رواية سدفة الفصل الثاني 2 - بقلم اية شاكر
رائد ولا عقيد يا دياب باشا متلغبطناش لو سمحت”
ضحك وضحكت بخفوت أثر ضحكاته، وقاطع ضحكاتها انفتاح باب غرفتها ودخول والدها بخطوات هادئة وحين شعرت به أجفلت وعضت شفتيها ثم أغلقت الهاتف في سرعة وتظاهرت بالنوم.
وقف والدها قبالتها يطالعها لبرهة ثم اتجه صوب ابنه ليدثره جيدًا قبل أن يترك الغرفة في هدوء.
زفرت «نداء» بارتياح ووضعت يدها على قلبها الخافق والفزِع وهي تردد بهمس:
“الحمد لله إنه مسمعنيش”
الحلقة الثانية (العائلة)
#رواية_سدفة
بقلم آيه السيد شاكر
انتظرت مكانها حتى سمعت صوت إنغلاق باب غرفة والدها فوثبت نحو مكتبها ودونت الرقم في دفترها قبل أن تحذفه من الهاتف وتعود لتستلقي بفراشها وتُسلم جفونها للنوم…
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★
ضحك «رائد» فدائمًا ما يقابل السخرية من اسمه بالضحك، فهو يتجنب ذكر اسمه الثلاثي أمام أحد لكنه كان يود معرفة رد فعلها ويتسلى قليلًا!
انتهى من نوبة الضحك وأخذ يكتب خاطرة ما وهو مبتسم حتى تثائب فسحب الغطاء عليه وأخذ يتأمل سقف الغرفة بابتسامة عذبة حتى غلبه النعاس وغط في النوم…
استغفروا ❤️
★★★★★★
مرت الأيام وكانت نداء متناقضة الأفعال تطلب رقمه كل يوم في نفس الميعاد بعدما تصلي الفجر وتردد الأذكار ثم تبدأ بمضايقته!
وبالرغم من أن كلامهما كان مقتضبًا ولا يتجاوز الثلاث دقائق إلا أنه اعتاد عليها وفي كل مكالمة كانت تُلهمه بخاطرةٍ أو فكرةٍ دون أن تشعر لذا لم يلجأ لحظرها وكان يجيب على اتصالها بتلهف…
وفي إحدى الأيام سرقها الوقت بالكتابة من بعد الفجر وحتى الضحى وحين سمعت صوت استيقاظ والديها اللذان تأخرا في النوم على غير عادتها، هرعت وركضت صوب فراشها لتتظاهر بالنوم.
وبعد نصف ساعة قضتها متدثرة بالغطاء وتنسج أفكارها دلفت والدتها للغرفة وهي تقول:
“نـداء… نـداء يلا اصحي عشان نفطر”
ردت نداء بنعاس زائف:
“ماشي يا ماما”
هزتها والدتها وهي تقول:
“يلا عشان متتأخريش على الدرس!!”
اعتدلت نداء جالسة ومطت ذراعيها وهي تقول:
“حاضر”
خرجت والدتها من الغرفة ووثبت «نداء» من فوق فراشها لتجلس قبالة مكتبها وتفتح دفترها لتقرأ ما كتبتهوبإعجاب، مرت دقائق أخرى وهي مبتسمة وشاردة تغوص بين بحور أحرفها…
“يا بت يا نــداء!!”
قالتها والدتها بنفاذ صبر، فوثبت نداء وهي تقول:
“حـ… حاضر يا ماما جايه… حــــاضر”
خرجت من غرفتها وكان والدها خارج من المرحاض يغطي وجهه بالمنشفة، فقالت مبتسمة:
“صباح الخير يا بابا”
أزاح «رشدي» المنشفة عن وجهه ليظهر رأسه الأصلع من المقدمة وشعره الرمادي الناعم الذي ينبت من منتصف رأسه، وشاربه العريض الذي يغطي حافة شفاهه العلوية، رد:
“صباح النور يا نداء”
كان البيت يعبق برائحة الطعام المقلي والشهي، وتتصاعد أصوت استغاثات البطاطس التي يفتـ..ك بها الزيت بعد أن قذفتها والدتها بداخله دون هوادة…!
كان بيتها هادئ تتلون جميع جدرانه بالدرجة الأولى من اللون الرصاصي، بيتٌ واسع الردهه يضم أربعة غرف تفتح كل إثنتين مقابل بعضهما بأبواب خشبية باللون البني القاني، بدا أثاث البيت قديم لم يتغير منذ زواج والديها قبل ثمانية عشرة عام رغم أن والدها يعمل بالنجارة ولكن كما يُقال “باب النجار مخلع”
دلفت «نداء» للمطبخ ووقفت خلف والدتها متخصرة تُطالعها رافعة إحدى حاجبيها، فرمقتها والدتها في سرعة وقالت بابتسامة ماكرة:
“أنا هامله ‹عامله› بطاطس مهمره ‹محمره› وبيض مقلي وطهمية ‹طعمية› يستاهلوا بوقك”
أطبقت «نداء» يدها على فمها لتكبح ضحكتها فوالدتها تنطق حرفي العين والحاء هاء..
لم تعقب نداء وصمتت لبرهة تتأمل أصناف الطعام ثم قالت بنزق:
“ماما!!! إنتِ عارفه إني مش باكل محمر!”
الأم باستغراب زائف:
“ليه بقا ان شاء الله!؟”
تأهبت «نداء» لقول جملتها اليومية التي تضغط على زر غضب والدتها، قالت :
“عشان عامله دايت يا ماما”
رمقتها الأم بنظرة متفحصة وساخرة وهي تتأمل جسدها النحيف وقالت باستهزاء:
“دايت إيه يا بنتي دا إنتِ لو هد ‹حد› نفخ قصادك هتطيري”
أدركت «نداء» أنه قد حان موعد الجدال اليوميّ مع والدتها التي لا تنفك عن الإستغراب والإستهزاء من الحمية الغذائية التي تتبعها بل وتكرر نفس الكلام كل يوم دون ملل أو كلل!
لا تدري لمَ دائمًا يربطون الحمية الغذائية “الدايت” بالسمنة والنحافة! ولا يربطونها بالصحة الجيدة!
نداء بابتسامة صفراء:
“مامتي عشان خاطري بلاش حوار كل يوم ده!!…”
تنهدت نداء بعمق وأردفت:
“أنا هسلق لي بيضتين وهفطر عشان متأخرش على الدرس وبعدين نبقى نتفاهم في موضوع المهمر ده”
قالت أخر كلمتين وهي تضغط حرف الهاء وكبحت ضحكة باغتتها، فرفعت والدتها حاجبيها وقالت:
“بتتريقي عليا! ماشي يا نداء”
قبلتها نداء بإحدى وجنتيها في سرعة لتُنهي الجدال المتكرر بلا فائدة! وقالت بابتسامة:
“والله بحبك يا دودو”
تنهدت والدتها “دينا” وهي تهز رأسها باستنكار وتتابع ما تفعله ابنتها في صمت…
استغفروا 🌹
★★★★★
فتح «رائد» حفونه أثر الأصوات الصاخبة بعد أن استيقظ جميع أفراد البيت أو عصابة البيت كما يسميهم.
كانت «وئام» التي تصغره بخمسة أعوام تقف أمام حوض الوجه تغسل أسنانها وتوأمها الغير متماثل «هيام» تقف جوارها وتصيح بتبرم:
“انتِ بتغسلي بالفرشه بتاعتي!!”
وئام والفرشة بفمها وبنبرة جليدية:
“مش بتاعتك دي بتاعتي”
هيام بعصبية وغضب:
“لا والله بتاعتي إنتِ كل حاجه عايزه تشاركيني فيها حتى فرشة الأسنان دي بقت عيشه تزهق..”
وارتفع صوت شجـ..ارهما الصاخب والشبه يومي على كل شيء…
من ناحية أخرى التوأم المتماثل «عامر» و«عمرو» كانا نسخة طبق الأصل، يدرسان بالصف بالثاني الإبتدائي، كانا يركضان خلف بعضهما بأرجاء البيت مع صرخات تدوي من حلق كلاهما، وعامر يصيح بتهديد:
“والله ما هسيبك يا عمرو…”
ولما لم يستطع عامر الوصول لشقيقه وقف مكانه عاقدًا ذراعيه حول صدرة وصاح بتذمر:
“يا مــــــامـــــا عمرو أكل من السندوتش بتاعي وتف عليا”
لم ترد الأم فتربص «عامر» لأخيه وانقض عليه فاغرًا فاه وعضه بذراعه، فصرخ «عمرو» وهرول للمطبخ حيث والدته وهو يبكي ويمسك ذراعه:
“يا ماما عامر عضني”
دلف «عامر» للمطبخ قاطبًا جبينه ومبررًا:
“عشان أكل من الساندوتش بتاعي وتف عليا”
لم تلتفت الأم ووقفت تُكمل تجهيز الطعام، فدلفت هيام للمطبخ وهي تقول بتبرم:
“يا ماما وئام غسلت أسنانها بالفرشه بتاعتي”
دخلت «وئام» خلفها وهي تقول ببرود:
“وإيه المشكله يعني اتلغبطت بتحصل في أحسن العائلات”
ارتفعت أصواتهم، كل ثنائي يتنازع مع الأخر فالتفتت شيرين التي تعصب جبهتها بقماشة صفراء من ألم رأسها ووضعت كلتا يديها على رأسها صارخة:
“بــــــاس ارحموني”
وقف «رائد» أمام باب المطبخ يتأمل الهدوء الذي حل على أخوته فور صراخ والدته..
كانت شيرين سيدة في عقدها الخامس بشوشة الوجه تشبه رائد كثيرًا ترتدي منامتها الشتوية وتُعد الغداء لأولادها وزوجها…
بدل «رائد» نظره بينهم وهو يرميهم بسهام نظراته الحادة وأشار للخارج وقال وهو يضغط على كلماته:
“اتفضلوا ومش عايز أسمع صوت في البيت”
خرجتا الفتاتان وهما تتبادلان نظرات الوعيد،ونظر عامر لـ رائد بتبرير:
“أنا معملتش حاجه يا أبيه”
رائد بضجر:
“مش عايز أسمع صوت يا عمرو”
عامر بتوضيح:
“أنا مش عمرو أنا عامر”
تنهد رائد وقال بهدوء:
“طيب اقعد ساكت يا عامر”
رفع عمرو رأسه وقال بسماجة:
“أنا مش عامر أنا عمرو”
رائد بنفاذ صبر وبنبرة مرتفعة:
“أمشي ياد إنت وهو من قدامي”
نظرا لبعضهما بابتسامة فدائمًا يستمتعان بإثارة غضب الجميع بتلك الجمل، رددا بنفس الوقت وهما يركضان لخارج المطبخ:
“حاضر يا أبيه”
مسح رائد وجهه ليكظم غيظه وهو يردد:
“إيه ده!!! إيه الشقاوة دي! إيه العصابه دي!”
شيرين بنفاذ صبر:
“العيال دول هيجننوني يا رائد أنا تعبت منهم”
دنا رائد منها وقبل رأسها بحنو ثم قال:
“الف الف الف سلامه عليكي من التعب يا قلبي… معلش أنا هربيهملك”
ابتسمت شيرين وقالت:
“ربما ميحرمنيش منك يا أحن ابن في الدنيا بعد رامي”
قهقه رائد ضاحكًا وهو يقول:
«ماشي يا أم رامي… مش عارف والله الواد ده ساحرلك ولا ايه!”
تنهدت شيرين بعمق وقال باشتياق:
“دا وحشني أوي يا رائد”
رائد بلوعة:
“والله وحشني أنا كمان”
****
كان «رائد» يشتاق لتوأمه «رامي» الذي لا يشبه ملامحه لكنهما يتشابهان في الروح فلديه نفس لين قلبه ونفس النظرات الدافئة حتى أنه يشاركه هواياته فيحب لعب كرة القدم والقراءة والتأليف…
فبعدما أنهي «رامي» دراسته بكلية العلوم قسم الجيولوچيا ضـ…رب بشهادته عرض الحائط ثم سافر لإيطاليا ليعمل مع خاله بمطعمه هناك…
***
أخذت شيرين تُكمل اعداد الطعام وشرب رائد الماء ثم سألها:
“هو بابا خرج من بدري ولا ايه يا ماما؟!”
“أيوه أخد سندوتشات ليه وللعمال وخرج من ساعتين”
سار رائد لخارج المطبخ وهو يقول:
“طيب أنا هروح ألبس عشان متأخرش على الشغل ”
صاحت شيرين:
“طيب افطر الأول”
توقف والتفت قائلًا بابتسامة:
“معلش هتعبك اعمليلي سندوتش على ما ألبس”
ابتسمت والدته وهي تشير لعينيها وأخءت تتمتم بالدعاء له ولسائر أبنائها وتُكمل اعداد الطعام بكل حب…
وبعد فترة خرج «رائد» من بيته الذي يقع بأخر الشارع ذلك الشارع الذي يضم مباني على الجانبين يفتح أسفل كل مبنى محل أولهم للبقاله ويقابله أخر للملابس يجاوره مطعم للفول والفلافل ويقابله مكتبة لبيع أدوات الدراسة…
كان يسير واضعًا كلتا يديه بجيبي معطفه الشتوي يلقي السلام على كل من يقابله وكانت هناك عيون تتابعه من شرفة منزلها وهي تنشر غسيلها على الأحبال، عيون لسيدة خمسينية لا تتوقف هي وزوجها وأولادها عن مضايقته هو وعائلته ولا تمل من أذيتهم بالكلام وكأنهم يستمتعون بالأذى.
فالبعض يتمنى لو يزرع الأرض حبًا ويرويها سعادة ليعم السلام والأمان والكثير يعيش فقط ليؤذي بكلماته وأفعاله ويستمتع بجراح غيره…
وحين لمحها «رائد» بطرف عينه أخذ يستغفر الله ويوسع خطواته ويسرعها ليبتعد عن بصرها، فعندما يرى طيفها يتذكر ما عاناه في الماضي ومازال يراوده الشك بأنها كانت المتسبب به ولا دليل له سوى شعور قلبه…
﴿وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون﴾
كان صوت القرآن يفوح عبيرة بالشارع يصدر من إحدى المحلات فابتسم لشعوره الدائم بأن الله يراه ويسمعه ويشعر بكل آنات قلبه الخفية أخذ يردد:
“حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”
وسار في طريقه متجهًا لعمله…
بقلم آيه شاكر
استغفروا ❤️
★★★★
“يلا أنا همشي عايزه حاجه يا ماما!”
قالتها «نداء» وهي تقف أمام باب بيتها ترتدي جلباب فضفاض أسود اللون تكاد لا تمتلك سواه وحجاب كحلي، وحقيبة ظهر بلون حذائها الأبيض…
ردت الأم بحنو:
“سلامتك خدي بالك من نفسك”
كان والدها يتابع التلفاز فسألها وهو يضع قدمًا فوق أخرى مبتسمًا بمزاح مغلف بالسخرية:
“أخدتِ الأيفون بتاعك يا نداء؟”
أومأت بالإيجاب وهي تدس هاتفها الصغير بالحقيبة وتقول بسخرية :
“أيوه يا بابا أخدت الأيفون!”
وقفت لبرهة تبتسم وهي تُطالع والدها الذي قهقه ضاحكًا، هزت عنقها باستنكار وهي تردد في سريرة نفسها “ليس أب سيئًا ربما يخاف عليها وربما… يعاني من داء البخل”
فتحت باب شقتها وهي تهم بالرحيل قائلة:
“يلا سلام عليكم”
صكت الباب الخشبي خلفها وهي تسمع غمغمات والدتها داعية لها بالتوفيق والنجاح، نزلت الدرج وهي تقفز كالأرنب حتى وصلت بوابة بيتها الحديدية.
كان أسفل بيتها ورشة النجارة الخاصة بأبيها والتي يعمل بها شابان، حين رآها أحدهما اتسعت ابتسامته وأخذ يتابعها بطرف خفي حتى وصلت لصديقتها، فقال الشاب الأخر:
“عينك هتتخلع عليها يا عم علي”
أطلق «علي» تنهيدة طويلة وقال:
“ربنا يقدرني ويرزقني عشان أتقدملها في أقرب وقت”
ربت الشاب على كتف علي وقال:
“يارب يا غالي”
ومن ناحية أخرى حين رأت نداء صديقتها «دعاء» تنتظرها قبالة البيت أخذت ترنو نحوها وهي تتأملها فـ«دعاء» فتاة حسنة المظهر ممتلئة قليلًا خمرية البشرة متقاربة في الطول مع نداء مما وطد علاقتهما لأن نداء قصيرة القامة وتبتعد عن مصاحبة الأطول منها!
كانت «دعاء» ترتدي بنطال من الجينز يعلوه قفطان أسود بصل لركبتها وحجابها الأزرق، تحمل حقيبة على ظهرها وتضع سماعة الهاتف في أذنها وتهز رأسها مدندنة مع الأغنيه وهي تأكل رقائق الشيبسي…
وعندما رأت نداء هرولت إليها لم تلقي عليها سلامًا بل مدت يدها بالشيبسي وهي تقول باستفزاز:
“تاخدي واحده؟!”
كانت دعاء تعلم الإجابة ولكنها تتغالظ على «نداء» التي رمقتها بطرف عينها وقالت رافعة إحدى حاجبيها:
“لأ ما إنتِ عارفه إني مش بأكله ولا هي رخامه وخلاص”
مضغت دعاء ما بفمها وهي تقول ببرود:
“أحسن برده أنا أصلًا بعزم عزومة مراكبية”
لكزتها نداء بذراعها وهي تقول بغيظ:
“أنا هلاقيها منك ولا من أمي ارحموني بقا”
قهقهت دعاء ضاحكة وسارت جوارها تدندن مع الأغنية…
وأثناء الطريق تناهى إلى سمعهما صوت سيدتين، تقول إحدهما:
“مش العيال دول في ثانوي!”
عقبت الأخرى بسخرية:
“أدبي… ورايحين جاين من الدروس قالي يعني هيبقوا دكاتره!!”
أطلقا عدة ضحكات متهكمة فاستدارت نداء تُطالعهما بغيظ عازمة أن تلقنهما درسًا ولكن جذبتها دعاء من ذراعها تحثها على السير وهي تقنعها أنه لا داعي للجدال اليومي مع الجيران والشرح المستمر لمميزات قسم الأدبي، فكلما علم أحد بشعبتهما نظر لهما بسخرية وازدراء…
ففي مجتمعنا حري بنا أن نلغي مسميات قسم العلمي والأدبي إلي قسم المتفوقين وأخر للفاشلين، حقًا؟!!
تقطن «نداء» بقريةٍ ريفية تبعد عن المدينة مسافة ربع ساعة بسيارة الأجرة، تخرج كل يوم مع صديقتها «دعاء» لحضور الدروس الخصوصية بالمدينة ثم تعودان معًا…
مر اليوم وهما تخرجان من درس وتدلفان لأخر حتى حل المساء…
استغفروا ❤️
★★★★★
في المساء عند عودة «رائد» من عمله جذب انتباهه فستانين بإحدى محلات الملابس وقد رأى بهما أختيه، فوقف يتفحصهما ويُطالعهما بإعجاب..
في حين دلفت «نداء» للمحل مع دعاء يتأملان وشاح مُعلق قبالته في اعجاب، التفتت نداء حولها فلم تجد غير رائد الذي يوليها ظهره بالمحل سألته:
“لو سمحت هو بكام ده؟!”
لم يلتفت لها فقد ظنها تُحدث شخصًا أخر، سألته مجددًا بنبرة مرتفعة قليلًا:
“يا أستاذ لو سمحت ده بكام؟!”
انتبه «رائد» لسؤالها ودون أن يلتفت لها قال بلامبالاه:
“لا… لأ أنا مش هنا!!”
بدلت «نداء» نظرها بين ظهره وبين دعاء وهي تردد:
“مش هنا ازاي؟ ما أنا شايفه حضرتك قدامي أهوه”
أطبقت دعاء شفتيها تكبح ضحكاتها، ونداء تكبح ابتسامتها الخبيثة التي تجلت في عينيها.
والتفت لها رائد يرمقها بغيظ…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سدفة ) اسم الرواية