رواية خادمة القصر الجزء الثالث 3 الفصل الثالث 3 - بقلم اسماعيل موسى
” خربش كيمو واكا الأرض الرطبه وبصق ثم دفن لعابه تحت الشجره، لا يمكن لأى شيء ان يحدث إلا إذا كان سيحدث بالفعل، لا مبلاتى مزعجه لدرجه مغريه وهذا ما يجعلنى اعتقد اننى سأموت وانا القى مزحه. “”
مرت عربة يجرها حمار خارج القصر وكان الفلاح يلهب ظهر الحمار بعصا يابسه كسرها من شجرة صفصاف يتيمه تقطن جوار الساقيه البحريه، العربه ممتلئه باعواد البرسيم وساق الفلاح ممدده أمامه يحرك اصابعه المتعفنه المتوسخه بالطين داخل بوت مهتريء، الحمار يكافح ان يركض، يكاد يصرخ على الفلاح لو كنت تمتلك عقل ولست حمار لادركت لو كانت لدى قوه لركضت اسرع حتى اتحاشى ضربك الموجع، سمع كيمو واكا تأوهات الحمار وتغير مزاجه المتعكر اصلا
“” قفز مبتعد عن الشجره اربع خطوات إلى اليمين وسبعه نحو المقدمه ثم رجع اربع خطوات نحو اليسار قبل أن يسير فى خط مستقيم مستخدم تعويذه ساموراويه قديمه، حتى الشر يمكن تضليله ، العالم كتله من الحاقه “” ثم سار وهو يحمل احزانه، رأسه ثقيل بالأفكار المزعجه وقدميه لا ترغب بحمله، تأسف كيمو واكا، الكل يرفضنى، الكل لا يريدنى فى حياته حتى انت ونظر لساقيه المنحوله والتى كانت فى الماضى مشعره، رشيقه وجميله، دوام الحال من المحال وشعر ان عظام ظهره تتقطق فأحس باستياء لم تنتهى الرحله بعد، انا احتاجك رفيقه، حبيبه، غبيه مشاكسه، متمرده وطائعه، انا احتاجك كل شيء ولا شيء وسمع موسيقى تشايكوفيسكى قادمه من سطح القصر وادرك انه يحتاج تلك اللحظه راوية بيكوفيسكى مكتب البريد وهو مستلقى على ظهره تحت أشعة شمس بساقين متعانقتين، كونشيريو صعود الأرواح لجبل الموت لا تضاهييها الا دخول الالهه قاعة الولائم لفاغنر، نفض كيمو واكا شعره على مدخل القصر، وضرب قديمه فى الأرض يتخلص من الاتربه ثم نظر بأنزعاج نحو ديلا التى تحمل ادم الصغير والذى لازال ملتزم بوعده ولم يفتح فمه بالصراخ حتى تلك اللحظه.
اقترب كيمو واكا من ديلا ولمس ساقيها، كنت انا اول مخلوق تنبيء بحملك بذلك الطفل الشقى، ثم نظر تجاه الطفل وقال باحترام، كيمو وكا يقدر كل شيء فعلته من أجله، لكن كيمو واكا يحتاج الان للموسيقى، سأصعد عند والدك على سطح القصر، يمكنك مرافقنى، لكن اسمع لا تصرخ حتى اصل هناك فأنا اعرف العابك الدنيئه، كيمو واكا سيعلمك كيف تصبح انسان لا مبالى دون أن تقراء لميلان كونديرا وتسلق السلم بسرعه دون أن ينتظر إجابة الطفل””
على سطح القصر عندما نظر للسماء وجدها غائمه، قطع من السحاب تمخر الافق مثل مراكب شراعيه، اشعة شمس دافئه محتضنه تجعلك ترغب بالاستلقاء ومعده ممتلئه بالسردين انسب لحظات للنوم “”
استلقى كيمو واكا أسفل قدمى ادم وكان ادم الفهرجى يضع ساقيه فوق طاوله واطئه عينيه شارده نحو الحقول وفى فمه لفافة تبغ وكانت الموسيقى لازالت تصدح والطفل يصرخ فى حضن ديلا التى تحاول دون فائده ارضائه.
صرخت ديلا
ادم ؟؟ الطفل يصرخ، ينتحب بلا توقف، لا استطيع اسكاته، طغى نغم الموسيقى على صوت ديلا المتوتر مما دفع ديلا لتسلق درج السلم بغضب نحو سطح القصر
ادم؟ لماذا لا ترد على ؟
“لم انتبه أجاب ادم بلا مبلاه
وكيف تهتم او تنتبه؟ تتركنى الليل بطوله سهرانه لا يغمض لى جفن وعندما تحمل الطفل نصف ساعه تشعرنى انك فعلت معجزه وان على ان اشكرك من أجل ذلك
” أعطى الطفل لخادمه، رد ادم باقتضاب ” وكان شارد الذهن ولا يرغب بأى ازعاج فى تلك اللحظه
صرخت ديلا /انت مش مقدر تعبى ولا سهرى وكل إلى اتحملته عشانك ؟
وكان ادم الصغير يستمع بصمت للجدال القائم بين والديه ليس احترامآ بل لأن كيمو واكا غمز له بطرف عينه محذرآ ان يفتح فمة الضيق.
ماذا على ان أفعل؟ وكانت نبرة ادم صارمه وقاسيه، كان الطفل معى حتى استيقظتى من نومك حدود الظهر
أعلى ان أحمله اليوم بطوله؟
ليه لا؟ واصلت ديلا كلامها بتحدى، “” “وكان كيمو واكا يفكر ان على كل امرأه ان تقفل فمها اسبوع كل شهر حتى تتعلم كيف تتخلص من ثرثرتها، فأخر ما يفكر به الرجل هموم المرأه ومتاعبها وعنادها يجعل الأوضاع تسوء.
وهمست ديلا بحزن انا مش بنام الليل يا ادم
قال ادم كل امرأه تفعل ذلك، انها ليست اول امرأه فى العالم تحمل وتنجب وترضع وتسهر الليالى
واحست ديلا بلامبلاة ادم وعدم التقدير وشعرت بالاهانه فبدأت عيونها تدمع
قال كيمو واكا، اثبت يا ادم ولا تجعل قلبك يورطك، تدليل المرأه يفسد ذهنها ومطالبها لا تنتهى آبدآ
لكن قلب ادم رق، وتذكر ما عانته ديلا من أجله، فقد كان الرجل رغم مزاجيته المتطلبه ممتن لكل ما ضحت به من أجله ولا يمكنه ان ينكر جميلها، نهض ادم وربت على كتف ديلا وهمس انا اسف، عقلى متعكر، وحمل الطفل وجلس به على المقعد، صرخ الطفل بأمتعاض فهو لا يقبل ان يكون مثل مقعد او طاوله او حتى قطعة كيك يوزوعونها على بعضهم مما اضطر ادم النهوض مره اخرى وهدهدته والابتسام فى وجهه.
القصه بقلم اسماعيل موسى
وكانت توتا جالسه فوق الصور تراقب كل ذلك بعيون دامعه، كيمو واكا هناك ولا يمكنها ان تكون جواره بعد أن تخلت عنه
كيمو واكا لن يسمح بذلك وكان جسدها الذى نحل يرتعش من الهجر والفقد والأحزان، تتمنى ان يمنحها كيمو واكا فرصه أخرى لتثبت له انها تستحق عطفه ورحمته وتفكر كيف تكفر عن ما فعلته بقلب كيمو واكا لأنها تعرف ان جرح القلوب لا يمكن علاجه لكن يمكن التحايل عليه، فأطلقت مواء حزين طويل وضعيف، وسمع كيمو واكا النداء وعرف الصوت ولم يبدى اى اهتمام مما دفع الطفل انى يبتسم
أغلق فمك القذر الصغير نهره كيمو واكا، إياك أن تتنمر على !!
امنحها فرصه أخرى صرخ الطفل، اريد ان أراكم معآ، اريد ان اراك سعيد مره واحده على الاقل قبل موتك !!
قال كيمو واكا، الأمنيات لا تتحقق فى عالمنا ايه الطفل اللئيم هذا درس عليك تعلمه
صرخ الطفل لكنها قطه رقيقه وجميله اشعر بذلك؟
من ادراك؟ ها!؟ نهره كيمو واكا بشده، هذه القطه عاهره كانت تمنح جسدها للهرره بالمجان
صرخ الطفل وبكى بحنق وانت أيضآ لا تعرف كيف أتيت يا كيمو واكا ربما كانت والدتك عاهره أيضآ
لقد تعديت حدودك، صرخ كيمو واكا، كلمه أخرى سأقفز واخربش وجهك الجميل، فأنت لا تعرف ما حدث مع والدتك وكيمو واكا لا يرغب بنبش الماضى
والدتى شريفه وعفيفه ايها الهر العجوز الوقح
وانا ايضا والدتى شريفه، دعنا لا نتحدث عن الأعراض هنا واذهب لوالدتك اجعلها ترضعك لقد سئمت حديثك المزعج
لن اتناول قطرة حليب حتى تعاهدنى انك ستمنحها فرصه، دعنا نتفق ان لا أحد منا يعرف كيف اتى لهذه الحياه ولا يمكننا تصور كيف كانت مزاجية امهاتنا عند الحمل بنا !!
اطرق كيمو واكا وانعكست اشعت الشمس الدافئه على وجهه البرونزى، نعم اغتصبت امهاتنا وحملت بنا رغمآ عنها
صرخ الطفل ستمنحها فرصه؟
قلت لا، اذهب لحضنك والدتك الدافيء ولا تتدخل فى أمور الرجال، دع كيمو واكا فى شأنه
وشعر الطفل ان كيمو واكا محطم وانه لن يلين بمجرد كلمتين
فراح يصرخ بلا توقف حتى دفع والده ان يهبط نحو الحديقه ويتمشى به خلالها حتى وصل قرب توتا فتوقف عن النحيب
رأى ادم الهره التى لم تفزع لرؤيته بل قفزت قربه وراحت تداعب قدميه، انحنى ادم وربت على جسدها وكان ادم الطفل قريب منها فراحت تلعق وجهه بعطف ورقه، سمح لها ادم الطفل ان تلعقه رغم تقززه منها ورغبته فى التقيء ثم رافقتهم لداخل القصر
يتبع…
•تابع الفصل التالي "رواية خادمة القصر" اضغط على اسم الرواية