهو يتوعد لها بداخله .
فخرجت رهف راكضة من الداخل وهي تعانق أختها قائلة ببكاء: ماما ماتت يا وصال، ومش هنشوفها تاني زي بابا.
وقع الخبر كالصاعقة عليهم فأزاحت قدر يد شقيقتها ودلفت للداخل ركضًا وخلفها وصال
توجهت لغرفة والدتها، المستلقية على الفراش ملامحها باهتة خالية من الحياة تقدمت منها وأمسكت قدر بيدها تقبلها انزلتها برفق بجانبها لتنادي بأسمها وحاولت إيقاظها هزت كتفها ولكن بلا جدوى علا صوت بكاء رهف من خلفها واحتضنتها وصال تشبثت هي بها كالغريق، فصدر من قدر صرخة قوية تصم الاذان والدموع أخذت طريقها لوجنتيها كالشلال ، وقالت وهي تتمسك بيدها:
- قومي ياماما أرجوكي أنا ولا حاجه من غيرك، معقول هتسبيني خلاص هُنت عليكي قومي عشان خاطري أنا ورهف، قومي يا أمي نظرت خلفها عند أخر كلمة وتابعت وهي تنظر لوصال:
-أعملي حاجه ياوصال، أتصلي بالدكتور هي عايشة صح.
كانت بحاجة ولو لأملٍ كاذب، كم أشتهت الموت هي أيضا بتلك اللحظة مرارة الفقد تظل عالقة بالعقول ولا يمكن نسيانها أبداً .
أما عن وصال فالدمع من عينيها لا يتوقف كأن أحدهم قام بسكب نهر بداخلهم وهو الان لا يتوقف عن السريان،لا تعلم كيف تضمد جراح صديقتها هذه المرة فهذا الجرح لا يلتئم إلا بفراق الروح الجسد.
ولج سيد للداخل ملامحه خالية من الحزن صامد لا يأبه لشيء تقدم من قدر ووقف أمامها وهي جالسة على طرف الفراش متشبثة بيد والدتها وضع يده الاثنتان على كتفها يحاول ان يجذبها إليه ويعانقها بحجة المواساة.
فأزاحت وصال عنها رهف برفق وتقدمت منهم بغضب وهي تزيح يد سيد عن صديقتها التي تبدو بعالم أخر قائلة:
-قولتلك أبعد عنها يا قذر.
نظر سيد لها بغيظ وهو يصك على أسنانه قائلاً بتهديد : هيكون ليا حساب معاكي بعد ما أخلص من ده كله الأول.
حدجته بأشمئزاز لتقاطعهم أحد النسوة قائلة: أكرام الميت دفنه يا جماعة وأنت ياسيد روح خلص المطلوب وأنا هكلم المُغسلة.
نظر لها سيد قائلاً: ماشي يا ست محاسن، تقدم خطوتين للأمام حتى انه أقترب من وصال مال على أُذنها قائلاً:
-ألحقي أشبعي من صحبتك الكام يوم دول علشان هتوحشك الأيام الجاية.
ألقى تلك الكلمات المسمومة على مسامعها مغادرا الغرفة تاركاً وصال في صدمتها.
يتبع......
رأيكم، توقعاتكم
دمتم بخير♥
•تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية